هل انتخب يشوع 30 الف لمحاربة عاي ام 5 الاف رجل فقط ؟ يشوع 8

 

Holy_bible_1

 

الشبهة 

 

جاء في يشوع 8 :3»3فَقَامَ يَشُوعُ وَجَمِيعُ رِجَالِ الْحَرْبِ لِلصُّعُودِ إِلَى عَايٍ. وَانْتَخَبَ يَشُوعُ ثَلاَثِينَ أَلْفَ رَجُل جَبَابِرَةَ الْبَأْسِ وَأَرْسَلَهُمْ لَيْلاً

نجد أن يشوع قد جنَّد 30 ألف رجلاً، ولكنه يقول في نفس السفر العدد 11 ـ 12 إنه أخذ نحو خمسة آلاف رجل» 11وَجَمِيعُ رِجَالِ الْحَرْبِ الَّذِينَ مَعَهُ صَعِدُوا وَتَقَدَّمُوا وَأَتَوْا إِلَى مُقَابِلِ الْمَدِينَةِ، وَنَزَلُوا شِمَالِيَّ عَايٍ، وَالْوَادِي بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ عَايٍ. 12فَأَخَذَ نَحْوَ خَمْسَةِ آلاَفِ رَجُل وَجَعَلَهُمْ كَمِينًا بَيْنَ بَيْتِ إِيلَ وَعَايٍ غَرْبِيَّ الْمَدِينَةِ. وهذا تناقض.

 

الرد 

 

الحقيقه الشبهة لا اساس لها من الصحه ولا يوجد اي تناقض وفقط بقراءة الاعداد بتدقيق نعرف انه لا تناقض

وقبل ان ندرس القصه من الاصحاح الثامن نرجع في عجاله الي الاصحاح السابع ونري فيه ان عاي هي مدينه صغيره يكفي ثلاث الاف رجل فقط من اسرائيل لمحاربتها والانتصار عليها لو كان الرب معهم

سفر يشوع 7

2 وأرسل يشوع رجالا من أريحا إلى عاي التي عند بيت آون شرقي بيت إيل، وكلمهم قائلا: اصعدوا تجسسوا الأرض. فصعد الرجال وتجسسوا عاي 

3 ثم رجعوا إلى يشوع وقالوا له: لا يصعد كل الشعب، بل يصعد نحو ألفي رجل أو ثلاثة آلاف رجل ويضربوا عاي. لا تكلف كل الشعب إلى هناك لأنهم قليلون 

ولكنهم خسروا بسبب خيانة عاخان وسرقته من الحرام واعلن الرب انه رفع غضبه عنهم  

ولكن يشوع يقول امر مهم جدا وهو 

7 وقال يشوع: آه يا سيد الرب لماذا عبرت هذا الشعب الأردن تعبيرا لكي تدفعنا إلى يد الأموريين ليبيدونا ؟ ليتنا ارتضينا وسكنا في عبر الأردن 

8 أسألك يا سيد: ماذا أقول بعدما حول إسرائيل قفاه أمام أعدائه 

9 فيسمع الكنعانيون وجميع سكان الأرض ويحيطون بنا ويقرضون اسمنا من الأرض. وماذا تصنع لاسمك العظيم 

ويشوع كقائد عسكري محنك يعرف ان ثلاثة الاف الي خمسة الاف كافيه بمعونة الرب الانتصار علي عاي ولكنه بدا يضع في حسبانه ان الوثنيين سمعوا بما حدث وان الرب تخلي عن شعبه وخوف الكنعانيين ليس من اسرائيل ولكن من اله اسرائيل بما سمعوه من عظائم فعلها مع شعبه فلو سمعوا ان الرب تخلي عنهم فهي افضل فرصه للهجوم علي اسرائيل فيشوع يعد العده في حالة هجوم بقية الشعوب 

فهو لا يعد فقط الي عاي ولكن لاي احتمال من هجوم خارجي مفاجئ 

وهو ادرك الدرس ان لا يتراخي ويتهاون وان يتمم الخلاص بخوف ورعده ( فيلبي 2: 12 ) لان بعد الانتصار العظيم علي اريحا بدأ الشعب يتهاون ويقول ( لا تكلف )  

