«  الرجوع   طباعة  »

الجزء التاسع عشر من الرد على شبهات ادلة رفض اليهود ليسوع انه ليس المسيح ونبوة واعيد قضاتك إشعياء 1: 26



Holy_bible_1



الشبهة



يقولوا لأنه المسيح لم يعيد القضاة والمشيرين الى اورشليم ولم يجعلها مدينة العدل ويستشهدوا بأعداد مثل إشعياء 1: 26 واعيد قضاتك كما في الاول ومشيريك كما في البداءة بعد ذلك تدعين مدينة العدل القرية الامينة. فيقولوا إذا يسوع الناصري ليس هو المسيح



الرد



هذه الشبهة هي جزء من بقية شبهات يقولها اليهود ويرددها غير المسيحيين ليدعوا ان الرب يسوع ليس هو المسيح الذي انتظروه اليهود بدليل انه لم يتمم بعض النبوات المهمة التي ينتظروا تحقيقها متى جاء المسيح

في الاصحاح الأول من إشعياء بعد ان يعرف نفسه وزمن نبوته يبدأ مباشرة يوضح ان الرب سيحاكم شعبه وسيعاقب على كثرة الخطايا. ولكن لكيلا ييأس الانسان من التأنيب أيضا يذكر الرب تعزيات ونبوات عن مراحمه.

وهذا الاصحاح ينقسم الى

1. مقدمة السفر

 

[1].

2. استدعاء الطبيعة

 

[2].

3. استدعاء الحيوانات

 

[3].

4. وصف لحال الشعب

 

[4-9].

5. استدعاء القضاة

 

[10].

6. الاتهام: "العبادة الشكلية"

 

[11-15].

7. دعوة للتوبة

 

[16-20].

8. عتاب على الماضي

 

[21-23].

9. الرب الديَّان هو نفسه سيكون مخلص

 

[24-31].

سفر إشعياء 1

بعد ان عاتبهم ووضح خطاياهم وخطايا مشيريهم وقضاتهم ووضع انهم ان لم يتوبوا يعاقبوا يبدأ يتكلم عن الخلاص بعد التنقية وسنطبق كل عدد هل يصلح ان ينطبق على مسيا اليهود الملك الأرضي البشري المحارب ام الرب يسوع مسيح الله الظاهر في الجسد وملكه الروحي على القلوب

1 :24 لذلك يقول السيد رب الجنود عزيز اسرائيل اه اني استريح من خصمائي و انتقم من اعدائي

الرب هنا يتكلم انه سيقضي على الأعداء ويستريح من الخصماء. من هو الخصم الأول الذي يقف ضد خطط الرب لخلاص الانسان؟ حتى لو أنكر اليهود ولكن العدو الأول هو الشيطان وملائكته وهو الذي يسيطر على البشر الأشرار ويقودهم للشرور ومضايقة شعب الرب والابرار.

فلو كان الكلام بطريقة حرفية ان المسيا متى يأتي سيبيد الأعداء البشر ويعلن عليهم حرب ويحاربهم بسيفة وينتقم منهم. ما يتخيله اليهود هذا خطا لان هذه الطريقة لا تقضي ولا تقيد ولا تريح أبناء الرب من العدو الأصلي وهو الشيطان

رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 6: 12


فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ مَعَ الرُّؤَسَاءِ، مَعَ السَّلاَطِينِ، مَعَ وُلاَةِ الْعَالَمِ عَلَى ظُلْمَةِ هذَا الدَّهْرِ، مَعَ أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ.

فلو المسيا الذي ينتظره اليهود قاتل بشر فالشيطان قادر في اليوم التالي ان يغوي بشر اخرين ليصبحوا أعداء للمسيا وشعب الرب. اما لو الراحه الحقيقية هو حسب ما اعلن الكتاب المقدس بعهديه ان يقيد الشيطان

سفر هوشع 13: 14


«مِنْ يَدِ الْهَاوِيَةِ أَفْدِيهِمْ. مِنَ الْمَوْتِ أُخَلِّصُهُمْ. أَيْنَ أَوْبَاؤُكَ يَا مَوْتُ؟ أَيْنَ شَوْكَتُكِ يَا هَاوِيَةُ؟ تَخْتَفِي النَّدَامَةُ عَنْ عَيْنَيَّ».

ويعطي حماية لا بناؤه منه هذا بالفعل يعطي راحة لأبناء الرب.

