هل معلمنا بولس يعترف انه غبي ورسائله ليس موحي بها من الله ؟



Holy_bible_1



الشبهة



يستشهد بعض المشكيين بما جاء في كورنثوس الثانية 11: 17 الذي يقول فيه معلمنا بولس انه لا يتكلم بكلام الرب بل كانه في غباوة . ويقولوا ها هو يعترف بان كلامه ليس وحي ولكنه كلام غبي فما المعني المقصود من كلام معلمنا بولس ؟

وايضا شبهة اخري تقول

القديس يوحنا الذهبي الفم يفضح بولس فيقول :- ما سينطق به ليس بحسب الرب، لأن الرب لا يريدنا أن نفتخر بما نعمله. وقد خشي الرسول لئلا يجدوا في كلماته فرصة لكي يفتخر كل واحدٍ بما أنجزه أو احتمله من آلام من أجل الخدمة. وكأنه يخبرهم بأنه يفعل ذلك كمختل العقل .



الرد



كالعاده يلجأ المشككين الي اسلوب الاقتطاع والتضليل فساعرض الاعداد بعد توضيح خلفية عن ماذا يتكلم معلمنا بولس الرسول في هذه الرسالة

كورنثوس كانت مدينه شريره جدا وكانت مملوءة آلهة مصرية ويونانية ورومانية وبها هيكل للإلهة الإغريقية الزهرة إلهة العشق والشهوة وهيكل لإفروديت إلهة الحب عند اليونان وكانت هذه الهياكل مملوءة غانيات وراقصات (1000 لمعبد إفروديت فقط) تخصصوا للطقوس الوثنية الفاجرة. وبسبب إنفتاحها صارت مثلاً للفساد الخلقي والزنا، وصار مثلاً "عش كورنثياً" أي عش فاسداً، وكانت كلمة فتاة كورنثية تعنى فتاة داعرة. ولقد أسماها الفيلسوف شيشرون " نور بلاد اليونان" ولقد ضمت المدينة عدد كبير من العبيد فكان بها (200.000 إنسان حر + 400.000 عبد)، وكان اليونانيون والوثنيون عموماً يعتبرون العبيد أفضل قليلاً من البهائم، وكان من حق السيد أن يقتل عبده دون مساءلة. وفي حوالي سنة 51 – سنة 52 م أتى إليها بولس الرسول ضمن رحلته التبشيرية الثانية وكرز فيها لمدة 18 شهراً، وكان ذلك بأوامر من الرب مباشرة (أع 18: 9، 10) فتحولت المدينة بإعجاز، بعمل الروح القدس وغيرة بولس للمسيحية.

ولكن بعد هذا الشيطان لم يصمت علي هذا العمل الرائع فظهر فيها البعض من المتهودون الذن قاومهم معلمنا بولس الرسول سابقا في اورشليم و ادعوا انهم معلمون حقيقيون ويقاومون بعض تعاليم المسيح التي بلغها بولس الرسول بامانه وشككوا في بولس الرسول لانه ليس من الاثني عشر تلميذ فطالبوه بان ياتي برسائل توصيه من التلاميذ في اورشليم لاثبات رسوليته بل وصل من سوء اخلاق بعضهم انهم اشاعوا انه خائف من مواجهتهم

وتحت هذا الاضطهاد اضطر بولس الرسول ان يدافع عن روسليته ومخدومينه وهذا ليس ليتفاخر ولكن لكي لا يتشكك مخدومينوه في صدق تعاليمه لكي لا يرتدوا عن الايمان رغم انه مشهود له من التلاميذ والرسل والمشايخ وقد شرحت ذلك تفصيلا في ملف رسولية بولس الرسول.

وهو يلتهب في اعماق قلبه عندما يعثر احدهم ويشعر بالضعف لو ضعف احدهم ( 11: 29 و 16: 5 ).

والغريب ان الشيطان لايزال يستخدم نفس الاسلوب الشرير حتي الان في التشكيك في رسولية بولس الرسول لااجل قوة خدمته وهذا يعبر عن مدي قوة خدمة بولس الرسول التي اتعبت الشيطان من القرن الاول الميلادي وحتي الان



ولهذا في الاصحاح 10 و 11 يدافع عن رسوليته لكي لا يعثر احد وليس بسبب افتخار

رسالة بولس الرسول الي اهل كورنثوس الثانية 10

10: 2 و لكن اطلب ان لا اتجاسر و انا حاضر بالثقة التي بها ارى اني ساجترئ على قوم يحسبوننا كاننا نسلك حسب الجسد

هنا يوضح معلمنا بولس انه لايقصد التجاسر ولكن ردا علي القوم الذين يشككون فيه ويزعجونهم من اليهود او المتهودين

