«  الرجوع   طباعة  »

التطور الكبير الجزء الخامس الانتخاب الطبيعي

 

Holy_bible_1

 

فرضية تطور الكائنات الحية والمعروف بالتطور الكبير يعتمد على شيئين أساسيين يفترض انهما تما بالوقت وهما الانتخاب الطبيعي والطفرات. فالمفترض أن الطفرات تحدث صفات جديدة والانتخاب الطبيعي ينتخبها للبقاء والانتشار ولهذا سندرس الاثنين الانتخاب الطبيعي وأيضا الطفرات ونرى هل بالفعل بالوقت يصنعوا التطور ام لا وان هذا هل علم صحيح أم خطا وخدعة؟ 

الإشكالية أن المبدأ الذي ينادي به مؤيدي التطور أن الانتخاب الطبيعي هو العقل المفكر للطبيعة الغبية وهو الذي ينتخب الاصلح ويقود للتطور. 

فيقول مايكل روس 

الانتخاب الطبيعي يساعد على النجاح ويزيل الفاشل وهذا الانتخاب يخلق رتب معقدة بدون الحاجة الى عقل مصمم. كل المجادلات اللامعة عن ارقام الاحتمالات لابد ان تبتلع في رشفة واحدة غير معتد بها. الانتخاب يجعل الغير مقبول واقع. 

 “Natural selection allows the successes, but ‘rubs out’ the failures. Thus, selection creates complex order, without the need for a designing mind. All of the fancy arguments about a number of improbabilities, having to be swallowed at one gulp, are irrelevant. Selection makes the improbable, actual.”

Michael Ruse Darwinism Defended (1982), p. 308.,

أي هم ينادوا بأن الانتخاب الطبيعي هو خلاق وحتى لو الاحتمالات اكدت الاستحالة الانتخاب الطبيعي يجعلها شيء حدث. 

ولكن هذا في الحقيقة هذا خطأ لان لو تأكدنا أنه الطفرة غير خلاقة فلا يوجد شيء جديد يضيفه الانتخاب الطبيعي. الانتخاب الطبيعي لا يخلق لوحده لكن هم يفترضوا انه يختار الفرد الذي حدثت له طفرة وتطور ويجعله يسود ويفني القديم الغير متطور. أي التطور بالطفرات يحدث أولا ثم الانتخاب الطبيعي ينتخبه ويجعله يسود. 

مع ملاحظة ان هذا لم يكن مفهوم دارون فدارون كان يتكلم عن الانتخاب الطبيعي من توريث الصفات المكتسبة. ولهذا ابدا أولا بالانتخاب الطبيعي حسب فكر دارون ثم ندرس في ملف لاحق الطفرات التي لم يعرفها دارون. 

الانتخاب الطبيعي 

تعريفه 

البقاء والاستمرار 

هو عملية غير عشوائية يزداد أو يقل شيوع الانواع الحيوية في التجمع الأحيائي من جراء التكاثر التمايزي.

بمعني ابسط يحدث تنوع طبيعي في الجنس الواحد بطريقة عشوائية بسبب تزاوج مختلف وبسبب طفرات فيتنوع الجنس الواحد وتختلف سماتهم ولكن الطبيعة تنتخب بعض هذه الأنواع ذات السمات الأكثر ملائمة للبيئة واغنى في الجينات المناسبة فينتشروا أكثر من الاخرين في بيئات معينة ولكن كل هذا في الجنس الواحد. فالانتخاب يكون التنوع الذي يحدث بسبب عوامل بيئية 

قسم الي أربع أنواع 

التنوع التبايني 

Allopatric speciation

بسبب انعزال جغرافي ويتعرضوا الي ظروف بيئية مختلفة فيحدث فهم تنوع ولو عادوا معا يتزاوجوا مرة اخري لأنهم نفس الجنس 

التنوع الخارجي 

peripatric speciation

وهو دخولهم الي منطقة جديدة منعزلة ويحدث فيه ضغوط بيئية قد تصل الي انه لا يتزاوج مع الأصلي الا بعدة أجيال يكتسب فيها ما فقده تدريجيا

