«  الرجوع   طباعة  »

هل ارميا عندما قال في الشهر التاسع انهم نادوا لصوم امام الرب هو نبوة عن صيام رمضان؟



Holy_bible_1

9/5/2019



الشبهة



نبوة عن صيام رمضان في الكتاب المقدس وهذا في إرميا ٣٦:‏٩ ، فِي ‍الشَّهْرِ التَّاسِعِ، أَنَّهُمْ نَادَوْا لِصَوْمٍ أَمَامَ الرَّبِّ،

وواضح انها نبوة عن شهر رمضان لأنه الشهر التاسع القمري.



الرد



واضح ان هذا الفكر خطأ تماما لعدة أسباب وأقدمها في سياق كلام ولكن باختصار فارميا لا يقول نبوة أصلا وأيضا الصوم هذا لم يكن صوم شهر وأيضا اختلاف السنة اليهودية عن الإسلامية

فما يتكلم عنه ارميا

سفر ارميا 36

هذا الاصحاح عن درج ارميا (أي رسالة ارميا) وهي التي املاها بإرشاد الروح القدس على باروخ النبي لتحذير الشعب والملك يهوياقيم وتنبيه ان نبوخذنصر قادم بعد ان هزم جيش مصر في كركميش كانت يهوذا في صف مصر شكليًا، لكن عمليًا لم يكن ممكنًا لمصر أن تسيطر على يهوذا. وكان يلزم ليهوذا أن تحدد موقفها من الصراع بين بابل ومصر. ولكن ارميا وضح لهم ان الخلاص هو بالتوبة والتضرع للرب لان الرب قرر ان يترك هذا الشعب يسبى على يد بابل. لم يحتمل الملك كلمة الرب، وعوض التوبة أحرق الدرج، وطلب قتل النبي وكاتبه اي إنه لم يطق كلمة الرب ولا الناطق بها.

عاد فكتب إرميا ما كان بالدرج الأول وزاد عليه ما لم يكن مكتوبًا بارشاد الروح القدس.

وفي عدد 1 – 7 يتكلم عن ان ارميا أملى الرسالة ومن عدد 8 الى 10 بعض افراد الشعب لما سمع كلام ارميا نادوا بصوم لينجوا من السبي وبعض الشعب قبل ولكن الرؤساء يكملوا في ضلالهم فمن عدد 11-19 قراءة الرسالة للرؤساء ومن عدد 20-26 قصة حرق الدرج الأول ثم من 27-32 كتابة الرسالة الأطول

36 :1 و كان في السنة الرابعة ليهوياقيم بن يوشيا ملك يهوذا ان هذه الكلمة صارت الى ارميا من قبل الرب قائلة

أي الكلام في السنة الرابعة للملك يهوياقيم الشرير

36 :2 خذ لنفسك درج سفر و اكتب فيه كل الكلام الذي كلمتك به على اسرائيل و على يهوذا و على كل الشعوب من اليوم الذي كلمتك فيه من ايام يوشيا الى هذا اليوم

36 :3 لعل بيت يهوذا يسمعون كل الشر الذي انا مفكر ان اصنعه بهم فيرجعوا كل واحد عن طريقه الرديء فاغفر ذنبهم و خطيتهم

الهدف ان الرب يريدهم ان يتوبوا فيغفر لهم ويحميهم من السبي القادم على يد بابل

36 :4 فدعا ارميا باروخ بي نيريا فكتب باروخ عن فم ارميا كل كلام الرب الذي كلمه به في درج السفر

36 :5 و اوصى ارميا باروخ قائلا انا محبوس لا اقدر ان ادخل بيت الرب

36 :6 فادخل انت و اقرا في الدرج الذي كتبت عن فمي كل كلام الرب في اذان الشعب في بيت الرب في يوم الصوم و اقراه ايضا في اذان كل يهوذا القادمين من مدنهم

يوم الصوم المقصود هنا وهو يوم كيبور أي يوم الكفارة الذي هو في اليوم العاشر من الشهر السابع وهو يوم التوبة العامة

36 :7 لعل تضرعهم يقع امام الرب فيرجعوا كل واحد عن طريقه الرديء لانه عظيم الغضب و الغيظ اللذان تكلم بهما الرب على هذا الشعب

36 :8 ففعل باروخ بن نيريا حسب كل ما اوصاه به ارميا النبي بقراءته في السفر كلام الرب في بيت الرب

باروخ النبي نفذ ما طلبه منه ارميا النبي ولكن لم يقرأ الدرج او رسالة ارميا مرة بل كررها عدة مرات لهذا في العدد التالي يقول

36 :9 و كان في السنة الخامسة ليهوياقيم بن يوشيا ملك يهوذا في الشهر التاسع انهم نادوا لصوم امام الرب كل الشعب في اورشليم و كل الشعب القادمين من مدن يهوذا الى اورشليم

باروخ بدأ يقرأ رسالة ارميا التحذيرية والتي تدعوا للتوبة من اول يوم الكفارة في الشهر السابع في السنة الرابعة واستمر حتى السنة الخامسة الشهر التاسع أي سنة وشهرين وهو يكرر في قراءة رسالة ارميا على مسامع الشعب. ولكن يحسبها بعض المفسرين مثل جيل ان الشهر التاسع لو من اول السنة القمرية وان ملك يواقيم بدأ بعد عيد الكفارة حسب التقليد اليهودي فيكون في عيد الكفارة في الشهر السابع هو في نهاية السنة الرابعة ليهوياقيم وشهر 9 هو في بدايات السنة الخامسة لحكمه أي بعد عيد الكفارة الأول بشهرين من اول قراءة وليس سنة وشهرين. ارميا كان يريدهم ان يتوبوا في عيد الكفارة الذي فيه صوم ولكن هم لم يسمعوا بل استمروا شهرين لا يستجيبوا لرسالة ارميا الا ان البعض بعد شهرين عندما سمع عن هجوم بابل على مدينة اشقلون ونهبها واخربها وهذا ما يوازي بداية شهر ديسمبر 604 ق م

واتي الى الجزء المهم. من الذي نادى بالصوم؟

العدد يقول انهم نادو بصوم קראו צום كارو تزوم أي هم بالجمع أي بعض من الشعب وليس ارميا فارميا طلب منهم ان يتوبوا اثناء صومهم في عيد الكفارة. ولكن هم لم يسمعوا حتى سمعوا عن خراب اشقلون فنادوا بصوم في ميعاد خطأ بعدها بشهرين.

