«  الرجوع   طباعة  »

هل اشعياء يشهد ان المسيح مخلوق؟ اشعياء 45: 8



Holy_bible_1

10\5\2018



الشبهة



سفر اشعياء

"آية (إش 45: : اُقْطُرِي أَيَّتُهَا السَّمَاوَاتُ مِنْ فَوْقُ، وَلْيُنْزِلُ الْجَوُّ بِرًّا. لِتَنْفَتِحِ الأَرْضُ فَيُثْمِرَ الْخَلاَصُ، وَلْتُنْبِتْ بِرًّا مَعًا. أَنَا الرَّبَّ قَدْ خَلَقْتُهُ."

اشعياء النبي يقول بأن المسيح" مخلوق



الرد



الحقيقة هذا العدد لا يتكلم عن طبيعة المسيح ولكن يتكلم عن الرب خالق كل شيء. بل لو اتفقنا ان العدد عن المسيح فيكون هو اعلان لاهوت المسح الخالق كل شيء

فالكلام هنا عن كورش ويوضح له انه لا يوجد الا إله واحد خالق كل شيء في زمن كان فارس تؤمن بالهين إله الخير واله الشر



سفر اشعياء 45

45 :1 هكذا يقول الرب لمسيحه لكورش الذي امسكت بيمينه لادوس امامه امما و احقاء ملوك احل لافتح امامه المصراعين و الابواب لا تغلق

أولا مؤكد من سياق الكلام ان المقصود بمسيح الرب هو كورش الذي سيتمم مسرة الرب في ارجاع شعب إسرائيل.

فالكلام يقوله اشعياء قبل أكثر من قرنين من مجيء كورش موضحا ان شخصيته وتوقيت مجيؤه وانتصاراته وقراراته ستكون بتدبير من الرب ولهذا تظهر كلمة "أنا" للرب 16 مرة في حديث الله مع كورش [1-7] و31 مرة في الأصحاح كله. وكأن الله يُريد تأكيد أن قيام كورش بسماح إلهي وأن غلبته هو وجيشه وتحطيم بابل كإناء خزفي لا يمكن إصلاحه هو من قبل الله نفسه.

ورغم ان كورش لا يعرف الرب الا ان الرب يدعوه مسيحه لانه سينفذ خطة الله نحو خلاص شعبه من السبي البابلي، ولأنه كان رمزًا للسيد المسيح مخلص العالم.

ونأتي للجزء المهم : مسيحه مقصود بها كورش إذا تعبير "الذي أمسكت بيمينه لأدوس أمامه أممًا وأحقاء ملوكٍ أحُلُّ". يقوم الله بدور الأب الذي يمسك بكورش كطفل له لكي يسير، وكأن الله هو الموجه له وسرّ قوته يسنده ليُحطم الشر. يعطيه النصرة في الحرب ضد الأمم فيدوسهم، لأفتح أمامه المصراعين، الأبواب لا تغلق". هكذا يتقدم الله أمام كورش مسيحه ليفتح أمامه الأبواب المغلقة ويقصد بها أبواب بابل الحصينة التي كانت شبه مستحيل ان تنفتح امام جيش ارضي مهاجم ولكنها تنهار قدامه ونجد ان هذا سيصلح مع سياق الكلام حسب الرأي التقليدي وبخاصة انه يتفق مع العدد السابق الذي وضح ان كورش يصنع مسرة الرب.

يستخدم كورش كرمز للمسيح

كانت العادة أن يدوس المنتصر على أعناق العظماء المأسورين، وأن يحل أحقاء ملوك أي يفقدهم قوتهم وعظمتهم، فقد اعتاد الملوك أن يلبسوا أحقاء ثمينة للغاية علامة عظمتهم وجبروتهم. وقد تحقق ذلك حرفيًّا عندما رأى بيلشاصَّر الملك أصابع يد إنسان تكتب على حائط القصر، "تغيرت هيئة الملك وافزعته أفكاره وانحلت خَرّز حقويه واصطكَّت ركبتاه" (دا 5: 6).

وكان كورش رمزًا للسيد المسيح في هذا الأمر الذي قيل عنه "الرب عن يمينك يحطم في يوم رجزه ملوكًا" (مز 110: 5) والملوك رمز للشياطين رؤساء العالم وملوك الوثنيين الذين اضطهدوا المسيحية لانهم خضعوا للشيطان. قيل عن كورش أن الرب أمسك بيمينه، وهنا يُقال عن الابن الكلمة "الرب عن يمينك"، والعجيب أنه قيل في نفس المزمور على لسان الآب "اجلس عن يميني" (مز 110: 1). كأن الابن عن يمين الآب (مز 110: 1) والآب عن يمين الابن (مز 110: 5) .... لأنه لا يعني باليمين وضعًا مكانيًا أو اتجاهًا معينًا إنما هو رمز للقوة الإلهية، وعلامة الاتحاد وعدم الانفصال، إذ هما واحد في اللاهوت وواحد في القوة.

