«  الرجوع   طباعة  »

هل الله ظلم قايين؟ تكوين 4



Holy_bible_1



الشبهة



كثرت هذه الأيام ادعاءات الملحدين ومنها ان الله ظلم قايين بانه رفض تقدمته رغم ان قايين قدم مما عنده وهذا دفع قايين بان يقتل أخيه. بل يصل بعضهم الى ادعاء ان الله الذي نقول عنه عنده علم مسبق كان يعرف ان لو رفض ذبيحة قايين فهذا سيدفع قايين لقتل أخيه ورغم هذا رفض تقدمة قايين فيلقون لوم قتل هابيل على الله



الرد



أولا اين الدليل أن الرب ظلم قايين او دفعه لأي شيء.

ثانيا هل رئيس شركة مجبر أن يقبل عمل فاسد من موظف سيء لانه لو رفض عمله السيئ فهذا الموظف قد يتهور ويؤذي زملاؤه؟

اعتقد لا بل هذا سيجعل رئيس الشركة يقبل كل عمل فاسد من كل موظف سيء لأنه لو رفض سيقال لماذا قبلت من الأول.

ثالثا لماذا لا ينتبهوا الى تنبيه الرب لقايين قبل أن يخطئ؟



ندرس الامر معا باختصار

أولا قايين انسان شرير وهذا قبل تقدمته وقبل ما فعله مع اخوه ودليلي على هذا من الكتاب المقدس

رسالة يوحنا الرسول الأولى 3: 12


لَيْسَ كَمَا كَانَ قَايِينُ مِنَ الشِّرِّيرِ وَذَبَحَ أَخَاهُ. وَلِمَاذَا ذَبَحَهُ؟ لأَنَّ أَعْمَالَهُ كَانَتْ شِرِّيرَةً، وَأَعْمَالَ أَخِيهِ بَارَّةٌ.

بل القتل ليس العمل الشرير الوحيد بل طريقه بالكامل كان شرير

رسالة يهوذا 1: 11


وَيْلٌ لَهُمْ! لأَنَّهُمْ سَلَكُوا طَرِيقَ قَايِينَ، وَانْصَبُّوا إِلَى ضَلاَلَةِ بَلْعَامَ لأَجْلِ أُجْرَةٍ، وَهَلَكُوا فِي مُشَاجَرَةِ قُورَحَ.

فحياة قايين كانت شريرة وليس اخر تصرف فقط. إذا واضح انه لم يقتل أخيه بسبب رفض الرب ولكنه لأنه أصلا شرير



الامر الثاني انه لم يقتل أخيه مباشرة اول ما رفض الرب تقدمته بل هناك فترة زمنية وخلالها تم تنبيه من الرب

سياق الكلام يوضح لنا ان هناك فرق في التوقيت أي لم يكن كرد فعل

سفر التكوين 4

4 :1 و عرف ادم حواء امراته فحبلت و ولدت قايين و قالت اقتنيت رجلا من عند الرب

4 :2 ثم عادت فولدت اخاه هابيل و كان هابيل راعيا للغنم و كان قايين عاملا في الارض

4 :3 و حدث من بعد ايام ان قايين قدم من اثمار الارض قربانا للرب

4 :4 و قدم هابيل ايضا من ابكار غنمه و من سمانها فنظر الرب الى هابيل و قربانه

4 :5 و لكن الى قايين و قربانه لم ينظر فاغتاظ قايين جدا و سقط وجهه

4 :6 فقال الرب لقايين لماذا اغتظت و لماذا سقط وجهك

4 :7 ان احسنت افلا رفع و ان لم تحسن فعند الباب خطية رابضة و اليك اشتياقها و انت تسود عليها

4 :8 و كلم قايين هابيل اخاه و حدث اذ كانا في الحقل ان قايين قام على هابيل اخيه و قتله

تعبير وحدث أذ كانا في الحقل يؤكد أن هذال لم يكن في نفس توقيت رفض الذبيحة بل بعدها بفترة أي حسب ما يقيم في الجرائم مع إصرار وترصد وليس انفعال لحظي ورد فعل لرفض تقدمته.



الامر الثالث الرب رفض تقدمة قايين ليس لانه نباتي لان الرب يقبل التقدمات النباتية حسب سفر الاويين. فنجد التقدمات النباتية مثل الباكورات والعشور. فمن يقدم تقدمة نباتية يجب ان أقدم أفضل ما عنده او تكون الباكورة ولكن قايين لم يقم بهذا

سفر التكوين 4

4 :3 و حدث من بعد ايام ان قايين قدم من اثمار الارض قربانا للرب

فقايين لم يقدم من اجود ما عنده مثل هابيل (من ابكار غنمه و من سمانها) فهو يستهين بالرب

ولماذا لا يرضي الله بتقدمة معيوبه؟ لأنها تعني الاستهانة بالله

سفر ملاخي 1

6 «الابْنُ يُكْرِمُ أَبَاهُ، وَالْعَبْدُ يُكْرِمُ سَيِّدَهُ. فَإِنْ كُنْتُ أَنَا أَبًا، فَأَيْنَ كَرَامَتِي؟ وَإِنْ كُنْتُ سَيِّدًا، فَأَيْنَ هَيْبَتِي؟ قَالَ لَكُمْ رَبُّ الْجُنُودِ. أَيُّهَا الْكَهَنَةُ الْمُحْتَقِرُونَ اسْمِي. وَتَقُولُونَ: بِمَ احْتَقَرْنَا اسْمَكَ؟
7
تُقَرِّبُونَ خُبْزًا نَجِسًا عَلَى مَذْبَحِي. وَتَقُولُونَ: بِمَ نَجَّسْنَاكَ؟ بِقَوْلِكُمْ: إِنَّ مَائِدَةَ الرَّبِّ مُحْتَقَرَةٌ.
8
وَإِنْ قَرَّبْتُمُ الأَعْمَى ذَبِيحَةً، أَفَلَيْسَ ذلِكَ شَرًّا؟ وَإِنْ قَرَّبْتُمُ الأَعْرَجَ وَالسَّقِيمَ، أَفَلَيْسَ ذلِكَ شَرًّا؟ قَرِّبْهُ لِوَالِيكَ، أَفَيَرْضَى عَلَيْكَ أَوْ يَرْفَعُ وَجْهَكَ؟ قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ.

