هل كان يذبح خروف الفصح في البيت ام في المكان المقدس ؟ خروج 12: 7 تثنية 16: 2



Holy_bible_1



الشبهة



يخبرنا سفر الخروج ان خروف الفصح يجب ان يذبح في البيت ولكن في سفر التثنية 16: 2 يشرع بان خروف الفصح يذبح فقط في المكان الذي يختارب الرب ليحل اسمه فيه وهو مكان خيمة الاجتماع او الهيكل

فهل هذا تناقض ؟



الرد



خروف الفصح الذي يتكلم عنه الكتاب المقدس في سفر الخروج الظروف التي قدم فيها يختلف تماما عن ظروفهم بعد الخروج ورغم ذلك بدراسة كلمات سفر الخروج نخرج بمعني واضح

سفر الخروج 12

5 تكون لكم شاة صحيحة ذكرا ابن سنة، تأخذونه من الخرفان أو من المواعز

6 ويكون عندكم تحت الحفظ إلى اليوم الرابع عشر من هذا الشهر. ثم يذبحه كل جمهور جماعة إسرائيل في العشية

7 ويأخذون من الدم ويجعلونه على القائمتين والعتبة العليا في البيوت التي يأكلونه فيها



اولا لم يقل ان يذبح في داخل البيوت ولكن قال يذبحه كل جمهور جماعة اسرائيل اي انهم يجتمعوا مجموعات ويقوموا بذلك ومتي ذبحوه فياخذ كل منهم من دم الخروف ويجعلونه علي القائمتين والعتبه العليا

وهم في ارض جاسان مكان يقدروا ان يجتمعوا فيه كلهم اما موسي

ولو كان قال لهم الرب اذبحوه امام الخيمه هل كان يوجد خيمة اجتماع في ارض مصر ؟

الم تصنع الخيمه بعد ذلك بفتره بعد ان استلم تصميمها موسي من الرب في جبل سيناء ؟

اذا لو اوصاهم الرب ان يذبحوا امام الخيمه لاصبح امر غير مقبول

هذا بالاضافه الي امر مهم وهو حين عبور ضربة الهلاك

12 فإني أجتاز في أرض مصر هذه الليلة، وأضرب كل بكر في أرض مصر من الناس والبهائم. وأصنع أحكاما بكل آلهة المصريين. أنا الرب

13 ويكون لكم الدم علامة على البيوت التي أنتم فيها، فأرى الدم وأعبر عنكم، فلا يكون عليكم ضربة للهلاك حين أضرب أرض مصر



اذا الذبح قرب من البيوت هو مهم لكي ياخذوا من الدم ويجعلوا علي القائمتين والعتبه العليا ولن بعد هذه الليه لن تعبرة ضربة الهلاك مره اخري ولهذا لا يحتاج الشعب الي استخدام الدم مره ثانيه فيما بعد

اما لو كان الفكر فقط هو اجتماعهم امام الرب فهذا حدث بالفعل في نفس الاصحاح

21 فدعا موسى جميع شيوخ إسرائيل وقال لهم: اسحبوا وخذوا لكم غنما بحسب عشائركم واذبحوا الفصح

22 وخذوا باقة زوفا واغمسوها في الدم الذي في الطست ومسوا العتبة العليا والقائمتين بالدم الذي في الطست. وأنتم لا يخرج أحد منكم من باب بيته حتى الصباح

23 فإن الرب يجتاز ليضرب المصريين. فحين يرى الدم على العتبة العليا والقائمتين يعبر الرب عن الباب ولا يدع المهلك يدخل بيوتكم ليضرب

24 فتحفظون هذا الأمر فريضة لك ولأولادك إلى الأبد

25 ويكون حين تدخلون الأرض التي يعطيكم الرب كما تكلم، أنكم تحفظون هذه الخدمة

26 ويكون حين يقول لكم أولادكم: ما هذه الخدمة لكم

27 أنكم تقولون: هي ذبيحة فصح للرب الذي عبر عن بيوت بني إسرائيل في مصر لما ضرب المصريين وخلص بيوتنا. فخر الشعب وسجدوا