وكما حطم كوش ملوكًا هكذا حطم السيد المسيح الملوك الجاحدين والمقاومين للحق اجناد الشر الروحية، فقد قيل: "يحطم في يوم رجزه ملوكًا" (مز 110: 5).

45 :2 انا اسير قدامك و الهضاب امهد اكسر مصراعي النحاس و مغاليق الحديد اقصف

الهضاب = هضاب الصعوبات وأيضا رمز للأمم الصغيرة. المصراعين = ذكر التاريخ أنه كان لبابل 100 باب نحاس مغاليقها من الحديد والرب كسر المصاريع النحاس والمغاليق الحديد وانفتحت امام جيش كورش

ونحن في المسيح تنفتح أمامنا الأبواب الأبدية لنحيا للأبد في السماء، وأمام المسيح انفتحت أبواب الجحيم ليخرج الأبرار (مز 24: 7- 10).

ويكمل سياق الكلام مؤكدا ان لمسيحه هو عن كورش

45 :3 و اعطيك ذخائر الظلمة و كنوز المخابئ لكي تعرف اني انا الرب الذي يدعوك باسمك اله اسرائيل

ذخائر الظلمة = اعتاد الملوك إخفاء كنوزهم حتى لا يأخذها أحد من الأعداء. وكان البابليون قد كنزوا كثيرًا من ثروات الشعوب، وقد أخذ كورش كل شيء منهم، كأن الله أعطاه ثمنًا لتحرير شعبه.

وذخائر الظلمة هم البشر الذين كانوا في ظلمة الخطية والعبودية قبل المسيح، وحررهم المسيح، وهم لهم قيمة ثمينة جدًا عند الله = ذخائر.

والرب يعرف كورش ان الاله الحقيقي الذي قاده في كل هذا هو إله إسرائيل وفعل هذا لأجل شعبه

45 :4 لاجل عبدي يعقوب واسرائيل مختاري دعوتك باسمك لقبتك و انت لست تعرفني

فالرب فعل كل هذا له رغم ان كورش لا يعبد الرب فقط لأجل شعبه إسرائيل وهنا اخر إشارة لمسيحه كورح الذي يرمز للرب يسوع المسيح المخلص الحقيق لعبد الرب يعقوب.

ومن هنا يتوقف الكلام عن مسيحه كورش رمز المسيح ويبدأ فقط الكلام التأكيدي ان لا يوجد الاهين ولكن اله واحد فقط

45 :5 انا الرب و ليس اخر لا اله سواي نطقتك و انت لم تعرفني

هنا الرب يؤكد انه الاله الوحيد ولا يوجد إله غيره وهو خالق البشر والذي اعطاهم النطق والمعرفة ورغم هذا ابتعدوا عنه.

فاكرر الكلام عن مسيحه كورش انتهى في الاعداد السابقة

45 :6 لكي يعلموا من مشرق الشمس و من مغربها ان ليس غيري انا الرب و ليس اخر

يستمر في تأكيد هذا انه الرب وليس اخر سواه

45 :7 مصور النور و خالق الظلمة صانع السلام و خالق الشر انا الرب صانع كل هذه

لكلام موجه الي الفرس الذي كان عنده عقيدة عبادة الاهين الخير والشر وهذا ما يريد الرب ان ينفيه

خالق الشر = فبعض الأمم الوثنية ومنهم الفرس كان لهم إيمان بأن هناك إلهين اله للخير وإله للشر. والمعنى هنا أنه ليس سوى إله واحد والشر هو بسماح منه. والله لا يتسبب في الشر أو الخطية، فالخطية هي عدم القدرة أو فشل الإنسان في أن يحيا في بر، فالسرقة هي فشل الإنسان أن يحيا أميناً. ولكن الشر المقصود هنا هو ما يحسبه الإنسان شراًُ مثل الحروب والأمراض والموت، وهذه يسمح بها الله وهدفها اما التأديب او التذكية. وكلمة شر هنا جاءت ليست بمعنى خطية ولكن الأثار التي تسببها الخطية من حزن وضيق وآلام. هذه الأثار هي نتيجة الخطية ولكن الله بمحبته حول هذه الآلام للتأديب للخلاص.

