«  الرجوع   طباعة  »

الاصحاح الثاني عشر من سفر الرؤيا عدد 7 و8

 

Holy_bible_1

 

درسنا سباعية الكواكب وسباعية الختوم التي كان في اخر ختم فيها سباعية الابواق التي نحن فيها وبدانا في نهاية الاصحاح السابق البوق السابع والذي سيكون فيه السبع جامات غضب الله.

ففي الاصحاح الاول كان تعريف بالكاتب وهو يوحنا ثم تعريف بالمتكلم وهو الرب يسوع المسيح 

ثم في الثاني والثالث عن السبع مناير وهي السبع كنائس وهي السباعية الاولي وهم أفسس المحبوبة وسميرنا المرة وبرغامس المرتبطة وثياتيرا المدعية وساردس رياء التقوى وفلادلفيا المحبة الاخوية الكاذبة ولاوكدية المرتدة والكنائس هي تمثل تاريخ الكنيسة في الارض بداية من صعود رب المجد حتى الضيقة من الداخل 

ثم في الاصحاح الرابع نجد المنظر يتغير وإذا باب مفتوح فى السماء ويرى يوحنا عرش الله والمنظر المعزي جدا للنتيجة 

ثم تكلمنا في الاصحاح الخامس عن السفر المختوم ثم صفات فاتح الختوم وسبب استحقاقه وهو المسيح بالطبع 

والاصحاح السادس وفيه الختوم. الاربع الاولي والاربع افراس بما فيهم من الاول المسيح والكنيسة الاولي وثلاث ضربات 

ضربة الاضطهاد وهو الفرس الاحمر الناري ثم الهرطقات والفرس الاسود ثم الفرس الاخضر باهت ميت والاسلام 

 ثم أكملنا معا الختم الخامس وكنيسة الفردوس ومجيئ العبيد ويتحولون الي رفقاء واخوة وهو زمن العابرين واتعابهم

والسادس وانتظار العريس والزلزلة وبداية زمن الاتعاب الأرضية وبداية البعد عن المسيح وضعف الكنيسة وتحولها الي دم وتساقط نجوم اي رجال دين وانفلاق السماء كدرج

وبعده انتقلنا الي المنظر السماوي الرائع في الاصحاح السابع ليرينا النتيجة قبل ان يتكلم عن الوسيلة التي قادت هؤلاء الجمع الذي لا يحصي الي الملكوت

وبدا الاصحاح الثامن يتكلم عن الختم السابع وفيه الابواق السبعة وهي ثالث سباعية في أربع سباعيات سفر الرؤيا

والاصحاح الثامن بدا يتكلم عن الابواق السبعة في الختم السابع ويتكلم عن ستة ابواق اربعه منهم في الاصحاح الثامن واثنين في الاصحاح التاسع ثم يتوقف في الاصحاح 10 و11 الي الآية 14 وبعدها يبوق البوق السابع ويتكلم عن النهاية الترتيب التاريخي

وانواع الابواق السبعة هي

اول أربعة انذارات نراها متعلقة بالطبيعة وظروف المعيشة 

والابواق الأربعة في الاصحاح الثامن 

البوق الأول: إلقاء برد ونار مخلوطين بدم. وغالبا بدأ زمن النقاد وبداية الاسمية 

 البوق الثاني: إلقاء جبل عظيم متقد. وغالبا زمن الحروب العالمية 

 البوق الثالث: سقوط كوكب عظيم. وهو تحكم المادة في العلم 

 البوق الرابع: ظلمة ثلث الكواكب المنيرة. وهي سقوط بعض القادة الدينيين والمبشرين الأقوياء

وبعد الأربع ابواق تبدأ الثلاث ويلات وهم البوق الخامس والسادس والسابع 

والاصحاح التاسع فيه البوق الخامس والسادس 

والبوق الخامس باختصار غالبا يتكلم عن حرب فكرية الحاديه على مستوي لم يعرفه أحد من قبل وهو غالبا زمن الارتداد العام او الاعداد له 

والبوق السادس هو صراعات مادية عنيفة تتسبب في حروب مدمرة وفيها يظهر ابن الهلاك في نهايتها

وبين البوق السادس والبوق السابع فاصل مثلما رأينا بين الختم السادس والختم السابع ايضا.

