«  الرجوع   طباعة  »

الرد على كيف إله الرحمة يأمر بتعليق الرؤساء للرب ليرتد حمو غضبه؟ العدد 25: 4



Holy_bible_1



الشبهة



في سفر العدد تُطالعنا اغرب وصفة طبية انزلها الرب من السماء على صدر موسى لإزالة الوباء وهي إلى هذا اليوم آيات تتلى في توراة اليهود.
فعندما وقع الوباء في اليهود نتيجة انحرافهم وعبادتهم (للعجل والبعل) تضرع الشعب إلى الرب فقال الرب لموسى: ((خُذ جميعَ رؤوس الشعب وعلقهم للرب مقابل الشمس، فيرتد حمو غضب الرب))

هل هذا يقولوا عنه إله الرحمة؟ بغض النظر عما فعلوا فهل هو يرتد غضبه بتعليقهم؟



الرد



أولا واضح ان المشكك يتكلم عن موقف لا يفهمه ولم يقرأه جيدا أصلا.

ثانيا كيف يقول المشكك بغض النظر عما فعلوا؟!!!

هل يقول أحد ان الذي يخون شعبه خيانة عظمى، بغض النظر عما فعل لا يجب ان يعاقب؟ او أي عقاب يكون قسوة؟

ثالثا المشكك لم يفهم ان العقاب هنا ليس بتعليق ناس أي شنقهم او غيره مما خيل له بل له معنى اخر وسنفهمه معا

وشرحت موضوع بعل فغور سابقا في

الجزء الرابع عشر من حروب العهد القديم وحرب بالاق وبلعام عدد 22 و23 و24 و31

وأيضا

كم عدد الذين ماتوا في الوبأ من شعب اسرائيل؟ العدد 25: 9 و 1كورونثوس 10: 8

فالأمر له ابعاد سأشرحها باختصار

هي حرب شعب إسرائيل ضد بالاق ملك مؤاب ومعه بلعام ابن بعور والذي بدأ بالاعتداء هو بالاق واجر بلعام ليهزم شعب اسرائيل المسالم. وقصة بلعام المشهورة في انه أعثر الشعب ليسقطوا في خطية الزنا رغم ان شعب إسرائيل ما كان يخطط أن يقترب من مؤاب ولا عمون. فبالاق تعدى شر الشعوب القديمة فبدل من ان يحارب إسرائيل رغم انهم لم يحاربوه فكر في ان ينتصر عليهم باللعن لكي يضعف فينتصر عليهم بسهولة.

وبالطبع نعرف قصة انذارات الرب لبلعام وأيضا انذاراته لبالاق 

ولكن للأسف بلعام رغم انه بالوحي نطق هذه النبوات القوية الا انه عادة وصنع خطية صعبة جدا بأنه نصح بلاق ان يسقط شعب إسرائيل في الزنى فيتركه الرب. لكي يأخذ ذهب بالاق 

سفر العدد 31: 16

إِنَّ هؤُلاَءِ كُنَّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ، حَسَبَ كَلاَمِ بَلْعَامَ، سَبَبَ خِيَانَةٍ لِلرَّبِّ فِي أَمْرِ فَغُورَ، فَكَانَ الْوَبَأُ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ.

 العهد الجديد أكد هذا الامر

رسالة بطرس الرسول الثانية 2

15 قَدْ تَرَكُوا الطَّرِيقَ الْمُسْتَقِيمَ، فَضَلُّوا، تَابِعِينَ طَرِيقَ بَلْعَامَ بْنِ بَصُورَ الَّذِي أَحَبَّ أُجْرَةَ الإِثْمِ.
16
وَلكِنَّهُ حَصَلَ عَلَى تَوْبِيخِ تَعَدِّيهِ، إِذْ مَنَعَ حَمَاقَةَ النَّبِيِّ حِمَارٌ أَعْجَمُ نَاطِقًا بِصَوْتِ إِنْسَانٍ.

