ما معني عدم طبخ الجدي بلبن امه؟ خروج 23: 19



Holy_bible_1



الشبهة



تأمر التوراة في خروج 23: 19 بعدم طبخ الجدي بلبن أمه. فما هي الحكمة من هذا الأمر الغريب؟



الرد



هذا العدد تكرر ثلاث مرات

1) سفر الخروج 23: 19


أَوَّلَ أَبْكَارِ أَرْضِكَ تُحْضِرُهُ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ إِلهِكَ. لاَ تَطْبُخْ جَدْيًا بِلَبَنِ أُمِّهِ.


2)
سفر الخروج 34: 26


أَوَّلُ أَبْكَارِ أَرْضِكَ تُحْضِرُهُ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ إِلهِكَ. لاَ تَطْبُخْ جَدْيًا بِلَبَنِ أُمِّهِ».


3)
سفر التثنية 14: 21


«لاَ تَأْكُلُوا جُثَّةً مَّا. تُعْطِيهَا لِلْغَرِيبِ الَّذِي فِي أَبْوَابِكَ فَيَأْكُلُهَا أَوْ يَبِيعُهَا لأَجْنَبِيٍّ، لأَنَّكَ شَعْبٌ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ إِلهِكَ. لاَ تَطْبُخْ جَدْيًا بِلَبَنِ أُمِّهِ.



فكر بيئي



كان سائدا في المدن الكنعانية ان يطبخون الجدي بلبن امه كعاده سحريه شريره واسلوب رقيه وياخذون الحساء ويؤشون به الارض الزراعيه معتقدين ان هذا السحر سوف يزيد انتاج الارض والمحصول



وبالفعل دكتور كودورث من باحثي الثقافات القديمه وجد كتابه كريتيه قديمه تؤكد ان كانت عاده عند الحثيين في وقت جمع الثمار ياخذون جدي ويطبخونه في لبن امه كتعويزه ثم يبدأون في رش الاشجار والحقول والبساتين ومزارع العنب معتقدين ان ان بهذه الطريقه سيذيدوا الثمر في العام المقبل

. “It was a custom of the ancient heathens, when they had gathered in all their fruits, to take a kid and boil it in the milk of its dam; and then, in a magical way, to go about and besprinkle with it all their trees and fields, gardens and orchards; thinking by these means to make them fruitful, that they might bring forth more abundantly in the following year.”

واضاف قائلا

اني كتب هذا التعليق كما وجدته واضيف ان وقد اظهر سبنسر ان قبائل زابي تستخدم هذا النوع من السائل السحري ( الناتج من طبخ الجدي بلبن امه ) لرش الاشجار والحقول لجعلها مثمرة



ولهذا ترجوم يوناثان اضاف جزء تفسيري في خروج 34: 26 وهو ( لكي لا ادمر ثمار اشجاركم وعنبكم الغير ناضج مع السيقان والاوراق )

وهذه الاضافه التوضيحيه في الترجوم توضح الفكر الذي كان سائد

واثبات لما قدم

ان هذه العادة الوثنية وجدت مكتوبة في لوحة اوغاريتية قديمة من قبل القرن 13 ق م

ugaritic text ut 52.14 cta 23

thirteenth-century B.C. Ugaritic text called “The Birth of the Gods Pleasant and Beautiful” (text 52, line 14).

Barker, K. L. (1994). Expositorś Bible Commentary (Abridged Edition: Old Testament) (107). Grand Rapids, MI: Zondervan Publishing House.

اكتشفت في

excavations at Ras Shamra (ancient Ugarit),

موجود في كتاب

Exodus By T. Desmond Alexander

صورة الصفحة

وأيضا في كتاب

The Book of DeuteronomyBy Peter C. Craigie

وأيضا في نت بايبل تكلم عن هذه اللوحة

Cassuto reminds readers that Maimonides centuries ago said that this law was intended to keep Israelites away from idolatrous practices. Then he cites the recently discovered Ugaritic tablet on "The gods pleasant and beautiful," text 52, line 14: "boil a kid in milk, a lamb in butter." The words "kid in milk" are the same as the Hebrew words in Exodus, but it does not say that this is the mother's milk. See C. M. Carmichael, "On Separating Life and Death: An Explanation of Some Biblical Laws," HTR 69 (1976): 1-7; J. Milgrom, "You Shall Not Boil a Kid In Its Mother's Milk," BRev 1 (1985): 48-55; R. J. Ratner and B. Zuckerman, "In Rereading the 'Kid in Milk' Inscriptions," BRev 1 (1985): 56-58; and M. Haran, "Seething a Kid in Its Mother's Milk," JJS 30 (1979): 23-35. Here and at Exo_34:26, where this command is repeated, it ends a series of instructions about procedures for worship.