اذا هو لن يحارب بالجيش كله ولكن يكونوا مستعدين لاي احتمال ان يكون الكنعانيين جاؤا الي عاي  

ونلاحظ ان عاي واريحا الاثنين في المنتصف في الطرق الرئيسية وبالسيطره علي اريحا هو سيطر علي معظم الطرق الرئيسية وبقي عاي ويكون قسم الشمال عن الجنوب فيقدر ان يهجم علي كل منهم علي حدى  

سفر يشوع 8

1 فقال الرب ليشوع: لا تخف ولا ترتعب. خذ معك جميع رجال الحرب، وقم اصعد إلى عاي. انظر. قد دفعت بيدك ملك عاي وشعبه ومدينته وأرضه 

الرب امره ان يكون الكل في يقظه واستعداد لان جميع رجال الحرب للشعب الذي تعدي اثنين مليون لايوجد فيهم مسنين لان كل من كان 20 سنه فما فوق مات في البريه فاكبرهم عمر سيكون في الخمسينات فهو لا زال رجل حرب ( فيما عدا يشوع وكالب ) وهو احضر فقط 40 الف رجل من سبطي راوبين وجاد فهو معه جيش غالبا فوق 500 الف رجل 

اذا فنحن نتكلم عن الجيش كله استعد وليس الثلاثين الف او الخمس الاف وهو روح اليقظه وليس التكاسل والتراخي 

وايضا الرب اعد الشعب لشيئ اخر وهو 

2 فتفعل بعاي وملكها كما فعلت بأريحا وملكها. غير أن غنيمتها وبهائمها تنهبونها لنفوسكم. اجعل كمينا للمدينة من ورائها 

فالرب يريد ان يعطي للشعب اشياء ليفرحوا بها بالمفهوم الارضي لكي لا يحدث مثل عخان مره اخري 

وهنا الرب يريد ان يجعلهم يبدؤا في الاعتماد علي نفسهم قليلا ففي اريحا لم يحتاجوا ان يصنعوا كمين لان الرب جعل الاسوار تنهار ولكن هنا الرب يريدهم ان يتدربوا كيف يتعاملوا مع اولاد الدهر فهم يجبوا ان يكونوا حكماء كالحيات وبسطاء كالحمام ( متي 10: 16 ) 

3 فقام يشوع وجميع رجال الحرب للصعود إلى عاي. وانتخب يشوع ثلاثين ألف رجل جبابرة البأس وأرسلهم ليلا 

 

فهو بالفعل انتخب ثلاثين الف رجل من الجيش كله الذي مع يشوع وارسلهم ليلا 

وهو امامه عاي وهم من خلف عاي  

4 وأوصاهم قائلا: انظروا أنتم تكمنون للمدينة من وراء المدينة. لا تبتعدوا من المدينة كثيرا، وكونوا كلكم مستعدين 

فهؤلاء الثلاثين سيكمنوا خلف المدينه وهذا الكمين يكون قريبا من عاي وهو الكمين الذي سيهجم لحرق عاي وايضا اخذ الغنيمة وهو قريب من عاي لهذا  

5 وأما أنا وجميع الشعب الذي معي فنقترب إلى المدينة. ويكون حينما يخرجون للقائنا كما في الأول أننا نهرب قدامهم 

6 فيخرجون وراءنا حتى نجذبهم عن المدينة. لأنهم يقولون إنهم هاربون أمامنا كما في الأول . فنهرب قدامهم 

7 وأنتم تقومون من المكمن وتملكون المدينة، ويدفعها الرب إلهكم بيدكم 

8 ويكون عند أخذكم المدينة أنكم تضرمون المدينة بالنار. كقول الرب تفعلون. انظروا. قد أوصيتكم 

9 فأرسلهم يشوع، فساروا إلى المكمن، ولبثوا بين بيت إيل وعاي غربي عاي. وبات يشوع تلك الليلة في وسط الشعب 

وهذا تاكيد لانه الكمين الذي سيهجم علي المدينه وياخذ الغنيمه ثم يحرقها بالنار فهم دورهم واضح 

