لماذا عنوان المزمور 30 عن تدشين البيت رغم ان المزمور يتكلم عن شيئ مختلف تماما ؟



Holy_bible_1



الشبهة



عنوان المزمور 30 يقول " مزمور اغنية تدشين البيت لداود " ولكن المزمور يتكلم عن اشياء اخري ولا يذكر اي كلمة عن تدشين بيت داود بل شخص يتكلم عن رحمة الرب الذي انقذه من ضيقه وانتشله من الموت .

فهل العنوان خاطئ ام ماذا ؟



الرد



الحقيقه لا يوجد اشكاليه في هذا العنوان فالمقصود بالبيت هو بيت الرب الذي بناه داود في بيدر ارونه بعد ان اخطأ داود واستحق العقاب والموت والرب رفع عنه خطيته

ولكن في البدايه ندرس العنوان الذي يقول

30: 0 مزمور اغنية تدشين البيت لداود

فما معني مزمور اغنية ؟

كلمة مزمور هو في العبري ( ميزمور )

H4210

מזמור

mizmôr

miz-more'

From H2167; properly instrumental music; by implication a poem set to notes: - psalm.

هو من مصدر زمر اي ضرب علي اله موسيقية فمزمور اي الات موسيقية وكتب نوته موسيقية

مزمور



وكلمة اغنيه هي انه يغني

فهو اسلوب كيف يقال المزمور عندما تغنيه فرق المغنيين

والمقطع الثاني من العنوان يخبرنا عن استخدامه فيما بعد عندما قسم داود المزامير في استخداماتها فهو جعل هذا المزمور يقال في تدشين بيت الرب

واخير العنوان يؤكد ان كاتبه هو داود

فالعنوان يخبرنا باسلوب تلحينه وكيف يقال ولا يخبرنا متي كتبه داود ونعرف بالطبع ان هناك فرق بين وقت كتابة الشعر وبين وقت تلحين الشعر للمناسبه



اذا داود كتب المزمور في مناسبه وهذه سندرسها معا ثم لحنه وجعله مع مجموعه اخري من المزامير يستخدم في تدشين البيت وهذا العنوان للاستخدام وليس مناسبة الكتابه



مناسبة كتابة المزمور

المزمور مليئ بتعبيرات الشكر علي الانقاذ من الموت وبخاصه الموت الناتج عن عقاب الخطيه فداود بعد خطيته ناح كثيرا وكان يعلم انه يستحق العقاب بالموت ويستحق ان يذهب الي الهاويه وكان يصلي كثيرا لكي يغفر له الرب

سفر المزامير 51: 2


اغْسِلْنِي كَثِيرًا مِنْ إِثْمِي، وَمِنْ خَطِيَّتِي طَهِّرْنِي.



سفر المزامير 51: 7


طَهِّرْنِي بِالزُّوفَا فَأَطْهُرَ. اغْسِلْنِي فَأَبْيَضَّ أَكْثَرَ مِنَ الثَّلْجِ.



و الرب ارسل ناثان لكي يخبر داود بانه لن يموت وان الرب نقل خطيته

سفر صموئيل الثاني 12: 13


فَقَالَ دَاوُدُ لِنَاثَانَ: «قَدْ أَخْطَأْتُ إِلَى الرَّبِّ». فَقَالَ نَاثَانُ لِدَاوُدَ: «الرَّبُّ أَيْضًا قَدْ نَقَلَ عَنْكَ خَطِيَّتَكَ. لاَ تَمُوتُ.

فهو شفاه من خطيته وانقذه من الموت ومن الهاويه

فهنا داود بعد ان ذاق مرارة الخطيه والرب جدده بالتوبه يقول انه يخصص قلبه هيكل للرب ويدشنه للرب لكي يملك عليه الرب بعد ان طلب ذلك كثيرا

سفر المزامير 51: 10


قَلْبًا نَقِيًّا اخْلُقْ فِيَّ يَا اَللهُ، وَرُوحًا مُسْتَقِيمًا جَدِّدْ فِي دَاخِلِي.