ففي الاصحاح العاشر هو البوق السادس والويل الثاني الي 11: 14

العاشر تكلم عن الملاك القوي وهو المسيح كملاك متسربل بالسحاب ممسكًا في يده سفرًا صغيرًا مفتوحًا يعلن مقاصده تجاه البشريّة، خاصة في فترات الضيق، وعلى وجه أكثر تخصصًا في فترة ضد المسيح الشديدة الظلمة. وايضا تكلم عن سباعية غير معلنة وهي سباعية الرعود السبعة التي تكلمت ولم نعرف ماذا قالت، فالله منع يوحنا من أن يذكر أو يسجل ما قالته هذه الرعود.

والاصحاح 11 فيه الهيكل وقياس هيكل الله والدار الخارجية المدوسة وشهادة النبيين الزيتونتان والمنارتان ونبوتهما وقتلهما وعن الوحش الصاعد من الهاوية باختصار وقيامتهما باختصار ونهاية الويل الثاني بحدوث الزلزلة وبداية البوق السابع وهو الويل الثالث والأخير الذي فيه السبع جامات

ولكن سنعود من الاصحاح 12 ونري نظره اخري تعطينا تفاصيل أكثر ويتكلم عن المسيح والبشرية الطفل والمرآه والتنين وهذا الذي نحن فيه الان ثم الاصحاح 13 والوحش البحري العالمي والوحش الأرضي ابن الهلاك وهنا نري الثالوث الشيطاني التنين يحاول يتشبه بالاّب ويصير مثل العلي والوحش الثاني العالمي يحاول يتشبه بالروح القدس في السيطرة والوحش الثالث ابن الهلاك يحاول يتشبه بالابن 

ثم الاصحاح 14 مشهد اعتراضي للحمل والمؤمنين والاستعداد للحصاد وأيضا يوضح النتيجة قبل ان يذكر الوسيلة الصعبة ثم الجامات في 15 و16 وهي جامات غضب الله ويتكلم عن ستة جامات ثم مقطع اعتراضي في 16 عدد 15 ويكمل الجامه السابعة بعد ذلك ثم يتكلم عن هلاك بابل 17 و18 واصحاح 19 نزول الرب وبعد هذا نهاية الاحداث في 20 و21 

 

والابواق والجامات بينهم ترابط ففي البوق الله ينذر بضربة وفي الجام الله ينفذ عقاب اشد لمن لم يسمع لصوت البوق. 

وأيضا الجامات مثل الابواق تنقسم الي 4 ثم 3 القسم الأول خاص بالناس الثاني خاص بالويلات التي ليست في منطقة محدودة ولكن غالبا على العالم.  

وفي هذا الاصحاح كما عرفنا يعود الي الوراء ويبدأ يتكلم بشيء من التفصيل فيما يختص بأحداث سابقة وبخاصة الكنيسة المولودة من اسرائيل وعلاقتها بالعالم. 

هنا نرى الكنيسة مشبهة بامرأة فهي عروس المسيح واقصد الكنيسة عروس المسيح بعهديها قديم وجديد بأنبيائها وقدسييها والذي سيؤكد ذلك اخر عدد وهو 17 وبالطبع من اهمهم القديسة العذراء مريم فهي من العهدين. وفي إصحاح 17 نرى امرأة أخرى أسماها الزانية العظيمة وهذه عروس الشيطان. إذًا نحن أمام صورتين في سفر الرؤيا: -

الأولى: -هي الكنيسة كعروس وعريسها المسيح (رؤ1:12 + رؤ2:21).

الثانية: -هي بابل الزانية العظيمة وعريسها الشيطان (رؤ1:17-7).

ففي هذا الاصحاح يعطي عجيبتين المرأة والوحش او الكنيسة والشيطان ونلاحظ أن الاثنين في السماء وعلى الأرض كل منهما وحرب الشيطان للكنيسة من ادم الي النهاية

وينقسم الي 

1. مقاومة إبليس للكنيسة

 

 

1 - 6.

