هل التلاميذ في البداية قبل بولس الرسول لم يكونوا يعرفوا معمودية الروح القدس؟ أعمال 18 و19



Holy_bible_1



الشبهة



اقرأوا معي في الاصحاح (19: 2) (2 قال لهم: هل قبلتم الروح القدس لما آمنتم؟ قالوا له: ولا سمعنا أنه يوجد الروح القدس، فقال لهم: فبماذا اعتمدتم؟ فقالوا: بمعمودية يوحنا)
وهذا أمر عجيب لأن به نفهم أن قصة الروح القدس في المعمودية ما هي الا اختراع كهنوتي فاشل يكتشفه من يبحث في تلك النصوص بدقه.



الرد



هذه الشبهة لا أصل لها لأنها مؤلفة فالرد باختصار ان هؤلاء هم ليسوا تلاميذ المسيح ولا تلاميذ التلاميذ بل تلاميذ ابلوس الذي لم يعرف المسيح قبل أن يعرفون الايمان الحقيقي ولكن يوحنا المعمدان ومعمودية الماء ليوحنا المعمدان فقط



وأقدم بعض الاعداد باختصار لتأكيد ما أقول

أولا تلاميذ لا يعني بها فقط التلاميذ الاثنى عشر بل هو لقب لكثيرين

سفر أعمال الرسل 6: 1

وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ إِذْ تَكَاثَرَ التَّلاَمِيذُ، حَدَثَ تَذَمُّرٌ مِنَ الْيُونَانِيِّينَ عَلَى الْعِبْرَانِيِّينَ أَنَّ أَرَامِلَهُمْ كُنَّ يُغْفَلُ عَنْهُنَّ فِي الْخِدْمَةِ الْيَوْمِيَّةِ.



سفر أعمال الرسل 6: 2

فَدَعَا الاثْنَا عَشَرَ جُمْهُورَ التَّلاَمِيذِ وَقَالُوا: «لاَ يُرْضِي أَنْ نَتْرُكَ نَحْنُ كَلِمَةَ اللهِ وَنَخْدِمَ مَوَائِدَ.



سفر أعمال الرسل 6: 7

وَكَانَتْ كَلِمَةُ اللهِ تَنْمُو، وَعَدَدُ التَّلاَمِيذِ يَتَكَاثَرُ جِدًّا فِي أُورُشَلِيمَ، وَجُمْهُورٌ كَثِيرٌ مِنَ الْكَهَنَةِ يُطِيعُونَ الإِيمَانَ.

وغيرها الكثير من الاعداد التي تؤكد ان لقب تلاميذ هو ليس على الاثنى عشر فقط

ولكن هذا اللقب للذين يؤمنون بالمسيح تحول الى مسيحيين

سفر أعمال الرسل 11: 26

فَحَدَثَ أَنَّهُمَا اجْتَمَعَا فِي الْكَنِيسَةِ سَنَةً كَامِلَةً وَعَلَّمَا جَمْعًا غَفِيرًا. وَدُعِيَ التَّلاَمِيذُ «مَسِيحِيِّينَ» فِي أَنْطَاكِيَةَ أَوَّلاً.

واحد الأسباب هو تمييز لهم عن تلاميذ اخرين مثل التلاميذ الذين هم تلاميذ يوحنا المعمدان

إنجيل لوقا 5: 33

وَقَالُوا لَهُ: «لِمَاذَا يَصُومُ تَلاَمِيذُ يُوحَنَّا كَثِيرًا وَيُقَدِّمُونَ طِلْبَاتٍ، وَكَذلِكَ تَلاَمِيذُ الْفَرِّيسِيِّينَ أَيْضًا، وَأَمَّا تَلاَمِيذُكَ فَيَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ؟»



إنجيل يوحنا 3: 25

وَحَدَثَتْ مُبَاحَثَةٌ مِنْ تَلاَمِيذِ يُوحَنَّا مَعَ يَهُودٍ مِنْ جِهَةِ التَّطْهِيرِ.