10: 3 لاننا و ان كنا نسلك في الجسد لسنا حسب الجسد نحارب

10: 4 اذ اسلحة محاربتنا ليست جسدية بل قادرة بالله على هدم حصون

ويوضح ان هذه الاتهامات من قالها في هذه الزمان ومن يرددها حتي الان هي من الشيطان واتابعه اولاد الشياطين من البشر ولكن يؤكد انه بالمسيح قادر علي كل شيئ باسلحة الروح وليس باسلحة الجسد

10: 5 هادمين ظنونا و كل علو يرتفع ضد معرفة الله و مستاسرين كل فكر الى طاعة المسيح

وهنا يشهد معلمنا بولس ان انه معه اسلحه روحية وطبعا اقوي سلاح هو رسائله القوية لانها مكتوبه بارشاد الروح القدي لهذا حصون الجحيم لن تقوي عليها كما قال المسيح

إنجيل متى 16: 18


وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضًا: أَنْتَ بُطْرُسُ، وَعَلَى هذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْني كَنِيسَتِي، وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا.

فهو يؤكد ان رسائله سلاح روحي من المسيح نفسه

10: 6 و مستعدين لان ننتقم على كل عصيان متى كملت طاعتكم

10: 7 اتنظرون الى ما هو حسب الحضرة ان وثق احد بنفسه انه للمسيح فليحسب هذا ايضا من نفسه انه كما هو للمسيح كذلك نحن ايضا للمسيح

10: 8 فاني و ان افتخرت شيئا اكثر بسلطاننا الذي اعطانا اياه الرب لبنيانكم لا لهدمكم لا اخجل

وهنا معلمنا بولس يوضح ان افتخاره هو فقط بالمسيح وبالسلطان الذي اعطاه المسيح اياهوهو هدفه بنيانهم روحيا وليس لكي يخلجهم انهم سمعوا لكلام المتهودين واليهود

وهنا اتوقف مع جملة (بسلطاننا الذي اعطانا اياه الرب لبنيانكم ) اذا سلطان كلمات معلمنا بولس الرسول في الكتابه هو سلطان اعطاه الرب له ليكتب بوحي الروح القدس ولذل كلماته في الرسائل تبدو نارية لانه مكتوبه بالروح القدس وهذا يؤكد وحي رسائله بنفسه للمره الثانية في نفس الاصحاح

10: 9 لئلا اظهر كاني اخيفكم بالرسائل

10: 10 لانه يقول الرسائل ثقيلة و قوية و اما حضور الجسد فضعيف و الكلام حقير

وهذا ردا علي من يدعي انه خائف منهم لانه واجههم بكل قوه سابقا في اورشليم

وهنا ليس هو فقط الذي يشهد بقوة ونارية رسائله ولكن حتي الاعداء يقولوا ان رسائله قويه جدا لانها ممسوحه بالروح رغم انه يقولوا علي جسده ضعيف وكلامه المعتادر حقير ولكن رسائله قوية

10: 11 مثل هذا فليحسب هذا اننا كما نحن في الكلام بالرسائل و نحن غائبون هكذا نكون ايضا بالفعل و نحن حاضرون

فهو يقول للمضايقين انه كما ان رسائله قويه لانه من اسلحة الايمان وهذا تاكيد ثالث لوحي رسائله

10: 12 لاننا لا نجترئ ان نعد انفسنا بين قوم من الذين يمدحون انفسهم و لا ان نقابل انفسنا بهم بل هم اذ يقيسون انفسهم على انفسهم و يقابلون انفسهم بانفسهم لا يفهمون

10: 13 و لكن نحن لا نفتخر الى ما لا يقاس بل حسب قياس القانون الذي قسمه لنا الله قياسا للبلوغ اليكم ايضا

وهنا يوضح ان ما يفعله المتهودين بانهم يعظمون انفسهم ويفتخرون بانفسهم ويقيسوا انفسهم بالماديات ولكن هو يفتخر بالمسيح فقط لانه هو الذي لا يقاس باحد لانه فوق القياس

10: 14 لاننا لا نمدد انفسنا كاننا لسنا نبلغ اليكم اذ قد وصلنا اليكم ايضا في انجيل المسيح

وهنا عدد اخر ودليل رابع علي وحي رسائله يقوله بنفسه فيقول انه لا يقدر ان يمد جسده فيكون في مكانين في وقت واحد لكي يبلغ اليهم

فان كان جسده ضعيف ولكن انجيل المسيح الذي يصل اليهم هو القوي

وهنا اتسائل ما هو انجيل المسيح الذي وصل اليهم الان ويقرؤه بدل من ان يذهب بنفسه ؟

الاجابه وبكل وضوح هو رسالته هذه فهو يصف رسالته بانها انجيل المسيح

واعتقد بعد هذه الشهاده لا نحتاج اخري ولكن اكمل لان يوجد المزيد من الادله علي شهادته لوحي رسالته