2. حرب ميخائيل ضد الشيطان 

 

 

7 - 12.

3. اشتداد المقاومة

 

 

13 - 17.

ونبدأ معا 

12 :7 وحدثت حرب في السماء ميخائيل وملائكته حاربوا التنين وحارب التنين وملائكته

بداية من عدد 7 الي 13 هو زمن مختلف عن عدد 6 وفيه رجوع الي الوراء لذكر نقاط مهمة. 

في هذا العدد ينتقل بنا يوحنا الرائي الي مشهد مختلف زمانيا فهنا يبدا يتكلم عن حادثة طرد الشيطان وملائكته من السماء وهو صراع بدا من بداية الخليقة. فهذا الاصحاح ينتقل من مشهد الي اخر ويعرضهم تاريخيا حسب تاريخ البشرية اولا المرأة وكما عرفنا انها البشرية التي اتبعت الله بعهديه القديم والجديد ثم صورة التنين وملائكته الذي يحارب المرأة وابنها ونسلها بضراوة. وهنا يوضح واحد من اسباب اضطهاد التنين للمرأة لأنه لم يستطيع ان ينتصر على ملائكة الله فيحاول مع البشر الذين خلقهم الله لمحبته. فما صراع الشيطان مع الكنيسة الآن إلّا امتداد لذلك الصراع القديم. وهذا الصراع لن ينتهي سوى بإلقاء الشيطان في البحيرة المتقدة بالنار في نهاية الزمان 

سفر الرؤيا 20

20 :10 و ابليس الذي كان يضلهم طرح في بحيرة النار و الكبريت حيث الوحش و النبي الكذاب و سيعذبون نهارا و ليلا الى ابد الابدين

بعد السقوط استمر الشيطان في غواية الإنسان لإسقاطه ثم الشكاية ضده (أى9:1) وهو لم يكتفي بمضايقة الإنسان بل ضايق الملائكة أنفسهم (دا13:10). ورغم تقيده بصليب المسيح 

إنجيل لوقا 10: 18

 

فَقَالَ لَهُمْ: «رَأَيْتُ الشَّيْطَانَ سَاقِطًا مِثْلَ الْبَرْقِ مِنَ السَّمَاءِ.

 

ولكنه كما عرفنا في الاصحاح التاسع من الرؤيا انه سيحل في الزمان الاخير وهذا سيكون لفترة قليلة وأيضا من رؤيا 20

سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 20: 3

 

وَطَرَحَهُ فِي الْهَاوِيَةِ وَأَغْلَقَ عَلَيْهِ، وَخَتَمَ عَلَيْهِ لِكَيْ لاَ يُضِلَّ الأُمَمَ فِي مَا بَعْدُ، حَتَّى تَتِمَّ الأَلْفُ السَّنَةِ. وَبَعْدَ ذلِكَ لاَبُدَّ أَنْ يُحَلَّ زَمَانًا يَسِيرًا.

 

ورغم إني مقتنع بهذا التفسير الا اريد ان اوضح ان هناك تفسير اخر لا اعترض عليه وقد يكون صحيح وهو يقول ان هذه الحرب هي بداية فترة ضد المسيح ابن الهلاك إذ يحارب رئيس الملائكة ميخائيل إبليس، فيقوى عليه ويُسقطه من السماء حتى لا يشتكي ضد المؤمنين على أثر هذه الحرب يسقط إبليس محتضرًا لهذا يبث كل سمومه بسرعة، باذلًا كل طاقاته للانتقام فيما تبقى له من وقت يسير لكي يُطرح في جهنم إلى الأبد. وبهذا تبدأ فترة ضد المسيح. وهذا قاله الاسقف فيكتورينوس وايضا مفسرين غربيين. ويقولوا هذا لأنه يناسب الترتيب التاريخي في الاصحاح.

