اختلاف بركات ابناء يعقوب



Holy_bible_1



شبهتين

الاولي

في تكوين 49: 5-7 لعن يعقوب ولديه شمعون ولاوي، وقال «آلات ظلمٍ سيوفهما.. بمجمعهما لا تتَّحد كرامتي». وهذا يتناقض مع بركة موسى للاوي في تثنية 33: 8-11 وهي قوله «بارِك يا ربُّ قوَّته وارتضِ بعمل يديه

الثانية

تناقض بين نبوءتين لشخص واحد فلقد تنبأ يعقوب ليسّاكر في تكوين 49: 15 أنه أحني كتفه للحِمل، وصار عبداً للجزية، بينما تنبأ له موسى في تثنية 33: 18، 19 بالفرح في خيامه والاغتراف من فيض البحار والذخائر المطمورة في الرمال؟.



الرد



يجب ان ندرك الفرق بين بركة يعقوب لاولاده وبركة موسي للاسباط

اولا يعقول يتكلم عن اولاده بالفعل الاثني عشر ويبدا بالكلام عن كل ابن وصفاته الشخصيه ثم يكمل بنبوة عن مستقبله ومستقبل احفاده وفي مضمون النبوة معني ارضي فهو يتكلم عن الارضيات

اما موسي يكلم الاسباط اي النسل ولا يذكر اي صفات شخصيه لابناء يعقوب الاثني عشر



ثانيا يعقوب يكلمهم في القرن الثامن عشر قبل الميلاد اما موسي يكلمهم في القرن الرابع عشر قبل الميلاد اي فرق ثلاث قرون ونصف تقريبا يفصل بينها فترة العبوديه القاسيه في ارض مصر التي تحققت فيها نبوات كثيره



ثالثا يعقوب يكلمهم عن الخطايا الشخصيه وما تقود اليه وايضا عن الامور المتميزه فيهم وما تقود اليه

اما موسي فيكلمهم عن البركات الروحيه



وابدا في الشبهة الاولي وهي شمعون ولاوي

سفر التكوين 49

49: 5 شمعون و لاوي اخوان الات ظلم سيوفهما

49: 6 في مجلسهما لا تدخل نفسي بمجمعهما لا تتحد كرامتي لانهما في غضبهما قتلا انسانا و في رضاهما عرقبا ثورا

49: 7 ملعون غضبهما فانه شديد و سخطهما فانه قاس اقسمهما في يعقوب و افرقهما في اسرائيل

وهنا تذكره بخطاياهما الشخصية فشمعون ولاوي ( الاشخاص ) يرمزون للقسوة والحكم الظالم ويوضح يعقوب ان مافعلاه مع اهل شكيم هو لا يرضي عنه ولا فيه اي كرامه ولذلك عقابهما الارضي ان يكونوا مقسمين ولا ياخذون نصيب يذكر لهم مستقل

وحدث ذلك بالفعل فشمعون لم ياخذ نصيب مستقل كقطعة ارض مميزه ولكن اخذ نصيب في داخل نصيب يهوذا

سفر يشوع 19

19: 1 و خرجت القرعة الثانية لشمعون لسبط بني شمعون حسب عشائرهم و كان نصيبهم داخل نصيب بني يهوذا

فهم اخذوا مدن متفرقه في داخل سبط يهوذا ولم ياخذوا نصيب مستقل

ومكان السبط علي الخريطه غير محدد لانه في سبط يهوذا



اما المدقق في كلام يعقوب عن شمعون فهو لم يقل شيئ عن مستقبل السبط من ناحية البركات ولكن فقط علي المكانه في التوزيع وهذا حدث كما اخبر يعقوب



وسبط لاوي بالطبع لم ياخذ نصيب مستقل ولكن نصيبه تقسم بين الاسباط لانه خصص لخدمة الهيكل



اما عن بركة موسي

سفر التثنية 33

33: 8 و للاوي قال تميمك و اوريمك لرجلك الصديق الذي جربته في مسة و خاصمته عند ماء مريبة

