هل نغطي علي الخطايا ام لا نغطي عليها ؟ مزامير 32: 1 وامثال 28: 13 1يوحنا 1: 9



Holy_bible_1



الشبهة



يخبرنا سفر الامثال 28: 13 ان من يكتم اي يغطي خطيته لا ينجح ولكن في سفر المزامير 32: 1 يقول طوبي للذي سترت خطيته

فهل نستر الخطيه ام نعلنها



الرد



الحقيقه لايوجد تناقض بين العددين ولكن يوجد تقارب كبير بين المعاني المقدمه في العددين

فالمزمور يتكلم عن ان الرب هو الذي يغفر وكيفية المغفره ولكن الامثال يتكلم عن الاعتراف بالخطية ومشكلة المشكك انه اقتطع من المزمور

وندرس العددين معا

اولا المزمور 32

هذا المزمور يتكلم عن مغفرة الخطية ولهذا كان يصلي به اليهود يوم الكفارة

وسنلاحظ ان المزمور سيؤكد ان مغفرة الخطيه وسترها لا يتم الا بالاعتراف بها

سفر المزامير 32

1 طُوبَى لِلَّذِي غُفِرَ إِثْمُهُ وَسُتِرَتْ خَطِيَّتُهُ.

ونلاحظ شيئ مهم هنا وهو ان المغفرة والستر ليس عمل انساني , وهذا ما اخطا المشكك في فهمه فالكلام هنا ان الرب هو الذي غفر اثم الانسان وبعد مغفرته سترها ومحاها

وهنا يتكلم عن مغفرة الاثم وهي تصرف خطأ وخطيه تشمل كل شيئ خطا حتي الفكر

ونلاحظ ان التعبيير يغفر ثم يستر

ويغفر

H5375

נסה נשׂא

nâśâ' nâsâh

naw-saw', naw-saw'

A primitive root; to lift, in a great variety of applications, literally and figuratively, absolutely and relatively: - accept, advance, arise, (able to, [armour], suffer to) bear (-er, up), bring (forth), burn, carry (away), cast, contain, desire, ease, exact, exalt (self), extol, fetch, forgive, furnish, further, give, go on, help, high, hold up, honourable (+ man), lade, lay, lift (self) up, lofty, marry, magnify, X needs, obtain, pardon, raise (up), receive, regard, respect, set (up), spare, stir up, + swear, take (away, up), X utterly, wear, yield.

ويعني يحمل ويرفع عن اخر حمل ثقيل ويلقي عن اخر شيئ فيخفف حمله ويساعده



وتعبير يستر هو في الحقيقه يغطي

H3680

כּסה

kâsâh

kaw-saw'

A primitive root; properly to plump, that is, fill up hollows; by implication to cover (for clothing or secrecy): - clad self, close, clothe, conceal, cover (self), (flee to) hide, overwhelm. Compare H3780.

يغطي ويكفر ويخبئ

فهو يقول ان الرب لو قدم الانسان توبه يطوبه الرب ويكافؤه بانه يحمل عنه خطيته اي يغفر له وايضا يكفر له خطيته اي يدفع عنه كفارة الخطية وهو تغطيته بالدم تغطية وكفارة الخطية


2 طُوبَى لِرَجُل لاَ يَحْسِبُ لَهُ الرَّبُّ خَطِيَّةً، وَلاَ فِي رُوحِهِ غِشٌّ.

وهنا يقول لا يحسب له خطيه وهذا لا يعني انه بلا خطيه لان الوحيد الذي بلا خطيه هو المسيح ولكن بعد توبته الرب يغفر له خطيته ويكفر عنها اي يغطيها ويسترها وبهذا الستر لا يحسب له الخطيه لانها تغطيت بالدم وسترت



وهذه الاعداد التي اقتبسها معلمنا بولس الرسول لشرح عمل النعمة ويوضح عمل الرب

رسالة بولس الرسول الي اهل رومية 4

4: 6 كما يقول داود ايضا في تطويب الانسان الذي يحسب له الله برا بدون اعمال

4: 7 طوبى للذين غفرت اثامهم و سترت خطاياهم

4: 8 طوبى للرجل الذي لا يحسب له الرب خطية



وبعد ان يوضح داود مغفرة الرب والكفاره يبدا يوضح اول خطوه وهي التوبه والاعتراف لانه حاول ان يكتمها فكانت كارثه عليه

3 لَمَّا سَكَتُّ بَلِيَتْ عِظَامِي مِنْ زَفِيرِي الْيَوْمَ كُلَّهُ،
4
لأَنَّ يَدَكَ ثَقُلَتْ عَلَيَّ نَهَارًا وَلَيْلاً
. تَحَوَّلَتْ رُطُوبَتِي إِلَى يُبُوسَةِ الْقَيْظِ. سِلاَهْ.

