تاريخ الصلاه بالايجيبية وصلاوات المزامير



Holy_bible_1



وابدا اولا بما اكده اخوتنا البروتستنت عن تاريخ الصلاه بالمزامير

دائرة المعارف الكتابية

سابعاً: استخدام المزامير:

رغم أن المزامير المائة والخمسين تختلف اختلافاً واضحاً في مضمونها، إلا أنها تستخدم في الصلوات الخاصة و العامة. وتضم عناوين المزامير في الكتب الأول والثاني والثالث عدداً من العبارات الموسيقية باللغة العبرية:

1-      الألحان: وهذه المزامير كثيراً ما يسبقها حرف الجر "علي" لتحديد النغمة أو اللحن المعين، مثل: "علي أيلة الصبح" (مز 22). وكذلك "علي لا تهلك" (مز 57إلي 59، 75) في إشارة إلي أغنية الكروم، كما جاء في نبوة إشعياء: "كما أن السلاف يوجد في العنقود فيقول قائل لا تهلكه لأن فيه بركة" (إش 65: 8). كما يوجد لحن "الحمامة البكماء بين الغرباء" (مز 56)، ولحن "موت الابن" (مز 9)، و"علي السوسن" (مز 45، 69)، ولحن "علي السوسن- شهادة" (مز 60، 80). وما زالت هذه الألحان أو الأنغام مجهولة، ويبدو أنها كانت أيضاً مصدر حيرة بالنسبة للترجمة السبعينية في القرن الثالث قبل الميلاد.

2-      الطرق: كما تحتفظ عناوين بعض المزامير ببعض التوجيهات الموسيقية، ولا نستطيع الجزم بالمعني الأصلي لها، إلا أنها- في الغالب- كانت تحدد أسلوب الأداء الموسيقي، وهذه الطرق هي: "علي الجوانب" مما يرجح أنها تعني صوتاً عالياً حاداً (مز 1 أخ 15: 20) ولعلها كانت علي النقيض من "علي القرار" (مز 6، 12، انظر 1 أخ 15: 21) أي الصوت الخفيض الغليظ. ومن العناوين أيضاً "علي الجتية" (مز 8، 81، 84)، ولعلها كانت آلة موسيقية من "جت". و "علي العود" (مز 53، 88)، و"علي ذوات الأوتار" (وهي سبعة مزامير: 4، 6، 54، 55، 61، 67، 76 بالإضافة إلي حبقوق 3: 19). وعندما يشير المزمور التاسع والستون إلي "أغاني شرابي المسكر" (69: 12). فيبدو أنه يشير إلي نوع خاص من الأغاني علي آلة من ذوات "النفخ"، مثل المزمار أو الناي (مز 50).

3-      وقد ورد اللفظ "سلاه" ومعناه "رفع"، إحدي وسبعين مرة في تسعة وثلاثين مزموراً (كما ورد في حبقوق 3: 3, 9, 13). وهي لا تذكر في العناوين، بل عند نهايات الفقرات (انظر مز 3: 2, 4, 8) ولعلها تشير إلي وقفة درامية للمؤثرات الصوتية، أو تشير إلي الموضع الذي تنشد فيه البركة الختامية (مز 50، 84، 85، 87، 88). وقد وردت عبارة "ضرب الأوتار. سلاه" بمعني وقفة للتأمل (مز 9: 16).

4-      لو أخذنا كلمة "العبادة" بمعناها الفني، بأنها الطقوس الخارجية لممارسة الديانة، وبخاصة من جماعة، فإنه ليبدو محتملاً أن العديد من المزامير قد صنع خصيصاً لاستخدامها في هذه العبادات. فعندما جاء داود بالتابوت إلي أورشليم، عين آساف وهيمان ويدوثون- من ثلاث عشائر من سبط لاوي- لقيادة خدمة الموسيقي في العبادة في الهيكل (1 أخ 15: 21). وقد وردت كلمة "إمام المغنين" أو "رئيس المغنين"أي قائد فريق الغناء، خمساً وخمسين مرة في عناوين المزامير (بالإضافة إلي حبقوق 3: 19). وتدل هذه العبارة علي أن هذه المزامير قد نسبت قصداً إلي آساف أو أحد رفقائه لغرض العبادة، كما في "لإمام المغنين ليدوثون" (مز 39- انظر أيضاً مز 39- انظر أيضاً مز 62، 77). وظل المغنون وقادتهم يؤدون دورهم في خدمة الهيكل حتي خراب أورشليم وتدمير في 70 م. وتستخدم المجامع اليهودية-بانتظام- ترانيم وصلوات مأخوذة من سفر المزامير (رغم الاقتصار في دروس القراءة علي أسفار موسي الخمسة وأجزاء من أسفار الأنبياء). وقد أنشد المسيح وتلاميذه أحدى الترانيم (لعلها أحد المزامير من 113- 119) بعد العشاء الأخير (مرقس 14: 26). كما كانت المزامير تشكل جزءاً من خدمة العبادة في الكنيسة الأولي (1 كو 14: 15، اف 5: 19، كو 3: 16).

