هل لا تجاوب الجاهل حسب حماقته تناقض جاوب الجاهل حسب حماقته ؟ امثال 26: 4-5 و 1 بط 3: 15 و متي 7: 6



Holy_bible_1



الشبهة



هناك تناقض بين ما جاء في أمثال 26 :4 »4لاَ تُجَاوِبِ الْجَاهِلَ حَسَبَ حَمَاقَتِهِ لِئَلاَّ تَعْدِلَهُ أَنْتَ. «.

وبين ما جاء في الآية التالية لها: » 5جَاوِبِ الْجَاهِلَ حَسَبَ حَمَاقَتِهِ لِئَلاَّ يَكُونَ حَكِيمًا فِي عَيْنَيْ نَفْسِهِ. «.



الرد



لا يوجد اي تناقض بين العددين ولكن هما يكملان المعني بطريق واضحه بمعني

لا نجاوب الجاهل بنفس اسلوبه والا اصبحت مثله ولكن اجاوب الجاهل في الوقت المناسب باسلوب مناسب لئلا يعتقد ان كلامه صح فيبدا يعتقد انه كلامه لا يرد عليه فبالرد يعرف جهالته وخطؤه



ولكي اشرح اكثر تفصيل

اولا العدد العبري يقول

(HOT) אל־תען כסיל כאולתו פן־תשׁוה־לו גם־אתה׃



والحقيقه الترجمه الحرفيه للعدد

لا تجاوب الجاهل كحماقته لئلا تعادله انت

ومعني كلمة تعدله

H7737

שׁוה

shâvâh

shaw-vaw'

A primitive root; properly to level, that is, equalize; figuratively to resemble; by implication to adjust (that is, counterbalance, be suitable, compose, place, yield, etc.): - avail, behave, bring forth, compare, countervail, (be, make) equal, lay, be (make, a-) like, make plain, profit, reckon.

تساويه في المستوي يساوي يعادل يماثل في المكانه والمكان والاسلوب تقارنه يساوي

اذا العدد يوصي ان لا ننزل الي مستواه

ولهذا التراجم الانجليزيه كتبت

المؤسسه اليهودية

(JPS) Answer not a fool according to his folly, lest thou also be like unto him.

كنج جيمس

(KJV) Answer not a fool according to his folly, lest thou also be like unto him.



فماذا تعني الاعداد

سفر الأمثال 26: 4


لاَ تُجَاوِبِ الْجَاهِلَ حَسَبَ حَمَاقَتِهِ لِئَلاَّ تَعْدِلَهُ أَنْتَ.



وتعني بوضوح لا تتبع اسلوب الجلهل في مجاوبته

ومعني كلمة حسب اي من حيث الطريقه او المكان او التوقيت بمعني

لو جاهل كانت يتكلم باسلوب غير لائق فيه سب وشتيمة لاترد عليه بنفس اسلوبه ولا اصبحت شتام وسباب مثله وانحدرت الي مستواه المتدني فلا تتبع اسلوبه . وايضا هو متعود علي هذا الاسلوب الغير لائق فلن تباريه في قلة احترامه وقد يعتبروا انه تفوق عليك في كمية الالفاظ المسيئة التي وجهها اليك

ولو جاهل تكلم وسط اهله فلا تذهب اليه وتجاوبه علي حماقته في بيته ولا اعتبروه تعدي واعتدوا عليك ويكون السبب قلة حكمتك

ولا تجاوب الجاهل في وقت انفعاله لانه في انفعاله سيسئ اليك بشده ويعتبروه انتصر عليك باسلوبه الجاهل وبارتفاع صوته رغم ان هذا غير صحيح

فمن الحكمه اختيار الوقت والمكان واسلوب الرد وعدم الاندفاع والانفعل والتهور

ويقول العدد التالي

سفر الأمثال 26: 5


جَاوِبِ الْجَاهِلَ حَسَبَ حَمَاقَتِهِ لِئَلاَّ يَكُونَ حَكِيمًا فِي عَيْنَيْ نَفْسِهِ.



