من الذي جاء للسيد المسيح ؟ قائد المئه ام رسل قائد المئه ؟

Holy_bible_1


الشبهة


بعد الحمد لله: نلاحظ أن القس يبرر التناقض هنا, فقال بأن متى يقول إن قائد المئة هو الذى طلب من المسيح، لأنه طلب ذلك بواسطة شيوخ اليهود فنُسب إليه الفعل لأنه السبب فيه،  و نحن بطبيعة الحال نجيب بنفس الجواب إذ أن متى لم ينسب الطلب إلى قائد المئة مجازاً بل حقيقةً و أكدت روايته  أنه جاء للمسيح  بنفسه فعلاً  فنقرأ فى متى 5:8-13 (( و لما دخل يسوع كفر حانوم, جاء إليه قائد مئة يطلب إليه و يقول : (( يا سيد غلامى مطروح فى البيت مفلوجاً متعذباً جداً )) فقال له يسوع: (( أنا أتى و أشفيه )) فأجاب قائد المئة و قال: (( يا سيد لست مستحقاً أن تدخل تحت سقفى و لكن قل كلمة فيبرأ غلامى لأنى أنا أيضاً إنسان تحت سلطان لى جند تحت يدى أقول لهذا : اذهب! فيذهب,و لأخر: ائت! فيأتى و لعبدى: افعل هذا فيفعل )) فلما سمع يسوع تعجب , و قال للذين يتبعون: (( الحق أقول لكم لم أجد و لا فى إسرائيل إيمان بمقدار هذا )) .... ثم قال يسوع لقائد المئة: (( اذهب و كما آمنت ليكن لك )) فبرأ غلامه فى تلك الساعة ))

فالنص واضح كشمس النهار كما نرى في ان قائد المئة هو الطالب الحقيقي وانه جاء بنفسه فعلا و لا يحتاج النص إلى تعليق إضافى .

ثم انتقل القس للرد الفاسد الآخر فقال بعدم وجود ما يمنع أن يكون قائد المئة قد جاء للمسيح بعد أن أرسل شيوخ اليهود، فلما أبطأوا عليه توجَّه بذاته , وذلك القول يبطله تماماً نظرة واحدة فى روايتى  متى و لوقا المتناقضتين فسنطرح نص رواية لوقا أولاً ثم نعلق على مجموع النصين ليظهر الحق ساطعاً بإذن الله تبارك و تعالى , ففى لوقا 1:7-10 (( و لما أكمل أقواله كلها فى مسامع الشعب دخل فى كفر حانوم , و كان عبد لقائد مئة مريضاً مشرفاً على الموت , و كان عزيزاً عنده , فلما سمع عن يسوع أرسل إليه شيوخ اليهود يسأله أن يأتى و يشفى عبده, فلما جاءوا إلى يسوع طلبوا إليه باجتهاد قائلين : (( إنه مستحق أن يُفعل له هذا, , لأنه يحب أمتنا وهو بنى لنا المجمع )) فذهب يسوع معهم و إذ كان غير بعيد من البيت أرسل إليه قائد المئة-أصدقاء- يقول له: (( يا سيد لا تتعب لأنى لست مستحقاً أن تدخل تحت سقفى لذلك لم أحسب نفسى أهلاً أن أتى إليك لكن قل كلمة فيبرأ غلامى لأنى أنا أيضاً إنسان مرتب تحت سلطان ,لى جند تحت يدى وأقول لهذا : اذهب! فيذهب,و لأخر: ائت! فيأتى و لعبدى: افعل هذا! فيفعل )) فلما سمع يسوع هذا تعجب منه, و التفت إلى الجمع الذى يتبعه و قال: (( الحق أقول لكم لم أجد و لا فى إسرائيل إيمان بمقدار هذا )) و رجع المرسلون إلى البيت فوجدوا العبد المريض قد صح ))

فنستخلص من روايتى متى و لوقا الأتى:

1- قال متى أن قائد المئة جاء بنفسه للمسيح  بينما قال لوقا أنه أرسل إليه شيوخ اليهود !

