هل يصلح استخدام قصة نعمان كمثال على انكار العابر للمسيح في وقت الضيق؟ 2مل 5



Holy_bible_1



السؤال



هل يسمح للعابر الذي امن بالرب يسوع المسيح ان ينكر ايمانه في وقت الضيقة كتهديد من اهله مثلما حدث مع نعمان السرياني الذي امن بالرب ولكن استأذن من اليشع النبي أن يسجد في بيت رامون لكيلا يغضب ملك ارام



الرد



اجابتي باختصار على قدر ضعفي ان العابر الذي امن واعتمد على اسم المسيح لا يجب ان ينكر المسيح مهما حدث وقصة نعمان السرياني هي ليست وصية ولا مثال يحتذى بل هو خطأ من انسان ضعيف الايمان لأنه في اول لحظات الايمان



ففي البداية الرب يسوع المسيح قال بوضوح

إنجيل متى 10: 33

وَلكِنْ مَنْ يُنْكِرُني قُدَّامَ النَّاسِ أُنْكِرُهُ أَنَا أَيْضًا قُدَّامَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.



إنجيل مرقس 8: 38

لأَنَّ مَنِ اسْتَحَى بِي وَبِكَلاَمِي فِي هذَا الْجِيلِ الْفَاسِقِ الْخَاطِئِ، فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ يَسْتَحِي بِهِ مَتَى جَاءَ بِمَجْدِ أَبِيهِ مَعَ الْمَلاَئِكَةِ الْقِدِّيسِينَ».



رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس 2: 12

إِنْ كُنَّا نَصْبِرُ فَسَنَمْلِكُ أَيْضًا مَعَهُ. إِنْ كُنَّا نُنْكِرُهُ فَهُوَ أَيْضًا سَيُنْكِرُنَا.



رسالة يوحنا الرسول الأولى 2: 23

كُلُّ مَنْ يُنْكِرُ الابْنَ لَيْسَ لَهُ الآبُ أَيْضًا، وَمَنْ يَعْتَرِفُ بِالابْنِ فَلَهُ الآبُ أَيْضًا.

فالانكار هو بسبب الخوف او عدم ايمان أصلا والخوف من الأسباب التي ممكن تفقد شخص ملكوت السموات

سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 21: 8

وَأَمَّا الْخَائِفُونَ وَغَيْرُ الْمُؤْمِنِينَ وَالرَّجِسُونَ وَالْقَاتِلُونَ وَالزُّنَاةُ وَالسَّحَرَةُ وَعَبَدَةُ الأَوْثَانِ وَجَمِيعُ الْكَذَبَةِ، فَنَصِيبُهُمْ فِي الْبُحَيْرَةِ الْمُتَّقِدَةِ بِنَارٍ وَكِبْرِيتٍ، الَّذِي هُوَ الْمَوْتُ الثَّانِي».

فكلام الرب يسوع المسيح واضح والانسان الذي امن بالمسيح وتعمد على اسم المسيح هو يرتكب خطية تحزن قلب الرب لو أنكر المسيح في موقف ضعف وتعتبر انه خان الرب مثلما فعل بطرس وتحتاج ان يقدم عنها توبة بدموع وانسحاق ولا يكررها ثانية



اتي لقصة نعمان الارامي او نعمان السرياني

قصته باختصار كما يذكرها لنا الكتاب المقدس في

سفر الملوك الثاني 5

5 :1 و كان نعمان رئيس جيش ملك ارام رجلا عظيما عند سيده مرفوع الوجه لانه عن يده اعطى الرب خلاصا لارام و كان الرجل جبار باس ابرص

5 :2 و كان الاراميون قد خرجوا غزاة فسبوا من ارض اسرائيل فتاة صغيرة فكانت بين يدي امراة نعمان

5 :3 فقالت لمولاتها يا ليت سيدي امام النبي الذي في السامرة فانه كان يشفيه من برصه

5 :4 فدخل و اخبر سيده قائلا كذا و كذا قالت الجارية التي من ارض اسرائيل

5 :5 فقال ملك ارام انطلق ذاهبا فارسل كتابا الى ملك اسرائيل فذهب و اخذ بيده عشر وزنات من الفضة و ستة الاف شاقل من الذهب و عشر حلل من الثياب

5 :6 و اتى بالكتاب الى ملك اسرائيل يقول فيه فالان عند وصول هذا الكتاب اليك هوذا قد ارسلت اليك نعمان عبدي فاشفه من برصه

5 :7 فلما قرا ملك اسرائيل الكتاب مزق ثيابه و قال هل انا الله لكي اميت و احيي حتى ان هذا يرسل الي ان اشفي رجلا من برصه فاعلموا و انظروا انه انما يتعرض لي

5 :8 و لما سمع اليشع رجل الله ان ملك اسرائيل قد مزق ثيابه ارسل الى الملك يقول لماذا مزقت ثيابك ليات الي فيعلم انه يوجد نبي في اسرائيل

5 :9 فجاء نعمان بخيله و مركباته و وقف عند باب بيت اليشع

5 :10 فارسل اليه اليشع رسولا يقول اذهب و اغتسل سبع مرات في الاردن فيرجع لحمك اليك و تطهر

5 :11 فغضب نعمان و مضى و قال هوذا قلت انه يخرج الي و يقف و يدعو باسم الرب الهه و يردد يده فوق الموضع فيشفي الابرص

5 :12 اليس ابانة و فرفر نهرا دمشق احسن من جميع مياه اسرائيل اما كنت اغتسل بهما فاطهر و رجع و مضى بغيظ

5 :13 فتقدم عبيده و كلموه و قالوا يا ابانا لو قال لك النبي امرا عظيما اما كنت تعمله فكم بالحري اذا قال لك اغتسل و اطهر