 

رسالة يهوذا 1

11 وَيْلٌ لَهُمْ! لأَنَّهُمْ سَلَكُوا طَرِيقَ قَايِينَ، وَانْصَبُّوا إِلَى ضَلاَلَةِ بَلْعَامَ لأَجْلِ أُجْرَةٍ، وَهَلَكُوا فِي مُشَاجَرَةِ قُورَحَ.

 

سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 2: 14

وَلكِنْ عِنْدِي عَلَيْكَ قَلِيلٌ: أَنَّ عِنْدَكَ هُنَاكَ قَوْمًا مُتَمَسِّكِينَ بِتَعْلِيمِ بَلْعَامَ، الَّذِي كَانَ يُعَلِّمُ بَالاَقَ أَنْ يُلْقِيَ مَعْثَرَةً أَمَامَ بَنِي إِسْرَائِيلَأَنْ يَأْكُلُوا مَا ذُبِحَ لِلأَوْثَانِ، وَيَزْنُوا.

وبالفعل بالاق أرسل الفتيات المؤابيات ليكونوا عثرة لشعب إسرائيل ويزنوا معهم ويغووهم ليعبدوا الاوثان ليبتعد عنهم الرب بسبب خطيتهم فيضعفوا ويقضي عليهم بالاق وجيش مؤاب. اي انهم يعرفوا ان الرب قوي وهو يحامي عن شعب اسرائيل البار.

رجال اسرائيل للأسف بالفعل سقطوا في عثرة بلعام وبالاق وزنوا مع بنات مؤاب وذبحوا لبعل فغور. لو هذا الموقف حدث مع اي شعب اخر لكان الرب ترك هذا الشعب بحريته يجني ثمار الزنى من اتعاب وامراض. ولكن الموقف هو حدث مع شعب اسرائيل الذي هو في شريعة الحفظ ليأتي منه الذبيح وهذا ما شرحته مرارا وتكرارا ان شعب إسرائيل هو في شريعة حفظ شعب مقدس قبل بإرادته ان يكون في معزل عن الخطية. وعرفنا ان العهد القديم هو وقت العبودية للخطية التي يريد الرب ان يحرر البشرية منها بالفادي الذي سياتي من شعب اسرائيل. فهي شريعة خاصة في مكان خاص وفي زمان خاص لشعب خاص. وهو شعب إسرائيل افتداه الرب كشعب خاص له وقبل هذا الموقف قد قبل الرب بالفعل وأيضا استلم الوصايا العشرة وعرف عقاب الواضح لمن يخالفها وقبلها بإرادته.

*وعرفنا سابقا لماذا الرب كان يريد ان يحافظ على شعب إسرائيل معزول عن الخطية

لأنه سياتي منه الذبيح المسيح فصحنا والفداء هو يجب ان يكون شاه صحيحه لا عيب فيها جسدي ليفدي كل البشرية ويحررهم من الخطية

ولماذا لا يرضي الله بأن شعب إسرائيل يصبح ذبيحه معيوبه؟

لأنها تعني الاستهانة بالله المقدمة اليه

سفر ملاخي 1

6 «الابْنُ يُكْرِمُ أَبَاهُ، وَالْعَبْدُ يُكْرِمُ سَيِّدَهُ. فَإِنْ كُنْتُ أَنَا أَبًا، فَأَيْنَ كَرَامَتِي؟ وَإِنْ كُنْتُ سَيِّدًا، فَأَيْنَ هَيْبَتِي؟ قَالَ لَكُمْ رَبُّ الْجُنُودِ. أَيُّهَا الْكَهَنَةُ الْمُحْتَقِرُونَ اسْمِي. وَتَقُولُونَ: بِمَ احْتَقَرْنَا اسْمَكَ؟
7
تُقَرِّبُونَ خُبْزًا نَجِسًا عَلَى مَذْبَحِي. وَتَقُولُونَ: بِمَ نَجَّسْنَاكَ؟ بِقَوْلِكُمْ: إِنَّ مَائِدَةَ الرَّبِّ مُحْتَقَرَةٌ.
8
وَإِنْ قَرَّبْتُمُ الأَعْمَى ذَبِيحَةً، أَفَلَيْسَ ذلِكَ شَرًّا؟ وَإِنْ قَرَّبْتُمُ الأَعْرَجَ وَالسَّقِيمَ، أَفَلَيْسَ ذلِكَ شَرًّا؟ قَرِّبْهُ لِوَالِيكَ، أَفَيَرْضَى عَلَيْكَ أَوْ يَرْفَعُ وَجْهَكَ؟ قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ.

