هل مزمور 91 تعلق بي أنجيه نبوة أن المسيح لم يصلب بل رفع؟ مزمور 91

 

Holy_bible_1

 

الشبهة 

 

قول الرب من قبل: (9لأَنَّكَ قُلْتَ: [أَنْتَ يَا رَبُّ مَلْجَإِي]. جَعَلْتَ الْعَلِيَّ مَسْكَنَكَ 10لاَ يُلاَقِيكَ شَرٌّ وَلاَ تَدْنُو ضَرْبَةٌ مِنْ خَيْمَتِكَ. 11لأَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ فِي كُلِّ طُرْقِكَ. 12عَلَى الأَيْدِي يَحْمِلُونَكَ لِئَلاَّ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ. 13عَلَى الأَسَدِ وَالصِّلِّ تَطَأُ. الشِّبْلَ وَالثُّعْبَانَ تَدُوسُ. 14لأَنَّهُ تَعَلَّقَ بِي أُنَجِّيهِ. أُرَفِّعُهُ لأَنَّهُ عَرَفَ اسْمِي. 15يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبُ لَهُ. مَعَهُ أَنَا فِي الضِّيقِ. أُنْقِذُهُ وَأُمَجِّدُهُ. 16مِنْ طُولِ الأَيَّامِ أُشْبِعُهُ وَأُرِيهِ خَلاَصِي.) مزمور 91: 9-16

فهل أنقذ الرب يسوع ولم يدعه يُصلب؟ أم حنث الرب فى وعده وتركه يُصلب ولم يريه خلاصه، على الرغم من أنه عرف اسمه؟ هل أرسل ملائكته له لكى يحفظونه فى كل طرقه؟ أم اكتفى بأن أرسل له ملاكًا واحدًا يواسيه ويقنعه أن يُصلب ويلقى الهوان، وينسى ما وعده به الرب؟

 

الرد

 

أولا من اين اتى المشكك ان هذا الكلام عن عدم صلب المسيح ؟ ثانيا من اين اتى المشكك ان معنى الإنقاذ هو عدم الصلب؟ تذكرني هذه الشبهة وأسلوب المشكك باستخدام الشيطان بالاقتطاع من هذه الآية في التجربة في البرية 

 

ندرس المزمور معا باختصار

مزمور 91

هذا المزمور هو من المزامير التعزيات لكل مؤمن وينطبق على كل مؤمن بالإضافة الى داود نفسه وبالفعل يوجد نبوات ومعاني موجهة لجسد السيد المسيح نفسه في آلامه، خصوصًا أن إبليس في تجربته للسيد استخدم آية من هذا المزمور "لأنه يوصي ملائكته بك." وإبليس لم يكمل المزمور لأن فيه نبوة ضده وهذا ما صنعه السيد المسيح إذ داسه فعلًا بقدميه "تطأ الأفعى وملك الحيات، وتسحق الأسد والتنين". ونصلي هذا المزمور في الساعة السادسة لنذكر أنه مع أن السيد معلق على الصليب إلا أنه سينتصر ويدوس إبليس الحية القديمة.

عمومًا نرى في هذا المزمور انتصار المسيح على إبليس ومؤامراته بالقيامة وهذا ما نؤمن به فالانتصار ليس معناه عدم الصلب ولكن اجتياز الصلب والموت والقيامة، وإبليس كُنِّيَ عنه هنا بعدة أسماء، فهو الصياد الذي يضع فخًا في طريق المؤمنين، ويأتي بالوبأ الخطر بل هو نفسه الوبأ الخطر (هو نوع من الموت المبيد) وهو سهم يطير في النهار وهو خوف الليل وهلاك يفسد في الظهيرة وهو الأسد والصل والشبل والثعبان ولكنه مع كل هذا قد داسه السيد المسيح بالصليب وتمم الخلاص. هو مزمور يعطي لكل منا اطمئنان وينزع كل خوف من أي مؤامرة شيطانية، أن الله سيعطي نصرة لنا ولكنيسته. وبحاصة انه ينهي المزمور بوعد الخلاص. 

سأقسم الكلام عن داود وعن المسيح وعن المؤمنين

91 :1 الساكن في ستر العلي في ظل القدير يبيت 

أولا عن داود المؤمن بحماية الله هو يعتبر نفسه يعيش في ستر العلي والرب القدير يظلل عليه

ثانيا عن المسيح الذي هو كلمة الله هو في حضن الاب ولهذا يقول "من عند الآب خرجت".

