لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد



Holy_bible_1



إنجيل متى 10:

16 «هَا أَنَا أُرْسِلُكُمْ كَغَنَمٍ فِي وَسْطِ ذِئَابٍ، فَكُونُوا حُكَمَاءَ كَالْحَيَّاتِ وَبُسَطَاءَ كَالْحَمَامِ.
17
وَلكِنِ احْذَرُوا مِنَ النَّاسِ، لأَنَّهُمْ سَيُسْلِمُونَكُمْ إِلَى مَجَالِسَ، وَفِي مَجَامِعِهِمْ يَجْلِدُونَكُمْ
.
18
وَتُسَاقُونَ أَمَامَ وُلاَةٍ وَمُلُوكٍ مِنْ أَجْلِي شَهَادَةً لَهُمْ وَلِلأُمَمِ
.
19
فَمَتَى أَسْلَمُوكُمْ فَلاَ تَهْتَمُّوا كَيْفَ أَوْ بِمَا تَتَكَلَّمُونَ، لأَنَّكُمْ تُعْطَوْنَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ مَا تَتَكَلَّمُونَ بِهِ،

20
لأَنْ لَسْتُمْ أَنْتُمُ الْمُتَكَلِّمِينَ بَلْ رُوحُ أَبِيكُمُ الَّذِي يَتَكَلَّمُ فِيكُمْ
.
21
وَسَيُسْلِمُ الأَخُ أَخَاهُ إِلَى الْمَوْتِ، وَالأَبُ وَلَدَهُ، وَيَقُومُ الأَوْلاَدُ عَلَى وَالِدِيهِمْ وَيَقْتُلُونَهُمْ،

22
وَتَكُونُونَ مُبْغَضِينَ مِنَ الْجَمِيعِ مِنْ أَجْلِ اسْمِي
. وَلكِنِ الَّذِي يَصْبِرُ إِلَى الْمُنْتَهَى فَهذَا يَخْلُصُ.
23
وَمَتَى طَرَدُوكُمْ فِي هذِهِ الْمَدِينَةِ فَاهْرُبُوا إِلَى الأُخْرَى
. فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُكَمِّلُونَ مُدُنَ إِسْرَائِيلَ حَتَّى يَأْتِيَ ابْنُ الإِنْسَانِ.
24 «
لَيْسَ التِّلْمِيذُ أَفْضَلَ مِنَ الْمُعَلِّمِ، وَلاَ الْعَبْدُ أَفْضَلَ مِنْ سَيِّدِهِ
.
25
يَكْفِي التِّلْمِيذَ أَنْ يَكُونَ كَمُعَلِّمِهِ، وَالْعَبْدَ كَسَيِّدِهِ
. إِنْ كَانُوا قَدْ لَقَّبُوا رَبَّ الْبَيْتِ بَعْلَزَبُولَ، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ أَهْلَ بَيْتِهِ!
26
فَلاَ تَخَافُوهُمْ
. لأَنْ لَيْسَ مَكْتُومٌ لَنْ يُسْتَعْلَنَ، وَلاَ خَفِيٌّ لَنْ يُعْرَفَ.
27
اَلَّذِي أَقُولُهُ لَكُمْ فِي الظُّلْمَةِ قُولُوهُ فِي النُّورِ، وَالَّذِي تَسْمَعُونَهُ فِي الأُذُنِ نَادُوا بِهِ عَلَى السُّطُوحِ،

28
وَلاَ تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ وَلكِنَّ النَّفْسَ لاَ يَقْدِرُونَ أَنْ يَقْتُلُوهَا، بَلْ خَافُوا بِالْحَرِيِّ مِنَ الَّذِي يَقْدِرُ أَنْ يُهْلِكَ النَّفْسَ وَالْجَسَدَ كِلَيْهِمَا فِي جَهَنَّمَ
.

الرب يسوع المسيح وقت ما ارسل تلاميذه يقول لهم

16 «هَا أَنَا أُرْسِلُكُمْ كَغَنَمٍ فِي وَسْطِ ذِئَابٍ، فَكُونُوا حُكَمَاءَ كَالْحَيَّاتِ وَبُسَطَاءَ كَالْحَمَامِ.

