هل تعزي داود بعد موت ابنه ضد الصلاه علي الموتي ؟ سفر صموئيل الثاني 12 و سفر المكابيين الثاني 12



Holy_bible_1



الشبهة



يستشهد البعض بما جاء في سفر صموئيل الثاني 12 بان بعد موت ابن داود قام واغتسل واكل واجاب عبيده انه طالما مات الولد فلماذا يصوم ثم عزي زوجته

ويقولوا انه هذا يدل انه لا صلاه علي الموتي

ولكن هذا يعارض ما جاء في المكابيين الثاني يخالف ذلك الذي يتكلم عن الصلاه والذبيحه لاجل الاموات

فهل هذا تناقض ؟



الرد



الحقيقه لا يوجد اي تناقض فندرس معا ماذا يقول صموئيل 2

سفر صموئيل الثاني 12

12: 13 فقال داود لناثان قد اخطات الى الرب فقال ناثان لداود الرب ايضا قد نقل عنك خطيتك لا تموت

12: 14 غير انه من اجل انك قد جعلت بهذا الامر اعداء الرب يشمتون فالابن المولود لك يموت

صدر الحكم من الرب ان يموت الولك وقد شرحت هذا الامر سابقا وكيف ان موت الطفل كان عقاب لداود ولكن رحمه للولد

ولكن ما اريده في هذا الموضوع ان حكم الرب صدر وهو واضح وهو ان الولد سيموت

12: 15 و ذهب ناثان الى بيته و ضرب الرب الولد الذي ولدته امراة اوريا لداود فثقل

وبدأ حكم الرب في التنفيز فضرب الولد بمرض اولا والمرض يعرف داود جيدا انه سيؤدي الي الموت

12: 16 فسال داود الله من اجل الصبي و صام داود صوما و دخل و بات مضطجعا على الارض

ورغم معرفة داود بالحكم ولكن قرر ان يمارس مبدأ الشفاعه

وهنا نتوقف لحظات ونتسائل .

الم يعرف داود حكم الرب مسبقا ؟ الاجابه نعم هو عرف حكم الرب ان الولد سيموت وان هذا المرض للموت ولكن داود نبي الرب يعرف انه مسموح بالشفاعه لان الهنا اله الاحياء حتي لو رقدوا

وهو صلي عن الطفل وصام وتضرع وتذلل ممارسا في حقه من مبدأ الشفاعه التوسلية لهذا الولد

12: 17 فقام شيوخ بيته عليه ليقيموه عن الارض فلم يشا و لم ياكل معهم خبزا

فهو يعرف ان مرض الولد بسبب خطية داود نفسه ولهذا فهو مستبر في حياة التوبة الحقيقية علي خطايته والندم عليها وطلب المغفرة من الرب

12: 18 و كان في اليوم السابع ان الولد مات فخاف عبيد داود ان يخبروه بان الولد قد مات لانهم قالوا هوذا لما كان الولد حيا كلمناه فلم يسمع لصوتنا فكيف نقول له قد مات الولد يعمل اشر

واساء الشيوخ فهم ما يفعل فهم توقعوا انه يفعل هذا بدافع الحزن ولم يدركوا ان داود يفعل ذلك بفكر صحيح ويمارس اسلوب الشفاعه التوسليه

وهو يفعل ذلك ليس اعتراضا علي حكم الله ولكن اعلان انه يؤمن بان الله حنون يسمع الصلاه ولكن الله لا يجبر علي شيئ فهو يري الصالح بمشيئته

فهو قد يستجيب بالشفاء لو رائ ان هذا هو الصالح او قد لا يستجيب لو راي ان الصالح في عدم الاستجابه مثلما قال لبولس الرسول

رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 12: 9


فَقَالَ لِي: «تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ». فَبِكُلِّ سُرُورٍ أَفْتَخِرُ بِالْحَرِيِّ فِي ضَعَفَاتِي، لِكَيْ تَحِلَّ عَلَيَّ قُوَّةُ الْمَسِيحِ

فرغم صلاة داود التضرعية وشفاعته التوسليه ايضا يترك الامر في مشيئة الرب



12: 19 و راى داود عبيده يتناجون ففطن داود ان الولد قد مات فقال داود لعبيده هل مات الولد فقالوا مات

ودليل ان ما يفعله داود هو مبدا الشفاعه التوسليه وليس حزن وعاطفه فقط انه لم يكن مع الولد في غرفته ولكن كان في غرفه للصلاه والتضرع فقط ولذلك لم يكن مع الولد عندما مات ولكن كان في غرفة الصلاه