ثالثا من يؤمن بالله ويسلم له حياته يستمتع بحماية الله والله يحفظه من كل ضرر، ومن كل مؤامرة شيطانية، أو هجوم لأي عدو.

91 :2 اقول للرب ملجاي وحصني إلهي فاتكل عليه 

أولا عن رسول القائل هذا الكلام هو يعلن انه يتكل على الرب في كل خطواته

ثانيا عن يسوع في أيام جسده هو يتكل على الاب في كل شيء 

سفر المزامير 22: 8

 

«اتَّكَلَ عَلَى الرَّبِّ فَلْيُنَجِّهِ، لِيُنْقِذْهُ لأَنَّهُ سُرَّ بِهِ».

وهذا في

إنجيل متى 27: 43

 

قَدِ اتَّكَلَ عَلَى اللهِ، فَلْيُنْقِذْهُ الآنَ إِنْ أَرَادَهُ! لأَنَّهُ قَالَ: أَنَا ابْنُ اللهِ!».

ثالثا عن أي مؤمن يتكل على الله يكون الرب حصن حماية له 

91 :3 لانه ينجيك من فخ الصياد ومن الوبا الخطر 

تعبير وبا ممكن يترجم كلام سيء لان ديبير من دبار أي كلمة

أولا عن داود بالفعل الرب أنقذه من فخاخ كثيرة مثل ما كان يدبره له شاول 

ثانيا عن يسوع بالفعل انجاه اللاهوت من محاولات كثيرة لقتله سواء بالرجم او القاؤه من فوق الجبل وأيضا أقامه اللاهوت من الأموات

ثالثا بالنسبة لاي انسان مسيحي الرب ينجينا من فخاخ الشيطان فإبليس أوقع آبائنا آدم وحواء بكلامه المميت فألاعيب إبليس وكلامه المضل يسقطنا في الانفصال عن الله وهذا هو الموت. وهكذا كل تعاليم الهراطقة، هي فخ صياد ونوع من الموت المبيد. الفخ عادة يوضع بحيث يكون مخفيًا عن عين الفريسة ولكن لنثق فالله لا يخفي عليه شيء. ولكن لنثبت في الله والله فينا فيكشف لنا عن الفخاخ المنصوبة (هرطقات، تشويه لتعليم الله/ خطايا وشهوات/ شكوك). 

91 :4 بخوافيه يظللك وتحت اجنحته تحتمي ترس ومجن حقه 

أيضا نرى الكلام ينطبق على يهود واعانه وكان ترس حماية لهم 

عن الرب يسوع في أيام جسده الذي نزل الروح القدس في هيئة مرئية مثل حمامة وأيضا اللاهوت كان يحمي الجسد من كل محاولات الهجوم عليه كترس له 

وبالطبع عن أي انسان مسيحي الرب هو ترسنا ومجن حقنا 

91 :5 لا تخشى من خوف الليل ولا من سهم يطير في النهار 

واضح أيضا ان الكلام عن داود تاريخيا فهو حماية من خيانة او حروب والرب حماه من كل هذا 

اما عن المسيح خوف الليل أي الخيانة مثل يهوذا سهم يطير في النهار وهو المقاومة من الفريسيين والكتبة علانية 

وعن أي انسان ايضا

91 :6 ولا من وبأ يسلك في الدجى ولا من هلاك يفسد في الظهيرة 

عن داود واي انسان وباء يسلك في الدجي= القوات الشريرة المضادة. هلاك يفسد في الظهيرة= تراخي الإنسان واستسلامه للشبع واللذات وشهوة الجسد. 

عن الرب يسوع بالطبع الشيطان لا يقدر عليه بكل أنواع الحروب 

91 :7 يسقط عن جانبك ألف وربوات عن يمينك اليك لا يقرب 

عن داود واي انسان ومن يحتمي بالله يسقط كل مقاوميه عن يساره وعن يمينه، فهناك ضربات يسارية (شهوات وخطايا) وهناك ضربات يمينية (بر ذاتي).

عن الرب يسوع يسقط امامه الشيطان وملائكته "إليك لا يقترب" بمعنى أنهم يهلكون قبل أن يقتربوا إليك

91 :8 انما بعينيك تنظر وترى مجازاة الاشرار 

بالطبع واضح معناها عن داود واي انسان لانه يتعرض القديسون لمتاعب كثيرة. لكن يليق بهم أن ينتظروا ليروا في يوم الرب العظيم مجازاة الأشرار على مستوى أبدي.

