«  الرجوع   طباعة  »

الرد على ادعاء ان الرب يقتل في وأطعمهم لحم بنيهم ارميا 19



Holy_bible_1



الشبهة



من اقوى نصوص القتل واوامر الإرهاب في الكتاب المقدس ما يقوله في

إرميا(19-9):" وأطعمهم لحم بنيهم ولحم بناتهم فيأكلون كل واحد لحم صاحبه في الحصار والضيق الذي يضايقهم به أعداؤهم وطالبوا نفوسهم"

اين إله الرحمة هذا



الرد



كالعادة المشككين يتكلموا بأعداد يقتطعونها من سياقها ويدعوا سواء بجهل او بتدليس انها أوامر بالقتل رغم ان هذا العدد على سبيل المثال مثل غيره الكثير من الاعداد هو نبوة عن عقاب شعب اسرائيل على خطاياهم بعد تحذيرهم وتوضيح ان حسب اختيارهم سيجنون اما راحة او اتعاب وليس امر بالقتل على الاطلاق ولا الرب سيقتل أحد بل الرب فقط يوضح ان الذين يصرون على رفضه فالرب يرفع حمايته عنهم لأنه لا يجبر أحد ومع هذا يخبرهم بنبوة لتحذيرهم بما سيحدث لهم. بل هذا الجزء هو نبوة هام عما سيحدث لليهود بعد صلبهم للمسيح في نبوة الفخاري وما سيفعل الرومان باليهود وقبله ما سيحدث لليهود اثناء الحصار الروماني. وندرس معا ما يقول ارميا النبي في هذا الجزء

سفر ارميا 19

الاصحاح السابق تكلم عن حقل الفخاري الذي نعرفه وهو النبوة الشهيرة مع زكريا عن يهوذا الاسخريوطي وهنا يكمل النبوة التي لها تطبيقين الأول وهو السبي الأول القادم لا محالة وما سيحدث من خراب وتدمير اورشليم والثاني هو الذي سيحدث بعد صلب المسيح من الحصار الروماني والخراب وتدمير اورشليم وتنقسم الى

1. رسالة أمام شيوخ الشعب وشيوخ الكهنة

 

[1].

2. خروجه إلى وادي ابن هنوم

 

[2].

3. رسالة صريحة عن خطاياهم

 

[3-5].

4. تأديبهم

 

[6-9].

5. كسر الابريق الخزفي

 

[10-13].

6. وقوفه في دار بيت الرب

 

[14-15].

ونقراء ما قال

19 :1 هكذا قال الرب اذهب و اشتر ابريق فخاري من خزف و خذ من شيوخ الشعب و من شيوخ الكهنة

19 :2 و اخرج الى وادي ابن هنوم الذي عند مدخل باب الفخار و ناد هناك بالكلمات التي اكلمك بها

19 :3 و قل اسمعوا كلمة الرب يا ملوك يهوذا و سكان اورشليم هكذا قال رب الجنود اله اسرائيل هانذا جالب على هذا الموضع شرا كل من سمع به تطن اذناه

هذا ينذر الرب الشعب من خلال ارميا النبي ويحذرهم مما سيحدث لهم لو استمروا في خطاياهم الصعبة ورجاستهم سيحدث لهم شرور كثيرة. فلو الرب يامر بالقتل لم يكن ينذر ويعطي فرصة للتوبة. بل الرب امر ارميا ان ينذر الشعب بطريقة تلفت نظر الكل من الملك للصغير

لم يكن أحد يتوقع أن يقف إرميا عند باب الفخار حيث تُلقى القمامة ليوجه الحديث إلى ملوك يهوذا مع سكان أورشليم، لأنه ما كان ملوك يهوذا يدخلون من هذا الباب... لكن اشتراكهم في سفك دم الأبرياء (2 مل 21: 16؛ 24: 4) وتقديم أطفالهم ذبائح بشرية للأوثان (2 مل 16: 3، 21: 6) جعلهم يُحصون مع الشعب الداخل في باب القاذورات ليسمعوا معهم كلمة توبيخ قاسية وانذار الرب.

