باسمك صنعنا قوات كيف يصنع قوات من لم يعرفهم المسيح؟ متي 7: 22-23

 

Holy_bible_1

 

الشبهة 

 

يتساءل البعض في انجيل متي 7: 22 عن يوم الدينونة البعض سياتي للمسيح ويقولون له انهم باسمه صنعوا قوات كثيره ولكن المسيح يقول لهم أنى لم اعرفكم قط 

فكيف يكون صنع قوات ليس من اولاد الله وهم يصنعوها باسم الرب 

 

الرد

 

باختصار هم كانوا اولاد المسيح ولكن المسيح ينكرهم بسبب كثرة خطاياهم 

وفي البداية اوضح معني كلمة معرفة 

G1097

γινώσκω

ginōskō

ghin-oce'-ko

A prolonged form of a primary verb; to “know” (absolutely), in a great variety of applications and with many implications (as shown at left, with others not thus clearly expressed): - allow, be aware (of), feel, (have) known (-ledge), perceive, be resolved, can speak, be sure, understand.

يعرف ولها استخدامات واسعه بمعني اظهار عن الشمال يسمح يدرك يشعر يعرف يعتقد يحل يتكلم يتأكد يفهم 

فالمعنى أنه يرفضهم ويرفض معرفتهم. 

ونفهم من سياق الكلام الاتي

المسيح في هذه الاعداد من 15 الي 23 يتكلم عن الانبياء الكذبة وافعالهم الشريرة 

والانبياء الكذبة ليس فقط هم من يبشرون باسم الشياطين والالهة الوثنية ولكن ايضا من هو يبشر باسم الرب ولكن قلبه غير نقي وكل ما يشغله هو حب الظهور مثل الهراطقة فهم بالفعل في منظرهم الخارجي بثياب حملان اي صورة التقوى ولكن في داخلهم ذئاب خاطفه لان اعمالهم شريرة فيجب ان ننظر الي ثمارهم وليس مواهبهم فقد يكون أحدهم عنده موهبة التكلم او التعليم بأسلوب جذاب مثل اريوس ولكنه بتعاليمه يريد ان يؤدي للهلاك وثماره انه مات بان احشاؤه انسكبت وهو حي. 

ويقول الاتي 

انجيل متي 7

15 «اِحْتَرِزُوا مِنَ الأَنْبِيَاءِ الْكَذَبَةِ الَّذِينَ يَأْتُونَكُمْ بِثِيَاب الْحُمْلاَنِ، وَلكِنَّهُمْ مِنْ دَاخِل ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ!

16 مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ. هَلْ يَجْتَنُونَ مِنَ الشَّوْكِ عِنَبًا، أَوْ مِنَ الْحَسَكِ تِينًا؟
17 هكَذَا كُلُّ شَجَرَةٍ جَيِّدَةٍ تَصْنَعُ أَثْمَارًا جَيِّدَةً، وَأَمَّا الشَّجَرَةُ الرَّدِيَّةُ فَتَصْنَعُ أَثْمَارًا رَدِيَّةً،
18 لاَ تَقْدِرُ شَجَرَةٌ جَيِّدَةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَارًا رَدِيَّةً، وَلاَ شَجَرَةٌ رَدِيَّةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَارًا جَيِّدَةً.
19 كُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَرًا جَيِّدًا تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ.
20 فَإِذًا مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ.

وهنا الرب يوضح ان المؤمن مثل الشجرة فالرب يسقيه ويحوطه ويعطيه موهبة ولكن هذا المؤمن قد يستغل الموهبة مثل الوزنة خطأ وينتظر الرب ان يستغل هذه الموهبة في اعمال صلاح ولكنه بدل الاثمار بالخير يثمر شر ويتكون الموهبة لمجد نفسه فيقطعه الرب ويجعل نصيبه مع عديمي الايمان 

إذا يجب ان ننظر الي الثمر وليس المواهب فقط 

إنجيل متى 7: 20

 

فَإِذًا مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ.