10 فبكر يشوع في الغد وعد الشعب، وصعد هو وشيوخ إسرائيل قدام الشعب إلى عاي 

11 وجميع رجال الحرب الذين معه صعدوا وتقدموا وأتوا إلى مقابل المدينة، ونزلوا شمالي عاي، والوادي بينهم وبين عاي 

12 فأخذ نحو خمسة آلاف رجل وجعلهم كمينا بين بيت إيل وعاي غربي المدينة 

 

فالكمين الاول غرب جنوب  عاي علي مقربه من عاي في عكس اتجاه يشوع 

اما يشوع شمال عاي والكمين الاخر المكون من خمسة الاف له دور هام جدا 

كل رجال عاي خرجوا للحرب ويشوع امامهم من الشمال ولما يكتشفوا ان عاي حرقت وهي جنوبهم فماذا سيفعلوا ؟ بالطبع سيسرعوا هربا الي الغرب الي بيت ايل لانه اقرب مكان يستطيعوا الهروب اليه ولكن يشوع يعد كمين يهجم عليهم من هذه الناحيه 

وهنا اضع خريطه لشرح التفصيل 

C:\Documents and Settings\Administrator\Desktop\3.bmp

فيشوع شمال الي الناحيه الشرقيه قليلا والكمين الاول غرب عاي الي الجنوب قليلا عكس مكان يشوع علي مقربه من عاي والكمين الثالث غرب عاي في الطريق الي بيت ايل لكي يمنع اي هروب 

 13 وأقاموا الشعب، أي كل الجيش الذي شمالي المدينة، وكمينه غربي المدينة. وسار يشوع تلك الليلة إلى وسط الوادي 

وهنا خطأ بسيط من المترجم لان الكلمه في العبري كمينيه اي كمينيين 

(HOT)  וישׂימו העם את־כל־המחנה אשׁר מצפון לעיר ואת־עקבו מים לעיר וילך יהושׁע בלילה ההוא בתוך העמק׃ 

 

13 wayyāśîmû hā‘ām ’e-kāl-hammaăneh ’ăšer miṣṣəfwōn lā‘îr wə’e-‘ăqē mîyām lā‘îr wayyēleə yəhwōšu‘a ballayəlâ hahû’ bəə hā‘ēmeq: 

وكلمة كمين اقيب هي جائت تصريف الجمع 

 

(JPS)  So the people set themselves in array, even all the host that was on the north of the city, their rear lying in wait on the west of the city; and Joshua went that night into the midst of the vale. 

 

(KJV)  And when they had set the people, even all the host that was on the north of the city, and their liers in wait on the west of the city, Joshua went that night into the midst of the valley.

فهي بالجمع بمعني كمينيه منتظرين غربي المدينه 

وهذا تاكدنا ان هما كمينيين وكل كمين له دور مهم والكمين الاول 30000 عرفنا دوره والكمين الثاني 5000 ياتي شرحه الان 

14 وكان لما رأى ملك عاي ذلك أنهم أسرعوا وبكروا، وخرج رجال المدينة للقاء إسرائيل للحرب، هو وجميع شعبه في الميعاد إلى قدام السهل، وهو لا يعلم أن عليه كمينا وراء المدينة 

15 فأعطى يشوع وجميع إسرائيل انكسارا أمامهم وهربوا في طريق البرية 

16 فألقي الصوت على جميع الشعب الذين في المدينة للسعي وراءهم، فسعوا وراء يشوع وانجذبوا عن المدينة 

17 ولم يبق في عاي أو في بيت إيل رجل لم يخرج وراء إسرائيل. فتركوا المدينة مفتوحة وسعوا وراء إسرائيل 

18 فقال الرب ليشوع: مد المزراق الذي بيدك نحو عاي لأني بيدك أدفعها. فمد يشوع المزراق الذي بيده نحو المدينة 

19 فقام الكمين بسرعة من مكانه وركضوا عندما مد يده، ودخلوا المدينة وأخذوها، وأسرعوا وأحرقوا المدينة بالنار 