ثامناً: الحياة الآتية في سفر المزامير:

يقول أيوب: "إن مات رجل أفيحيا؟" (أيوب 14: 24)، فبماذا يجيب سفر المزامير علي صرخة أيوب؟ توجد في المزامير بعض تعبيرات تبدو في ظاهرها أنها تنفي كل رجاء في الخلود السعيد، مثل: "لأنه ليس في الموت ذكرك. في الهاوية من يحمدك؟" (مز 6: 5، انظر أيضاً 30: 9)، "اقتصر عني فأتبلج فلا أوجد" (36: 13)، و"ليس الأموات يسبحون الرب ولا ينحدر إلي أرض السكوت" (مز 115: 17)، فقد كان المرنم يخشي أن تنقطع صلته بالله بالموت. ولكن لنذكر جيداً أن لا احد من شعراء إسرائيل أو الأنبياء أنكر الخلود صراحة، بل إن البعض منهم استمتع باليقين المفرح بحياة مباركة في شركة مع الله الآب في العالم الآتي، فالحياة إلي الأبد في محضر الرب هي ما كان يتطلع إليها كاتب المزمور السادس عشر، وكان يجد في ذلك عزاءه (مز 16: 8-11). كما أن معاينة وجه الله بعد رقاد الموت أفضل من النجاح الدنيوي (مز 17: 13- 15). ويجد كاتب المزمور الثالث والسبعين راحة لفكرة القلق، في يقين الشركة مع الله شركة لن تنقطع، فالله سيأخذه إلي المجد، ونصيبه هو الله إلي الدهر (مز 73: 23- 26). ويري البعض أن المزمور التاسع والأربعين يبلغ الذروة- في العهد القديم- في الإيمان بحياة آتية في المستقبل، فالموت يرعي الذين يتكلون علي الثروة، بينما يفدي الله البار من يد الهاوية، ويأخذ المؤمن إليه (مز 49: 14, 15).

المزامير في العبادة المسيحية:

أولاً: في أيام الكنيسة الأولي:

هناك تباين ملحوظ بين موقف العهدين القديم والجديد من المزامير ويوجب استخدامه في العبادة (مز 68: 4، 96: 2، 1 أخ 9: 33، 15: 27، 16: 9، 23: 30، 25: 1, 7) وكانت مزامير العهد القديم ينشدها نحو أربعة آلاف عازف (1 أخ 23: 5) وهو يعد من أكبر الفرق الموسيقية في التاريخ. أما العهد الجديد فلا يحوي علي مزامير بعينها لاستخدامها في العبادة، كما انه لا يفرض صراحة استخدام مزامير العهد القديم في العبادة المسيحية.

1-      استخدام غير شامل: فلقد استخدمت مزامير العهد القديم بصورة واسعة النطاق لكن لم يقتصر الأمر عليها في الأيام الأولي للعهد الجديد، فقد كانت مزامير بإعلان من الروح القدس في كنيسة كورنثوس: "متي اجتمعتم فكل واحد منكم له مزمور، له تعليم، له لسان، له إعلان، له ترجمة" (1 كو 14: 26). وكانت هذه المزامير- بالإضافة إلي الإعلانات- نتيجة المواهب الخارقة التي أعطاها الرب للمؤمنين، ولا يمكن ربطها بمزامير العهد القديم، كما انه لم يُحتفظ بمزامير الكنيسة الأولي، ولو أن بعض المفسرين يعتقدون أن البناء الشعري لبعض الفصول في العهد الجديد قد يدل علي أنها صدي لتلك المزامير (انظر أف 5: 14، في 4: 8، عب 12: 12, 13، تي 3: 16، يع 1: 17).