10: 15 غير مفتخرين الى ما لا يقاس في اتعاب اخرين بل راجين اذا نما ايمانكم ان نتعظم بينكم حسب قانوننا بزيادة

ما يجعله يتعظم ويفتخر هو ليس مدحهم له ولكن تعظم ايمانهم في المسيح

10: 16 لنبشر الى ما وراءكم لا لنفتخر بالامور المعدة في قانون غيرنا

10: 17 و اما من افتخر فليفتخر بالرب

10: 18 لانه ليس من مدح نفسه هو المزكى بل من يمدحه الرب

وهو لا يريد شيئ غير ان يفتخروا بالرب لياخذوا مدحا من الرب

ولا يقبلوا مدح من المعلمين الكذبه ولا يسعوا ان يتذكوا في اعينهم ولكن فقط يطلبوا الرب

اذا المزكي هو من يمدحه الرب ومن يطلب مدح نفسه هو غبي



واتي الان الي الاصحاح الهام بعد الشهادات السابقه في اصحاح واحد

11: 1 ليتكم تحتملون غباوتي قليلا بل انتم محتملي

وهنا يعلن معلمنا بولس انه لا يريد ان يمدح نفسه ولكن الرب ارشده انهم سيحتملونه ولذلك يقول بل انتم محتملي

ويصف مدحه لنفسه بغباوه ولكنه لابد ان يفعل ذلك لكي لا يعثروا بسبب المشككين وهذا ما يشرحه اكثر ويقول

11: 2 فاني اغار عليكم غيرة الله لاني خطبتكم لرجل واحد لاقدم عذراء عفيفة للمسيح

وهنا يشرح سبب الافتخار ليس افتخار لانه لو كان افتخار شخصي لكان غباء ولكنه هدفه حكيم وعظيم وهو غيرته المقدسه عليهم لانهم جسد المسيح

ويكمل

11: 3 و لكنني اخاف انه كما خدعت الحية حواء بمكرها هكذا تفسد اذهانكم عن البساطة التي في المسيح

وهدفه ان يكشف تشكيك الشيطان ليفسدهم عن البساطه فبدل من ان يركز اولاد الرب في لاقتهم بالمسيح يخرج اتباع الشيطان يحاولوا يشتتوا تفكيرهم في ان هل بولس رسول ام لا فهو يجبر ان يثبت رسوليته لكي يرجعه الي البساطه فيكملون حياتهم في المسيح ببساطة

11: 4 فانه ان كان الاتي يكرز بيسوع اخر لم نكرز به او كنتم تاخذون روحا اخر لم تاخذوه او انجيلا اخر لم تقبلوه فحسنا كنتم تحتملون

وهنا يقول شيئ مهم ايضا يقارن بين كلام من يكلمهم من المعلمين الكذبه وانجيل المسيح الذي يقدمه معلمنا بولس لهم

واتوقف عند الانجيل الذي يقدمه لهم معلمنا بولس ما هو الان ؟ اليس هو رسالته المكتوبه ؟

فهذا دليل خامس ان رسالته هي وحي الرب المكتوب وهو انجيل المسيح

وبعد ذلك يبدا يثبت رسوليته ويفتخر باستخدام الرب له وارساله ويقول

11: 5 لاني احسب اني لم انقص شيئا عن فائقي الرسل

11: 6 و ان كنت عاميا في الكلام فلست في العلم بل نحن في كل شيء ظاهرون لكم بين الجميع

وهنا يقول ان كلامه عامي ولكن رسالته المكتوبه كما ذكر سابقا قويه جدا لانها مكتوبه بارشاد الروح القدس وهذا شهاده سادسه منه لرسائله

11: 7 ام اخطات خطية اذ اذللت نفسي كي ترتفعوا انتم لاني بشرتكم مجانا بانجيل الله

والدليل السابع انه يقول انه بشرهم مجانا بانجيل المسيح

وهنا نلاحظ انه لم يؤلف كتب ويبيعها ولكنه كتب رساله ويبشرهم بها مجانا شفويا ورسائل مكتوبه ويلقب بشارته الشفوية والمكتوبه بلقب انجيل المسيح

11: 8 سلبت كنائس اخرى اخذا اجرة لاجل خدمتكم و اذ كنت حاضرا عندكم و احتجت لم اثقل على احد

اي انه لم ياخذ منهم اي شيئ مادي بل بخدمت يده كما ذكر سابقا

سفر أعمال الرسل 20: 34


أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ حَاجَاتِي وَحَاجَاتِ الَّذِينَ مَعِي خَدَمَتْهَا هَاتَانِ الْيَدَانِ