20 فالتفت رجال عاي إلى ورائهم ونظروا وإذا دخان المدينة قد صعد إلى السماء. فلم يكن لهم مكان للهرب هنا أو هناك. والشعب الهارب إلى البرية انقلب على الطارد 

21 ولما رأى يشوع وجميع إسرائيل أن الكمين قد أخذ المدينة، وأن دخان المدينة قد صعد، انثنوا وضربوا رجال عاي 

22 وهؤلاء خرجوا من المدينة للقائهم، فكانوا في وسط إسرائيل، هؤلاء من هنا وأولئك من هناك. وضربوهم حتى لم يبق منهم شارد ولا منفلت 

فهنا راينا دور الثلاث فرق اولا دور جيش يشوع يبدا بالهروب ثم يرجع مره اخري لما تحرق المدينه 

الكمين الاول بعد خروج شعب عاي وراء يشوع يهجم علي المدينه وهي مفتوحه وياخذ الغنائم التي سمح لهم الرب ويحرقون المدينه 

الكمين الثاني الذي يقوم وياتي مقابل المدينه من الناحية الغربيه ويهجم علي رجال عاي ويمنعهم من الرجوع الي عاي او الهرب الي بيت ايل 

ولهذا لا يوجد تناقض بين عدد رجال الكمين لانهم كمينيين مختلفين احدهم 30000 والاخر 5000 

وايضا الكمين الثاني له اهمية كبري وهي لو كان اي جيش اتي من بيت ايل من الكنعانيين لمفاجئت جيش اسرائيل يكون الكمين منتظرهم ويفسد خطتهم لان الطريق الوحيد المتبقي لمجيئ كنعانيين من الشمال هو من طريق بيت ايل لان من طريق اريحا سيطر عليه شعب اسرائيل ولن يسمح بمرورهم 

 

وبالاضافه الي وضوح العدد لفظيا بوجود كمينيين ايضا اكد ذلك كل من 

ابونا انطونيوس فكري

خطة الحرب

تتلخص الخطة في تكوين 3 مجموعات

1.     مجموعة مع يشوع

2.     كمين 30000 خلف عاي

3.     كمين 5000 بين بيت إيل وعاي

مهمة المجموعة الأولى بقيادة يشوع أن تهجم فيخرج عليها جيش عاي فتستدير وتهرب فيظن جيش عاي أنهم سيهربون مثل المرة الأولى فيلاحقونهم ومهمة المجموعة الثانية أنه حين تفرغ عاي من جيشها يعطي يشوع علامة لهذه المجموعة فتقتحم عاي وتشعل بها النيران وتكون النيران علامة ليشوع ورجاله فيستديروا لضرب جيش عاي الذي أنهار نفسياً حينما شاهد حريق عاي.

وتكون مهمة المجموعة الثالثة حماية الجيش من أي هجون محتمل من أهل بيت إيل لمعونة عاي.

 

القس منيس عبد النور

قال المعترض: «جاء في يشوع 8:3-9 أن يشوع جنَّد 30 ألف رجلاً، ولكنه يقول في آية 12 إنه أخذ نحو خمسة آلاف رجل».

وللرد نقول: الفرق في العدد يرجع إلى أنه أقام كمينين، يختلف كلٌّ منهما عن الآخر. لقد جنَّد ثلاثين ألفاً، ثم أعدَّ خمسة آلاف رجل آخر يكمنون غرب عاي.

 

وابونا تادرس يعقوب ملطي 

وأمره أن يقسم الشعب فريقين: الفريق الأول يمثل كمينًا يختفي وراء مدينة عاي، من جهة الغرب بينها وبين بيت إيل. ويبدو أن هذا الفريق أيضًا قد انقسم إلى قسمين: كمين يتكون من 30 ألف رجل جبار بأس [3] يختفي بالقرب من بيت إيل حتى يستطيعوا أن يصدوا أي تحرك لشعب بيت إيل لإنقاذ عاي، والآخر يتكون من نحو خمسة آلاف رجل [12]

 

وايضا اكد ذلك مفسرين يهود كثيرين مثل جاركي وكامشي المفسرين اليهوديين 

وايضا المفسريين الغربيين مثل جيل 

 between Bethel and Ai, on the west side of the city; and though they were on the same side of the city with the first and larger ambush, yet, as Abarbinel observes, they might be set nearer the city and to the army; and he supposes the first ambush was to take the city, and the second little ambush, as he calls it, was placed, that when the men of the city came out, they might make a noise and a stir, and skirmish with them, that so they might not come upon the camp suddenly.

