«  الرجوع   طباعة  »

لماذا اختار الرب جهلاء العالم رغم انه سفه الجهل والجهلاء 1 كو 1: 27 وأمثال 1 و13 و18

 

Holy_bible_1

 

الشبهة 

 

يقول الكتاب المقدس: (27بَلِ اخْتَارَ اللهُ جُهَّالَ الْعَالَمِ لِيُخْزِيَ الْحُكَمَاءَ وَاخْتَارَ اللهُ ضُعَفَاءَ الْعَالَمِ لِيُخْزِيَ الأَقْوِيَاءَ) كورنثوس الأولى 1: 27

لقد قرر الرب أن يغلب الجاهل الحكيم فى العلم والحكمة!! هل هذا إله يريد العلم وينميه، ويدفع خلقه للتعلم؟

ألم يسفه الرب الجهل والجهلاء قائلا: (أَمَّا الْجَاهِلُونَ فَيَحْتَقِرُونَ الْحِكْمَةَ وَالأَدَبَ) أمثال 1: 7 ؟

ألم يقل الرب إن الجاهل ينشر الحمق؟ (وَالْجَاهِلُ يَنْشُرُ حُمْقاً) أمثال 13: 16

ألم يقل إن شفتا الجاهل مهلكة؟ (7فَمُ الْجَاهِلِ مَهْلَكَةٌ لَهُ وَشَفَتَاهُ شَرَكٌ لِنَفْسِهِ) أمثال 18: 7

فما هى حكمة الرب أن يُخزى الحكماء لصالح الجهلاء؟

 

الرد 

 

الحقيقة المشكك اقتطع عدد من سياقه بل ودلس وغير المعنى المقصود. فباختصار الحكمة رائعة ومدحت كثيرا جدا في الكتاب المقدس والمسيح هو اقنوم الحكمة وهو مصدر الحكمة الجيدة 

ولكن يوجد حكمة شريرة مرفوضة جدا تحتقر الحكمة الحقيقية وتحتقر المحبة والوداعة بل تحتقر الفداء والصليب وهذا ما يتكلم عنه معلمنا بولس الرسول 

فالشيطان واحد من احكم الكائنات ولكن حكمته أصبحت شريرة جدا بسقوطه 

سفر حزقيال 28

12 «يَا ابْنَ آدَمَ، ارْفَعْ مَرْثَاةً عَلَى مَلِكِ صُورَ وَقُلْ لَهُ: هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: أَنْتَ خَاتِمُ الْكَمَالِ، مَلآنٌ حِكْمَةً وَكَامِلُ الْجَمَالِ.

17 قَدِ ارْتَفَعَ قَلْبُكَ لِبَهْجَتِكَ. أَفْسَدْتَ حِكْمَتَكَ لأَجْلِ بَهَائِكَ. سَأَطْرَحُكَ إِلَى الأَرْضِ، وَأَجْعَلُكَ أَمَامَ الْمُلُوكِ لِيَنْظُرُوا إِلَيْكَ.
18 قَدْ نَجَّسْتَ مَقَادِسَكَ بِكَثْرَةِ آثَامِكَ بِظُلْمِ تِجَارَتِكَ، فَأُخْرِجُ نَارًا مِنْ وَسْطِكَ فَتَأْكُلُكَ، وَأُصَيِّرُكَ رَمَادًا عَلَى الأَرْضِ أَمَامَ عَيْنَيْ كُلِّ مَنْ يَرَاكَ.

فليس كل حكمة هي جيدة ولكن الحكمة العالمية الشيطانة هي شريرة جدا 

فالأعداد التي استشهد بها المشكك من سفر الامثال هي عن الحكمة الجيدة الصالحة والتي يحتقرها هو جاهل ويسيء لنفسه 