ونتخيل ان هناك مجموعه من الخراف واختار الراعي شاه بلا عيب لأنه يحب ان يقدم ذبيحة غير معيوبة ثم يحبسه الي اليوم الرابع عشر بمعني ان بقية الخراف تستمر في حريه في المراعي تنعم بالشمس والخضرة والمياه اما خروف الفصح الذي هو أفضل الخراف محبوس لايري الشمس ولا ينعم بالمراعي لأنه يجب ان لا يكون مرضوض ولا مكسور ولا امراض جلديه أي يعزل لكيلا يصاب ويصبح معيوب فهو قد خصص للرب ولا يقدر يبدله

سفر اللاويين 27: 10


لاَ يُغَيِّرُهُ وَلاَ يُبْدِلُهُ جَيِّدًا بِرَدِيءٍ، أَوْ رَدِيئًا بِجَيِّدٍ.

فيكون هناك مشكله فيجب ان يحبس ويحرم من الحرية لكي يأخذ مكانه أفضل وهو ان يكون خروف فصح. وهذا ما كان يريد ان يفعله الرب مع شعب اسرائيل فاخذ الرب الاثني عشر سبط وذهب بهم الي ارض مصر الي ارض جاسان وهي ارض رعي فهي نجسه للمصريين فلم يختلطوا مع العبرانيين وبهذه الطريقة هم كانوا اولا شعب قليل فحماهم بالمصريين الاقوياء وحماهم ايضا من المصريين لانهم في داخل مصر لكن في ارض معزولة عن المصريين ويوجد ميزه في المصريين في هذا الزمان حتي ولو كانوا يعبدون اصنام وهو انهم لا يفعلون هذه الخطايا الشريرة مثل الشعوب الكنعانية وثانية انهم لا يفرضون ولا يجبرون احد علي اتباع الهتهم او فعل الشر معهم ولهذا اختار الرب شعب مصر في هذا الزمان ليحافظ علي شعب اسرائيل. حتى كثروا وكبروا في هذا المعزل ونموا جدا حتى أصبحوا جيش قوي وزمن مناسب ان يخرجوا ويقدروا ان يحافظوا على أنفسهم واراهم عجائبه من ضربات ثم من رعاية في البرية ثم اتي به الي بداية ارض الموعد واعطاهم البركة واللعنة فمطلوب منهم ان يحفظوا الوصايا وان يتمسكوا بوعوده ويحبوه من كل قلوبهم فينصرهم على اعدائهم

اما لو بعدوا عن الرب يتركهم الرب لأعدائهم والامراض والعقاب لتنقيتهم وعلاجهم. والتنقية بإزالة أي خلية سرطانية تعثر الجسم لألا تفسده كله

لتوضيح الموقف تخيل كاهن مقدس لو هذا الكاهن ترك الخدمة وابتعد عن الكنيسة وحتى لو أصبح زاني او سارق لا يهم ولكن لا يسمح له على الاطلاق ان وهو بالخدمة في الكنيسة المقدسة ان يفعل الشر لأنه ليس فقط كشخص خاطئ ولكنه يهين الرب في العلن في بيته ويسبب عثرة صعبة جدا.

شعب إسرائيل هو شعب مقدس للرب في شريعة العزل مثل موقف هذا الكاهن من يريد منه ان يخطئ فليفارق ولكن لو بقي في المحلة المقدسة لابد ان يلتزم بالناموس.

