لماذا سمح الرب ليشوع ان يبني مذبح علي جبل عيبال ودان ملوك اسرائيل لبناؤهم مذابح علي المرتفعات ؟ يشوع 8: 30 و 1 ملوك 12: 31 و 1 ملوك 15: 14



Holy_bible_1



الشبهة



جاء في يشوع 8: 30 أن يشوع بنى مذبحاً للرب في جبل عيبال، مع أن آياتٍ توراتيةً كثيرة تدين بناء أماكن عبادة على المرتفعات، مثل إدانة الملك يربعام بناء »بيت المرتفعات« »30حِينَئِذٍ بَنَى يَشُوعُ مَذْبَحًا لِلرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ فِي جَبَلِ عِيبَالَ، 31كَمَا أَمَرَ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ بَنِي إِسْرَائِيلَ، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي سِفْرِ تَوْرَاةِ مُوسَى. مَذْبَحَ حِجَارَةٍ صَحِيحَةٍ لَمْ يَرْفَعْ أَحَدٌ عَلَيْهَا حَدِيدًا، وَأَصْعَدُوا عَلَيْهِ مُحْرَقَاتٍ لِلرَّبِّ، وَذَبَحُوا ذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ. 32وَكَتَبَ هُنَاكَ عَلَى الْحِجَارَةِ نُسْخَةَ تَوْرَاةِ مُوسَى الَّتِي كَتَبَهَا أَمَامَ بَنِي إِسْرَائِيلَ. لم يُرفَعْ علَيها حديدٌ. وقَدَّمَ بَنو إِسرائيلَ على هذا المذبَحِ مُحرقاتٍ للرّبِّ وذبَحوا ذَبائحَ سلامةٍ. .«

 كما في 1ملوك 12: 31 » 31وَبَنَى بَيْتَ الْمُرْتَفَعَاتِ، وَصَيَّرَ كَهَنَةً مِنْ أَطْرَافِ الشَّعْبِ لَمْ يَكُونُوا مِنْ بَنِي لاَوِي. 32وَعَمِلَ يَرُبْعَامُ عِيدًا فِي الشَّهْرِ الثَّامِنِ فِي الْيَوْمِ الْخَامِسَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ، كَالْعِيدِ الَّذِي فِي يَهُوذَا، وَأَصْعَدَ عَلَى الْمَذْبَحِ. هكَذَا فَعَلَ فِي بَيْتِ إِيلَ بِذَبْحِهِ لِلْعِجْلَيْنِ اللَّذَيْنِ عَمِلَهُمَا. وَأَوْقَفَ فِي بَيْتِ إِيلَ كَهَنَةَ الْمُرْتَفَعَاتِ الَّتِي عَمِلَهَا. .«

 ومثل انتقاد الملك الصالح آسا والقول عنه »وأما المرتفعات فلم تُنزَع، إلا أن قلب آسا كان كاملاً مع الرب كل أيامه« (1ملوك 15 :14).



الرد



بالفعل بني يشوع المذبح علي جبل عيبال

سفر يشوع 8

30 حينئذ بنى يشوع مذبحا للرب إله إسرائيل في جبل عيبال

31 كما أمر موسى عبد الرب بني إسرائيل، كما هو مكتوب في سفر توراة موسى. مذبح حجارة صحيحة لم يرفع أحد عليها حديدا، وأصعدوا عليه محرقات للرب، وذبحوا ذبائح سلامة

32 وكتب هناك على الحجارة نسخة توراة موسى التي كتبها أمام بني إسرائيل

33 وجميع إسرائيل وشيوخهم، والعرفاء وقضاتهم، وقفوا جانب التابوت من هنا ومن هناك مقابل الكهنة اللاويين حاملي تابوت عهد الرب. الغريب كما الوطني. نصفهم إلى جهة جبل جرزيم، ونصفهم إلى جهة جبل عيبال، كما أمر موسى عبد الرب أولا لبركة شعب إسرائيل

34 وبعد ذلك قرأ جميع كلام التوراة: البركة واللعنة، حسب كل ما كتب في سفر التوراة

35 لم تكن كلمة من كل ما أمر به موسى لم يقرأها يشوع قدام كل جماعة إسرائيل والنساء والأطفال والغريب السائر في وسطهم