فلهذا العدد الذي يتكلم عن الراحة والقضاء على الأعداء هو بالفعل تممه المسيح بمجيؤه وقيد الشيطان من قبل صليبه وحرر أسري الرجاء وأدخلهم الى الراحة في الفردوس وأعطى للأبرار الاحياء الحماية والفداء والخلاص. فبالفعل هذه إشارة لزمن المسيح وتحققت بالفعل بانتصار الرب يسوع المسيح على الشيطان واعوانه

مع ملاحظة شيء مهم ان المخلص الذي يقضى على الأعداء بنفسه هو يهوه ذاته ولقب بثلاث القاب في العدد السيد ادوناي رب الجنود عزيز (قدير) إسرائيل ونرى انها أولا تأكيد للاهوت المسيح فهو المخلص وهو ادوناي ورب الجنود والقدير وأيضا إشارة خفية عن الثالوث القدوس. فالآب غير المدرك ولا منظور (ادوناي يهوه = أنا هو)، والكلمة الذي تجسد ليقود المعركة ضد عدو الخير رب الجنود واهبا لجنوده كل نصرة روحية، والروح القدس القدير الذي يعمل في المؤمنين ليشكلهم على صورة المسيح فيجدوا لهم نصيبًا في حضن الآب

1 :25 و ارد يدي عليك و انقي زغلك كانه بالبورق و انزع كل قصديرك

لينقي الزغل واي شيء سيء والشر ينبع من القلب تكوين 6: 6 فيجب تنقية القلوب. هل المسيا بالمفهوم اليهودي القائد الحربي يستطيع ان ينزع كل انسان شرير؟ هل سيكون له القدر ان يغير كل قلوب البشر؟

لكن هذه النبوة تحققت بالفعل على يد الرب يسوع المسيح الذي أعطنا ان نولد من الماء والروح وبدل قلوبنا الحجرية بلحمية وخلع الانسان العتيق واعطانا ان نحيا به والفعل بروحه القدوس نقى الزغل من قلوب أبناؤه ونزع كل الشوائب

فهذا يؤكد انها أيضا إشارة عن الرب يسوع المسيح وانطبقت بكل دقة عليه

1 :26 واعيد قضاتك كما في الاول ومشيريك كما في البداءة بعد ذلك تدعين مدينة العدل القرية الامينة

نأتي الى العدد الذي يستشهد به رغم ان العدد في سياق بقية الاعداد يتضح انه لا يصلح على ملك ارضي

أولا كلمة واعيد في العبري واشيب ואשׁיבה وتعني أي to turn back سواء بمعنى تغيير او إزالة

ثانيا كلمة قضاتك شفاتيخ שׁפטיך هذه الكلمة تأتي بمعنى قضاتك وأيضا بمعنى احكامك أي الاحكام والدعاوى والدينونات التي عليك واستخدمت بهذا المعنى أكثر بكثير من معنى قاضي.

هل لو طبقناها على المسيح الملك الأرضي بالمفهوم اليهودي يستقيم المعنى؟ هل الملك الأرضي سيرجع القضاة والمشيرين؟ هؤلاء كان لهم دور في أيام موسى في الاحكام وبعدها في عصر القضاة ليحاربوا فهل يصلح ان يكونوا مع المسيح في حروبه الأرضية رغم انه بنفخة فمه يهلك الأعداء؟ لا يستقيم المعنى ولكن حدث بالفعل في زمن الرب يسوع المسيح

فالعدد يقول اغير او ازيل الاحكام التي عليك أي الاحكام التي كانت على البشر يغيرها فيبدل من حكم موتا تموت الى حياة ابدية ويعيد الى الحالة الأولى قبل حكم الموت. فهو بالفعل محى الصح

رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسي 2: 14


إِذْ مَحَا الصَّكَّ الَّذِي عَلَيْنَا فِي الْفَرَائِضِ، الَّذِي كَانَ ضِدًّا لَنَا، وَقَدْ رَفَعَهُ مِنَ الْوَسَطِ مُسَمِّرًا إِيَّاهُ بِالصَّلِيبِ،

وبالفعل اتفق مع اليهود الذين يقولوا ان هذا عن زمن المسيح فبالفعل الرب يسوع المسيح اقام 12 تلميذ يجلسون يدينون اسباط إسرائيل الاثني عشر

إنجيل لوقا 22: 30


لِتَأْكُلُوا وَتَشْرَبُوا عَلَى مَائِدَتِي فِي مَلَكُوتِي، وَتَجْلِسُوا عَلَى كَرَاسِيَّ تَدِينُونَ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ الاثْنَيْ عَشَرَ».

وبالفعل أيضا اقام مشيرين أشاروا الينا بالروحيات تلاميذه ورسله الذين حل عليهم الروح القدس وقاموا بخدمة التبشير وكل المشورات الروحية.