2- قال متى بأن المسيح حين سمع طلب قائد المئة قال (أنا أتى و أشفيه) فاستعظم قائد المئة ذلك و طلب منه أن يشفيه دون أن يأتى لأن مقامه أكبر من ذلك بينما قال لوقا أن قائد المئة أرسل المئة يسأله أن "يأتى" و يشفى عبده و لم يستعظم  مجىء المسيح بنفسه إلا بعد أن صار على مقربة من المنزل فأرسل إليه أصدقاءه !

3- قال متى بأن قائد المئة قال للمسيح حين قرر أن يذهب للعبد : (( يا سيد لست مستحقاً أن تدخل تحت سقفى و لكن قل كلمة فيبرأ غلامى )) , بينما قال لوقا أن قائد المئة أرسل من يقول ذلك للمسيح و أنه لذلك اعتبر نفسه غير أهلاً أن يأتى إليه فأرسل إليه الشيوخ "و هذا يقطع بعدم وقوع  أى لقاء مباشر بين المسيح و قائد المئة  وفق رؤية لوقا "

4- قال متى بأن المسيح أعجب بإيمان قائد المئة فقال له (( اذهب و كما آمنت ليكن لك )) فبرأ غلامه من تلك الساعة, بينما لم يذكر لوقا تلك المقولة من المسيح لقائد المئة لأنه لم يقابله و لكن قال أنه حين عاد رسل القائد للمنزل وجدوا العبد قد صح .


الرد


هذا اعتراض علي التفسير الرائع الذي قدمه القس منيس عبد النور ونصه

قال المعترض: »يقول متى 8:5-13 إن قائد المئة جاء إلى المسيح بنفسه، بينما يذكر لوقا 7:1-10 أنه أرسل شيوخ اليهود يحملون رسالته للمسيح. وهذا تناقض«.

وللرد نقول: لا تناقض، فقد طلب قائد المئة طلبته من المسيح بواسطة شيوخ اليهود. وقد يكون أنه جاء للمسيح بنفسه بعد أن أرسل شيوخ اليهود، فلما أبطأوا عليه توجَّه بذاته. واقتصر البشير متى على ذكر طلب قائد المئة لأنه الطالب الحقيقي، أما لوقا فذكر مساعي أئمة اليهود، لأنهم أول من فاتح المسيح في شفاء الغلام. ومن الأمور القانونية المقرّرة أن ما يفعله الإنسان بواسطة غيره يُنسب إليه فعله، لأنه يكون السبب فيه، وما يعمله الوكيل يُنسب إلى موكله. كما أن تلاميذ المسيح عمَّدوا الناس، وعُزي العماد للمسيح (يوحنا 4:1).


والان رغم وضوح تفسير القس لكني اضيف رغم ضعفي كلمات قليله


اقول بكل امانه اني عندما قرات الاعداد بتركيز لم اجد اي تناقض بكل مكملين لبعض بطريقه جميله ولتاكيد ذلك ندرس

الاعداد


متي 8

5 وَلَمَّا دَخَلَ يَسُوعُ كَفْرَنَاحُومَ، جَاءَ إِلَيْهِ قَائِدُ مِئَةٍ يَطْلُبُ إِلَيْهِ

6 وَيَقُولُ: «يَا سَيِّدُ، غُلاَمِي مَطْرُوحٌ فِي الْبَيْتِ مَفْلُوجًا مُتَعَذِّبًا جِدًّا».
7 فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا آتِي وَأَشْفِيهِ».
8 فَأَجَابَ قَائِدُ الْمِئَةِ وَقَالَ: «يَا سَيِّدُ، لَسْتُ مُسْتَحِقًّا أَنْ تَدْخُلَ تَحْتَ سَقْفِي، لكِنْ قُلْ كَلِمَةً فَقَطْ فَيَبْرَأَ غُلاَمِي.
9 لأَنِّي أَنَا أَيْضًا إِنْسَانٌ تَحْتَ سُلْطَانٍ. لِي جُنْدٌ تَحْتَ يَدِي. أَقُولُ لِهذَا: اذْهَبْ! فَيَذْهَبُ، وَلآخَرَ: اءْيتِ! فَيَأْتِي، وَلِعَبْدِيَ: افْعَلْ هذَا! فَيَفْعَلُ».
10 فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ تَعَجَّبَ، وَقَالَ لِلَّذِينَ يَتْبَعُونَ: «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ أَجِدْ وَلاَ فِي إِسْرَائِيلَ إِيمَانًا بِمِقْدَارِ هذَا!
11 وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ مِنَ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِب وَيَتَّكِئُونَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ،
12 وَأَمَّا بَنُو الْمَلَكُوتِ فَيُطْرَحُونَ إِلَى الظُّلْمَةِ الْخَارِجِيَّةِ. هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ».
13 ثُمَّ قَالَ يَسُوعُ لِقَائِدِ الْمِئَةِ: «اذْهَبْ، وَكَمَا آمَنْتَ لِيَكُنْ لَكَ». فَبَرَأَ غُلاَمُهُ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ.


