«  الرجوع   طباعة  »

الرد على شبهة تناقض مشى المسيح على الماء واضطراب البحر. متى 14 ومرقس 6 ويوحنا 6

 

Holy_bible_1

 

الشبهة 

 

السير على الماء

رواية القصة في العهد الجديد

انجيل متى الإصحاح الرابع عشر:
22 وللوقت ألزم يسوع تلاميذه أن يدخلوا السفينة ويسبقوه إلى العبر حتى يصرف الجموع.

23 وبعدما صرف الجموع صعد إلى الجبل منفردا ليصلّي.ولما صار المساء كان هناك وحده.

24 وأما السفينة فكانت قد صارت في وسط البحر معذبة من الأمواج.لان الريح كانت مضادة.

25 وفي الهزيع الرابع من الليل 
مضى إليهم يسوع ماشيا على البحر.
26 فلما أبصره التلاميذ ماشيا على البحر اضطربوا قائلين انه خيال.ومن الخوف صرخوا.

27 فللوقت كلمهم يسوع قائلا تشجعوا.أنا هو.لا تخافوا.

28 فأجابه بطرس وقال يا سيد إن كنت أنت هو فمرني أن آتي إليك على الماء.

29 فقال تعال.فنزل بطرس من السفينة ومشى على الماء ليأتي إلى يسوع.

30 ولكن لما رأى الريح شديدة خاف وإذ ابتدأ يغرق صرخ قائلا يا رب نجني.

31 ففي الحال مدّ يسوع يده وامسك به وقال له يا قليل الإيمان لماذا شككت.

32 ولما دخلا السفينة سكنت الريح.

33 والذين في السفينة جاءوا وسجدوا له قائلين بالحقيقة أنت ابن الله

34 فلما عبروا جاءوا إلى ارض جنيسارت.


انجيل مرقس الإصحاح السادس:

45 وللوقت ألزم تلاميذه أن يدخلوا السفينة ويسبقوا إلى العبر إلى 
بيت صيدا حتى يكون قد صرف الجمع.
46 وبعدما ودعهم مضى إلى الجبل ليصلّي.
47 ولما صار المساء كانت السفينة في وسط البحر وهو على البر وحده.

48 ورآهم معذبين في الجذف.لان الريح كانت ضدهم.ونحو الهزيع الرابع من الليل 
أتاهم ماشيا على البحر وأراد أن يتجاوزهم.
49 فلما رأوه ماشيا على البحر ظنوه خيالا فصرخوا.

50 لان الجميع رأوه واضطربوا.فللوقت كلمهم وقال لهم ثقوا.أنا هو.لا تخافوا.

51 فصعد إليهم إلى السفينة فسكنت الريح.فبهتوا وتعجبوا في أنفسهم جدا إلى الغاية.

52 لأنهم لم يفهموا بالأرغفة إذ كانت قلوبهم غليظة.

53 فلما عبروا جاءوا إلى ارض جنيسارت وارسوا


انجيل يوحنا الإصحاح السادس:

16 ولما كان المساء نزل تلاميذه إلى البحر.

17 فدخلوا السفينة وكانوا يذهبون إلى 
عبر البحر إلى كفرناحوم.وكان الظلام قد اقبل ولم يكن يسوع قد أتى إليهم.
18 وهاج البحر من ريح عظيمة تهب.

19 فلما كانوا قد جذفوا نحو خمس وعشرين أو ثلاثين غلوة 
نظروا يسوع ماشيا على البحر مقتربا من السفينة فخافوا.
20 فقال لهم أنا هو لا تخافوا.
21 فرضوا أن يقبلوه في السفينة وللوقت صارت السفينة إلى الأرض التي كانوا ذاهبين إليها

 