يرد لأورشليم أو للنفس البشرية لقبها: "مدينة العدل القرية الأمينة" [26]. إذ تصير الكنيسة - أورشليم الجديدة - مدينة الله - عامود الحق وقاعدته، العروس الأمينة لعريسها. تمتلئ بالمفديين التائبين الحاملين برّ المسيح فيهم، أما تاركوا الرب أو رافضوه فليس لهم موضع في الكنيسة الحقيقية ولا نصيب لهم في الكنيسة السماوية. لكن لا يوجد عدل على الأرض البشرية المليئة بالخطايا.

1 :27 صهيون تفدى بالحق و تائبوها بالبر

العدد لا يصلح على ملك ارضي لان الكلام عن الفداء.

ولكن هذا بالفعل انطبق على الرب يسوع المسيح الذي فدى كنيسته صهيون الجديدة والذي فداهوا هو الحق وهو الرب يسوع المسيح نفسه وهذا من ألقابه

إنجيل يوحنا 8: 32


وَتَعْرِفُونَ الْحَقَّ، وَالْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ».

إنجيل يوحنا 18: 37


فَقَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ: «أَفَأَنْتَ إِذًا مَلِكٌ؟» أَجَابَ يَسُوعُ: «أَنْتَ تَقُولُ: إِنِّي مَلِكٌ. لِهذَا قَدْ وُلِدْتُ أَنَا، وَلِهذَا قَدْ أَتَيْتُ إِلَى الْعَالَمِ لأَشْهَدَ لِلْحَقِّ. كُلُّ مَنْ هُوَ مِنَ الْحَقِّ يَسْمَعُ صَوْتِي».

ونلاحظ ان أورشليم اخذت 3 ألقاب: مدينة العدل، القرية الأمينة، صهيون تُفدى بالعدل

أي العدل والامن يتحقق بالفداء وليس بالأمور الأرضية لان في نهاية الأيام سيقولون سلام وامن وياتيهم الهلاك بغتة

رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل تسالونيكي 5: 3


لأَنَّهُ حِينَمَا يَقُولُونَ: «سَلاَمٌ وَأَمَانٌ»، حِينَئِذٍ يُفَاجِئُهُمْ هَلاَكٌ بَغْتَةً، كَالْمَخَاضِ لِلْحُبْلَى، فَلاَ يَنْجُونَ.

فالفداء هو الذي يحقق هذا وليس أي اتفاقية سلام ارضي

1 :28 و هلاك المذنبين و الخطاة يكون سواء و تاركو الرب يفنون

العدد هنا أيضا يؤكد ان المسيح يغلب بالفداء وليس بالحرب ومن لا يقبل فداؤه يفنى

ودُعى الأشرار بالقاب ثلاثة أيضًا: المذنبون، الخطاة، تاركو الرب

وهذا أيضا يؤكد ان المسيح حربه روحية على الخطية والخطاة وليس حرب مادية بشرية بالسيف كما يتخيل اليهود.

1 :29 لانهم يخجلون من اشجار البطم التي اشتهيتموها و تخزون من الجنات التي اخترتموها

1 :30 لانكم تصيرون كبطمة قد ذبل ورقها و كجنة ليس لها ماء

1 :31 و يصير القوي مشاقة و عمله شرارا فيحترقان كلاهما معا و ليس من يطفئ

ثم تكمل بقية النبوة بطريقة مؤكدة عن المسيح

من يدعي انها نبوة عن مسيح ملك ارضي بالمفهوم اليهودي الخطأ فكيف يفسر انه يكمل ان اليهود الذين يوجه لهم الكلام في زمن المسيح سيصيرون كبطمة ذبل ورقها؟

ولكنها انطبقت بدقة عن الرب يسوع المسيح لان اليهود الذين رفضوا المسيح ذبلوا كالبطمة وهذا حدث بالفعل سنة 70 ميلادية بمنتهى الدقة كما قالت النبوة



فالنبوة كما رأينا لا تصبح عن ملك ارضي ولكن حدثت وانطبقت بكل ابعادها عن الرب يسوع المسيح وفي زمان مجيؤه الأول هذا بالإضافة الى double fulfillment في زمن مجيؤه الثاني والأخير.

فالنبوة صحيحة وتحققت ولكن العيب في بعض اليهود الذين لم يؤمنوا ولم يفهموا النبوة حينما تحققت امام الجميع. وارادوا سلام مادي ولكن السلام الحقيقي تحقق بالسلام الروحي الداخلي وتم الخلاص والفداء بالفعل



فلو قلة من اليهود لم يفهموا النبوة جيدا بمستواها الروحي ولم يقروا عندما رؤها تتحقق امام اعينهم بهذا المعنى الحقيقي فهو خطأ منهم وليس عيب في النبوة الواضحة وانطبقت بالفعل على المسيح وكنيسته.





والمجد لله دائما