 

واخيرا المعني الروحي 

من تفسير ابونا تادرس يعقوب واقوال الاباء

 من جهة الكنيسة ككل فالفريقان يمثلان عنصرين في كنيسة العهد الجديد، جماعة من أصل يهودي وأخرى من أصل أممي، فالفريق الذي كان تحت قيادة يشوع، والذي اقترب من مدخل عاي من الأمام لكنه تظاهر بالهروب حتى يجتذب ملك عاي وكل جيشه وشعبه خارج مدينته إنما يمثل الجماعة التي من أصل يهودي والتي قبلت الإيمان بيسوع، وجاءت أمام المدينة علانية، إذ جاءت خلال الناموس والأنبياء، لتهجام بيسوعها مملكة الظلمة وتحطم الشيطان رئيسها. هذه الجماعة هي التي قال عنها السيد: "لم أُرسل إلاَّ لخراف بيت إسرائيل الضالة" (مت 25: 24)، كما قال الرسول عنهم: "مجد وكرامة وسلام لكل من يفعل الصلاح اليهودي أولاً ثم اليوناني" (رو 2: 20). أما تظاهرهم بالهروب أمام مدينة عاي، فكما يقول العلامة أوريجانوس: [تظاهروا بالهروب كل الذين كانوا يتبعون يشوع، إذ هربوا من ثقل الناموس، وحفظ السبت حسب الشريعة، وختان الجسد، وتقديم ذبائح دموية. لكننا إذ نتأمل حركتهم الثانية نجد أن الذين تبعوا يشوع الكامل ومتمم الناموس لم يهربوا "بل رجعوا واقتحموا المدينة"[134]].

تظاهروا بالهروب حتى خرج ملك عاي وشعبه من مدينته وعندئذ ارتدوا عليهم وغلبوهم؛ هكذ ظهر اليهود الذين قبلوا الإيمان بالسيد المسيح أنهم تحت قيادة يشوع الحقيقي تقهقروا عن الناموس وأعماله لكنهم عادوا يدركون الناموس وأعماله بالروح لا الحرف. لقد انعتقوا من تحت الناموس ليعيشوا لا ككاسري الناموس أو مزدرين بأعماله وطقوس شريعته وإنما ليدخلوا إلى أسراره الروحية ويتفهموا أعماقه ويحققوا غايته تحت قيادة "يشوع الحقيقي" الحامل لعنة الناموس عنا.

أما الفريق الآخر فيمثل كمينين أحدهما يتكون من 30 ألف رجل بأس يقتربون من بيت إيل خلف عاي، والآخر يتكون من نحو 5 آلاف رجل خلف عاي مباشرة؛ هذان الكمينان يمثلان جماعة المؤمنين من أصل أممي. كان يشوع هو المدبر لهما وهو الذي اختارهما، لكنه لم يكن بالجسد في وسطهما، وذلك كالأمم الذين لم يحل رب المجد يسوع جسديًا في وسطهم كما حدث مع اليهود، وإنما سمعوا عنه سماع الأذن وعرفوه خلال كرازة التلاميذ والرسل. هؤلاء أيضًا لم يتقدموا إلى المدينة من الأمام بل كانوا مختفين من ورائها... إذ لم يكن لهم الناموس ولا الأنبياء ولا أُعطيت لهم عهود ولا مواعيد. وكما يقول الرسول: "إن الأمم الذين لم يسعوا في أثر البر (بالناموس) أدركوا البر، البر الذي بالإيمان" (رو 9: 30). جاءوا من خلف، ليس لهم معرفة سابقة بالناموس والشريعة والنبوات، لكنهم بالإيمان الذي في قلبهم اقتحموا المدينة وحطموا قوات الظلمة وسلبوا إبليس سلطانه وجبروته... وكان عملهم ملتحمًا مع كل الفريق الأول بقيادة يشوع نفسه!