ولكن هذا ليس كلمات موجهة الي تلاميذه فقط بل لكل واحد فينا هو يقول لنا ها انا اي الذي يرسلنا هو السيد المسيح ويخبرنا مقدما بالالام التي ستواجهنا

ارساليته للسلام, والعالم يقابل ولاده بالشر وهو يريد اولاده ان لا يخافوا من شر العالم حتي لو وصل الي قتل الاجساد

ربنا لا ينسي احد وهو يعلم بل يرسلنا كغنم وسط ذئاب

يُعلّق القدّيس أغسطينوس على هذا القول الإلهي هكذا: [تأمّلوا يا إخوتي ما يفعله ربّنا يسوع! تصوّروا لو أن ذئبًا واحدًا ذهب وسط غنم كثير مهما بلغ عددهم بالآلاف... أفلا يرتعب جميع الغنم بالرغم من عدم قدرة هذا الذئب على افتراسهم جميعًا؟ فكم تكون مشورة ربّنا يسوع المسيح، التي يشجّعنا بها، إذ لا يلقي بذئب وسط غنم، بل يُلقي بالغنم وسط الذئاب؟!... إنه لم يطلب منهم أن يقتربوا من الذئاب، بل يكونوا في وسطهم. حقًا لقد كان هناك قطيع صغير من الغنم، لكن إذ افترستها الذئاب الكثيرة تحوّلت الذئاب إلى غنم[456].]

وفي مرارة يُعلّق القدّيس يوحنا الذهبي الفم أيضًا فيقول: [لنخجل إذ نفعل نحن العكس فنقف كذئاب ضدّ أعدائنا! مادمنا نحن غنم، فإنّنا سنغلب بالرغم من وجود ربْوة من الذئاب تجول حولنا لافتراسنا، أمّا إذا صرنا ذئابًا فسنهزم إذ يفارقنا عون راعينا، الذي لا يعول الذئاب بل الغنم، بهذا يتركك وينسحب حيث لا تسمح لقدرته أن تظهر فيك.]

لماذا يرسلنا الله هكذا كغنم وسط ذئاب؟

أولاً: إذ يسلك المؤمن بروح سيّده "الحمل الحقيقي" يُحسب حملاً باتّحاده به، فيلتزم السيّد برعايته والعمل خلاله. إنه يعمل في الغنم الوديع، لا الذئاب المفترسة، معلنًا قوّته في الضعف، قائلاً لرسوله: "تكفيك نعمتي، لأن قوتي في الضعف تكمل". بهذا يردّد الرسول: "فبكل سرور افتخر بالحري في ضعفاتي لكي تحلّ عليّ قوّة المسيح، لذلك أسر بالضعفات والشتائم والضرورات والاضطهادات والضيقات لأجل المسيح، لأني حينما أنا ضعيف، فحينئذ أنا قوي" (2 كو 12: 9-10).

ثانيًا: لا يقابل التلميذ الشراسة بالشراسة، بل بالحب العملي فيكسب غير المؤمنين للإيمان. يقول القدّيس يوحنا الذهبي الفم: [إنه فوق كل شيء يعرف طبيعة الأشياء: أن الشراسة لا تُطفأ بالشراسة وإنما باللطف[457].]

وبالفعل تلاميذه حولوا الذئاب الي غنم الم يتحول شاول الطرسوسي الي غنم بعد ان كان ذئبا

الم تتحول الامبراطوريه الرومانية الضاريه المشبهة بالنمر الي المسيحيه ؟

من من الملاين الذين استشهدوا علي يد الاباطره الرومان رفع سلاح ضد الدوله الرومانيه حتي ولو بحجة الدفاع عن النفس لم اسمع ان الشهيد ماري جرجس رفع سلاحه دفاعا عن المسيحيه رغم انه كان قادرا علي ذلك

انيانوس والي انصنا الذي اضطهد الكنيسه واستشهد الكثير علي يده هو نفسه لما امن لم يحمل سلاح

الم يرسلنا المسيح كغنم وسط ذئاب ؟ اي هم يحملون انياب ومخالب ويهجموا ويقتلوا ونحن قبلنا ان لا نحمل سلاح, هل نعترض علي كلمات رب المجد ونصر علي ان نحمل سلاح ؟

احب ان اقول ان الحملان لو خرجت لها انياب ومخالب لاصبحت ذئاب حتي ولو بهدف الدفاع عن نفسها فقط او عن كنيستها

وربما يتسائل البعض لماذا لم يجعلنا الله أسوداً وسط الذئاب؟

  1. حتى نعتمد عليه وحده كأسد خارج من سبط يهوذا

سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 5: 5

فَقَالَ لِي وَاحِدٌ مِنَ الشُّيُوخِ: «لاَ تَبْكِ. هُوَذَا قَدْ غَلَبَ الأَسَدُ الَّذِي مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا، أَصْلُ دَاوُدَ، لِيَفْتَحَ السِّفْرَ وَيَفُكَّ خُتُومَهُ السَّبْعَةَ».