ما فعله يشوع هو تنفيذ لوصية الرب التي بلغها علي لسان نبيه موسي في

سفر التثنية 27

1 وأوصى موسى وشيوخ إسرائيل الشعب قائلا: احفظوا جميع الوصايا التي أنا أوصيكم بها اليوم

2 فيوم تعبرون الأردن إلى الأرض التي يعطيك الرب إلهك، تقيم لنفسك حجارة كبيرة وتشيدها بالشيد

3 وتكتب عليها جميع كلمات هذا الناموس، حين تعبر لكي تدخل الأرض التي يعطيك الرب إلهك ، أرضا تفيض لبنا وعسلا، كما قال لك الرب إله آبائك

4 حين تعبرون الأردن، تقيمون هذه الحجارة التي أنا أوصيكم بها اليوم في جبل عيبال، وتكلسها بالكلس

5 وتبني هناك مذبحا للرب إلهك، مذبحا من حجارة لا ترفع عليها حديدا

6 من حجارة صحيحة تبني مذبح الرب إلهك، وتصعد عليه محرقات للرب إلهك

7 وتذبح ذبائح سلامة، وتأكل هناك وتفرح أمام الرب إلهك

8 وتكتب على الحجارة جميع كلمات هذا الناموس نقشا جيدا

وهذا شيئ يرضي الرب ان يبني المذبح للرب في مكان اقامة شعبه

وقد بني ابراهيم مذبح في كل مكان كان يذهب اليه وكان يدعوا باسم الرب

اذا ما فعله يشوع هو صحيح وتنفيذ لوصية الرب



اما الاعداد التي استشهد بها المشكك فهي عن المذابح التي تبني علي المرتفعات للالهة الغريبه الوثنية . وهو ما يحزن الرب ان يفعلوا ذلك والدليل



الشاهد الاول

وهو يتكلم عن مملكة اسرائيل تحت قيادة يربعام

سفر ملوك الاول 12

28 فاستشار الملك وعمل عجلي ذهب، وقال لهم: كثير عليكم أن تصعدوا إلى أورشليم. هوذا آلهتك يا إسرائيل الذين أصعدوك من أرض مصر

29 ووضع واحدا في بيت إيل، وجعل الآخر في دان

30 وكان هذا الأمر خطية . وكان الشعب يذهبون إلى أمام أحدهما حتى إلى دان

31 وبنى بيت المرتفعات ، وصير كهنة من أطراف الشعب لم يكونوا من بني لاوي

32 وعمل يربعام عيدا في الشهر الثامن في اليوم الخامس عشر من الشهر، كالعيد الذي في يهوذا ، وأصعد على المذبح. هكذا فعل في بيت إيل بذبحه للعجلين اللذين عملهما. وأوقف في بيت إيل كهنة المرتفعات التي عملها

33 وأصعد على المذبح الذي عمل في بيت إيل في اليوم الخامس عشر من الشهر الثامن، في الشهر الذي ابتدعه من قلبه، فعمل عيدا لبني إسرائيل، وصعد على المذبح ليوقد

وهنا نري شر يربعام الذي جعل اسرائيل يخطئ ويحيد عن الرب لانه

1 ابعد الشعب عن هيكل الرب الحقيقي في اورشليم الذي فيه رئيس الكهنة وهيكل سليمان وتابوت عهد الرب

2 عين كهنه ليسوا من سبط لاوي وهذا مخالف لشريعة الرب

3 صنع عجلين ذهبيين ووضع احدهما في بيت المرتفعات وقدم للعجل ذبائح وايضا اوقف كهنه للعجل الذهبي

اذا الامر ليس مرتبط بانه بني هيكل في المرتفعات فقط ولكن لانه بني هيكل في المرتفعات للعجل الذهبي يكهن فيه كهنة ليسوا من سبط لاوي وليبعد الشعب عن الرب

وهذا لايشابه ما اوصي به موسي وفعل يشوع



الشاهد الثاني

وهو يتكلم عن مملكة يهوذا تحت قيادة رحبعام وابنه

وقبل ان ندرسه ندرس الاصحاح السابق له لنفهم جيدا

سفر ملوك الاول 14

21 وأما رحبعام بن سليمان فملك في يهوذا. وكان رحبعام ابن إحدى وأربعين سنة حين ملك ، وملك سبع عشرة سنة في أورشليم، المدينة التي اختارها الرب لوضع اسمه فيها من جميع أسباط إسرائيل، واسم أمه نعمة العمونية

22 وعمل يهوذا الشر في عيني الرب وأغاروه أكثر من جميع ما عمل آباؤهم بخطاياهم التي أخطأوا بها

23 وبنوا هم أيضا لأنفسهم مرتفعات وأنصابا وسواري على كل تل مرتفع وتحت كل شجرة خضراء

اذا المرتفعات التي بنيت في زمن رحبعام لم تكن للرب ولكن للانصاب والسواري.