2 ليس ثمة دليل علي أن "المزامير والتسابيح والأغاني الروحية" (أف 5: 19، كو 3: 16) تشير علي وجه التحديد إلي سفر المزامير في الترجمة السبعينية، بل تمتد إلي ما هو أبعد من سفر المزامير في العهد القديم. وعلاوة علي ذلك كانت هناك مزامير مسيحية (1 كو 14: 26). كما أن تسبيحات مريم وزكريا والملائكة وسمعان الشيخ، ليس ثمة مبرر لاستبعادها من المقصود في أف 5: 19، كو 3: 16، وليس من المعقول أيضاً أن نفترض أن تحريض الرسول لا يخرج عن نطاق مزامير العهد الجديد في الوقت الذي كان فيه المسيحيون من اليهود، يحفظون سفر المزامير عن ظهر قلب، فيبدو من الأفضل أن نفهم عبارة "مزامير وتسابيح وأغاني روحية" كانت تشمل مزامير العهدين القديم والجديد.

3-      أهميتها الأساسية: ورغم أن العهد الجديد هو عهد الحرية فيما يتعلق بالعبادة المسيحية، ووجود مبادئ عامة واسعة لتوجيه الكنيسة، فما زال أمامنا مثال الرب يسوع والأحد عشر تلميذاً وهم يسبحون الله بعد العشاء الأخير(مرقس 14: 26) مستخدمين علي الأرجح التسابيح الواردة في سفر المزامير (من 115- 118 كما سبقت الإشارة). ثم إن التلاميذ في أورشليم كانوا يسبحون الله (أع 2: 47)، كما كان بولس وسيلا في سجن فيلبي "يصليان ويسبحان الله" في منتصف الليل (أع 16: 25). ويستحث يعقوب الرسول قراءه قائلا: "أمسرور أحد فليرتل" (يع 5: 13)، كما يؤكد الرسول بولس علي أهمية المزامير والتسابيح والأغاني الروحية في الحياة اليومية (في رسالتي افسس وكولوسي). فالعهد الجديد يشير في ثناياه إلي أن الكنيسة تفعل حسناً إن هي أفسحت مكانا في عبادتها للمزامير كعطية إلهية ثمينة لتستخدمها كنيسة العهد الجديد.

ثانياً: ما قبل حركة الإصلاح:

(1)     الترنيم الجماعي: كانت الخدمة في الكنيسة الرسولية الأولي تستهل بقراءة المزامير أو ترتيلها. وقد استمر الترنيم الجماعي الذي كان شائعاً بين العبرانيين (مز 68: 3، 100: 4، 111: 1، 132: 16، 150: 6، إرميا 33: 11، عز 3: 11) في أيام الرسل (أع 2: 47). وبالإضافة إلي هذه المزامير، كان لدي الكنيسة الأولي بضع ترانيم (أشار إليها أكليمندس السكندري) علي نمط الشعر العبري.

(2)             ترانيم مستبعدة: وقد كان للترانيم مكانة مرموقة عند الغنوسيين الذين وضعوا كتاباً للترنيم به مائة وخمسون مزموراً، ولكن القانون التاسع والخمسين لمجمع لادوكية في 360 م، قرر "عدم قراءة أي مزمور في الكنيسة من وضع أفراد، ولا أي أسفار غير قانونية، إنما تقرأ فقط … الأسفار القانونية في العهدين القديم والجديد"

(3)     فرق خاصة للترنيم: وبدأ أيضاً أن يكون الترنيم قاصراً علي مرنمين مدربين، وقد استبعد القانون الخامس عشر لمجمع لادوكية في 360 م، اشتراك أفراد غير المرنمين الرسميين في الترنيم في الكنيسة… والذين عليهم أن يرنموا من كتاب الترنيم.

(4)     الألحان الأمبروزية: ويبدو أن الترنيم بأصوات مختلفة قد أدخله إلي الشرق "إغناطيوس الأنطاكي". ويصف "باسيليوس ظهورها في كبدوكية كما يلي: "ينقسم الفريق إلي قسمين، يجاوب كل قسم منهما الأخر". أما في الغرب فيذكر "يوسابيوس" أن "أمبروزيوس" هو الذي أدخل هذه الطريقة إلي ميلانو لكي يعطي للمرنمين فرصة للراحة وذلك إبان عصر الاضطهاد. وقد أثرت هذه المزامير المرتلة في الفتي أوغسطينوس، فكتب يقول: "لقد انسابت أصوالهم في أذني، وقطر الحق في قلبي، وتملكني خشوع ورهبة، حتي فاضت مآقي بدموع الفرح".

(5)     الألحان الجريجورية: وفي عهود فم الذهب وجيروم وأغسطينوس أصبحت الألحان الأمبروزية قابلة للتطوير لأن موسيقاها المعقدة كانت مثيرة لدرجة تحويل الانتباه عن معاني الكلمات، مما دعا إلي إدخال بعض التعديلات التي عرفت بالألحان الجريجورية.



