«  الرجوع   طباعة  »

لماذا استخدم المسيح قطع اليد وقلع العين رمزيا التي ممكن يساء فهمها متى 18 ومتى 19 ومرقس 9

 

Holy_bible_1

 

الشبهة 

 

قال يسوع (8فَإِنْ أَعْثَرَتْكَ يَدُكَ أَوْ رِجْلُكَ فَاقْطَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ. خَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ أَعْرَجَ أَوْ أَقْطَعَ مِنْ أَنْ تُلْقَى فِي النَّارِ الأَبَدِيَّةِ وَلَكَ يَدَانِ أَوْ رِجْلاَنِ. 9وَإِنْ أَعْثَرَتْكَ عَيْنُكَ فَاقْلَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ. خَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ أَعْوَرَ مِنْ أَنْ تُلْقَى فِي جَهَنَّمَ النَّارِ وَلَكَ عَيْنَانِ.) متى 18: 8-9
وقد قال من قبل (11فَقَالَ لَهُمْ: «لَيْسَ الْجَمِيعُ يَقْبَلُونَ هَذَا الْكَلاَمَ بَلِ الَّذِينَ أُعْطِيَ لَهُم 12لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هَكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ».) متى 19: 11-12
من المؤمنين بقدسية هذا الكتاب أناس أخذوا هذا الكلام حرفيًا، فمنهم من أقلع عينه مثل سمعان الخراز وغيره، ومنهم من خصى نفسه مثل جيروم وغيره. فهل لم يجد يسوع تعبيرًا أفضل من هذا، لا يمكن أن يُفهم إلا بطريقة واحدة غير هذا، يأمن به على رعيته من الغباء العلمى فى الفهم؟

الرد 

 

الموضوع هذا رده سهل جدا وهو هل الاسلوب واضح ام لا هو الحكم عليه من المستمعين فكم بليون مسيحي سمع هذا الكلام وعرف انه رمزي وكم شخص فهم خطأ انه رمزي؟ 

عدد المسيحيين من القرن الاول الميلادي بعشرات الالاف الي الان أكثر من اثنين بليون في الفي سنة هو تقريبا تعدى 25 بليون شخص. 

كم شخص امن انه كلام رمزي وفهموه وعرفوا ان تطبيقه بطريقة روحية؟ 

25 بليون مسيحي 

كم شخص فهمه خطأ انه حرفي وحاول تطبيقه حرفيا؟

شخصين 

اي احتمالية فهمه خطا لفهمه صحيح هو 1\12,500,000

هذا لوحده يؤكد ان كلام الرب واضح.

مع ملاحظة ان المشكك الغير مدقق هو قال جيروم وهذأ خطأ ولكن سأفترض ان المشكك أخطأ عن جهل وليس عن عمد. لان ما فعل هذا الخطأ هو اوريجانس وحرمته الكنيسة لعدة اسباب هذا السبب من اهمها 

 

الامر الثاني هو ان الكتاب المقدس قال لفظا ان المسيح كان يتكلم بأمثال

 انجيل متي 13

13: 34 هذا كله كلم به يسوع الجموع بامثال و بدون مثل لم يكن يكلمهم 

13: 35 لكي يتم ما قيل بالنبي القائل سافتح بامثال فمي و انطق بمكتومات منذ تاسيس العالم 

 

انجيل مرقس 4

4: 2 فكان يعلمهم كثيرا بامثال و قال لهم في تعليمه 

4: 33 و بامثال كثيرة مثل هذه كان يكلمهم حسبما كانوا يستطيعون ان يسمعوا 

 

إنجيل متى 22: 1

 

وَجَعَلَ يَسُوعُ يُكَلِّمُهُمْ أَيْضًا بِأَمْثَال قَائِلاً:

 

الامر الثالث الهام وهو ان الامر يفهم من كل الاعداد وليس باقتطاع اية فسياق الكلام يؤكد انه يتكلم رمزيا 

انجيل متى 18 

مت 18 :1 في تلك الساعة تقدم التلاميذ الى يسوع قائلين فمن هو اعظم في ملكوت السماوات 

مت 18 :2 فدعا يسوع اليه ولدا و اقامه في وسطهم 

مت 18 :3 و قال الحق اقول لكم ان لم ترجعوا و تصيروا مثل الاولاد فلن تدخلوا ملكوت السماوات 

كلام المسيح واضح تماما لاي انسان محايد انه يتكلم رمزيا بامثال لانه بالطبع لا يامرنا ان نتحول ونحن رجال وفي منتصف العمر الى ان نعود لمرحلة الطفولة مرة ثانية جسديا وعقليا وغيره. ولكن الكلام بمثال عن براءة وطهارة الطفولة. 