وهو واقف في وسطنا كخروف قائم كانه مذبوح

. الله يعمل مع الغنم الوديع المتشبه به، فهو حمل الله. أماّ من يعتمد على قوة ذراعه، فهذا لا يُسَّر به الله

سفر المزامير 147

10 لاَ يُسَرُّ بِقُوَّةِ الْخَيْلِ. لاَ يَرْضَى بِسَاقَيِ الرَّجُلِ.
11
يَرْضَى الرَّبُّ بِأَتْقِيَائِهِ، بِالرَّاجِينَ رَحْمَتَهُ
.

. ويتركه ولا يدافع عنه. وكل من ينتقم لنفسه لا يرضى الله، ولكن من يعتمد علي الرب ويقبل الاضطهاد بهذا يصير من اولاد الله ومعهم المسيح أقوى من الذئاب.

2. تصوَّر أن الرُسُلْ كانوا أسوداً ( يحملوا سلاح دفاعا عن الكنيسه الاولي ورحلات التبشير ) فماذ كان يحدث ؛ سيهرب منهم الناس ولا يسمعون لهم، ولكن الناس إذ رأوا ضعفهم ورأوا قوة الله تعمل فيهم وتحميهم آمنوا بالله، فالغنم فقط هي القادرة أن تكرز. لأنى حينما أنا ضعيف فحينئذ أنا قوى (2كو9:12-10). وكيف نكرز بحمل هو المسيح ولنا صورة وحوش (هل سيصدقنا أحد).

3. الله لا يعمل بنا إلاّ لو كنا ضعفاء حتى لا نفسد خطته، لذلك لم يرسلنا كأسود وسط العالم، فالقوة لن تكون سبباً في نمو الكرازة، إنما الوداعة، وعمل المسيح بنعمته فينا.

ولكن هو طلب مننا ان نتسلح بالحكمة والوداعه مع اسلحة الايمان

فكونوا حكاء كالحيات وودعاء كالحمام



ما هي حكمة الحيّات؟

يرى القدّيس جيروم أن المسيحي في وداعته يكون كالحمامة التي لا تحمل حِقدًا ولا تلقي فخاخًا لأحد، لكنّه يلتزم بحكمة الحيّات، فلا يعطي لأحد مجالاً أن يلقي له الفخاخ. إنه يقول: [كن بسيطًا كحمامة فلا تلقي فخًا لأحد، وكن حكيمًا (بارعًا) كحيّة فلا تسمح لأحد أن يلقي بالفخ أمامك. المسيحي الذي يسمح للآخرين أن يخدعوه يكون مخطئًا تمامًا كمن يحاول أن يخدع الآخرين[458].] وبنفس المعنى يقول القدّيس أمبروسيوس: [وُضعت الحكمة أولاً، حتى لا تُصاب عدم الأذيّة (التي للحمامة) بأذى[459].]

يقول القدّيس أغسطينوس:

[إنّني أحب في الحمامة عدم حِقدها، ولكني أخشى في الحيّة سمّها، غير أن الحيّة بها ما نكرهه، وبها أيضًا ما يلزمنا أن نتمثّل به:

1) الحية تختبئ في الصخر والمؤمن يحتمى في المسيح.

2) الحية مطاردة من الجميع وهكذا المؤمنين (راجع بقية الإصحاح).

3) الثعبان يدخل من ثقب صغير لينسلخ عنه جلده العتيق فيخرج إلى حياة جديدة، والمؤمن يدخل من الباب الضيق ليخلع الإنسان العتيق ويلبس الجديد (كو9:3-10). قارن مع من يدخل من الباب الضيق ويتغير عن شكله بتجديد ذهنه (مت13:7 + رو2:12). الثقب الصغير هو التغصب على الإمتناع عن الخطية والتغصب على الصلاة والصوم... إلى اخره. وهذا ما يسمى الجهاد فى المسيحية. والنتيجة أن النعمة تغير شكل الإنسان إلى الخليقة الجديدة (2كو17:5).

4) الحية معروف عنها الحذر الشديد من الخطر. هكذا المؤمن فليحذر ولتكن عينه مفتوحة حتى لا يقع في عثرة.

5) عندما يُقْتَلْ، يترك كل جسمه للضرب ولكنه يحفظ رأسه ويخبئها، ففيها حياته. وكيف نحتفظ برؤوسنا.

(أ) الرأس هو الإيمان بالمسيح، فلنتمسك بالايمان ولو خسرنا كل شئ. فالمسيح هو رأس الكنيسة
(
أف
23:5). إذاً هو رأسنا.

(ب) الرأس هو مكان الأفكار، والأفكار هي أداة إبليس لتحريك شهوات الجسم، فمن الرأس تأتى أفكار الشهوة والحسد والتذمر وتعظم المعيشة والحقد والإنتقام. وعلى المؤمن إذا هاجمته هذه الأفكار أن يصرخ للرب يسوع لينزع عنه هذه الأفكار فيحمى حياته.

