من الذي عين رؤساء للشعب موسي ام الشعب ؟ ( مبدأ الانتخاب و التعيين ) خروج 18: 25 تثنية 1: 13



Holy_bible_1



الشبهة



يخبرنا سفر الخروج 18: 25 ان موسي هو الذي اختار رؤساء الشعب ولكن في سفر التثنية 1: 13 يخبرنا بوضوح ان الذي اختار الرؤساء هم الشعب وليس موسي فهل هذا تناقض ؟



الرد



الحقيقه العددين صحيحين ولا تناقض بينهما

ولتاكيد ذلك

سفر الخروج 18

25 واختار موسى ذوي قدرة من جميع إسرائيل وجعلهم رؤوسا على الشعب، رؤساء ألوف، ورؤساء مئات، ورؤساء خماسين، ورؤساء عشرات

26 فكانوا يقضون للشعب كل حين. الدعاوي العسرة يجيئون بها إلى موسى، وكل الدعاوي الصغيرة يقضون هم فيها



فبالفعل الذي اختار من ذوي القدره وعينهم هو موسي ولكن عدد الشعب الذي يختار منه موسي اكثر من 2 مليون فرد وعدد الرجال من عشرين سنه فما فوق اكثر من 600,000 شخص فكيف يختار موسي من كل هؤلاء ؟

وهذا ما يشرحه العدد الثاني



سفر التثنية 1

13 هاتوا من أسباطكم رجالا حكماء وعقلاء ومعروفين، فأجعلهم رؤوسكم

14 فأجبتموني وقلتم: حسن الأمر الذي تكلمت به أن يعمل



اذا فهو طلب من الشعب ان يرشحوا من كل سبط رجالا حكماء وعقلاء ومعروفين لهم

وبالفعل الشعب فعل ذلك واجابوا موسي ورشحوا رجال حكماء مناسبين لهذا المنصب ولكن سفر التثنية يكمل ويقول



15 فأخذت رؤوس أسباطكم رجالا حكماء ومعروفين، وجعلتهم رؤوسا عليكم، رؤساء ألوف، ورؤساء مئات، ورؤساء خماسين، ورؤساء عشرات، وعرفاء لأسباطكم



وكلمة معروفين اي مشهود لهم بحكمتهم والصيت الحسن من الشعب وامام الله



فالشعب رشح وموسي هو الذي اختار من المرشحين وعينهم رؤساء الوف ورؤساء مئات ورؤساء خماسين ورؤساء عشرات

وبهذا يوضح لنا العددين ان الذي رشح هو الشعب بكل ديمقراطيه ومن المرشحين اختار موسي وعين بمبدا التعيين

وبهذا نتاكد انه لا يوجد اختلاف ولا تناقض بل مكملين لبعض بطريقه تفسيريه رائعه



والرب اختار موسي والشعب رشح الرؤساء وموسي عين من الرؤساء المرشحين من الشعب فهذا اسلوب رائع في المناصب

وايضا موسي لم يكتفي بهذا بل وصي القضاه وايضا الشعب

16 وأمرت قضاتكم في ذلك الوقت قائلا: اسمعوا بين إخوتكم واقضوا بالحق بين الإنسان وأخيه ونزيله

17 لا تنظروا إلى الوجوه في القضاء. للصغير كالكبير تسمعون. لا تهابوا وجه إنسان لأن القضاء لله. والأمر الذي يعسر عليكم تقدمونه إلي لأسمعه

18 وأمرتكم في ذلك الوقت بكل الأمور التي تعملونها



لكي لا يتكبر القضاه والرؤساء علي الشعب وايضا لا يتكبر الشعب علي الرؤساء



واستغل هذه الشبه واوضح ان الاسلوب الذي عين به موسي الرؤساء هذا من ما يقرب من ثلاث الاف وخمسمائة سنه ورغم ذلك نري فيه اسلوب رائع جدا في الاختيار بالترشيح والانتخاب وايضا التعيين . والذي يحزن ان في القرن الواحد والعشرين بعد الميلاد لازال نري اسلوب القهر والدكتاتوريه من الفكر الالحادي او الخلافه القمعيه من الفكر الاسلامي



ونتاكد ان كتابنا المقدس يقدم لنا الفكر الراقي دائما الذي نشكر الرب عليه وعلي كتابه الذي مهما تكلمنا عنه مادحين لن نستطيع ان نوفيه حقه في المدح



واخيرا المعني الروحي

من تفسير ابونا تادرس يعقوب

العرفاء: العرفاء هم الأشخاص الذين يقومون بالإشراف على التنفيذ العملي لما يصدره الرؤساء أو القضاة أو غيرهم من القادة. قبل الخروج مباشرة كان هؤلاء العرفاء مدبرين يعملون تحت المسخّرين المصريين لحساب عدّ الطوب (خر 5: 6)، وأما الآن فيعملون رؤساء ألوف ومئات وعشرات، لا تحت العبودية بل للعدالة والنصرة (16: 18، 20: 5، 5: 8-9 ، 29: 10، 20: 28).

