«  الرجوع   طباعة  »

هل الكتاب المقدس يشهد بأن المسيح كان معه انجيل؟ مرقس 1 و8 و10 و14 ومتى 26

 

Holy_bible_1

 

الشبهة 

 

يستوقفنا هنا قول يسوع: فى مرقس 8: 35 (35فَإِنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا وَمَنْ يُهْلِكُ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي وَمِنْ أَجْلِ الإِنْجِيلِ فَهُوَ يُخَلِّصُهَا.)، وتكررت نفس هذه الفكرة فى مرقس 10: 29 (29فَأَجَابَ يَسُوعُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ لَيْسَ أَحَدٌ تَرَكَ بَيْتاً أَوْ إِخْوَةً أَوْ أَخَوَاتٍ أَوْ أَباً أَوْ أُمّاً أَوِ امْرَأَةً أَوْ أَوْلاَداً أَوْ حُقُولاً لأَجْلِي وَلأَجْلِ الإِنْجِيلِ)

فإذا دققنا المعنى فى قول يسوع (مِنْ أَجْلِي وَمِنْ أَجْلِ الإِنْجِيلِ)، نرى أن المعنى قد تضارب، إذ أن الواو تعنى الإضافة والمغايرة، فلا يمكن أن أقول أتى أحمد وعلى، ويكون الاثنان شخصًا واحدًا. وعلى ذلك فالإنجيل ليس يسوع، مخالفة لما قاله معجم اللاهوت الكتابى ص113، حيث لا يُعقل أن يكون الشخص المبشِّر هو نفس موضوع البشارة.

ويستوقفنا قول مرقس فى بداية كتابه: (1بَدْءُ إِنْجِيلِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِ اللَّهِ) مرقس 1: 1، فمرقس نفسه اعتبر أن ما يكتبه هو إنجيل أى كتاب، ونسبه ليسوع، فإذا كان معنى كلمة إنجيل كتاب عند أقدم إنجيل، فكيف قصر التقليد المعنى على يسوع وعلى الخبر السار؟ فهل فعلوا ذلك لأنهم أخفوا إنجيل عيسى الحقيقى، وجعلوه فى طى النسيان بسبب تعاليمه التى كانت تتعارض مع ممارستهم تقاليدهم؟

ويستوقفنا أيضًا قول متى 26: 13 (13اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: حَيْثُمَا يُكْرَزْ بِهَذَا الإِنْجِيلِ فِي كُلِّ الْعَالَمِ يُخْبَرْ أَيْضاً بِمَا فَعَلَتْهُ هَذِهِ تَذْكَاراً لَهَا».) وتكررت فى مرقس 14: 9، ألا يدل هذا على وجود كتاب قريب منه أشار إليه وكان يعنيه بالذات؟

 

الرد

 

الانجيل او البشارة في هذه الاعداد هو كلام الرب يسوع المسيح الشفوي وتعاليمه وحياته وفداؤه. ولكن يكرر المشككين نفس الشبهة مرارا وتكرارا بسبب ادعاء كاذب قاله القرأن انه اتى عيسى الكتاب

البقرة 87

وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ ٱلْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِٱلرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ٱبْنَ مَرْيَمَ ٱلْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ ٱلْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَآءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَىٰ أَنْفُسُكُمْ ٱسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ

المائدة 46

وَقَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِعَيسَى ٱبْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ ٱلتَوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ ٱلإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ ٱلتَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ

المائدة 110

إِذْ قَالَ ٱللَّهُ يٰعِيسَى ٱبْنَ مَرْيَمَ ٱذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَىٰ وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ ٱلْقُدُسِ تُكَلِّمُ ٱلنَّاسَ فِي ٱلْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ ٱلْكِتَابَ وَٱلْحِكْمَةَ وَٱلتَّوْرَاةَ وَٱلإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ ٱلطِّينِ كَهَيْئَةِ ٱلطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِىءُ ٱلأَكْمَهَ وَٱلأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ ٱلْمَوتَىٰ بِإِذْنِيِ وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِٱلْبَيِّنَاتِ فَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَـٰذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ

الحديد 27

ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ٱبْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ ٱلإِنجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ٱبتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلاَّ ٱبْتِغَآءَ رِضْوَانِ ٱللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ

فكرر الكلام كل المشككين المسلمين في العصر الحديث من هداية وديدات وغيرهم. فمهما شرحنا للمسلمين المتمسكين بأخطاء قرانهم هم لن يقتنعوا 

ومهما سألناهم هل عيسى القرآني ولد وهو ممسك بكتاب في يده؟ لا نجد اجابة

وكما شرحت سابقا في 

هل ضاع اسم الانجيل كما كان ينطقه المسيح؟

وأيضا 

معني التحريف والرد على تحريف الانجيل

كلمة انجيل هو بشرى سارة 

فالمسيح المخلص هو بشارتنا السارة وكلماته هو بشارتنا واعماله وفداؤه هو بشارتنا والوحي المقدس الذي أعطاه لتلاميذه ليكتبوا اسفار العهد الجديد بما فيهم الأربع بشائر هو أيضا بشرتنا السارة. 

فهل يعني هذا أننا نؤمن ببشارتين او أكثر بالإضافة الى المسيح؟ بالطبع لا فصاحب هذه البشائر هو المسيح الذي قال هذا وفعل هذا. فالبشارة هي عنه وعن كلامه وعن أفعاله وعن فداؤه 

فما قاله المشكك عن الاعداد خطأ 

فعندما قال (فإذا دققنا المعنى فى قول يسوع (مِنْ أَجْلِي وَمِنْ أَجْلِ الإِنْجِيلِ)، نرى أن المعنى قد تضارب، إذ أن الواو تعنى الإضافة والمغايرة، فلا يمكن أن أقول أتى أحمد وعلى، ويكون الاثنان شخصًا واحدًا) هذا مثال خاطئ فحرف الواو تعني الإضافة فقد أقول صفتين لنفس الشخص واستخدم واو الإضافة مثل أحمد شجاع وقوي هل هذا يعني كيانين منفصلين؟ 

وهل لو قلت لابني افعل هذا الامر من أجلى ومن اجل كلمتي هل هذا يعني ان كلمتي شيء مادي اخر؟

بالطبع هذا قياس خطأ من المشكك.

أيضا المشكك أخطأ عندما قال (حيث لا يُعقل أن يكون الشخص المبشِّر هو نفس موضوع البشارة) لان الرب يسوع المسيح كان يبشر بانه هو الحياة الأبدية فهو المبشر وهو موضوع البشارة 

انجيل يوحنا 3

15 لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.
16 لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.
17 لأَنَّهُ لَمْ يُرْسِلِ اللهُ ابْنَهُ إِلَى الْعَالَمِ لِيَدِينَ الْعَالَمَ، بَلْ لِيَخْلُصَ بِهِ الْعَالَمُ.
18 اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِهِ لاَ يُدَانُ، وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ قَدْ دِينَ، لأَنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ بِاسْمِ ابْنِ اللهِ الْوَحِيدِ.
19 وَهذِهِ هِيَ الدَّيْنُونَةُ: إِنَّ النُّورَ قَدْ جَاءَ إِلَى الْعَالَمِ، وَأَحَبَّ النَّاسُ الظُّلْمَةَ أَكْثَرَ مِنَ النُّورِ، لأَنَّ أَعْمَالَهُمْ كَانَتْ شِرِّيرَةً.

والمسيح كان ينادي ان يؤمنوا به 

إنجيل يوحنا 6: 35

 

فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ خُبْزُ الْحَيَاةِ. مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ فَلاَ يَجُوعُ، وَمَنْ يُؤْمِنْ بِي فَلاَ يَعْطَشُ أَبَدًا.

 

إنجيل يوحنا 6: 47

 

اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ.

 

إنجيل يوحنا 7: 38

 

مَنْ آمَنَ بِي، كَمَا قَالَ الْكِتَابُ، تَجْرِي مِنْ بَطْنِهِ أَنْهَارُ مَاءٍ حَيٍّ».

 

إنجيل يوحنا 10: 38

 

وَلكِنْ إِنْ كُنْتُ أَعْمَلُ، فَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا بِي فَآمِنُوا بِالأَعْمَالِ، لِكَيْ تَعْرِفُوا وَتُؤْمِنُوا أَنَّ الآبَ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ».