القدّيس يوحنا الدرجي إذ يقول: [الإنسان البسيط هو ذو النفس التي في نقاوتها الطبيعيّة التي خُلقت عليها والتي تشفع من أجل الجميع. الحقد هو فساد البساطة، طريق ماكر للتفكير تحت ستار مزيّف من البساطة، و يميّز بين البساطة بالفِطرة والبساطة المجاهدة، بقوله: عظيمة هي أيضًا البساطة التي يتّسم بها بعض الناس بالفِطرة نعم ومباركة، لكنها لا تعادل البساطة التي تكتسب بالعناء والتعب بعد التوبة عن الخطيّة، فالأولى محميّة ومحصّنة ضدّ الكثير من التصنّع والانفعال لكن الأخيرة تقود إلى أعلى درجات التواضع والوادعة. الأولى ليس لها مكافأة عظيمة، أمّا الثانية فمكافأتها لا نهائية بلا حدود[464].]

إذاً فلنحافظ على أنفسنا بحكمة الحيات ولكن بوداعة الحمام وكسب ود الآخرين ومحبتهم ليستمعوا لتعاليم الملكوت وتفقد الذئاب وحشيتها

وبالحكمه نكون حذرين

10: 17 و لكن احذروا من الناس لانهم سيسلمونكم الى مجالس و في مجامعهم يجلدونكم

والمسيح في كلامه يوضح انه يقصد بالذئاب هم الناس الاشرار الولاه الارهابيين

يوجد من الناس من هم اشر من الذئاب ولكن حتي ضد هؤلاء لا نتسلح للدفاع ولكن هو يدافع عنا

المطلوب منا ان نحذر

حاولوا أن تحافظوا على أنفسكم بحكمة الحيات ووداعة الحمام، ولكن لتعلموا أن هذه هي طبيعة العالم الذي أرسلكم وسطه. فلا تستغربوا من إضطهاده لهم. فستكونون مكروهين من العالم لإنتمائكم لي، فالعالم يكرهني أنا حقيقة. إحذروا= لا تسقطوا أنفسكم في مشاكل فكونوا حذرين في كلامكم وتصرفاتكم.

10: 18 و تساقون امام ولاة و ملوك من اجلي شهادة لهم و للامم

قبولكم للألم وإحتمالكم سيكون شهادة لى أمام هؤلاء الملوك وأمام الأمم.فكل من يحتمل الالم حتى الموت فهو واثق مما يقوله، وهذا ما سيجعل هؤلاء الملوك يفكرون في هذه الدعوة. بل السلام والفرح الذي قابل الشهداء به الالام والموت كان سببا في ايمان كثيرين وفي انتشار الكرازة .

المسيح في داخلك ويتالم معك فعلى كل من يتألم أن لا يقول للمسيح "لماذا تجعلني أنا أتألم" فبهذا نجعل من المسيح خصم بينما هو يحيا فيّ فلا تتصور أنه منفصل عنك بينما هو متحد بك وقد أعطاك حياته.

10: 19 فمتى اسلموكم فلا تهتموا كيف او بما تتكلمون لانكم تعطون في تلك الساعة ما تتكلمون به

10: 20 لان لستم انتم المتكلمين بل روح ابيكم الذي يتكلم فيكم

جوهر حياة الخادم هو "الحياة بلا خوف وبلا همّ في المسيح يسوع"، لا يهتمّ باحتياجاته الماديّة، ولا يضطرب من جهة ثمرة الخدمة او مكان الخدمه، ولا أيضًا ممّا يتوقّعه من دخول في ضيق وآلام!

إذ يتحدّث روح أبينا في وقت الضيق إنّما يُعلن حقيقة إيمانيّة هامة هي تجلّي الله في حياة المؤمن، خاصة في وقت الضيق، هو الذي يسمح بالألم وهو الذي يتقبّل الألم فينا، وهو الذي يهبنا النصرة والإكليل، وهو الذي يتقبّل الإكليل فينا. جاء في رسالة للقدّيس كبريانوس يقول: [أن ما ننطق به ونجيب به (وقت الضيق) يوهب لنا في تلك الساعة من السماء التي تمدّنا، فلا نتكلّم نحن بل روح الله الذي لا يفارق من يعترفون به ولا ينفصل عنهم بل يتكلّم فيهم ويتوّج فيهم[467].] وفي رسالة أخرى يقول: [إن عمله هو أن نغلب، وننال بإخضاع العدوّ لرمز النصرة في الصراع العظيم[468].]

