«  الرجوع   طباعة  »

الرد على ادعاء نهاية اصحاح 38 من سفر ارميا مقطوع



Holy_bible_1



الشبهة



في اخر عدد في اصحاح 38 من سفر ارميا نجده يقول "28 فاقام ارميا في دار السجن الى اليوم الذي اخذت فيه اورشليم ولما اخذت اورشليم" ونجد بقية الكلام مقطوع.

اليس هذا دليل على التحريف؟



الرد



الحقيقة واضح ان المشكك لم يبحث بل وجد عدد لم يفهمه ولم يقرأ ما بعده فادعى التحريف

فالإجابة باختصار ان كمالة العدد هو في الاصحاح التالي

وقبل عرض العدد أحد ان أوضح شيء سريع

متى تم تقسيم العهد القديم الى اصحاحات

التقسيم إلى أصحاحات لم يتم إلا في القرن الثالث عشر الميلادي، ويرجح أن الذي قام به رئيس أساقفة إنجليزي، قام به أولاً في الكتاب المقدس في اللاتينية، ولم يلبث اليهود أن أدركوا قيمة هذه التقسيمات فعملوا بها في كتبهم بنفس التقسيم الذي قام به ذلك الأسقف مع بعض التعديلات القليلة.

فاليهود قاموا قبل هذا بعدة محاولات لتقسيم الأسفار إلى اجزاء

لم تقسم الأسفار المقدسة أولاً إلى إصحاحات وأعداد بل فقط ولكن اول تقسيم كان إلى فصول للقراءة في أوقات معينة والكتاب المقدس اشار الي ذلك في (لوقا 4: 16-21 واع 13: 15 و 15: 21 و 2 كو 3: 14)

جرى أول تقسيم قبل السبي البابلي الذي بدأ عام 586 ق.م، إذ قسمت الأسفار الخمسة الأولى إلى 154 مجموعة تسمي سيداريم

Sedarim

وكانت تهدف إلى تقسيم هذه الأسفار إلى أجزاء تقرأ دورياً على مدى ثلاث سنوات

وفي أثناء السبي البابلي وقبل عام 536 ق.م، قسمت الأسفار الخمسة الأولى إلى أربعة وخمسين قسماً تسمي باراشيوث

Parashiyyoth

وهذه بدورها قسمت فيما بعد إلى 669 قسماً لتسهيل الرجوع إليها. وقد كانت تلك الأقسام تستخدم في القراءة على مدى عام واحد.

وحوالي عام 165 ق.م. قسمت أسفار العهد القديم التي تسمى الأنبياء.

وبين التقسيم الاول والثاني تمت الترجمة السبعينية تقريبا 282 ق م بواسطة السبعين شيخ وأصبح هناك نصين للعهد القديم أحدهما عبري والثاني ترجمه يوناني ولم تكن مقسمه في البداية ثم بدا تقسيم اليوناني الي اقسام

وهنا اشير الي نقطه مهم وهي الي هذا التقسيم هو مصدر الاختلاف ولكن قبل ان اشرح ذلك أكمل في تاريخ تقسيم الكتاب المقدس

استمر العهد القديم العبري مقسم الي اقسام او مقاطع حتى القرن التاسع للميلاد ثم في القرن التاسع بدأ الماسوريون لتقسيم اسفار العهد القديم الي اعداد اولا

وفي سنة 1330 قرر اليهود ان يتبعوا تقسيم اليوناني لاسفار العهد القديم العبري فقسموا العهد القديم الي اصحاحات ودونوها اولا في الهامش كتقسيم هامشي ثم قسموا الاسفار الي اصحاحات وهي كانت مقسمه من قبل ذلك الي اعداد وبهذا انتهي تقسيم الاسفار العبرية ولهذا يوجد اختلاف في تقسيم الاعداد العبرية مع اليونانية للعهد القديم لان اليهود قسموا العبري والمسيحيين قسموا اليوناني (السبعينية) ولكن العبري يتفق تقريبا مع السبعينية في تقسيم الاصحاحات ماعدا اختلافات قليله جدا منها سفر المزامير وبعض الاصحاحات الاخرى



ونبدأ ندرس العدد معا

سفر أرميا

38 :28 فأقام ارميا في دار السجن الى اليوم الذي اخذت فيه اورشليم، ولما اخذت اورشليم

ملحوظة هذا العدد كامل ولا يوجد فيه نقص في شيء فهو يقول انه استمر في السجن من يوم ما كلم الملك الى اليوم الذي اخذت اورشليم وحتى لما اخذت. بمعنى انه الى اليوم الذي اخذت لم يكن خرج من السجن بل حتى لما انهارت المدينة واستولى عليها البابليين هو كان لا يزال في السجن

وتأكيد هذا نقرا الترجمة الإنجليزية

(KJV) So Jeremiah abode in the court of the prison until the day that Jerusalem was taken: and he was there when Jerusalem was taken.

أي انه ابقاه في السجن تحت الحراسة والسيطرة اليهودية الى اخر يوم كانت اورشليم لا تزال تحت سيطرة اليهود وأيضا كان في السجن لما انهارت السيطرة اليهودية. بمعنى انه ترك في السجن عندما انهزم اليهود وسقطة اورشليم في يد نبوخذنصر

وبخاصة ان هذا المقطع هو مناسب ان يكون ربط ما بين نهاية هذا الاصحاح وبداية الاصحاح التالي أي ليخبرنا كيف اخذت اورشليم ومراحل سقوطها. فهو يقول

فأقام ارميا في دار السجن الى اليوم الذي اخذت فيه اورشليم. ولما اخذت اورشليم في السنة التاسعة لصدقيا ملك يهوذا في الشهر العاشر اتى نبوخذراصر ملك بابل وكل جيشه الى اورشليم وحاصروها

ولهذا كثير من التراجم بما فيهم بعض طبعات الفانديك اضافت هذا المقطع الى بداية الاصحاح التالي

وهذا قامت به الكثير جدا من التراجم

أي المقطع يخبر حتى جزء ان ارميا كان في السجن حتى اخذت اورشليم. ثم يبدأ جزء اخر ويقول كيف اخذت اورشليم بتعبير لما اخذت اورشليم هذا بدا أولا ان في السنة التاسعة لصدقيا في الشهر العاشر اتى نبوخذ نصر ويكمل خطوات الحصار حتى سقوط اورشليم.

فلا يوجد أي نقص ولكن فقط السفر لم يكن في أصله مقسم ولكن التقسيم هذا حديث فقط لم يفصل هذه النقطة جيدا



والمجد لله دائما