وقبل ان اكمل كلام دائرة المعارف اوضح نقطه صغيره وهي

لا تعترض الكنائس التقليديه علي الترانيم التي تقتبس من المزامير فهو شيئ رائع وتستخدم الترانيم كثيرا جدا في الاجتماعات وقبل الصلاوات علي المستوي الجماعي والفردي

ولكن

هل كاتبي الترانيم برغم روعتهم موحي لهم بوحي كتابي مثل داود ؟

اعتقد اي مسيحي سيجاوب بالنفي فكاتبي الترانيم في هذا العصر لا يكتبوا وحي كتابي ولهذا فمكانة الترانيم مهما كانت عظمتها لا تقترب الي عظم المزامير ومعانيه الروحيه المكتوبه بوحي الروح القدس الذي لا يستطيع اي بشر ان يقترب من دقة معانيه وروعت وحيه

ولهذا الترنيم رائع ولكن الاهم منه ان الا ننس استخدام المزامير في صلاواتنا بانتظام اكثر من الترانيم المقتبسه من المزامير لانها ليست في دقتها

ثالثاً: إبان الإصلاح وما بعده:

بيد أن الإصلاح أزال الأختام عن سفر المزامير ليستطيع شعب المسيح أن ينهل مرة أخرى بحرية من هذا الينبوع. وكما كان الأمر مع "الالبيجنس" (Allbigenses) حدث أيضاً في أثناء عهد الإصلاح، أن كان سفر المزامير سبب فرح وتشجيع وتعزية في أوقات التجارب والأخطار.

(1)     عودة الترنيم الجماعي: أعاد الإصلاح اللوثري الترنيم الكنسي، وفي عام 1524 كان لوثر قد نظم المزامير 12، 67، 130، فأعطي دفعة قوية للحركة بترانيمه، رغم أنه كان هو نفسه مولعاً بالمزامير باللغة اللاتينية. وقد قال "آدم كونزين" اليسوعي: "إن ترانيم لوثر ومزامير بيزا أبعد اثراً من كتبهما".

(2)     الترجمات الشعرية باللغات الشائعة: وقد رأي كلفن أن للمزامير أهمية أساسية في العبادة، فكتب في 1545م هذه الكلمات: "عندما نرتلها فإننا نثق أن الله هو الذي وضع هذه الكلمات في أفواهنا، وكأنه هو يرتل فينا لتعظيم مجده". كما أنه كان يري أن للكنيسة الحرية في صياغة ترانيم أخري للعبادة تحتوي علي ترجمة شعرية لقانون الإيمان الرسولي، وترنيمة سمعان الشيخ، والوصاياا العشر، والصلاة الربانية وانشودة الملائكة.وكانت الطبعة الأولى التي صدرت في 1539م تحتوي علي ثمانية عشر مزموراً، اشترك كلفن وماروت في كتابتها، بينما استكملها بيزا بعد عدة طبعات وذلك في 1562 م وأطلق عليها: "نظم المزامير بالفرنسية". وقد ترجمت إلي لغات عديدة. وقد اعتمدت المجامع المصلحة التي عقدت في "دورت" (Dort) في عامي 1574، 1618م الترجمة الهولندية التي قام بها "داتين" (Datheen) وقد تضمنت ترجمات شعرية لتسبيحات زكريا ومريم وسمعان الشيخ، وكذلك للوصايا العشر، ولقانون الإيمان الرسولي، وصلاة تقال قبل العظة. وفي 1773م استبدلت بترجمة أخري منقحة مازالت تستخدم حتي الآن. وفي كنيسة إنجلترا، استكمل سترينهولد وهوبكن كتاب المزامير كله في 1563م بعد صياغته شعرياً بالإنجليزية، ثم تبعت ذلك الترجمة الجديدة التي قام بها "تات وبرادي" في 1696م مع مجموعة أخري من الترانيم. أما كتاب مزامير "ويستمنستر" الذي كتب في 1643م والمنقح عن ترجمة "راوس"،فقد عم استعماله في الكنائس المشيخية في اسكتلنده وانجلترا.

وفي تأكيده علي أهمية مزامير العهد القديم، أهاب "جون نوكس" بالكنيسة أن "ترهف السمع لتلك الألحان العذبة التي تكلم بها الروح القدس إلي آبائنا منذ القديم". وفي 1858م استخدمت الكنيسة المشيخية المتحدة ترجمة "راوس"، ولكن في 1872م بدأت في استخدام طبعة جديدة تحتوي علي ترانيم عديدة من مصادر مختلفة، ثم اتبعتها بكتاب آخر للمزامير تم تنقيحة بمعرفة المجمع في 1884م. أما الكنيسة المعمدانية الانجليزية فقد نشرت في 1857م "كتاب المزامير والترانيم للعبادة الجمهورية والاجتماعية والخاصة".