لان الرب يقول

رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي 2: 13

لأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَامِلُ فِيكُمْ أَنْ تُرِيدُوا وَأَنْ تَعْمَلُوا مِنْ أَجْلِ الْمَسَرَّةِ.



رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 13: 21

لِيُكَمِّلْكُمْ فِي كُلِّ عَمَل صَالِحٍ لِتَصْنَعُوا مَشِيئَتَهُ، عَامِلاً فِيكُمْ مَا يُرْضِي أَمَامَهُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي لَهُ الْمَجْدُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمِينَ.

فالمسيح في داخلك ويعمل بك

هل تتوقع انه يقبل انك تحمل سلاح دفاعا عن كنيسته ام يريدك ان تثق فقط انه القادر علي حمايتك ؟

هو يعمل فيك لاجل المسره بصورة الحمل الوديع وليس لكي تكون ذئب شرس للدفاع عن الكنيسه

وكما يقول الآب يوحنا من كرونستادت: [كل ما للعدو أنه يتعبنا، لكن ماذا تكون متاعبه إن كان قلبنا ثابتًا في الرب ومؤسّسًا فيه؟[469]]

10: 21 و سيسلم الاخ اخاه الى الموت و الاب ولده و يقوم الاولاد على والديهم و يقتلونهم

10: 22 و تكونون مبغضين من الجميع من اجل اسمي و لكن الذي يصبر الى المنتهى فهذا يخلص

المقاومة لا تقف عند حدود، بل سيقف ضد المؤمن حتى أهل بيته وأقاربه. ولكن السيد إذ يخبرنا بما سيحدث يطلب منا الصبر بروح الثقة في إلهنا ومسيحنا وبروح الرجاء في الأبدية. والصبر المطلوب من المؤمن ليس هو الصبر في مواجهة الإضطهاد فقط بل الصبر في إحتمال أي ألم يسمح به الرب، والصبر على تنفيذ وصايا المسيح حتى آخر يوم في حياتنا. حتي لو كانت في نظرنا مستحيلة

يقول القدّيس كبريانوس: [يليق بنا أن نصبر مثابرين أيها الإخوة الأحباء، حتى إذ ننعم بالرجاء في الحق والحرّية ننال الحق والحرّية ذاتها[471].]

كتب القدّيس كبريانوس يشجّع المعترفين في السجون على الجهاد إلى النفس الأخير حتى ينعموا بالخلاص خلال صبرهم إلى المنتهى، فيقول: [أيّا كان ما قبل النهاية فهي خطوة بها نصعد إلى قمة الخلاص[472].] لقد أعلن لهم أنه كلما اعترفوا محتملين الآلام يهيج العدوّ بالأكثر، فيكون الخطر أشد، لذا يجب مواجهته بالصبر[473].

الجميع حتى أهل البيت يبغضوهم، لا من أجل جريمة ارتكبوها، وإنما من أجل اسمه، فإن الله لا يتركهم بل يسندهم بعطاياه ونعمه، أمّا هم فمن جانبهم يلزمهم أن يصبروا حتى النهاية، متسلّحين بنعمته.

ولكن إن طردوهم فماذا يفعلون؟ يجيب السيّد

10: 23 و متى طردوكم في هذه المدينة فاهربوا الى الاخرى فاني الحق اقول لكم لا تكملون مدن اسرائيل حتى ياتي ابن الانسان

متى طردوكم فإهربوا = هنا السيد يضع مبداً هاماً، فإذا ثارت العاصفة وكان هناك فرصة أن نهدئ منها، بأن نبتعد فلنبتعد، ولا نعطى فرصة للمضايقين أن يزدادوا غضباً وثورة، لا داعى أن يلقى أحد نفسه وسط المخاطر التي قد لا يحتملها جسده الضعيف، ولكن إن وقعنا في أيديهم وطلبوا منا أن ننكر إيماننا، هنا لزم الإستشهاد. وهرب الكارزين من مدينة إلى مدينة سيكون فيه فرصة لإنتشار الإيمان وهذا ما حدث في بداية المسيحية، إذ حينما أثار اليهود الإضطهاد ضد الكنيسة هرب المسيحيون إلى كل مكان فإنتشرت الكرازة. وتركوا العليه التي هي مكان اول كنيسه وتركه مكان كنيسه القيامه لان الرب سمح بان يهربوا فتنتشر الكلمه اكثر

يقدّم لنا السيّد مبدأ هامًا، أننا لا نلقي بنفوسنا وسط العاصف فنثير المضايقين، وإنما نتركهم ليس خوفًا على حياتنا، وإنما لتكميل رسالة الله فينا التي ائْتمنّا عليها، ولكن لا نعطي الفرصة للمضايقين أن يزدادوا غضبًا وثورة. وقد ركّز القدّيس أثناسيوس الرسولي كثيرًا على هذه العبارة في دفاعه عن هروبه من أمام وجه الأريوسيّين، كما تحدّث القدّيس البابا بطرس خاتم الشهداء عن هذا الأمر بشيء من التفصيل في قانونه التاسع[474].