فسياق الكلام هو بامثلة رمزية 

مت 18 :4 فمن وضع نفسه مثل هذا الولد فهو الاعظم في ملكوت السماوات 

مت 18 :5 و من قبل ولدا واحدا مثل هذا باسمي فقد قبلني 

مت 18 :6 و من اعثر احد هؤلاء الصغار المؤمنين بي فخير له ان يعلق في عنقه حجر الرحى و يغرق في لجة البحر 

مت 18 :7 ويل للعالم من العثرات فلا بد ان تاتي العثرات و لكن ويل لذلك الانسان الذي به تاتي العثرة 

فالكلام حتى الان هو رمزيا بأمثال عن العثرات بأنواعها وخطورتها

مت 18 :8 فان اعثرتك يدك او رجلك فاقطعها و القها عنك خير لك ان تدخل الحياة اعرج او اقطع من ان تلقى في النار الابدية و لك يدان او رجلان 

يدي لا تعثرني بمعنى حرفي لأني يدي لا تصنع شيء مخالف عن ارادتي بل هي تعمل مشيئتي لان انا ويدي واحد. فالمعنى واضح انه يتكلم رمزيا وقطعا المسيح لا يقبل أن نقطع أيادينا وأرجلنا. ولكن هو يتكلم عن منع الخطية. فكيف امنع يدي من صنع الخطية؟ هو ان لا امدها بارادتي لصنع الشر. وأيضا كيف امنع رجلي من صنع الخطية؟ هو لا بد ان امنعها من السير في طريق الشر 

مت 18 :9 و ان اعثرتك عينك فاقلعها و القها عنك خير لك ان تدخل الحياة اعور من ان تلقى في جهنم النار و لك عينان 

وأيضا عيني لا تعثرني لوحدها فالعين ليس لها مشيئة مستقلة بل تنظر حسب مشيئتي فالمعنى أيضا واضح انه يتكلم رمزيا عن منع الخطية. وكيف امنع عيني عن صنع الخطية والعثرة؟ هو ان امنعها من ان تنظر للشر ولا تنظر بشهوة. 

فهناك من يسير في طريقه وعيناه للأرض ويمنع عن عينه كل الصور المعثرة وهذا فيه قطع العين او النظر عن العثرة. وقطعًا في هذا تغصب، ولكن الملكوت يغصب (مت 12:11). ومن تعثره أماكن معينة فعليه ألا يذهب فيكون كمن قطع رجله، وهناك من يعثره صديق معين أو جماعة معينة، فعليه أن يمتنع عنهم ويكون كمن قد مات عنهم. وهكذا. وهذا ما يُسمى الجهاد، أن تغصب نفسك ألا تفعل ما ترغب فيه إن كان فيه خطأ وتحيا كميت أمامه.

كلمات السيِّد هنا تحمل معنى رمزيًا روحيًا، فاليد ليست إلا الإنسان الذي يسندني ويعمل لحسابي، إن تحوّل هذا إلى معثَرة لي يفقدني إيماني أو طهارتي أقطعه لاَغتصب السماوات بدونه بالرغم من شوقي إلى خلاصه. لقد مدّ يوسف العنيف يديه بكل قوّة وشجاعة ليبتُرهما حينما ترك الثوب في يديّ سيدته وهرب. لقد فضّل أن يَقطع علاقته بمن تُقدِّم له لُقمة العيش مفضِّلًا أن يُذّل داخل أسوار السجن كمن هو بلا يدين، محرومًا من حرّية الجسد من أجل تمتُّعه بالحياة الطاهرة الفردوسيّة. لم تكن لُقمة العيش قادرة أن تحبس يوسف في العثْرة، مفضِّلا أن يدخل الحياة أقطع من أن يُلقى في نار الشهوة المهلِكة وله يدان! والعجيب أن الله لم يترك يوسف بلا يدين، بل صار هو نفسه يديه أينما حلّ يتبارك العمل، سواء داخل أسوار السجن أو في قصر فرعون. فإن كنّا بالروح القدس الناري نعرف كيف نقدّم أيدينا المُعثِرة لصليب ربّنا يسوع المسيح فتُبتَر، لا نبقى بلا يدين وإنما يصير السيِّد المسيح نفسه يدينا العاملتين معنا وبنا وفينا، وفي كل عمل نعمله يتقدّمنا السيِّد نفسه فيحل ببركته فينا، بل أقول نختفي نحن فيه ليكون هو العامل! إن كل بَتْر لمصدر العثْرة بحكمة الروح القدس ليس خسارة بل هو ربح، فيه أَخْذ لا عطاء!