فالحكمة الجيدة هي التي يتخذها الانسان من الله ولها شروط مثل الوداعة واعمال حسنة

رسالة يعقوب 3

13 مَنْ هُوَ حَكِيمٌ وَعَالِمٌ بَيْنَكُمْ، فَلْيُرِ أَعْمَالَهُ بِالتَّصَرُّفِ الْحَسَنِ فِي وَدَاعَةِ الْحِكْمَةِ.
14 وَلكِنْ إِنْ كَانَ لَكُمْ غَيْرَةٌ مُرَّةٌ وَتَحَزُّبٌ فِي قُلُوبِكُمْ، فَلاَ تَفْتَخِرُوا وَتَكْذِبُوا عَلَى الْحَقِّ.
15 لَيْسَتْ هذِهِ الْحِكْمَةُ نَازِلَةً مِنْ فَوْقُ، بَلْ هِيَ أَرْضِيَّةٌ نَفْسَانِيَّةٌ شَيْطَانِيَّةٌ.
16 لأَنَّهُ حَيْثُ الْغَيْرَةُ وَالتَّحَزُّبُ، هُنَاكَ التَّشْوِيشُ وَكُلُّ أَمْرٍ رَدِيءٍ.
17 وَأَمَّا الْحِكْمَةُ الَّتِي مِنْ فَوْقُ فَهِيَ أَوَّلاً طَاهِرَةٌ، ثُمَّ مُسَالِمَةٌ، مُتَرَفِّقَةٌ، مُذْعِنَةٌ، مَمْلُوَّةٌ رَحْمَةً وَأَثْمَارًا صَالِحَةً، عَدِيمَةُ الرَّيْبِ وَالرِّيَاءِ.

فالحكمة الأرضية مهما بلغت فهي شيطانية شريرة والجهالة او البساطة أفضل منها اما الحكمة التي من الله بروحه القدوس هي من أروع ما يكون. 

ايوب 5: 13  

الآخذ الحكماء بحيلتهم فتتهور مشورة الماكرين.

 

كورنثوس الاولي 3: 19

لأن حكمة هذا العالم هي جهالة عند الله لأنه مكتوب: «الآخذ الحكماء بمكرهم».

 

ومن هنا ندرس في عجالة ما يقوله معلمنا بولس 

شرحت باختصار سابقا في ملف 

الرد على شبهة كيف يصف الكتاب المقدس أن الله جاهل وضعيف. 1 كو 25: 1

فيقول معلمنا بولس الرسول 

رسالة بولس الرسول الاولي الى أهل كورنثوس 1

معلمنا بولس الرسول يبدأ هذه الرسالة بتحية ويفرح معهم باخبار مفرحه وهي نمو الكنيسة ولكن يبدأ بعد هذا في عتابهم على بعض الأشياء التي جاءت له في رسالة أهل خلوي ثم من عدد 18 الي 25 يبدأ يتكلم عن الصليب وهو سر الحكمة وسر الوحدة وسر القوة طالبا منهم ان يتمتعوا بالصليب. فيقول  

1 :18 فان كلمة الصليب عند الهالكين جهالة واما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله 

يقصد بكلمة الصليب هو مفهوم صلب المسيح والكرازة بصلب المسيح. وهذا الصلب الذي حقق الفداء ولكن هذا يوضح ان البعض هم للخلاص والبعض هم للهلاك لان الذين هم للهلاك عندما يكرز لهم بالمسيح الذي صلب انه رب الارباب ولكن اظهر محبته بالصليب هم يزدروا بهذا ويعتبروه جهالة فحتى لو هؤلاء حكماء بالمقاييس البشرية ولكن هم امام الله جهلاء لان حكمتهم شريرة والذين يؤمنون ويدركون حكمة الله في الصلب هم بمقياس العالم جهلاء ولكن امام الله حكماء. من يدرك عظمة وحكمة الله في قبوله الصلب فهو يدرك قوة محبة الله وقوة تواضع الله وقوة خلاص الله هو حكيم جدا. لان يُعلن التعليم بالصليب عن خلاص العالم الذي دمرته الخطية. فالذين يهتمون بالفلسفات البشرية دون خلاصهم يجدونه غباوة، يرون في المسيح أنه من الناصرة، كان فقيرًا بلا بيت يستقر فيه، وأن أصدقاءه قليلون، ليس له مركز اجتماعي أو ديني عظيم، لم يقدم أفكارًا فلسفية للحوار العقلي، مرفوض من خاصته، وفي ضعف رُفع على خشبة الصليب. سقط تحت العقوبة التي تحل بالعبيد، وكان عاجزًا عن أن يخلص نفسه من عار الصليب. هذا كله لأنهم لم يصدقوا قيامته. وأما الذين يهتمون بخلاصهم فيجدونه قوة اللَّه لانه به الله اظهر محبته العظيمة لنا وبه الله سحق كل قوى الشيطان لأجلنا لان الله قادر ان يبيد الشيطان بكلمة او نفخة فمه ولكن نحن لا زلنا خطاه بدون خلاه اما ابادته بالصليب هو يفتح باب الخلاص فهو حكمة من الله 