اما عن الرب يسوع فهو نبوة عن مجيء السيد المسيح الأخير، ففي مجيئه الأول تقدم مخليًا نفسه، ومسلمًا نفسه للموت موت الصليب من أجل العالم. وفي مجيئه الثاني يأتي في مجده ويتم مجازاة الأشرار الذين سخروا بعمله الخلاصي، واضطهدوا جسده، أي كنيسته، وأصروا على ذلك بدون توبة.

91 :9 لأنك قلت انت يا رب ملجاي جعلت العلي مسكنك 

داود واي انسان سبب حماية الرب له لأنه عاش حياة التسليم ويحل فيه الروح القدس ويسكن ويعيش في الرب

اما عن الرب يسوع لأنه مسكن العلي لأنه يحل فيه كل ملئ اللاهوت جسديا 

91 :10 لا يلاقيك شر ولا تدنو ضربة من خيمتك 

بالنسبة لداود ولاي انسان المعنى واضح وهو حماية الرب 

اما بالنسبة للمسيح فهو حماية خيمته أي شعبه وكنيسته 

91 :11 لأنه يوصي ملائكته بك لكي يحفظوك في كل طرقك 

عن داود واي انسان هو حراسة الملائكة لنا (عب14:1).

اما عن المسيح فهذه الاية حاول الشيطان ان يستخدمها في التجربة في البرية للرب يسوع فوق جناح الهيكل لكي يسقطه في التكبر وكان الشيطان لا يعرف سر التجسد ورد عليه المخلص "لا تجرب الرب إلهك". 

وهنا نلاحظ شيء مهم أن الكلام عن حفظ الملائكة والملائكة بالفعل حفظت القديسين باستمرار وكانت تقويهم ولكن لم يحدث أن الملائكة منعت القديسين أن يستشهدوا بل كانت باستمرار تشجعهم وتقويهم على الثبات في الالامات لينالوا أكليل الشهادة 

لهذا المفهوم الخاطئ لهذه الاية هو عند الشيطان واتباعه الذي ظن انه يستخدمها لتجربة المسيح وأحيانا كثيرة اعثار أولاده بأن يوسوس بادعاء أن الملائكة تحفظ بطريقة مطلقة ولكن الملائكة تحفظ الانسان من الشرير وهو الشيطان حتى يتمموا رسالتهم وبسلام ولو كان أفضل لهم الاستشهاد فيثبتوا ايمانهم حتى ينالوا اكليل الشهادة 

وبناء عليه هي ليست عن منع الصلب هذا فكر شيطاني بل هي حفظ من الشرير 

91 :12 على الايدي يحملونك لئلا تصدم بحجر رجلك 

نفس المعنى السابقة وكمالة لها 

لداود وللابرار هؤلاء يحتاجون لحماية الملائكة.

اما عن الرب يسوع فهي نبوة عن السيد المسيح المعصوم من الخطأ، والذي لا يمكن أن يهلك؛ فإنه وإن كان لا يحتاج إلى معونة ملائكية، لكن الملائكة أظهرت شوقًا عظيمًا لخدمته عند ميلاده، وأثناء تجربته، وآلامه، وقيامته وصعوده! ومع هذا فقد ظن عدو الخير أنه قادر أن ينصب له شبكة ليسقطه في الخطية من خلال هذه العبارة.

91 :13 على الاسد والصل تطأ الشبل والثعبان تدوس 

أولا عن داود والمؤمنين فالأسد هو الشيطان في قوته والثعبان هو الشيطان في مكره وخبثه. وراجع (أف12:6). وكيف ندوسه [1] بالتواضع [2] ضبط النفس [3] التعفف. هذا هو جهادنا.

ثانيا عن المسيح فهي واضح تماما أنها عكس ما يدعيه المشككين فهي تتكلم عن المسيح يسحق الشيطان ونسل المراة يسحق رأس الحية 

سفر التكوين 3: 15

 

وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَاهُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ».

وهذا تم في معركة الصليب 

سفر هوشع 13: 14

 

«مِنْ يَدِ الْهَاوِيَةِ أَفْدِيهِمْ. مِنَ الْمَوْتِ أُخَلِّصُهُمْ. أَيْنَ أَوْبَاؤُكَ يَا مَوْتُ؟ أَيْنَ شَوْكَتُكِ يَا هَاوِيَةُ؟ تَخْتَفِي النَّدَامَةُ عَنْ عَيْنَيَّ».

