هل الروح القدس لم يعرف 25 ام 30 غلوة؟ يوحنا 6 ومتى 14 ومرقس 6



Holy_bible_1



الشبهة



عبارات لا يمكن أن تكون وحياً
لو تتبعنا الأناجيل لما وجدنا ما يشعر بأن أياً منها صادر من مُلهَم يكتب وحياً، فمثلاً لم يستطع يوحنا تقدير المسافة التي قطعها التلاميذ في البحر قبل أن يروا المسيح فقال: "فلما كانوا قد جذفوا نحو خمس وعشرين أو ثلاثين غلوة نظروا يسوع ماشياً على البحر " (يوحنا 6/ 19)، ولو كان يلهم ما يكتب من الوحي لما وقع في مثل هذا.



الرد



الحقيقة هذه الشبهة هي صادرة عن عدم فهم جيد للمشكك

فباختصار في البداية يوحنا الحبيب يحدد موقع المعجزة بمنتهي التفصيل بذكر بعدين غربي وشرقي لتحدي مكانها ولكن هو غير واضح في الترجمة

وللرد التفصيلي ساقسم الرد الى

لغويا

جغرافيا

سياق الكلام

وارجوا الرجوع الى ملف

الرد على شبهة تناقض مشى المسيح على الماء واضطراب البحر



لغويا

العدد يقول

(IGNT+) εληλακοτεςG1643 [G5761] HAVING ROWED ουνG3767 THEN ωςG5613 ABOUT σταδιουςG4712 FURLONGS εικοσιπεντεG1501G4002 TWENTY - FIVE ηG2228 OR τριακονταG5144 THIRTY θεωρουσινG2334 [G5719] τονG3588 THEY SEE ιησουνG2424 JESUS περιπατουνταG4043 [G5723] WALKING επιG1909 ON τηςG3588 THE θαλασσηςG2281 SEA, καιG2532 AND εγγυςG1451 NEAR τουG3588 THE πλοιουG4143 SHIP γινομενονG1096 [G5740] COMING, καιG2532 AND εφοβηθησανG5399 [G5675] THEY WERE FRIGHTENED.

كلمة غلوة

G4712

στάδιον

stadion

Thayer Definition:

1) a space or distance of about 600 feet (185 m)

2) a race course

2a) place in which contests in running were held, the one who outstripped the rest and reached the goal first, receiving the prize. Courses of this description were found in most of the larger Greek cities, and were like that at Olympia, 600 Greek feet in length

Part of Speech: noun neuter

مسافة او بعد تقريبا 600 قدم (185 متر)

مدار سباق. مكان به يقام سباق جري .... 600 قدم يوناني في الطول

وهذا اكدته قواميس كثيره ومراجع كثيرة

قاموس الكتاب المقدس | دائرة المعارف الكتابية المسيحية

غَلْوَة

مقياس يوناني الأصل، يبلغ 606 أقدام إنجليزية، أي ثُمن ميل روماني. والغلوة اليونانية أقصر قليلًا من الغلوة الإنجليزية، التي تبلغ 660 قدمًا إنجليزية، أي ثمن ميل إنجليزي (145 خطوة).

فنتذكر جيدا انه 185 متر لأننا سنحتاج هذا الرقم



الكلمة الثانية

الكلمة هي التي ترجمت او وهي في اليوناني ايتا هي تحمل معنى أيضا

G2228

ἤ

ay

A primary particle of distinction between two connected terms; disjunctive, or; comparative, than: - and, but (either), (n-) either, except it be, (n-) or (else), rather, save, than, that, what, yea. Often used in connection with other particles. Compare especially G2235, G2260, G2273.

أداة أولية للتمييز بين مقطعين مربوطين: فاصل او, مقارنة من, أيضا, ولكن, أي فيما عدا بل أيضا انقاذ من هذا وتستخدم عادة للرب مع مقطع للمقارنة وبخاصة

ولتاكيد هذا الكلمة بالإضافة الى انها استخدمت 268 مرة بمعنى او فهي استخدمت 39 مرة بمعنى اكثر

than, 39

Mat_10:15, Mat_11:22, Mat_11:24, Mat_18:8-9 (2), Mat_18:13, Mat_19:24, Mat_26:53, Mar_6:11, Mar_9:43, Mar_9:45, Mar_9:47, Mar_10:25, Luk_10:12, Luk_10:14, Luk_15:7, Luk_16:17, Luk_17:2, Luk_18:14, Luk_18:25, Joh_3:19, Joh_4:1, Act_4:19, Act_5:29, Act_25:6, Rom_13:11 (2), 1Co_7:9, 1Co_9:15, 1Co_14:5, 1Co_14:19, 2Co_1:13, Gal_4:27, 1Ti_1:4, 2Ti_3:4, Heb_11:25, 1Pe_3:17, 2Pe_2:21, 1Jo_4:4