اذا فهم اجتمعوا في مكان واحد وذبحوا الفصح في المكان الذي اختاره الرب الذي وقف فيه موسي وذهبوا ليتمموا ما امرهم به الرب من وضع الدم علي الابواب



ونقارن هذا بما جاء في

سفر التثنية 16

1 احفظ شهر أبيب واعمل فصحا للرب إلهك، لأنه في شهر أبيب أخرجك الرب إلهك من مصر ليلا

2 فتذبح الفصح للرب إلهك غنما وبقرا في المكان الذي يختاره الرب ليحل اسمه فيه

3 لا تأكل عليه خميرا . سبعة أيام تأكل عليه فطيرا، خبز المشقة، لأنك بعجلة خرجت من أرض مصر، لكي تذكر يوم خروجك من أرض مصر كل أيام حياتك

4 ولا ير عندك خمير في جميع تخومك سبعة أيام، ولا يبت شيء من اللحم الذي تذبح مساء في اليوم الأول إلى الغد

5 لا يحل لك أن تذبح الفصح في أحد أبوابك التي يعطيك الرب إلهك

6 بل في المكان الذي يختاره الرب إلهك ليحل اسمه فيه. هناك تذبح الفصح مساء نحو غروب الشمس في ميعاد خروجك من مصر

وهنا يتكلم عن ذبح الفصح في المكان الذي يختاره الرب وليس في ابواب البيوت وهذا ما حدث في الخروج 12 ايضا فهم اجتمعوا امام موسي ثم ذهبوا الي بيوتهم لياخذوا من الدم ويضعوا

علي العتبه العليا والقائمتين

اذا لا يوجد مشكله ولا تناقض بين ما ذكر الفرق الوحيد هو ان خيمة الاجتماع لم تكن صنعت بعد

ونجد في العدد ما هو يؤكد ان ما حدث في الخروج مثل ما اوصي به في تثنية

سفر العدد9

1 وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى فِي بَرِّيَّةِ سِينَاءَ، فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ لِخُرُوجِهِمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ قَائِلاً:
2 «وَلْيَعْمَلْ بَنُو إِسْرَائِيلَ الْفِصْحَ فِي وَقْتِهِ.
3 فِي الْيَوْمِ الرَّابعَ عَشَرَ مِنْ هذَا الشَّهْرِ بَيْنَ الْعَشَاءَيْنِ تَعْمَلُونَهُ فِي وَقْتِهِ. حَسَبَ كُلِّ فَرَائِضِهِ وَكُلِّ أَحْكَامِهِ تَعْمَلُونَهُ».
4 فَكَلَّمَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَعْمَلُوا الْفِصْحَ.
5 فَعَمِلُوا الْفِصْحَ فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ فِي الْيَوْمِ الرَّابعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ بَيْنَ الْعَشَاءَيْنِ فِي بَرِّيَّةِ سِينَاءَ، حَسَبَ كُلِّ مَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى هكَذَا فَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ.



فهم عملوا الفصح كما عملوه في مصر ولكن بدون وضع الدم علي الابواب لانهم خرجوا من مصر وايضا هم مجتمعين امام موسي مثلما عملوا في مصر لان خيمة الاجتماع كانت علي وشك الانتهاء



ولكن الرب يخبرهم بروح النبوه وبعلمه ان فيما بعد سيستقروا في ارض متسعه فلا يتكاسلوا ويذبحوا في بيوتهم ولكن يذهبوا امام بيت الرب ولذلك طلب منهم ان يذبحوا الفصح الذي هو قبل اسبوع الفطير امام الرب



واخيرا المعني الروحي



من تفسير ابونا تادرس واقوال الاباء



عيد الفصح بالنسبة للشعب العبراني له معناه الخاص، ففيه خروج آبائهم من مصر ليعبروا إلى البريَّة، منطلقين نحو أرض الموعد. وهو العيد الذي فيه وُضع الأساس لإقامة الشعب كأمَّة وُلدت في مصر، في بلدٍ غريب، ثم انطلقت إلى البريَّة كصبيَّة غريبة مخطوبة لعريسها. كقول الرب في سفر إرميا: "قد ذكرت لكِ غيرة صباكِ، محبَّة خطبتكِ، ذهابك ورائي في البريَّة في أرض غير مزروعة" (إر 2: 2). وكأن عيد الفصح هو تذكُّر انطلاق الصبيَّة المولودة في الغربة إلى حالة نضوج لتكون عروسًا روحيَّة للسماوي.