التنوع المحاذي 

parapatric speciation

يكون انعزال جزئي وليس كلي فيكونوا متداخلين ولكن يتباين نوع عن الاخر ويميلوا للتزاوج من نوعه فقط في المنطقتين رغم وجود النوع الاخر

التنوع التماثلي 

Sympatric speciation

يشير إلى تشكل نوعين سليلين أو أكثر من نوع واحد دون وجود حواجز جغرافية بينهم، أي أنهم يحتلون نفس المكان الجغرافي. فالنطاقات تتداخل أو تكون متطابقة

فمثلا طيور او كلاب او غيره انعزلوا في مناطق مختلفة 

بالإضافة الي التنوع الصناعي أي بتدخل الانسان.

ولكن كلهم لأنهم جنس واحد يتزاوجون معا لو تغيرت الظروف البيئية حتى لو استغرق عدة أجيال ليستعيد ما فقده بالانعزال. فهذا ليس تطور ولكن تنوع وهذا ما لاحظه دارون في العصافير ولكنه أخطأ في استنتاجه فظنه تطور.

احيانا الانعزال بالانتخاب يكون ما يعرف بما تحت الجنس sub-species وهؤلاء عندما ينتهي الانعزال لا يتزوجوا ويستمروا في الانفصال ليس لاختلاف جيني وللكن للاستمرار وهذا ايضا ليس تطور لأنهم لم يكتسبوا لا معلومات جينية جديدة ولا غيره بل انواع انفصلت في الجنس الواحد بسبب ظروف الطبيعة هذا ادي الي ان المحتوي الجيني لهم قل فهو فقدان وليس اكتساب اي عكس التطور. 

تاريخيا

الانتخاب هو شيء لم يخترعه دارون ولكن هو قالوه العلماء المؤمنين بالكتاب المقدس ولا زلنا نؤمن به وهو صحيح ولكن ليس للتطور. فتكلم عنه ايدوارد بليث الصيدلي وعالم مسيحي في مجال علم الحيوان قبل دارون بمقدار 24 سنة

Edward Blyth

File:EdwardBlyth.jpg

Edward Blyth (23 December 1810 – 27 December 1873) was an English zoologist and pharmacist.

فهو تكلم عن الانتخاب الطبيعي سنة 1835 م وقدم ثلاث أبحاث عن التنوع وناقش فيها تاثير الانتخاب وشرح خطواته واستعادة الكائنات في الطبيعة الاختلاط (وليس تكوين جنس جديد بالطبع) رغم انه لم يستخدم اسم انتخاب طبيعي. 

Edward Blyth wrote three articles on variation, discussing the effects of artificial selection and describing the process in nature (later called natural selection) as restoring organisms in the wild to their archetype (rather than forming new species). However, he never actually used the term "natural selection". These articles were published in The Magazine of Natural History between 1835 and 1837

فهو شرح الانتخاب الطبيعي بشيء من التفصيل اثناء شرحه لأنواع الانتخاب دون ان يستخدم تعبير الانتخاب الطبيعي ولكن كان يستخدم تعبير الطبيعة.

Dobzhansky, Theodosius (1959). "Blyth, Darwin, and natural selection". The American Naturalist 93 (870): 204–206. doi:10.1086/282076.

 

Blyth, E., The Magazine of Natural History Volumes 8, 9 and 10, 1835–1837.

 

An attempt to classify the "varieties" of animals, with observations on the marked seasonal and other changes which naturally take place in various British species, and which do not constitute varieties" by Edward Blyth 1835. Magazine of Natural History Volume 8 pages 40–53.

أرسل دارون سنة 1855 م خطاب الي بليث يسأله عن الانتخاب لأنه يريد ان يتعمق فيه كعلم

n February 1855 Charles Darwin, seeking information on variations in domesticated animals of various countries, wrote to Blyth who was "much gratified to learn that a subject in which I have always felt the deepest interest has been undertaken by one so competent to treat of it in all its bearings"

"Darwin Correspondence Project – Letter 1670 – Blyth, Edward to Darwin, C. R., 21 Apr 1855". Retrieved 2009-05-19.