لوقا 7

1 وَلَمَّا أَكْمَلَ أَقْوَالَهُ كُلَّهَا فِي مَسَامِعِ الشَّعْبِ دَخَلَ كَفْرَنَاحُومَ.
2 وَكَانَ عَبْدٌ لِقَائِدِ مِئَةٍ، مَرِيضًا مُشْرِفًا عَلَى الْمَوْتِ، وَكَانَ عَزِيزًا عِنْدَهُ.
3 فَلَمَّا سَمِعَ عَنْ يَسُوعَ، أَرْسَلَ إِلَيْهِ شُيُوخَ الْيَهُودِ يَسْأَلُهُ أَنْ يَأْتِيَ وَيَشْفِيَ عَبْدَهُ.
4 فَلَمَّا جَاءُوا إِلَى يَسُوعَ طَلَبُوا إِلَيْهِ بِاجْتِهَادٍ قَائِلِينَ: «إِنَّهُ مُسْتَحِقٌ أَنْ يُفْعَلَ لَهُ هذَا،
5 لأَنَّهُ يُحِبُّ أُمَّتَنَا، وَهُوَ بَنَى لَنَا الْمَجْمَعَ».
6 فَذَهَبَ يَسُوعُ مَعَهُمْ. وَإِذْ كَانَ غَيْرَ بَعِيدٍ عَنِ الْبَيْتِ، أَرْسَلَ إِلَيْهِ قَائِدُ الْمِئَةِ أَصْدِقَاءَ يَقُولُ لَهُ: «يَا سَيِّدُ، لاَ تَتْعَبْ. لأَنِّي لَسْتُ مُسْتَحِقًّا أَنْ تَدْخُلَ تَحْتَ سَقْفِي.
7 لِذلِكَ لَمْ أَحْسِبْ نَفْسِي أَهْلاً أَنْ آتِيَ إِلَيْكَ. لكِنْ قُلْ كَلِمَةً فَيَبْرَأَ غُلاَمِي.
8 لأَنِّي أَنَا أَيْضًا إِنْسَانٌ مُرَتَّبٌ تَحْتَ سُلْطَانٍ، لِي جُنْدٌ تَحْتَ يَدِي. وَأَقُولُ لِهذَا: اذْهَبْ! فَيَذْهَبُ، وَلآخَرَ: ائْتِ! فَيَأْتِي، وَلِعَبْدِي: افْعَلْ هذَا! فَيَفْعَلُ».
9 وَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ هذَا تَعَجَّبَ مِنْهُ، وَالْتَفَتَ إِلَى الْجَمْعِ الَّذِي يَتْبَعُهُ وَقَالَ: «أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ أَجِدْ وَلاَ فِي إِسْرَائِيلَ إِيمَانًا بِمِقْدَارِ هذَا!».
10 وَرَجَعَ الْمُرْسَلُونَ إِلَى الْبَيْتِ، فَوَجَدُوا الْعَبْدَ الْمَرِيضَ قَدْ صَحَّ.