وهو يعتمد على ما قاله دانيال النبي في

سفر دانيال 12

12 :1 و في ذلك الوقت يقوم ميخائيل الرئيس العظيم القائم لبني شعبك و يكون زمان ضيق لم يكن منذ كانت امة الى ذلك الوقت و في ذلك الوقت ينجى شعبك كل من يوجد مكتوبا في السفر

فهي تعني حرب ستحدث في بداية ابن الهلاك وهي التي ستجعل الشيطان يضع كل قوته في ابن الهلاك ليضل ولو أمكن المختارين ايضا. ولكن العدد لا يقول حرب ولكن يقصد ان ميخائيل يسند شعب الله في الضيقة فلهذا انا مقتنع برائي الأول الذي هو انها عن قصة سقوط الشيطان وطرده وحربه للبشر. 

 

وندرس كلمات العدد

وحدثت = وهي في اليوناني ايجنيتوا وتحمل عدة معاني منها وكان في الماضي 

فهو حدث في الماضي وشيء قام في الماضي او شيء تم في الماضي وشيء كان في الماضي. 

جاءت في تصريف second Aorist التي دائما في اليوناني تعني فعل في الماضي له معنى قوي intransitive meaning فهو توضيح لانه حدث قوي مهم

حرب = ومعناها واضح ولكن كيف يتحارب كائنات روحية مثل ميخائيل وملائكته والشيطان وملائكته؟ اعتقد ان تفاصيل هذا لن نعرفها الان ولكن نعرف فقط هدف المعركة ان الشيطان يريد ان يستمر في السماء لأنه متكبر ولا يريد الاستسلام ولا الهزيمة وبالطبع هو يرفض التوبة وحتى بعد تكبره ولعنه من الله لا يشعر بالتأنيب بل يرفض ان يخرج من السماء الا بحرب.

وايضا نعرف نهاية المعركة وهي طرد الشيطان وملائكته من السماء 

في السماء= كما قلت سابقا السماء ثلاث مستويات سماء الطيور وسماء الفضاء والسماء الروحية وهنا اعتقد السماء الروحية الي الارض وهذا لو اخذناه بالمعنى الاول وهو طرد الشيطان بعد سقوطه. اما لو اخذناه بالمعنى الثاني وهو طرد الشيطان من سماء الي الارض قبل ابن الهلاك مباشرة سنعرف انه ليس ملكوت السماوات التي طرد منها بعد سقوطه ولكن مكان اخر طرد منه الي الارض ولكن عندما نفكر في مكان الشيطان هو كائن روحي وليس مادي فهل يوجد ثلاث سماوات روحية؟ 

بمعنى هل يوجد سماء روحية حول الارض وتعتبر الارض وسماء اخرى ليست الفضاء ولكن سماء للارواح اي مكان روحي يسيطر عليه الشيطان بعد طرده من ملكوت السماوات وهو الذي فيه يعترض الملائكة كما شرح سفر دانيال 10 سيطرد منه قبل ابن الهلاك؟ 

قد يكون هذا صحيح كما ذكر بعض القديسين الذين كانت لهم خبرة روحية ان هناك مكان للارواح الشريرة ما بين الانسان على الارض والفردوس.

ميخائيل = هو اسم أحد رؤساء الملائكة وهو الملاك القوي ومن مسؤلياته الدفاع عن شعب الله وقت الضيقة 

وكلمة ميخائيل 

G3413

Μιχαήλ

Michaēl

Thayer Definition:

Michael = “who is like God”

1) the first of the chief princes or archangels who is supposed to be the guardian angel of the Israelites

Part of Speech: noun proper masculine

A Related Word by Thayer’s/Strong’s Number: of Hebrew origin H4317

من مثل الله 

وهى كلمة عبرية מִיכָאֵל مي كا ئيل وقال بعض المفسرين تامل ان ميخائيل غلب الشيطان باظهار الخضوع للرب عندما قال من مثل الله وهذا هزم الشيطان الذي كان قال أصير مثل العلي بتكبر. 

وهذا يتفق ايضا مع ما قاله معلمنا يهوذا 

رسالة يهوذا 1: 9

 

وَأَمَّا مِيخَائِيلُ رَئِيسُ الْمَلاَئِكَةِ، فَلَمَّا خَاصَمَ إِبْلِيسَ مُحَاجًّا عَنْ جَسَدِ مُوسَى، لَمْ يَجْسُرْ أَنْ يُورِدَ حُكْمَ افْتِرَاءٍ، بَلْ قَالَ: «لِيَنْتَهِرْكَ الرَّبُّ!».