أما بالنسبة لأمريكا، فقد جلب المهاجرون معهم ترجمة "إينزوارث" (Ainsworth). وفي 1640م ظهرت "المزامير المنظومة مترجمة بدقة لفائدة وبنيان القديسين- جماعة وأفراد- وعلي الأخص في إنجلترا الجديدة". وفي 1787م اعتمد مجمع فيلادلفيا ترانيم "واتس" والكثير من الترانيم الأخرى.أما الكنيسة المصلحة فقد استخدمت الترجمة الهولندية "لداتين" حتي قامت الثورة الأمريكية. وقد أجاز مجمع الكرادلة في نيويورك في 1767م الترجمة الإنجليزية لها بعنوان "نظم المزامير داود مع الوصايا العشر وقانون الإيمان والوصايا الربانية… لاستخدام الكنيسة الهولندية المصلحة في مدينة نيويورك". وفي 1789م وافق مجمع الكنيسة المصلحة علي إضافة 150 ترنيمة إلي المزامير، بينما حلت ترانيم أخرى محل بعض المزامير، لكن لم يحدث ذلك في الكنائس التي تتحدث بالهولندية. وقد أخذت الكنيسة الألمانية المصلحة مزامير وتسابيح "جوريسون" التي طبعت في ماربورج وامستردام من الكنائس المصلحة في ألمانيا. أما الكنيسة البروتستانتية الأسقفية فقد أقرت ترجمة "تات وبرادي" مع ترانيم أخري قليلة. ورغم عدم اعتراض الأخوين ويسلي وهوايتفيلد علي سفر المزامير، فقد أعلنت الكنائس الأسقفية الميثودستية تمسكها بالترانيم. واستخدم المعمدانيون كتاب "المزامير" "لستو" (Stow) مع بعض الترانيم الأخري.

وتستخدم بعض الكنائس "المزامير" علي نطاق واسع، بل ودون إضافة ترانيم أخرى إليها، وأبرز هذه الكنائس الكنيسة المشيخية المتحدة التي تستخدم كتاب مزامير وضع في 1912م ، ولكن أضيفت إليه مجموعة من الترانيم في 1926م . وتستخدم الكنيسة المسيحية المصلحة هذا الكتاب مع كتاب المزامير الهولندي الذي صدر في 1773م إلي جانب الطبعة الألمانية "لجوريسون". أما الكنائس الأخري التي تستخدم "المزامير" في التسبيح فهي: الكنيسة المشيخية المشتركة في شمالي أمريكا، وسنودس الكنيسة المصلحة المشتركة في الجنوب، والكنائس المصلحة بهولنده، والكنيسة الأولي المنشقة بسكوتلندة، والمشيخية المصلحة بسكوتلندة وأيرلندة وأمريكا.

علاوة علي ذلك فإن كنائس بروتستانتية متعددة تستخدم سفر المزامير في العبادة وفي القراءة كما في الكنائس اللاتينية واليونانية حيث يحتل سفر المزامير مكانة كبيرة. لقد أسهم سفر المزامير في العبادة المسيحية أكثر من أي جزء آخر من الكتاب المقدس، وذلك في جميع الفروع المسيحية.



ونتيجه لهذا التطور اري ان قرار الكنائس التقليديه في ان لا تستبدل المزامير بالترانيم كان قرار حكيم



المصدر الثاني هو كلمات القس الدكتور منيس عبد النور في شبهات وهمية

ويُعزى سفر المزامير لداود لأسباب أخرى، منها أنه هو الذي نظّم ترتيل المزامير، فكلف بعض الأتقياء البارعين في الموسيقى بترتيلها في العبادة (1أخبار 6:31 و16:4-8). ونسج سليمان على هذا المنوال الحسن في الهيكل الأول (2أخبار 5:12 و13) ولمَّا بُني الهيكل ثانية جدد النبي عزرا هذه الفريضة المقدسة (عزرا 3:10 و11). وكان بنو إسرائيل يترنمون بالمزامير ويرتلونها (مزمور 137:3). وأيّد المسيح العبادة بالترتيل (متى 26:30 ومرقس 14:26) وحض عليه بولس الرسول (أفسس 5:19 وكولوسي 3:16). واستمرت هذه العادة إلى يومنا هذا، فإن الأقوال التي كان يتعبّد بها موسى وداود وسليمان وهيمان وآساف ويدوثون هي التي لازال يتعبد بها المسيحيون اليوم، لأنها تُصْدق على أحوال كل إنسان وتناسبه، ولا سيما أن المسيحيين يعبدون إله موسى وداود وسليمان بواسطة الفادي الكريم، وهو لا يزال يغدق عليهم المراحم التي أغدقها على أولئك الأنبياء، ويقاسون شدائد كالتي حلَّت بأولئك الأفاضل، فيرون العُسْر فيستغيثون، ويرون اليُسْر فيشكرون.