التناقض بين الروايات الثلاث

أولا: رد فعل ركاب السفينة تجاه يسوع

إن كتاب أناجيل متى ومرقس ويوحنا على الرغم من أنهم - على ما كان يظن - يتحدثون عن نفس الحادثة ، إلا أن لكل منهم رواية مغايرة ، فقد تتناقض الروايات ولا سبيل للجمع بينهم لتغطية نفس الحادثة.
فمثلا كاتب انجيل متى قد أشار إلى أن يسوع قد مشى على الماء وان التلاميذ قد اعتقدوا انه خيال - بسبب سوء الأحوال الجوية - وعندما تحققوا منه حين قال لهم انه هو أي لا داع للخوف، ودخل السفينة كان رد الفعل هو الاطمئنان الذي عم على الجميع والتمجيد ليسوع والاعتراف بأنه ابن الله .
هذا بالنسبة لما رواه كاتب انجيل متى
وأما كاتب انجيل مرقس فكان له رأيا آخر، فقد جعل ركاب السفينة متعجبين مبهوتين مما رأوا ولم ينسب لهم فهما ولا علما وذكر السبب "إذ كانت قلوبهم غليظة" ، 
وهم نفس ركاب السفينة الذي وصفهم كاتب انجيل متى ضمنا بالفهم والإيمان حين أعلن أنهم قالوا ليسوع " بالحقيقة أنت ابن الله "،
والاختلاف في رد فعل ركاب السفينة في كلا الروايتين يعد من المتناقضات الشهيرة بين أناجيل العهد الجديد الذي عانى منها الكتاب المقدس طويلا..
فنحن لا نعلم الآن هل كان رد فعل من في السفينة هو التصديق وإعلان الإيمان ، أم فقط تعجبوا ولم يفهموا شيئا لأن قلوبهم كانت غليظة؟؟؟

 

ثانيا:هل صعد يسوع للسفينة أم لم يصعد؟؟

لم يعطينا كاتب انجيل يوحنا أي إشارة لرد فعل ركاب السفينة تجاه يسوع لنأخذ جانب احد الطرفين بسبب شهادته فلقد اثر هذا الأخير الصمت وموقف الحياد حين لم يتعرض أصلا لرد فعل ركاب السفينة وربما هذا لأن يسوع وفقا لرواية كاتب انجيل يوحنا لم يصعد أصلا إلى السفينة ، فالنص يوضح أنهم ما إن كادوا أن يطلبوا منه أن يصعد في السفينة ، إذ وصلت السفينة إلى المكان الذي أرادوا..
(
SVD)فَرَضُوا أَنْ يَقْبَلُوهُ فِي السَّفِينَةِ. وَلِلْوَقْتِ صَارَتِ السَّفِينَةُ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي كَانُوا ذَاهِبِينَ إِلَيْهَا.
فهل صعد يسوع إلى السفينة كما قال كاتب انجيل مرقس ومتى على اختلاف ردود أفعال ركاب السفينة كما أوضحنا ، أم لم يصعد أصلا كما قال كاتب انجيل يوحنا ؟؟؟؟؟

أو ربما كان يوحنا يقصد أنهم بمجرد أن اصعدوه إلى السفينة كانت الأخيرة وصلت في لمح البصر إلى وجهتها..فكل شئ متاح وكل تفسير يخرج من المأزق مقبول.

 

ثالثا:بيت صيدا أم كفر ناحوم أم جنيسارت

وان سلمنا بالقول بان يسوع بمجرد أن ركب السفينة مباشرة وصلت السفينة لوجهتها بسرعة الصوت أو الضوء،
لنا أن نسال أين كانت وجهة السفينة ؟؟؟

كاتب انجيل متى لم يخبرنا بالوجهة بل اكتفى بان يشير أنهم سيذهبوا إلى الجانب المقابل من البحيرة

انجيل متى 14:22

(
SVD)وَلِلْوَقْتِ أَلْزَمَ يَسُوعُ تَلاَمِيذَهُ أَنْ يَدْخُلُوا السَّفِينَةَ وَيَسْبِقُوهُ إِلَى الْعَبْرِ حَتَّى يَصْرِفَ الْجُمُوعَ.

وأما كاتب انجيل مرقس قال أن يسوع وجه تلاميذه إلى بيت صيدا 
(
SVD)وَلِلْوَقْتِ أَلْزَمَ تَلاَمِيذَهُ أَنْ يَدْخُلُوا السَّفِينَةَ وَيَسْبِقُوا إِلَى الْعَبْرِ إِلَى بَيْتِ صَيْدَا حَتَّى يَكُونَ قَدْ صَرَفَ الْجَمْعَ.

ولم يوافق على هذا الأمر كاتب انجيل يوحنا فقد أوضح أن التلاميذ متجهين إلى كفر ناحوم
وبالطبع بيت صيدا ليس كفر ناحوم ،

(
SVD)فدخلوا السفينة وكانوا يذهبون إلى عبر البحر إلى كفرناحوم. وكان الظلام قد أقبل ولم يكن يسوع قد أتى إليهم.
فهل توجهوا - وقد كان وفق أمر مباشر من يسوع بالطبع - إلى بيت صيدا أم إلى كفر ناحوم 
؟؟؟؟

الحقيقة إن الإجابة ليست هذا ولا ذاك فقد أعلن كاتب انجيل متى وكاتب انجيل مرقس بان السفينة قد وصلت إلى وجهتها والتي هي جنيسارت !!!!!! لا بيت صيدا ولا كفر ناحوم !!!