ولكن يفضل ان نرد علي كلام الجاهل عندما يقول كلام خطا والغرض من ذلك لئلا يعتقد انه لا يستطيع احد ان يرد عليهويعتقد ان حجته الواهية هي بلا رد

وبالرد يعرف خطؤه ويفضح جهله امام الاخرين ويعرفون ان جاهل احمق يتكلم بما لا يعرف ويكذب في امور اعلي منه اعلي من مستوي حكمته المحدود

ولكن بعد فهو العدد السابق ادركنا ان الرد يتم ولكن بعد اختيار الوقت المناسب والمكان المناسب وايضا اتباع اسلوب حكيم محترم وليس باسلوب الجاهل الغير لائق



وايضا هناك نقطه اخري وهو علي من نرد وعلي من لا نرد فالرد علي كل جاهل هو ايضا مضيعه للوقت احيانا لو كلامه غير مهم بالمره ولم يهتم به احد

وايضا لاترد علي جاهل غير مشهور ولا معروف لانه بردك عليه يزداد شهره وتزداد حماقته انتشار وهذا يعتبر تصرف غير حكيم

هذا بالاضافه كثرة معاشرتك للجهال باستمرار حتي ولو للرد عليهم قد تضرك

سفر الأمثال 13: 20


اَلْمُسَايِرُ الْحُكَمَاءَ يَصِيرُ حَكِيمًا، وَرَفِيقُ الْجُهَّالِ يُضَرُّ.



فيجب علي الحكيم ان اولا يفكر دائما في العددين كل مره يسمع انسان جاهل يتكلم ويفكر هل الموضوع لائق وهل الوقت لائق وهل الاسلوب لائق ام لا لكي لا يصير رده جهاله

ولكنه لو اختار الموضوع المناسب والوقت المناسب والمكان المناسب والاسلوب المناسب فهو بالفعل حكيم



وبهذا تاكدنا ان العددين رائعين ومكملين لبعض ولهذا المشكك لانه لا يفهم كلام الحكمه لم يفهم معني العددين وظنهما متضادين رغم انه كما عرضت العددين رائعين ومكملين لبعضهما ويعطي شرح وافي للفكره للحكيم الذي له اذنان للسمع

والحقيقه ايضا لو كان سليمان ذكر عدد واحد فقط لكان اساء كثيرين الفهم بمعني

لو قال فقط العدد الرابع " لاَ تُجَاوِبِ الْجَاهِلَ حَسَبَ حَمَاقَتِهِ لِئَلاَّ تَعْدِلَهُ أَنْتَ " وسكت لكان الكثيرين لجأ الي مبدا الصمت تماما لكي لا يكون جاهل وهذا سيجعل الجهال يزدادوا ويظنوا انه لا يستطيع احد ان يرد عليهم رغم اننا مستعدين دائما للمجاوبه

رسالة بطرس الرسول الأولى 3: 15


بَلْ قَدِّسُوا الرَّبَّ الإِلهَ فِي قُلُوبِكُمْ، مُسْتَعِدِّينَ دَائِمًا لِمُجَاوَبَةِ كُلِّ مَنْ يَسْأَلُكُمْ عَنْ سَبَبِ الرَّجَاءِ الَّذِي فِيكُمْ، بِوَدَاعَةٍ وَخَوْفٍ،



ولو قال فقط العدد الخامس " جاوب الجاهل حَسَبَ حَمَاقَتِهِ لِئَلاَّ يَكُونَ حَكِيمًا فِي عَيْنَيْ نَفْسِهِ" بدون ذكر العدد السابق ايضا كان استشهد به البعض وكانوا في كل وقت مناسب وغير مناسب حاولوا ان يجاوبوا ولكان الامر ازداد سخريه والقوا دررهم امام الكلاب

إنجيل متى 7: 6


لاَ تُعْطُوا الْقُدْسَ لِلْكِلاَب، وَلاَ تَطْرَحُوا دُرَرَكُمْ قُدَّامَ الْخَنَازِيرِ، لِئَلاَّ تَدُوسَهَا بِأَرْجُلِهَا وَتَلْتَفِتَ فَتُمَزِّقَكُمْ.



وايضا حتي الترتيب وضح ان الاول هو عدم الرد مباشره بتسرع ولكن بعد تفكير جاوب

فذكر العددين رائع جدا وفعلا حكمة عليا وايضا الترتيب رائع جدا ويضيف حكمة فوق حكمة



ويجب ايضا ان اوضح ان الرد يختلف عن الكرازه فالكرازه في اي وقت لتلاميذ الرب

رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس 4: 2


اكْرِزْ بِالْكَلِمَةِ. اعْكُفْ عَلَى ذلِكَ فِي وَقْتٍ مُنَاسِبٍ وَغَيْرِ مُنَاسِبٍ. وَبِّخِ، انْتَهِرْ، عِظْ بِكُلِّ أَنَاةٍ وَتَعْلِيمٍ.