فهي أصلا ليست نبوة ولا حتى الذي نادى بهذا هو ارميا بل هو خطأ من الشعب وجاء صوم متأخر شهرين عما طلب منهم ارميا. فاين النبوة في هذا؟

ثانيا لم ينادوا بصوم لمدة شهر بل نادوا بصوم لفترة قليلة كتوبة مثل يوم الكفارة أي بالنظام اليهودي نهاية يوم ويوم وبداية يوم ثالث ليعتبر صوم ثلاث أيام.

ثالثا العدد لا يقول في بداية الشهر التاسع بل يقول ان بداية النداء بالصوم كان في الشهر التاسع أي الشهر بدا بالفعل.

رابعا للأسف لم يكن صيام حقيقي يعبر عن التوبة كان صوماً ظاهرياً ولكن القلب كان مبتعداً بعيداً

ولكن يأتي بعد هذا ما يوضح ان الرؤساء استمروا في شرهم

36 :10 فقرا باروخ في السفر كلام ارميا في بيت الرب في مخدع جمريا بن شافان الكاتب في الدار العليا في مدخل باب بيت الرب الجديد في اذان كل الشعب

36 :11 فلما سمع ميخايا بن جمريا بن شافان كل كلام الرب من السفر

36 :12 نزل الى بيت الملك الى مخدع الكاتب و اذا كل الرؤساء جلوس هناك اليشاماع الكاتب و دلايا بن شمعيا و الناثان بن عكبور و جمريا بن شافان و صدقيا بن حننيا و كل الرؤساء

36 :13 و اخبرهم ميخايا بكل الكلام الذي سمعه عندما قرا باروخ السفر في اذان الشعب

36 :14 فارسل كل الرؤساء الى باروخ يهودي بن نثنيا بن شلميا بن كوشي قائلين الدرج الذي قرات فيه في اذان الشعب خذه بيدك و تعال فاخذ باروخ بن نيريا الدرج بيده و اتى اليهم

36 :15 فقالوا له اجلس و اقراه في اذاننا فقرا باروخ في اذانهم

36 :16 فكان لما سمعوا كل الكلام انهم خافوا ناظرين بعضهم الى بعض و قالوا لباروخ اخبارا نخبر الملك بكل هذا الكلام

36 :17 ثم سالوا باروخ قائلين اخبرنا كيف كتبت كل هذا الكلام عن فمه

36 :18 فقال لهم باروخ بفمه كان يقرا لي كل هذا الكلام و انا كنت اكتب في السفر بالحبر

36 :19 فقال الرؤساء لباروخ اذهب و اختبئ انت و ارميا و لا يعلم انسان اين انتما

36 :20 ثم دخلوا الى الملك الى الدار و اودعوا الدرج في مخدع اليشاماع الكاتب و اخبروا في اذني الملك بكل الكلام

36 :21 فارسل الملك يهودي لياخذ الدرج فاخذه من مخدع اليشاماع الكاتب و قراه يهودي في اذني الملك و في اذان كل الرؤساء الواقفين لدى الملك

36 :22 و كان الملك جالسا في بيت الشتاء في الشهر التاسع و الكانون قدامه متقد

36 :23 و كان لما قرا يهودي ثلاثة شطور او اربعة انه شقه بمبراة الكاتب و القاه الى النار التي في الكانون حتى فني كل الدرج في النار التي في الكانون

36 :24 و لم يخف الملك و لا كل عبيده السامعين كل هذا الكلام و لا شققوا ثيابهم

36 :25 و لكن الناثان و دلايا و جمريا ترجوا الملك ان لا يحرق الدرج فلم يسمع لهم

36 :26 بل امر الملك يرحمئيل ابن الملك و سرايا بن عزرئيل و شلميا بن عبدئيل ان يقبضوا على باروخ الكاتب و ارميا النبي و لكن الرب خباهما

أي لم يكن لا نبوة ولم يكن شهر بل لم يبدا من اول الشهر بل حتى لم يلتزموا بالصيام



أخيرا السنة اليهودية تختلف تماما عن السنة الإسلامية

فالسنة اليهودية هي ليست قمرية فقط بل قمرية شمسية وفيها الشهر التاسع وهو كسليف باستمرار يأتي في النصف الثاني من نوفمبر والنصف الأول من ديسمبر من كل سنة ولكن شهر رمضان الإسلامي متغير كل سنة كما نعرف جيدا.

السنة اليهودية محددة من دورة 19 سنة بها 7 سنين كبيسة وهم 3 و6 و8 و11 و14 و17 و19 وبها 12 بسيطة وهم الباقي ومحدد متى يضاف ادار الثاني

فهو أصلا لا يساوي الشهر التاسع الإسلامي

فبعد كل هذا من يقول ان هذا العدد الذي قاله بعض الشعر الخطاة في وقت خطأ أصلا انه عن رمضان هو جانبه الصواب تماما.



والمجد لله دائما