انجيل متى 14:34

(
SVD)فَلَمَّا عَبَرُوا جَاءُوا إِلَى أَرْضِ جَنِّيسَارَتَ

انجيل مرقس 6:53

(
SVD) فَلَمَّا عَبَرُوا جَاءُوا إِلَى أَرْضِ جَنِّيسَارَتَ وَأَرْسَوْا.
والحقيقة أن هذا أمر عجاب فحتى وجهة السفينة اختلفوا فيها ؟؟؟ وكل كاتب - من الكتبة المسوقين بالروح القدس - قد أورد مكان مختلف ، وليس لنا أن نعلم حقيقة الأمر.

فنحن بفضل الله ونعمته وإذ أثبتنا وقوع التناقض في هذه القصة ، في أكثر من موضع علمنا يقينا أننا أمام احتمالين لا ثالث لهما 
فإما أن تكون هذه القصة لم تقع أصلا
وإما أن احد الرواة الثلاثة هو الصادق والآخرين كذبة
بما أن أناجيل العهد الجديد تنسب لله تبارك وتعالى 
وبما أن الخطأ والكذب لا يصدر عن الله تبارك وتعالى 
فان وقوع التحريف في هذه القصة أمرا ثابتا لا محالة
حيث وقع الاختلاف ولم يكن هناك طريق للجمع بين الروايات بأي طريق من طرق الجمع
ولا سبيل لترجيح رواية على الأخرى لاعتبار أن الثلاث روايات صحيحة عند مؤمني الكتاب المقدس.

 

ملخص الشبهة 

أولا: رد فعل ركاب السفينة تجاه يسوع

ثانيا:هل صعد يسوع للسفينة أم لم يصعد؟؟

ثالثا:بيت صيدا أم كفر ناحوم أم جنيسارت

 

الرد

 

الحقيقة المشكك دلس كثيرا واستنتج خطأ واظهر ايضا جهله بالسياق وأيضا بجغرافية المكان 

ولهذا 

أولا سارد على الثلاث نقاط وأيضا سأشرح جغرافية المكان ثم بعد هذا أيضا سأشرح معنى روحي هام جدا في هذه القصة 

 

أولا: رد فعل ركاب السفينة تجاه يسوع

الرد باختصار شديد انهم في البداية فزعوا وبهتوا لما رأوه يسير على المياه وبخاصه انهم ظنوه روح ثم بعد ان عرفوا انه هو المسيح امنوا واعترفوا وسجدوا له 

ونتاكد من هذا بقراءة الاعداد بشيء من التفصيل 

انجيل متى 14

مت 14 :21 و الاكلون كانوا نحو خمسة الاف رجل ما عدا النساء و الاولاد 

مت 14 :22 و للوقت الزم يسوع تلاميذه ان يدخلوا السفينة و يسبقوه الى العبر حتى يصرف الجموع 

مت 14 :23 و بعدما صرف الجموع صعد الى الجبل منفردا ليصلي و لما صار المساء كان هناك وحده 

مت 14 :24 و اما السفينة فكانت قد صارت في وسط البحر معذبة من الامواج لان الريح كانت مضادة 

مت 14 :25 و في الهزيع الرابع من الليل مضى اليهم يسوع ماشيا على البحر 

مت 14 :26 فلما ابصره التلاميذ ماشيا على البحر اضطربوا قائلين انه خيال و من الخوف صرخوا 

أي اول رد فعل هو الخوف والاضطراب لانهم ظنوا انه خيال 

مت 14 :27 فللوقت كلمهم يسوع قائلا تشجعوا انا هو لا تخافوا 

المسيح طمئنهم وعرفهم بنفسه ثم يحدث اختبار بطرس 

مت 14 :28 فاجاب بطرس و قال يا سيد ان كنت انت هو فمرني ان اتي اليك على الماء 

مت 14 :29 فقال تعال فنزل بطرس من السفينة و مشى على الماء لياتي الى يسوع 

مت 14 :30 و لكن لما راى الريح شديدة خاف و اذ ابتدا يغرق صرخ قائلا يا رب نجني 

مت 14 :31 ففي الحال مد يسوع يده و امسك به و قال له يا قليل الايمان لماذا شككت 

مت 14 :32 و لما دخلا السفينة سكنت الريح 

ولما انتهى الموقف وانتهى الخوف والاضطراب وتاكدوا انه المسيح جاءت مرحلة الايمان والاعتراف 