أمرَ مخلّصنا أن نهرب عندما نُضطهد، ونختفي عندما يبحثون عنّا، فلا نعرّض أنفسنا لمخاطر معيّنة، ولا نُشعل بالأكثر ثورة المضطهدين ضدّنا بظهورنا أمامهم. فإن من يسلّم نفسه لعدوّه ليقتله إنّما يفعل ذات الشيء كمن يقتل نفسه. أمّا أننا نهرب كأمر مخلّصنا بهذا نعرف وقتنا المناسب، ونُعلن اهتمامنا الحقيقي نحو مضطهدينا، لئلا إذ يعملون على سفك الدم يصيرون مجرمين عصاه للناموس القائل: "لا تقتل" (خر 20: 13)[475].

البابا أثناسيوس الرسولي

v لم يأمرهم قط أن يبقوا مع العدوّ، بل أن يهربوا إن اضطهدوهم[476].

القدّيس يوحنا الذهبي الفم

v يريدنا الرب أن نهرب في زمن الاضطهاد من مدينة إلى أخرى حتى لا يُلقي أحد بنفسه وسط المخاطر التي قد لا يحتملها الجسد الضعيف أو الفكر المنطلق العنّان وهو يتوق على الحصول على إكليل الاستشهاد[477].

القدّيس أمبروسيوس

ولكن من قبض عليه يفرح ايضا بقبوله الاستشهاد

انا لست ضد المظاهرات ولكن ضد ان تاخذ المظاهرات كل الوقت فلا نجد وقت للصلاه وعلاقتنا مع الله لكي نعرف ارادته

لست ضد المطالبه بالحقوق ولكن ضد اي اسلوب عنيف الذي يفقدنا سلامنا حتي ولو دفاعا عن النفس ومطالبه بالحقوق

لست ضد الدفاع عن النفس ولكن ضد رفض ان نثق في ان الله يدافع عنا

من من المسيحيين طالب بحق القديس استفانوس عندما حوكم ظلما وضرب وقتل ظلما ؟ الم ينتقم منهم المسيح بنفسه باسلوبه وحول منهم كثيرين من ذئاب الي حملان

سفر أعمال الرسل 6: 7

وَكَانَتْ كَلِمَةُ اللهِ تَنْمُو، وَعَدَدُ التَّلاَمِيذِ يَتَكَاثَرُ جِدًّا فِي أُورُشَلِيمَ، وَجُمْهُورٌ كَثِيرٌ مِنَ الْكَهَنَةِ يُطِيعُونَ الإِيمَانَ.

من من المسيحيين ثار لبيته او لكنيسته ضد شاول

سفر اعمال الرسل 8

3 وَأَمَّا شَاوُلُ فَكَانَ يَسْطُو عَلَى الْكَنِيسَةِ، وَهُوَ يَدْخُلُ الْبُيُوتَ وَيَجُرُّ رِجَالاً وَنِسَاءً وَيُسَلِّمُهُمْ إِلَى السِّجْنِ.
4
فَالَّذِينَ تَشَتَّتُوا جَالُوا مُبَشِّرِينَ بِالْكَلِمَةِ
.

اي ان شاول كان يخرب البيوت ويخرب الكنائس ويسجن المسيحيين ظلم بمنتهي المهانه ( يجرهم ) لم يصيح المسيحيين وينتقموا لانفسهم منه

ولكن المسيح نزع صفة الذئاب من شاول وحوله لرسول الايمان

من من المسيحيين اعترض علي الدوله الحاكم عندما قتل القديس يعقوب بدون ذنب ولكن الرب عاقب الكثيرين علي دمه البريئ الذي سفك

ونلاحظ ان المسيحيين مع الاضطهاد يتشتتون الي مدن ودول اخري وهذا دائما للخير

سفر أعمال الرسل 11: 19

أَمَّا الَّذِينَ تَشَتَّتُوا مِنْ جَرَّاءِ الضِّيقِ الَّذِي حَصَلَ بِسَبَبِ اسْتِفَانُوسَ فَاجْتَازُوا إِلَى فِينِيقِيَةَ وَقُبْرُسَ وَأَنْطَاكِيَةَ، وَهُمْ لاَ يُكَلِّمُونَ أَحَدًا بِالْكَلِمَةِ إِلاَّ الْيَهُودَ فَقَطْ.