وقبل

before, 6

Mat_1:18, Mar_14:30, Luk_2:26, Luk_22:34, Act_2:20, Act_7:2

افضل وغيره

rather, 3

Mat_18:8-9 (2), Luk_12:51

what, 3

1Co_6:16, 1Co_6:19, 1Co_14:36

except, 1

Act_24:21

save, 1

Joh_13:10

yea, 1

1Co_16:6

فهي استخدمت كثيرا بمعنى أكثر وقبل

ولو اخذناها بهذا المعنى اللغوي الذي هو صحيح

إنجيل يوحنا 6: 19

فَلَمَّا كَانُوا قَدْ جَذَّفُوا نَحْوَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وقبل ثَلاَثِينَ غَلْوَةً، نَظَرُوا يَسُوعَ مَاشِيًا عَلَى الْبَحْرِ مُقْتَرِبًا مِنَ السَّفِينَةِ، فَخَافُوا.

يكون المعنى بوضوح يقول جذفوا خمس وعشرين وباقي ثلاثين غلوة



جغرافيا

عندما ندرس الموقف جغرافيا سنعرف ان يوحنا الحبيب يحدد المكان الذي حدثت به المعجزة انه 25 غلوة من الشاطئ الشرقي و30 غلوة من الشاطئ الغربي ولنتأكد من هذا ندرس جغرافية المنطقة

القصة حدثت انهم كانوا موجودين شرق بحيرة طبرية في معجزة اشباع الجموع واخذوا المركب ليعبروا غبر البحيرة لغرب بحيرة طبرية

انجيل متى 14

14 :22 و للوقت الزم يسوع تلاميذه ان يدخلوا السفينة و يسبقوه الى العبر حتى يصرف الجموع

14 :34 فلما عبروا جاءوا الى ارض جنيسارت



انجيل مرقس 6

6 :45 و للوقت الزم تلاميذه ان يدخلوا السفينة و يسبقوا الى العبر الى بيت صيدا حتى يكون قد صرف الجمع

6 :53 فلما عبروا جاءوا الى ارض جنيسارت و ارسوا



انجيل يوحنا 6

6 :17 فدخلوا السفينة و كانوا يذهبون الى عبر البحر الى كفرناحوم و كان الظلام قد اقبل و لم يكن يسوع قد اتى اليهم

6 :19 فلما كانوا قد جذفوا نحو خمس و عشرين او ثلاثين غلوة نظروا يسوع ماشيا على البحر مقتربا من السفينة فخافوا

أولا المسيح قام بمعجزة اشباع الجموع في برية شرق بحيرة طبرية شمال منطقة جرجسة

ومن هناك بدل من ان ياخذوا الطريق البري ويسيروا للضفة الأخرى المسيح امرهم ان ياخذوا السفينة فاخذوا الطريق البحري ليعبروا البحيرة ليصلوا الى منطقة جينيسارت

هي ليست مدينة ولكنها مقاطعة شمال شرق بحر الجليل

ويقول عنها أطلس الكتاب

The name may represent the Hebrew ganne sarim, "princely gardens." It is applied to a district on the Northwest shore of the Sea of Galilee

وتعرف المنطقة الان باسم el-Ghuweir

وهي على شكل هلال وتحتوي على من مجدول في الجنوب الي عين التينه وخان منيح في الشمال

now known as el-Ghuweir, "little Ghor." It curves round from el-Mejdel in the South, to `Ain et-Tineh, or Khan Minyeh, in the North

وكفر نحوم في حدودها الشمالية بينها وبين منطقة بيت صيدا

هذه هي المنطقة والأرض التي ذهبوا اليها ولكن هم كانوا يخططوا ان يذهبوا بجوارها الي بيت صيدا وهي شمالها

وما بين منطقة بيت صيدا ومنطقة جينسارات تقع مدينة كفر ناحوم

فكفر ناحوم حدود منطقة بيت صيدا من الجنوب وحدود منطقة جينسار من الشمال

وكل هذه المنطقة من بيت صيدا وكفر ناحوم وجينسارات هو فقط 4 ميل

ندرس الاعداد معا ونعرف الى اين كان ينوي التلاميذ أن يذهبوا والي اين وجههم المسيح

انجيل متى 14

مت 14 :21 و الاكلون كانوا نحو خمسة الاف رجل ما عدا النساء و الاولاد

مت 14 :22 و للوقت الزم يسوع تلاميذه ان يدخلوا السفينة و يسبقوه الى العبر حتى يصرف الجموع