مت 14 :33 و الذين في السفينة جاءوا و سجدوا له قائلين بالحقيقة انت ابن الله 

مت 14 :34 فلما عبروا جاءوا الى ارض جنيسارت 

فالقصة وضحت أولا اضطراب ثانيا المسيح طمئنهم ثالثا اعتراف 

نفس الامر بطريقة تكميلية 

انجيل مرقس 6

6 :44 و كان الذين اكلوا من الارغفة نحو خمسة الاف رجل 

6 :45 و للوقت الزم تلاميذه ان يدخلوا السفينة و يسبقوا الى العبر الى بيت صيدا حتى يكون قد صرف الجمع 

6 :46 و بعدما ودعهم مضى الى الجبل ليصلي 

6 :47 و لما صار المساء كانت السفينة في وسط البحر و هو على البر وحده 

6 :48 و راهم معذبين في الجذف لان الريح كانت ضدهم و نحو الهزيع الرابع من الليل اتاهم ماشيا على البحر و اراد ان يتجاوزهم 

6 :49 فلما راوه ماشيا على البحر ظنوه خيالا فصرخوا 

المرحلة الأولى مثلما قال متى البشير أيضا مرقس البشير يؤكدها وهي الخوف والاضطراب والسبب انهم ظنوا انه خيال 

6 :50 لان الجميع راوه و اضطربوا فللوقت كلمهم و قال لهم ثقوا انا هو لا تخافوا 

المرحلة الثانية وأيضا تطابق متى البشير وهي طمأنة المسيح لهم وتاكيد انه هو المسيح 

6 :51 فصعد اليهم الى السفينة فسكنت الريح فبهتوا و تعجبوا في انفسهم جدا الى الغاية 

المرحلة الثالثة وهي الايمان وهذا يشرحه العدد التالي

6 :52 لانهم لم يفهموا بالارغفة اذ كانت قلوبهم غليظة 

6 :53 فلما عبروا جاءوا الى ارض جنيسارت و ارسوا

هذا يعني انهم امنوا بسبب معجزة المشيء على المياه أكثر من معجزة اشباع الجموع والسبب غلاظة قلوبهم فلم تجعلهم يفهموا عظمة اشباع الجموع ولكن فهموا أي امنوا بعد خطورة هياج البحر ومعجزة المشي على البحر وتخليصهم من الخطر

نلاحظ شيء مهم ان مرقس البشير يتفق وأيضا يكمل كلام متى البشير بتوضيح سبب المعجزة وهذا فائدة أكثر من انجيل لأنهم يكملوا بعض من أكثر من زاوية 

 

انجيل يوحنا 6

6 :14 فلما راى الناس الاية التي صنعها يسوع قالوا ان هذا هو بالحقيقة النبي الاتي الى العالم 

6 :15 واما يسوع فاذ علم انهم مزمعون ان ياتوا ويختطفوه ليجعلوه ملكا انصرف ايضا الى الجبل وحده 

6 :16 و لما كان المساء نزل تلاميذه الى البحر 

6 :17 فدخلوا السفينة و كانوا يذهبون الى عبر البحر الى كفرناحوم و كان الظلام قد اقبل و لم يكن يسوع قد اتى اليهم 

6 :18 و هاج البحر من ريح عظيمة تهب 

6 :19 فلما كانوا قد جذفوا نحو خمس و عشرين او ثلاثين غلوة نظروا يسوع ماشيا على البحر مقتربا من السفينة فخافوا 

أيضا نفس الامر فالمرحلة الأولى هي الخوف 

وحتى لو معلمنا يوحنا الحبيب لم يذكر السبب رغم انه واضح لأنهم راوا شبه شخص يسير على المياه بطريقة لم يروها من قبل أي خيال

6 :20 فقال لهم انا هو لا تخافوا 

الخطوة الثانية المسيح يطمئنهم ويعرفهم انه هو المسيح وليس خيال 

6 :21 فرضوا ان يقبلوه في السفينة و للوقت صارت السفينة الى الارض التي كانوا ذاهبين اليها 

فرضوا أي عرفوا انه المسيح وامنوا انه المسيح 

6 :22 و في الغد لما راى الجمع الذين كانوا واقفين في عبر البحر انه لم تكن هناك سفينة اخرى سوى واحدة و هي تلك التي دخلها تلاميذه و ان يسوع لم يدخل السفينة مع تلاميذه بل مضى تلاميذه وحدهم 

 

فعرفنا انه لا يوجد اي تناقض بين ما رواه البشيرين ولكن المشكله عند المشككين انهم يتوقعون ان الاربع اناجيل يجب ان تكون نسخ كربونيه وهذا خطأ لان الاناجيل لاتريد التكرار بدون فائده 