وايضا اخذ بعض الاحتياجات من تبرعات اهل فيلبي ( في 4: 15-16 )

وهذا لاخجالهم لان المعلمين الكذبة ياخذون تبرعات وايضا يفتخرون بانفسهم

11: 9 لان احتياجي سده الاخوة الذين اتوا من مكدونية و في كل شيء حفظت نفسي غير ثقيل عليكم و ساحفظها

11: 10 حق المسيح في ان هذا الافتخار لا يسد عني في اقاليم اخائية

11: 11 لماذا الاني لا احبكم الله يعلم

وهنا يعلن محبته بشهادة الرب فاحص القلوب

11: 12 و لكن ما افعله سافعله لاقطع فرصة الذين يريدون فرصة كي يوجدوا كما نحن ايضا في ما يفتخرون به

11: 13 لان مثل هؤلاء هم رسل كذبة فعلة ماكرون مغيرون شكلهم الى شبه رسل المسيح

11: 14 و لا عجب لان الشيطان نفسه يغير شكله الى شبه ملاك نور

11: 15 فليس عظيما ان كان خدامه ايضا يغيرون شكلهم كخدام للبر الذين نهايتهم تكون حسب اعمالهم

والكلمات واضحه في وصف المعلمين كذبه ويتضح ايضا في المشككين الذين اعمالهم واسلوبهم يفضحهم بانهم ليسوا ابناء الاله الحقيقي لانهم يشتمون ويتعدون علي الكتاب والتلاميذ والرسل واولاد ربنا

11: 16 اقول ايضا لا يظن احد اني غبي و الا فاقبلوني و لو كغبي لافتخر انا ايضا قليلا

واولا معني كلمة غبي

افرون

قاموس سترونج

G878

ἄφρων

aphrōn

af'-rone

From G1 (as a negative particle) and G5424; properly mindless, that is, stupid, (by implication) ignorant, (specifically) egotistic, (practically) rash, or (morally) unbelieving: - fool (-ish), unwise.

فعل سلبي بمعني فعل بدون تفكير او غبي او جاهل او اناني او غير مؤمن غير حكيم



قاموس برون

G878

ἄφρων

aphrōn

Thayer Definition:

1) without reason

2) senseless, foolish, stupid

3) without reflection or intelligence, acting rashly

Part of Speech: adjective

A Related Word by Thayer’s/Strong’s Number: from G1 (as a negative particle) and G5424

Citing in TDNT: 9:220, 1277

بدون سبب , بدون معني , احمق, غبي, بدون تفكير او ذكاء او تصرف بتهور

فالكلمه في اليوناني ليس لها نفس الوقع في العربي ففي العربي تعتبر شتيمه صعبه ولكن في اليوناني وصف تصرف غير مهين



وهنا يقول لايظن احد انه غبي فهو ينفي عن نفسه هذه التهمة فهو وصف من يفتخر بنفسه غبي وهو لا يفتخر بنفسه بل يفتخر بعمل المسيح فيه وارسال المسيح له

اذا من يستشهد بالعدد التالي هو مقطتع لانه هنا وبوضوح يقول لا يظن احد اني غبي

ولكن لو اصروا فليقبلوه ولو حتي ك حرف تشبيه غبي فهو لو اصروا ممكن يفتخر قليلا ولو حتي لعتبروه كغبي بسبب الافتخار

ولكن بوضوح هو ينفي الصفه عنه

ويقول في العدد الذي استشهد به المشكك

11: 17 الذي اتكلم به لست اتكلم به بحسب الرب بل كانه في غباوة في جسارة الافتخار هذه

والعدد مرتبط بالعدد السابق فهو ينفي صفة الغباء اذا كلامه بحسب الرب ولكن لو اعتبروه كغبي فايضا هم يعتبروا هذه الكلام ليس من عند الرب بل جسارة افتخار ولكنه وضح انه لايفتخر بشخصه ولكنه يفتخر بالمسيح اذا هو ليس غبي واذا كلامه بحسب الرب

فهو سيتصرف في الظاهر كغبي لانه سيذكر اشياء دفاعا عن بشارته تحسب كافتخار ولكن الافتخار يعتبر غباوة فيقول لهو لو اعتبرتوا ذلك فاقبلوني ولو كغبي وحتي لو اعتبرتموه جساره فيكون ليس بحسب المسيح ( لست أتكلم بحسب الرب ) أي الرب لا يريدنا أن نفتخر بأنفسنا أو بما نعمله، ولكن فلنلاحظ أن بولس وهو في دائرة الروح ووحي الروح القدس يتكلم بهدف إثبات صدق رسوليته وبالتالي تعاليمه وذلك ليخلص على كل حال قوماً. والروح القدس يعطى دروس بما قاله بولس بان لا يفتخر احد ولو اجبر يجب ان يفتخر بالضيقات فقط. رغم انه وضح انه ليس غبي ولا يفتخر وكلامه حسب المسيح