33: 9 الذي قال عن ابيه و امه لم ارهما و باخوته لم يعترف و اولاده لم يعرف بل حفظوا كلامك و صانوا عهدك

33: 10 يعلمون يعقوب احكامك و اسرائيل ناموسك يضعون بخورا في انفك و محرقات على مذبحك

33: 11 بارك يا رب قوته و ارتض بعمل يديه احطم متون مقاوميه و مبغضيه حتى لا يقوموا

اولا موسي لم يذكر شمعون في بركته

اما عن لاوي فهو قال ان سبب بركة سبط لاوي هو انهم كانوا مقدسين عند ماء مريبه ولم يجربوا الرب مثل بقية الاسباط وهذا شيئ يحسب لهم



وايضا يتضح انه في حادثة العجل الذهبي حفظوا انفسهم وايضا في حادثة بعل فغور لذلك هم لم يهتموا ولم يعترفوا باي اخوتهم الخطا ولكن اصروا ان يحافظوا علي قداستهم وحافظوا علي عهدهم مع الله ولذلك اخذوا بركة خدمة المذبح والكهنوت



ومن هذين الاخين شمعون ولاوي الاثنين عنفهما ابيهما علي اخطاؤهما وبالفعل تفرقوا في الاسباط ولكن موسي بارك ابناء واحد وهو سبط لاوي علي اعمالهم الشخصيه ولم يبارك الاخر



وهذه البركات تعطينا مثلين رائعين فالابين اخطأ شمعون ولاوي ولكن ابناء الاول استمروا في افعال ارضيه فلم ياخذوا بركه وابناء الثاني رغم خطية ابوهم ارضوا الرب بتصرفاتهم فتحول العقاب الي بركه فلم يخالف يهوذا كلامه وتفقوا ولكن تفرقهم كان بركه لهم



الشبهة الثانية

يساكر

يقول عنه

سفر التكوين 49

49: 14 يساكر حمار جسيم رابض بين الحظائر

49: 15 فراى المحل انه حسن و الارض انها نزهة فاحنى كتفه للحمل و صار للجزية عبدا

معني كلمة يساكر

H3485

ישּׂשׂכר

yiśśâśkâr

BDB Definition:

Issachar = “there is recompense”

هناك جزاء او اجره



وتبدا النبوة بكلمه يقولها يهوذا وهي حمار جسيم اي حمار قوي ويخبر يهوذا بروح النبوة ان يساكر سيعيش في منطقه بها رخاء وهو بالفعل سكن في سهل يزرعيل الخصيب ومن جبل الكرمل الي نهر الاردن ومن جبل تابور الي عين جنيم وهي ارض فعلا منتجه هذا بالاضافه الي انه علي نهر الاردن قبل بحر الجليل فهو ايضا تمتع بخيرات مائية وايضا كان له ثروه معدنيه وهو سبط اهتم بكل ذلك ونسي الحياه السياسيه

ولكنه علي المستوي الشخصي ايضا لايذكر رد فعل له فهو يبحث عن الحياة الماديه الهادئة ولكن هذا لا يحدث لان لا بد من حياة الجهاد

ويقال في التقليد اليهودي ان يهذا اطلق عليه ذلك لان يساكر جعل خاتمه عليه شعار حمار قوي البنية وبالفعل كانت له حظائر ماشية كثيره كما قالة النبوه بين الحظائر

ونتيجة ان هذا السبط اهتم بحياة الزراعه وبعد عن اي مشاركه مع اخوتهم هوجم كثيرا من القبائل ووضع تحت الجزيه

وبالفعل سفر القضاه يخبرنا بان هذا الوادي تعرض الي هجمات كثيره علي سبيل المثال

سفر القضاة 6: 33


وَاجْتَمَعَ جَمِيعُ الْمِدْيَانِيِّينَ وَالْعَمَالِقَةِ وَبَنِي الْمَشْرِقِ مَعًا وَعَبَرُوا وَنَزَلُوا فِي وَادِي يِزْرَعِيلَ.