ولكن كل بشير في انجيله يصف احداث حياة وصلب وقيامة المسيح من زاويه تصويريه تكميليه فوجود الاربع اناجيل هو يعطي مشهد تجسيدي لاحداث حياة وصلب وقيامة المسيح كما لو كان مخرج يصور مشهد باربع كمرات من زوايا مختلفه يعطي تكميل للاحداث بطريقه رائعه وان كان المشهد من كميرا يعطي الخلفيه من اخري يعطي المشهد بزاويه اماميه فيعيش المشاهد الاحداث وهذا ما يفعله الاربع اناجيل في وصف حياة رب المجد تعطي القارئ ان يعيش احداث حياة رب المجد 

وايضا لا يوجد تناقض لان لم يقل أحد المبشرين نصا انه لم يقبله او رفض ان يقبله بينما كان قال البشير الاخر قبله

وما لم يذكره المبشر لا نستطيع ان ندعيه عليه بمعني لو يوحنا البشير لم يذكر شيئ هذا لا يعني انها لم تحدث ولكنه ركز علي امر اخر تكميلي مهم

 

ثانيا:هل صعد يسوع للسفينة أم لم يصعد؟؟

الحقيقة لا اعرف كيف يدعي المشكك بتدليس انه هناك اختلاف في هذه النقطة فالثلاث اناجيل بوضوح شديد اكدوا ان المسيح دخل السفينة بعد ان طمئنهم انه هو 

انجيل متى 14

مت 14 :27 فللوقت كلمهم يسوع قائلا تشجعوا انا هو لا تخافوا 

مت 14 :32 ولما دخلا السفينة سكنت الريح 

 

انجيل مرقس 6

6 :50 لان الجميع راوه و اضطربوا فللوقت كلمهم و قال لهم ثقوا انا هو لا تخافوا 

6 :51 فصعد اليهم الى السفينة فسكنت الريح فبهتوا و تعجبوا في انفسهم جدا الى الغاية 

 

انجيل يوحنا 6

6 :20 فقال لهم انا هو لا تخافوا 

6 :21 فرضوا ان يقبلوه في السفينة وللوقت صارت السفينة الى الارض التي كانوا ذاهبين اليها 

فاين التناقض والاختلاف او عدم الوضوح او غيره الذي ادعاه المشكك بتدليس؟

المشكك المدلس لا يجد أي شبهة فيلجأ للتدليس ولان نقاطه ضعيفة جدا وهى أفضل ما عنده هذا لوحده كافي لتأكيد عدم وجود شبهة أصلا او أي تناقض من أي نوع 

 

ثالثا:بيت صيدا أم كفر ناحوم أم جنيسارت

الحقيقة هذا يوضح عدم فهم المشككين لجغرافية الاراضي المقدسة ولا التعبيرات المستخدمة هنا 

ولهذا سأحتاج أن اشرح جغرافية المكان باختصار شديد 

 

أولا المسيح قام بمعجزة اشباع الجموع في برية شرق بحيرة طبرية شمال منطقة جرجسة 

ومن هناك بدل من ان ياخذوا الطريق البري ويسيروا للضفة الأخرى المسيح امرهم ان ياخذوا السفينة فاخذوا الطريق البحري ليعبروا البحيرة 

 

ثانيا جينيسارت 

هي ليست مدينة ولكنها مقاطعة شمال شرق بحر الجليل 

ويقول عنها أطلس الكتاب 

The name may represent the Hebrew ganne sarim, "princely gardens." It is applied to a district on the Northwest shore of the Sea of Galilee

وتعرف المنطقة الان باسم el-Ghuweir 

وهي على شكل هلال وتحتوي على من مجدول في الجنوب الي عين التينه وخان منيح في الشمال 

now known as el-Ghuweir, "little Ghor." It curves round from el-Mejdel in the South, to `Ain et-Tineh, or Khan Minyeh, in the North

وكفر نحوم في حدودها الشمالية بينها وبين منطقة بيت صيدا 

هذه هي المنطقة والأرض التي ذهبوا اليها ولكن هم كانوا يخططوا ان يذهبوا بجوارها الي بيت صيدا وهي شمالها 

مع ملاحظة شيء هام وهي ان يوجد أكثر من مكان باسم بيت صيدا وهذا شرحته بالتفصيل وبأدلة من الاثار في ملف 

هل يوجد اختلاف في مكان بيت صيدا وهل يوجد مدينه واحده ام أكثر بهذا الاسم

http://drghaly.com/articles/display/11430

فمنطقة بيت صيدا المشار اليها في هذا العدد هي بيت صيدا الجليل 

الجزء الشرقي يسمي بيت صيدا والغربي يسمي بيت صيدا الجليل

C:\Documents and Settings\Administrator\Desktop\2.bmp 

والشرقية من ناحية مصب نهر الاردن في بحيرة طبرية او بحر الجليل

مع ملاحظة ان بيت صيدا من الاسم كما قلت تعني بيت الصيد وهو مركز صيد الاسماك ولهذا اسم المنطقة كلها منطقة الصيد او بيت الصيد ويقع كفر ناحوم على حدودها الجنوبية