وتعبير لما سكت اي انه حاول كتمان الخطية هو بشخصه تعب وايضا الرب عاقبه

فهنا يتكلم عن عقوبه كتمان الخطيه وعدم الاعتراف ربما ظن داود أن الزمن كفيل بعلاج خطيته وأن الصمت والكتمان في الخارج فيهما علاج للموقف ولكنه لاحظ أن كيانه الداخلي إهتز، وعظامه بدأت تشيخ وتبلى. فكلما طالت المدة بدون اعتراف كلما زادت حالة الإنسان سوءاً.

وكانت حالته الردية التي وصل لها هي نتيجة طبيعية لتأديب الله له لأن يدك ثقلت علىّ النهار والليل اي ليدفعه الله أن يشعر بخطيته ويعترف بها. والله بتأديبه لأولاده يجعل الخطية تتمرر في أفواههم، بالتبكيت ثم بالتأديب.

وبالفعل عندما عوقت علي كتمان الخطيه اكد ان افضل حل للتخلص من الخطيه هو الاعتراف بها

فيقول

5 أَعْتَرِفُ لَكَ بِخَطِيَّتِي وَلاَ أَكْتُمُ إِثْمِي. قُلْتُ: «أَعْتَرِفُ لِلرَّبِّ بِذَنْبِي» وَأَنْتَ رَفَعْتَ أَثَامَ خَطِيَّتِي. سِلاَهْ.

وهنا يشرح المرنم ان الطريف الي مغفرة الخطيه وتغطيتها هو الاعتراف بها لكي يقبل الرب التوبه والانسحاق فيغفر ويسترها بدمه
6
لِهذَا يُصَلِّي لَكَ كُلُّ تَقِيٍّفِي وَقْتٍ يَجِدُكَ فِيهِ
. عِنْدَ غَمَارَةِ الْمِيَاهِ الْكَثِيرَةِ إِيَّاهُ لاَ تُصِيبُ.
7
أَنْتَ سِتْرٌ لِي
. مِنَ الضِّيقِ تَحْفَظُنِي. بِتَرَنُّمِ النَّجَاةِ تَكْتَنِفُنِي. سِلاَهْ.

وستر الخطيه ليس ان الانسان يخبئها ويتصنع كما لو كانه لم يصنع شيئ بل يعترف بها للرب فالرب يغفر له ويسترها ويكفرها بدمه ولا يعاقبه وينقذه من يوم الدينونه

فالذي يستر ويغطي هو الرب وليس الانسان

سفر المزامير 85: 2

غَفَرْتَ إِثْمَ شَعْبِكَ. سَتَرْتَ كُلَّ خَطِيَّتِهِمْ. سِلاَهْ.



سفر إشعياء 43: 25

أَنَا أَنَا هُوَ الْمَاحِي ذُنُوبَكَ لأَجْلِ نَفْسِي، وَخَطَايَاكَ لاَ أَذْكُرُهَا».



سفر إشعياء 44: 22

قَدْ مَحَوْتُ كَغَيْمٍ ذُنُوبَكَ وَكَسَحَابَةٍ خَطَايَاكَ. اِرْجِعْ إِلَيَّ لأَنِّي فَدَيْتُكَ».