فالصلاه بالمزامير هو ما فعله السيد المسيح

انجيل متي 26

26: 30 ثم سبحوا و خرجوا الى جبل الزيتون

وتكرر في مرقس 14: 26



وهذا ما اوصي به معلمنا بولس الرسول

رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 14: 26

فَمَا هُوَ إِذًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ؟ مَتَى اجْتَمَعْتُمْ فَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ لَهُ مَزْمُورٌ، لَهُ تَعْلِيمٌ، لَهُ لِسَانٌ، لَهُ إِعْلاَنٌ، لَهُ تَرْجَمَةٌ. فَلْيَكُنْ كُلُّ شَيْءٍ لِلْبُنْيَانِ.



رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 5: 19

مُكَلِّمِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا بِمَزَامِيرَ وَتَسَابِيحَ وَأَغَانِيَّ رُوحِيَّةٍ، مُتَرَنِّمِينَ وَمُرَتِّلِينَ فِي قُلُوبِكُمْ لِلرَّبِّ.



رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسي 3: 16

لِتَسْكُنْ فِيكُمْ كَلِمَةُ الْمَسِيحِ بِغِنىً، وَأَنْتُمْ بِكُلِّ حِكْمَةٍ مُعَلِّمُونَ وَمُنْذِرُونَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، بِمَزَامِيرَ وَتَسَابِيحَ وَأَغَانِيَّ رُوحِيَّةٍ، بِنِعْمَةٍ، مُتَرَنِّمِينَ فِي قُلُوبِكُمْ لِلرَّبِّ.



والكنيسه فقط رتبت المزامير في الاوقات المناسبه بمعني الذي يريد ان يقف باكر يتكلم مع الرب بالمزامير فوضعت له الكنيسه بعض المزامير المناسبه لباكر ليختار منها

كتاب روحانية الصلاة بالأجبية لنيافة الحبر الجليل الأنبا متاؤس الأسقف العام



أقوال الآباء القديسين في أهمية صلوات السواعي

 

بعض أقوال الإباء القديسين في أهمية صلوات السواعي.

لقد أسهب قديسو الكنيسة في كل العصور فئ الكلام على أهمية حفظ صلوات الساعات في أوقاتها حتى يعيش المؤمن في حضرة الله يصفه دائمة ويحس بوجوده معه وبجانبه
.

فقد قال القديس اكليمنضس الروماني (من رجال القرن الأول): يليق بنا أن نعمل حسب الوضع الذي أوجدنا الله فيه، فقد أمر بصلوات وخدمات تقدم له بغير إهمال في أوقات معينة وساعات محددة وبطريقة منتظمة.

وقال العلامة ترتليانوس (من رجال القرن الثاني):

إن حفظ ساعات معينة لا تكون بلا فائدة، صحيح أنه لا توجد أوامر بهذه الساعات, لكنها تركت كقواعد مقدسة في أوقات معينة لكي تشدنا من أعمالنا لكي نتذكر الله وهى إلزامية علينا.

وقال أيضاً القديس هيبوليتس الروماني (من رجال القرن الثاني):

إن كنت في المنزل وجاءت الساعة الثالثة فصليها كاملة، وان كنت في موضع آخر وجاءت الساعة الثالثة فَصَلِّ في قلبك لله (أي صلوات قصيرة) وفكر في السيد المسيح حين بدأ آلامه الخلاصية.

صلي في الساعة السادسة، فانه في تلك الساعة قد علق الرب على الصليب وصار ظلام ، وهي الغلبة والنصرة.

صل التاسعة لأن فيا نزل الرب إلى الجحيم عندما أسلم الروح على الصليب وأخذ الأبرار الذين فيه وأدخلهم الفردوس. أنها صلاة الحرية والخلاص من أسر إبليس.

- في نصف الليل قم اغسل يديك وصل وان كان لك زوجة فصليا معاً،لأنه في تلك الساعة تكون كل الخليقة ساكنة، أيضا الطغمات السماوية تخدمه مع أرواح الأبرار وكل الكواكب والنباتات تسبحه.