12: 20 فقام داود عن الارض و اغتسل و ادهن و بدل ثيابه و دخل بيت الرب و سجد ثم جاء الى بيته و طلب فوضعوا له خبزا فاكل

وهنا داود فعل عدة اشياء يجب ان نركز فيها

اولا قام عن الارض اعلانا لنهاية فترة التزلل لان حكم الرب تم وهو راضي بحكم الرب ولا بعترض عليه مثلما قال ايوب

سفر أيوب 2: 10


فَقَالَ لَهَا: «تَتَكَلَّمِينَ كَلاَمًا كَإِحْدَى الْجَاهِلاَتِ! أَالْخَيْرَ نَقْبَلُ مِنْ عِنْدِ اللهِ، وَالشَّرَّ لاَ نَقْبَلُ؟». فِي كُلِّ هذَا لَمْ يُخْطِئْ أَيُّوبُ بِشَفَتَيْهِ.



ثانيا اغتسل علامة تطهره من خطيته فهو اعتبر عقاب الخطيته تم وانتهي ومثلما قال

سفر المزامير 51: 7


طَهِّرْنِي بِالزُّوفَا فَأَطْهُرَ. اغْسِلْنِي فَأَبْيَضَّ أَكْثَرَ مِنَ الثَّلْجِ



وادهن علامه عن رجوعه الي مكانته الاولي وتجدد قلبه

وبدل ثيابه بدل من ثياب الحزن الي ثياب الملك

اذا فداود مثل الانسان المحكوم عليه بحكم حبس مثلا وتم تنفيز هذا الحكم تغير فيه ثيابه وبعد انتهاء الحكم والافراج عنه رجع الي ثيابه الاصليه وهيئته الاصليه والي اهله وبيته واملاكه ولكن مع الفارق ان داود هو الذي نفز جزء من الحكم علي نفسه

ثم يفعل ام مهم جدا وهو ( ودخل بيت الرب وسجد ) وهنا ماذا كان سبب دخول بيت الرب وسجوده مع ملاحظة ان الخيمه ليست مثل المجامع اليهوديه او الكنائس التي يمكن الدخول اليها في كل وقت ولكن فقط عندما يريد انسان ان يكلم الرب في بيته في المناسبات الخاصه والضيقات فقط او الاستعداد لامر معين لان الصلاه في كل مكان مقبول اما بيت الرب فلها مكانتها

فداود دخل اولا ليصلي

1 عن الولد الذي مات بسبب عقوبة داود علي خطيته وسنعرف محتوي طلبة لداود لاحقا

2 ليصلي عن نفسه ليقبل الرب توبته بعد الدموع الكثيره والانسحاق والتضرع ان يقبل الرب توبته

3 اعلانا رسميا من شخصه بقبول حكم الرب وتتميم العقوبه وتسليمه الكامل لارادة الرب الذي استجاب ولكن رائ ان موت الولد افضل



12: 21 فقال له عبيده ما هذا الامر الذي فعلت لما كان الولد حيا صمت و بكيت و لما مات الولد قمت و اكلت خبزا

وكان عبيده يتوقعوا بالفكر البشري انه فعل ذلك بسبب الحزن علي الولد فقط في مرضه فاكيد لما يسمع انه مات يعترض علي الرب الذي لم يستجيب لصلاته ويحزن اكثر ويمزق ثيابه

ولكن داود في نظرهم اظهر عكس ذلك فهو قام واظهر بعض مظاهر الفرح في الاغتسال والتدهن والاكل

12: 22 فقال لما كان الولد حيا صمت و بكيت لاني قلت من يعلم ربما يرحمني الرب و يحيا الولد

وهنا داود يبدا يشرح ما لم يفهمه اليهود في هذا الزمان وللاسف ما لم يفهمه المشككين وافترضوا ان هذا تناقض في موضوع الشفاعه للموتي

بمعني

صلاة داود اثناء مرض الولد كانت لها طلبتين الاولي كما هي مكتوبة في مزمور 51 ان يغفر الرب له خطيته والثانيه ان يشفي الولد ويرجع عن حكمه ولكن لتكن مشيئة الرب بمعني تسليم الي ما يريد الرب فداود كان يحيا حياة التسليم مع التوبه مثلما قال سابقا

سفر اخبار الايام الاول 21

13 فَقَالَ دَاوُدُ لِجَادٍ: «قَدْ ضَاقَ بِيَ الأَمْرُ جِدًّا. دَعْنِي أَسْقُطْ فِي يَدِ الرَّبِّ لأَنَّ مَرَاحِمَهُ كَثِيرَةٌ، وَلاَ أَسْقُطُ فِي يَدِ إِنْسَانٍ».

