«  الرجوع   طباعة  »

هل الرب يأمر بالقتل في غيرتي عليك فيعاملونك بالسخط حزقيال 23



Holy_bible_1



الشبهة



من اقوى نصوص القتل واوامر الإرهاب في الكتاب المقدس ما يقوله في

حزقيال(23-25):" واجعل غيرتي عليك فيعاملونك بالسخط. يقطعون أنفك وأذنيك وبقيتك تسقط بالسيف. يأخذون بنيك وبناتك وتؤكل بقيتك بالنار"

اين إله الرحمة هذا



الرد



كالعادة المشككين يتكلموا بأعداد يقتطعونها من سياقها ويدعوا سواء بجهل او بتدليس انها أوامر بالقتل رغم ان هذا العدد على سبيل المثال مثل غيره الكثير من الاعداد هو تحذير لاورشليم من الشر الذي انتشر بها واقتراب الأعداء منها بسبب خطاياهم الكثيرة جدا بعد ان اكتمل زمن توبتهم ولم يتوبوا أي بعد تحذيرهم وتوضيح ان حسب اختيارهم سيجنون اما راحة او اتعاب وليس امر بالقتل على الاطلاق ولا الرب سيقتل أحد بل من يظلم الغريب واليتيم الرب سيرفع عنه حمايته فهذا الشخص يعرض للهجوم من الأعداء ولكن الرب لن يحميه لأنه لم يدافع عن الغريب ولا اليتيم

وندرس معا ما يقول حزقيال النبي في هذا الجزء

سفر حزقيال 23

الرب يكلم شعبه شعب اليهودية عن خيانتهم له ويشببهم بتركهم لله بعد ارتباطهم به وذهابهم وراء الهة شعوب اخري كزوجة تركت زوجها وخانته بالزني مع رجال اخرين ففي هذا الاصحاح الرب يكلم مدينتي اورشليم والسامرة بصيغة أختين دعاهما "أهولة وأهوليبة"، اللتين عشقتا الغرباء، وخانتا الله. فالكلام في هذا الاصحاح رمزي

1. خيانة أهولة (السامرة)

 

[1-10].

2. خيانة أهوليبة (أورشليم)

 

[11-21].

3. عقاب أهوليبة

 

[22-35].

4. خطاب ختامي للأختين

 

[36-49].

ونصل للجزء الذي يقوله حزقيال النبي

23 :23 بني بابل و كل الكلدانيين فقود و شوع و قوع و معهم كل بني اشور شبان شهوة ولاة و شحن كلهم رؤساء مركبات و شهراء كلهم راكبون الخيل

هنا يبدا الرب يخبر شعب اورشليم بان الذين اعتمدوا عليهم من الالهة الوثنية والشعوب الأخرى هم الذين سيهجمون عليهم وبخاصة انه لم ترتدع أورشليم بعد أن رأت بنفسها سبي السامرة أختها، بل زادت عنها في فسقها، فيحذرها الرب ان محبيها مثل بابل وكل الكلدانيين خاصة قبائل الحرب فقود وشوع وقوع وكل بني آشور هم الذين يهجمون عليها.

23 :24 فياتون عليك باسلحة مركبات وعجلات وبجماعة شعوب يقيمون عليك الترس والمجن والخوذة من حولك وأسلم لهم الحكم فيحكمون عليك باحكامهم

إذ أُعجب الشعب في صورة اورشليم بهذه القبائل كرجال حرب، ورؤساء مركبات ورفضت الرب فلهذا الرب رفع حمايته عنهم ولهذا لم يدافع عنهم عندما هاجمت بابل أورشليم وحطمت كل إمكانياتها وشوَّهت كل جمال فيها، إذ يقول الرب:

23 :25 واجعل غيرتي عليك فيعاملونك بالسخط يقطعون انفك و اذنيك و بقيتك تسقط بالسيف ياخذون بنيك و بناتك و تؤكل بقيتك بالنار

هنا انذار بما سيفعلونه لو استمر شعب اليهودية في عبادتهم الوثنية وخطاياهم الكثيرة واصرارهم على رفض الرب

إنهم يقطعون أنفها، أي ملكها الذي ينبغي أن يكون في مقدمتها له حاسة التمييز فيدرك الطريق الآمن ويميزه عن الطريق الخطر. فإذا أساء التصرف والتجأ إلى فرعون مصر ضد ملك بابل يقطعونه عن أورشليم. أما بالنسبة لنا فثمر الخطيئة هي فقداننا روح التمييز الذي به ندرك الحق ونرفض الباطل، فنحيا بلا تذوق للحق ولا إدراك للمعرفة.

أما قطع الأذنين فيشير إلى سبي الكهنة ومشيري الملك، الذين عوض أن ينصتوا للأنبياء الحقيقيين استمعوا للمشورات الشريرة الكاذبة، ودفعوا الشعب للهلاك. هكذا إذ نفتح آذاننا للمشورات الباطلة نفقد سماعنا لصوت الرب، كعالي الكاهن الذي لم يسمع نداء الله الذي سمعه الطفل صموئيل.

أما بقية أورشليم فتسقط بالسيف، إشارة إلى الشعب الذي يهلك بسبب هذه التصرفات ورفضه للرب الذي رفع حمايته عنهم. هذا يرمز إلى الجسد الذي يتدنس ويهلك بسبب حرماننا من نعمة التمييز وعدم سماعنا للصوت الإلهي.

أما حرق الأبناء والبنات في النار، فيتم باستخدامهم ذبائح بشرية للإله بيل أو ملوخ. هذه إشارة إلى تبديد الطاقات والمواهب التي كان يجب إن تقدم لمجد الله وبنيان النفوس، فتُستخدم لحساب الشيطان وتحطيم النفس وعثرة الآخرين.

كل هذا انذار لشعب اورشليم

فعرفنا الان ان هذا ليس وصية بالقتل أصلا ولكن نبوة تحذيرية

وعرفنا أن الرب لن يبيد أحد بنفسه ولن يأمر أحد بالقتل ولكن وكما قلت رغم ان الرب لن يأمر أحد بان يحمل سيف ويهجم على الغير مؤمنين ولكن لأجل ان الرب سيسمح بذلك بغياب حمايته عن هؤلاء فينسب هذا العمل كما لو كان مسبب الرب رغم انه نتيجة سلبية لغياب حماية الرب.

فكما قلت لا هو امر بقتل أحد ولا ان الرب سيجهز جيش ويأمر بالقتل ولا غيره ولكن بسبب خطايا الغير مؤمنين الرب ابتعد عنهم ولا يحميهم فيصيبهم سيف الأعداء

فالكلام تحذير وانذار وليس امر

هذا مثال واضح على عدم امانة المشككين فاقتطعوا عدد ليوحي بان الرب رجل إرهاب وسيف رغم ان هذا العدد يؤكد الرب من رحمته ينذر بما سيحدث من اتعاب قبل حدوثه



والمجد لله دائما