وأكرر الكلام ليس عن مسيحه كورش بل الرب يؤكد انه الاله الوحيد

45 :8 اقطري ايتها السماوات من فوق ولينزل الجو برا لتنفتح الارض فيثمر الخلاص ولتنبت برا معا انا الرب قد خلقته

واتي الى العدد المستشهد به الذي فهمنا انه لا علاقة له لا بمسيحه كورش ولا بالذي يرمز له كورش.

هنا الرب يكمل انه هو الاله الوحيد خالق كل شيء لوحده وليس إله اخر معه.

فيقول اقطري ايتها السماوات وينزل بزرا ويثمر الخلاص وينبت بر. ثم يشرح من خلق هذا الخلاص والبر الذي أنبت فالإجابة انا الرب قد خلقته.

فكيف يفترض أحدا ان هذا على الرب يسوع المسيح؟

تأكيد هذا ان الكلمة لغويا في تعبير خلقته براخيو בראתי هي للغائب بعد الخلاص والبر ولهذا كل التراجم تقريبا بمختلف مدارسها كتبت created it لغير العاقل

وفقط امثلة

(KJV) Drop down, ye heavens, from above, and let the skies pour down righteousness: let the earth open, and let them bring forth salvation, and let righteousness spring up together; I the LORD have created it.

(ESV) "Shower, O heavens, from above,

and let the clouds rain down righteousness;

let the earth open, that salvation and righteousness may bear fruit;

let the earth cause them both to sprout;

I the LORD have created it.

(NET.) O sky, rain down from above! Let the clouds send down showers of deliverance! Let the earth absorb it so salvation may grow, and deliverance may sprout up along with it. I, the Lord, create it.

(NIV) You heavens above, rain down righteousness; let the clouds shower it down. Let the earth open wide, let salvation spring up, let righteousness grow with it; I, the LORD, have created it.

(NRSV) Shower, O heavens, from above, and let the skies rain down righteousness; let the earth open, that salvation may spring up, and let it cause righteousness to sprout up also; I the LORD have created it.

(RV) Drop down, ye heavens, from above, and let the skies pour down righteousness: let the earth open, that they may bring forth salvation, and let her cause righteousness to spring up together; I the LORD have created it.

وحتى ترجمة اليهود

(JPS) Drop down, ye heavens, from above, and let the skies pour down righteousness; let the earth open, that they may bring forth salvation, and let her cause righteousness to spring up together; I the LORD have created it.

والبشيتا شرحت ان المقصود هذه الأشياء

(Lamsa) Drop down, O heavens, from above, and let the clouds pour down righteousness; let the earth open and let salvation be multiplied and let righteousness spring up; I the LORD have created these things.

بل شرحت نت بايبل يشرح ان الضمير هنا المفعول له لغير العاقل يشير الى يشع ישׁע أي الخلاص

20 tn The masculine singular pronominal suffix probably refers back to ישׁע, "salvation."

وهذا ما اجمع عليه المفسرين ان خلقته تعود على الخلاص

ولكن الترجوم اليهودي فسرها عن القيامة

"let the heavens from above minister, and the clouds flow with good; let the earth open, and the dead revive; and let righteousness be revealed together; I the Lord have created them.''

فاعتقد تأكدنا تماما ان الكلام عن ثمر الخلاص والبر الذي أنبت ان الذي خلق هذا هو الرب.

ورغم تأكدنا من هذا من سياق الكلام ولغويا.

ورغم هذا حتى لو تماشينا جدلا مع هاؤلاء المشككين بطريقة مخالفة لسياق الكلام ولغويا وتنازلنا ان الكلام عن شخص فمن الشخص المذكور هنا؟ هو كورش. فمن الذي خلق كورش اليس الرب؟ وهل كون الرب خلق كورش يلغي رمزية كورش للمسيح؟ وهل كون كورش مخلوق وهو يرمز للمسيح هذا يجعل المسيح مخلوق؟ أي منطق هذا؟ وهل هذا يعقل؟

بالطبع لا لان رجال كثيرين في العهد القديم الذين يرمزون في مواقف في حياته للمسيح مثل إسحاق وداود وغيره كلهم خلقهم الرب وهذا لا يمنع كونهم يرمزوا للمسيح في هذه المواقف

فلا يوجد فيه أي خطأ حتى لو تماشينا عن ان الكلام عن كورش ولكن كما وضحت جليا الكلام في هذا العدد ليس عن كورش ولكن عن الخلاص. وان خالق كل شيء بما فيه الخلاص هو الرب فقط وليس اخر



والمجد لله دائما