فالذي شرح وعلم دارون الانتخاب الطبيعي هو بليث العالم المسيحي

وبالفعل كلام دارون عن الانتخاب الطبيعي والانتخاب التزاوجي هو من دراسات بليث

n a 1959 paper, Loren Eiseley claimed that "the leading tenets of Darwin's work – the struggle for existence, variation, natural selection and sexual selection – are all fully expressed in Blyth's paper of 1835".

 

Eiseley, L. (1979). Darwin and the Mysterious Mr X. Dutton, New York. p. 55. ISBN 0-525-08875-X.

 

Eiseley L. (1959). "Charles Darwin, Edward Blyth, and the theory of natural selection". Proceedings of the American Philosophical Society 103: 94–114.

 

ولكن كان هناك فرق ضخم بين ما قاله بليث عن الانتخاب وما قاله دارون كتطبيق.

فبليث كان مثل غيره من العلماء المسيحيين ينادي بان الانتخاب الطبيعي يحافظ على ثبات الاجناس ويبقي الأنواع قوية والمختلطة في الجنس 

Both Mayr and Darlington interpret Blyth's view of natural selection as maintaining the type:

"Blyth's theory was clearly one of elimination rather than selection. His principal concern is the maintenance of the perfection of the type.

 

Mayr, Ernst (1984). The growth of biological thought. Harvard University Press. p. 489. ISBN 0-674-36445-7.

وهذا هو الصحيح والملاحظ 

فبليث كان ضد تماما تغير الاجناس بل يؤمن ويبرهن بطريقة علمية على ثبات الاجناس ويشرح دور الانتخاب الطبيعي في الحفاظ على ثبات الاجناس ويقود للتنوع وبقاء الأنواع الاصلح للجنس

"What was the work of Blyth? Blyth attempts to show how [selection and the struggle for existence] can be used to explain, not the change of species (which he was anxious to discredit) but the stability of species in which he ardently believed."

وكان يوضح ان الانتخاب هو يعمل على الحفاظ وثبات الاجناس وعدم تغيرها ويعمل على إزالة الفرد المتغير والذي لا يناسب مع المجموعة

In this negative formulation, natural selection only preserves a constant and unchangeable type or essence of created form, by eliminating extreme variations or unfit individuals that deviate too far from this essence. 

Darlington C.D. (1959). Darwin's place in history. Blackwell, Oxford. p. 34.

 

وفي رأيي ضعفي هذا نراه فبالفعل ونختبره ونجربه كلام علمي حقيقي. فبالفعل الطبيعة تنتخب الكائن الأقوى السليم الغير معيوب والغير مخالف وتفني المعيوب والضعيف. لو عندك مزرعة دجاج او ابقار او طيور او حتى كلاب لا تتدخل في تزاوجها من الذي يسود ومن الذي يزال أولا؟ القوي الطبيعي هو الذي يسود والمعيوب يفنى. 

الانتخاب الطبيعي يعمل على حفظ الأنواع قوية وسليمة ومختلطة وغنية عن طريق إزالة الغريب (الذي حدث به طفره) والمعيوب والضعيف ليبقي على النوع الأصلي قوي وسليم بدون عيوب وطفرات. وهذا مبدا معروف وهو مبدا أن الكائن المعيوب والذي به طفرة يفنى

Organisms are damaged by mutations or otherwise tend to be culled out.

هذا ضد التطور تماما فلو ظهر في المجموعة فرد غريب به طفره ما الانتخاب الطبيعي يعمل على فناؤه. وليس فناء الأقوياء من المجموعة وبقاء هذا الغريب المخالف والمعيوب بسبب طفرة مقارنة للجماعة فان كان الذي به طفرة يفنى فهو بالطبع لن يتطور أصلا. وهذا ضد التطور الذي يدعي العكس فالتطور يدعي ان المخالف بسبب طفرة (معيوب) هو الذي يسود واقوياء المجموعة السلام بدون عيوب هم الذين يفنوا وبعد ان يفنوا هذا المخالف المعيوب يكمل سلسلة التطور. فالقرد الذي ركبته استقامت قليلا سيفنى لأنه غير مناسب لا للتسلق ولا الهرب. والسمكة التي هي أثقل لأنها بها طفرة زعانف عظمية ستفنى أولا. وأي كائن به ملائمات وظيفية لبيئته لو حدثت به طفرة مخالفة هذا سيفنى.