الم تكن لهم بيوت وممتلكات في اليهودية وارضهم العزيزه عليهم التي ولدوا فيها وهي بالنسبه لهم ارض الموعد وتمثل حضارتهم وثقافتهم؟

الم تكن لهم كنائس ومقدسات وكتابات بايدي الرسل انفسهم ؟

الم تكن لهم هناك اثار الاماكن التي سار فيها الرب يسوع المسيح واكل وشرب وسفك دمه

تركوا كل هذا وتشتتوا في بلاد لا يعرفون لغتها ولا يعرفون مصيرهم ومصير اولادهم فيها

اي المسيح يعي جيدا ما يقول عندما طلب مننا ( متي طردوكم فاهربوا ) البعض سيعترض علي كلمات المسيح ويقول انه سيدافع عن بيته وكنيسته حتي اخر نقطة دم ولكن هنا وصية المسيح هل متي طردوكم قاوموا ام اهربوا ؟ الوصيه ان نقبل التشتيت

واكرر مره ثانيه انا لست ضد الدفاع عن النفس ولكن ضد ان ننسي ان نطلب من الرب اعلان ارادته

ولو اعلن الرب ان نتشتت فلنقبل بشكر

اسمحوا لي ان افكر بصوت عالي معكم واتسائل ماذا يريد الله مننا في مصر او العراق وغيره بسماحه بالاضطهادات ؟

نتكلم بصراحه : من هم اكثر المسلمين شرا في العالم الان ؟ ليسوا مسلمين افغانستان ولكن سلفيين مصر

من اكثر المسلمين قلة حياء في الفاظهم ويهاجمون بافظع الالفاظ النابية ضد الرب يسوع المسيح وضد الكتاب المقدس وضد اولاد ربنا ؟

من اكثر المسلمين شراسه حتي في الكلام وتشعر انك عندما تحاورهم ان تتكلم مع شيطان ؟

في رائ ضعفي وقد اكون مخطئ سلفيين مصر

الرب لن يصمت علي اهانة اسمه واهانة دمه واهانة اولاده اكثر من ذلك لان هو قال

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 12: 19

لاَ تَنْتَقِمُوا لأَنْفُسِكُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، بَلْ أَعْطُوا مَكَانًا لِلْغَضَبِ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «لِيَ النَّقْمَةُ أَنَا أُجَازِي يَقُولُ الرَّبُّ.

هو لم ينسي كل مره جدف علي اسمه بدون حق واهين اولاده وكتابه بدون حق

ماذا يريد الرب من هؤلاء ؟

اعتقد وقد اكون مخطئ ان زمان خطيتهم قد اكتمل او قرب علي ان يكتمل

وماذا يمنع الرب من عقابهم واخراب مصر التمساح المتكبر الكاذب لمدة اربعين سنه لا يعبر فيها رجل انسان ولا حيوان كما قال في سفر اشعياء 19 و سفر حزقيال 29 ؟

انتم اي اولاد ربنا

انتم مثل لوط البار الذي يقف حائل عن احراق سدوم وعموره . وانتم مثل ايضا المسيحيين في اليهودية قبل ان تخرب سنة 70 م

ماذا يريد منكم الرب ( واكرر قد اكون مخطئ ) قد يريد ان تتركوا مصر ولستم انتم فقط بل المسلمين المعتدلين ايضا لكي ياتي زمان حريق مصر علي كل من تطاول علي اسم الرب او الوهيته او مقدساته او اولاده او قد لا يريدنا ان نخرج فيجب ان نصلي ونطلب ان يعلن ارادته بوضوح ونقبل بما يختار ولا نفرض عليه اختيارنا نحن

هم يريدوا ان يطردونا من مصر ؟ انا متاكد ان هذا للخير لنشر الكلمه اكثر وسط فتور العالم الغربي وليتمكن الرب من عقاب مصر علي يد اسرائيل كما سبق فاخبر او قد يكون له ارادة اخري

ولكن المتاكد منه ان الرب سيعلن وبوضوح ارادته والوقت المناسب والمطلوب مننا ان نسلم حياتنا بالحقيقه له ونصلي ونتلمس ارادته لاننا لا نعرف الان ماذا يريد جملة وتفصيلا

فلنتذكر ان نصلي ونقول

سفر المزامير 143: 8

أَسْمِعْنِي رَحْمَتَكَ فِي الْغَدَاةِ، لأَنِّي عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ. عَرِّفْنِي الطَّرِيقَ الَّتِي أَسْلُكُ فِيهَا، لأَنِّي إِلَيْكَ رَفَعْتُ نَفْسِي.