العبر يقصد المنطقة المقابلة

ولكنهم انتهوا في منطقة جينسارت جنوبها كما عرفنا من الاعداد

فهم أرادوا ان يذهبوا الي العبر الي منطقة بيت صيدا أما بعد اضطراب البحر النهاية كانت ارض جينسارت جنوبها

انجيل متى 14

مت 14 :34 فلما عبروا جاءوا الى ارض جنيسارت

متى البشير يقول ارض جينسارت وليس مدينة أي يتكلم عن المنطقة

فهم نزلوا في بقعة من هذه الأرض

فمتى البشير قال انهم كانوا يريدوا ان يذهبوا الى العبر ويقول النهاية رسوا في ارض جينيسارت



مرقس البشير أيضا يقول نفس الامر بل يكمل ويوضح أكثر

انجيل مرقس 6

6 :45 و للوقت الزم تلاميذه ان يدخلوا السفينة و يسبقوا الى العبر الى بيت صيدا حتى يكون قد صرف الجمع



6 :53 فلما عبروا جاءوا الى ارض جنيسارت و ارسوا

فهم أرادوا ان يذهبوا للعبر الي ارض أي منطقة بيت صيدا ولكنهم انتهوا في المنطقة جنوبها وهي منطقة جينسارت

وعندما نذهب لجوجل ايرث لنعرف المسافة سنجد

المسافة بالكامل هي 10175 متر فهي تساوي 55 غلوة لان الغلوة كما عرفنا هي 185 متر

وهنا ندرك ان 55 غلوة المسافة بالكامل أي 25 +30

فنعرف ونتأكد ان يوحنا الحبيب لم يكن يخمن المسافة بل بإرشاد الروح القدس يقول بمنتهى الدقة انهم جدفوا 25 غلوة وباقي الأكثر وهو 30 غلوة

ومن هنا نتأكد ان الشبهة لا أصل لها وفقط سوء فهم من المشكك



سياق الكلام

بالرغم انه تم الانتهاء من الرد على الشبهة الا انه هناك شيء اخر يجب ان اوضحه

يوحنا الحبيب هو وبقية المبشرين وضحوا شيء مهم

انجيل متى 14

مت 14 :21 و الاكلون كانوا نحو خمسة الاف رجل ما عدا النساء و الاولاد

مت 14 :22 و للوقت الزم يسوع تلاميذه ان يدخلوا السفينة و يسبقوه الى العبر حتى يصرف الجموع

مت 14 :23 و بعدما صرف الجموع صعد الى الجبل منفردا ليصلي و لما صار المساء كان هناك وحده

مت 14 :24 و اما السفينة فكانت قد صارت في وسط البحر معذبة من الامواج لان الريح كانت مضادة

مت 14 :25 وفي الهزيع الرابع من الليل مضى اليهم يسوع ماشيا على البحر

مت 14 :26 فلما ابصره التلاميذ ماشيا على البحر اضطربوا قائلين انه خيال و من الخوف صرخوا

مت 14 :27 فللوقت كلمهم يسوع قائلا تشجعوا انا هو لا تخافوا

مت 14 :28 فاجاب بطرس و قال يا سيد ان كنت انت هو فمرني ان اتي اليك على الماء

مت 14 :29 فقال تعال فنزل بطرس من السفينة و مشى على الماء لياتي الى يسوع

مت 14 :30 و لكن لما راى الريح شديدة خاف و اذ ابتدا يغرق صرخ قائلا يا رب نجني

مت 14 :31 ففي الحال مد يسوع يده و امسك به و قال له يا قليل الايمان لماذا شككت

مت 14 :32 و لما دخلا السفينة سكنت الريح

مت 14 :33 و الذين في السفينة جاءوا و سجدوا له قائلين بالحقيقة انت ابن الله

مت 14 :34 فلما عبروا جاءوا الى ارض جنيسارت



انجيل مرقس 6

6 :44 و كان الذين اكلوا من الارغفة نحو خمسة الاف رجل

6 :45 و للوقت الزم تلاميذه ان يدخلوا السفينة و يسبقوا الى العبر الى بيت صيدا حتى يكون قد صرف الجمع