1 :19 لأنه مكتوب سأبيد حكمة الحكماء وارفض فهم الفهماء 

هو مكتوب في إش29: 14 جاءت في الترجمة السبعينية: "سأبيد حكمة الحكماء، وأخفي فهم الفهماء". وأيضا أي5 : 12، 13 و إر8: 9 و

الله ليس ضد الحكمة ليبيدها، بل هو الذي أعطى الحكمة للإنسان، ولأن الإنسان أساء استخدام ما وهبه الله من حكمة وفهم فإنتفخ بحكمته وابتعد عن الله، أراد الله كعقاب للإنسان أن يزدرى بحكمة الإنسان المتكبر الحكيم في عيني نفسه. ويبيد هنا بمعنى أن الله أظهر عجزها عن أن تخلص، فهي قد فشلت في خلاص الإنسان، وخلص البشرية بكرازة التلاميذ البسطاء عن قوة الصليب الذي يبدوا للمتكبرين انه جهالة، وبمنطق ضد حكمة العالم الذي يعبد القوة والعظمة. فالله خلص العالم بالمسيح المصلوب في صورة تبدوا للمتكبر والجاهل انها ضعف رغم انها قوة وايضا قام بقوة. ولكن ما ظهر للناس هو ضعف المسيح المصلوب. والقوة، قوة القيامة ظهرت في حياة الذين آمنوا. أكثر الناس ذكاءاً لن يدرك سر الصليب بل يدركهُ المؤمن المتضع. نعم إن كلمة الصليب قد بدت للهالكين جهالة لأنهم لم يستطيعوا أن يدركوا قوة الكرازة ومع ذلك يَدَّعون أنهم حكماء، ومثل هذه الحكمة المزعومة التي لا تحمل أي نفع للبشرية والتي تعطل الإيمان قد سبق ووعد الله أنه سيبيدها. الله يرفض الحكمة البشرية التي تنفخ ويكون هو نفسه مصدراً للحكمة للمتضعين والبسطاء.

1 :20 اين الحكيم اين الكاتب اين مباحث هذا الدهر الم يجهل الله حكمة هذا العالم 

هذا سؤال استنكاري أراد منه الرسول أن يعلن فشل كل عظماء اليهود والأمم في تخليص الإنسان من خطاياه وإصلاح أثار الخطية أي الألم الذي تعاني منه البشرية عمومًا، هم فشلوا أيضًا في إصلاح فساد البشرية. أين الحكيم = الفيلسوف اليوناني. أين الكاتب = الكتبة هم دارسي الكتاب المقدس. أين مباحث هذا الدهر = المجادل والعالم في الطبيعيات فهي محل بحث دائم. ألم يجهل الله حكمة هذا العالم = حكمة الله التي أعلنت في الخلاص بالصليب كشفت جهل حكمة هذا العالم بالطريق الحقيقي للخلاص. الله كشف جهل كل حكمة بشرية وعجزها عن أن تخلص. كل كتب أفلاطون وغيرها هي لا شيء، فلم نعرف الله سوى بالمسيح. ولم تكن هناك قوة لتغيير طبيعة البشر سوى قوة الصليب. الأمم بفلسفاتهم واليهود بتمسكهم بطقوس ناموسهم وانتفاخهم ببرهم الذاتي عجزوا عن أن يدركوا الحقائق المعلنة، وأن يصلحوا من حال البشرية وبؤسها. أما قوة المسيح فحولت الخطاة إلى قديسين وصليب المسيح فتح باب الخلاص. 