فهو يذكر امر جدلي وليس اقرار كما ادعي المشككين

ولو اصروا فكما يقبلون ان البعض يفتخرون حسب الجسد فليقبوا ما قد يعتبرونه افتخار

ويذكر التالي

11: 18 بما ان كثيرين يفتخرون حسب الجسد افتخر انا ايضا

فانهم قبلوا كلام المفتخرين بالجسديات فليقبلوه لو افتخر بالخدمه

وهو يشير الي الذين يفتخرون ببنوتهم الجسديه لابراهيم لانهم من المتهودين

ويذكر منطق وهو

11: 19 فانكم بسرور تحتملون الاغبياء اذ انتم عقلاء

هو لا يسيئ اليهم ولكن يقول لهم لو اعتبرتوني غبي فانا اعتبركم عقلاء رغم انهم قبلوا افتخار المعلمين الكذبه

11: 20 لانكم تحتملون ان كان احد يستعبدكم ان كان احد ياكلكم ان كان احد ياخذكم ان كان احد يرتفع ان كان احد يضربكم على وجوهكم

وهؤلاء المعلمين الكذبه سلبوهم واكلوهم اي استغلوهم ماديا واستعبدوهم لاحكام الناموس ويهينهم

فهو يتعجب من الكرونثوسيين كيف قبلوا كل ذلك وفي نفس الوقت اعثروا في معلمنا بولس رغم انه لم ياخذ منهم شيئ ولم يستعبدهم بل حررهم في المسيح ولم يرتفع عليهم ولم يهين احد بل قبل ان يهان من اجلهم

11: 21 على سبيل الهوان اقول كيف اننا كنا ضعفاء و لكن الذي يجترئ فيه احد اقول في غباوة انا ايضا اجترئ فيه

11: 22 اهم عبرانيون فانا ايضا اهم اسرائليون فانا ايضا اهم نسل ابراهيم فانا ايضا

11: 23 اهم خدام المسيح اقول كمختل العقل فانا افضل في الاتعاب اكثر في الضربات اوفر في السجون اكثر في الميتات مرارا كثيرة

11: 24 من اليهود خمس مرات قبلت اربعين جلدة الا واحدة

11: 25 ثلاث مرات ضربت بالعصي مرة رجمت ثلاث مرات انكسرت بي السفينة ليلا و نهارا قضيت في العمق

11: 26 باسفار مرارا كثيرة باخطار سيول باخطار لصوص باخطار من جنسي باخطار من الامم باخطار في المدينة باخطار في البرية باخطار في البحر باخطار من اخوة كذبة

11: 27 في تعب و كد في اسهار مرارا كثيرة في جوع و عطش في اصوام مرارا كثيرة في برد و عري

11: 28 عدا ما هو دون ذلك التراكم علي كل يوم الاهتمام بجميع الكنائس

11: 29 من يضعف و انا لا اضعف من يعثر و انا لا التهب

11: 30 ان كان يجب الافتخار فسافتخر بامور ضعفي

11: 31 الله ابو ربنا يسوع المسيح الذي هو مبارك الى الابد يعلم اني لست اكذب

11: 32 في دمشق والي الحارث الملك كان يحرس مدينة الدمشقيين يريد ان يمسكني

11: 33 فتدليت من طاقة في زنبيل من السور و نجوت من يديه

ويكمل في الاصحاح التالي بموضوع الاختطاف الذي لم يتكلم عنه لمدة 14 سنه وشرحته في موضوع اختطاف معلمنا بولس الرسول

ويعلن ان افتخاره الحقيقي هو

12: 10 لذلك اسر بالضعفات و الشتائم و الضرورات و الاضطهادات و الضيقات لاجل المسيح لاني حينما انا ضعيف فحينئذ انا قوي

12: 11 قد صرت غبيا و انا افتخر انتم الزمتموني لانه كان ينبغي ان امدح منكم اذ لم انقص شيئا عن فائقي الرسل و ان كنت لست شيئا

12: 12 ان علامات الرسول صنعت بينكم في كل صبر بايات و عجائب و قوات

12: 13 لانه ما هو الذي نقصتم عن سائر الكنائس الا اني انا لم اثقل عليكم سامحوني بهذا الظلم

وبعد ان انتهي مما يعتقد انه افتخار وهو يعتبر الافتخار غباوه فيقول انه لو اعتبروه يفتخر فهو قد صار غبيا ولكن افتخاره الحقيقي بالضعفات والضيقات لانها اكاليل وانه (و ان كنت لست شيئا ) اي انه بدون المسيح هو لا شيء والافتخار الوحيد بالمسيح