سفر المزامير 27: 11

عَلِّمْنِي يَا رَبُّ طَرِيقَكَ، وَاهْدِنِي فِي سَبِيل مُسْتَقِيمٍ بِسَبَبِ أَعْدَائِي.

الرب اقام لنا اعداء لنساله بقوة الصلاه ماذا يجب ان نفعل

10: 26 فلا تخافوهم لان ليس مكتوم لن يستعلن و لا خفي لن يعرف

لاتخف من المستقبل وماذا يخططون من شرور للغد فالرب سيحوله للخير ونثق في هذا بكل ايمان

واخيرا يقول لنا

10: 28 و لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد و لكن النفس لا يقدرون ان يقتلوها بل خافوا بالحري من الذي يقدر ان يهلك النفس و الجسد كليهما في جهنم

يعلّمنا الوحي ألا نخاف ممن يخيف، وأن نخاف ممن لا يخيف... فقد قال: "لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد... بل خافوا بالأحرى من الذي يقدر أن يهلك النفس والجسد كليهما في جهنّم".

إن الشهداء القدّيسين لم يخافوا ممن يخيف، لأن بمخافتهم لله لم يهابوا إنسانًا!...

ليقل الشهيد وهو واقف قبالة إنسان مثله: إنّني لا أخاف لأنّني أخاف (أي لا يخاف الإنسان لأنه يخاف الله)...

تستطيع أن تقتل مسكن الروح أي الجسد، لكن هل يمكنك أن تقتل الساكن فيه؟!... إنك تطلق روحي ولا تستطيع أن تؤذيها في شيء. فبصنعك هذا سيقوم جسدي مرّة أخرى، هذا الذي لك سلطان عليه. إذ تطلق الروح يقوم الجسد وتعود إليه الروح كمسكنٍ لها، وعندئذ لا يعود يموت الجسد بعد!

انظر! إنّني لن أخاف من وعيدك حتى بالنسبة لجسدي، فإنه وإن كان لك سلطان عليه لكن حتى شعر رأسي محصي لدى خالقي[480].

لا تخف أيها الشهيد من سيف مضطهدك، بل بالأحرى خف من لسانك ( في اثناء المطالبه بحقوقك ) لئلا تضطهد نفسك بنفسك، فتهلك روحك لا جسدك. لتخف على روحك لئلا تموت في نار جهنّم[481].

القدّيس أغسطينوس

v لا تخف ولا يضعف قلبك ولا تنزعج عندما يُسحب منك المال أو الطعام أو الشرّاب أو الملذّات أو الملابس أو السكن أو جسدك ذاته، بل خف العدوّ الذي يسحب نفسك من الإيمان والاتّكال على الله ومحبّة الله والقريب، عندما يبذر في قلبك الكراهيّة والعداوة والارتباط بالزمنيّات والكبرياء وغير ذلك من الخطايا[482].

الأب يوحنا من كرونستادت

يقوم عدم الخوف أساسًا على اكتشاف الإنسان لرعاية الله به كأبٍ محبٍ؛ فيهتمّ به كما يهتمّ بالخلقية من أجله. هذه الرعاية تمتد في حياتنا من إحصائه لشعور رؤوسنا جميعها إلى اهتمامه بالمجد الذي يعدّه لنا في السماوات.

وكررت كثيرا عدونا ليس المسلمين ولا السلفيين ولكن فقط الشيطان الذي لايريدنا شهداء ولكن يريد ان يفقدنا سلامنا واتكالنا علي الرب يريد ان يفصلنا عنه بالاضطهاد ويغرينا بان ندافع عن انفسنا فتتحول لحرب اهلية هو يريد ان يشغلك بالمطالبه بحقوقك لكي لا تسمع صوت الرب وما هي مشيئته

اعرف ان الكثيرين حزاني جدا وانا واحد منهم ولكن اعرف ان اهم من الحزن هو التمسك بالرب واللجاجه في الصلاه طلبا ان يعلن ارادته و الفرح بالرب الذي اعطانا عطية ان نتالم من اجله رغم اننا لا نستحق

رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي 1: 29

لأَنَّهُ قَدْ وُهِبَ لَكُمْ لأَجْلِ الْمَسِيحِ لاَ أَنْ تُؤْمِنُوا بِهِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا أَنْ تَتَأَلَّمُوا لأَجْلِهِ.



وربنا يعزي ويقوي قلوبكم



والمجد لله دائما



المراجع

من تفسير ابونا تادرس يعقوب واقوال الاباء

من تفسير ابونا انطونيوس فكري

من تفسير ابونا متي المسكين

تامل للبابا

قاموس سترونج

Treasury scriptural knowledge