1 :21 لانه اذ كان العالم في حكمة الله لم يعرف الله بالحكمة استحسن الله ان يخلص المؤمنين بجهالة الكرازة 

الله هو مصدر كل عطية صالحة (يع 1: 17). إذاً الحكمة الموجودة في العالم مصدرها هو الله. والله أعطى للإنسان هذه الحكمة التي بها يدرك وجود الله فيعبده (رو 1: 18 -32). فالإنسان قادر أن يُدرك وجود الله من خلال خليقة الله. ولأن الإنسان أحب الخطية تشوهت حكمته فصارت حكمة نفسانية شيطانية (يع 3: 15) وأصبح لا يُدرك الله. هذه الحكمة المشوهة التي لا تدرك الله من خلال أعماله، هي التي يرفضها الله لذلك رأى الله أن يخلص العالم بالكرازة عن طريق تلاميذه البسطاء الذين لا يدرون شيئا عن حكمة الفلاسفة ولا فلسفاتهم، وبطريقة للخلاص بدت لحكماء هذا العالم كما لو كانت جهالة أي الصليب لأنهم يبحثون عن الخلاص بالقوة وبحكمة فلسفية بشرية ولكن الله اعد لهم طريق خلاص رائع بسيط وهو الصلب.

1 :22 لان اليهود يسألون اية واليونانيين يطلبون حكمة 

آية = اليهود طلبوا معجزات خارقة للطبيعة لكي يؤمنوا (يو 6: 30 + مت 12: 38 + لو 11: 29). يطلبون حكمة = هذه عن اليونانيين الذين يطلبون فلسفات جديدة وأراء جديدة للمناقشة (أع 17: 20، 21). هؤلاء أرادوا إخضاع الإيمان لحكمتهم البشرية التي ظنوا فيها خلاصهم ولكن هذا لم يحقق لهم الخلاص

1 :23 ولكننا نحن نكرز بالمسيح مصلوبا لليهود عثرة ولليونانيين جهالة 

لليهود عثرة = ففي شريعة اليهود " ملعون من علق على خشبة" (تث 21: 23) كما أن اليهود إنتظروا المسيا كملك أرضى يخلصهم من الرومان وليس من الخطية وهذا لا يتحقق في نظرهم سوى بالقوة. ولليونانيين جهالة = فالمسيح في نظرهم لم يهزم أعدائه ويتغلب عليهم في مناقشات فلسفية، ولم يكن له مظهر العظمة. بل أن صليب المسيح في نظرهم خالٍ من أي عظمة وحكمة. أما قوة الصليب فقد ظهرت في خضوع العالم كله لهُ، وعلى يد صيادين بسطاء فقراء وبالصليب غلب العالم والخطية وإبليس والموت، وبه احتمل الشهداء كل أنواع الآلام وما لا تحتمله الطبيعة البشرية. والرسل بشروا بمسيح مصلوب عمل نجارًا بسيطًا، وكان هذا ضد أفكار وحكمة العالم. فالمسيح اشترى العالم كله الذي باع نفسه للخطية اشتراه بدمه. ومحى صك الخطايا بدمه وفتح باب الخلاص بصليبه لمن يقبل. 

1 :24 واما للمدعوين يهودا ويونانيين فبالمسيح قوة الله وحكمة الله 

أما للمسيحيين سواء من كان منهم من اليهود أو اليونانيين فإن المسيح المكروز به هو قوة الله الذي خلق العالم (يو1: 3) ويخلقنا من جديد (2كو 5: 17) ويقدسنا. وهو حكمة الله الذي ينير ذهن المؤمن. وهذه الآية فيها إثبات للاهوت المسيح فهذه الآية تثبت أن المسيح هو غير مخلوق، فإذا كان هو قوة الله، فكيف خلق الله لنفسه قوة وهو بغير قوة، أي بأي قوة وبأي حكمة خلق الله لنفسه قوة وحكمة. لا يمكن إلاّ أن يكون المسيح أهو الله وهو زلياً، وهو اقنوم في الثالوث كائناً في الآب غير منفصل عنه. فالكلام هنا عن المسيح هو الله وهو أيضا المصلوب الذي يبدوا للجهلاء الذين يرفضون خلاصه بالصليب يبدوا لهم ضعف وجهالة. 