والتي فيها ايضا انتصر على الشيطان بالاتكال على الرب واستخدام اسم الرب.

ميخائيل هو الملاك الممتاز الذي يذكر اسمه خمس مرات في الكتاب (دا 10: 13، 21، 12: 1، يه 9، رؤ 12: 7) ويسميه يهوذا "رئيس الملائكة" كما يقول عنه دانيال "واحد من الرؤساء الأولين". وفي كل مرة يذكر اسمه يكون ذلك بالارتباط مع الشعب القديم فهو الملاك المعهود إليه بالاهتمام بمصالح ذلك الشعب "في ذلك الوقت يقوم ميخائيل الرئيس العظيم القائم لبني شعبك" (دا 12: 1) وذلك الوقت الذي يتكلم عنه دانيال هو نفس الوقت المشار إليه في هذا الأصحاح من سفر الرؤيا وهو وقت الضيقة العظيمة كما يقول أرميا أيضاً "آه لأن ذلك اليوم عظيم وليس مثله وهو وقت ضيق على يعقوب ولكنه سيخلص منه" (إر 30: 7) وهذا التخليص سيفعله الله بواسطة ميخائيل الملاك المحارب.

وملائكته = ملائكة وهم الكائنات الروحية وكلمة انجيلوس تعني ملاك وايضا رسالة. هؤلاء هم من الملائكة الذين تحت قيادة جبرائيل لانه رئيس ملائكة وهذا يوضح ان الرب اله نظام فهو يسمح لهؤلاء الملائكة ان يكونوا تحت قيادة جبرائيل ليقود معركة منظمة ضد الشيطان وملائكته

حاربوا = ويفهم منه ان الذي بدأ بالهجوم هو ميخائيل وملائكته وهذا يوضح ان الامر صدر من الله بطرد التنين وملائكته من السماء 

التنين = كما قلت سابقا هو الشيطان ويوصف الشيطان بالتنين نظراً لقسوته في اضطهاد شعب الله. وكلمة تنين التي استخدمت في العهد القديم عن حيوان هائل ولم تستخدم في العهد الجديد الا في الرؤيا فقط ويشير الى القوة مع بطش والالتواء والخداع

وحارب التنين وملائكته = هنا يوضح ان التنين في البداية لم يستسلم ولكنه أصر على ان يحارب واخذ الامر فترة 

يقول العدد ان جبرائيل وملائكته حاربوا التنين بالمفرد ولكن يكمل ان حارب التنين وملائكته. قد يكون الامر من الله بطرد التنين عندما تكبر ولهذا يقول حاربوا التنين فقط لكي يطرد ولا يؤثر على بقية الملائكة ولكن واضح ان بالفعل ثلث الملائكة كانت اتخذت قرار بحريتها ان تتبع الشيطان فظهر فسادهم بانهم اشتركوا مع التنين في حربه ضد ميخائيل وملائكته. قد يكون واحد من اسباب سقوط ثلث الملائكة انهم ظنوا ان الشيطان قوي جدا ومن الممكن ان ينتصر فانضموا له لينالوا مكانة افضل عندما ينتصر وهذا اظهر عدم محبتهم وعدم خضوعهم لله. 

وهذا يوضح ما قاله معلمنا يهوذا في 

رسالة يهوذا 1

6 وَالْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ لَمْ يَحْفَظُوا رِيَاسَتَهُمْ، بَلْ تَرَكُوا مَسْكَنَهُمْ حَفِظَهُمْ إِلَى دَيْنُونَةِ الْيَوْمِ الْعَظِيمِ بِقُيُودٍ أَبَدِيَّةٍ تَحْتَ الظَّلاَمِ.

فهم لم يحفظوا رياستهم لانهم تركوا رؤسائهم وذهبوا بارادتهم ليحاربوا مع الشيطان وتركوا مسكنهم الموكلين عليه وذهبوا وراء الشيطان بارادتهم بدون اغواء منه ولهذا ليس لهم خلاص.