6 :46 و بعدما ودعهم مضى الى الجبل ليصلي

6 :47 و لما صار المساء كانت السفينة في وسط البحر و هو على البر وحده

6 :48 و راهم معذبين في الجذف لان الريح كانت ضدهم و نحو الهزيع الرابع من الليل اتاهم ماشيا على البحر و اراد ان يتجاوزهم

6 :49 فلما راوه ماشيا على البحر ظنوه خيالا فصرخوا

6 :50 لان الجميع راوه و اضطربوا فللوقت كلمهم و قال لهم ثقوا انا هو لا تخافوا

6 :51 فصعد اليهم الى السفينة فسكنت الريح فبهتوا و تعجبوا في انفسهم جدا الى الغاية

6 :52 لانهم لم يفهموا بالارغفة اذ كانت قلوبهم غليظة

6 :53 فلما عبروا جاءوا الى ارض جنيسارت و ارسوا



انجيل يوحنا 6

6 :14 فلما راى الناس الاية التي صنعها يسوع قالوا ان هذا هو بالحقيقة النبي الاتي الى العالم

6 :15 واما يسوع فاذ علم انهم مزمعون ان ياتوا ويختطفوه ليجعلوه ملكا انصرف ايضا الى الجبل وحده

6 :16 و لما كان المساء نزل تلاميذه الى البحر

6 :17 فدخلوا السفينة و كانوا يذهبون الى عبر البحر الى كفرناحوم و كان الظلام قد اقبل و لم يكن يسوع قد اتى اليهم

6 :18 و هاج البحر من ريح عظيمة تهب

6 :19 فلما كانوا قد جذفوا نحو خمس و عشرين او ثلاثين غلوة نظروا يسوع ماشيا على البحر مقتربا من السفينة فخافوا

6 :20 فقال لهم انا هو لا تخافوا

6 :21 فرضوا ان يقبلوه في السفينة و للوقت صارت السفينة الى الارض التي كانوا ذاهبين اليها

6 :22 و في الغد لما راى الجمع الذين كانوا واقفين في عبر البحر انه لم تكن هناك سفينة اخرى سوى واحدة و هي تلك التي دخلها تلاميذه و ان يسوع لم يدخل السفينة مع تلاميذه بل مضى تلاميذه وحدهم

الموضوع ليس في ثواني او دقائق ولكن التلاميذ في بداية المساء بدؤا يجدفوا ووصلوا الى 25 غلوة اقل من نصف المسافة فهم يريدوا ان يذهبوا الي العبر الي منطقة بيت صيدا ولكن بعد هذا اضطرب البحر وهذا من المساء الى الهزيع الرابع أي صراعهم مع الأمواج دام قرب تسع ساعات لان الهزيع الأول من 6 الي 9 مساء الذي ذهبوا فيه الى السفينة ووصلوا 25 غلوة. الثاني من 9 الي 12 منتصف الليل الثالث من 12 الي 3 بعد منتصف الليل والرابع هو من 3 الي قبل 6 صباحا الذي اتاهم المسيح مع بداية الهزيع الرابع وأنهي فيه المسيح التجربة في بدايته

خلال هذه الساعات التسع التلاميذ اقصى ما استطاعوا ان يقوموا به هو التجديف خمس غلوات فقط وعند هذا الحد بكل تأكيد قواهم بدأت تخور واعتقوا انهم غرقة لا محالة فتسع ساعات تجديف هذا منهك للقوى

فيوحنا الحبيب بهذا التعبير

فلما كانوا قد جذفوا نحو خمس وعشرين أو (وأيضا وبالكثير) ثلاثين غلوة

فهو وصلوا الى 25 غلوة او 4625 متر في وقت قصير بسرعة المراكب التجديف للصيد وهي متوسط 5 كم في الساعة أي في ساعة تقريبا وباقي لهم 30 غلوة او 5550 متر ولكن مع قيام العاصفة استمروا يجفوا تسع ساعات حتى وصلوا الى قرب 30 غلوة أي تسع ساعات في 5 غلوات فقط او 925 متر او اقل من كيلو واحد وفيها حتى اتجاه السفينة تغير من الشمال الغربي الى الغرب ولكن هم كان يهمهم ان يصلوا للشاطئ باي شكل

فهذا التعبير يوضح تعبهم في التسع ساعات من المساء لقرب الهزيع الرابع والمسافة القصيرة التي لم تنقذهم. وهذا مناسب جدا لان يحنا الحبيب يعد لان يقول بعد هذا ان المسيح مباشرة اوصلهم للشاطئ وهذه أحد اركان قوة المعجزة