والسواري جمع سارية وهي رمز الهلال للاله القمر العبادة الوثنية التي كانوا ينحرون لها الذبائح

ولهذا بني المرتفعات لهذه الالهة امر مرفوض من الرب

ونكمل معا في العدد الذي استشهد به المشكك

سفر ملوك الاول 15

11 وعمل آسا ما هو مستقيم في عيني الرب كداود أبيه

12 وأزال المأبونين من الأرض، ونزع جميع الأصنام التي عملها آباؤه

13 حتى إن معكة أمه خلعها من أن تكون ملكة، لأنها عملت تمثالا لسارية، وقطع آسا تمثالها وأحرقه في وادي قدرون

14 وأما المرتفعات فلم تنزع، إلا إن قلب آسا كان كاملا مع الرب كل أيامه

فهو طهر اورشليم ونزع الاصنام اما الاصنام التي بنيت لها مذابح المرتفعات فلم ينزعها وكان يجب عليه ان يفعل ذلك

ويؤكد ذلك ان الاعداد تتكلم عن نزعه للاصنام

اذا المرتفعات التي يتكلم عنها هنا هي ليست للرب ولكن للاصنام والسواري لاله القمر

والرب لا يرضي ان يستخدم مذبح ذبح عليه للاصنام او هيكل بني اصلا للالهة الوثنية لان هذا لا يليق بقداسته

ولهذا المذبح الذي بناه يشوع علي جبل عيبال فهو للرب وهذا صحيح حسب امر الرب ووصية موسي اما بقية المرتفعات في للالهة الغريبه فيجب ان تهدم



واخيرا المعني الروحي

من تفسير ابونا تادرس يعقوب واقوال الاباء



إذ دخل يشوع أرض الموعد وتحققت له النصرة على أريحا كما على عاي، تمم ما أمر به موسى من إقامة مذبح من الحجارة: "وأوصى موسى وشيوخ إسرائيل الشعب، قائلاً: "احفظوا جميع الوصايا التي أنا أوصيكم بها اليوم، فيوم تعبرون الأردن إلى الأرض التي يعطيك الرب إلهك تقيم لنفسك حجارة كبيرة وتشيدها بالشيد وتكتب عليها جميع كلمات هذا الناموس حين تعبر لكي تدخل الأرض التي يعطيك الرب إلهك أرضًا تفيض لبنًا وعسلاً" (تث 27: 1-3). وقد حدد موضع إقامته وطريقة إقامته وغايته بكل دقة (تث 27: 4-8). ويلاحظ في إقامة هذا المذبح الأتي:

أولاً: لقد حدد الله مقدمًا موضع إقامته بـ"جبل عيبال"، وزمان إقامته: بعد عبور الأردن وقبل الانتهاء من الحروب والشعور بالراحة فيها (يش 11: 22).

جبل عيبال هو جبل السلامية حاليًا على الجانب الشمالي من نابلس، يعرف بارتفاعه (حوالي 3077 قدمًا فوق سطح البحر) سطحه صخري، لا ينبت الزيتون إلاَّ في أسفله. وهو موازي لجبل جرزيم، ليفصل بينهما مجرد وادي ضيق (تث 27: 12-13)، بالقرب من واحات مورا (تث 11: 30) وقرب شكيم (تل 12: 6، 35: 4)[138]. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). اختار الله هذا الجبل لكي يرتفع الشعب عليه بعد الاستيلاء على أريحا وعاي وقبل الدخول في بقية الحروب حتى ترتفع قلوبهم منذ بداية تمتعهم بمواعيد الله إلى فوق فلا ينشغلون بالأرض في ذاتها ولا بثمرها المادي من لبن وعسل، وإنما ينطلقون إلى الأعالي يطلبون السماويات مقدمين الشكر لله ويسألونه العون حتى يتممون جهادهم وينعمون بكمال الميراث. ليس لهم أن ينتظروا حتى تنتهي كل الحروب ويقيموا مذبح الرب في أورشليم، إنما يلزمهم من البداية أن ينعموا باللقاء مع الله خلال الذبيحة حتى يتمتعوا بكمال مواعيده.

