«  الرجوع   طباعة  »

الرد على سؤال ما فائدة الاله قبل الانسان



Holy_bible_1



السؤال



قال أحد الملحدين السؤال التالي

ما فائدة الاله قبل الانسان؟

ويقصد ما فائدة الاله قبل ان يخلق الانسان

وأكمل موضحا هدفه بادعاء ان الاله بدون الانسان ليس له لزوم ولكن الانسان بدون الاله له لزوم ويستمر يعمل ويقوم بدوره الإنساني



الرد



رغم انى لا أحب المناقشات الفلسفية الجدلية الا ان أقدم فكر بسيط هنا باختصار لئلا يكون أحدهم حكيم في عين نفسه

ولكي أوضح ما سأقصد في اجابتي أقول سؤال اخر وبعدها اعود للأول

هل الله يحتاج الانسان؟

الإجابة لا لان الله كامل

سفر صموئيل الثاني 22: 31


اَللهُ طَرِيقُهُ كَامِلٌ، وَقَوْلُ الرَّبِّ نَقِيٌّ. تُرْسٌ هُوَ لِجَمِيعِ الْمُحْتَمِينَ بِهِ.



إنجيل متى 5: 48


فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ.



سفر التثنية 32: 4


هُوَ الصَّخْرُ الْكَامِلُ صَنِيعُهُ. إِنَّ جَمِيعَ سُبُلِهِ عَدْلٌ. إِلهُ أَمَانَةٍ لاَ جَوْرَ فِيهِ. صِدِّيقٌ وَعَادِلٌ هُوَ.

فهو كامل لا يوجد به نقص او احتياج ليكمله الانسان

فنقول انت لا تحتاج الى عبوديتي بل انا الذي احتاج الى ربوبيتك. إذا لا فائدة يقدمها الانسان لله لان أي نقص في الاله يكمله الانسان او احتياج يسدده الانسان يجعله غير كامل.

ولكن الله خلق الانسان ليس عن احتياج ولكن عن دافع محبة

سفر إرميا 31: 3


تَرَاءَى لِي الرَّبُّ مِنْ بَعِيدٍ: «وَمَحَبَّةً أَبَدِيَّةً أَحْبَبْتُكِ، مِنْ أَجْلِ ذلِكَ أَدَمْتُ لَكِ الرَّحْمَةَ.

والمحبة هو فيض وليس نقص واحتياج فالله خلق الانسان من فيض محبته وليس لانه ناقص شيء يقدمه له الانسان.

واعود للسؤال الأصلي ما فائدة الاله قبل الانسان

لتحديد السؤال عن الفائدة فهذه الفائدة لمن؟

ما فائدة الاله للإنسان قبل خلق الانسان؟

ام ما فائدة الاله لنفسه قبل خلق الانسان؟

فائدة الاله للإنسان قبل خلق الانسان هو ان الله من محبته خلق الانسان فالفائدة هي وجود الانسان نفسه في إرادة الله قبل خلق الانسان وهذا الذي جعل الانسان يخلق ويستمتع ويعرف الرب وغيره من الفوائد التي لا تحصى كلها سببها وجود الاله. فكل سببية حدثت للإنسان كانت فائدة من المسبب وهو الله.

مع ملاحظة ان ما قبل الخليقة بما فيها اول ثلاث مكونات مكان وزمان ومادة هو ازلية غير محدودة وغير مدركة وليس ماضي لان البعض يتخيل عندما نتكلم عن بتعبير قبل الخليقة فإننا نتكلم عن زمن ماضي سحيق وهذا غير صحيح فحتى الزمن غير ازلي ولكنه مخلوق لأجل الانسان ولفائدة الانسان والله سبب هذه الفائدة. فالخص فائدة الاله للإنسان هو فائدة أولى الاله خلق الانسان وفائدة ثانية هو استمرارية فوائد الانسان بما يمنحه ويسمح به الله للإنسان.

اما فائدة الاله لنفسه فهو مثل فائدة أي كيان لنفسه مع فرق التشبيه ففائدة وجود الانسان للإنسان انه وجود حقيقي وليس خيال او خرافة بكل ما يكون جيد للإنسان من وجوده.