6 :21 فرضوا ان يقبلوه في السفينة وللوقت صارت السفينة الى الارض التي كانوا ذاهبين اليها

وهذا يوضح ان أحيانا الرب يتأخر بمقياس البشر ولكن يأتي في الوقت المناسب بمقياسه وهذا التعبير للوقت ووصول السفينة مباشرة الذي تأمل فيه كثير من الشراح

فالتعبير الذي استخدمه يوحنا مناسب تماما لسياق الكلام



أخيرا المعنى الروحي الهام

في الحقيقة الكثيرين تأملوا في التجربة حسب رواية يوحنا وبخاصة ان المسيح أكمل المعجزة بمعجزة اخري وهي ذهابهم مباشرة الي الشاطئ

ولكن أقدم معنى روحي من رواية مرقس البشير الذي يوضح بعد اخر مهم للتجربة

لماذا يسمح الرب بالتجارب؟

قد يكون بسبب اننا لم ندرك عظم عمله في الرخاء فأعطانا تجربة لندركه في التجربة

مثال على هذا يشرحه معلمنا مرقس بطريقة رائعة

الرب يسوع المسيح صنع معجزة رهيبة

انجيل مرقس 6

6 :34 فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا

6 :35 و بعد ساعات كثيرة تقدم اليه تلاميذه قائلين الموضع خلاء و الوقت مضى

6 :36 اصرفهم لكي يمضوا الى الضياع و القرى حوالينا و يبتاعوا لهم خبزا لان ليس عندهم ما ياكلون

6 :37 فاجاب و قال لهم اعطوهم انتم لياكلوا فقالوا له انمضي و نبتاع خبزا بمئتي دينار و نعطيهم لياكلوا

6 :38 فقال لهم كم رغيفا عندكم اذهبوا و انظروا و لما علموا قالوا خمسة و سمكتان

6 :39 فامرهم ان يجعلوا الجميع يتكئون رفاقا رفاقا على العشب الاخضر

6 :40 فاتكاوا صفوفا صفوفا مئة مئة و خمسين خمسين

6 :41 فاخذ الارغفة الخمسة و السمكتين و رفع نظره نحو السماء و بارك ثم كسر الارغفة و اعطى تلاميذه ليقدموا اليهم و قسم السمكتين للجميع

6 :42 فاكل الجميع و شبعوا

6 :43 ثم رفعوا من الكسر اثنتي عشرة قفة مملوة و من السمك

6 :44 و كان الذين اكلوا من الارغفة نحو خمسة الاف رجل

6 :45 و للوقت الزم تلاميذه ان يدخلوا السفينة و يسبقوا الى العبر الى بيت صيدا حتى يكون قد صرف الجمع

6 :46 و بعدما ودعهم مضى الى الجبل ليصلي

نلاحظ ان المسيح امر تلاميذه بان يدخلوا السفينة بدونه ولا نفهم لماذا حتى الان

6 :47 و لما صار المساء كانت السفينة في وسط البحر و هو على البر وحده

6 :48 و راهم معذبين في الجذف لان الريح كانت ضدهم و نحو الهزيع الرابع من الليل اتاهم ماشيا على البحر و اراد ان يتجاوزهم

المسيح على البر لما صار المساء راهم معذبين ولم يتدخل. استمروا هم في الجهاد والمحاولة لعبور البحيرة التي عرضها 6 ميل وهم في الوسط أي على بعد 3 ميل فقط وهم تعذبوا اثناء التجديف أي حاولوا كثيرا العبور فقط هذه المسافة الصغيرة ولم يستطيعوا

بل تركهم حتى الهزيع الرابع أي قرب الفجر فعلى الأقل تركهم 9 ساعات في هذه الحالة متوقعين ان يغرقوا في أي لحظة. (الهزيع الأول من 6 الي 9 مساء الثانى من 9 الي 12 منتصف الليل الثالث من 12 الي 3 بعد منتصف الليل والرابع هو من 3 الي 6 صباحا)

وعندما جاء لم يأتي اليهم بل أراد ان يتجاوزهم أي كان يسير على المياه ومر بجوارهم وكان ان يتجاوزهم