5 :14 فنزل و غطس في الاردن سبع مرات حسب قول رجل الله فرجع لحمه كلحم صبي صغير و طهر

5 :15 فرجع الى رجل الله هو و كل جيشه و دخل و وقف امامه و قال هوذا قد عرفت انه ليس اله في كل الارض الا في اسرائيل و الان فخذ بركة من عبدك

5 :16 فقال حي هو الرب الذي انا واقف امامه اني لا اخذ و الح عليه ان ياخذ فابى

5 :17 فقال نعمان اما يعطى لعبدك حمل بغلين من التراب لانه لا يقرب بعد عبدك محرقة و لا ذبيحة لالهة اخرى بل للرب

5 :18 عن هذا الامر يصفح الرب لعبدك عند دخول سيدي الى بيت رمون ليسجد هناك و يستند على يدي فاسجد في بيت رمون فعند سجودي في بيت رمون يصفح الرب لعبدك عن هذا الامر

5 :19 فقال له امض بسلام و لما مضى من عنده مسافة من الارض

نلاحظ عدة أشياء

أولا نعمان لم يكن يعرف الرب يهوه أصلا بل حتى عندما شفاه الرب حسب ما قاله له اليشع هو يقول

5 :15 فرجع الى رجل الله هو و كل جيشه و دخل و وقف امامه و قال هوذا قد عرفت انه ليس اله في كل الارض الا في اسرائيل و الان فخذ بركة من عبدك

فهو بعد أن تم شفاؤه هو كل الذي يعرفه عن هذا الاله انه إله إسرائيل ولكن لا يعرف اسمه حتى الان

بعد ان اخبره اليشع باسمه يهوه

5 :16 فقال حي هو الرب الذي انا واقف امامه اني لا اخذ و الح عليه ان ياخذ فابى

بعد أن حلف أليشع باسم يهوه بدأ نعمان يقول اسم يهوه

5 :17 فقال نعمان اما يعطى لعبدك حمل بغلين من التراب لانه لا يقرب بعد عبدك محرقة و لا ذبيحة لالهة اخرى بل للرب

فوقتها نعمان قرر لا يذبح ويقدم محرقة الا للرب يهوه فقط وبل طلب حمل بغلين تراب ليصنع منهم مذبح ترابي. وهنا يتضح أكثر ان نعمان لا يعرف حتى الان أي شيء من وصايا وطقوس الرب يهوه فهو يريد ان يبنى مذبح ترابي ويقدم عليه ذبائح رغم ان الرب له مذبح واحد وهو المذبح النحاسي في هيكله ولا يصح ان يقدم عليه ذبائح للرب الا من الكهنة أبناء هارون من سبط لاوي. فموقف نعمان هو في اللحظات الاولي في ايمانه بيهوه ولا يعرف أي شيء عن وصاياه. فما قاله هو كلام شخص لم يدخل في عمق الايمان ولا معرفة وصايا الرب فلا يجب الاستشهاد به كمثال يحتذي في ضعفه.

ثانيا حتى نعمان الذي لا يعرف كان يشعر ان هذا خطأ وضعف ولهذا اعتذر عنه فلهذا قال اصفح أي انه خطية تحتاج الصفح والمغفرة

5 :18 عن هذا الامر يصفح الرب لعبدك عند دخول سيدي الى بيت رمون ليسجد هناك ويستند على يدي فاسجد في بيت رمون فعند سجودي في بيت رمون يصفح الرب لعبدك عن هذا الامر

ثالثا نعمان لا يستأذن ان يسجد لوثن وينكر ايمانه بيهوه بل هو أصلا يستأذن ان يقوم بواجب مدني عليه وهو استناد الملك على يده لكي يسجد الملك ولهذا يجب ان ان يجثوا على ركبتيه ليتمكن الملك المسنود على يده من السجود والقيام. فهو لا يستأذن لكي يدعي انه يعبد الوثن امام الملك بل على العكس هو سيبني مذبح للرب يهوه ولن يسجد لغيره وسيعلن هذا ولكن فقط يكمل وظيفته وواجبه المدني في مساعدة الملك على السجود والقيام. فقد أظهر نعمان، على العكس من غالبية معاصريه، إدراكه لقوة الله. فبدلا من أن يجمع بين الله وبين مجموعة آلهة أمته، اعترف بأنه لا يوجد إلا إله حقيقي واحد. فلم يكن يقصد أن يعبد آلهة أخرى، ورغم هذا هو يشعر بتبكيت ضمير.

ولهذا صرفه النبي بسلام دون أن يعطيه إجابة على الطلبتين أن يأخذ حمل بغلين من التراب والصفح عنه في انحناؤه كمساعدة للملك في بيت ريمون، تاركًا الحكم فيها لضميره.

بل كثير من المفسرين قالوا انه يقصد ما حدث في الماضي ان سجوده في الماضي كان خطية

جيل

but for the pardon of the sin of idolatry he had been guilty of, of which he was truly sensible, now sincerely acknowledges, and desires forgiveness of; and so Dr. Lightfoot (w), and some others (x), interpret it; and to this sense the words may be rendered:

(w) Works, vol. 1. p. 86.

(x) Vid. Quenstedt. Dissert. de. Petit. Naaman. sect. 21, 22.



ولكن ساتماشي انه يقصد ما قد يحدث في المستقبل فهو لا يزال خطية ان يضطر ان يساعد الملك لكي يسجد رغم انه سيعلن انه لا يسجد الا ليهوه فقط وهذا خطية لا تحتذى ولا يصلح ان تستخدم كحجة لأي عابر ان ينكر المسيح



والمجد لله دائما