اذا فهمنا جيدا من المزمور ان التوبه والاعتراف بالخطايا هو اول الطريق الي ان يغفرها الرب ويسترها وان حاول ان يسترها يعاقب وهذا ما يتفق مع ويشرح الشاهد الثاني



سفر الامثال 28

28: 13 من يكتم خطاياه لا ينجح و من يقر بها و يتركها يرحم

وبعد ان فهمنا الشاهد السابق من المزامير نقدر بكل سهوله نفهم هذا العدد

ففهمنا ان داود حينما حاول ان يكتم خطيته تعب وعاقبه الرب وهذا ما يقوله سليمان ان من يكتم خطيته لا ينجح لان الرب يعاقبه

اما من يقر بها ويتركها اي يتوب عنها توبه حقيقه فالرب يرحمه عن طريق انه يغفر له خطيته ويسترها بتغطيتها بالكفاره

وهذا ما شرحه معلمنا يوحنا

رسالة يوحنا الرسول الأولى 1: 9

إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ.



وهذا مثل المريض الذي يخبئ مرضه سيظل مريضا بل قد يتعب اكثر اما من يعترف بمرضه فالطبيب يقدم له العلاج من المرض لكي ينتهي المرض ويختفي تماما



وخطورة اخفاء الخطيه تكررت في عدة اعداد بالاضافه الي الشاهدين السابقين

سفر ايوب 31

33 إِنْ كُنْتُ قَدْ كَتَمْتُ كَالنَّاسِ ذَنْبِي لإِخْفَاءِ إِثْمِي فِي حِضْنِي.
34
إِذْ رَهِبْتُ جُمْهُورًا غَفِيرًا، وَرَوَّعَتْنِي إِهَانَةُ الْعَشَائِرِ، فَكَفَفْتُ وَلَمْ أَخْرُجْ مِنَ الْبَابِ
.
35
مَنْ لِي بِمَنْ يَسْمَعُنِي؟ هُوَذَا إِمْضَائِي
. لِيُجِبْنِي الْقَدِيرُ. وَمَنْ لِي بِشَكْوَى كَتَبَهَا خَصْمِي،
36
فَكُنْتُ أَحْمِلُهَا عَلَى كَتِفِي
. كُنْتُ أُعْصِبُهَا تَاجًا لِي.



سفر اللاويين 26

40 لكِنْ إِنْ أَقَرُّوا بِذُنُوبِهِمْ وَذُنُوبِ آبَائِهِمْ فِي خِيَانَتِهِمِ الَّتِي خَانُونِي بِهَا، وَسُلُوكِهِمْ مَعِيَ الَّذِي سَلَكُوا بِالْخِلاَفِ،
41
وَإِنِّي أَيْضًا سَلَكْتُ مَعَهُمْ بِالْخِلاَفِ وَأَتَيْتُ بِهِمْ إِلَى أَرْضِ أَعْدَائِهِمْ
. إِلاَّ أَنْ تَخْضَعَ حِينَئِذٍ قُلُوبُهُمُ الْغُلْفُ، وَيَسْتَوْفُوا حِينَئِذٍ عَنْ ذُنُوبِهِمْ،
42
أَذْكُرُ مِيثَاقِي مَعَ يَعْقُوبَ، وَأَذْكُرُ أَيْضًا مِيثَاقِي مَعَ إِسْحَاقَ، وَمِيثَاقِي مَعَ إِبْرَاهِيمَ، وَأَذْكُرُ الأَرْضَ
.



انجيل متي 23

25 وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُنَقُّونَ خَارِجَ الْكَأْسِ وَالصَّحْفَةِ، وَهُمَا مِنْ دَاخِل مَمْلُوآنِ اخْتِطَافًا وَدَعَارَةً.
26
أَيُّهَا الْفَرِّيسِيُّ الأَعْمَى
! نَقِّ أَوَّلاً دَاخِلَ الْكَأْسِ وَالصَّحْفَةِ لِكَيْ يَكُونَ خَارِجُهُمَا أَيْضًا نَقِيًّا.



رسالة يوحنا الرسول الاولي 1

8 إِنْ قُلْنَا: إِنَّهُ لَيْسَ لَنَا خَطِيَّةٌ نُضِلُّ أَنْفُسَنَا وَلَيْسَ الْحَقُّ فِينَا.
9
إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ
.
10
إِنْ قُلْنَا
: إِنَّنَا لَمْ نُخْطِئْ نَجْعَلْهُ كَاذِبًا، وَكَلِمَتُهُ لَيْسَتْ فِينَا.