6 :49 فلما راوه ماشيا على البحر ظنوه خيالا فصرخوا

6 :50 لان الجميع راوه و اضطربوا فللوقت كلمهم و قال لهم ثقوا انا هو لا تخافوا

وأخيرا صرخوا من الخوف والتعب واضطراب القلب فقال لهم الا يخافوا

6 :51 فصعد اليهم الى السفينة فسكنت الريح فبهتوا و تعجبوا في انفسهم جدا الى الغاية

أي لم يكونوا مصدقين مما فعل

وهذا يذكرنا بنبوة

سفر حبقوق 3

3 :2 يا رب قد سمعت خبرك فجزعت يا رب عملك في وسط السنين احيه في وسط السنين عرف في الغضب اذكر الرحمة

ثم يشرح لنا لماذا امرهم ان يدخلوا السفينة وهو يعرف ان هذا سيحدث

ولماذا تركهم كل هذا الوقت وهو يراهم معذبين

ولماذا كان سيجتازهم

6 :52 لانهم لم يفهموا بالارغفة اذ كانت قلوبهم غليظة

السبب انهم لم يؤمنوا بمعجزة الخمس خبزات والسمكتين رغم قوتها. فاعطاهم تجربة يؤمنوا بسببها وبخاصة انها تجربة في صميم عملهم وخبرتهم وهي البحر وصيد السمك فجربهم لكي يحسن اليهم ويقوي ايمانهم بعبور هذه التجربة

هذا يذكرنا اننا كثيرا ما ناخذ ما يعطيه الرب لنا كل يوم كحق مكتسب من اكل وشرب وهواء وضوء شمس وجاذبية ومجالات حماية بل وجسد به 70 ترليون خلية هو يتحكم فيها لاجلنا بدون ما تخطئ واحدة منهم لكيلا نموت من السرطان.

كل يوم صباحا وكل مساء نتذكر ما نريد ولا نتذكر ان نشكر الرب على ما اعطانا. فلهذا لأننا لا نؤمن بالمعجزات التي يقوم بها يوميا الرب لنا لان قلوبنا غليظة فاحيانا يدعنا ندخل في تجربة مرض او اتعاب في شغل او غيره مما نتعامل معه يوميا كحق مكتسب فعندما نتالم ونصرخ له يتدخل ولكن ليس كما نريد فقد يأتي في الهزيع الأول او ينتظر حتى الرابع واثناء انتظارنا نظن اننا نهلك. حتى نقول له اننا نحتاجه وبشده فيتدخل ونؤمن بعمله بالالم لأننا لم نؤمن بما يعمله لنا يوميا وفي كل لحظة.

تذكر في كل لحظة انك لا تأخذ حق مكتسب في كل نفس وكل اكل وكل شرب بل هو عطية من الرب الذي كل هذه الأشياء موجوده بسببه كما قال معلمنا بولس في

رسالة بولس الرسول الي أهل كولوسي 1

16 فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ: مَا في السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى، سَوَاءٌ كَانَ عُرُوشًا أَمْ سِيَادَاتٍ أَمْ رِيَاسَاتٍ أَمْ سَلاَطِينَ. الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ.
17 الَّذِي هُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَفِيهِ يَقُومُ الْكُلُّ

(KJ2000) And he is before all things, and by him all things are held together.

فهو ليس خلق فقط بل يحافظ على الكون مستمر من اصغر جزئات في الذرة الي المجرات

وهو في أيضا ترتيب المعجزاء فهو الخالق في الخمس خبزات وهو الحافظ في معجزة البحر



وأخيرا أيضا هذا دليل على لاهوته قوي ليس فقط في قوة المعجزة ولكن أيضا في مفهوم اليهود والسبب أن الرب هنا أيضا أبكم البحر مباشرة مثلما فعل قبلها في ابكام البحر (متى 8 ومرقس 4 ولوقا 8)

6 :51 فصعد اليهم الى السفينة فسكنت الريح فبهتوا و تعجبوا في انفسهم جدا الى الغاية

وهذا يعرف اليهود بشهادة الكتاب ان الذي يفعل هذا هو يهوه فقط الرب

سفر إرميا 31: 35

« هكَذَا قَالَ الرَّبُّ الْجَاعِلُ الشَّمْسَ لِلإِضَاءَةِ نَهَارًا، وَفَرَائِضَ الْقَمَرِ وَالنُّجُومِ لِلإِضَاءَةِ لَيْلاً، الزَّاجِرُ الْبَحْرَ حِينَ تَعِجُّ أَمْوَاجُهُ، رَبُّ الْجُنُودِ اسْمُهُ:

فهذا ليس دليل فقط على قوته ولكن دليل على لاهوته



والمجد لله دائما