فتلاميذ المسيح (المسيحيين) هم فقط الذين يؤمنون بالروح القدس لان المسيح أخبرهم بهذا بوضوح

وشرحت هذا بشيء من التفصيل في ملف

الثالوث في العهد الجديد

ويكفي ما قاله انجيل يوحنا 14 و15 و16

14 :16 و انا اطلب من الاب فيعطيكم معزيا اخر ليمكث معكم الى الابد

14 :17 روح الحق الذي لا يستطيع العالم ان يقبله لانه لا يراه و لا يعرفه و اما انتم فتعرفونه لانه ماكث معكم و يكون فيكم



15 :26 و متى جاء المعزي الذي سارسله انا اليكم من الاب روح الحق الذي من عند الاب ينبثق فهو يشهد لي



16 :7 لكني اقول لكم الحق انه خير لكم ان انطلق لانه ان لم انطلق لا ياتيكم المعزي و لكن ان ذهبت ارسله اليكم

16 :8 و متى جاء ذاك يبكت العالم على خطية و على بر و على دينونة

16 :9 اما على خطية فلانهم لا يؤمنون بي

16 :10 و اما على بر فلاني ذاهب الى ابي و لا ترونني ايضا

16 :11 و اما على دينونة فلان رئيس هذا العالم قد دين

16 :12 ان لي امورا كثيرة ايضا لاقول لكم و لكن لا تستطيعون ان تحتملوا الان

16 :13 و اما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم الى جميع الحق لانه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به و يخبركم بامور اتية

16 :14 ذاك يمجدني لانه ياخذ مما لي و يخبركم

16 :15 كل ما للاب هو لي لهذا قلت انه ياخذ مما لي و يخبركم



ونأتي الى قصة الذين كانوا يؤمنون بمعمودية الماء ليوحنا فقط

لنفهم ما يتكلم عنه الاصحاح 19 من اعمال الرسل يجب ان نبدأ من اصحاح 18 باختصار شديد

اعمال الرسل 18

18 :24 ثم اقبل الى افسس يهودي اسمه ابلوس اسكندري الجنس رجل فصيح مقتدر في الكتب

18 :25 كان هذا خبيرا في طريق الرب و كان و هو حار بالروح يتكلم و يعلم بتدقيق ما يختص بالرب عارفا معمودية يوحنا فقط

18 :26 و ابتدا هذا يجاهر في المجمع فلما سمعه اكيلا و بريسكلا اخذاه اليهما و شرحا له طريق الرب باكثر تدقيق

18 :27 و اذ كان يريد ان يجتاز الى اخائية كتب الاخوة الى التلاميذ يحضونهم ان يقبلوه فلما جاء ساعد كثيرا بالنعمة الذين كانوا قد امنوا

18 :28 لانه كان باشتداد يفحم اليهود جهرا مبينا بالكتب ان يسوع هو المسيح

فالقصة هنا عن شخص يهودي وليس مسيحي اسمه ابلوس هذا يعرف العهد القديم جيدا ويعرف يوحنا المعمدان ومن تلاميذه ويعرف ان يوحنا يعد طريق الرب ولهذا يعرف معمودية يوحنا ويبشر بها ويطلب من اليهود ان يتعمدوا بمعمودية يوحنا للتوبة فقط ليستعدوا لمجيئ المسيح لأنه لم يسمع ان المسيح قد جاء بالفعل

ولما سمعاه الزوجين اكيلا وبريسكيلا المسيحيين ورأياه انه قريب من الحق اخذاه اليهما وشرحا له طريق الرب بأكثر تدقيق وعلماه طريق المسيح

فقبل ايمانه بالمسيح على يد اكيلا وبرسكيلا هو بشر اشخاص (12 شخص) في أفسس وجعلهم تلاميذ ليوحنا المعمدان وعمدهم بمعمودية يوحنا المعمدان لأنه لم يكن وقتها سمع عن المسيح ولا عن معمودية الروح القدس

ومن هنا نفهم خلفية ما يقوله

سفر اعمال الرسل 19

19 :1 فحدث فيما كان ابلوس في كورنثوس ان بولس بعدما اجتاز في النواحي العالية جاء الى افسس فاذ وجد تلاميذ

هؤلاء تلاميذ يوحنا تتلمذوا على يد ابلوس قبل ايمانه بالمسيح وتعمدوا بمعمودية يوحنا المعمدان ولم يكونوا سمعوا عن المسيح بعد ولا معمودية الروح القدس

19 :2 قال لهم هل قبلتم الروح القدس لما امنتم قالوا له ولا سمعنا انه يوجد الروح القدس