اذا الوعظ والتبشير في كل وقت ولكن الرد علي الجاهل لا يكون في اي وقت



وبعض الاعداد تقدم نفس الفكر

ام 17: 14 ابتداء الخصام اطلاق الماء.فقبل ان تدفق المخاصمة اتركها.



1بط 2: 23 الذي اذ شتم لم يكن يشتم عوضا واذ تألم لم يكن يهدد بل كان يسلم لمن يقضي بعدل.



1بط 3: 9 غير مجازين عن شر بشر او عن شتيمة بشتيمة بل بالعكس مباركين عالمين انكم لهذا دعيتم لكي ترثوا بركة.



يه 1: 9 واما ميخائيل رئيس الملائكة فلما خاصم ابليس محاجا عن جسد موسى لم يجسر ان يورد حكم افتراء بل قال لينتهرك الرب.



مت 21: 23 ولما جاء الى الهيكل تقدم اليه رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب وهو يعلّم قائلين بأي سلطان تفعل هذا ومن اعطاك هذا السلطان.

مت 21: 24 فاجاب يسوع وقال لهم وانا ايضا اسألكم كلمة واحدة فان قلتم لي عنها اقول لكم انا ايضا بأي سلطان افعل هذا.

مت 21: 25 معمودية يوحنا من اين كانت.من السماء أم من الناس.ففكروا في انفسهم قائلين ان قلنا من السماء يقول لنا فلماذا لم تؤمنوا به.

مت 21: 26 وان قلنا من الناس نخاف من الشعب.لان يوحنا عند الجميع مثل نبي.

مت 21: 27 فاجابوا يسوع وقالوا لا نعلم.فقال لهم هو ايضا ولا انا اقول لكم باي سلطان افعل هذا



تي 1: 13 هذه الشهادة صادقة.فلهذا السبب وبخهم بصرامة لكي يكونوا اصحاء في الايمان



ام 26: 12 أرأيت رجلا حكيما في عيني نفسه.الرجاء بالجاهل اكثر من الرجاء به



ام 28: 11 الرجل الغني حكيم في عيني نفسه والفقير الفهيم يفحصه.



رو 11: 25 فاني لست اريد ايها الاخوة ان تجهلوا هذا السر.لئلا تكونوا عند انفسكم حكماء.ان القساوة قد حصلت جزئيا لاسرائيل الى ان يدخل ملؤ الامم



اش 5: 21 ويل للحكماء في اعين انفسهم والفهماء عند ذواتهم.



رو 12: 16 مهتمين بعضكم لبعض اهتماما واحدا غير مهتمين بالامور العالية بل منقادين الى المتضعين.لا تكونوا حكماء عند انفسكم.



والمعني الروحي

من تفسير ابونا تادرس يعقوب واقوال الاباء

لاَ تُجَاوِبِ الْجَاهِلَ حَسَبَ حَمَاقَتِهِ،

لِئَلاَّ تَعْدِلَهُ أَنْتَ [4].

يليق بالحكيم ألا ينزل إلى مستوى الأحمق فيحاربه بذات أسلوبه الساخر، وينحدر معه عن روح الهدوء والتعقل والحكمة.

*      هروبك يكون صالحًا إن كنت لا تجيب الأحمق حسب حماقته. هروبك صالح إن وجهت خطواتك بعيدًا عن ملامح الأغبياء. حقًا يمكن للشخص أن يضل سريعًا إن كانت القيادة شريرة، فإن أردت أن يكون هروبك صالحًا، انزع طرقك من كلماتهم[844].

*      اعتاد داود ألا يجاوب العدو الذي يثيره، الخاطي الساخط عليه. يقول: "وأما أنا فكأصم لا أسمع، وكأبكم لا يفتح فاه" (مز 38: 13). مرة أخرى قيل في موضع آخر: "لا تجب الأحمق حسب حماقته، لئلا تصير مثله". الواجب الأول هو أن يكون لك معيار صادق لحديثك، بهذا تقدم ذبيحة حمد لله. هكذا فإن المخافة التقية تظهر عند قراءة الأسفار المقدسة. بهذا يُكرم الوالدين. أنا أعرف حسنًا أن كثيرين يتكلمون لأنهم لا يعرفون كيف يمارسون الصمت. دائمًا يصمت الشخص عندما يكون الكلام غير نافع. الإنسان الحكيم عندما يود أن يتكلم، يراعي بعين الاعتبار ماذا يقول، ولمن يوجه الحديث، أيضًا أين، وفي أي وقت يتكلم؟[845]

القديس أمبروسيوس

*      (من كلمات أخته القديسة ماكرينا) من الأفضل أن يبقى الإنسان صامتًا بخصوص مثل هذه الأسئلة، ويتطلع بعين الاعتبار إلى حماقتهم وعجرفتهم غير الوقورة التي لا تتأهل للإجابة حيث تمنعنا الكلمات الإلهية، قائلة: "لا تجاوب الجاهل حسب حماقته". والجاهل حسب النبي هو: "القائل إنه لا إله (مز 53: 1)[846].

