«  الرجوع   طباعة  »

الجزء العاشر من الرد على شبهات ادلة رفض اليهود ليسوع انه ليس المسيح الذي ينتظروه لان بعض النبوات لم تنطبق عليه مثل إشعياء 43: 5-6



Holy_bible_1



أعرض شبهة من عدة أجزاء يقولها اليهود ويرددها غير المسيحيين ليدعوا ان الرب يسوع ليس هو المسيح الذي انتظروه اليهود بدليل انه لم يتمم بعض النبوات المهمة التي ينتظروا تحقيقها متى جاء المسيح

فيقولوا

الشبهة العاشرة



يقولوا لأنه المسيح لم يجمع اليهود الى ارض إسرائيل كما في إشعياء 43: 5-6

فيقولوا إذا يسوع الناصري ليس هو المسيح



الرد



سفر إشعياء 43

43 :5 لا تخف فاني معك من المشرق اتي بنسلك و من المغرب اجمعك

43 :6 اقول للشمال اعط و للجنوب لا تمنع ايت ببني من بعيد و ببناتي من اقصى الارض

هذه النبوة لها مستويين الأول وهو اللفظي المباشر عن الرجوع من السبي والثاني رمزي عن المسيح المخلص

سفر اشعياء 43

هذا الاصحاح مكمل تاريخيا للاصحاح السابق 42 الذي تكلم عن صورة قاتمة لما بلغ إليه الشعب في فترة السبي البابلي فصاروا كعمي وصمّ، لهم أعين وآذان لكنهم لم يلاحظوا عمل الله ولم يسمعوا صوته. فهذا الاصحاح يتكلم عن رجوعهم من السبي

وأيضا الاصحاح السابق رمزيا يوضح صورة خفيفة لعمل الخطية في حياة البشرية فيكمل هذا الاصحاح عن البشرية التي صارت الحاجة إلى تدخل إلهي؛ هو وحده يقدر أن يفدي ويخلص، يُحطم كل عقبة تقف في حياة أولاده دون انتظار لمكافأة أو لمقابل من جانبهم.

43 :1 و الان هكذا يقول الرب خالقك يا يعقوب و جابلك يا اسرائيل لا تخف لاني فديتك دعوتك باسمك انت لي

وإسرائيل التي تعني امير الله هو معناها المباشر عن شعب إسرائيل في السبي ومعناها الرمزي عن كنيسة المسيح.

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 2:

28 لأَنَّ الْيَهُودِيَّ فِي الظَّاهِرِ لَيْسَ هُوَ يَهُودِيًّا، وَلاَ الْخِتَانُ الَّذِي فِي الظَّاهِرِ فِي اللَّحْمِ خِتَانًا،
29
بَلِ الْيَهُودِيُّ فِي الْخَفَاءِ هُوَ الْيَهُودِيُّ، وَخِتَانُ الْقَلْبِ بِالرُّوحِ لاَ بِالْكِتَابِ هُوَ الْخِتَانُ، الَّذِي مَدْحُهُ لَيْسَ مِنَ النَّاسِ بَلْ مِنَ اللهِ.

فبعد أن تكلم عن الام السبي في الاصحاح السابق والذي يمثل سبي الخطية للإنسان كأن الله يريد أن يغير الصورة السابقة، صورة سبي الخطية المرّ، الذي أفقدنا البصيرة الداخلية وآذان النفس، وذلك بتقديمه غنى مواعيده الخلاصية وفيض نعمته الفائقة.

الله يُريدنا أن نحوّل أنظارنا عن حالنا البائس أو عن التفكير فيما فعلته فينا الخطية متطلعين إلى الفادي والمخلص، حتى لا يُحطمنا اليأس بل نمتلئ رجاء.

فديتك = الله فدى الشعب اليهودي سابقًا بخروف الفصح (فداء الأبكار) وفدى الكنيسة بالمسيح فصحنا (1 كو 5: 7). دعوتك باسمك = فهي دعوة خصوصية من المسيح لكنيسته، وما يعزى في هذه الآية أن المسيح يعرفني بإسمى ويدعوني للدخول معه في علاقة حب. أنت لي = الرب يحبنا ويعتني بنا للأبد وبصورة جزئية فهذه الآية تعني خلاص اليهود من سبي بابل.

43 :2 اذا اجتزت في المياه فانا معك و في الانهار فلا تغمرك اذا مشيت في النار فلا تلذع و اللهيب لا يحرقك

وهنا يتكلم السبي واتعابه والرجوع منه بمعونة الرب

ولكن معناه الروحي أن طريقة الرب لا أن يخرجنا من نار التجارب، أو من ماء الضيقات الذي يغرقنا بل يأتي ويكون معنا خلال هذه الضيقات فلا تستطيع أن تؤذينا. كما فعل مع الثلاثة فتية في أتون النار. هكذا يفعل مع كنيسته التي تسير في اتون النار التي يشعلها حولها العالم ولكن الرب يحميها من كل هذا

43 :3 لاني انا الرب الهك قدوس اسرائيل مخلصك جعلت مصر فديتك كوش و سبا عوضك

مصر بفرعونها التي كانت تمثل إحدى القوتين العظيمتين في ذلك الحين (مصر وأشور؛ ثم مصر وبابل...) لا تسند شعب الله ولا تحميه إنما تحتل مركز الضعف... أما كوش وسبا فعرفتا بغناهما. كأن الله هو الذي يفدي ويخلص بكونه القدوس، وليس فرعون بسطوته ولا كوش وسبا بإمكانياتهما ومواردهما الغنية. بل الرب الذي حافظ على شعبه وحتى لو اخطأ وسبي أيضا الرب يرده من السبي