الشرح


بداية القصه(1 وَلَمَّا أَكْمَلَ أَقْوَالَهُ كُلَّهَا فِي مَسَامِعِ الشَّعْبِ دَخَلَ كَفْرَنَاحُومَ. ) (5 وَلَمَّا دَخَلَ يَسُوعُ كَفْرَنَاحُومَ ) هو دخول السيد المسيح الي كفر نحوم وبعد ذلك يجب ان نفهم ان اول من سمع بخبر دخول المسيح الي كفر ناحوم هو قائد المئه (3 فَلَمَّا سَمِعَ عَنْ يَسُوعَ ) الذي كان يسمع كثيرا عن المسيح وبدا يؤمن به قبل ان يراه بعينه وهذا انسان له مكانه وانسان محب ومتواضع جدا (2 وَكَانَ عَبْدٌ لِقَائِدِ مِئَةٍ، مَرِيضًا مُشْرِفًا عَلَى الْمَوْتِ، وَكَانَ عَزِيزًا عِنْدَهُ. ) لدرجة انه وهو روماني احب عبدا وهذا مخالف لطبيعة الرؤساء الرومان القاسيه جدا الذين يتعاملون مع العبيد بقسوه شديده وهذا يوضح طبيعة قلب هذا الانسان. واحترام عند شيوخ اليهود لدرجة انه يستطيع ان يرسلهم الي المسيح (3 أَرْسَلَ إِلَيْهِ شُيُوخَ الْيَهُودِ يَسْأَلُهُ أَنْ يَأْتِيَ وَيَشْفِيَ عَبْدَهُ. ) رغم انهم لم يؤمنوا بالمسيح مثله وقبل ان نكمل هذا العدد في متي 8 يجب ان ندرس الخطوه التاليه من لوقا 7 العدد 1 و 2 و 3 لماذا لان متي اختصر القصه الي الاللقاء مباشره ولكن قبل لقاء المسيح مع قائد المئه كان هناك مقدمات وهذه المقدمات هي لتواضع هذا الانسان ارسلهم امامه ويكمل لوقا البشير القصه بالتفصيل فيوضح ان شيوخ اليهود رغم عدم ايمانهم اتوا الي المسيح مسرعين ليس عن ايمان بل فقط اظهار رياء لرئيس المئه الروماني (4 فَلَمَّا جَاءُوا إِلَى يَسُوعَ طَلَبُوا إِلَيْهِ بِاجْتِهَادٍ قَائِلِينَ: «إِنَّهُ مُسْتَحِقٌ أَنْ يُفْعَلَ لَهُ هذَا، ) ويوضح انهم جاؤوا بالفعل والحوا علي السيد المسيح اي ان المسيح تباطئ قليلا لان لو اسرع لما كانوا في حاجه ان يلحوا علي المسيح , وهذا ليكمل احداث المعجزه الرائعه وماذا نتوقع من نتيجة هذا الطباطوء ؟ ان رئيس المائه سيستعجل ويبدا ان يتحرك بنفسه ولكن ااجل هذه النقطه قليلا لاكمل الاحداث (5 لأَنَّهُ يُحِبُّ أُمَّتَنَا، وَهُوَ بَنَى لَنَا الْمَجْمَعَ». ) وهذا يكشف صورتين الاول شيوخ اليهود الذين هدفهم ليس شفقه او محبه للعبد او محبه حقيقيه لرئيس الكهنه الروماني ولكن بحثا للمصلحه الشخصيه وكسب هذا الرجل الروماني ذو السلطه اليهم (6 فَذَهَبَ يَسُوعُ مَعَهُمْ. ) وبدا المسيح في الحركه معهم ويوقح لوقا البشير نقطه هامه وهي ( وَإِذْ كَانَ غَيْرَ بَعِيدٍ عَنِ الْبَيْتِ، ) ويوضح ان المسافه تسمح بسرعة التنقل ولكن كما بدات اوضح سابقا ان قائد المائه الحنون حينما تاخر المسيح قليلا بدا يستعجل (أَرْسَلَ إِلَيْهِ قَائِدُ الْمِئَةِ أَصْدِقَاءَ يَقُولُ لَهُ: ) فارسل اصدقاء قد يكونوا يهود وقد يكونوا رمانيون اقل مكانه منه ولكنه يعتبرهم اصدقاء له وهذا الحاحا في سرعة مجئ المسيح لتعجله علي شفاء عبده . ويقول مقوله تبدا تظهر ايمانه العميق («يَا سَيِّدُ، لاَ تَتْعَبْ. لأَنِّي لَسْتُ مُسْتَحِقًّا أَنْ تَدْخُلَ تَحْتَ سَقْفِي. ) ويقول للسيد المسيح بكل تواضع ياسيد رغم ان قائد المئه روماني والمسيح يهودي ويكمل ويقول لا تتعب لاني غير مستحق وهذا صورة اتضاع رائعه نراها من هذا الروماني الذي يجب ان يكون متكبرا ويقف عند مرحلة الاعترام بعدم استحقاق دخول السيد المسيح تحت سقف بيته . ولكن قد يفهم منها انه غير رائه فبعدما ارسل اصدقاؤه ادرك انه يجب ان يوضح بنفسه.