هذا ما جعل حدث "الخروج" أو "عيد الفصح" عَصَب الكتاب المقدَّس، بكونه ظلاً للخروج الذي حقَّقه لنا فصحنا يسوع المسيح، الذي يعبر بنا من أرض العبوديَّة إلى البريَّة، متَّجهين نحو السماء، كعروسٍ سماويَّة مزينة لرجلها (رؤ 21: 2). وقد سبق أن عرض سفر الخروج لتفاصيل هذا العيد في الأصحاح الثاني عشر.

شريعة عيد الفصح لها قدسيَّتها الخاصة، فيلتزم الشعب بحفظ الشهر كلُّه، مع أن العيد يحتفل به لمدَّة أسبوع واحد وسط الشهر.

"احفظ شهر أبيب واعمل فصحًا للرب إلهك،

لأنَّه في شهر أبيب أخرجك الرب إلهك من مصر ليلاً" [1].

جاء في الترجمة السبعينيَّة: "احفظ شهر الأمور الجديدة، واحفظ الفصح للرب إلهك".

     لقد انتهى زمان الظلال، والأمور القديمة قد بطلت، الآن شهر الأمور الجديدة قد صار بين أيدينا، والذي يليق بكل إنسان أن يحفظ العيد في طاعة له[192].

البابا أثناسيوس الرسولي

شهر أبيب أو شهر الثمار الجديدة (ما بين شهريّ مارس وإبريل)، هو الشهر الذي فيه تمتَّع الشعب بالخروج من مصر، والانطلاق من العبوديَّة. صار هذا الشهر هو بدء السنة اليهوديَّة (خر 12: 2).

     إن كان الله نفسه يحب العيد، ويدعو إليه، لهذا لا يليق يا اخوة أن تتأخَّروا في الاحتفال به، ولا أن تحفظوه بإهمال، وإنَّما نأتي إليه بنشاطٍ وغيرةٍ، ونقبل نحو هذا العيد السماوي بغيرة[193].

البابا أثناسيوس الرسولي

دُعيَ عيد العبور حيث عبر الملاك المهلك على الأبواب المرشوشة بالدم ولم يهلك أحدًا (خر 12: 2). قُدِّم الفصح ليلاً، وفي نصف الليل ضرب الرب أبكار المصريِّين (خر 12: 29)، عندئذ ألحَّ المصريُّون على الشعب أن يخرج.

في هذا العيد نخرج روحيًا من "رعمسيس" بمصر، وفي ذهن العلامة أوريجانوس معناها "الارتباك". ننطلق من حيث الارتباك والفساد إلى حيث السلام الداخلي والقداسة. عيد الفصح هو دعوة لمراجعة النفس في ارتباطها بالفصح الحقيقي، ذبيحة المسيح الفريدة، القادرة وحدها أن تنقلنا إلى حضن الآب، حاملين برّ مخلِّصنا، فنجد فيه فرحنا الدائم، وسلامنا الأبدي، وشركتنا الحيَّة السماويَّة مع القدُّوس نفسه.

لنخرج روحيًا كما في نصف الليل وسط الظلمة الدامسة، لننعم بعربون السماء، حيث لا تحتاج إلى شمسٍ أو قمرٍ ولا إلى سراجٍ يُضيئها، لأن شمس البرّ نفسه يشرق فيها. يقيم فينا ملكوته السماوي، ويعكس بهاء مجده علينا، فلا تقدر قوَّات الظلمة أن تقترب إلينا.

مع كل يوم أحد، بل مع كل نسمة من نسمات حياتنا نحتفل بعيد الفصح، حيث نختبر قيامة المسيح فصحنا، فنعيش الحياة المقامة التي تتحدَّى آخر عدو وهو الموت! يحوِّل الله كل أيَّامنا إلى عيدٍ غير منقطعٍ، ويُشرق في نصف الليل وسط الظلمة لنتمتَّع ببهاء مجده وسط غربتنا.