سألهم أن يختاروا من بينهم من يقوم بدور القيادة وتحمل المسئولية، وقد اشترط فيهم:

أ. أن يكونوا حكماءchalsaamiym ، يقصد بهم الذين نالوا قسطًا وافرًا من المعرفة خلال الاجتهاد والدراسة.

ب. عقلاء Uwnboniym، يُقصد بهم الذين لهم روح التمييز، ويمكن أن يمارسوا القضاء بعدلٍ.

ج. معروفون wiydu’ium، يقصد بهم الذين لهم خبرة عملية واثبتوا أنهم قادرون على القيام بأعمال عظيمة.

لم يشترط موسى النبي في القادة أن يكونوا ذوي كرامة زمنية أو غنى، بل حكماء وعقلاء ومختبرين. بنفس الروح طلب الرب من الشعب أن يختاروا خدامًا (شمامسة) أكفّاء، حكماء ومملوءين من الروح لخدمة الفقراء (أع 6: 3-6).

"وأمرت قضاتكم في ذلك الوقت قائلاً:

اسمعوا بين إخوتكم واقضوا بالحق بين الإنسان وأخيه ونزيله" [16].

في نظام إسرائيل القبلي كان عندهم أربع طبقات من الناس:

"نسل الآباء" ومنهم الشيوخ والرؤساء.

"النزلاء" وهم الذين قبلوهم من الأمم الأخرى للسكن معهم.

"المستوطنون" (لا 25: 35) وهم من الشعوب المهزومة.

"العبيد" وهم الذين اشتروهم بالمال أو ولدوا في البيت.

وكان هناك أيضًا "الأجنبي" الذي يسكن بينهم مؤقتًا للتجارة أو لأغراض أخرى (17: 15).

كان ينبغي معاملة النزيل كأخ، كما يجب أن يلقى نفس المعاملة أي شخص يمكن أن يتعرض لاضطهاد. وهذه من خصائص سفر التثنية التي لا نجدها في شرائع مصر وبابل وقتئذ (شرح 10: 18-19).

"لا تنظروا إلى الوجوه في القضاء.

للصغير كالكبير تسمعون.

لا تهابوا وجه إنسان، لأن القضاء لله.

والأمر الذي يعسر عليكم تقدمونه إليّ لأسمعه.

وأمرتكم في ذلك الوقت بكل الأمور التي تعملونها" [17-18].

إن كان الله في حبه للإنسان يحثه على قبول وعوده له كي يتمتع بها، فإن موسى النبي كخادم لله يحترم إرادة الشعب. في محبته لهم كان يود أن يحمل بنفسه ولوحده كل أثقالهم، لكن أمام تزايد عددهم شعر بالعجز الشديد. أنه يفرح لتزايد عددهم مشتاقًا أن يتزايدوا ألف مرة، ليس فقط من جهة العدد، وإنما أن ينموا في المجد، لذا دعاهم "كنجوم السماء" [10].

قدم موسى النبي للرجال المختارين دستورًا للعمل يتلخص في الآتي:

أ. أن يكونوا محبين للاستماع [16]، فلا يحكموا بتسرعٍ دون الإنصات إلى كل الأطراف، بل ينصتوا بكل طول أناة وبدقة. يقول إشعياء النبي: "السيِّد الرب فتح لي أذنًا وأنا لم أُعاند" (إش 50: 5)

ب. أن يكونوا عادلين في القضاء، لا يحابوا الوجوه [17]، يحكموا بين بني جنسهم والغرباء بالعدل.

ج. لا يهابوا إنسانًا، كقضاة الله يحكموا في شجاعة، فإن الله يحميهم وينقذهم، وإلاَّ فإنه سيحكم هو عليهم ويدينهم.

د. لا يخجلوا من الاعتراف بالعجز متى كان الأمر متعسرًا عليهم، فإنه يجب عليهم تقديمه لموسى النبي شخصيًا [18].

ه. أن يراعوا النظام بدقة، فإن القضاء يتم بالترتيب التالي:

        الله، هو الملك، والقاضي الأعظم.

        موسى هو رجل الله، ووكيله.

        الكهنة، يستشيرون الله بواسطة الأوريم والتميم.

        رؤساء القبائل أو الأمراء.

        رؤساء ألوف Chiliarchs .

        رؤساء مئات Centurions .

        رؤساء خمسين Tribunes .

        رؤساء عشرات Decurions .

        عرفاء  Officers، وهم الأشخاص الذين يعينون للتنفيذ فقط.

هكذا يخضع الكل لله أولاً الذي منه أخذ الكل سلطانهم، وأمامه يدانون، ويخضع كل واحدٍ لمن هو في رتبة أعلى منه.

من جانب موسى النبي نفسه فقد أعلن عجزه عن أن يحمل أثقال شعب الله وحده، لذا أقام منهم قادة للحرب ولتدبير شئون الأسباط وللقضاء (1: 9-17)، دون أن ينسحب من مسئوليته، خاصة في الأمور العسيرة (1: 17). أما من جانب الشعب نفسه فقد قابل محبة الله واهتمام موسى بالتشكك والتذمر.



والمجد لله دائما