 

إنجيل يوحنا 11: 25

 

قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا،

 

إنجيل يوحنا 12: 42

 

وَلكِنْ مَعَ ذلِكَ آمَنَ بِهِ كَثِيرُونَ مِنَ الرُّؤَسَاءِ أَيْضًا، غَيْرَ أَنَّهُمْ لِسَبَبِ الْفَرِّيسِيِّينَ لَمْ يَعْتَرِفُوا بِهِ، لِئَلاَّ يَصِيرُوا خَارِجَ الْمَجْمَعِ،

 

إنجيل يوحنا 12: 46

 

أَنَا قَدْ جِئْتُ نُورًا إِلَى الْعَالَمِ، حَتَّى كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِي لاَ يَمْكُثُ فِي الظُّلْمَةِ.

 

إنجيل يوحنا 14: 12

 

اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَالأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا يَعْمَلُهَا هُوَ أَيْضًا، وَيَعْمَلُ أَعْظَمَ مِنْهَا، لأَنِّي مَاضٍ إِلَى أَبِي.

 

رسالة بطرس الرسول الأولى 2: 6

 

لِذلِكَ يُتَضَمَّنُ أَيْضًا فِي الْكِتَابِ: «هنَذَا أَضَعُ فِي صِهْيَوْنَ حَجَرَ زَاوِيَةٍ مُخْتَارًا كَرِيمًا، وَالَّذِي يُؤْمِنُ بِهِ لَنْ يُخْزَى».

بل هذا هدف نبوة الأنبياء الذين تنبؤا عنه ليؤمن البشر به 

سفر أعمال الرسل 10: 43

 

لَهُ يَشْهَدُ جَمِيعُ الأَنْبِيَاءِ أَنَّ كُلَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ يَنَالُ بِاسْمِهِ غُفْرَانَ الْخَطَايَا».

 

ويوحنا المعمدان جاء ليشهد للنور أي المسيح ليؤمن الكل بالمسيح 

إنجيل يوحنا 1: 7

 

هذَا جَاءَ لِلشَّهَادَةِ لِيَشْهَدَ لِلنُّورِ، لِكَيْ يُؤْمِنَ الْكُلُّ بِوَاسِطَتِهِ.

وبالفعل اليهود الذين امنوا كانوا يؤمنون به 

إنجيل يوحنا 12: 11

 

لأَنَّ كَثِيرِينَ مِنَ الْيَهُودِ كَانُوا بِسَبَبِهِ يَذْهَبُونَ وَيُؤْمِنُونَ بِيَسُوعَ.

 

إنجيل يوحنا 4: 41

 

فَآمَنَ بِهِ أَكْثَرُ جِدًّا بِسَبَبِ كَلاَمِهِ.

 

انجيل يوحنا 9

35 فَسَمِعَ يَسُوعُ أَنَّهُمْ أَخْرَجُوهُ خَارِجًا، فَوَجَدَهُ وَقَالَ لَهُ: «أَتُؤْمِنُ بِابْنِ اللهِ؟»
36 أَجَابَ ذَاكَ وَقَالَ: «مَنْ هُوَ يَا سَيِّدُ لأُومِنَ بِهِ؟»
37 فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «قَدْ رَأَيْتَهُ، وَالَّذِي يَتَكَلَّمُ مَعَكَ هُوَ هُوَ!».
38 فَقَالَ: «أُومِنُ يَا سَيِّدُ!». وَسَجَدَ لَهُ.

بل هذا الذي اغضب رؤساء الكهنة ان اليهود بدؤا يؤمنون به وبكثرة 

إنجيل يوحنا 11: 48

 

إِنْ تَرَكْنَاهُ هكَذَا يُؤْمِنُ الْجَمِيعُ بِهِ، فَيَأْتِي الرُّومَانِيُّونَ وَيَأْخُذُونَ مَوْضِعَنَا وَأُمَّتَنَا».

بل يدان الذين لم يؤمنون بالرب يسوع المسيح 

إنجيل يوحنا 16: 9

 

أَمَّا عَلَى خَطِيَّةٍ فَلأَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ بِي.