19 :3 فقال لهم فبماذا اعتمدتم فقالوا بمعمودية يوحنا

19 :4 فقال بولس ان يوحنا عمد بمعمودية التوبة قائلا للشعب ان يؤمنوا بالذي ياتي بعده اي بالمسيح يسوع

هنا معلمنا بولس بدأ يشرح لهم ان يوحنا المعمدان الذي امنوا به وصاروا له تلاميذ حسب ما بشرهم ابلوس قبل ايمانه بالمسيح، يوحنا المعمدان هو كان يعد الطريق للرب فقط ويعمد بمعمودية التوبة اعدادا للمسيح وان المسيح جاء وهو يسوع المسيح

فمعلمنا بولس الرسول فقط ذكرهم بما قاله يوحنا المعمدان

إنجيل متى 3: 11

أَنَا أُعَمِّدُكُمْ بِمَاءٍ لِلتَّوْبَةِ، وَلكِنِ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي هُوَ أَقْوَى مِنِّي، الَّذِي لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَحْمِلَ حِذَاءَهُ. هُوَ سَيُعَمِّدُكُمْ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَنَارٍ.



انجيل يوحنا 1

26 أَجَابَهُمْ يُوحَنَّا قِائِلاً: «أَنَا أُعَمِّدُ بِمَاءٍ، وَلكِنْ فِي وَسْطِكُمْ قَائِمٌ الَّذِي لَسْتُمْ تَعْرِفُونَهُ.
27
هُوَ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي، الَّذِي صَارَ قُدَّامِي، الَّذِي لَسْتُ بِمُسْتَحِقّ أَنْ أَحُلَّ سُيُورَ حِذَائِهِ».
28
هذَا كَانَ فِي بَيْتِ عَبْرَةَ فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ حَيْثُ كَانَ يُوحَنَّا يُعَمِّدُ.
29
وَفِي الْغَدِ نَظَرَ يُوحَنَّا يَسُوعَ مُقْبِلاً إِلَيْهِ، فَقَالَ: «هُوَذَا حَمَلُ اللهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ!
30
هذَا هُوَ الَّذِي قُلْتُ عَنْهُ: يَأْتِي بَعْدِي، رَجُلٌ صَارَ قُدَّامِي، لأَنَّهُ كَانَ قَبْلِي.
31
وَأَنَا لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ. لكِنْ لِيُظْهَرَ لإِسْرَائِيلَ لِذلِكَ جِئْتُ أُعَمِّدُ بِالْمَاءِ».
32
وَشَهِدَ يُوحَنَّا قَائلاً: «إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ الرُّوحَ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ مِنَ السَّمَاءِ فَاسْتَقَرَّ عَلَيْهِ.
33
وَأَنَا لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ، لكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي لأُعَمِّدَ بِالْمَاءِ، ذَاكَ قَالَ لِي: الَّذِي تَرَى الرُّوحَ نَازِلاً وَمُسْتَقِرًّا عَلَيْهِ، فَهذَا هُوَ الَّذِي يُعَمِّدُ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ.
34
وَأَنَا قَدْ رَأَيْتُ وَشَهِدْتُ أَنَّ هذَا هُوَ ابْنُ اللهِ».
35
وَفِي الْغَدِ أَيْضًا كَانَ يُوحَنَّا وَاقِفًا هُوَ وَاثْنَانِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ،
36
فَنَظَرَ إِلَى يَسُوعَ مَاشِيًا، فَقَالَ: «هُوَذَا حَمَلُ اللهِ!».

فلهذا هم امنوا بسرعة لانهم تم اعدادهم لهذا بكلام يوحنا ومعمودية التوبة ليوحنا المعمدان

19 :5 فلما سمعوا اعتمدوا باسم الرب يسوع

19 :6 و لما وضع بولس يديه عليهم حل الروح القدس عليهم فطفقوا يتكلمون بلغات و يتنباون

19 :7 وكان جميع الرجال نحو اثني عشر

وعرفنا ان هؤلاء هم من تلاميذ يوحنا المعمدان الذين امنوا عن طريق ابلوس الذي كان يبشر بمعمودية يوحنا قبل ان يؤمن بالمسيح

ولهذا كما قلت الشبهة ليس لها أصل



والمجد لله دائما