فكل الذي عمله الرب هو عزل ابراهيم ونسله

والرب خير شعب اسرائيل وشعب اسرائيل قبل العهد عدة مرات

المرة الاولى

سفر الخروج 19

19: 5 فالان ان سمعتم لصوتي وحفظتم عهدي تكونون لي خاصة من بين جميع الشعوب فان لي كل الارض

19: 6 و انتم تكونون لي مملكة كهنة و امة مقدسة هذه هي الكلمات التي تكلم بها بني اسرائيل

19: 7 فجاء موسى ودعا شيوخ الشعب ووضع قدامهم كل هذه الكلمات التي اوصاه بها الرب

19: 8 فاجاب جميع الشعب معا وقالوا كل ما تكلم به الرب نفعل فرد موسى كلام الشعب الى الرب

أي قبل استلام الوصية وقبل موضوع العجل الذهبي

المرة الثانية

24: 3 فجاء موسى وحدث الشعب بجميع اقوال الرب وجميع الاحكام فاجاب جميع الشعب بصوت واحد وقالوا كل الاقوال التي تكلم بها الرب نفعل

24: 7 واخذ كتاب العهد وقرا في مسامع الشعب فقالوا كل ما تكلم به الرب نفعل ونسمع له

والمرة الثانية بعد استلام الوصية ومعرفة العقوبة وقلوها باختيارهم وأيضا قبل خطية العجل الذهبي.

ومن لم يكن يقبل وصايا الرب كان له الحق ان يغادر ويختار ما يشاء ولو كان اغلبية الشعب رفض لكان الرب هو الذي غادرهم ليفعلوا ما يشاؤوا مثل بقية شعوب الرب.

وبالطبع تكرر هذا عدة مرات. كما وضحت في مواضيع سابقة.

ولهذا من يقبل يهوه رب من اليهود يلتزم بوصاياه يكمل في شريعة العزل في المحلة المقدسة، ومن يرفض يغادر المحلة المقدسة مكان العزل. من يريد ان يزني او يعبد عجل او داجون او سارية او غيره فقط ليغادر. فمن كان سيخرج منهم ويمضي، ولن يرسل الله وراؤه سرية تقتله فهذا لم يحدث في الكتاب المقدس ولا مرة فليس الله من اساليبه لا الاغتيال ولا الاجبار فمن يريد ان يغادر شعب الله والمحلة المقدسة فليغادر. ولكن ان أصر ان يبقي على شره رغم إعلانات الرب ويصبح خلية سرطانية وعثرة هذا يعاقب بناموس العزل والحفظ والتطهير.



*ونعود لقصة بلعام وبالاق

سفر العدد 25

25 :1 واقام اسرائيل في شطيم وابتدأ الشعب يزنون مع بنات مؤاب 

25 :2 فدعون الشعب الى ذبائح الهتهن فاكل الشعب وسجدوا لألهتهن 

25 :3 وتعلق اسرائيل ببعل فغور فحمي غضب الرب على اسرائيل 

شعب اسرائيل الذين استلموا الوصية بإرادتهم وعرفوها جيدا وعقاب من يخالفها وقبولها بحرية ان يتبعوا وصايا الرب بما فيها من عقاب لو خالفوها وقبلوا أن يدعى اسم الرب عليهم. الان خالف الوصية ولم يكتفي البعض بمخالفتها فقط بل أصر على ان يفعل هذا في المحلة المقدسة امام خيمة الاجتماع التي فيها قدس الاقداس ومحضر الرب نفسه

مثل شاب الذي لا يريد ان يزني في بيته بل يريد ان يزني في محكمة او في دار عبادة هذا يعاقب ليس على الزنى ولكن على اهانة اشياء لها قدسية للقاضي والحكومة فما بال الرب نفسه؟

ولكن نأتي للعدد الذي يساء فهمه

25 :4 فقال الرب لموسى خذ جميع رؤوس الشعب وعلقهم للرب مقابل الشمس فيرتد حمو غضب الرب عن اسرائيل

كما قلت هذا شيء خاص عن شعب اسرائيل وليس شيء عام لكل الشعوب بل شعب خاص في مكان خاص في زمان خاص حتى الفداء فقط.