"فتذبح الفصح للرب إلهك غنمًا وبقرًا في المكان الذي يختاره الرب ليحل اسمه فيه.

سبق لنا الحديث عن طقس هذا العيد في تفسير خروج 12، وعدد 28. أمَّا هنا فنركِّز على النقاط التالية.

أولاً: أن تقدَّم ذبائح العيد في المكان الذي يختاره الرب ليحل اسمه فيه [2، 6، 7]. لم يشر هنا إلى أورشليم، إذ لم يكن قد بُني الهيكل بعد. هذا يؤكِّد أن السفر قد كُتب قبل عصر داود حيث اختيرت أورشليم كمدينة الله ليُقيم فيها سليمان بن داود هيكل الله.

تُقدَّم الذبائح "في المكان الذي يختاره الرب ليحل اسمه فيه" [2]، مؤكِّدًا أن بيت الرب هو هبة الله لشعبه، يختار الموضع ليُعلن سكناه في وسط شعبه. هكذا إذ يتطلَّع الإنسان إلى أعماقه يرى في داخله هيكلاً اختاره الرب لكي يقدِّم فيه ذبائح الحب والشكر لله خلال الصليب "ذبيحة الفصح". في داخلنا أورشليم الروحيَّة التي اختارها الله بنفسه مدينته المقدَّسة، وأقام فيها هيكله، ويتقبَّل في داخلها تقدماتنا.

لا زالت الوصيَّة قائمة: "تذبح الفصح للرب إلهك غنمًا وبقرًا في المكان الذي يختاره الرب ليحل اسمه فيه" [2]. ما هو هذا المكان سوى الجلجثة، حيث قُدِّمت ذبيحة الفصح الفريدة، فإن كل تقدمة أو ذبيحة تُقدَّم خارج الجلجثة لن يشتمها الله الآب رائحة سرور ورضا. هذا هو عمل روح الله القدُّوس، الذي يجعل من الكنيسة جلجثة يلتقي فيها المصلوب مع محبوبيه القادمين ليحملوا معه صليبه. هناك تقدَّم ذبائح الحب الحق.

عمل الروح القدس أيضًا أن يُقيم من النفس جلجثة ويبني مذبحًا غير مصنوع من حجارة، بل هو مذبح فائق، فيه يُعلن مسيحنا صليبه، وتجد النفس لذَّتها باللقاء معه قائلة: "تحت ظلِّه اشتهيت أن أجلس وثمرته حلوة لحلقي، أدخلني إلى بيت الخمر وعَلَمه فوقي محبَّة" (نش 2: 3-4).

ليتنا لا نذبح الفصح في الموضع الذي نختاره نحن، بل يختاره روح الرب ويُقيم منه جلجثة حقَّة!

ثانيًا: في [2] أشار إلى تقديم الذبيحة في اليوم الأول من العيد، من الغنم أو البقر، حيث تؤكل في العشاء الخاص بالفصح، لا يبقى منها شيء إلى اليوم التالي. أمَّا في بقيَّة أيَّام العيد فيُمكن ذبح أيَّة حيوانات أخرى. يربط العيد بالذبائح، فالفصح نفسه هو ذبيحة؛ والمسيح فصحنا ذُبح لأجلنا (1 كو 5: 7)، كما كانت تقدَّم ذبائح أخرى خلال أيَّام العيد السبعة (عد 28: 19). لهذا يقول: "فتذبح الفصح للرب إلهك غنمًا وبقرًا" [2].

في كل قدَّاس إلهي إذ نحتفل بعيد فصحنا، أي بصليب المسيَّا وقيامته، فيه نتمتَّع بالشركة مع المسيح الذبيح، فنقدِّم حياتنا المبذولة ذبيحة حب مقبولة خلال الصليب. من لا يقبل الصلب مع المسيا المصلوب لا يختبر بهجة القيامة معه، ولا يتذوَّق "عيد الفصح". لهذا يقول القدِّيس أغسطينوس وهو يتطلَّع إلى المذبح الذي يحمل جسد الرب ودمه المبذولين مطالبًا إيَّانا أن نقبل شركة آلامه عمليًا، فيقول: "أنتم فوق المذبح، أنتم داخل الكأس".



والمجد لله دائما