هل اعطاء الاب كل الدينونه للابن دليل علي ان الابن اقل مكانه من الاب وانه رسول ؟ يوحنا 5: 22



Holy_bible_1



الشبهة



يستشهد بعض المسلمين وشهود يهوه بهذا العدد

يوحنا 22:5 لأَنَّ الآبَ لاَ يَدِينُ أَحَدًا، بَلْ قَدْ أَعْطَى كُلَّ الدَّيْنُونَةِ لِلابْنِ

ويقول المسلمين هذا يدل ان الاب هو الله والمسيح رسول اما شهود يهوه فيقولوا ان الاب اعظم من الابن لان الاب يعطي الابن فالابن اله وسيط بين الاب والناس



الرد



ياخذ البعض من هذا العدد فقط كلمة اعطي ويتركون المضمون الذي فيه

فابدا اولا في شرح معني اعطي الاب للابن ثم بعد ذلك المقصود من العدد

سافترض ان المسيح بشر حسب رائ المسلمين

او نصف اله حسب رائ اريوسيين وشهود يهوه



كلمة اعطي في التصريف اليوناني

δεδωκεν

ديدوكين من ديدومي

δίδωμι

وتصريفها

verb, perfect, active, indicative, third person, singular

فعل ماضي تام مباشر للدلاله مفرد

وهو يدل علي نتيجه في الحاضر نتجة عن فعل في الماضي

فالاب اعطي الدينونه للابن بصوره مطلقه وليس عطيه وقتيه

اولا اعطي لا يدل علي معني انفصال في كل حالة فالعقل يعطي الذراع اوامر فهل العقل منفصل عن بقية الجسد ؟

او هل هو اعلي مكانه ؟

بالطبع لا هو فقط تمييز وظيفي

فعندما يعطي السيد نفسه هل نفسه كان اقل او منفصل عنه

سفر إشعياء 7: 14


وَلكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ».

فلم يكن نفسه اقل ولا منفصل وهذا لا يعقل

فكما الله يعطي لروحه عمل الخلق هذا لا يدل علي الانفصال

سفر المزامير 104: 30


تُرْسِلُ رُوحَكَ فَتُخْلَقُ، وَتُجَدِّدُ وَجْهَ الأَرْضِ.

فلم تصبح روح اله هو الخالق وفقد الله قدرة الخلق وايضا روح الله القدوس ليس باقل مكانه من الله فهو اله واحد

وكما انه يعطي لهيبته ان تعمل

سفر الخروج 23: 27


أُرْسِلُ هَيْبَتِي أَمَامَكَ، وَأُزْعِجُ جَمِيعَ الشُّعُوبِ الَّذِينَ تَأْتِي عَلَيْهِمْ، وَأُعْطِيكَ جَمِيعَ أَعْدَائِكَ مُدْبِرِينَ

فهو لم يفقد الهيبه ولم تكن هيبته اقل مكانه

وايضا نوره وحقه

سفر المزامير 43: 3


أَرْسِلْ نُورَكَ وَحَقَّكَ، هُمَا يَهْدِيَانِنِي وَيَأْتِيَانِ بِي إِلَى جَبَلِ قُدْسِكَ وَإِلَى مَسَاكِنِكَ

فلم يفقد الله نوره وحقه ولم يكن نوره وحقه اقل مكانه



ثانيا وظيفة الدينونه هي لله فقط

سفر التكوين 18: 25


حَاشَا لَكَ أَنْ تَفْعَلَ مِثْلَ هذَا الأَمْرِ، أَنْ تُمِيتَ الْبَارَّ مَعَ الأَثِيمِ، فَيَكُونُ الْبَارُّ كَالأَثِيمِ. حَاشَا لَكَ! أَدَيَّانُ كُلِّ الأَرْضِ لاَ يَصْنَعُ عَدْلاً؟»



سفر صموئيل الأول 24: 15


فَيَكُونُ الرَّبُّ الدَّيَّانَ وَيَقْضِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ، وَيَرَى وَيُحَاكِمُ مُحَاكَمَتِي، وَيُنْقِذُنِي مِنْ يَدِكَ».



سفر المزامير 50: 6


وَتُخْبِرُ السَّمَاوَاتُ بِعَدْلِهِ، لأَنَّ اللهَ هُوَ الدَّيَّانُ. سِلاَهْ.