اما من يقول ان الاله من غير الانسان ليس له لزوم لو هذا صحيح يكون لا شيء في الكون له لزوم لان الرب هو خالق الانسان وهو المسبب وحتى مع هذا الاله لزومه لوجوده

اما من يقول ان الانسان بدون الاله له لزوم فهو خطأ تماما لأنه يعكس حقيقة ان الانسان بدون الاله لم وجد الانسان أصلا ولما نال أي شيء. فالإنسان لينال كل هذه العطايا من اول الكون كمكان ووقت ومادة كل منها هي تشده لفائدة الاله واهبها للإنسان أي هي شهادات مثل

اولا الشهاده الكونيه الدقيقه

العقل والمنطق يقول ان بوجود عالم رائع لم يحصى حتى الان لابد ان يكون هناك ما هو اعلي من هذا الكون وهو الذي خلقه

وهذا المبدأ الذي استشهد به بولس الرسول

رسالة بولس الرسول الي أهل رومية 1

1: 19 اذ معرفة الله ظاهرة فيهم لان الله اظهرها لهم

1: 20 لان اموره غير المنظورة ترى منذ خلق العالم مدركة بالمصنوعات قدرته السرمدية و لاهوته حتى انهم بلا عذر

فأيضا المنطق يقول

اولا كل شيء محدود له واجد خارج حدوده. حتى الذي يصنع سيارة هو خارج نطاق السيارة وكيانها والذي يكتب كتاب هو خارج نطاق الكتاب وهكذا الله خالق العالم الكوني المادي هو اعلي من المادة واعلي من الحدود فهو لامحدود.

والبعض يستغل بخبث هذه النقطه فيسال من هو واجد الله بناء على منطق كل شيئ له خالق. فالاجابه بسهوله لان الله غير محدود فهو لا تنطبق عليه هذه القاعدة لان لايمكن لكائن يخلق كائن غير محدود. فلهذا الله لا يوجد واجد له لان الله غير محدود ولا يوجد اعلي من اللامحدود.

أيضا يقول ان كل شيء مادي له صانعه من خارج مادته فكاتب الكتاب هو ليس كتاب بل عقل خارج الكتاب وبنفس القياس الكون المادي خالقه هو ما فوق المادة. فالله غير مادي وفوق المادة وخالق المادة ويتحكم بكل سهولة في المادة.

وايضا يقول كل شيئ له بداية يوجد من اوجده في البداية فبداية الكتاب هو كائن موجود قبل ان يبدا كتابة الكتاب. ولان الكون والوقت له بداية حتى لمن يستشهد بنظرية الانفجار الاولي او غيرها المهم ان العلم لا يجادل كثيرا في ان الكون له بداية بدليل ابحاث ناسا عن توسع الكون والمقاييس الكونية المتغيرة ولهذا فالكون له واجد. وايضا بنفس مقياس المبدا السابق لان الله ليس له بداية فلا واجد له لان الواجد له يحتاج بدايه لله ليوجده والله بدون بداية.

فالشهادة الكونية من الوقت والمادة والفضاء يشهد لوجود الله بالمنطق.



ثانيا الشهاده الغائية او الهدف

ما هو هدف استمرار الكون؟ بدون كيان يجعل الكون مستمر بارادته كيف نفسر عدم اختفاء الكون فجأة؟ فهنا لا نتكلم عن وجود كيان عاقل اوجد الكون فقط بل ايضا هذا الكيان العاقل يحافظ على استمرار الكون وبدونه لا يستمر الكون

وهذا هو المبدا الذي تكلم عنه معلمنا بولس الرسول بقول

رسالة بولس الرسول الي أهل كولوسي 1

1: 17 الذي هو قبل كل شيء و فيه يقوم الكل

فالعالم يريد مصدر ويريد غاية للاستمرار لانه بدون هذا يخضع لقاعدة لماذا يتجه للبقاء بدل من الاتجاه الي الاختفاء مباشرة. وايضا لا يستطيع شيئ فاني ان يحافظ علي شئ محدود من عدم الفناء لان الفناء اوسع من عدم الفناء ولهذا يتطلب كيان اعلي من الفناء ليحافظ علي العالم الفاني من ان يسقط حتي الان في الفناء

وهذا الكيان هو ايضا يتطلب وجوده ليبقي الفاني في الزمن بمعني ان الفناء هو اعلي من الزمن لان الفناء قادر ان يبتلع الزمن ولكن لبقاء الفاني من عدم الفناء يحتاج من هو اعلي من الفناء واعلي من الزمن بالطبع ليحافظ علي الزمن من الفناء



ثالثا شهادة القيم

العالم مادي ولكن يوجد فيه جانب اخلاقي في الانسان. ولان الانسان مخلوق والعالم المادي لا يوجد به اخلاق لانه مادة غير حية. ولهذا مستحيل ان يكون الماده او الطبيعه او غيرها من المواد الغير حية اعطت للانسان الطبيعة الاخلاقيه لان المبدأ المعروف يقول فاقد الشيئ لا يعطيه. لابد ان يكون هناك كائن اخلاقي وبه قيم ليمنح القيم للانسان ليسير عليها.