إن مذبح الرب في أورشليم يُقام على يدي سليمان فيما بعد حين يتم الاستقرار تمامًا، وكأنه يمثل دخولنا السماء عينها لننعم بالوجود في حضرة الرب وجهًا لوجه خلال ذبيحته الأبدية، أما مذبح الرب في عيبال فيُشير إلى دخولنا إلى عربون السماء أثناء جهادنا على الأرض لننعم بالوجود الدائم في حضرة الرب خلال الإيمان لا العيان، خلال ذبيحته المقدسة!

ما أحوجنا في وسط جهادنا، بعد نصرتنا على أريحا وسقوطنا ثم قيامنا في عاي أن نرتفع على جبل عيبال لنقدم ذبيحة شكر لله، فننعم به هو شخصيًا بكونه غاية جهادنا وسرّ نصرتنا الروحية... بهذا يتحدد هدفنا وسط جهادنا الروحي فلا ننحرف حتى نكمل كل أيام غربتنا لننطلق إلى مذبح أورشليم العليا!

ثانيًا: يقام هذا المذبح من حجارة صحيحة "لم يرفع أحد عليها حديدًا" [30]. ما هي هذه الحجارة الصحيحة التي لم يرفع أحد عليها حديدًا، إلاَّ النفوس المؤمنة التي التفت بمسيحها فجعلها حجارة حيّة تتحد معًا خلاله "حجر الزاوية"؛ والتي صارت فيه صحيحة بعد أن حطمها عدو الخير؛ ولم يرفع أحد عليها حديدًا إذ صارت لعريسها رب المجد يسوع فلا يقدر العدو أن يقترب عليها بشره كما بحديد، بل هي محفوظة في يدي مخلصها (يو 10: 28) لا يمسها الشرير (1 يو 5: 18). هذه هي الحجارة التي تتحد معها كحجارة حيّة مقدسة فتظهر مذبحًا واحدًا للرب وهيكلاً مقدسًا له، يسكن بروحه فيه!

يتحدث العلامة أوريجانوس عن هذه الحجارة الحيّة، قائلاً: [إننا كلنا نحن الذي نؤمن بيسوع المسيح نُسمى "حجارة حيّة"، كقول الكتاب: "كونوا أنتم أيضًا مبنيين كحجارة حيّة، بيتًا روحيًا، كهنوتًا مقدسًا، لتقديم ذبائح روحية مقبولة عند الله بيسوع المسيح" (1 بط 2: 5). فيما يخص الحجارة الأرضية نضع أكثر الحجارة صلابة ومتانة أولاً حتى يمكن أن يُوضع عليها البناء كله، أما الحجارة التي تليه فهي الأقل متانة، وهكذا يكون الترتيب حتى أننا نجد في النهاية الأكثر ضعفًا في القمة تقريبًا بالقرب من السقف. هذا أيضًا ما نفهمه من جهة الحجارة الحية التي لبنائنا الروحي. ما هي الحجارة الموضوعة على الأساس؟ إنها "الرسل والأنبياء" كقول بولس: "مبنيين على أساس الرسل والأنبياء ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية" (أف 2: 20). فلكي تجاور هذه الحجارة القائمة على أساس يجب أن تعرف أن المسيح نفسه هو أساس الذي يقوم عليه البناء، الأمر الذي يؤكده بولس الرسول بقوله: "فإنه لا يستطيع أحد أن يضع أساسًا آخر غير الذي وُضع الذي هو يسوع المسيح" (1 كو 3: 11). طوبى للذين استطاعوا أن يقيموا بناءً مقدسًا نقيًا على بناء أكثر طهارة[139]].

يقول أيضًا: [لكن في هذا البناء، أي الكنيسة، يجب أن يوجد هيكل، فإنني أعتقد من كان منكم "حجارة حيّة" يقدر أن يكون هيكلاً، فيهتم بالصلاة، ويقدم تضرعاته ليلاً ونهارًا، ويذبح ذبيحة توسلاته؛ بهذا يبني الله هيكله[140]].

