«  الرجوع   طباعة  »

هل السبعينية ترجمة تفسيرية ام خطأ تماما بدليل ارميا 16، 7



Holy_bible_1

18/7/2019



الشبهة



أحد المحاولات لتخطيء العهد الجديد كانت محاولة اثبات ان السبعينية خطا. ونعرف ان بها اختلافات عن النص العبري الماسوريتك وشرح العلماء هذا لأنها ترجمة تفسيرية. ولكن محاولتهم اثبات انها خطأ وليست تفسيرية ولأنها استشهد بها أحيانا كتاب اسفار العهد الجديد إذا هم مخطئين ان يستشهدوا بترجمة خطأ وهذا ضد ان يكون كلامهم وحي الهي. والنص في ملف اليوم هو [الفانديــك][ارميا 16 7]-[ولا يكسرون خبزا في المناحة ليعزوهم عن ميت ولا يسقونهم كاس التعزية عن اب او ام.] ولكن المشتركة نقلت من السبعينية [العربية المشتركة][ارميا 16 7]-[ ولا يكسر الناس خبزا في المناحة لأهل الميت، ويسقونهم كأس السلوان عن أب أو أم. ] فيقولوا هذا ليس تفسير بل هذا تناقض أي السبعينية خطا.



الرد



باختصار في البداية: الحقيقة ما يقوله المشككين خطأ تماما لان السبعينية أصلا لم تقل ويسقونهم بل هي مثل النص العبري تماما وقالت لولا يسقونهم. فاصلا كل اعتماد المشكك في بناء شبهته خطا وشبهته انتهت تماما واتضح كيف انه اما لا يعرف فلا يجب ان يتكلم بدون علم او يعرف فيكون غير امين بالمرة.

فأكرر بعض ما قلته سابقا عن السبعينية ثم أقدم ادلة عما قدمت باختصار

أولا مقدمة مختصرة عن السبعينية

الترجمة السبعينية لا تتعدى مستوى ترجمة فقط أي عمل بشري غير معصوم ولكن الترجمة السبعينية هي غاية في الأهمية وهذا لعدة اسباب

1 أقدم ترجمه للعهد القديم توضح ليس فقط نص العهد القديم وتشهد على اصالته بل ايضا توضح المفهوم اليهودي في شرحهم بعض الاعداد عن طريق بعض الاضافات التفسيرية الهامة لفهم الفكر اليهودي قبل الميلاد

2 هي أقدم ترجمة على الاطلاق في تاريخ البشرية لعمل ضخم مثل العهد القديم فهي ليست هامه فقط للمسيحيين بل هامة للثقافة البشرية كلها لأنها مرحلة من مراحل التاريخ البشري وبخاصه علم الترجمة الذي لم يكن نشأ بعد

3 هي ترجمه اعتمد عليها كل اليهود قبل الميلاد وايضا قبل انتشار الايمان المسيحي وبخاصة كل من يهود الشتات الذين يتكلموا اليونانية وأيضا في اليهودية والجليل

4 هي ترجمه اعتمد عليها أحيانا لشرح مقصد النص العبري الاصلي كتبة اسفار العهد الجديد

5 هي ترجمه اقتبس منها الرب يسوع المسيح نفسه، بالطبع مع اقتباسه من النص العبري الأصلي واقتبس منها ليوضح مفهوم اليهود سواء للاستشهاد به او لتصحيح المفاهيم الخطأ.

6 هي ترجمه استخدمها الاباء في كل مكان بالبشارة بمسيح النبوات ليهود الشتات الذين يتكلمون اليونانية مؤكدين ان يسوع هو المسيح سواء حسب نص العهد القديم وأيضا حسب المفهوم اليهودي الذي موجود في السبعينية.

7 هي ترجمه دار حولها صراع طويل بين اليهود والمسيحيين في نهاية القرن الاول الميلادي والثاني وما بعده وهي حقبه تاريخيه لا يمكن يتجاهلها اي باحث

8 هذه الترجمة كما قلت التي توضح المفهوم اليهودي في بعض اعداد العهد القديم من قبل الميلاد أيضا هي مثل الترجوم الذي يحتاجه اليهود حتى الان في الفهم.

وغيرها الكثير من الامور الهامة التي تدور حول السبعينية.