 

فلو كان ثمرهم واعمالهم فيها كذب وخداع وغش وكل اعمال الانسان العتيق فهو انسان شرير يدعي التقوى او بدا بالروح ويكمل بالجسد 

وهؤلاء يمكن تمييزهم من ثمارهم. فهناك نفوس لا تثمر سوى الشوك فهناك توبة لمن يريد فيبدأ يحمل ثمارًا عوضًا عن الشوك. فالتوبة تعيدنا لكي نصبح في المسيح بطبيعة جديدة 

رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 5: 17

 

إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌالأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا.

ولكن الانسان العتيق لايزال له بقية.

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 7

19 لأَنِّي لَسْتُ أَفْعَلُ الصَّالِحَ الَّذِي أُرِيدُهُ، بَلِ الشَّرَّ الَّذِي لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ.
20 فَإِنْ كُنْتُ مَا لَسْتُ أُرِيدُهُ إِيَّاهُ أَفْعَلُ، فَلَسْتُ بَعْدُ أَفْعَلُهُ أَنَا، بَلِ الْخَطِيَّةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ.

 والجسد يشتهي ضد الروح 

رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 5: 17

 

لأَنَّ الْجَسَدَ يَشْتَهِي ضِدَّ الرُّوحِ وَالرُّوحُ ضِدَّ الْجَسَدِ، وَهذَانِ يُقَاوِمُ أَحَدُهُمَا الآخَرَ، حَتَّى تَفْعَلُونَ مَا لاَ تُرِيدُونَ.

وهذه الطبيعة الجديدة نلبسها أولًا في المعمودية، وقد نخسرها بخطايانا، ولكننا بالتوبة نستعيدها

ويجب ان ندرك ان الكل يخطئ ولكن من يسرع بالتوبة ويعترف بخطاياه هذا يكمل في صنع ثمار جيده اما الانسان الذي امن بالرب واخذ موهبة وسقط ولم يتوب ولكن يستمر في اعمال الظلمة ويريد ان يبعد اولاد الرب عن الطريق المستقيم فهو ذئب خاطف وثمره كله افكار شريرة 
21 «لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَارَبُّ، يَارَبُّ! يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.

وهنا يوضح السيد المسيح ان الحكم بالثمر وليس بالمواهب فقط فستجد كثيرين يعلنون ايمانهم بالرب ويدعون ان ايمانهم كافي لخلاصهم من يوم ايمانهم ولكن ان لم يكن لهم اعمال او افعال كما يقول الكتاب المقدس هنا يكون ايمانهم ميت 

رسالة يعقوب 2: 17

 

هكَذَا الإِيمَانُ أَيْضًا، إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَعْمَالٌ، مَيِّتٌ فِي ذَاتِهِ.

الله يريد قلب نقي وايمان حقيقي مترجم الي افعال واضحة تشهد ان الايمان حي، ويسرع بالتوبة لو أخطأ ولكن من بعد أن أمتلك موهبة وأخطأ ورفض التوبة حتى لو استمر يتكلم عن الرب ويستخدم الموهبة ويقول يا رب يا رب هذا لا يخلص لأنه أكمل بالجسد ولم يتوب.

إذا يوجد نوع من البشر يظل يقول يا رب يا رب في اوقات كثيره ويخبر امام اخوته انه امن بالرب ولكن ليس له افعال ترضي الرب بل العكس أي ان افعاله لا ترضي الرب فهو لا يجاهد باذلا نفسه كشمعه من اجل الاخرين ولا يجاهد بالصوم والصلاة والخدمة وتنقية القلب 

فهو يكتفي بانه وسط اخوته يقول يا رب يا رب ولكن في عمله تظهر الثمار الرديئة من كذب وكسل وعدم امانه وطمع وتكبر وغيره من الزملاء وسرقه وخبث وعدم ادانة نفسه وإزاء الأخرين والنميمة فهو يتكلم عن الرب ولكن ثماره شريرة بدون توبة لأنه بار في عين نفسه واعتقد انه نال الخلاص بإيمانه ولكن لم يكمل طريقه بخوف

 رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي 2: 12

 

إِذًا يَا أَحِبَّائِي، كَمَا أَطَعْتُمْ كُلَّ حِينٍ، لَيْسَ كَمَا فِي حُضُورِي فَقَطْ، بَلِ الآنَ بِالأَوْلَى جِدًّا فِي غِيَابِي، تَمِّمُوا خَلاَصَكُمْ بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ،


رسالة بطرس الرسول الأولى 1: 17

 

وَإِنْ كُنْتُمْ تَدْعُونَ أَبًا الَّذِي يَحْكُمُ بِغَيْرِ مُحَابَاةٍ حَسَبَ عَمَلِ كُلِّ وَاحِدٍ، فَسِيرُوا زَمَانَ غُرْبَتِكُمْ بِخَوْفٍ،

 

فمره اخري سياق الكلام عن فقط ليس كل المسيحيين ولكن القلة الاسميين فقط
22 كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ: يَارَبُّ، يَارَبُّ! أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا، وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ، وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟

واتي الي العدد المهم بعد ان فهمنا سياق الكلام انه يتكلم عمن يدعون التقوى وهم ذئاب خاطفه لفكر شرير وليس مستقيم او من يتكلمون فقط عن الرب بأنهم مؤمنون ولكن افعالهم في حياتهم شريرة بدون ممارسة الاعتراف لأنهم ابرار في اعين أنفسهم

فهم سيكونون كثيرين ممن يصنعوا الشرور رغم انهم عرفوا الرب 

إنجيل متى 22: 14

 

لأَنَّ كَثِيرِينَ يُدْعَوْنَ وَقَلِيلِينَ يُنْتَخَبُونَ».

فقليلون هم الذين يؤمنون ويفعلون ويستحقون ولكن كثيرون هم الذين يؤمنون فقط ولكن ثمارهم شريرة (البعض يرفض تسميتهم مؤمنين ولا أعترض على هذا فسواء مؤمنين سقطوا ولم يتوبوا أو سواء ايمان ظاهري وليس مؤمن حقيقي المهم انه لم يكمل طريقه)

وهم يقولوا يا رب باستمرار ولكن فقط قول وليس فعل فهو قول بلا ثمر الروح رغم أن له موهبة لأنه شجره ولكن يستغل الموهبة في صنع ثمار شريرة فقط 

وهذه المواهب التي قد يكون الرب اعطي لهم هي

 باسمك تنبأنا = وهم يقصد بهم الذين فعلا يبدؤون بمعرفة الرب ولكن بعد حين ينحرفوا ولا يعملون بما يعلمون. فهم اخذوا موهبة التنبؤ مثل بلعام ولكنهم استغلوها لأغراضهم فهم يعلمون الحق ولا يعملونه يطلبوا من الناس ان تعطي العشور وهم محبين للمال يطلبون من الاخرين ان لا يكذبوا وهم يتفوهوا في حياتهم بالأكاذيب 

باسمك اخرجنا شياطين اي انهم سمح لهم الرب ان يكون لهم سلطان اخراج الشياطين ولكنهم بسبب هذا تكبروا وأفسدهم الغرور. ولنلاحظ أن يهوذا الخائن أخرج شياطين حينما كان مع التلاميذ (مت 8:10) ولكن هذا لم يمنعه ان ينحرف ويخون المسيح ويهلك.  وموهبة اخراج الشياطين ولكن يتركون الانسان ليأتي له ما هو أشر عندما يعثر بأفعالهم 

وباسمك صنعنا قوات = اي كثيرون وصلوا لعمل معجزات وأيضا موهبة تعليم وأفسدهم الغرور لأنهم نسبوا هذه النعمة لأنفسهم ففقدوا نعمة الموهبة.