وحتى لو اللوح لا يقول اللبن هو لبن امه لان بقية الجزء مكسور

ولكن أولا هي بنفس تعبيرات سفر الخروج 23: 19

وأيضا هذه اللوحة هي طقوس دينية كما شرح

Dr. Cudworth has produced a passage out of a Karaite author (i), who affirms,"it was a custom of the Heathens at the ingathering of their fruits to take a kid and seethe it in the milk of the dam, and then, in a magical way, go about and besprinkle all their trees, fields, gardens, and orchards, thinking by this means they should make them fructify, and bring forth fruit again more abundantly the next year:''

Apud Gregory's Notes & Observ. c. 19. p. 97, 98.

وأيضا

Spenser has shown that the Zabii used this kind of magical milk to sprinkle their trees and fields, in order to make them fruitful.

وكما قلت ترجوم يوناثان أشار لهذه العادة الوثنية

Targum of Jonathan on Exo_34:26 seems to have respect to this, where, having paraphrased the words as here quoted above, adds,"lest I should destroy the fruit of your trees with the unripe grape, the shoots and leaves together:'



ولهذا مفسرين يهود قدامى قالوا انها وصية لمنع تقليد أسلوب وثني مثل ابن ميمون Maimonides في

Hikkot Ma’akhalot Asurot, ch 9

يشرح ان هذا كان عادة وثنية



سياق الكلام

فالرب يقول لهم قدموا لي ابكار غلاتكم والرب هو الذي يبارك محصولهم وارضهم وايضا يبارك لهم العام المقبل واثبت الرب انه يفعل هذا فهو بارك لهم انتاج العام السادس ليكفي لثلاث سنين لو اطاعوا وصاياه

سفر اللاويين 25: 21


فَإِنِّي آمُرُ بِبَرَكَتِي لَكُمْ فِي السَّنَةِ السَّادِسَةِ، فَتَعْمَلُ غَلَّةً لِثَلاَثِ سِنِينَ.



والرب يستطيع بالفعل ان يبارك ابناؤهوفمثلا هو بارك اسحاق فلم يصب فقط ضعفين او ثلاث اضعاف انتاج الزرع ولكن

سفر التكوين 26: 12


وَزَرَعَ إِسْحَاقُ فِي تِلْكَ الأَرْضِ فَأَصَابَ فِي تِلْكَ السَّنَةِ مِئَةَ ضِعْفٍ، وَبَارَكَهُ الرَّبُّ.



فالرب اله غيور كما قال سابقا ويرفض ان يقدم شعبه اسلوب عباده لاله اخر لكي يبارك الارض ولهذا طلب من شعبه وكررها ثلاث مرات ان لا يتبعوا نفس اسلوب العادات الوثنيه لان الارض للرب هو القادر ان يباركها لهم بدون تعاويز سحريه

فهو قال لهم

سفر اللاويين 20

20: 22 فتحفظون جميع فرائضي و جميع احكامي و تعملونها لكي لا تقذفكم الارض التي انا ات بكم اليها لتسكنوا فيها

20: 23 و لا تسلكون في رسوم الشعوب الذين انا طاردهم من امامكم لانهم قد فعلوا كل هذه فكرهتهم

20: 24 و قلت لكم ترثون انتم ارضهم و انا اعطيكم اياها لترثوها ارضا تفيض لبنا و عسلا انا الرب الهكم الذي ميزكم من الشعوب



واليهود قد تمادوا في تنفيذ الوصيه حرفيا لانها اتت ثلاث مرات فمنعوا اكل اللحوم مع الابان