تذكر مثل العشر عذارى الذي قيل فيه "وفى نصف الليل صار صراخ هو ذا العريس قد أقبل فقمن واخرجن للقاه (مت 25 ‏: 6‏) وارفع عينيك وقل تعال أيها الرب يسوع.

هذه الأمور أيها المؤمنون إن كنتم تنفذونها وتشجعون على ممارستها فلا يمكن أن تجربوا أو تهلكوا إذ تضعون المسيح دائماً أمامكم.



وللقديس باسيليوس أقوال مفصلة رائعة في ‏هذا الموضوع. (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). يقول أما أوقات الصلوات فهي:

‏ 1-
باكر
: حسب المكتوب "سبقت عيناي وقت السحر لأتلو في جميع أقوالك" (مز 119) ولئلا ندع هما يصعد على قلوبا قبل أن نمجد الله ونتنعم بذكره كما قال المرنم، ذكرت الله وفرحت، ‏ولثلا نعمل بأيدينا وجسدنا شيئا قبل أن بسط أيدينا أمام الله ونسجد له.

2- الساعة الثالثة: فلنجتمع للصلاة متذكرين موهبة الروح القدس التي حلت على التلاميذ وقت الساعة الثالثة، ونسأ له نحن أيضا أن يحل روح قدسه فينا ويعلمنا ما فيه منفعتنا.

3- الساعة السادسة: يلزمنا الصلاة كالقديسين وكقول المرتل « عشية وباكر ووقت الظهر أتكلم وأقول فتسمع صوتي (مز 4: 17) لكي تخلص من العثرة ومن شيطان الظهيرة (مز 9: 6) وينبغي إن يقال هذا المزمور في هذا الوقت (هو فعلا من مزامير الساعة السادسة) وفى هذا الوقت أيضا نتذكر صلبوت الرب.

4 ‏_
الساعة التاسعة
: فلنصل فيها كالرسل لأنه قد كتب لنا في الأبركسيس " أن بطرس ويوحنا لا صعدا إلى الهيكل وقت الساعة التاسعة الوقت الذي سلم فيه الرب يسوع روحه في يدي ألآب.

5 _ وآخر النهار (الغروب): فلنعترف للرب ونشكره من أجل الخيرات التي منعها معنا في النهار، ومن أجل الأعمال التي قمنا بها، ولنسأل الله من أجل السقطات التي وقعنا فيها ليغفر لنا، التي فعلناها غير معرفة, والتي فعلناها بغير معرفه, إن كان بالقلب أو باللسان أو بالفكر أو بالعمل، لأنه جيد أن نذكر غلطاتنا لكي لا نسقط فيا مرة أخرى، ومن أجل هذا قال داود النبي "الذي تقولونه فى قلوبكم اندموا علية في مضاجعكم (مز 4).

6‏_ وأول الليل (النوم): يلزمنا أن نسأل الله أن يحفظنا فيه وأن تكون راحة النوم لنا بغير عثرة وأن نخلص من خيالات الشياطين.

7- ونص الليل: يلزمنا أن نصلى ‏فيه كما كتب عن بولس وسيلا لتعليمنا أنهما كانا في نصف الليل يصليان ويسبحان الله (أع 16:25) والمرتل قال "في نصف ألليل كنت أستيقظ وأسبحك على أحكام عدلك (مز 119).

ويبغى ألا نقول في كل مرة من هذه المرات ما نقوله في الأخرى، لأن النفس بهذا تمل وتقلق، بل ينبغي أن نغير المزامير والقراءة في كل مرة، ونقول في كل وقت ما يليق به، فبهذا تكون شهوة النفس ثابتة وتتيقظ وتجدد وتسمع بتأمل لما يتلى
.

ويقول القديس يوحنا ذهبي الفم عن الصلاة بالمزامير " إن الصلاة بالمزامير تجعل الأرض سماء والبشر ملائكة وتزين الحياة بأسرها وتنمى الأولاد بالتأديب وتدعو الشبان إلى العقل الرصين وتهب العذارى العفة وتمنح الشيوخ التحفظ وتذعر الخلاق .
إلى التوبة
.

الأجبية هى كتاب السبع صلوات الليلية والنهارية.

وكلمة "أجبية" مأخوذة من كلمة "أجب" القبطية ومعناها "ساعة". فالأجبية هى ذلك الكتاب الصغير الهام الذي يحوى صلوات الساعات الليلية والنهارية المقررة كصلوات رسمية يصليها المؤمن كل يوم حسب طقس الكنيسة القبطية الأرثوزكسية.