ولكن اكرر وحتى السبعينية رغم روعتها واهميتها كما وضحت سابقا فهي ايضا ترجمه للأصل العبري وهو الاصل الذي وحيه معصوم من الخطأ ولكن هي فقط تظهر المفهوم من قبل الميلاد لان هي في بعض الأجزاء تفسيرية.

الترجمة السبعينية هي ترجمة للعهد القديم واسمها السبعينية لانه قام بها سبعين شيخ يهودي واسمها الإنجليزي Septuagint من الكلمة اللاتيني septuaginta التي تعني سبعين وتأخذ رمز LXX وهو الرقم 70 في اللاتيني

الترجمة السبعينية هي ترجمة بدأت سنة 282 ق م كما أخبرنا الكثيرين ومنهم يوسيفوس نقلا عن مصادر يهودية من قبل الميلاد وتقريبا بين 285 الى 247 ق م

The Pentateuch was translated at the time of Philadelphus, the second Ptolemy (285–247 B.C.[E.])""Bible Translations – The Septuagint". JewishEncyclopedia.com. Retrieved 29 October 2012

وتكلمت في ملفات سابقة تاريخها بشيء من التفصيل ووضحت بأدلة ان في أجزاء كثيرة تفسيرية

انواع التراجم كما قلت سابقا ثلاث انواع.

  1. لفظية او الحرفية: التي يهتم فيها المترجم بدقة اللفظ دون مراعاة وضوح المعنى للفروق اللغوية بين اللغات.

  2. التفسيرية او المتحررة التي يهتم فيها المترجم بالشرح لتوضيح المعني دون الالتزام باللفظ.

  3. الديناميكية: التي يهتم فيها المترجم بشرح المعنى وتوضيحه مع الالتزام باللفظ على قدر الامكان وهي نوع يستلزم مجهود كبير من المترجم ووقت طويل.

وفي حالة الترجمة السبعينية لكثرة عدد المترجمين الذين اشتركوا فيها تنوع بها الثلاث انواع ولكن احيانا كثيرة تميل الى النوع التفسيري أي المتحرر لضيق الوقت وايضا لتوضيح المعنى.



ثانيا تأكيد ان السبعينية تتفق مع العدد العبري

ولا يكسرون خبزا في المناحة ليعزوهم عن ميت ولا يسقونهم كأس التعزية عن أب أو أم.

العبري يقول

(WLC) וְלֹֽא־יִפְרְס֥וּ לָהֶ֛ם עַל־אֵ֖בֶל לְנַחֲמֹ֣ו עַל־מֵ֑ת וְלֹֽא־יַשְׁק֤וּ אֹותָם֙ כֹּ֣וס תַּנְחוּמִ֔ים עַל־אָבִ֖יו וְעַל־אִמֹּֽו׃

(IHOT+) ולאH3808 Neither יפרסוH6536 shall tear להם עלH5921 for them in אבלH60 mourning, לנחמוH5162 to comfort עלH5921 them for מתH4191 the dead; ולאH3808 neither ישׁקוH8248 to drink אותםH853 כוסH3563 shall give them the cup תנחומיםH8575 of consolation עלH5921 for אביוH1 their father ועלH5921 or for אמו׃H517 their mother.

(JPS) neither shall men break bread for them in mourning, to comfort them for the dead; neither shall men give them the cup of consolation to drink for their father or for their mother.

(KJV) Neither shall men tear themselves for them in mourning, to comfort them for the dead; neither shall men give them the cup of consolation to drink for their father or for their mother.

والسبعينية قالت بوضوح لا يعزونهم

(LXX) κα ο μ κλασθ ρτος ν πνθει ατν ες παρκλησιν π τεθνηκτι, ο ποτιοσιν ατν ποτριον ες παρκλησιν π πατρ κα μητρ ατο.

(ABP-G+) καιG2532 ου μηG3766.2 κλασθηG2806 αρτοςG740 ενG1722 πενθει αυτωνG3997 G1473 ειςG1519 παρακλησινG3874 επιG1909 τεθνηκοτιG2348 ου ποτιουσινG3756 G4222 αυτουςG1473 ποτηριονG4221 ειςG1519 παρακλησινG3874 επιG1909 πατρι αυτουG3962 G1473 ηG2228 μητρι αυτουG3384 G1473

(ABP+) andG2532 in no wayG3766.2 should [2be brokenG2806 1bread]G740 inG1722 their mourningG3997 G1473 forG1519 consolationG3874 overG1909 one having died;G2348 they shall not give a drinkG3756 G4222 for themG1473 of a cupG4221 forG1519 consolationG3874 overG1909 his fatherG3962 G1473 orG2228 his mother.G3384 G1473

(Brenton) and there shall be no bread broken in mourning for them for consolation over the dead: they shall not give one to drink a cup for consolation over his father or his mother.