اولا سأتماشى مع المعنى الذي يفهم من العدد انه علقهم فهم رؤساء الذين خانوا الرب والجماعة وزنوا ودنسوا المحلة المقدسة وهؤلاء حسب الناموس الذي قبلوه بإرادتهم يستحقوا عقاب القتل والتعليق توضيح لرفض الخطية وعزلها عن الارض فهو فقط توضيح ان الذين اغووا الشعب ان يزنوا هؤلاء هم عبرة في العقاب. وبالطبع كما شرح كثير من المفسرين يهود ومسيحيين هذا يتم بعد محاكمة مثل جركي وجيل وكلارك وغيره كثيرين جدا. ومقابل الشمس فهم عبدوا فغور

اما تعبير فيرتد حمو غضب الرب فهو تعبير يستخدم فيه الوحي اسلوب يفهم للبشر ان الخطية لا تجتمع في محضر الرب. فيستخدم تعبير يفهموه بان الخطية تغضب الرب وعزلها ترده عن هذا

والعقاب هم يعرفوه. فلا يوجد قسوة فهؤلاء سببوا عثرة يجب ازالتها من الشعب والمحلة المقدسة. هذا تماشيا مع المعنى الذي يقولونه.



ولكن المعنى اللغوي في رأي ضعفي يحمل امر غير هذا يدركه من يدرس العدد لغويا بتدقيق وهو باختصار ان الرب يريد ان يظهر رؤساء الخطية الذي في وسط الشعب احياء مثل الخمير الفاسد ويصبحوا ظاهرين في نور الشمس وهؤلاء سيعاقبون لو لم يتوبوا بالوبأ

فيقول لغويا

25 :4 فقال الرب لموسى خذ جميع رؤوس الشعب وعلقهم للرب مقابل الشمس فيرتد حمو غضب الرب عن إسرائيل

العدد لفظيا لا يقول قتل بل كما قالت تعليق ترجمة نت بايبل نقلا عن كثيرين ان قد يكون عقوبة وليس بالشرط قتل

But some suggest it was some other form of harsh punishment (e.g., Plaut, Hallo).

فالعدد يتكلم عن عقاب رؤساء ولم يقل قتل.

في البداية لماذا الرؤساء؟

الرؤساء هؤلاء هم الذين شجعوا الشعب ان يزني مع المؤابيات والسبب ان مؤاب اقام نفسه عدوا لإسرائيل فالشعب سيخافون ان يذهبوا لأعدائهم ولكن لو شجعهم رؤساء الشعب ان يذهبوا ويزنوا ويعبدوا بعل فغور فسيطيعونهم ويفعلوا الخطية البشعة. وهؤلاء الرؤساء لو كانوا يريدوا ان يزنوا كان لهم فقط ان يغادروا شعب إسرائيل لكنهم لم يغادروا بل شجعوا بقية الشعب على الزنى أي اشتركوا في عثرة بلعام.

لفظ علقهم هو في العبري وهوقاع והוקע من كلمة يقاع تعني ابعاد ونفور او صرف او خلع او فصل او تعليق ولا تعني شنق او قتل.

قاموس برون

H3363

יקע

yâqa‛

BDB Definition:

1) to be dislocated, be alienated

1a) (Qal) to be dislocated, be torn away, be alienated

1b) (Hiphil)

1b1) to execute slowly (by exposure or impalation)

1b2) to hang

1c) (Hophal) to be executed

Part of Speech: verb

A Related Word by BDB/Strong’s Number: a primitive root

Same Word by TWOT Number: 903

يخلع يصرف يفصل يبعد ينزع

يعدم ببطء عن طريق يظهر ويبتر

يعلق

فالكلمة في أصلها تعني خلع او ابعاد ولكن ندرس أكثر قاموس يوضح استخداماتها في كل عدد

قاموس كلمات الكتاب المقدس

H3363


ָיַקע

yāqa‛: A verb meaning to be dislocated, displaced. It means to turn quickly, to turn away, to be alienated (Jer_6:8; Eze_23:17-18). Used of a bodily joint, it has the meaning of dislocation (Gen_32:25 [26]). It has the sense of violent, total rejection, amounting to execution in Num_25:4; however, it was accomplished. A similar meaning is suggested by the context in 2Sa_21:6, 2Sa_21:9, 2Sa_21:13.