بل ويؤكد انه لو استمروا في خطاياهم ستحدث أمور صعبة يصفها كل من سمع به تطن أذناه

ويبدأ يذكر خطاياهم التي جعلت الرب يتركهم ويرفع حمايته عنهم

19 :4 من اجل انهم تركوني و انكروا هذا الموضع و بخروا فيه لالهة اخرى لم يعرفوها هم و لا اباؤهم و لا ملوك يهوذا و ملاوا هذا الموضع من دم الازكياء

19 :5 و بنوا مرتفعات للبعل ليحرقوا اولادهم بالنار محرقات للبعل الذي لم اوص و لا تكلمت به و لا صعد على قلبي

هم رفضوا الرب وانكروا موضوعه المقدس واختاروا بدله الهة وثنية وسفكوا دم أبرياء بل واحرقوا أولادهم بالنار كتقدمات بشرية للبعل الامر الذي يحزن قلب الرب جدا

لذلك لو لم يتوبوا واكتمل ذمن خطيتهم يأتي العقاب الذي يخبر الرب به قبل حدوثه لكي يكونوا بلا عذر فهو سبق وانذرهم.

19 :6 لذلك ها ايام تاتي يقول الرب و لا يدعى بعد هذا الموضع توفة و لا وادي ابن هنوم بل وادي القتل

19 :7 و انقض مشورة يهوذا و اورشليم في هذا الموضع و اجعلهم يسقطون بالسيف امام اعدائهم و بيد طالبي نفوسهم و اجعل جثثهم اكلا لطيور السماء و لوحوش الارض

أي العقاب ان الرب يرفع حمايته عنهم لانهم رفضوا وبهذا يسقطون بالسيف امام اعدائهم الذين كان يحميهم الرب منهم.

19 :8 و اجعل هذه المدينة للدهش و الصفير كل عابر بها يدهش و يصفر من اجل كل ضرباتها

رغم ان الأعداء هم الذين سيخربون المدينة ولكن لانه بسماح من الرب الذي رفع حمايته لانهم اختاروا رفضه فينسب الفعل له بتعبير اجعل رغم انه لم يامر احد بتخريب المدينة هو فقط تركهم لاختيارهم.

19 :9 و اطعمهم لحم بنيهم و لحم بناتهم فياكلون كل واحد لحم صاحبه في الحصار و الضيق الذي يضايقهم به اعداؤهم و طالبو نفوسهم

وهنا بنفس المقياس اعداؤهم سيحاصرونهم بشدة وفي الحصار لا يجدوا شيء ياكلونه فياكلون ابناؤهم واصحابهم وهذا حدث مشابه له في وقت المجاعات (2 مل 6: 24-31). فالرب لن يامر ان يأكلوا ابناؤهم ولن يأمر أحد ان يفعل هذا فيهم ولكن ينسب هذا لان الرب رفع حمايته عنهم فيفعل المجاعة بهم هذا. وهذا حدث في السامرة في 587 ق م من حصار نبوخذ نصر وتمت النبوة التي كانت تحذيرية وأيضا حدث سنة 70 م عندما حاصرها الرومان

وهنا بعد ان فهمنا سياق الكلام ان من يرفض الرب هذا لن يفوز بحماية الرب فيتعرض لأتعاب من الأعداء واوبئة وغيره لغياب حماية الرب لهم

فعرفنا الان ان هذا ليس وصية بالقتل أصلا ولكن نبوة

وعرفنا أن الرب لن يبيد أحد بنفسه ولن يأمر أحد بالقتل ولكن وكما قلت رغم ان الرب لن يأمر أحد بان يحمل سيف ويهجم على الغير مؤمنين ولكن لأجل ان الرب سيسمح بذلك بغياب حمايته عن هؤلاء فينسب هذا العمل كما لو كان مسبب الرب رغم انه نتيجة سلبية لغياب حماية الرب.

فكما قلت لا هو امر بقتل أحد ولا ان الرب سيجهز جيش ويأمر بالقتل ولا غيره ولكن بسبب خطايا الغير مؤمنين الرب ابتعد عنهم ولا يحميهم فيصيبهم سيف الأعداء

فالكلام نبوة وانذار وليس امر



والمجد لله دائما