«  الرجوع   طباعة  »

الرد على ادعاء ان المسيح رفض تطويب العذراء في تعبير طوبي للبطن لوقا 11



Holy_bible_1



الشبهة



المسيح رفض ان امرأة تطوب امه في لوقا 11\ 27 وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ بِهذَا، رَفَعَتِ امْرَأَةٌ صَوْتَهَا مِنَ الْجَمْعِ وَقَالَتْ لَهُ: «طُوبَى لِلْبَطْنِ الَّذِي حَمَلَكَ وَالثَّدْيَيْنِ اللَّذَيْنِ رَضِعْتَهُمَا».28 أَمَّا هُوَ فَقَالَ: «بَلْ طُوبَى لِلَّذِينَ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللهِ وَيَحْفَظُونَهُ».

فهو أنكر ان تطوب امه مريم وقال ان التطويب للذين يسمعون كلام الله وهذا اشد من انه رفضه ان يخرج لها في متى 12\ 46 وَفِيمَا هُوَ يُكَلِّمُ الْجُمُوعَ إِذَا أُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ قَدْ وَقَفُوا خَارِجًا طَالِبِينَ أَنْ يُكَلِّمُوهُ. 47 فَقَالَ لَهُ وَاحِدٌ: «هُوَذَا أُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ وَاقِفُونَ خَارِجًا طَالِبِينَ أَنْ يُكَلِّمُوكَ». 48 فَأَجَابَ وَقَالَ لِلْقَائِلِ لَهُ: «مَنْ هِيَ أُمِّي وَمَنْ هُمْ إِخْوَتِي؟» 49 ثُمَّ مَدَّ يَدَهُ نَحْوَ تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ: «هَا أُمِّي وَإِخْوَتي. 50 لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي».

فماذا اظهر الكتاب ان المسيح جاحد لامه؟



الرد



في البداية موضوع أمك واخوتك خارجا شرحتها في ملف

الرد على شبهة ان المسيح كان جاحد على اسرته. متي 12: 47 و مرقس 3: 32 و لوقا 8: 20

ووضحت فيها ام الامر كان شبه خدعة من اقاربه الذين لم يكونوا يؤمنون به بل يريدوا ان يقبضوا عليه. ومريم العذراء غالبا أيضا كما وضحت بأدلة هي لم تكن معهم من الأساس.

ولكن في هذا الملف أركز فقط على موضوع تطويب هذه السيدة لمريم العذراء.

وفي البداية الإجابة باختصار المسيح لم يرفض على الاطلاق تطويب العذراء بل وضح انها يجب ان تطوب ليس على انها حملت به كام فقط بل على ايمانها وحفظها لما يقول وهذا ما أكده لوقا البشير في اول اصحاح من انجيله وعدة مرات لاحقا.

ولتأكيد ما أقول اشرح باختصار وببعض الأدلة

انجيل لوقا 11

11 :27 وفيما هو يتكلم بهذا رفعت امرأة صوتها من الجمع وقالت له طوبى للبطن الذي حملك والثديين اللذين رضعتهما

ما يقوله لوقا البشير هنا عن الموقف هو في الحقيقة يؤكد ما قاله نفس الانجيل انه سيحدث في

انجيل لوقا 1

1 :46 فقالت مريم تعظم نفسي الرب

1 :47 وتبتهج روحي بالله مخلصي

1 :48 لأنه نظر الى اتضاع امته فهوذا منذ الان جميع الاجيال تطوبني

فبالفعل هذه السيدة اكدت ان الأجيال جيل بعد جيل بداية من هذا الجيل بدأ يطوب السيدة العذراء.

مع ملاحظة ان هذه المرأة تطوب المرأة التي حملت المسيح في بطنها إذ أعجبت بأقواله. ونفهم أن ما قالته هو دقيق فهي لم تذكر أباه فهو بلا أب جسدي

11 :28 اما هو فقال بل طوبى للذين يسمعون كلام الله ويحفظونه

أولا المسيح لم ينفي تطويب العذراء ولم يقول لا تطوبي ولم ينتهر المرأة

مع ملاحظة انه البعض يفهم من لفظ بل انه يقدم بديل ولكن الحقيقة الكلمة في اليوناني هو مينوينجي وهو تأكيدي

G3304

μενοῦνγε

menoúnge; compound particle of affirmation or concession, from mén (G3303), indeed, and oún (G3767), but now, verily, therefore, and ge (G1065), an emphatic. Yes indeed, yes verily, found in composition (Luk_11:28; Rom_9:20; Rom_10:18; Php_3:8).

مينوينجي مركب من تأكيد مين وبالتأكيد واون ولكن الان ولهذا وجي تأكيد.

نعم بكل تأكيد، نعم مؤكد. ووجد في لوقا 11: 28 ....

فالكلمة تعني بكل تأكيد فالثلاث مقاطع الكلمة هذا معناهم.

وأيضا كلمة اما هي دي والتي تعني also أيضا

فالتعبير أصلا يقول

ايضا هو قال بكل تأكيد طوبى للذين يسمعون كلام الله ويحفظونه

وهذا ما جاء في ترجمة الكلمات اليوناني

And heG1473 G1161 said,G2036 Certainly G3304 blessedG3107 the onesG3588 hearingG191 theG3588 wordG3056 G3588 of GodG2316 andG2532 keepingG5442 it.G1473

وغيرها الكثير من الترجمات الانجليزي

(CLV) Yet He said, "Indeed then, happy are those who are hearing the word of God and maintaining it!"