وصنع قوات مثل وعظ ناري ولكنه مخلوط ببرد كما ذكر سفر الرؤيا 

فهم بدوءا في طريق الرب بالفعل 

رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 3: 3

 

أَهكَذَا أَنْتُمْ أَغْبِيَاءُ! أَبَعْدَمَا ابْتَدَأْتُمْ بِالرُّوحِ تُكَمَّلُونَ الآنَ بِالْجَسَدِ؟

ولكن بعد ان بدوءا بالروحيات واستلموا مواهب من الرب يكملون بالجسد وفائدة الجسد والمظهرية واعمال الاثم لان الغرور أفسدهم ونسبوا هذه المجد لأنفسهم ففقدوا النعمة الحقيقية والشيطان خدعهم بضربه يمينيه فأصبحوا يفعلون نفس القوات ولكن بتكبر ولمجد الذات

ويتساءل البعض كيف يستمرون في فعل القوات بعد ان أخطأوا واصبحت ثمارهم رديئة؟

هناك فرق بين مواهب الروح القدس وثمار الروح، فالمواهب تعطى لبناء الكنيسة وتسمى الوزنات فيجب ان يكون المؤمن امين علي وزنته ويكون امين فيها ويربح بها للمسيح ولا يستغلها لمجد الذات والشهوات. 

رسالة بطرس الرسول الاولي 4

4: 10 ليكن كل واحد بحسب ما اخذ موهبة يخدم بها بعضكم بعضا كوكلاء صالحين على نعمة الله المتنوعة 

 

  والهدف منها بناء الكنيسة ووجودها ليس شرطاً للخلاص كما رأينا سابقاً والرب لا ينزعها لأنها ليست لأجل الشخص ولكن الرب اعطاها لأجل بنيان الكنيسة فيتركه يخلص بها كثيرين ولكن هو نفسه قد يهلك لأنه عنده موهبة ولكن اعماله شريرة.

رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 9: 27

 

بَلْ أَقْمَعُ جَسَدِي وَأَسْتَعْبِدُهُ، حَتَّى بَعْدَ مَا كَرَزْتُ لِلآخَرِينَ لاَ أَصِيرُ أَنَا نَفْسِي مَرْفُوضًا.

 

فالمواهب يتركها الرب كوزنات في ايدي البعض. مثل اصحاب الوزنات الذين ترك السيد عندهم الوزنات حتى وقت الحساب.