واعتقد بهذا اقتطاع المشكك ضيع المعني تماما بل قدم عكس المعني الحقيقي فهو اكد انه ليس غبي وانه لا يتجاسر واكد ان رسالته هي من انجيل المسيح المكتوب بارشاد الروح القدس



الجزء الثاني تعليق القديس يوحنا ذهبي الفم

اولا ما اقتبسه المشكك هو اقتباس من تفسير ابونا تادرس يعقوب وهو في الحقيقه ليس كلام القديس يوحنا ذهبي الفم ولكن مقدمة قدس ابونا لان اقتباس القديس يوحنا ذهبي الفم يبدأ بعد هذا المقطع بعلامة v

ونص كلامه كامل

ما سينطق به ليس بحسب الرب، لأن الرب لا يريدنا أن نفتخر بما نعمله. وقد خشي الرسول لئلا يجدوا في كلماته فرصة لكي يفتخر كل واحدٍ بما أنجزه أو احتمله من آلام من أجل الخدمة. وكأنه يخبرهم بأنه يفعل ذلك كمختل العقل، كأمر استثنائي للغاية لتأكيد رسوليته.

وهنا يبدا كلام القديس يوحنا في التالي

v    لا تقولوا لي عما كتبه في رسائله، لأن ما احتفظ به في داخله أكثر مما أفصح عنه. فلم يبُح بكل ما في داخله حتى لا يُتهم بالافتخار، ولكنه أيضًا لم يلتزم الصمت في كل شيء، لأن هذا سيقيم عليه ألسنة الأنبياء الكذبة ضده.

لم يفعل شيئًا بطريقة عشوائية، ولكن كان كل شيءٍ بنظامٍ وتخطيطٍ جيدٍ. فكل أعماله بجوانبها المتعددة تتميز بالمديح (العالمي) من الجميع.

دعوني أستفيض في ذلك، إنه لشيءٍ جيدٍ عدم الافتخار بالنفس، ولكن بولس تكلم بتلقائية شديدة، حتى أنه مُدح على كلامه أكثر من لو بقى صامتًا. لأنه لو التزم الصمت لاستحق النقد أكثر من هؤلاء الذين يمدحون أنفسهم بخزي.

لو لم يتغنى بأعماله لفُقد كل شيء وقوي أعداؤه.

لقد عرف كيف ينتفع من كل فرصة متاحة وبالطريقة الملائمة، عرف ما هو خطأ، ولذا كسب مجد طاعة الوصية.

اكتسب بولس مجدًا بافتخاره أكثر ممن اكتسبه أي شخص آخر أخفى أعماله الصالحة، لأنه لا يوجد شخص أخر أخفى أعماله الصالحة، ونال ما حصل عليه بولس الرسول بالكلام (بالافتخار).

الأمر العجيب ليس في أنه تحدث عن نفسه، ولكن أنه تحدث بالقدر الملائم الصحيح، فلم يستفض في وصف المواقف الصالحة حتى لا يقع في مديح النفس، لكنه عرف متى وأين يتوقف

ولم يفعل ذلك إرضاءً لنفسه، ولكنه وصف نفسه كمختل ليوقف الآخرين عن الانغماس في مديح النفس من أجل المديحذاته، لأنه فعل ذلك فقط في المواقف التي تطلبت ذلك[581]

القديس يوحنا الذهبي الفم

وحتي تعليق ابونا هو نقلا من مجادلة كلام معلمنا بولس مع من يطالبوا بالتهود

اذا ما ادعاه المشكك هو سقطه منه

ولتاكيد ذلك ها هو نص كلامه بالانجليزي كامل في عدد 16 و 17



NPNF1-12. Saint Chrysostom: Homilies on the Epistles of Paul to the Corinthians

Author: Schaff, Philip (1819-1893)

Author: Chrysostom, John, St. (c. 347-407)



[3.] Ver. 16. “Wherefore we henceforth know no man after the flesh.”



For if all died and all rose again; and in such sort died as the tyranny of sin condemned them; but rose again “through the laver of regeneration and the renewing of the Holy Ghost;” (Titus iii. 5.) he saith with reason, “we know none” of the faithful “after the flesh.” For what if even they be in the flesh? Yet is that fleshly life destroyed, and we are born again689689 νωθεν. by the Spirit, and have learnt another deportment and rule and life and condition690690 κατστασιν., that, namely, in the heavens. And again of this itself he shows Christ to be the Author. Wherefore also he added,



Even though we have known Christ after the flesh, yet now we know Him so no more.”