 

المعنى الروحي 

نحن لسنا لوحدنا ولكن هناك جيوش من الملائكة تستطيع ان تحارب عنا ولكن لن تحارب ضد ارادتنا الا لو طلبنا من الرب وايضا هناك الكثير من ملائكة الشيطان ولكن الغلبة ايضا الانتصار لمن هو في طريق الرب. الحرب ليست سهلة ولكن من هو متمسك بالرب بالايمان العامل فالنتيجة محسومة وهي الغلبة. 

 

12 :8 و لم يقووا فلم يوجد مكانهم بعد ذلك في السماء

لا يزال هذا العدد يكمل في قصة سقوط الملائكة مع الشيطان الذين رأوا تكبر الشيطان وبداية حربه مع ميخائيل وملائكته فقرروا ان لا يحفظوا احترامهم لرياستهم وتكبروا عليهم وتركوا مسكنهم ومهماتهم وخدمتهم وذهبوا ليشتركوا مع الشيطان طمعا لكي يأخذوا مكانه أفضل معه لو انتصر. ولكنهم لان الخطية والتكبر اعماهم فلم يحسبوها جيدا وبخاصه ان الرب لم ينزل الى مكانة الشيطان ولم يحاربه وترك ميخائيل وملائكته يحارب الشيطان، لهذا ظنوا ان فرصتهم جيدة ولكن لان جبرائيل هو مؤيد بالحق هو وملائكته لهذا هو الذي انتصر ونجح في طرد الشيطان. والملائكة الذين اشتركوا مع الشيطان لم يقووا على ميخائيل وملائكته ولهذا أيضا طردوا من السماء وأصبح محكوم عليها انه في يوم الأبدية سيقيدون في ظلام أبدى وبخاصة أن الملائكة لا تغير موقفها. وهذا نفهمه من كلام 

سفر حزقيال 1

1 :7 وأرجلها أرجل قائمة واقدام أرجلها كقدم رجل العجل وبارقة كمنظر النحاس المصقول 

 

1 :9 واجنحتها متصلة الواحد بأخيه لم تدر عند سيرها كل واحد يسير الى جهة وجهه 

فهي لا تغير موقفها ولهذا فالملائكة عمومًا مسئولين عن تصرفاتهم مسئولية كاملة وهم لا يترددوا في قرار يتخذونه ولا يندموا مثل الانسان. والشيطان هو ملاك ساقط له هذه المواصفات نفسها فهو لا يتردد في قرار يتخذه ولا يندم، فلما اتخذ قراره بالانفصال عن الله لم يتردد ولم يندم ولن يقدم توبة مهما حدث، أما الإنسان فنجد كثيرين بعد أن يسقطوا يبكون ويندمون. أضف لهذا أن الشيطان بعد سقوطه هو الذي أغوى الإنسان على السقوط، أما الشيطان نفسه فلم يغوه أحد.

ولأنهم خسروا الملكوت والمجد بسبب قرارهم الذي اتخذوه بحريتهم الذي سيفوز به الانسان. وهذا يفسر كرههم الشديد للإنسان وحقدهم الرهيب عليه لأنه سيفوز بما تمنوا ان يفوزوا به ولكنهم أرادوا ان يحصلوا عليه بطريقة خطأ فخسروه وحكم عليهم للأبد بالعقاب. 

رسالة يهوذا 1

6 وَالْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ لَمْ يَحْفَظُوا رِيَاسَتَهُمْ، بَلْ تَرَكُوا مَسْكَنَهُمْ حَفِظَهُمْ إِلَى دَيْنُونَةِ الْيَوْمِ الْعَظِيمِ بِقُيُودٍ أَبَدِيَّةٍ تَحْتَ الظَّلاَمِ.

لكن الانسان الذي يفوز هو يفوز بالملكوت والمجد من خلال محبته وخضوعه للمسيح وليس بالتكبر على المسيح. 