ونتوقف هنا قليلا مع البشير لوقا وقد توقف حوار المسيح مه شيوخ اليهود واصدقاؤه وبدا دور قائد المئه نفسه فنعود الي البشير متي الذي يكمل من هذه النقطه فيقول (جَاءَ إِلَيْهِ قَائِدُ مِئَةٍ يَطْلُبُ إِلَيْهِ ) فبعد ما ارسل اصدقاؤه تعجل جدا وخاف ان يكون بالفعل المسيح لن ياتي او سيتاخر اكثر واول كلمه قالها بنفسه للمسيح (6 وَيَقُولُ: «يَا سَيِّدُ، غُلاَمِي مَطْرُوحٌ فِي الْبَيْتِ مَفْلُوجًا مُتَعَذِّبًا جِدًّا». ) وهذا يوضح قلب هذا الانسان النقي فلم يطلب لنفسه شيئا من رب المجد بل طلب بكل ايمان لعبده ويقول للمسيح ان يرحمه لانه متعذب جدا وهذا الذي دفعه ان لايحتمل الانتظار اكثر من ذلك فيرد السيد المسيح عليه ويقول (7 فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا آتِي وَأَشْفِيهِ». ) وهنا المسيح بكل سلطان يكشف له قدرت المسيح وان رجاء هذا الانسان سيحدث وايضا في حقيقة الامر المسيح يعلم ما سيقول القائد من كلمات رائعه فرد قائد المائه وقال (8 فَأَجَابَ قَائِدُ الْمِئَةِ وَقَالَ: «يَا سَيِّدُ، لَسْتُ مُسْتَحِقًّا أَنْ تَدْخُلَ تَحْتَ سَقْفِي، ) وهو تكرارا لما ارسل به اصدقاؤه في الرساله الثانيه للمسيح ولكنه هذه المره لم يكتفي بهذا التواضع ولكن يكمل مقولته الهامه جدا وهي (لكِنْ قُلْ كَلِمَةً فَقَطْ فَيَبْرَأَ غُلاَمِي. ) فهي توضح معني رساله التي لايستطيع احد ان يشرحها افضل منه فيدل انه يقصد بعدم الاستحقاق بدخول تحت سقف بيته انه يثق ان المسيح يستطيع ان يشفي بكلمه وهذا يكشف حقيقة عمق ايمانه بالمسيح امام الكل . ويوضح ايضا البشير لوقا بقية الصوره (7 لِذلِكَ لَمْ أَحْسِبْ نَفْسِي أَهْلاً أَنْ آتِيَ إِلَيْكَ. لكِنْ قُلْ كَلِمَةً فَيَبْرَأَ غُلاَمِي. ) ويؤكد انه ليس تكبرا ولكنه يوضح انه بالحقيقه يحترم المسيح جدا جدا لدرجة انه يحسب نفسه غير اهلا ان يدخل المسيح تحت سقف بيته وايضا يعلن انه غير مستحق ان ياتي ويتكلم مع المسيح لانه اصغر من ذلك لذلك ارسل شيوخ اليهود ليس تكبرا منه ولكن اعتقادا بانهم لانهم يهود احق منه بالكلام مع المسيح الذي هو عظيما جدا في عينه . ويكمل ويقول (9 لأَنِّي أَنَا أَيْضًا إِنْسَانٌ تَحْتَ سُلْطَانٍ. لِي جُنْدٌ تَحْتَ يَدِي. أَقُولُ لِهذَا: اذْهَبْ! فَيَذْهَبُ، وَلآخَرَ: اءْيتِ! فَيَأْتِي، وَلِعَبْدِيَ: افْعَلْ هذَا! فَيَفْعَلُ». 8 لأَنِّي أَنَا أَيْضًا إِنْسَانٌ مُرَتَّبٌ تَحْتَ سُلْطَانٍ، لِي جُنْدٌ تَحْتَ يَدِي. وَأَقُولُ لِهذَا: اذْهَبْ! فَيَذْهَبُ، وَلآخَرَ: ائْتِ! فَيَأْتِي، وَلِعَبْدِي: افْعَلْ هذَا! فَيَفْعَلُ». ) ويؤكد البشيرين انه لم يتكبر بمرتبته التي تعتبر هامه في مدينه مثل كفر ناحوم ولكنه يوق للمسيح انه انسان خاضع للسلطان رغم انه متسلط علي جنود يامرهم ولكنه يحتسب نفسه خاضعا تحت سلطان المسيح وفي نظره كل انسان خاضع تحت سلطان كلمة المسيح البشر والمرض والارواح الشريره ( كم عمق ايمان هذا الانسان ) ويصل لدرجه من ايمانه وتواضعه بالرغم انه روماني بان يعتبر نفسه عبدا للمسيح فعندما قال للمسيح يا سيد ليس مجامله ولكن اعتراف بالحقيقه بمكانة المسيح كسيد له