What then? tell me. Did He put away the flesh, and is He now not with that body? Away with the thought, for He is even now clothed in flesh; for “this Jesus Who is taken up from you into Heaven shall so come. So? How? In flesh, with His body. How then doth he say, “Even though we have known Christ after the flesh, yet now henceforth no more?” (Acts i. 11.) For in us indeed “after the flesh” is being in sins, and “not after the flesh” not being in sins; but in Christ, “after the flesh” is His being subject to the affections of nature, such as to thirst, to hunger, to weariness, to sleep. For “He did no sin, neither was guile found in His mouth.” (1 Pet. ii. 22.) Wherefore He also said, “Which of you convicteth Me of sin?” (John viii. 46.) and again, “The prince of this world cometh, and he hath nothing in Me.” (ib. xiv. 30.) And “not after the flesh” is being thenceforward freed even from these things, not the being without flesh. For with this also He cometh to judge the world, His being impassible and pure. Whereunto we also shall advance when “our body” hath been “fashioned like unto His glorious body.” (Philip. iii. 21.)



[4.] Ver. 17. “Wherefore if any man is in Christ, he is a new creature.”



For seeing he had exhorted unto virtue from His love, he now leads them on to this from what has been actually done for them; wherefore also he added, “If any man is in Christ,” he is “a new creature.” “If any,” saith he, “have believed in Him, he has come to another creation, for he hath been born again by the Spirit.” So that for this cause also, he says, we ought to live unto Him, not because we are not our own only, nor because He died for us only, nor because He raised up our First-fruits only, but because we have also come unto another life. See how many just grounds he urges for a life of virtue. For on this account he also calls the reformation by a grosser name691691 i.e. creation., in order to show the transition and the change to be great. Then following out farther what he had said, and showing how it is “a new creation,” he adds, “The old things are passed away, behold, all things are692692 [“They are” Rev. Ver., in accordance with the best authorities. C.] become new.”



What old things? He means either sins and impieties, or else all the Judaical observances. Yea rather, he means both the one and the other. “Behold, all things are become new.”



وايضا شرح كامل لقدس ابونا تادرس يعقوب عن كلام القديس يوحنا في موضوع الافتخار



كتاب في مديح القديس بولس - القديس يوحنا ذهبي الفم - القمص تادرس يعقوب ملطي

39- بولس والافتخار

 

كثيرون ممن تطّلعوا إليه أرادوا التمثل به بلا تفكير أو تمييز، هذا يحدث أيضًا في مجال الأطباء فنجد ما يصفه الطبيب بعناية لشخصٍ ما يستخدمه الآخر باستهتار فيفقد تأثيره وفاعليته. ولتجنب المزيد من الصعوبة لاحظ كيف أحاط بولس الرسول ممارساته وأفعاله بحدود عظيمة مؤجلاً مدح النفس لا مرة ولا اثنين بل مرات عديدة قائلاً : "ليتكم تحتملون غباوتي قليلاً" (2 كو 1:11) وأيضًا:" الذي أتكلم به لست أتكلم به بحسب الرب بل كأنه في غباوة في جسارة الافتخار هذه" ( 2كو 17:11، 21) "في غباوة أنا أيضًا أجريء فيه". ولم يجد هذا القول ملائمًا ولكن في رفضه لنزعة الافتخار يخفي شخصيته قائلاً: "أعرف إنسانًا في المسيح"، وأيضًا "من جهة هذا أفتخر ولكن من جهة نفسي لا أفتخر إلا بضعفاتي"، وبعد كل ذلك يضيف قائلاً: "قد صرت غبيُا وأنا أفتخر. أنتم الزمتوني" ( 2كو 2:12، 5، 11).

حينما نرى هذا الرجل القديس يرفض ويتردد كثيرًا في الافتخار بنفسه حتى حينما يقتضي الأمر ويلزمه بذلك دائمًا يلجًم حديثه، كحصان جامح ينحدر من على قمة جبل، مستخدمًا أقل الكلمات الممكنة، فمن يمكنه التجاسر والحمق في أن ينغمس في مدح النفس بدلاً من ترشيد هذا الافتخار عند الضرورة القصوى إن اقتضى الأمر؟

أتريد أن أقول لك عن ميزة أخرى فيه؟ إننا نُعجب لا فقط بشهادة الضمير، بل في أنه كيف أرشدنا في السلوك في كل تلك الظروف. إنه يعتذر من الافتخار بنفسه، لأن الحاجة ألزمته بذلك، ولكنه أيضًا ينتهز تلك الفرصة لُيعلمنا أن لا نضيع هذا الموقف لو حدث ذلك ولا أن نجتذبه بالقوة للمدح.