فعل يعني خلع فصل وتعني ابعاد بسرعة وصرف بعيدا وجفو (نفور) كما في ارميا 6: 8 وحزقيال 23: 18 وتستخدم لمفصل الجسم ولها معنى انخلاع في تكوين 32: 25 وتعني بقوة او رفض تام يصل الى التنفيذ في عدد 25: 4 ومع ذلك تم إنجازه ولها معنى مماثل في سياق 2 صم 21: 6 و9 و13

فالكلمة أقرب معنا لها خلع او نفور او طرد وابعاد

فالقصة لغويا لا تقول شنق او قتل ولكن هي ان الرب طلب من موسى ان يطلب من القضاة ان يحضر كل رؤساء الشعب الذين كانوا قادة في خطية الزنا والتشجيع عليها وعبادة بعل فغور والخيانة في وضح النهار وان يخلعهم من الشعب ويطردهم من امام الرب في النهار أي يذهبوا لما اختاروه ولا يستمروا منجسين المحلة المقدسة. ولم يقل اشنقهم.

رغم انه كما قلت سابقا حتى لو تماشيت مجازيا القصد تعليق كقتل هم يستحقوا هذا فهم اشتركوا في العثرة ورفضوا المغادرة رغم معرفة الوصية وعقابها ولكن لغويا لا يقول هذا هو يقول فصلهم وطردهم في النهار.

ولكن للأسف هذا لم يحدث فبقية الامر يخبرنا بهذا فعندما لم يطردوا ولم يفصلوا عن الشعب ولم يفعل القضاة شيء لأنهم رؤساء فلم يخلعوهم ويطردوهم. فاضطر موسى لان الخطية والوبأ بدأ يتفشى أكثر ان يطلب من القضاة التالي

25 :5 فقال موسى لقضاة اسرائيل اقتلوا كل واحد قومه المتعلقين ببعل فغور

أي ان موسى لما لم يجد ان الرؤساء الذين قادوا الخطية طردوا بل مصرين على البقاء ونشر الخطية أكثر في الشعب وبدأ الموضوع يتفاقم ورفضوا تنفيذ حكم الاقصاء والخلع من الشعب، بلغ القضاة بان يقتلوا بعد المحاكمة كل واحد من القوم المتعلقين ببعل فغور وينشروا الخطية في الشعب. أي المصرين على نشر الخطية. فهؤلاء عندهم فرصة للتوبة ولم يتوبوا وعندهم فرصة للخروج بحرية والذهاب لبعل فغور والزنى امامه ورفضوا هذا، وليس فرصة فقط بل امر بعزلهم ولكنهم رفضوا وأصروا يبقوا في المحلة المقدسة وليس يدنسوها فقط بل ينشروا الخطية أكثر. والقضاة لم يفعلوا شيء لان هؤلاء رؤساء. رغم ان الخطية لا يوجد فيها رئيس ومرؤوس.

ولكن واضح ان القضاة أيضا للأسف لم يفعلوا هذا او بحد اقصى عاقبوا ألف فقط ولكن ليس الرؤساء وسنفهم بل نتأكد من هذا في العدد التالي عندما نجد الرؤساء لا يزالوا موجودين. وبسبب تخاذل القضاة انتشرت الخطية أكثر فبدأ الرب يعاقب بنفسه عن طريق الوبأ وسنعرف هذا لا حقا وسنتأكد ان الخطية هذه كانت مثل السرطان تنتشر بسرعة.