اذا من هذه الروح فداود حتي في توبته مع تضرعه للولد كان يعيش روح التسليم لارادة الرب ولكن كان عنده رجاء من ان يشفي الرب الولد فهو يعلم حكم الرب ولكن يمارس حقه في الشفاعه التوسليه

12: 23 و الان قد مات فلماذا اصوم هل اقدر ان ارده بعد انا ذاهب اليه و اما هو فلا يرجع الي

والان هذا هو العدد المهم

يقول داود الرب تمم الحكم وايضا بتتميم الحكم قبل توبة داود وانتهي عقاب الخطية فلا حاجه للصوم بعد فهو لن يعود الي الحياه ولكن صلي داود وذهب الي بيت الرب لكي يتشفع للولد الميت ليقبله الرب في مراحمه ويضعه في حضن ابونا ابراهيم بل ان داود متاكد من استجابة الرب لشفاعته لذلك يقول المقوله الخطيره ( انا ذاهب اليه ) التي تعني ان داود بكل ايمان متاكد ان الرب استجاب لشفاعته التوسليه من ناحية الولد بعد موته ان يقبله في مراحمه وبخاصه انه صغير لم يعرف خطية بعد غير طبيعة الخطيه التي ولد بها كل انسان

فالولد جسده وضع في التراب اما روحه فقد استلمها الرب الحنون . وجسد الولد يفني اما روح الولد فتذهب الي مكان الراحه وهذا ما تشفع له داود في بيت الرب وتاكد ان الرب استجاب له لانه حنون عاقب ارضي ولكن ما بعد الارضيات هو اهم

ولاجل علم داود بهذا يعرف انه سيشعر بالفراق للولد جسديا عدة سنوات ولكن سيلتقي به عندما يموت داود ويذهب الي مراحم الرب فاكل داود لانه تعزي بقبول شفاعته عن روح الولد

ولم يفعل مثل ضعاف الايمان الذين ينوحون كثيرا علي موتاهم رغم انهم ذهبوا الي موضع الراحة كما قال معلمنا بولس

رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل تسالونيكي 4: 13


ثُمَّ لاَ أُرِيدُ أَنْ تَجْهَلُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ مِنْ جِهَةِ الرَّاقِدِينَ، لِكَيْ لاَ تَحْزَنُوا كَالْبَاقِينَ الَّذِينَ لاَ رَجَاءَ لَهُمْ.

اذا فداود يعرف بروح الرجاء ان الرب استجاب لشفاعته عن ابنه وايضا قبل توبته

12: 24 و عزى داود بثشبع امراته و دخل اليها و اضطجع معها فولدت ابنا فدعا اسمه سليمان و الرب احبه

وذهاب داود الي خيمة الاجتماع رغم عدم وجود وصف تفصيلي لكن غالبا لتقديم ذبيحة لان داود كان يكثر الذبائح رغم انه يعرف ان الرب يسر بالقلب المنسحق اكثر

فهو في وقت التوبه قدم ذبيحة قلبه وبعد تتميم الحكم قدم ذبيحه فعليه بعد التطهر علي خطيته وعلي روح ابنه

فما هو في الاعداد الماضيه يقول لا شفاعة للاموات ؟

بل نري داود يؤكد شفاعة المنتقلين لان كما قال رب المجد المنتقلين من ارضوا الرب بايمانهم واعمالهم هم احياء

إنجيل متى 22: 32


أَنَا إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ وَإِلهُ يَعْقُوبَ؟ لَيْسَ اللهُ إِلهَ أَمْوَاتٍ بَلْ إِلهُ أَحْيَاءٍ».



ومن هذا لا يوجد اي تعارض مع الاعداد من سفر المكابيين الثاني



سفر المكابيين الثاني 12

  1. فسبحوا كلهم الرب الديان العادل الذي يكشف الخفايا

  2. ثم انثنوا يصلون ويبتهلون ان تمحى تلك الخطيئة المجترمة كل المحو وكان يهوذا النبيل يعظ القوم ان ينزهوا انفسهم عن الخطيئة اذ راوا بعيونهم ما اصاب الذي سقطوا لاجل الخطيئة

  3. ثم جمع من كل واحد تقدمة فبلغ المجموع الفي درهم من الفضة فارسلها الى اورشليم ليقدم بها ذبيحة عن الخطيئة وكان ذلك من احسن الصنيع واتقاه لاعتقاده قيامة الموتى