انجيل متى 25

 14 «وَكَأَنَّمَا إِنْسَانٌ مُسَافِرٌ دَعَا عَبِيدَهُ وَسَلَّمَهُمْ أَمْوَالَهُ،
15 فَأَعْطَى وَاحِدًا خَمْسَ وَزَنَاتٍ، وَآخَرَ وَزْنَتَيْنِ، وَآخَرَ وَزْنَةً. كُلَّ وَاحِدٍ عَلَى قَدْرِ طَاقَتِهِ. وَسَافَرَ لِلْوَقْتِ.
16 فَمَضَى الَّذِي أَخَذَ الْخَمْسَ وَزَنَاتٍ وَتَاجَرَ بِهَا، فَرَبحَ خَمْسَ وَزَنَاتٍ أُخَرَ.
17 وَهكَذَا الَّذِي أَخَذَ الْوَزْنَتَيْنِ، رَبِحَ أَيْضًا وَزْنَتَيْنِ أُخْرَيَيْنِ.
18 وَأَمَّا الَّذِي أَخَذَ الْوَزْنَةَ فَمَضَى وَحَفَرَ فِي الأَرْضِ وَأَخْفَى فِضَّةَ سَيِّدِهِ.
19 وَبَعْدَ زَمَانٍ طَوِيل أَتَى سَيِّدُ أُولئِكَ الْعَبِيدِ وَحَاسَبَهُمْ.
20 فَجَاءَ الَّذِي أَخَذَ الْخَمْسَ وَزَنَاتٍ وَقَدَّمَ خَمْسَ وَزَنَاتٍ أُخَرَ قَائِلاً: يَا سَيِّدُ، خَمْسَ وَزَنَاتٍ سَلَّمْتَنِي. هُوَذَا خَمْسُ وَزَنَاتٍ أُخَرُ رَبِحْتُهَا فَوْقَهَا.
21 فَقَالَ لَهُ سَيِّدُهُ: نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ! كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ.
22 ثُمَّ جَاءَ الَّذِي أَخَذَ الْوَزْنَتَيْنِ وَقَالَ: يَا سَيِّدُ، وَزْنَتَيْنِ سَلَّمْتَنِي. هُوَذَا وَزْنَتَانِ أُخْرَيَانِ رَبِحْتُهُمَا فَوْقَهُمَا.
23 قَالَ لَهُ سَيِّدُهُ: نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ الأَمِينُ! كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ.
24 ثُمَّ جَاءَ أَيْضًا الَّذِي أَخَذَ الْوَزْنَةَ الْوَاحِدَةَ وَقَالَ: يَا سَيِّدُ، عَرَفْتُ أَنَّكَ إِنْسَانٌ قَاسٍ، تَحْصُدُ حَيْثُ لَمْ تَزْرَعْ، وَتَجْمَعُ مِنْ حَيْثُ لَمْ تَبْذُرْ.
25 فَخِفْتُ وَمَضَيْتُ وَأَخْفَيْتُ وَزْنَتَكَ فِي الأَرْضِ. هُوَذَا الَّذِي لَكَ.
26 فَأَجَابَ سَيِّدُهُ وَقَالَ لَهُ: أَيُّهَا الْعَبْدُ الشِّرِّيرُ وَالْكَسْلاَنُ، عَرَفْتَ أَنِّي أَحْصُدُ حَيْثُ لَمْ أَزْرَعْ، وَأَجْمَعُ مِنْ حَيْثُ لَمْ أَبْذُرْ،
27 فَكَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَضَعَ فِضَّتِي عِنْدَ الصَّيَارِفَةِ، فَعِنْدَ مَجِيئِي كُنْتُ آخُذُ الَّذِي لِي مَعَ رِبًا.
28 فَخُذُوا مِنْهُ الْوَزْنَةَ وَأَعْطُوهَا لِلَّذِي لَهُ الْعَشْرُ وَزَنَاتٍ.
29 لأَنَّ كُلَّ مَنْ لَهُ يُعْطَى فَيَزْدَادُ، وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَالَّذِي عِنْدَهُ يُؤْخَذُ مِنْهُ.
30 وَالْعَبْدُ الْبَطَّالُ اطْرَحُوهُ إِلَى الظُّلْمَةِ الْخَارِجِيَّةِ، هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ.

 فالمواهب هي وزنات أمانه من الرب للاتجار بها والربح للرب وليست للافتخار والمكسب الشخصي. 

أما الثمار فوجودها علامة على الامتلاء من الروح القدس الذي يثمر وبالتالي وجودها دليل على ان الانسان يسير في طريق الخلاص مثل 

رسالة بولس الرسول الي اهل غلاطية 5

22 وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ صَلاَحٌ، إِيمَانٌ
23 وَدَاعَةٌ تَعَفُّفٌ. ضِدَّ أَمْثَالِ هذِهِ لَيْسَ نَامُوسٌ.

24 وَلكِنَّ الَّذِينَ هُمْ لِلْمَسِيحِ قَدْ صَلَبُوا الْجَسَدَ مَعَ الأَهْوَاءِ وَالشَّهَوَاتِ
.

ولكن ايضا بالتمييز نعرف أن كان فعلا هذا ثمر الروح القدس أم يتصنع. 

إذا هم كانوا اولاد الرب في البداية واستلموا مواهب كوزنات من الروح القدس ولم يكونوا امناء عليها فظلت معهم يخدمون بها ولكنهم هلكوا لأنهم بدوءا في افعال شريرة مثل التكبر وغيره ولم يعيشوا حياة التوبة. 

 إذا فهمنا ان العدد عمن بعد ان يعرف الرب ويصنع معجزات ولكنه يسقط سواء بتكبر او بإهمال أو بحب المال والطمع او باي خطية بدون ان يتوب. فهو يتكلم عن الاسميين

23 فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ! 