فيكون الدينونه صفه من صفات الله ووظيفه اساسيه



فيكون الله الذي هو الاب تخلي عن وظيفه من اهم وظائف لاهوته وهو الديان العام وتخلي عن وظيفة الدينونه المرتبطه بها المجد لبشر او نصف اله فاصبح هذا البشر او نصف اله هو الديان وفقد الله الاب وظيفة الدينونه فاصبح لا يهم البشر حكم الله عليهم لانه ليس الديان بل الديان هو المسيح



ووظيفة الدينونة العامه تستلزم العدل المطلق فيكون هذا الانسان او نصف اله هو الذي يملك العدل المطلق والله الاب لا يحتاج الي العدل لانه لن يدين احد

وايضا وظيفة الدينونه العامه تستلزم الرحمة المطلقه فيكون هذا الانسان او نصف اله هو الذي يملك الرحمه المطلقه والله الاب لا يحتاج لانه ليس ديان



فمن يقول هذا يخطئ الي الله الا لو كان الاب والابن واحد وهذا ما قاله الانجيل

إنجيل يوحنا 10: 30


أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ».



إنجيل يوحنا 10: 38


وَلكِنْ إِنْ كُنْتُ أَعْمَلُ، فَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا بِي فَآمِنُوا بِالأَعْمَالِ، لِكَيْ تَعْرِفُوا وَتُؤْمِنُوا أَنَّ الآبَ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ».



إنجيل يوحنا 14: 10


أَلَسْتَ تُؤْمِنُ أَنِّي أَنَا فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ؟ الْكَلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ لَسْتُ أَتَكَلَّمُ بِهِ مِنْ نَفْسِي، لكِنَّ الآبَ الْحَالَّ فِيَّ هُوَ يَعْمَلُ الأَعْمَالَ.

اذا الفهم الصحيح هو ان الابن يدين بالاب بدون انفصال ولا اختلاف مكانه

ولهذا تكلم الانجيل عن ان الله هو الديان حتب بعد اعطاء الاب الي الابن الدينونه فالاب ديان والابن ديان وهو ديان واحد لانه اله واحد

رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس 4: 8


وَأَخِيرًا قَدْ وُضِعَ لِي إِكْلِيلُ الْبِرِّ، الَّذِي يَهَبُهُ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، الرَّبُّ الدَّيَّانُ الْعَادِلُ، وَلَيْسَ لِي فَقَطْ، بَلْ لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُحِبُّونَ ظُهُورَهُ أَيْضًا.

الرب هو الديان وهو الاب وهو الابن

رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 12: 23


وَكَنِيسَةُ أَبْكَارٍ مَكْتُوبِينَ فِي السَّمَاوَاتِ، وَإِلَى اللهِ دَيَّانِ الْجَمِيعِ، وَإِلَى أَرْوَاحِ أَبْرَارٍ مُكَمَّلِينَ،

واستمر الله هو الديان رغم اعطاء الدينونه للابن لان الاب غير منفصل عن الابن

رسالة يعقوب 5: 9


لاَ يَئِنَّ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ أَيُّهَا الإِخْوَةُ لِئَلاَّ تُدَانُوا. هُوَذَا الدَّيَّانُ وَاقِفٌ قُدَّامَ الْبَابِ.

وهنا يؤكد ان الابن ايضا هو الديان



نقطه اخري هامه

معني لقب الابن

لان لقب الابن يختلف عن لقب ابن الانسان او المسيح وقد شرحته سابقا في ملف مستقل وهو ملف لقب الابن المعرف بدون اضافة

هو يدل علي الطبيعه الانسانيه في يسوع المسيح هذه الطبيعه البشريه المتحد بالطبيعه الالهية

لان المسيح

رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسي 1: 19


لأَنَّهُ فِيهِ سُرَّ أَنْ يَحِلَّ كُلُّ الْمِلْءِ،



رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسي 2: 9


فَإِنَّهُ فِيهِ يَحِلُّ كُلُّ مِلْءِ اللاَّهُوتِ جَسَدِيًّا.