فبالمغفره هو يفرح بنجاته ويدشن هيكل قلبه للرب



وبعد ان كتبه داود وحدث امر الاحصاء وقرر داود بارشاد الرب ان يبني مذبح في بيدر ارونة علي جبل المرايا

سفر صموئيل الثاني 24:

17 فَكَلَّمَ دَاوُدُ الرَّبَّ عِنْدَمَا رَأَى الْمَلاَكَ الضَّارِبَ الشَّعْبَ وَقَالَ: «هَا أَنَا أَخْطَأْتُ، وَأَنَا أَذْنَبْتُ، وَأَمَّا هؤُلاَءِ الْخِرَافُ فَمَاذَا فَعَلُوا؟ فَلْتَكُنْ يَدُكَ عَلَيَّ وَعَلَى بَيْتِ أَبِي».
18
فَجَاءَ جَادُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ إِلَى دَاوُدَ وَقَالَ لَهُ
: «اصْعَدْ وَأَقِمْ لِلرَّبِّ مَذْبَحًا فِي بَيْدَرِ أَرُونَةَ الْيَبُوسِيِّ».
19
فَصَعِدَ دَاوُدُ حَسَبَ كَلاَمِ جَادَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ
.
20
فَتَطَلَّعَ أَرُونَةُ وَرَأَى الْمَلِكَ وَعَبِيدَهُ يُقْبِلُونَ إِلَيْهِ، فَخَرَجَ أَرُونَةُ وَسَجَدَ لِلْمَلِكِ عَلَى وَجْهِهِ إِلَى الأَرْضِ
.
21
وَقَالَ أَرُونَةُ
: «لِمَاذَا جَاءَ سَيِّدِي الْمَلِكُ إِلَى عَبْدِهِ؟» فَقَالَ دَاوُدُ: «لأَشْتَرِيَ مِنْكَ الْبَيْدَرَ لأَبْنِيَ مَذْبَحًا لِلرَّبِّ فَتَكُفَّ الضَّرْبَةُ عَنِ الشَّعْبِ».
22
فَقَالَ أَرُونَةُ لِدَاوُدَ
: «فَلْيَأْخُذْهُ سَيِّدِي الْمَلِكُ وَيُصْعِدْ مَا يَحْسُنُ فِي عَيْنَيْهِ. اُنْظُرْ. اَلْبَقَرُ لِلْمُحْرَقَةِ، وَالنَّوَارِجُ وَأَدَوَاتُ الْبَقَرِ حَطَبًا».
23
اَلْكُلُّ دَفَعَهُ أَرُونَةُ الْمَالِكُ إِلَى الْمَلِكِ
. وَقَالَ أَرُونَةُ لِلْمَلِكِ: «الرَّبُّ إِلهُكَ يَرْضَى عَنْكَ».
24
فَقَالَ الْمَلِكُ لأَرُونَةَ
: «لاَ، بَلْ أَشْتَرِي مِنْكَ بِثَمَنٍ، وَلاَ أُصْعِدُ لِلرَّبِّ إِلهِي مُحْرَقَاتٍ مَجَّانِيَّةً». فَاشْتَرَى دَاوُدُ الْبَيْدَرَ وَالْبَقَرَ بِخَمْسِينَ شَاقِلاً مِنَ الْفِضَّةِ.
25
وَبَنَى دَاوُدُ هُنَاكَ مَذْبَحًا لِلرَّبِّ وَأَصْعَدَ مُحْرَقَاتٍ وَذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ، وَاسْتَجَابَ الرَّبُّ مِنْ أَجْلِ الأَرْضِ، فَكَفَّتِ الضَّرْبَةُ عَنْ إِسْرَائِيلَ
.

فاستخدم هذا المزمور في تدشين هذا المذبح لان المناسبه ملائمه فكما انقذ داود من الموت عقاب الخطيه انقذ الشعب ايضا من العقاب



وتاكيد ان تعبير البيت هو بيت الرب علي مذبح ارونة

سفر أخبار الأيام الأول 22: 1


فَقَالَ دَاوُدُ: «هذَا هُوَ بَيْتُ الرَّبِّ الإِلهِ، وَهذَا هُوَ مَذْبَحُ الْمُحْرَقَةِ لإِسْرَائِيلَ».