وهنا كما شرحت سابقا وواضح من العدد ان المسيح يوم الدينونة يرفضهم لأنه حتى ولو خدعوا الاخرين بقواتهم لكن هو فاحص القلوب ويعرف ما فيها 

فقد يكون انسان صاحب موهبة وعظ ويقف امام الاخرين يباركهم بكلمات معسولة ولكن في قلبه يحسدهم او يدينهم او يذم بعضهم وفي الخفاء يتكلم بنميمه فهو في الظاهر صنع قوات ولكن المسيح الفاحص كل شيء يعرف شروره وثماره الرديئة 

فيجب ان يعرف بعضنا بعضا المسيح فقط كما قال معلمنا بولس 

رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 2: 2

 

لأَنِّي لَمْ أَعْزِمْ أَنْ أَعْرِفَ شَيْئًا بَيْنَكُمْ إلاَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ وَإِيَّاهُ مَصْلُوبًا.

 

فهم امام العالم وفي اعين أنفسهم اصحاب قوات وامام المسيح فهم فاعلي اثم يرفض ان يلتصق بهم رغم انهم بدوءا كخادم للمسيح واستلموا وزنات ولكنهم أكملوا بالجسد فأصبحوا مرفوضين 

فلنفحص طرقنا ونلاحظ هل نفعل ما نقول ام اننا مثل الكتبة والفريسيين مراؤون  

 

واخيرا المعني الروحي

من تفسير ابونا تادرس يعقوب واقوال الاباء

يحدّثنا السيّد عن يوم مجيئه الأخير، حيث فيه يلتقي مع الأشرار لا كعريس مفرح بل كديّان مرهب، لا تشفع فيهم صلواتهم الطويلة الباطلة، ولا كرازتهم باسمه، ولا إخراجهم الشيّاطين وصنعهم قوات باسمه... فهو لا يعرفهم لأنهم فعلة إثم.

الله يعرف أولاده وخدّامه المقدّسين، ولا يعرف الأشرار فعلة الإثم، لهذا عندما سقط آدم في الخطيّة سأله: أين أنت؟ وكما يقول القدّيس جيروم: [كان الله يعرف أن آدم في الجنّة، ويعلم كل ما قد حدث، لكنّه إذ أخطأ آدم لم يعرفه الله، إذ قال له: أين أنت؟[378]] كأنه لا يراه، لأن آدم اعتزل النور الإلهي والبرّ، فصار تحت ظلال الخطيّة وظلمة الموت.] يُعلّق القدّيس أغسطينوس على قول السيد: "لا أعرفكم" هكذا: [لا أراكم في نوري، في البرّ الذي أعرفه[379].] فالله لا يرانا في نوره عندما نطيل الصلوات باطلاً أو نكرز باسمه أو نصنع قوّات وإنما حينما نحيا معه وبه ونسلك طريقه. وفيما يلي بعض تعليقات للآباء في ذلك:

*     إنهم يتعجّبون لأنهم يعاقبون مع أنهم صنعوا معجزات، أمّا أنت فلا تتعجّب لأن كل المواهب إنّما أُعطيت لهم كهبة مجّانيّة لم يساهموا فيها من جانبهم بشيء، لذا فهم يعاقبون بعدل، إذ هم جاحدون مَن أكرمهم... لنخف أيها الأحبّاء ولنهتم بحياتنا جدًا فلا نُحسب أشرارا لأننا لم نصنع معجزات الآن. لأن المعجزات لا تفيدنا في شيء وكما أن عدم صنعها لا يضرّنا، إنّما نهتم بكل فضيلة[380].

القدّيس يوحنا الذهبي الفم

*     كتابة أسمائنا في السماء برهان على حياتنا الفاضلة، أمّا إخراج الشيّاطين فهو هبة من المخلّص، لذلك يقول للذين يفتخرون بعمل القوات دون ممارسة الحياة الفاضلة: "لا أعرفكم"، إذ لا يعرف الله طريق الأشرار[381].

القدّيس أثناسيوس الرسولي

 

والمجد لله دائما