وبالطبع نفس المعنى في 

انجيل مرقس 9

9 :42 و من اعثر احد الصغار المؤمنين بي فخير له لو طوق عنقه بحجر رحى و طرح في البحر 

9 :43 و ان اعثرتك يدك فاقطعها خير لك ان تدخل الحياة اقطع من ان تكون لك يدان و تمضي الى جهنم الى النار التي لا تطفا 

9 :44 حيث دودهم لا يموت و النار لا تطفا 

9 :45 و ان اعثرتك رجلك فاقطعها خير لك ان تدخل الحياة اعرج من ان تكون لك رجلان و تطرح في جهنم في النار التي لا تطفا 

 

أيضا العدد الثاني 

في البداية ارجو الى ملف 

الرد علي هل المسيح يشجع علي الاخصاء ؟ متي 19: 12

وردت على هذا الامر بالتفصيل ولكن هنا باختصار 

انجيل متى 19

مت 19 :3 و جاء اليه الفريسيون ليجربوه قائلين له هل يحل للرجل ان يطلق امراته لكل سبب 

مت 19 :4 فاجاب و قال لهم اما قراتم ان الذي خلق من البدء خلقهما ذكرا و انثى 

مت 19 :5 و قال من اجل هذا يترك الرجل اباه و امه و يلتصق بامراته و يكون الاثنان جسدا واحدا 

أيضا واضح ان الكلام ليس بمعنى حرفي ولكن بمعنى روحي فالإنسان لا يحضر مادة لاصقة او حبل ويربط جسده بجسد امراته طول حياتهما بهذا الحبل ليكونا جسدا واحدا بل المعنى الرابطة الزوجية الروحية في عين الله

مت 19 :6 اذا ليسا بعد اثنين بل جسد واحد فالذي جمعه الله لا يفرقه انسان 

وأيضا هنا الكلام واضح انه ليس حرفي فلم يلتصق الجسدين بطريقة لحمية ولكن رابطة زوجية روحية 

مت 19 :7 قالوا له فلماذا اوصى موسى ان يعطى كتاب طلاق فتطلق 

مت 19 :8 قال لهم ان موسى من اجل قساوة قلوبكم اذن لكم ان تطلقوا نساءكم و لكن من البدء لم يكن هكذا 

مت 19 :9 و اقول لكم ان من طلق امراته الا بسبب الزنى و تزوج باخرى يزني و الذي يتزوج بمطلقة يزني 

المسيح يتكلم عن الطلاق ويوضح خطيته وهذه شرحتها تفصيلا في

الطلاق في اليهودية والمسيحية

مت 19 :10 قال له تلاميذه ان كان هكذا امر الرجل مع المراة فلا يوافق ان يتزوج 

التلاميذ استصعبوا ذلك هذا الكلام معناه أن التلاميذ رأوا في منع السيد للطلاق تقييدًا لحرية الرجل، فقالوا إذًا الأسهل أن يعيش الإنسان بلا زواج حتى لا تضايقه امرأة لا يستطيع أن يطلقها.

مت 19 :11 فقال لهم ليس الجميع يقبلون هذا الكلام بل الذين اعطي لهم 

ليس الجميع يقبلون هذا الكلام= ليس كل إنسان يستطيع مقاومة الغريزة الطبيعية التي فيه ويتبتل، بل من يُعطَي معونة إلهية فيصبح أعلى من الطبيعة. هؤلاء أعطى لهم = أُعطِى لهم معونة ونعمة للسمو فوق الطبيعة بدون زواج.