(EMTV) But He said, "More than that, blessed are those who hear the word of God and keep it!"

وغيرهم الكثير

فالمسيح ليس فقط يؤكد على تطويبها بلا شك ولكن أيضا يطوبها على امر اهم من انها حملت به وارضعته فهو يوضح ان تطويبها يجب ان يكون على سماعها لكلام الله وحفظه وليس القرابة الجسدية.

(طوبى للذين يسمعون كلام الله ويحفظونه)

وانجيل لوقا من أكثر الاناجيل تؤكد ان السيدة العذراء كانت تحفظ ما يقوله ويفعله المسيح

على سبيل المثال

إنجيل لوقا 2: 19


وَأَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ تَحْفَظُ جَمِيعَ هذَا الْكَلاَمِ مُتَفَكِّرَةً بِهِ فِي قَلْبِهَا.


إنجيل لوقا 2: 51


ثُمَّ نَزَلَ مَعَهُمَا وَجَاءَ إِلَى النَّاصِرَةِ وَكَانَ خَاضِعًا لَهُمَا. وَكَانَتْ أُمُّهُ تَحْفَظُ جَمِيعَ هذِهِ الأُمُورِ فِي قَلْبِهَا.

وأيضا كما شرحت سابقا في ملف

هل مقدمة انجيل لوقا توضح انه غير موحي به

ولا احتاج ان اكرر ما قدمته بأدلة ولكن فقط باختصار

عندما قال

1: 2 كما سلمها الينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخداما للكلمة

كلمة سلمها اي لم يخبروا بها شفاهية فقط بل عاينوها أي عاشوها واختبروها وسلموها وهذا التسليم هو ما نسميه التقليد

ثم يقول الذين كانوا منذ البدء معاينين واول ترتيب زمني يشير اليه هو احداث ميلاد رب المجد فهو بعد هذا مباشره ثم قصة البشارة والميلاد. وهذه الاحداث هو تسلمها فهو عاين خدمة الرب ولكن هو لم يعاين ميلاد الرب ولا احداث الميلاد بل تسلم قصة الميلاد من الذين عاينوا

وكلمة معاينين اي شهود عيان رؤا بأعينهم وهو كتب تعبير طبي اوتوبسي اي اختبار عيني بتمحيص وفحص دقيق وهذه الكلمة الطبية لم تستخدم في العهد الجديد كله الا مره واحده في هذا العدد

فهو لا يتكلم فقط عمن رؤا بالعين وشاهدوا حياة الرب ولكن فحصوا فحص طبي دقيق جدا

لا يعني مجرد الرؤيا الجسدية، إذ كان كثيرون قد رأوا المسيح حسب الجسد ولم يدركوا شخصه ولا تمتعوا بعمله الخلاصي ولكن يعني الاختبار ومعرفه طبيه دقيقه والاختبار

فهو بوضوح يقصد بالطبع السيدة العذراء ام النور نفسها فهي التي كانت منذ البدء معاينه لكل الاحداث وتحفظها في قلبها قبل ان يبدأ الرب يسوع المسيح خدمته بل منذ البشارة والميلاد ولا يوجد شاهد عيان على احداث رب المجد منذ البداية غيرها

ويضيف تعبير خدام للكلمة وهنا في اليوناني الكلمة هو اللوغوس فهو يقصد المسيح والمسيح لم يأتي ليخدم بل ليخدم

إنجيل متى 20: 28


كَمَا أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ، وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ».

فهو لم يعين التلاميذ ليكونوا خدامه على الارض ولكن ليخدمهم ويعدهم للبشارة وهذا من تواضعه ومحبته

فهو يقصد من خدم المسيح نفسه اللوغوس منذ ميلاده وبالطبع هذا يؤكد انه يتكلم عن ام النور لأنها هي التي خدمت اللوغوس منذ بداية تجسده في احشائها وولادته حتى بلوغه واستمرت في خدمته حتى صلبه وبعدها قيامته وصعوده

وبعد فهم هذه المعاني اعتقد بتأمل بسيط للعدد نفهم انه يخبر ان ما سيقوله هو بإرشاد الروح القدس ولمن سيساله من اين عرفت قصة الميلاد وما بعدها هو يجيب من البداية انه تسلمها بنفسه من السيدة العذراء التي كانت تسمع كلام الله وتحفظه من بداية تجسده وحتى بعد صعوده.

وهكذا السيد المسيح أراد أن تكون التطويب العذراء ليس فقط لأنها امه بل ايضا بسبب تقواها وحفظها لكلامه من البداية في قلبها. والكلام ليس على السيدة الطوباوية العذراء لوحدها بل بالجمع لان فيه أيضا يحث كل المؤمنين ان يفعلوا مثلها وان يطوبوا مثلها بان يسمعون كلام الله ويحفظونه كما قيل (انْظُرُوا إِلَى نِهَايَةِ سِيرَتِهِمْ فَتَمَثَّلُوا بِإِيمَانِهِمْ عب 13: 7)

وهذا ما قاله الإباء

وكما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم أن القدِّيسة مريم قد تزكَّت بالأكثر بهذه الكلمات إذ حملته في نفسها كما حملته في جسدها. ويقول القديس أوغسطينوس: [اقترابها كأُم لا يفيد مريم لو لم تكن قد حملته في قلبها بطريقة طوباويَّة، أكثر من حملها إيّاه في جسدها

واكتفي بهذا القدر



والمجد لله دائما