المهم ان ما يؤكد ان القضاة لم يطردوا الرؤساء ولم يقتلوا الذين رفضوا الطرد بدليل ان الرؤساء لا يزالوا موجودين كما يخبرنا عدد 14

25 :6 وإذا رجل من بني اسرائيل جاء وقدم الى اخوته المديانية امام عيني موسى واعين كل جماعة بني اسرائيل وهم باكون لدى باب خيمة الاجتماع

هذا أحد الرؤساء (رئيس بيت) كما سيقول في عدد 14 الذين رفض القضاة طردهم بل ورفضوا ان يسمعوا كلام موسي ويقتلوهم بعد المحاكمة. وليس فقط زنى وعبد بعل فغور ولم ينفذ عليه حكم الطرد ولما أصر على العثرة لم ينفذ عليه حكم القتل بل وصل من الوقاحة انه أصر يفعل خطية الزنى في العلن في تحدي غاية في قلة الادب للرب يهوه امام خيمة الاجتماع امام عيني موسى وكل جماعة إسرائيل الذين قرروا ان يتوبوا ويبكوا على الخطية. أي الحكم يتدرج من طرد الرؤساء الى عقاب الرؤساء الذين يصروا على العثرة وحتى الان لم ينفذ القضاة أي عقاب.

تخيل قاضي حكم على انسان زاني وخائن بالطرد فرفض وعاند حكم القضاء الذي له قدسيته واراد نشر الزنى والخيانة أكثر فحكم عليه بالقتل فرفض وعاند بل أراد ان يزني في داخل قاعة المحكمة نفسها امام القاضي في تحدي للقضاء ومهابته. فتخيلوا كيف يعاقب مثل هذا؟

فسنعرف انه قرر يزني بها في القبة في منتهى التحدي

25 :7 فلما راى ذلك فينحاس بن العازار بن هرون الكاهن قام من وسط الجماعة واخذ رمحا بيده

25 :8 دخل وراء الرجل الاسرائيلي الى القبة وطعن كليهما الرجل الاسرائيلي والمرأة في بطنها فامتنع الوبأ عن بني اسرائيل

إذا فهمنا ان الذين حكم عليهم بالطرد ورفضوا ثم بالقتل ولم يطبق بل في تحدي سافر للرب كانوا ينشرون الخطية أكثر وأكثر وبسببهم الرب بدأ يعاقب بنفسه بالوبأ ولما عاقب فينحاس هذا الرئيس امتنع الوبأ

25 :9 وكان الذين ماتوا بالوبأ أربعة وعشرين الفا

وكما شرحت سابقا في موضوع

كم عدد الذين ماتوا في الوبأ من شعب اسرائيل؟ العدد 25: 9 و 1كورونثوس 10: 8

ان في يوم واحد ماتوا 23000 بالوبا وغالبا 1000 عاقبهم القضاة فقط او ماتوا بالوبأ في أيام أخرى.

25 :10 فكلم الرب موسى قائلا

25 :11 فينحاس بن العازار بن هرون الكاهن قد رد سخطي عن بني اسرائيل بكونه غار غيرتي في وسطهم حتى لم افن بني اسرائيل بغيرتي

هذه يؤكد انه ليس 24000 فقط أخطؤا بل اغلب شعب إسرائيل الذي كان 600,000 رجل بالإضافة الى النساء ومن هم اقل من 20 سنة واغلب شعب إسرائيل يستحق الفناء حسب الوصية ولكن من ندم وتاب وبكى امام خيمة الاجتماع كما في عدد 6 سامحه الرب ولم يعاقبه ولكن من عاند واستمر عوقب رغم انه كان يستطيع ان يغادر المحلة ويذهب لمؤاب او يذهب الى مكان اخر يعبد فيه بعل فغور ويزني. ومن يريد ان يستمر في المحلة المقدسة كان يجب عليه ان يتوب ولكن من يصر على العثرة عوقب. وحكم الطرد (او التعليق) لم ينفذ وحكم عقاب الرؤساء فقط لم يتم.

فمن كان سيخرج منهم ويمضي، ولن يرسل الله وراؤه سرية تقتله فهذا لم يحدث في الكتاب المقدس ولا مرة فليس الله من اساليبه لا الاغتيال ولا الاجبار فمن يريد ان يغادر شعب الله والمحلة المقدسة فليغادر. ولكن ان أصر ان يبقي على شره رغم إعلانات الرب ويصبح خلية سرطانية وعثرة هذا يعاقب بناموس العزل والحفظ والتطهير.