اما عن معناها النبوي عن المؤمنين بالمسيح مصر ترمز لفساد الشياطين، فمصر من أيام موسى وعناد فرعون ترمز للعناد. وكوش ترمز لسواد الخطية (أر 13:23) "هل يغير الكوشى جلده". وسبا يظن أنها شمال بلاد الأحباش وهي مناطق غنية ترمز لغنى هذا العالم ومجد هذا العالم، ورئيس هذا العالم هو الشيطان. وبالتالي تكون مصر وكوش وسبا رمزًا  لإبليس المعاند رئيس هذا العالم الغارق في شروره. وجعلتهم فدية وعوض. فديتك... عوضك = أي أن الإنسان كان نصيبه الهلاك بسبب خطيته والله فداه بأن اشتراه المسيح بدمه، وأهلك إبليس بدلًا منه. وفي تطبيق تاريخي هناك ممالك، كالدولة الرومانية مثلًا، ذهبت من أمام الكنيسة وبقيت الكنيسة. ولماذا يفعل الله هذا؟ لحبه للكنيسة (آية 4).

لقد اشترانا الرب لا بذهب أو فضة إنما بدمه الثمين ليقيمنا ملوكًا وكهنة:

"لأنك ذبحت واشتريتنا لله بدمك من كل قبيلة ولسان وشعب وأمه، وجعلتنا لإلهنا ملوكًا وكهنة" (رؤ 5: 9-10).

"لأنكم قد اشتريتم بثمن، فمجدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي لله" (1 كو 6: 20).

"لقد اشتريتم بثمن فلا تصيروا عبيدًا للناس" (1 كو 7: 23).

"عالمين أنكم افتديتم لا بأشياء تفنى بفضة أو ذهب من سيرتكم الباطلة التي تقلدتموها من الآباء، بل بدم كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس دم المسيح" (1 بط 1: 18-19).

43 :4 اذ صرت عزيزا في عيني مكرما و انا قد احببتك اعطي اناسا عوضك و شعوبا عوض نفسك

وهذا في معناه المباشر هو عن شعب إسرائيل ان الرب يؤكد انه سيخلصهم من السبي وسيجعل شعوب عوض لهم ويخرج شعوب من الأرض التي وعدهم بها

ومعناه الروحي كما شرحت. والسبب الوحيد للفداء هو محبة الله لنا

ونأتي الى الاعداد المستشهد بها بعد ان عرفنا سياق الكلام له مستويين الأول عن شعب إسرائيل وقت السبي والمستوى الثاني عن كنيسة المسيح وشعبه المؤمنين به

43 :5 لا تخف فاني معك من المشرق اتي بنسلك و من المغرب اجمعك

نبوة عن أنه بعد السبي يجمع الله إسرائيل مرة أخرى من الشتات وهي نبوة بدخول الأمم من كل مكان للإيمان.

وبالفعل في رجوعهم من السبي جمعهم من بابل وأيضا من الشعوب التي تفرقوا فيها

اما عن كنيسة المسيح فجمع لنفسه مؤمنين من كل مكان شرقا وغربا

43 :6 اقول للشمال اعط و للجنوب لا تمنع ايت ببني من بعيد و ببناتي من اقصى الارض

ويكمل نفس المعنى غالبًا ما يئس الكثيرون أثناء السبي من إمكانية العودة إلى بلادهم بسبب طول مدة بقائهم فيه، لكن الله المخلص يطمئن أولاده

ولكن يتضح اكثر انه عن كنيسة المسيح التي انتشرت في كل مكان واحضر لنفسه مؤمنين ومؤمنات من كل جهات الأرض

بل بدا تحقيق هذا بوضوح يوم الخمسين

سفر أعمال الرسل 2

2 :9 فرتيون و ماديون و عيلاميون و الساكنون ما بين النهرين و اليهودية و كبدوكية و بنتس و اسيا

2 :10 و فريجية و بمفيلية و مصر و نواحي ليبية التي نحو القيروان و الرومانيون المستوطنون يهود و دخلاء

2 :11 كريتيون و عرب نسمعهم يتكلمون بالسنتنا بعظائم الله

فالنبوة اكثر عن كنيسة المسيح و بدخول الأمم من كل مكان للإيمان

وما يؤكد هذا العدد التالي الذي يقول

43 :7 بكل من دعي باسمي و لمجدي خلقته و جبلته و صنعته

هذا يؤكد انه يتكلم عن كنيسته وهذا تحقق في شعب الرب يسوع المسيح الذين دعي اسمه عليهم وتسموا مسيحيين على اسمه

الله إختار من شعوب العالم من يمجده، لكنه يختار من سبق فعرفهم أنهم سيتجاوبون مع عمل نعمته (رو 8: 29، 30) فهي نبوة عن شعبه وتحققت في المسيح

وكما اكرر كل مرة لو قلة من اليهود لم يفهموا النبوة جيدا بمستواها الروحي ولم يقروا عندما رؤها تتحقق امام اعينهم بهذا المعنى الحقيقي فهو خطأ منهم وليس عيب في النبوة الواضحة وانطبقت بالفعل على المسيح وكنيسته.



والمجد لله دائما