وانه كان يطلق علي المذبح بيت الرب كثيرا

سفر صموئيل الأول 3: 15


وَاضْطَجَعَ صَمُوئِيلُ إِلَى الصَّبَاحِ، وَفَتَحَ أَبْوَابَ بَيْتِ الرَّبِّ. وَخَافَ صَمُوئِيلُ أَنْ يُخْبِرَ عَالِيَ بِالرُّؤْيَا.



سفر صموئيل الثاني 12: 20


فَقَامَ دَاوُدُ عَنِ الأَرْضِ وَاغْتَسَلَ وَادَّهَنَ وَبَدَّلَ ثِيَابَهُ وَدَخَلَ بَيْتَ الرَّبِّ وَسَجَدَ، ثُمَّ جَاءَ إِلَى بَيْتِهِ وَطَلَبَ فَوَضَعُوا لَهُ خُبْزًا فَأَكَلَ.



سفر أخبار الأيام الأول 6: 31


وَهؤُلاَءِ هُمُ الَّذِينَ أَقَامَهُمْ دَاوُدُ عَلَى الْغِنَاءِ فِي بَيْتِ الرَّبِّ بَعْدَمَا اسْتَقَرَّ التَّابُوتُ.



وبالطبع استخدمه سليمان لتدشين الهيكل واستمر هذا المزمور يستخدم سنويا باحتفال عيد تدشين الهيكل وايضاكان يُستحدم في تدشين (هانوكه) الهيكل الذي كان يحتفل به سنويًا، كتذكار للعودة إلى العبادة في الهيكل الذي سبق فدمره انتيخوس ابيفانيوس. منذ عام 165 ق.م فصاعدًا صار الاحتفال يُقام في ذات الموعد كتذكار للخلاص المعجزي من سيطرة الآراميين



وقد اكد ما قدمت البابا اثاناسيوس

ويقول البابا أثناسيوس الرسولي أنه قاله لما عرف أن الرب قد غفر إثمه، وتجددت بالتوبة نفسه الكائنة في بيت الرب والتي هي ذاتها بيت الله وبعد أن كان نتيجة الخطية (امرأة أوريا) مستوجباً الموت والجب، شفاه الله بتوبته وقَبِله ثانية.



واخير المزمور بالنبوة مناسب لما حدث مع حزقيا الملك إذ خلصه الله من سنحاريب (2 مل 19)، وأمدّ عمره 15 عامًا (2 مل 20)، وأنقذ الهيكل من نيران الأعداء.



وبالطبع بالنبوة يحمل معني نبوة عن الرب يسوع المسيح الذي جدد هيكلنا البشري وجعله بيت خاص له بموته وقيامته

وهو شفانا من الخطيه وانتشلنا من الموت الي القيامة معه وجدد طبيعتنا البشريه وفتح لنا الطريق للنال بالجهاد الخلاص الذي كان غير متاح لداود ولا غيره الا بقيامة الرب يسوع المسيح ولهذا وترنم الكنيسة هذا المزمور في صلاة الساعة الثالثة لتذكر الأعداء الذين كانوا محيطين بالمسيح وحكموا عليه بالموت والله لم يجعلهم يشمتوا فيه بل أقامه وأصعد نفسه من الهاوية، وأصعد معه نفوس البشر الذين فداهم وأقام منهم الروح القدس كنيسة مسبحة مرتلة تحيا في سلام، لقد شفاها الله. لقد فقدنا صورتنا الأولى، صورة الله، ولكن كان عمل المخلص أن يقيم منا مسكناً له دشنه الروح القدس.

لهذا يقول العلامه اوريجانوس

إننا نمجد الله عندما ندشن في نفوسنا بيتًا لله، لأن عنوان المزمور هو "مزمور أُنشودة، لتدشين بيت داود



ويقول القديس اغسطينوس

إنها أغنية القيامة المفرحة التي جددت الجسد، لا جسد ربنا فحسب بل وكل الكنيسة، وقد أبدل حال الجسد إلى الخلود. في المزمور الأخير نجد الخيمة التي يجب أن نقطن فيها - إذ فيها خيرنا - قد كملت، وقد جاء هذا المزمور يختص بتدشين البيت الذي يبقى أبدياً فى سلام لا يتحطم



والمجد لله دائما