  4. لانه لو لم يكن مترجيا قيامة الذين سقطوا لكانت صلاته من اجل الموتى باطلا وعبثا

  5. و لاعتباره ان الذين رقدوا بالتقوى قد ادخر لهم ثواب جميل

  6. و هو راي مقدس تقوي ولهذا قدم الكفارة عن الموتى ليحلوا من الخطيئة

واعتقد الاعداد واضحه ولا يوجد اي شيئ يتعارض مع ما فعله داود بل داود سجد وصلي وذبح لابنه المنتقل مثلما فعل يهوذا المكابي تماما

وداود كان له رجاء في قيامة الاموات مثل داود ومثل كل انسان يهودي ومسيحي حقيقي حتي الان متاكد ان الموت رقاد وبعده قيامه



وما صلي عنه يهوذا هو فقط ممارسه لحق الشفاعه وايضا مبدأ المحاماة بمعني ان الشيطان المشتكي يمارس حقه في الشكوي كما قال

سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 12: 10


وَسَمِعْتُ صَوْتًا عَظِيمًا قَائِلاً فِي السَّمَاءِ: «الآنَ صَارَ خَلاَصُ إِلهِنَا وَقُدْرَتُهُ وَمُلْكُهُ وَسُلْطَانُ مَسِيحِهِ، لأَنَّهُ قَدْ طُرِحَ الْمُشْتَكِي عَلَى إِخْوَتِنَا، الَّذِي كَانَ يَشْتَكِي عَلَيْهِمْ أَمَامَ إِلهِنَا نَهَارًا وَلَيْلاً.

والرب القاضي العادل هو اعدل من القضاه الارضيين والقاضي الارضي يسمع الشكوي من الذي يمثل هيئة الادعاء وايضا يسمع الدفاع من المحامي

فاكيد ابونا السماوي القاضي العادل كما بعدله يسمح للمشتكي ان يقدم شكواه ايضا يسمح لنا وللسمائيين ان يقدموا الدفاع بمبدأ المحاماة ولكن لا المشتكي ولا المحامي له الحق ان يغير ما يراه القاضي انه عدل وكذلك ايضا لا الشيطان في شكواه ولا المدافعين في شفاعتهم التوسليه سيجعلوا حكم الله غير عادل فهو

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 3: 4


حَاشَا! بَلْ لِيَكُنِ اللهُ صَادِقًا وَكُلُّ إِنْسَانٍ كَاذِبًا. كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «لِكَيْ تَتَبَرَّرَ فِي كَلاَمِكَ، وَتَغْلِبَ مَتَى حُوكِمْتَ».



اذا هو حق يمنحه الله لنا لنتشفع للاحياء والراقدين الذين هم ليسوا اموات ولكن رقدوا علي الرجاء

فنقدم عنهم ذبيحه او قرابين عن الخطايا التي قال عنها الكتاب سهوات اي ليست للموت

رسالة يوحنا الرسول الأولى 5: 16


إِنْ رَأَى أَحَدٌ أَخَاهُ يُخْطِئُ خَطِيَّةً لَيْسَتْ لِلْمَوْتِ، يَطْلُبُ، فَيُعْطِيهِ حَيَاةً لِلَّذِينَ يُخْطِئُونَ لَيْسَ لِلْمَوْتِ. تُوجَدُ خَطِيَّةٌ لِلْمَوْتِ. لَيْسَ لأَجْلِ هذِهِ أَقُولُ أَنْ يُطْلَبَ.

فقد يكون اخطأ خطيه عن سهو ولم يعترف عنها لانه لم يدركها او لم يتذكرها ولكن لم يكن في نيته ان يصر عليها فنصلي عنه ونستشفع له ان يقبل الرب الصلاه كتقدمه التي سهي عليه ان يقدمها

اما من كان اخطأ عن اراده وعناد وتجبر فلا ينتفع من هذه الشفاعه شيئ

ولهذا خطية جنود يهوذا اعتبرت في نظر يهوذا سهو ليست للعباده ولكن مثل راحيل عندما اخذت

سفر التكوين 31: 19


وَأَمَّا لاَبَانُ فَكَانَ قَدْ مَضَى لِيَجُزَّ غَنَمَهُ، فَسَرَقَتْ رَاحِيلُ أَصْنَامَ أَبِيهَا.

فهم فعلوا شبه ذلك ولكن ليس لغرض التعبد

اما من ناحيه اخري هم كانوا ابطال علي استعداد ان يبذلوا حياتهم لاجل اسم رب الجنود ولاجل الشعب فلهذا تشفع عنهم يهوذا

وبنفس هذا المبدا نصلي منستشفع عن بعضنا بعضا شفاعه توسليه ونؤمن ان الذين انتقلوا هم احياء عند الرب فنصلي لاجلهم ونطلب صلاتهم وهم تحت المذبح



والمجد لله دائما