فسياق الكلام حتى الان عن الامتناع عن الزواج 

مت 19 :12 لانه يوجد خصيان ولدوا هكذا من بطون امهاتهم و يوجد خصيان خصاهم الناس و يوجد خصيان خصوا انفسهم لاجل ملكوت السماوات من استطاع ان يقبل فليقبل 

والامر المهم ما هو معني خصي في اصلها اليوناني لانها مختلفة قليلا عن العربي 

الكلمة ايونوخوس 

G2135

 

εὐνοῦχος

eunoúchos; gen. eunoúchou, from eunḗ (n.f.), a bed, and échō (G2192), to have, keep. It indicates that one is alone in bed. A keeper of the bed or bed chamber, a chamberlain, one who has been emasculated, such persons being employed as the keepers of oriental harems or dwellings of females. A eunuch (Mat_19:12), those impotent from birth and those who live like eunuchs in voluntary abstinence (Sept.: Est_2:14-15Isa_56:3-4). By implication, a minister of court (Act_8:27Act_8:34Act_8:36Act_8:38-39). Eunuchs often rose to stations of great power and trust in eastern courts so that the term apparently came to be applied to any high officer of court even though not emasculated (see Sept.: Gen_37:36Gen_39:1).

Deriv.: eunouchízō (G2134), to make a eunuch.

هي أتت من كلمة ايون أي سرير وايخو التي تعني ممسك او يبقي ولهذا تعني شخص لوحده في الفراش بمعنى غير متزوج. وأيضا بمعنى مخصي.... ويلقب بها هؤلاء الذين عاشوا اختياريا مثل الخصيان (بتوليين) .....

فمن تطبيقات الكلمة بمعنى بتول 

المعنى المقصود

بناء على الوضح في الاعداد السابقة هنا العدد يكون واضح انه الكلام عن الامتناع عن الزواج إذا الخصيان هم الممتنعين عن الزواج 

خصيان خصوا أنفسهم= أي البتولية وهذا واضح من سياق الكلام كما شرحت 

خصيان ولدوا هكذا = بسبب عيب خَلْقي. وهؤلاء لا يقال عنهم بتوليون.

خصيان خصاهم الناس = كما كانوا يفعلون مع العبيد ليخدموا في بيوت النساء.

فمرة ثانية الكلام رمزي وواضح من سياق الكلام 

مع ملاحظة ان ملكوت السماوات ليس مادي وبه ايدي لحمية واعين لحمية بل المسيح نفسه شرح ووضح 

إنجيل متى 22: 30

 

لأَنَّهُمْ فِي الْقِيَامَةِ لاَ يُزَوِّجُونَ وَلاَ يَتَزَوَّجُونَ، بَلْ يَكُونُونَ كَمَلاَئِكَةِ اللهِ فِي السَّمَاءِ.

وأيضا 

رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 15: 50

 

فَأَقُولُ هذَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ: إِنَّ لَحْمًا وَدَمًا لاَ يَقْدِرَانِ أَنْ يَرِثَا مَلَكُوتَ اللهِ، وَلاَ يَرِثُ الْفَسَادُ عَدَمَ الْفَسَادِ.

 

أيضا الاعداد كلها يتكلم عن العثرة وخطورتها بامثلة والسبب ان المسيح يريد ان يشرحه لهم بالامثله التي يرونها في حياتهم اليومية ليوضح المفاهيم لان المثل هو شرح لأمر يصعب فهمه وهذا يتضح من كلمة مثل، وهو قد يكون مجرد تشبيه أو قصة من الواقع اليومى لتوضيح حقيقة روحية. فالقصص والأمثال التى من واقع الحياة تؤثر في الناس أكثر من الوعظ. 

السيد المسيح يتكلم بأمثال لا ليسيء فهمه بعض الناس فهو يريد أن الجميع يخلصون، ولكن الكلام بأمثال هي طريقة تدعو السامع لأن يفكر ويستنتج وبهذا تثبت المعلومة بالأكثر، فمن يفكر في صعوبة والام قطع اليد سيدرك بالمثال خطورة العثرة ويحاول ان يتحاشى ان يفعل عثرة ومن يفكر قرار التبتل هو يعرف انه سيعيش مثل الخصي طول بقية حياته.

واكتفي بهذا القدر 

 

والمجد لله دائما