لهذا ما قاله المشكك في البداية هو خطأ أصلا 

 

أيضا ما قاله المشكك عن ان مرقس كتب انجيل واخفوا انجيل عيسى هو تدليس من المشكك فكما قلت فالانجيل هو البشارة التي كان يقولها المسيح شفويا فالانجيل هذا ليس اسم الكتاب المقدس فقط بل عندما كان يقولها الرب يسوع وتلاميذه المقصود بها هي البشارة الشفوية وهي خبر الخلاص وهي حياة والام وصلب وموت وقيامة المخلص وهي التي كتبت بعد الرب يسوع بإرشاد الروح القدس

أيضا ما يقوله متى البشير نقلا عن الرب يسوع 

انجيل متى 26

(13): "الحق أقول لكم حيثما يكرز بهذا الإنجيل في كل العالم يخبر أيضًا بما فعلته هذه تذكارًا لها."

تعبير بهذا الانجيل لو كان حسب أدعاء المشكك يقوله المسيح عن كتاب امامه مكتوب بالفعل فهل القصة التي لا تزال تحدث للمرأة ساكبه الطيب هي مكتوبة في الانجيل الذي يشير اليه المسيح؟ كيف القصة مكتوبة وهي لم تكاد تكتمل بعد؟

بالطبع كلام المسيح عن البشارة الشفوية فلقد استحسن الرب صنيع هذه المرأة وسمح بتخليد هذا العمل تذكارًا لإيمانها وحبها، تذكار يخبر به في كل العالم الذي ينتشر فيه البشارة. وهذه نبوة من الرب يسوع بانتشار البشارة الشفوية (الإنجيل) في العالم كله. وما الذي أراد الرب يسوع نشره في العالم بهذه القصة؟ هذه هي قصة الكنيسة التي رأت عريسها يبذل حياته عنها على الصليب وينابيع حبه تتفجر خلال الجنب المطعون، تتقدم هذه الكنيسة في شخص مريم كقارورة طيب تكسره بإرادتها لتفجر رائحة حبها خلال الطيب، وهكذا فعل الشهداء والمتوحدين والرهبان الذي تركوا العالم، بل كل نفس رفضت لذة خطايا العالم. وهكذا يمتزج الحب بالحب والألم بالألم والصليب بالصليب والجنب المطعون بالقارورة المنكسرة والمسكوبة على الجسد المقدس. والكرازة التي يصدقها الناس هي كرازة شخص بذل نفسه حبًا في، ولأجل مَنْ آمن أنه بذل حياته لأجله على الصليب. فالكرازة ليست كلامًا ولكنها محبة تبذل نفسها.

فالانجيل الذي يتكلم عنه الرب يسوع هو البشارة الشفوية بانه المخلص

فمعلمنا بولس الرسول يقول

رسالة بولس الرسول الي أهل غلاطية 1

1: 11 واعرفكم ايها الاخوة الانجيل الذي بشرت به انه ليس بحسب انسان 

1: 12 لأني لم اقبله من عند انسان ولا علمته بل بإعلان يسوع المسيح 

وهنا يؤكد ان الانجيل والبشارة الذي يتكلم عنها هو ليس انجيل مكتوب كما اعتقد المشككين بل هو يتكلم عن البشارة الشفوية فهو استلم هذا الإنجيل من الله مباشرة. فهو يتكلم عن تعاليم شفوية.

فالبشارة التي هي الانجيل الذي أولا شفويا من الرب يسوع لتلاميذه وتلاميذه للبشر وبعض تلاميذه بإرشاد الروح القدس كتبوا الوحي. فالمسيح لم يولد وفي يده كتاب بل المسيح هو الذي قال الانجيل شفويا وهو نفذ الانجيل عمليا وأوصى به قوليا واوحى بروحه القدوس لرسله اعلانيا

لو كان هناك انجيل في يد المسيح فهل تلاميذه الذين عبدوه يهملوا كتابه؟

انجيلنا ليس الورق المكتوب ولكن انجيلنا هو السيد المسيح نفسه الذي هو حي وباقي الي الابد وهو معنا ويكون فينا ولو انسان لم تتوفر له الفرصة للحصول على انجيل كامل او لو لم يتمكن من على الحصول على اي جزء من الانجيل فالمسيح نفسه الذي هو الانجيل الاصلي والنسخة الحقيقي الحي الي ابد الابدين يعطي الاعلان الي هذا الانسان بدون اي شيء اخر والروح القدس يقود هذا الانسان في حياته 

وهذا ايضا ردا على من يقول بضياع النسخ الأصلية فهو يؤكد على عدم فهمه للمسيحية 

نسختنا الأصلية في ملكوت السماوات

 

والمجد لله دائما