 

وندرس كلمات العدد 

ولم يقووا 

في اليوناني لم يكن عنده قوة 

G2480

ἰσχύω

ischuō

is-khoo'-o

From G2479; to have (or exerciseforce (literally or figuratively): - beable, avail, can do ([-not]), could, be good, might, prevail, be of strength, be whole, + much work.

عنده قوة يقد يستطيع ....

هذه الكلمة تعني ان الشيطان وملائكته مهما حاولوا لم يستطيعوا ان يصلوا لمقدار قوة ملائكة الله لان ملائكة الله مدعمين من روح الله. وهذا التعبير جميل في رائي لانه لم يقل فقط انهم انهزموا والتي قد تحمل احتمالين ان الشيطان كان اقوى ولكن انهزم بسبب الظروف او انه أضعف ولهذا انهزم اما لم يقووا توضح احتمال واحد فقط ان الشيطان وملائكته أضعف من ميخائيل وملائكته المؤيدين من الحق. 

فلم يوجد مكانهم أي مكان او مقر وهنا يقصد انه فقد مكانته الأولى ومقره الأول الجميل الذي كان له قبل ان يسقط ويتكبر ولهذا يقول مكانهم أي كان مكانهم وخسروه

بعد ذلك في اليوناني اتون ايتي αυτων ετι وتعني للنهاية فهو فقد مكانه للابد ولا يوجد له رجاء كما شرحت سابقا الملائكة لا تغير موقفها ولهذا فالملائكة عمومًا مسئولين عن تصرفاتهم مسئولية كاملة وهم لا يترددوا في قرار يتخذونه ولا يندموا مثل الانسان.

السماء كما قلت ثلاث أنواع 

سماء الطيور أي الغلاف الجوي وهي التي فيها أي صوت يسمعه البشر بوضوح لو كان عالي بالقدر الكافي 

سماء النجوم وهي الفضاء والمتسع جدا ولا يسمع فيها أصوات بسهولة الا بأجهزة خاصة والبشر على الأرض لا يسمعوا اصواتها

السماء الروحية وهي التي فيها السماء الثالثة أي فردوس النعيم وسماوات السماوات او ملكوت ويسمعها فقط من له اذان روحية وفي عشرة مع الله.

اعتقد المقصود هنا من السماء المقصود الروحية وليس الهواء لانه بعد هذا مكتوب عنه انه رئيس سلطان الهواء

رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 2: 2

 

الَّتِي سَلَكْتُمْ فِيهَا قَبْلاً حَسَبَ دَهْرِ هذَا الْعَالَمِ، حَسَبَ رَئِيسِ سُلْطَانِ الْهَوَاءِ، الرُّوحِ الَّذِي يَعْمَلُ الآنَ فِي أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ،

فيعني ان الشيطان وملائكته لم يكن له الحق ان يوجدوا في سماء الملائكة او لم يوجد في دائرة الخضوع الإلهي بعد ذلك وانتهى الامر. ولم يعد يحيا في السماء بنورها وفرحها ومجدها، بل صار ظلمة وفقد نوره وفرحته بالحضور الإلهي.

وحتى لو الله يسمح للشيطان ان يشتكي كما جاء في قصة أيوب ولكن لا يوجد في محضر الله بفرحة السماء ولا دائرة الخضوع والبركة والحماية ولا المستوى الروحي 

المعنى الروحي هام هنا 

فالوحي يوضح لنا ان الشيطان ضعيف وينهزم لانه غير مدعوم بالحق. لهذا لا نخاف منه وليس لاجل قوة فينا فنحن ضعاف ولكن لاجل قوة المسيح  

ولهذا الكتاب قال 

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 8: 31

 

فَمَاذَا نَقُولُ لِهذَا؟ إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا، فَمَنْ عَلَيْنَا؟

فبالفعل الشيطان شرس وقوي جدا ويجول كاسد زائر

رسالة بطرس الرسول الأولى 5: 8

 

اُصْحُوا وَاسْهَرُوا. لأَنَّ إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ.

ولكن طالما انت متمسك بالرب لا تحتاج ان تخاف من الشيطان. تخاف فقط لو تركت الرب 

 

والمجد لله دائما