C:\Documents and Settings\Administrator\Desktop\1.bmp

وما بين منطقة بيت صيدا ومنطقة جينسارات تقع مدينة كفر ناحوم 

فكفر ناحوم حدود منطقة بيت صيدا من الجنوب وحدود منطقة جينسار من الشمال 

موقع " عين التبغة " التي يظن كثيرون انها " بيت صيدا الجليل". وتندفع المياه الدافئة من العيون الغزيرة نحو خليج صغير في البحيرة، حيث تتجمع الأسماك باعداد هائلة، وهو ما ينشده الصيادون. فان كانت كفر ناحوم عند "خان منيا" فمعنى ذلك انهما كانتا متجاورتين.

وكل هذه المنطقة من بيت صيدا وكفر ناحوم وجينسارات هو فقط 4 ميل 

ندرس الاعداد معا ونعرف الى اين كان ينوي التلاميذ أن يذهبوا والي اين وجههم المسيح 

انجيل متى 14

مت 14 :21 و الاكلون كانوا نحو خمسة الاف رجل ما عدا النساء و الاولاد 

مت 14 :22 و للوقت الزم يسوع تلاميذه ان يدخلوا السفينة و يسبقوه الى العبر حتى يصرف الجموع 

العبر يقصد المنطقة المقابلة 

انجيل مرقس يكمل ويحدد أكثر 

انجيل مرقس 6

6 :44 و كان الذين اكلوا من الارغفة نحو خمسة الاف رجل 

6 :45 و للوقت الزم تلاميذه ان يدخلوا السفينة و يسبقوا الى العبر الى بيت صيدا حتى يكون قد صرف الجمع 

فحدد انه الي منطقة بيت صيدا كان جهتهم 

يوحنا الحبيب يكمل ويحدد أكثر ويذكر ليس اسم المنطقة فقط بل المدينة التي سيتوجهوا اليها بعد ان يرسوا وهي كفر ناحوم 

انجيل يوحنا 6

6 :16 ولما كان المساء نزل تلاميذه الى البحر 

6 :17 فدخلوا السفينة وكانوا يذهبون الى عبر البحر الى كفرناحوم وكان الظلام قد اقبل ولم يكن يسوع قد اتى اليهم 

أي سيذهبون الي عبر البحر الي المرسى في بيت صيدا ومنه يتوجهون سيرا الي كفر ناحوم 

هذا ما كانوا ينوا أن يذهبوا اليه وليس ما حدث 

فاكرر هذا كان الهدف فقط 

ولكنهم انتهوا في منطقة جينسارت جنوبها 

فلا يوجد أي تناقض لكن إشكالية المشكك التي قد يكون فعلها عن جهل او عن تدليس انه خلط ما بين المنطقة التي يريدوا ان يذهبوا اليها والمنطقة التي انتهى بهم المطاف بالفعل 

 

فهم أرادوا ان يذهبوا الي العبر الي منطقة بيت صيدا أما بعد اضطراب البحر وصراعهم تسع ساعات مع الموج (الهزيع الأول من 6 الي 9 مساء الذي ذهبوا فيه الى السفينة. الثاني من 9 الي 12 منتصف الليل الثالث من 12 الي 3 بعد منتصف الليل والرابع هو من 3 الي 6 صباحا الذي أنهي فيه المسيح التجربة) النهاية كانت ارض جينسارت جنوبها 

انجيل متى 14

مت 14 :34 فلما عبروا جاءوا الى ارض جنيسارت 

متى البشير يقول ارض جينسارت وليس مدينة أي يتكلم عن المنطقة 

فهم نزلوا في بقعة من هذه الأرض 

فمتى البشير قال انهم كانوا يريدوا ان يذهبوا الى العبر ويقول النهاية رسوا في ارض جينيسارت 

 

مرقس البشير أيضا يقول نفس الامر بل يكمل ويوضح أكثر

انجيل مرقس 6

6 :45 و للوقت الزم تلاميذه ان يدخلوا السفينة و يسبقوا الى العبر الى بيت صيدا حتى يكون قد صرف الجمع 

 

6 :53 فلما عبروا جاءوا الى ارض جنيسارت و ارسوا

فهم أرادوا ان يذهبوا للعبر الي ارض أي منطقة بيت صيدا ولكنهم انتهوا في المنطقة جنوبها وهي منطقة جينسارت 

وهذا يتفق مع متى البشير 

 