 

رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 15: 55

 

«أَيْنَ شَوْكَتُكَ يَا مَوْتُ؟ أَيْنَ غَلَبَتُكِ يَا هَاوِيَةُ؟»

فهذا يؤكد ان المسيح بصلبه وبموته داس الشيطان وسحقه وقيده ألف سنة 

رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 2: 14

 

فَإِذْ قَدْ تَشَارَكَ الأَوْلاَدُ فِي اللَّحْمِ وَالدَّمِ اشْتَرَكَ هُوَ أَيْضًا كَذلِكَ فِيهِمَا، لِكَيْ يُبِيدَ بِالْمَوْتِ ذَاكَ الَّذِي لَهُ سُلْطَانُ الْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ،

فالمسيح بصلبه وموته حقق هذا 

91 :14 لأنه تعلق بي انجيه ارفعه لأنه عرف اسمي 

عن داود واي انسان فعلا ليس فقط ينجينا، بل ويرفعنا، أي يسكب علينا نوعًا من الكرامة أو المجد، لأننا عرفنا اسمه، أي صرنا أصدقاء له، نسلك حسب وصاياه.

أما عن المسيح فالعدد مناسب جدا عن الرفع يأتي بعد سحق الشيطان بالصليب وبالموت. فبالفعل المسيح لاهوته اقام ناسوته من الموت وانجاه من الموت بالقيامة وصعد الى الاب ولكن بعد القيامة 

إنجيل لوقا 24: 51

 

وَفِيمَا هُوَ يُبَارِكُهُمُ، انْفَرَدَ عَنْهُمْ وَأُصْعِدَ إِلَى السَّمَاءِ.

فالعدد نبوة واضحة عن القيامة أيضا والصعود وهذا حدث

91 :15 يدعوني فاستجيب له معه انا في الضيق أنقذه وأمجده 

بالطبع معناه واضح عن داود وعن كل انسان وهو ان الرب ينقذنا في كل ضيق كما قال 

سفر المزامير 50: 15

 

وَادْعُنِي فِي يَوْمِ الضِّيقِ أُنْقِذْكَ فَتُمَجِّدَنِي».

اما عن المسيح كنائب عن البشرية: "الذي في أيام جسده، إذ قدم بصراخ شديدٍ ودموع طلبات وتضرعات للقادر أن يخلصه من الموت، وسمع له من أجل تقواه" (عب 5: 7). وبالفعل أقامه من الموت 

سفر أعمال الرسل 2: 24

 

اَلَّذِي أَقَامَهُ اللهُ نَاقِضًا أَوْجَاعَ الْمَوْتِ، إِذْ لَمْ يَكُنْ مُمْكِنًا أَنْ يُمْسَكَ مِنْهُ.


رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 15: 15

 

وَنُوجَدُ نَحْنُ أَيْضًا شُهُودَ زُورٍ للهِ، لأَنَّنَا شَهِدْنَا مِنْ جِهَةِ اللهِ أَنَّهُ أَقَامَ الْمَسِيحَ وَهُوَ لَمْ يُقِمْهُ، إِنْ كَانَ الْمَوْتى لاَ يَقُومُونَ.

وهذا شرحته سابقا بالتفصيل في ملف

الرد علي شبهة اعبر عني هذه الكاس وعدم خوف السيد المسيح

فبالفعل اللاهوت أنقذ الناسوت من الموت بالقيامة وبعدها مجده بالصعود 

91 :16 من طول الايام أشبعه واريه خلاصي 

وهذا يتكلم عن الأبدية التي بلا نهاية 

سواء عن داود والمؤمنين وأيضا عن جسد الرب يسوع الذي أصبح هو في الأبدية راس ونحن الأعضاء 

رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 15:

22 لأَنَّهُ كَمَا فِي آدَمَ يَمُوتُ الْجَمِيعُ، هكَذَا فِي الْمَسِيحِ سَيُحْيَا الْجَمِيعُ.
23 وَلكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ فِي رُتْبَتِهِ: الْمَسِيحُ بَاكُورَةٌ، ثُمَّ الَّذِينَ لِلْمَسِيحِ فِي مَجِيئِهِ.

وهذا ما كان سيحدث لولا فداء المسيح بصلبه وموته وقيامته 

 

أتمنى يكون الامر اتضح

 

والمجد لله دائما