فبالحقيقة مبدا البقاء للأصلح “Survival of the fittest” الذي هو يتم بالانتخاب الطبيعي هو صحيح ولكن هو عكس التطور لأنه يعمل على إزالة المخالف وبقاء الجنس ثابت.

يعمل الاصطفاء الطبيعي على النمط الظاهري، أي على السمات الظاهرية السليمة الملاحظة في الكائن الحي: فالكائنات السليمة الأسرع عدوا أو الأقوى غالباً تكون هي الأقدر على البقاء وإنتاج نسل يحمل النمط الظاهري الذي يؤيده الاصطفاء. وهذه الصفة الظاهرية هي مبنية على الأساس الجيني (الوراثي) لأي نمط ظاهري وهذا الذي يساعد السليم الغير متغير او معيوب ان يستمر سائد باستمرار بدون تغيير وليس ما تدعيه فرضية التطور ان السليم هو الذي يفنى. وكما شرحت في الجزء السابق ان أفضل الأنواع هي المختلطة لأنها الاغنى جينيا. 

هنالك اختلافات طبيعية بين الأفراد في أي تجمع أحيائي. الكثير من هذه الاختلافات لا تؤثر على فرص البقاء (مثل لون العينين او الشعر او غيره)، ولكن البعض منها قد يعزز من فرص البقاء. على سبيل المثال، الأرانب القادرة على العدو أسرع من غيرها لديها فرص أفضل للهروب من المفترسينٍ والنجاة هذه هي المؤيدة بالجينات الثابتة وليست المعيوبة، والطحالب القادرة على استخراج الطاقة من أشعة الشمس بفعالية أكبر تنمو بشكل أسرع. ما يعزز من بقاء الفرد غالباً يعزز من معدل تكاثره أيضاً ولكن لو حدث طفره لأرنب بثلاث أرجل او خمس أرجل او عظمة في ظهره او كبر أي جزء ولم يكبر حجم أرجله بعد فهو ثقل. وأي شيء يجعله أثقل او ابطا او مختلف، الانتخاب سيعمل على فناؤه لأنه ليس أقوى من نفس النوع. تلعب الطبيعة بشكل بسيط دور انتخاب بالفعل في التنوع بمعني ان الانواع التي تحمل صفة الدهن الكثير تنتج مع التي تحمل دهن قليل ولكن الذي يحمل دهن كثير يفضل المنطقة الابرد والتي تحمل الدهن القليل تفضل المنطقة الاكثر حرارة وبهذا يبدؤا ينعزلوا عن بعضهم قليلا حتى تصبح الانواع في المناطق المختلفة هي مختلفة رغم انها من جنس واحد ولكن أيضا هو يحافظ في البيئة المناسبة ان يستمر النوع المناسب ولو حدث به طفره صاحب الطفرة هو معيوب في هذه البيئة التي هي مناسبة للنوع الذي استقر وانتشر فيها لصلاحها له. هذا يؤكد ان الطفرة ستكون مخالفة للبيئة التي انتشر فيها النوع السليم المناسب لها حتى لو زيادة جزء هو أثقل وابطأ فهو سيفنى.

الطيور بها تنوع جيني فبها جينات منقار قوي ومنقار صغير وغيره من التنوع الجيني الموجود في كل جنس ولكن الطبيعة تلعب دور في الانتخاب ايضا ولو حدث وفقست بيضة بها نوع منقاره ضعيف هذا لن ينجوا لأنه لن يستطيع ان يأكل وسيموت وبهذا من التنوع الجيني في هذه الجزيرة سيحدث تنقية للنوع الذي بصفاته الجينية منقار قوي لان التي بها جين المنقار الصغير او الرفيع ستموت قبل التناسل وسنجد ان بعد عدة اجيال كل الطيور المنتجة ستكون بمنقار قوي. فهذا تنوع وحدث به عزل جيني ملائم للطبيعة وليس تطور لان هذه الطيور لم تكتسب معلومات جينية من العدم وكل هذه الانواع هي لا تزال تسمي عصافير فهي لم تتطور لجنس اخر. 