أيضا يوحنا الحبيب 

انجيل يوحنا 6

6 :21 فرضوا ان يقبلوه في السفينة وللوقت صارت السفينة الى الارض التي كانوا ذاهبين اليها 

وأيضا يوضح الى انهم ذهبوا الي البقعة وليس نفس النقطة التي كانوا يريدوا لأنهم كانوا يريدوا ان يرسوا في ارض بيت صيدا ويمضوا الي مدينة كفر ناحوم التي في حدودها الجنوبية ولكنهم رسوا في منطقة جينسارت جنوبها قليلا والتي أيضا من حدودها كفر ناحوم شمالا 

فلا يوجد أي تناقض بين الثلاث اناجيل فالثلاثة اتفقوا على الجهة التي كانوا ينوا ان يذهبوا اليها وأيضا الثلاثة اتفقوا في الجهة التي انتهوا فيها. 

 

أخيرا المعنى الروحي الهام 

في الحقيقة الكثيرين تأملوا في التجربة حسب رواية يوحنا وبخاصة ان المسيح أكمل المعجزة بمعجزة اخري وهي ذهابهم مباشرة الي الشاطئ 

ولكن أقدم معنى روحي من رواية مرقس البشير الذي يوضح بعد اخر مهم للتجربة 

لماذا يسمح الرب بالتجارب؟ 

قد يكون بسبب اننا لم ندرك عظم عمله في الرخاء فأعطانا تجربة لندركه في التجربة 

مثال على هذا يشرحه معلمنا مرقس بطريقة رائعة 

الرب يسوع المسيح صنع معجزة رهيبة 

انجيل مرقس 6

6 :34 فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا 

6 :35 و بعد ساعات كثيرة تقدم اليه تلاميذه قائلين الموضع خلاء و الوقت مضى 

6 :36 اصرفهم لكي يمضوا الى الضياع و القرى حوالينا و يبتاعوا لهم خبزا لان ليس عندهم ما ياكلون 

6 :37 فاجاب و قال لهم اعطوهم انتم لياكلوا فقالوا له انمضي و نبتاع خبزا بمئتي دينار و نعطيهم لياكلوا 

6 :38 فقال لهم كم رغيفا عندكم اذهبوا و انظروا و لما علموا قالوا خمسة و سمكتان 

6 :39 فامرهم ان يجعلوا الجميع يتكئون رفاقا رفاقا على العشب الاخضر 

6 :40 فاتكاوا صفوفا صفوفا مئة مئة و خمسين خمسين 

6 :41 فاخذ الارغفة الخمسة و السمكتين و رفع نظره نحو السماء و بارك ثم كسر الارغفة و اعطى تلاميذه ليقدموا اليهم و قسم السمكتين للجميع 

6 :42 فاكل الجميع و شبعوا 

6 :43 ثم رفعوا من الكسر اثنتي عشرة قفة مملوة و من السمك 

6 :44 و كان الذين اكلوا من الارغفة نحو خمسة الاف رجل 

6 :45 و للوقت الزم تلاميذه ان يدخلوا السفينة و يسبقوا الى العبر الى بيت صيدا حتى يكون قد صرف الجمع 

6 :46 و بعدما ودعهم مضى الى الجبل ليصلي 

نلاحظ ان المسيح امر تلاميذه بان يدخلوا السفينة بدونه ولا نفهم لماذا حتى الان 

6 :47 و لما صار المساء كانت السفينة في وسط البحر و هو على البر وحده 

6 :48 و راهم معذبين في الجذف لان الريح كانت ضدهم و نحو الهزيع الرابع من الليل اتاهم ماشيا على البحر و اراد ان يتجاوزهم 

المسيح على البر لما صار المساء راهم معذبين ولم يتدخل. استمروا هم في الجهاد والمحاولة لعبور البحيرة التي عرضها 6 ميل وهم في الوسط أي على بعد 3 ميل فقط وهم تعذبوا اثناء التجديف أي حاولوا كثيرا العبور فقط هذه المسافة الصغيرة ولم يستطيعوا

بل تركهم حتى الهزيع الرابع أي قرب الفجر فعلى الأقل تركهم 9 ساعات في هذه الحالة متوقعين ان يغرقوا في أي لحظة. (الهزيع الأول من 6 الي 9 مساء الثانى من 9 الي 12 منتصف الليل الثالث من 12 الي 3 بعد منتصف الليل والرابع هو من 3 الي 6 صباحا)

وعندما جاء لم يأتي اليهم بل أراد ان يتجاوزهم أي كان يسير على المياه ومر بجوارهم وكان ان يتجاوزهم 