فيرد عليه السيد المسيح حسب البشير متي ويقول ( 10 فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ تَعَجَّبَ، وَقَالَ لِلَّذِينَ يَتْبَعُونَ: «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ أَجِدْ وَلاَ فِي إِسْرَائِيلَ إِيمَانًا بِمِقْدَارِ هذَا! ) ويعلن المسيح عمق ايمان هذا الرجل انه اقوي من ايمان اي يهودي وهذا فعلا بالحقيقه وهو اعلن ذلك بالفعل وايضا البشير لوقا الذي تكلم عن انه ارسل شيوخ اليهود يؤكد انه جاء بنفسه حينما قال (9 وَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ هذَا تَعَجَّبَ مِنْهُ، وَالْتَفَتَ إِلَى الْجَمْعِ الَّذِي يَتْبَعُهُ وَقَالَ: «أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ أَجِدْ وَلاَ فِي إِسْرَائِيلَ إِيمَانًا بِمِقْدَارِ هذَا!». ) فيؤكد البشير لوقا كما اكد البشير متي انه تكلم مع المسيح بكلمة تعجب منه ولم يقل تعجب بما سمع من الرسل وكلمه اخري مكملة ان ان المسيح التفت الي الجمع اي انه كان يتكلم مع قائد المائه ثم التفت للجمع. وان لم يكن يتكلم معه لما كان كلمة التفت الي الجمع ذات معني . ويتوقف لوقا البشير الذي يكتب للرومان هنا اما متي البشير الذي يكتب لليهود يكمل معاتبا اليهود الذين رفضوه وقبله الامم (11 وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ مِنَ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِب وَيَتَّكِئُونَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ،
12 وَأَمَّا بَنُو الْمَلَكُوتِ فَيُطْرَحُونَ إِلَى الظُّلْمَةِ الْخَارِجِيَّةِ. هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ». ) فمتي يعترف بان بني الملكوت كان لليهود ولكنهم برفضهم لرب المجد طرحوا خارجا والاممين مثل قائد المئه الذي كان بعيدا سيتكئ مكان اليهود مع ابراهيم ابوا الايمان وليس ابوا اليهود فقط ويكمل متي البشير باعلان سلطان المسيح (13 ثُمَّ قَالَ يَسُوعُ لِقَائِدِ الْمِئَةِ: «اذْهَبْ، وَكَمَا آمَنْتَ لِيَكُنْ لَكَ». فَبَرَأَ غُلاَمُهُ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ. ) لان متي كان يركز علي معجزات المسيح فاوضح كمالة المعجزه ووضح سلطان المسيح علي المرض بكلمة لعل اليهود يؤمنون ويؤكد ان الغلام برا في تلك الساعه ويظهر البشير متي شق اخر وهو ان قائد المئه امن بذلك وبرا الغلام بايمان القائد . ايمانه بسلطان كلمة المسيح الذي الذي اعلن هذا السلطان ولكن يكمل لوقا البشير اخر جزء (10 وَرَجَعَ الْمُرْسَلُونَ إِلَى الْبَيْتِ، فَوَجَدُوا الْعَبْدَ الْمَرِيضَ قَدْ صَحَّ. ) فقائد المئه امن بكلمة المسيح وعلم بايمانه ان غلامه قد شفي فمن محبته للمسيح لم يسرع بفراقه بل ابطئ معه ليشبع منه هذه الدقائق اما اليهود القليلي الايمان الذين كان ارسلهم قائد المئه لم يصدقوا فلذلك هم اسرعوا الي البيت ليتاكدوا. قد يكون بعضهم بدا يؤامن ولكن بشك وقد يكون اخرين لم يؤمنوا فكانوا يريدوا ان يتاكدوا فاسرعوا بالرجوع فوجدوا العبد قد صح اما القائد لم يسرع كما اوضحت . وبكل تاكيد حتي بعد كلمة رب المجد ايمان هذا الرجل كان قوي اما ايمان شيوخ اليهود فكان ضعيف هذا لو كان عندهم بعض الايمان