1 :25 لان جهالة الله احكم من الناس وضعف الله اقوى من الناس 

ما يبدو في نظر غير المؤمنين عن المسيح المصلوب هو جهالة لهو في الواقع حكمة تفوق حكمة الناس فهو حكمة الخلاص. والصليب الذي يبدو في الظاهر ضعفًا لهو قوة تفوق كل قوة الناس فهو قوة الخلاص. وهو يفرق بين من قلبه جيد فيقبل الخلاص ويقبل المسيح المصلوب لأجله ومن قلبه شرير فينظر للمسيح بجهالة ويرفض الخلاص لان المسيح المصلوب بالنسبة لحكمة هذا الانسان الأرضي الشرير هو منظر ضعيف. خطة اللَّه للخلاص بالصليب بانه يتجسد ويصلب التي تبدو للناس جهالة أو صلب المسيح الذي يبدو ضعفًا (2كو4:13) هو سرّ حكمة المؤمنين وقوتهم. فما يبدو لهم جهلًا هو أكثر حكمة من حكمة الناس، إذ لا تقدر الحكمة البشرية بذاتها أن تدركها. وما يبدو ضعفًا هو أعظم قوة مما للناس من قوة، إذ تحول البشريين إلى سمائيين، والأرض إلى سماء، والضعف إلى قوة.

وأيضا هذا العدد اثبات للاهوت المسيح وان المسيح هو الله لفظا فهو يتكلم في العددين الماضيين عن المسيح المصلوب الذي في نظر الاشار عثرة وجهالة ولكن للمؤمنين الحقيقيين هو قوة الله وحكمة الله ثم هنا يلقبه بالله مرتين فالمسيح الله في موقف الصلب الذي يبدوا جهالة هو احكم الناس والمسيح الله في موقف الصلب الذي يبدوا ضعف هو اقوى من الناس. وليس من الناس فقط بل احكم واقوى من الشيطان وكل مملكته. 

1 :26 فانظروا دعوتكم ايها الاخوة ان ليس كثيرون حكماء حسب الجسد ليس كثيرون اقوياء ليس كثيرون شرفاء 

هذا يؤكد ان الكلام هو عن الحكمة البشرية الجسدانية الشريرة المرفوضة. فالحكماء البشريين وفلاسفة بأسلوب فلسفي بشري باطل. الله ليس ضد الحكمة ولكنه ضد الحكمة الشريرة والفلسفة الباطلة والافتخار بالجسد لان بولس الرسول يقول فإن دعوتكم لم تكن مبنية على أساس ما لكم من حكمة بشرية أو مراكز سامية = ليس كثيرون شرفاء = فكثيرون من مؤمني كورنثوس كانوا من العامة والعبيد، فكلمة شرفاء تعني السادة ذوى المراكز السامية في المجتمع. والله لا يدعونا لسابق مراكزنا العالمية ولا لشرف نسبتنا الأرضي ولا حكمة أرضية ولا مكانة ولا فلسفة ارضية، بل الله يعلم القلب الذي هو مستعد لقبول عمله. ومن يقبل دعوة الله يختبر قوة خلاصه. فانظروا لأنفسكم يا أهل كورنثوس وأحكموا، لأنكم وحدكم الذين تعرفون ولقد اختبرتم قوة الخلاص عاملة فيكم، ماذا كنتم وكيف أصبحتم.

1 :27 بل اختار الله جهال العالم ليخزي الحكماء واختار الله ضعفاء العالم ليخزي الاقوياء 

أولا بولس الرسول هنا يتكلم بتواضع فرغم ان بولس الرسول فليسوف رائع وحكيم جدا لا انه يجمل نفسه مع الجهلاء والضعاف للعالم لأنه بمقايس العالم قبل صليب المسيح فيعتبروه جاهل لان الحكمة العالمية الشريرة تحتقر الصليب فهي جهالة. والتلاميذ كان منهم الفلاسفة والحكماء والطبيب مثل لوقا وجابي الضرائب المتمرس على الرياضيات وغيره. ولكن كلهم تركوا الحكمة العالمية ورفضوها لأجل صليب المسيح الذي يعتبره العالم الشرير هو جهالة رغم انه حكمة حقيقية لا يدركها العالم الشرير.