أن هدف ملاحظاته هنا توضيح أنه لشر عظيم الانغماس في الحديث عن النفس. أيها الأحباء إنها علامة غباوة عظمى مدح أعمالنا بلا ضرورة أو بدون سببٍ ملزمٍ لذلك. فمثل هذا الكلام لا يتوافق مع السيد الرب ولكنه علامة حقيقية تجردنا من كل ما اقتنيناه بتعب وجهاد. فمثل هذا التحذير وجهه لجميعنا وخاصة حينما أُلزم على الحديث بافتخار عندما الزمته الحاجة.

الحقيقة التي تسترعي الانتباه أنه لم يتحدث بصراحة عن كل شيء حينما تتطلب الموقف ذلك ولكنه نجح في إخفاء الجزء الأعظم من إنجازاته. "فإني آتي إلى مناظر الرب وإعلاناته. ولكني أتحاشى لئلا يظن أحد من جهتي فوق ما يراني أو يسمع مني" (2 كو 1:12، 6) هذه الكلمات درس لنا تعلمنا ألا نفصح كل شيء عن أنفسنا حتى لو اضطررنا للكلام، ولكن نتحدث فقط عن ما سيفيد سامعينا.

هكذا أيضًا فعل صموئيل، لأن لا شيء يمنع مدح ذلك الرجل البار حتى نستفيد كلنا منه، فهو أيضًا افتخر في بعض المواقف، وتحدث عن أعماله الصالحة، ولكن بأي طريقة وأسلوب؟ تحدث فقط ليفيد سامعيه، فلم يسهب في الحديث عن الوداعة والتواضع ومسامحة الإساءة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ولكن عما تحدث؟ تكلم عما احتاجه الملك في هذا الوقت عن العدل وعن حفظ النفس من الرشوة.

داود أيضًا افتخر بنفسه في نطاق فائدة سامعيه فقط، فلم يخصص فضيلة معينة، ولكنه قاتل أسد ودب لا أكثر (1 صم 34:17). الحديث بلا داعي يكشف عن طموح وافتخار (كبرياء) ولكن الالتزام بما يتطلبه الموقف يشبه عمل صديق يشبع احتياجات صديقه دائمًا.

هكذا فعل بولس الرسول، اتهموه بأنه ليس رسولاً، وله قوة خارقة، فالتزم الأمر دليل على صحة رسوليته وإظهار قيمته. لاحظ كيف في حديثه لم يكن هناك أي كبرياء بل لاستنارة سامعيه:

أولاً: وضح أنه تصرف هكذا كما استلزم الأمر.

ثانيًا: دعا نفسه مختل العقل واستخدم تعبيرات مماثلة كثيرًا.

ثالثًا: لم يفصح عن كل شيء بل احتفظ بالجزء الأعظم وأخفاه.

رابعًا: أخفي شخصيته قائلاً: "أعرف إنسانًا..."

خامسًا: لم يظهر كل فضائله كدليلٍ بل فقط ما تتطلب الأمر إظهاره.

 احتفظ بهذا التوازن بين افتخاره لنفسه وعدم مدحه آخرين، لأن توبيخ الآخر وإدانته شيء مرفوض، ولكن بولس وبخ في أوقات معينة جديرة بالثناء حتى أنها ظهرت كالمديح مثلاً مرة أو مرتين دعا الغلاطيين أغبياء (غل 1:3) و"الكرتيون كذابون وحوش ضاربة بطون بطالة" (تي 12:1) وجعل هذا نصًا في كرازته.

وكقدوة لنا أسس تعريف وانون التعامل مع من هم ضد الله والا يجب الترفق بهم ولكن علينا اختيار الكلمات التي تصيب الهدف. في الواقع بولس وضع قوانين عديدة لكل شيء، فكل كلماته وأعماله مقبولة، سواء كانت مدحًا أم توبيخًا قاسيًا أو مترفقًا في افتخار بالنفس أو التقليل من شأنها، في مدح أم ذم، ولماذا نتعجب لو كان التوبيخ يستحق المديح لو كان ضد القتل والخيانة والخطية ونجده مستخدمًا في العهد القديم والجديد؟ لنتأمل كل تلك الأمور بعناية ودقة لنمدح بولس الرسول ونمجد الله ونقتدي به لنحصل على البركات الأبدية بالنعمة وبصلاح ربنا يسوع المسيح الذي له المجد والقوة الآن وإلى الأبد وأبد الآبدين آمين.



http://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-020-Father-Tadros-Yaacoub-Malaty/002-Saint-Paul-Chrysostom/St-Paul-Zahaby-El-Fam-39-Pride.html



فمعلمنا بولس لا يفتخر الا بالمسيح وهو ليس بغبي بل هو حكيم جدا لعطية الرب وكتاباته باعترافه هي جزء من انجيل المسيح لانه مكتوبه بوحي الروح القدس



والمجد لله دائما