ويتحدث عن مفهوم الحجارة الصحيحة التي لم يرفع عليها أحد حديدًا، قائلاً: [ماذا تعني الحجارة الصحيحة في رأيك؟ إنها الضمير الذي يليق أن يكون في كل أحد صحيحًا، ليس فيه نجاسة أو دنس جسدي أو روحي، فيحسب من الذين لم يرفع أحد عليهم الحديد، أي الذين لم يتقبلوا "سهام الشرير الملتهبة"، بل أطفأوها وحدّدوها بترس الإيمان. هؤلاء الذين لم يقبلوا قط حديد الحرب ولا حديد القتال والمنازعات وإنما يعيشون في سلام وهدوء كما يليق باتضاع المسيح. هذه هي الحجارة الحية التي يبني بها المسيح مخلصنا هيكله، حجارة صحيحة لم يرفع عليها أحد حديد، بهذا يريد أن يُقدم محرقات للرب وذبيحة سلامة. وإنني أعتقد أن الحجارة الصحيحة التي بلا دنس يمكن أن يكونوا الرسل القديسين الذي يشكلون معًا وبأجمعهم هيكلاً واحدًا، خلال وحدة قلوبهم ونفوسهم. يقول الكتاب: "كانوا يواظبون بنفس واحدة على الصلاة والطلبة" (أع 1: 14). كانوا يفتحون أفواههم قائلين: "أيها الرب العارف قلوب الجميع" (أع 1: 24). إنهم كانوا قادرين أن يصلوا معًا في كامل الاتفاق بصوت واحد وروح واحد، لذلك يمكن أن يبنوا هيكلاً واحدًا بكل سهولة، فيه يمكن أن يُقدم يسوع ذبيحة للآب! أما من جانبنا نحن فعلينا أن نسعى لكي يكون لنا القول الواحد، والنفس الواحدة والفكر الواحد (1 كو 1: 10)، "لا شيء بتحزب أو بعجب" (في 2: 3)[141]].

ليت يشوعنا الحقيقي يتقبل كل مؤمن منا كحجر حيّ ملتحم به، ومقدس فيه بروحه القدوس، فنُحسب حجارة صحيحة بلا عيب، نتحد بالحب معًا في انسجام وتكامل كمذبح واحد عليه تُقدم ذبيحته المقدسة موضع سرور أبيه!

ثالثًا: "وكتب هناك على الحجارة نسخة توراة موسى..." [22]؛ هكذا يلتحم المذبح بالشريعة؛ أو العبادة بالوصية. فلا قبول لحياتنا كذبيحة حب لله بالعبادة وحدها دون الطاعة للوصية الإلهية، ولا طاعة للوصية ما لم يعمل الله فينا خلال الذبيحة والعبادة. حياتنا مع الله وحدة واحدة، لا يمكن تقسيمها إلى حياة تعبدية وأخرى سلوكية، إنما هي حياة في المسيح يسوع الواحد، ونحن نعبد الله نقدم حياتنا السلوكية ذبيحة لله في المسيح يسوع الذبيح الفريد، وفي سلوكنا المسيحي نحن نمارس هذا السلوك لنقدمه ذبيحة لله في المسيح يسوع قائد نفوسنا.

إن كنا بيشوعنا الحقيقي نصير حجارة حيّة في مذبحه المقدس إنما لنحمل فينا ربنا يسوع المسيح الذبيح، وإن كان يشوعنا يكتب وصيته علينا إنما لكي نتقبل ربنا يسوع كلمة الله الحيّ في داخلنا. هو الذبيحة وهو الوصية، فينا يُعلن خلال ذبيحة صليبه، كما يُعلن خلال وصيته.

ما فعله يشوع من كتابة توراة موسى على حجارة المذبح إنما يُشير إلى سر الأفخارستيا الذي به تُقدم لنا الذبيحة المقدسة غير منفصلة عن كلمة الإنجيل والوصية. لهذا لا يُقام هذا السرّ بدون قداس الموعوظين حيث نتقبل فيه الكلمة المكتوبة والمعلنة خلال الكتاب المقدس[142]].



والمجد لله دائما