واذاف ترجوم انكيلوس عباره ( انت لا تاكل لحم مع لبن ) وترجوم يوناثان ( انت لا تطبخ ولا تاكل لحم مع لبن معا ) وبدؤا اليهود لا ياكلون لحوم علي مائده عليها جبن ولا ياكلون جبن بعد اكل لحوم حتي يعبر فتره زمنيه وكانوا يتاكدون انه لايتبقي اي بقايا من اللحم ملتصقه في اسنانهم فينظفون اسنانهم جيدا بالمسواك ( وهذا نقله رسول الاسلام خطأ في موضع السواك ) ليتاكدوا انه لاياكلون لحم مع جبن وهذا كان اسلوب حرفي مغالا فيه



اسلوب رحمه



بالاضافه الي ان الرب يمنع شعبه من اتابع الوسائل السحريه للشعوب الاخري فهو ايضا يعلم شعبه الرحمه فهو وصاهم بان يترج المولود مع امه سبعة ايام علي الاقل

سفر اللاويين 22

22: 27 متى ولد بقر او غنم او معزى يكون سبعة ايام تحت امه ثم من اليوم الثامن فصاعدا يرضى به قربان وقود للرب



واكمل ووصاهم بان لاتذبح ام وابنها في يوم واحد

22: 28 و اما البقرة او الشاة فلا تذبحوها و ابنها في يوم واحد



وايضا اعطي وصيه مماثله للطيور

سفر التثنية 22

22: 6 اذا اتفق قدامك عش طائر في الطريق في شجرة ما او على الارض فيه فراخ او بيض و الام حاضنة الفراخ او البيض فلا تاخذ الام مع الاولاد

22: 7 اطلق الام و خذ لنفسك الاولاد لكي يكون لك خير و تطيل الايام



الفكر الاسلامي



تعجبت عندما عرفت ان حتي هذه الوصيه البسيطه خالفها المسلمون فهم عندهم تقليد لوجبه يفضل اكلها يوم الجمعه بعد صلاة الجمعه وهي الكبسه ( القديمه بدقيق ولبن الذي استبدلوا بالارز حديثا ) في السعوديه وتسمي المنسف في الاردن

والمنسف هو لحم الجدي الصغير مطبوخ بلبن مع بعض الاشياء الاخري مثل ارز وخبز وغيره

والعاده القديمه كما قلت ان يقدم بعد صلاة الجمعه مباشره وايضا في عيد الاضحي وعيد الفطر في السعوديه والاردن والدول الخليجيه ولكن هذه الاكله في السعوديه لاتصنع باللبن حاليا ولكن لازالت في الاردن باللبن



معني روحي



تشريعات الرب لم تكن فقط وصايا وتحريمات معقده بل علي العكس كانت تقدم مبادئ تنقي الانسان وتزرع فيه حسا ادبيا زوقيا رفيع

مزمور 19

19: 7 ناموس الرب كامل يرد النفس شهادات الرب صادقة تصير الجاهل حكيما

19: 8 وصايا الرب مستقيمة تفرح القلب امر الرب طاهر ينير العينين



يعكس فيه يهوه عن عدله وايضا رحمته وحنانه فهو يمنع معاملة الحيوان بقسوه ويمنع الانسان ان يقوم بعمل مخالف للطبيعه وترتيب الطبيعه

فالرب خلق لبن الام ليتغذي به الجدي وينمو ويكبر لا لكي يموت فيه ويطبخ ولهذا فهو منع هذا الفكر اللاانساني الذي يظهر عدم رحمه وقسوه علي الانسان والحيوان والطبيعه

لان طبخ الجدي بلبن امه هو فيه ازدراء للعلاقه بين الوالدين والابناء التي قدسها الله وباركها



ويرمز الجدي لوصايا الرب الجديده واسراره الالهية اما لبن الام يرمز الي الاشياء العتيقه التي كانت تحتضن سابقا اعدادا للحريه

فلا يخلط الجدي بلبن امه اي لاتختلط الاشياء الجديده بالاشياء العتيقه

رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 5: 17


إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا.



فندرس كلام الرب وحكمته ولا نطبق اسلوب الكتبه والفريسيين الحرفيين وتستخلص روح الكلام لا حرفه



والمجد لله دائما