وهذا ايضا يتبع قانون السببية مع ملاحظة ان قوانين القيم تختلف عن قوانين الطبيعة فمثلا الحجر لن ينقذ كائن حي من الموت .

بل لو اخذنا مقياس اكثر من ذلك وهو الشعور بالخطأ بمعني الانسان يشعر بالذنب بنسب مختلفه لو قتل او سرق. وهذا الشعور لم يمنحه الماده لانه لا يشعر بها. فلا بد ان يكون هناك من هو يمنح هذا الشعور وهو ليس الطبيعه بل كائن عاقل اخلاقي مانح القيم. فالقيم تشهد علي وجود الله الخالق

فبعد الإجابة على وجود الله من عدمه بالشهادات ننتقل الي سؤال مهم

ما هو وجود الله؟

من القواعد المنطقية السابقة ادركنا ان كيان الله هو

1 هو كيان قوي.

ليكون خالق كل القوي الموجوده في العالم بانواعها المختلفة يجب ان تكون قوته فائقة. ولانه لا يوجد من اعطاه قوه فهو قوته غير محدودة.

2 هو غير محدود

لكي يخلق اشياء محدوده وهو غير مخلوق اعلي من حدود العالم فهو غير محدود.

3 هو لا بداية له ولا نهاية

لان هو ضابط الزمن وواجد الزمن فهو اعلي من الزمن

4 له هدف من استمرار الانسان

لانه يحافظ على الانسان واستمراريته ومنع فناء الانسان من البداية وهذا له هدف فهو يحب الانسان.

5 كيان مليئ بالقيم

لانه واهب القيم للانسان.

6 عاقل

ليكون خالق للاشياء العاقله مثل الانسان لابد ان يكون اكثر حكمة من كل كائناته ولاانه لا يريد من يعطيه حكمه فهو حكمته غير محدوده.

7 هو كائن

وهذا اسم يهوه الذي يعني الكائن

كل هذه امثلة قليلة على فوائد الاله للإنسان في الأرض وبالطبع لن اتطرق الى الأبدية فهذا امر مختلف

لو نظرنا الي هذا الامر من زاوية اخري وهو بناء على قوانين نيوتن لكل شيء له سبب

الكون يتوسع ويتحرك فلا بد ان يكون هناك سبب دفعه ليتحرك ويتوسع.

السبب الاول ان الكون والفضاء بدون حدود الان لا بد ان يكون غير محدود

السبب الاول ان الوقت لا ينتهي لا بد ان يكون ابدي

السبب الاول في انواع القوي والحركة المختلفة الكثيرة لا بد ان يكون قوي بلا حدود

السبب الاول في الانواع اللامعدودة لا بد او يكون كيان شامل لكل شيئ

السبب الاول في تكوين تعقيدات ومركبات تصل الي الذكاء لا بد ان يكون لا محدود في الكيان والعقل

السبب الاول في الوعي الشخصي لا بد ان يكون شخص واعي

السبب الاول في المشاعر لا بد ان يكون حساس

السبب الاول في الارادة لا بد ان يكون اختياري

السبب الاول في المبائ لا بد ان يكون اخلاقي

السبب الاول في العقائد لا بد ان يكون روحي

السبب الاول في الجمال المبهر لا بد ان يكون فائق الجمال

السبب الاول في العدل لا بد ان يكون عادل

السبب الاول في الرحمة لا بد ان يكون رحيم

السبب الاول في الحنان لا بد ان يكون حنون

السبب الاول في الحب لا بد ان يكون محب

السبب الاول في الحياة لا بد ان يكون حي

هذه هي صفات الهنا الرب الاله يهوه ايلوهيم الذي اتي وتجسد وهو الرب يسوع المسيح.



والمجد لله دائما