فهنا تأكدنا ان السبعينية قالت مثل النص العبري بوضوح

مع ملاحظة ترجمة بريتون تنقل عن الذي يتفق عليه اغلبية المخطوطات للسبعينية

فمثلا السينائية

και ου μη κλαϲθη αρτοϲ εν πεθει αυτων ειϲ παρακληϲειϲ επι τεθνηκοτι ˙ ου ποτιουϲιν αυτον ποτηριον ειϲ παρακληϲιν · επι πατρι κε

ومثلها الإسكندرية ومثلها الفاتيكانية

ولكن أيضا السبعينية لها العديد من المخطوطات وما عدت له من مخطوطات يطابق النص الرسمي للسبعينية.

بل حتى اللاتينية القديمة التي تترجم من السبعينية قالت لا يسقونهم

et non frangent inter eos lugenti panem ad consolandum super mortuo et non dabunt eis potum calicis ad consolandum super patre suo et matre

إذا هو خطأ فقط من الترجمة العربية المشتركة

ار-16-7: ولا يَكسِرُ النَّاسُ خُبزًا في المَناحةِ لأهلِ المَيتِ، ويَسقونَهُم كأْسَ السُّلوانِ عَنْ أبٍ أو أمٍّ.

ولهذا حتى التراجم النقدية التي تلجأ أحيانا للسبعينية مثل اليسوعية أيضا كتبت لا يسقونهم

7 ولا يكسرون خبزا في المناحة تعزية لهم عن الميت، ولا يسقونهم كأس السلوان عن أب لهم أو أم.

ولكن المشتركة فقط هي الخطأ بسبب التاثر بما قاله

سفر الامثال

31 :6 اعطوا مسكرا لهالك وخمرا لمري النفس

فهو يقصد يسقونهم قد يكون لانه هالك. ولكن العدد كما يقول تفسير ابونا تادرس يعقوب يقصد العادات القديمة خاصة في المدن الصغيرة والقرى، وهي أن يقدم المعزون طعامًا، خاصة الخبز، وبعض أنواع الشرب كالقهوة، علامة المشاركة والمحبة، حيث يلتزم أهل الميت بالأكل والشرب بدلًا من الامتناع عنهما كعلامة على الحزن الشديد، كما حدث مع داود الذي أصر على عدم الأكل حتى الغروب عند موت ابنه أبشالوم (2 صم 3: 35). وأيضًا كنوعٍ من المشاركة في اطعام القادمين من مناطق بعيدة من الأقرباء، فيقوم الجيران بإعداد الطعام لأقرباء الميت.

في الطقس اليهودي المتأخر كان يُقدم كأس تعزية، وهو كأس خمر خاص يشربه رئيس الحزانى.

يذكر سفر طوبيا (4: 17) تقديم طعام للموتى، يوضع في القبر، وقد وُجد في مقابر للعبرانيين أطعمة توضع مع الموتى.

يرى البعض أن عادة إحضار الطعام تقوم على النظرة إلى بيت الميت أنه دنس لذا يُعد الطعام خارجًا ثم يُحضر الأكل[341]. جاء في سفر هوشع: "إنها لهم كخبز الحزن، كل من أكله يتنجس، إن خبزهم لنفسهم، لا يدخل بيت الرب" (هو 9: 4).



ولكن من ناحية الشبهة السبعينية تتفق مع العبري والسبعينية ترجمة رغم انها عمل بشري الا انها رائعة لتوضيح المفهوم اليهود ولهذا استشهاد العهد الجديد بها ليوضح المفهوم اليهودى هو صحيح وليس ضد الوحي الإلهي فلهذا عندما يريد ان يقتبس العهد الجديد نصي يقتبس مع العبري ولكن لو أراد توضيح المعنى او المفهوم اليهودي ممكن يقتبس من السبعينية.

فلهذا كما قلت في البداية هو اما المشك لا يعرف فلا يجب ان يتكلم بدون علم او يعرف فيكون غير امين بالمرة ولكن السبعينية مثل العبري



والمجد لله دائما