وبنفس المقياس نفس الجنس ولكن النوع الذي يأكل ثمار يتواجد في المكان الذي فيه ثمار أكثر وايضا يتزاوج أكثر معا وهذا ما يسمي بالانعزال الطبيعي للأنواع من الجنس الواحد. ولكن لو حدث بها طفرة ازداد بها حجم عضو او تكون شيء جديد غير مكتمل هذا سيجعل الكائن أثقل فهو سيفنى أولا وتحافظ البيئة عن الأنواع سليمة.

ولو في الجزيرة التي بها طيور منقارها قوي مناسب للحبوب لو حدث طفرة وظهر منقار مختلف لعصفور فهو يكون العضو الغير مناسب للبيئة ويعمل الانتخاب الطبيعي على فناؤه. فالتنوع ساعد على الاستقرار في البيئة والطفرات تكون مخالفة للنوع المستقر وسائد. والانتخاب الطبيعي يفني هذا المخالف. هذا يؤكد ان الانتخاب ضد التطور.

هذا هو الخطأ الذي سقط في دارون في تفسيره للتنوع الذي راه وبنى عليه التطور. رغم انه لم يري تطور جنس لأخر 

دارون بدا رحلته البحرية سنة 1831 م اي بعد سنة واحدة من اصدار تشارلز لايال كتابه مبادئ الجيولوجيا الذي يشرح فيه الجيولوجيا وطبقات الارض وقدم عمر الارض سنة 1830 م. دارون اخذ بعض الكتب الحديثة ليتسلى بقراءتها اثناء سفره وتأثر بهذا الكتاب جدا وبما فيه من خداع واقتنع به وبالطبع من يقتنع بهذا الكتاب للأسف يقتنع بان الكتاب المقدس خطأ. وكانت هذه هي حجرة العثرة الذي اسقطه فترك الايمان المسيحي. وهذا أعلنه في خطاب الي صديقه رسل ولاس كما قدمت سابقا في القسم الأول

في هذا الوقت كان يدرس شيء الي حد ما خطأ وهو ما يسمي بثبات الانواع 

Fixity of the species

 وهو عدم حدوث اي تغيير على الاطلاق في خليقة الله بمعني لو هناك نوعين من نفس الكائن أحدهما مناسب للطقس البارد واخر مناسب للطقس الحار يكون الله خلقهم هكذا ولا تستطيع ان تغير بيئتهم ولو هناك انواع من نفس الطائر في جزيرة يكون الله خلق هذا النوع لهذه الجزيرة فقط. ولو هناك ستين نوع من الكلاب إذا الله خلقهم هكذا. وللأسف كانوا يقولوا ان هذا ما يقوله الكتاب المقدس وهذا خطأ لان هذا ضد التنوع في الصفات الوراثية فتستطيع ان تزوج نوعين من الكلاب فينتج نوع ثالث ومن النوع الثالث تستطيع ان تحصل على النوعين الاصليين مره اخري عن طريق العزل الجيني وهكذا. بل هذا كان غير مطابق للكتاب المقدس الذي تكلم ان الله خلق الاجناس (اي التي تتزاوج من البداية معا وتتنوع) وان الاجناس لا تتغير وليس الانواع فالكتاب المقدس لم يكن ضد التنوع ولكن هؤلاء المعلمين المسيحيين هم كانوا على خطأ. وهذا اول شيء لاحظه دارون في هذه الرحلة التي تدرس وتسجل انواع الحيوانات والنباتات في الاماكن المختلفة وهو كان محق في هذا ولكنه لم يكن محق في اتهامه بان الكتاب المقدس أخطأ في هذا لان هذا لم يقوله الكتاب المقدس بل هم الذين ادعوا ذلك اي اضافوا الي الكتاب المقدس بدون وجه حق وبدون دراسة جيدة لعلم الجينات.  