 القديس غريغوريوس النيسي

جَاوِبِ الْجَاهِلَ حَسَبَ حَمَاقَتِهِ،

لِئَلاَّ يَكُونَ حَكِيماً فِي عَيْنَيْ نَفْسِهِ [5].

يبدو كأن هذين العددين (4، 5) متناقضان، لكنهما في الواقع هما متكاملان. فإنه لا يليق بنا أن نجاوب الجاهل أو الأحمق حسب حماقته، أي بنقاش وحوار فيه روح السخرية والاستخفاف، أي حسب أسلوبه، فنكون بهذا قد انحدرنا نحن إلى مستواه الرديء بدلاً من أن ننتشله. فلا نقابل تهكمه بالتهكم، ولا نمتثل بما يحمله من روح الاستهتار. إنما لنجاوبه بروح الحزم والجدية لأجل بنياننا وبنيانه.

التزم الشعب كأمر الملك حزقيا ألا يجيبوا ربشاقي الذي استخف بالله (2 مل 18: 36)، وهم بهذا تمموا نصيحة الحكيم في العدد 4. أما نحميا ففي حزم جاوب سنبلط الذي أراد تحطيم عمل البناء، قائلاً له: "لا يكون مثل هذا الكلام الذي تقوله، بل إنما أنت مختلقه من قلبك" (نح 6: 8)، ورفض الدخول معه في حوارٍ كطلب سنبلط: "هلم نتشاور معًا" (نح 6: 7).

حينما يسأل إنسان عن وجود تناقضات في الكتاب المقدس، فإن كان الشخص يطلب للسخرية، فالحوار معه يتحول إلى مناقشات غبية، أما إذا كان جادًا في المعرفة فالحوار لازم، وكما يقول الرسول بطرس: "قدسوا الرب الإله في قلوبكم، مستعدين دائمًا لمجاوبة كل من يسألكم عن سبب الرجاء الذي فيكم بوداعةٍ وخوفٍ" (1 بط 3: 15). نفس الأمر إن كان الحوار مع ملحد ينكر وجود الله، فإن القرار بالحوار أو عدمه يتوقف على إدراكنا لنية السائل. فبرفض الإجابة نحرص ألا ننزلق إلى حماقته، وبردنا عليه نود أن نحفظه من الحماقة التي سيطرت عليه.

*      يليق بنا أن نتعلم حسنًا في معرفة إيماننا، حتى متى سألنا أحد عنه نكون قادرين أن نقدم إجابة لائقة، وأن نفعل ذلك بوداعة وفي مخافة الرب. فإن من يفعل هذا كأن الله نفسه حاضر يسمعه[847].

 القديس ديديموس الضرير

*      يخبرنا الرسول أن نكون مستعدين أن نجاوب كل من يسألنا لنشرح له إيماننا، فإن سألني غير مؤمن ٍ عن سبب إيماني ورجائي، وأدرك أنه لا يستطيع قبول هذا ما لم يؤمن، أقدم له ذات السبب لكي يرى كيف أنه لأمر سخيف بالنسبة له أن يدركها دون أن يؤمن[848].

 القديس أغسطينوس

*      من يقرر أن يفعل هذا لا يفعل أمرًا جديدًا، ولا يقدم شرحًا ما جديدًا، بل بالحري يوضح للسائلين عن إيمانه في المسيح ما هو[849].

 القديس كيرلس السكندري



واخير الانسان يجب ان يسأل الرب

رسالة يعقوب 1: 5


وَإِنَّمَا إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ، فَلْيَطْلُبْ مِنَ اللهِ الَّذِي يُعْطِي الْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلاَ يُعَيِّرُ، فَسَيُعْطَى لَهُ.



فان كنت محتار اتجاوب ام لا صلي الي الرب وهو الذي يعطيك حكمة كافيه للتصرف ويرشدك لما فيه الخير ومجد اسمه



والمجد لله دائما