وهذه الصلوات من حيث عددها فقد ذكرها مرنم المزامير نفسه بقوله "سبع مرات في النهار سبحتك على أحكام عدلك" (مز 119: 164).

ومن حيث مواعيدها: باكر. الثالثة. السادسة.. الخ. فقد كانت تمارس في العهد القديم بهذا النظام بحيث لا تمر ثلاث ساعات إلا ويتذكر الانسان فيها الله برفع قلبه إليه أثناء صلاة الساعة المقررة، وقد مارسها الرب يسوع بنفسه، وقد مارسها الآباء الرسل بتدقيق وأوصوا المؤمنين بممارستها، وتعاليم العهد الجديد وشددوا على كافة المؤمنين بالالتزام بها، فقال أحدهم: " من هذه الأوقات لا ينبغى أن تهمل عند الذين عند الذين اختاروا أو يعيشوا لمجد الله" وقال آخر: " ان كنتم أيها المؤمنون تنفذون هذه الصلوات تشجعون على ممارستها فلا يمكن أن تقعوا في تجربة أو تهلكوا لأنكم تضعون المسيح دائما أمامكم".

أما عن الاثنى عشر مزمورا التى نصليها في كل صلاة، فيذكر التاريخ أن الآباء اجتمعوا لكى يضعوا النظام الذي ينبغى أن يختاروه للعبادة اليومية عند كافة المؤمنين، لكى يسلموه إلى من سيأتى بعدهم كميراث للتقوى مناسب لكل القامات الروحية، وكان بينهم اختلاف بخصوص تحديد عدد المزامير التى ينبغى أن تصلى في كل ساعة، إلى أن حان وقت صلاة الغروب قبل أن يصلوا إلى اتفاق، وبينما هم يستعدون لتكميل الصلاة قام ملاك في الوسط وابتدأ يسبح مرنما بالمزامير للرب وهم ينصتون بكل انتباه، وإذ به ينهى الصلاة بعد المزمور الثانى عشر ثم يختفى فجأة، وبذلك وضع حدا للمناقشة، وأصبح تسليما إلهيا أن يصلى المؤمن اثنى عشر مزمورا في كل صلاة.

وهذا ما حدث عندما زار القديس مكاريوس أب الاسقيط الراهبين الروميين مكسيموس ودوماديوس في قلايتهما وبات عندهما ليلة، فلما حان وقت الصباح الباكر قال مكسيموس لأبيه القديس مقاريوس "أتشاء أن تقول الاثنى عشر مزمورا، فقال نعم، فصلوا جميعهم، ولما انتهت الصلاة انصرف وهو يقول لهما "صليا من أجلى ".

ومازال نظام الاثنى عشر مزمورا في كل صلاة معمولا به في صلوات الأجبية حتى وقتنا الحاضر مع اختلاف طفيف في بعض الصلوات.

الصلاة بالمزامير تسليم رسولى وآبائى هام جدا لا ينبغى التفريط فيه بسبب فوائده الكثيرة وبركاته التى لا تحصى، والتى ذكرنا بعض منها في هذا الكتاب.

ينبغى أن تستخدم الأجبية في الصلوات الفردية والعائلية كما هى مستخدمة في الصلوات الجماعية في الكنيسة، فصلوات الأجبية ليست موضوعة للرهبان فقط بل هى موضوعة لكافة المؤمنين، حتى لا تمضى ثلاث ساعات الا ويتذكر فيها الانسان الله حينما يحين موعد احدى هذه السواعى. (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). بذلك يحتفظ بذكر دائم لله حتى في وسط أعماله ومشاغله، وبذلك ينجو من خطايا كثيرة وسقطات خطيرة ومهلكة.

الله الذي هو روح ويطلب الساجدين له بالروح والحق (يو 4: 23) يساعدنا لكى نقدم له صلوات نقية وعبادة طاهرة مقبولة وذبائح شفاه معترفه لاسمه وشاكرة لفضله يتنسم منها رائحة الرضا والسرور (تك 8: 21) ويبارك هذا الكتاب لكى يكون سبب بركة ونمو في حياة الصلاة لكل من يقرأ بشفاعة أمنا وفخر جنسنا العذراء القديسة مريم وكافة آبائنا الرسل الأطهار والشهداء الأبرار ورجال الصلاة القديسين، وبصلوات أبينا الحبيب قداسة البابا شنودة الثالث. آمين..

اكتفي بهذا القدر



والمجد لله دائما