بعد ان اوضح السياق وكيف ان البشيرين قدموا القصه في تناغم عجيب ولا نتعجب لانهم مساقين بالروح القدس فكتبوا الوحي الالهي . اوضح اخر نقطه هي ان متي البشير كتب لليهود فركز علي موقف قائد المئه ليعاتب اليهود ويضح علاقه الامم وانهم بدؤا يتكلموا مع المسيح ويقبلوه قبل الصلب اما لوقا البشير الذي يكتب للامم يوضح ان اليهود لهم دور في خلاص الامم فلا يجب ان يفتخر الامم علي اليهود


واخيرا المعني الروحي من تفسير ابونا انطونيوس فكري


هنا نحن أمام رجل اممى أى وثنى، وضابط، ولكن إهتمامه بعبد عنده يظهر تقواه، فالرومان يعاملون العبيد على انهم أقرب للحيوانات. ولكن واضح أنه تأثر بالعبادة اليهودية وعرف الله ثم سمع عن المسيح وأحبه.هذا إنسان تغير قلبه إذ تلامس مع الله. بل هو فى محبته بنى مجمعاً لليهود وفى قصة القديس لوقا نجد أن هذا القائد فى تواضع وجد نفسه غير مستحقاً أن يذهب للمسيح فطلب من اليهود ان يكلموا لهُ المسيح، أماّ القديس متى فقد أورد القصة على لسان القائد نفسه فالشيوخ اليهود هم مندوبون عنه.

هذه القصة رمزياً تشير للأمم المعذبين من سلطان الشيطان والخطية عليهم وصراخهم للمسيح. أنا آتى وأشفيه فيه إعلان أن السيد المسيح أتى ليشفى الأمم كما يشفى اليهود، وأن المسيح لا يستنكف من دخول بيوت الخطاة ولا الأمم، بل هو يدخل ليشفى ويحطم الوثنية ويعطى الشفاء الروحى للنفوس. ولقد ظهرت عظمة هذا الأممى فى إيمانه أن المسيح بكلمة له سلطان على أن يشفى. تحت سقفى = فاليهود لا يدخلون تحت سقف الأمم أى بيوتهم.

كثيرين سيأتون من المشارق..: هذا إعلان عن دخول الأمم للإيمان ويتكئون= هذه صورة الجلوس فى الولائم (مت 10:22،11) (عشاء العرس) أما بنو الملكوت = هم اليهود الذين رفضوا المسيح فيطرحون إلى الظلمة الخارجية هم حسبوا كأبناء الملكوت لأن لأجلهم أعد الملكوت. والظلمة الخارجية هى خارج مكان الوليمة الذى ينيره المسيح بنفسه (رؤ 5:22). ولنلاحظ أن من عاش فى ظلمة داخلية يستحق أن يُلقى فى الظلمة الخارجية، كإعلان عما هو فيه. البكاء وصرير الأسنان = هذا يشير لقيامة الجسد ليشترك مع النفس فى الجزاء.

آية( 10):- تعجب= نسمع مرتان ان يسوع تعجب 1) من إيمان هذا القائد الأممي 2) من عدم إيمان اليهود بنى جنسه فى الناصرة ( مر 6:6).


والمجد لله دائما