6 :49 فلما راوه ماشيا على البحر ظنوه خيالا فصرخوا 

6 :50 لان الجميع راوه و اضطربوا فللوقت كلمهم و قال لهم ثقوا انا هو لا تخافوا 

وأخيرا صرخوا من الخوف والتعب واضطراب القلب فقال لهم الا يخافوا 

6 :51 فصعد اليهم الى السفينة فسكنت الريح فبهتوا و تعجبوا في انفسهم جدا الى الغاية 

أي لم يكونوا مصدقين مما فعل 

وهذا يذكرنا بنبوة 

سفر حبقوق 3

3 :2 يا رب قد سمعت خبرك فجزعت يا رب عملك في وسط السنين احيه في وسط السنين عرف في الغضب اذكر الرحمة

ثم يشرح لنا لماذا امرهم ان يدخلوا السفينة وهو يعرف ان هذا سيحدث 

ولماذا تركهم كل هذا الوقت وهو يراهم معذبين 

ولماذا كان سيجتازهم 

6 :52 لانهم لم يفهموا بالارغفة اذ كانت قلوبهم غليظة 

السبب انهم لم يؤمنوا بمعجزة الخمس خبزات والسمكتين رغم قوتها. فاعطاهم تجربة يؤمنوا بسببها وبخاصة انها تجربة في صميم عملهم وخبرتهم وهي البحر وصيد السمك فجربهم لكي يحسن اليهم ويقوي ايمانهم بعبور هذه التجربة 

هذا يذكرنا اننا كثيرا ما ناخذ ما يعطيه الرب لنا كل يوم كحق مكتسب من اكل وشرب وهواء وضوء شمس وجاذبية ومجالات حماية بل وجسد به 70 ترليون خلية هو يتحكم فيها لاجلنا بدون ما تخطئ واحدة منهم لكيلا نموت من السرطان. 

كل يوم صباحا وكل مساء نتذكر ما نريد ولا نتذكر ان نشكر الرب على ما اعطانا. فلهذا لأننا لا نؤمن بالمعجزات التي يقوم بها يوميا الرب لنا لان قلوبنا غليظة فاحيانا يدعنا ندخل في تجربة مرض او اتعاب في شغل او غيره مما نتعامل معه يوميا كحق مكتسب فعندما نتالم ونصرخ له يتدخل ولكن ليس كما نريد فقد يأتي في الهزيع الأول او ينتظر حتى الرابع واثناء انتظارنا نظن اننا نهلك. حتى نقول له اننا نحتاجه وبشده فيتدخل ونؤمن بعمله بالالم لأننا لم نؤمن بما يعمله لنا يوميا وفي كل لحظة. 

تذكر في كل لحظة انك لا تأخذ حق مكتسب في كل نفس وكل اكل وكل شرب بل هو عطية من الرب الذي كل هذه الأشياء موجوده بسببه كما قال معلمنا بولس في

رسالة بولس الرسول الي أهل كولوسي 1

16 فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ: مَا في السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى، سَوَاءٌ كَانَ عُرُوشًا أَمْ سِيَادَاتٍ أَمْ رِيَاسَاتٍ أَمْ سَلاَطِينَ. الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ.
17 الَّذِي هُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَفِيهِ يَقُومُ الْكُلُّ

(KJ2000)  And he is before all things, and by him all things are held together.

فهو ليس خلق فقط بل يحافظ على الكون مستمر من اصغر جزئات في الذرة الي المجرات 

وهو في أيضا ترتيب المعجزاء فهو الخالق في الخمس خبزات وهو الحافظ في معجزة البحر

 

وأخيرا أيضا هذا دليل على لاهوته قوي ليس فقط في قوة المعجزة ولكن أيضا في مفهوم اليهود والسبب أن الرب هنا أيضا أبكم البحر مباشرة مثلما فعل قبلها في ابكام البحر (متى 8 ومرقس 4 ولوقا 8)  

6 :51 فصعد اليهم الى السفينة فسكنت الريح فبهتوا و تعجبوا في انفسهم جدا الى الغاية 

وهذا يعرف اليهود بشهادة الكتاب ان الذي يفعل هذا هو يهوه فقط الرب 

سفر إرميا 31: 35

 

« هكَذَا قَالَ الرَّبُّ الْجَاعِلُ الشَّمْسَ لِلإِضَاءَةِ نَهَارًا، وَفَرَائِضَ الْقَمَرِ وَالنُّجُومِ لِلإِضَاءَةِ لَيْلاً، الزَّاجِرُ الْبَحْرَ حِينَ تَعِجُّ أَمْوَاجُهُ، رَبُّ الْجُنُودِ اسْمُهُ:

فهذا ليس دليل فقط على قوته ولكن دليل على لاهوته

 

والمجد لله دائما