سفر هوشع 1: 5


وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَنِّي أَكْسِرُ قَوْسَ إِسْرَائِيلَ فِي وَادِي يَزْرَعِيلَ».

وايضا تغلث فلاسر وضع عليه جزيه ثقيله

فالنبوه تحمل جانب انه سيتمتع بخير ارضي وحصاد كثير وحظائر كثيره ولكن ايضا سيوضع تحت الجزيه فترات طويله بسبب هذا الخير فيكون مثل الحمار الذي يحمل خير ثقيل ولكن احيانا ياكل كثير واحيانا ياكل منه قليل

فهو يفرح بخير كثير



اما عن بركة موسي

سفر التثنية 33

33: 18 و لزبولون قال افرح يا زبولون بخروجك و انت يا يساكر بخيامك

33: 19 الى الجبل يدعوان القبائل هناك يذبحان ذبائح البر لانهما يرتضعان من فيض البحار و ذخائر مطمورة في الرمل

هو يبارك زبلون ويساكر معا فيقول ان زبلون يتوسع ويساكر يكثر خير خيامه وتكون ذبائحهم كثيره وبالفعل نبوة يعقوب ان يساكر يكون حظائره كثيره فنجد ان النبوتان تتطابقان في هذه الجزئيه وايضا في جزئية فيض البحار هي عن ذبلون وعن يساكروذخائر المطموره ولكن فقط موسي لم يتكلم عن الاحداث الوقتيه التي ستحدث وبسببها يوضع سبط يساكر تحت الجزيه

ولهذا لايوجد تناقض ولا اختلاف بين نبوة يعقوب عن يساكر ونبوة موسي عن سبطه فالنبوتان تحققتان بالكامل والنبوتان مكملتان لبعضهما وهو سكن في ارض خصيبه وملئها بالحظائر والزراعه وانتاج الارض ولكنه تعرض لفترات من العبودية



وايضا رد القس منيس عبد النور

قال المعترض: «في تكوين 49: 5-7 لعن يعقوب ولديه شمعون ولاوي، وقال «آلات ظلمٍ سيوفهما.. بمجمعهما لا تتَّحد كرامتي». وهذا يتناقض مع بركة موسى للاوي في تثنية 33: 8-11 وهي قوله «بارِك يا ربُّ قوَّته وارتضِ بعمل يديه».

وللرد نقول: لعن يعقوب ولديه شمعون ولاوي بسبب أسلوب معاملتهما الخشن لأهل شكيم (تكوين 34: 1-31). وكانت اللعنة أنهما لا يرثان أرضاً وسط إخوتهم، بل يتفرَّق سبطاهما بين سائر الأسباط. وقد حوَّل الله لعنة يعقوب بتشتيت سبط لاوي وسط الأسباط إلى بركة، لأنهم أصبحوا كهنة الله الذين يعلِّمون كل الأسباط شريعة الرب «يعلِّمون يعقوب أحكامك وإسرائيل ناموسك» (تثنية 33: 10). وقال الرب لهارون «لا تنال نصيباً في أرضهم، ولا يكون لك قسم في وسطهم. أنا قِسمُك ونصيبك في وسط بني إسرائيل» (عدد 18: 20).

قال المعترض: «لماذا تنبأ يعقوب ليسّاكر في تكوين 49: 15 أنه أحني كتفه للحِمل، وصار عبداً للجزية، بينما تنبأ له موسى في تثنية 33: 18، 19 بالفرح في خيامه والاغتراف من فيض البحار والذخائر المطمورة في الرمال؟».

وللرد نقول: كان يعقوب يرى بروح النبوَّة مستقبل سبط يساكر الغني بالثروات البحرية والمعدنية، وكيف سيهاجمه الملك الأشوري تغلث فلاسر فيخضع لاستعماره بدون مقاومة، فيصير كالحمار الرابض بين الحظائر الذي يحني كتفه للحِمل.. أما موسى فقد رأى بروح النبوَّة خيرات أرض سبط يساكر التي ستجعله يتراخى ويستريح.





والمجد لله دائما