ولقب الابن كما قلت يدل علي بشريته

والاعداد الكثيره التي قدمتها في ملف لقب الابن يدل علي ذلك

اذا فهنا نتكلم عن تمييز وظيفي خصص للانسان يسوع المسيح وهو الدينونه

ونتسائل معا ما هي الدينونه

تكلم الانجيل عن انواع دينونه وسافرد لها ملف مستقل

ولكن من اهم الانواع هي دينونة الخطيه والتي يقول عنها الانجيل دينونة الصليب

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 8: 3


لأَنَّهُ مَا كَانَ النَّامُوسُ عَاجِزًا عَنْهُ، فِي مَا كَانَ ضَعِيفًا بِالْجَسَدِ، فَاللهُ إِذْ أَرْسَلَ ابْنَهُ فِي شِبْهِ جَسَدِ الْخَطِيَّةِ، وَلأَجْلِ الْخَطِيَّةِ، دَانَ الْخَطِيَّةَ فِي الْجَسَدِ،



فهي دينونه للخطيه ليعطينا حياه

رسالة بطرس الرسول الأولى 2: 24


الَّذِي حَمَلَ هُوَ نَفْسُهُ خَطَايَانَا فِي جَسَدِهِ عَلَى الْخَشَبَةِ، لِكَيْ نَمُوتَ عَنِ الْخَطَايَا فَنَحْيَا لِلْبِرِّ. الَّذِي بِجَلْدَتِهِ شُفِيتُمْ.

فاللاهوت لا يموت ولكن هو تخصيص وظيفة الفداء ودينونة الخطية وهي الدينونه التي اعطي الاب للابن ان يعملها

ولهذا من لا يؤمن بالابن يدان

إنجيل يوحنا 3: 18


اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِهِ لاَ يُدَانُ، وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ قَدْ دِينَ، لأَنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ بِاسْمِ ابْنِ اللهِ الْوَحِيدِ.

وكل من يؤمن به لاشيئ من الدينونه عليه

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 8: 1


إِذًا لاَ شَيْءَ مِنَ الدَّيْنُونَةِ الآنَ عَلَى الَّذِينَ هُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، السَّالِكِينَ لَيْسَ حَسَبَ الْجَسَدِ بَلْ حَسَبَ الرُّوحِ.

ولهذا المسيح بلاهوته هو الديان وبناسوته هو دان الخطيه فمن يكون في المسيح لا يدان وبهذا يكون الاب اعطي كل الدينونه للابن



والمعني الروحي

من تفسير ابونا انطونيوس فكري

آية (22): "لأن الآب لا يدين أحداً بل قد أعطى كل الدينونة للابن."

المسيح هو الديان. الآب لا يدين أحد فقد ترك الدينونة للإبن الذي تجسد وشعر بضعف البشر وهو أتى ليعطينا حياة، (مت31:25-46+ أع41:10-42+ رو10:14+ 2كو10:5+ 2تي1:4) فالذي يعطي الحياة يكون له أيضاً سلطان أن يحكم عليها، ومن يقيم الموتى له أن يحاسبهم، ومن يحيي قادر أن يميت أيضاً. وكما خلق الآب العالم فهو يدين العالم بالإبن. كل الدينونة= يدين كل مخلوق، فهو خالق الجميع، ولأنه نور فمن يرفضه يُدان. وهو له أن يدين على الأرض وفي السماء. والدينونة هي من الأعمال الأعظم.

هذه تشبه أنه في أيام نوح، من رفض دخول الفلك لم يبق أمامه سوى الهلاك. والفلك يرمز لجسد المسيح الذي هو الكنيسة.



ومن تفسير ابونا تادرس يعقوب

"لأن الآب لا يدين أحدًا بل قد أعطي كل الدينونة للابن"[22]... عندما يدين الابن هل يبقى الآب بلا عمل ولا يدين؟... قيل هذا لأنه لا يظهر للبشر في الدينونة سوى الابن. سيختفي الآب ويُعلن الابن.

كيف يُعلن الابن؟ في الشكل الذي به صعد. لأن شكل اللاهوت مخفي مع الآب، لكن يعلن شكل الابن للبشر...

بأية كيفية رأوه ذاهبًا؟ في الجسد الذي لمسوه، وامسكوه، والجراحات التي تحققوا منها باللمس؛ في هذا الجسد كان يظهر لهم أربعين يومًا، معلنًا عن ذاته بالحق، لا في خيالٍ أو بطلانٍ أو ظلٍ أو روحٍ، بل هو بنفسه لم يخدعهم: "جسّوني وانظروا، فإن الروح ليس له لحم وعظام كما ترون" (لو 24: 39). هذا الجسد بالحق صار متأهلاً للسكنى السماوية، لا يخضع للموت، ولا يتغير مع زوال الزمن[617].

القديس أغسطينوس



والمجد لله دائما