الرب عاقب على خطايا عظيمة فهم صنعوا خطايا حسب الوصايا العشرة التي استلموها يستحقوا عنها العقاب سواء قتل او رجم وهم قبلوا بإرادتهم الوصية ويعرفوا جيدا عقاب من يخالفها ودخلوا في عهد دم مع الرب. ولكن الرب لم يعاقب بالكامل من خالف ولكن كان رحيم جدا في عقابه فعاقب مصدر العثرة الشريرة فقط الذين بعد الموقف لم يتوبوا ولم يغادروا بل ازدادوا في خطيتهم وتحديهم للرب لكيلا يستمروا في عثرة الشعب ولكن لم يعاقب الذين اتبعوهم واخطؤوا.

فالرب في هذا الموقف كان عادل في تطبيق الوصية التي قبلوها مرتين وتعهدوا بتنفيذها وأيضا رحيم لأنه لم يقتل الذين اخطؤوا بل سامح الذين تابوا ولكن فقط عاقب بالوبأ الذين أصروا على عثرة الشعب ورفضوا ان يغادروا ولا ان يتوبوا ولا ان يخجلوا. رغم انهم يعرفون ان المحلة مقدسة وان الشعب باختياره قبل ان يدخل في عهد مع الرب.

25 :12 لذلك قل هانذا اعطيه ميثاقي ميثاق السلام

25 :13 فيكون له ولنسله من بعده ميثاق كهنوت أبدى لأجل انه غار لله وكفر عن بني اسرائيل

25 :14 وكان اسم الرجل الاسرائيلي المقتول الذي قتل مع المديانية زمري بن سالو رئيس بيت اب من الشمعونيين

25 :15 واسم المراة المديانية المقتولة كزبي بنت صور هو رئيس قبائل بيت اب في مديان

وهذا تأكيد ان الرؤساء لم يعاقبوا ولم يطردوا (تعبير يعلقوا) بل استمروا وأكثروا من فعل الخطية ونشرها وفي العثرة في تحدي معلن



المهم من كل هذا نعرف ان امر العدد الذي حوله الشبهة

25 :4 فقال الرب لموسى خذ جميع رؤوس الشعب وعلقهم للرب مقابل الشمس فيرتد حمو غضب الرب عن اسرائيل

هو أمر بان يؤخذ جميع رؤساء الشعب الذين قادوا الشعب في هذه الخطية ويطردوهم ويعزلوهم من الشعب من اجل الشعب في وضح النهار ولكن للأسف لم ينفذ الامر فانتشرت الخطية أكثر مثل السرطان فعالجها الرب بالوبأ الذي استأصل الخطأة الذين رفضوا التوبة والخروج لكيلا يفسد الشعب المقدس كله ولكن لم يعاقب أي من تاب او كان فعل الخطية لأنهم اغوه فاعثر وسقط فيها وتاب.

فالحقيقة هذا العدد على عكس ما يدعي المشككين هو يوضح ان الرب يلجأ للطرد أولا لكيلا تنتشر الخطية ولكن من يرفض ويصر على الإقامة في المحلة المقدسة بتحدي للرب ليدنسها هذا يعاقب بالوبأ او بغيره وهذا يطابق أسلوب الرب مع الشعوب الكنعانية التي الرب أنذرهم كثيرا واستخدم وسائل كثيرة لطردهم ومن رفض وعاند بعد كل الإنذارات بدا السيف. وكل هذا ليس شريعة عامة لكل زمان ومكان بل شريعة خاصة لشعب إسرائيل الذي في شريعة الحفظ في زمان خاصة هو حتى تقديم الذبيح في مكان خاص وهو المحلة المقدسة فقط

وفي النهاية من يصر ان الامر كان بتعليقهم فهذا لا يوجد أي ظلم فيه لأنهم يستحقون هذا حسب الشريعة التي قبلوها باختيارهم وهذا كان ارحم من ان يموت 24000 بسببهم بالوبأ الذين نشروا فيهم الخطية. ولكن انا مع ان الامر بطردهم كما قدمت من ادلة لغوية.

اكتفي بهذا القدر



والمجد لله دائما