الله أظهر في حياة المؤمنين البسطاء فشل الذين إعتمدوا على حكمتهم في الحصول على الخلاص. الله إستخدم تلاميذ كانوا صيادين وخضع العالم لهم. وبعظة واحدة آمن 3000 على يد بطرس (مز 19: 3، 4). الله إختار هؤلاء الذين يحتقرهم العالم وينظر لهم كجهلاء لكي يخزى الحكماء في نظر العالم، وذلك ليفهم العالم أن الحكمة ليست إنسانية بل عطية إلهية. الله ليس ضد الحكمة فهو واهبها للبشر، إنما الله ضد الكبرياء.

فتلامي ذ المسيح هم بسطاء بحسب حكم العالم والحكمة البشرية الباطلة ولكنهم حكماء جدا بسبب روح الله القدوس الذي فيهم الذي يعطيهم فما وحكمة 

إنجيل لوقا 21: 15

 

لأَنِّي أَنَا أُعْطِيكُمْ فَمًا وَحِكْمَةً لاَ يَقْدِرُ جَمِيعُ مُعَانِدِيكُمْ أَنْ يُقَاوِمُوهَا أَوْ يُنَاقِضُوهَا.

فكما قلت هو ليس احتقار للحكمة الجيدة بل احتقار للحكمة العالمية الشريرة الرافضة لصليب المسيح. وليس مدح للجهالة البشرية ولكن مدح للحكمة الروحية الرائعة والايمان بالمسيح المصلوب حتى لو كان يحكم عليها البشر بشرهم انها جهالة. 

1 :28 و اختار الله ادنياء العالم و المزدرى و غير الموجود ليبطل الموجود 

1 :29 لكي لا يفتخر كل ذي جسد امامه 

1 :30 و منه انتم بالمسيح يسوع الذي صار لنا حكمة من الله و برا و قداسة و فداء 

فمرة ثانية حتى لو حكم علينا العالم بالجهالة لايماننا بالمسيح المصلوب هذه الجهالة هي افضل بكثير من الحكمة العالمية الشريرة الرافضة للصليب لان نحن تركنا الحكمة العالمية الشريرة واخذنا حكمة افضل من الله حكمة تعطي بر وقداسة وفداء فهذه هي الحكمة الحقيقية

1 :31 حتى كما هو مكتوب من افتخر فليفتخر بالرب 

اذا الانسان يستطيع ان يفتخر بالرب وبعمل الرب معه ومن خلاله فاستطيع لن افتخر بالرب لان اي صلاح فينا هو هبة من الرب

اذا نفهم ان هناك نوعين من الافتخار 

الاول هو الافتخار بالذات وبالبر الذاتي وهذا تكبر وهذا حكمة عالمية في نظر الله 

وهذا ما يتكلم عنه 

سفر الامثال 27

 27: 1 لا تفتخر بالغد لانك لا تعلم ماذا يلده يوم 

27: 2 ليمدحك الغريب لا فمك الاجنبي لا شفتاك 

اي لا تفتخر بما تعده لنفسك وما تخزنه لمستقبلك لانك لا تعلم ماذا سيحدث ولا يعلم أنه قد يسمع "في هذه الليلة تؤخذ نفسك". علينا أن لا نتفاخر بأنفسنا وقدراتنا، ومن يفتخر عليه أن يفتخر بالرب فقط. فالله احتفظ لنفسه بأنه يكون الغد مجهولاً أي المستقبل مجهولاً لنا، لكننا نثق في محبته وتدبيره حسناً لكل أمور حياتنا وبهذا نفتخر. وعلينا أن لا نتكلم عن نجاحنا فهذا كبرياء بل ننظر لخطايانا ونعمل لنرضي الله فقط. ولاحظ أن كلامنا عن أنفسنا يثير غيرة الناس، أما لو كان الله هو الذي حرَّك قلوبهم ليمدحوننا فسيكون هذا بمحبة وليس بغيرة أو باستهزاء. فلنترك هذا لله غير طالبين مدح أنفسنا. بل نمدح عمل الرب فقط وهذه هي الحكمة الحقيقية

 

والمجد لله دائما