جاء دارون الي جزر جلاباجوس  

http://jmsalsich.edublogs.org/files/2012/04/Galapagos-Islands-Map-1iy98gb.jpg

ووجد بها انواع من الطيور متشابهة فيما عدا اختلافات صغيره جدا وهو كان مسؤول عن اصطيادهم وحفظهم لأجل العودة 

ودرس الطيور وهم تقريبا 14 نوع 

ورأى ان الطيور (عصافير) هي متشابهة جدا مع اختلافات طفيفة فيها وبخاصه ان انواع معينة تظهر أكثر في الموسم الذي ترتفع فيه الرطوبة عن موسم اخر 

http://1.bp.blogspot.com/_2ssiTDreG4Y/SwPFxg-Bb3I/AAAAAAAADuo/0WKXAuP2AiM/s1600/Darwin_finches.jpeg

http://1.bp.blogspot.com/-dER4Udr20-g/TVleLrCGe_I/AAAAAAAAAD0/E9IGQYMMFx8/s1600/darwin_finches.jpg

ولاحظ ايضا نوع يعيش في جزيرة بدون شجر كثير فلاحظ اختلاف صغير في اقدامه ولاحظ ان الذين يعيشوا في جزيرة بها حبوب منقارهم أقوى من الذين يصطادوا حشرات او يأكلوا ثمار. قضى وقت طويل يدرس هذه الطيور ويقسمهم حسب مكان المعيشة ونوع الاكل وشكل المنقار وغيره ووصل الي 14 نوع 

فالطيور التي لاحظها هي تنوع وليس تطور. بمعني ان الطيور التي تعيش في جزيرة بها بذور ناشفة تحتاج ان تأكل هذا البزور من صغرها فبهذا السبب المنقار يكون أقوى من الاول لأنه يستخدم أكثر. 

وايضا عامل اخر وهو ان الطيور بها تنوع جيني فبها جينات منقار قوي ومنقار صغير وغيره من التنوع الجيني الموجود في كل الاجناس ولكن الطبيعة تلعب دور في الانتخاب ايضا وتنتخب الأقوياء الموجودين بالفعل ولو حدث وفقست بيضة بها نوع منقاره ضعيف أي مخالف هذا لن ينجوا لأنه لن يستطيع ان يأكل وسيموت وبهذا من التنوع الجيني في هذه الجزيرة سيحدث تنقية للنوع الذي بصفاته الجينية منقار قوي لان التي بها جين المنقار الصغير او الرفيع ستموت قبل التناسل وسنجد ان بعد عدة اجيال كل الطيور المنتجة ستكون بمنقار قوي. فهذا تنوع وحدث به عزل جيني ملائم للطبيعة وليس تطور لان هذه الطيور لم تكتسب معلومات جينية من العدم وكل هذه الانواع هي لا تزال تسمي عصافير فهي لم تتطور لجنس اخر.

وهذا نسميه انتخاب بقاء

Selective survival= Natural selection

ولكن للأسف دارون ربط بطريقة خطأ بين هذا التنوع والانتخاب وهو ما نسميه مجازا 

Microevolution= variation

وهذا هو علمي لأنه ملاحظ ومختبر ومتكرر 

وقال إذا في خلال زمن طويل جدا ملايين السنين من الممكن ان يحدث تطور للأجناس وليس أنواع فقط بمعني ان هذه الطيور في كل جيل تتطور تطور صغير جدا ويتراكم وفي النهاية ممكن تتطور لكائن اخر مختلف ليست طيور وهذا هو التطور الذي ادعاه 

Macroevolution

وهذه فرضية لأنها لا تلاحظ ولا تختبر ولا تتكرر

 وللأسف نفس المعلومات تستطيع ان تبني عليها استنتاج صحيح وتستطيع ان تبني عليها استنتاج خطأ. فدارون من معلومة غالبا صحيحة ان كل هذه الطيور من مصدر واحد وهي متنوعة وهذا صحيح ولكنه بني استنتاج خطأ وهو ان هذه الطيور تطورت وليس تنوعت إذا الكائنات تتطور وإذا كل الكائنات من مصدر واحد

فالأسف دارون هو من اساء تفسير عمل الانتخاب الطبيعي وفسره كمحرك للتطور على عكس ما يقوم به الانتخاب الطبيعي وهو الحفاظ على الأقوياء السلام الذين لا يوجد به عيوب ولا أشياء مخالفة. أي يحافظ على بقاء الاجناس سليمة كما قال الكتاب المقدس. 

 

والمجد لله دائما