ولعل الرقمين 30.000، 5000 الخاصين بالكمينين الغالبين لإبليس وكل جنوده يحملان مفهومان روحيين. فرقم 30.000 هو حصيلة ضرب 3 × 10 × 1000. فإن كان رقم 3 يُشير للإيمان بالثالوث القدوس أو لسرّ القيامة مع المسيح كما رأينا في الأصحاحات السابقة، ورقم 10 يُشير إلى الناموس حيث الوصايا العشر، ورقم 1000 يُشير للحياة السماوية، فإن هذا الرقم في كليته إنما يعني أن هذا الفريق من الأمم الذي لم يتسلم الناموس الموسوي ولا تعرف عليه، باللإيمان بالثالوث القدوس كما بتمتعه بالحياة المقامة في المسيح يسوع صار متممًا للناموس (10) ولكن بطريقة روحية أو سماوية (1000). لم يكسر الأمم (المؤمنون) الناموس ولا احتقروه وإنما في الإيمان صاروا في المسيح يسوع القائم من الأموات متبررين، كمن قد أكملوا الوصايا وحققوها بفكر روحي سماوي وليس بطريقة حرفية قاتلة. أما رقم 5000 فيُشير إلى تقديس حواس هؤلاء المؤمنين الذين كانوا قبلاً يعيشون في الظلمة ويتمرغون في الدنس، بالإيمان الحيّ تقدّست حواسهم الخمس وصارت لهم السمة الروحية السماوية (1000).

كما كانت الخطة متكاملة، فلا يمكن لفريق أن ينجح بمفرده، إنما يعمل الإثنان معًا، هكذا تظهر الكنيسة متكاملة بقبول أعضاء من أصل يهودي وآخرين من أصل أممي، بالرغم من اختلاف الثقافة والفكر والظروف.

إن تطلعنا إلى هذه الخطة التي قدمها الله ليشوع ليغلب عاي ويستولى عليها بكونها تمثل الحرب الروحية في حياة كل واحد منا، فإننا نحتاج نحن أيضًا إلى خطة مماثلة، فنحارب روحيًا خلال الجهاد الظاهر تحت قيادة يشوع مثل العبادة الليتورجية والأصوام والصلوات العائلية والشخصية والاشتراك في العطاء وعمل المطانيات إلخ... هذا كله يلتحم مع الحياة السرية الخفية التي تعمل ككمين تضعه النفس ضد الخطية ومملكتها وذلك تحت رعاية يسوع المسيح نفسه المخلص، مثل تنهدات القلب، والصلوات السهمية (صلاة يسوع الدائمة) وتقديس الإرادة والأحاسيس إلخ... الأمور التي لا يراها أحد ولا يدركها إلاَّ السيد نفسه. بمعنى آخر، نقول أن جهادنا الروحي ضد مملكة الظلمة إنما يكون بتقديس الجسد وأعماله الظاهرة وتقديس النفس بأعمالها الخفية، فلا انفصال للجسد في قدسيته عن الروح ولا تعارض بينهما ماداما يسلكان بالروح تحت قيادة ربنا يسوع الواحد، وهكذا تلتحم حياتنا الظاهرة مع الخفية كحياة واحدة متكاملة، تتناغم كل تصرفتنا سواء كانت في الكنيسة أو في البيت أو في العمل أو مع الأصدقاء أو المضايقين، فنعمل بروح واحد منسجم يليق بقائدنا الروحي محب البشر، وتصير حياتنا في مجملها ومن كل جوانبها حياة واحدة متناسقة أشبه بالقيثارة التي يضرب عليها رب المجد يسوع بروحه القدوس فيخرج من كل وتر نغم خاص به لكنه متناسق مع بقية الأوتار ومتكامل، يساهم في سيمفونية الحب التي لا يُنطق بها، التي يقدمها القائد لأبيه السماوي بروحه القدوس.

 

والمجد لله دائما