فالذي يقدم شيء يحب يقدم أفضل ما عنده لمحبوبه تطوعا والذي يكره يقدم اردا ما عنده للذي يكرهه لو كان مجبرا على تقديم شيء فلهذا يريد الله ان نحبه من كل قلوبنا وان نقدم له اجود ما نملك اثبات ان محبته تملا قلوبنا لان الرب يعرف انه سيبذل صورته البشرية عنا فهو يريد مننا ان نبادله المحبة بتقديم تقدمة بدون عيب. والفداء هو من شعب إسرائيل فالرب يريد شعب إسرائيل ان يكون بلا عيب نسبي.

ومن يقول ان قايين لم يكن عنده الا هذه التقدمة فهو مخطئ فوالده وأخيه وبالطبع هو عندهم الكثير من الأغنام التي لم يكونوا يأكلوها لأنهم كانوا نباتيين

سفر التكوين 1

1 :29 و قال الله اني قد اعطيتكم كل بقل يبزر بزرا على وجه كل الارض و كل شجر فيه ثمر شجر يبزر بزرا لكم يكون طعاما

فلماذا لم يقدم ذبيحة حيوانية جيدة؟



الامر الرابع هل يقتل انسان أخيه لان الرب رفض تقدمته؟

هل هذا عذر او حجة كافية لان يقتل انسان أخيه؟

بالطبع لا فهذا يظهر الشر الذي في قلبه. فكيف يصل انسان الى القسوة ان يقتل أخيه رغم كل الطفولة التي قضوها معا؟



والنقطة القبل الاخيرة الرب الذي يعلم كل شيء بعلمه الازلي لماذا رفض تقدمة قانيين؟

عرفنا ان رفض الرب ليس هو سبب ولكن حتى لو جدلا افترضنا ان رفض الرب لذبيحة قايين دفع لهذا. هل كان الرب مجبر ان يقبل ذبيحة معيونة بها استهانة لله القدوس لكيلا يغضب قايين الشرير؟ نفس الامر الذي قلته في المثل الأول ان صاحب الشركة لا يصح ان يجبر على ان يقبل عمل سيء من موظف لكيلا يغضبه فياذي زميله.

بل لو افترضنا جدلا ان الرب قبل من قايين تقدمة سيئة لكيلا يغضب (رغم ان غيرته من أخيه ليس بسبب التقدمة بل بسبب شره) هل هذا يتفق مع عدل الله؟ اليس سيكون هذا مثال سيء على ان أي انسان شرير يفعل ما يريد ولا يقول له احد انه خطا لكي لا يغضب؟

فبالطبع لم يكن يتفق مع عدل الله ان يقبل هذا.

ولكن الرب من محبته اعطى لقايين فرصة وهي لفت نظر قبل ان يقوم بالخطية

سفر التكوين 4

4 :5 و لكن الى قايين و قربانه لم ينظر فاغتاظ قايين جدا و سقط وجهه

4 :6 فقال الرب لقايين لماذا اغتظت و لماذا سقط وجهك

4 :7 ان احسنت افلا رفع و ان لم تحسن فعند الباب خطية رابضة و اليك اشتياقها و انت تسود عليها

أي الرب قال له أحسن في تصرفك والرب يرفع وجهه ويكرمه ويقبل تقدمته علنا. فيسأله الرب فلماذا تستسلم للغيط. ولكنه رفض نصيحة الرب

إذا لم ترجع عن طريقك الخاطئة (أي الحسد والغيظ. والحقد) فهناك خطية أعظم وهي القتل وهي رابضة عند الباب (ورابضة تستخدم مع الوحوش فكانت الخطية هي وحش وهذه تشبه خصكم إبليس.. كأسد) ونتيجة ضعف الإنسان صار هناك شهوة واشتياق للخطية لكن هناك سيادة عليها. فالإنسان هو صاحب السيادة والإرادة فإن قبلها تسود هي عليه. إن تسللت الخطية للإنسان تستعبده وينحني أمامها بروح العبودية وينحدر من سيء إلي أسوأ. كأنه ينحدر علي تل ودائما الخطية الأسوأ تنتظر عند الباب. وهنا كان الحسد عند الباب وحينما دخل لداخل قلب قايين ظهر الغضب والحقد عند الباب، وحينما دخل الغضب والحقد ظهر القتل عند الباب. ولذلك فالله يحذر حتى لا يستسلم فيظهر الأسوأ.



وأخيرا من قال ان هابيل هلك؟

فهابيل البار بهذا الامر رغم انه مات الا ان الرب سمح بأن يسلم وديعته ويستريح من اتعابه الأرضية وينتقل. فالغير مسيحيين يروا ان لو الرب سمح لان انسان يموت هو شر رغم انه لو كان بار والرب سمح له ان يسلم وديعته ويستريح وهو الان في فردوس النعيم.

فأقول لهؤلاء لا تقلقوا على هابيل بل اقلقوا على مصيركم الابدي



والمجد لله دائما