وهذا هو خطورة عدم الاعتراف بالخطيه لانه يقود للضلال ويصرفنا عن الحق تماما بل ادعائنا اننا لا نخطئ هذا يظهر كما لو كان الله كاذبا

اما الاعتراف بالخطيه والتوبه يقود الي ان الرب الامين يغفرها ويسترها بتطهيرنا بدمه الكفاري



واخيرا المعني الروحي

من تفسير ابونا تادرس يعقوب واقوال الاباء

*   يليق بي أن أرشد الذين هم على وشك التأهل لنوال الهبة الملوكية (المعمودية) في هذا الأمر، لتقدروا أن تعرفوا ما من خطية مهما تعاظمت يمكنها أن تصمد أمام صلاح السيد. حتى إن كان إنسان زانيًا أو مستبيحًا أو متخنثًا أو شاذًا في شهواته أو ملتصقًا بداعرات أو لصًا أو مخادعًا للغير أو سكيرًا أو عابد وثن، فإن قوة هذه الهبة وحب السيد هما عظيمان بالقدر الكافي الذي يجعل كل هذه الآثام تختفي، وتجعل الخاطي أكثر بهاءً من أشعة الشمس، فقط إن أظهر شهادة على حياة صالحة.

*   إنه الإيمان بالثالوث القدوس هو الذي يهب غفران الخطايا؛ إنه هذا الاعتراف الذي يهبنا نعمة البنوة[617].

القديس يوحنا الذهبي الفم

*   بهذا تعرفون مدى فقركم أنتم الذين قبلكم السيد؛ كيف يستر عريكم بنعمته؛ وكيف يسربلكم بالمسحة برائحة الأعمال الصالحة؛ كيف يجعلكم بالزيت تشرقون بنور ساطع؛ وكيف تتخلون عن فسادكم في جرن الغسل؛ وكيف يرفعكم الروح القدس إلى حياة جديدة. كيف يكسو جسدكم بالثياب البهية، وكيف تشير المصابيح التي تمسكونها بأيديكم إلى استنارة النفس؛ وكيف يرفع داود صوته إليكم مترنمًا بأغنية النصرة: "طوباهم الذين غفرت لهم آثامهم، الذين سترت خطاياهم"[618].

الأب بروكلس من القسطنطينية

*   ليس من إنسان لم يكن خاطئًا، كما نترنم كثيرًا، قائلين: "طوبى للذين غفرت لهم آثامهم". لا نقول: "طوبى للذين لم يقترفوا خطية" بل "للذين غفرت لهم آثامهم". إن بحثت عن إنسان لم يرتكب إثم لن تجده؛ فكيف إذن يمكن أن يطوَّب؟ إنه يُطوَّب إن غُفرت آثامه، وسُتر ما قد اقترفه[619].

الأب قيصريوس أسقف آرل

بالمعمودية ننال غفران الخطايا ونتأهل لبدء حياة جديدة مقدسة، لكن في الطريق إذ نتعرض لضعفاتٍ، تبقى مراحم الله تنتظر توبتنا - المعمودية الثانية - لتقدم لنا الغفران.

*   كل الراغبين فيها (أي في نوال المغفرة) يمكنهم نوال رحمة من الله، وقد سبق فأخبرنا الكتاب المقدس إنهم يطوّبون، قائلاً: "طوبى للرجل الذي لم يحسب له الرب خطية، أي تاب عن خطيته ليتقبل مغفرتها من الله"[620].

القديس يوستين الشهيد

هذا التطويب الذي ننعم به خلال المعمودية والتوبة المستمرة، يُقدم لنا كأولاد لله محبوبين لديه، نعلن عن صدق بنوتنا له بالطاعة للوصية والتجاوب مع حبه.

*   طوبانا أيها الأحباء إن حفظنا وصايا الله في تناغم مع الحب. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). فخلال الحب تُغفر لنا خطايانا، إذ كُتب: "طوباهم الذين تُركت لهم آثامهم، والذين سُترت خطاياهم. طوبى للرجل الذي لم يحسب له الرب خطيئة، ولا في فمه غش". هذا التطويب يحلّ بالذين اختارهم الله خلال يسوع المسيح ربنا[621].

القديس أكليمندس الروماني

يرى العلامة ترتليان أن التطويب المقدم للمتمتعين بالمعمودية التي تُحسب شهادة بدون سفك دم، حيث يقبل المؤمن الدفن مع السيد المسيح، مؤمنًا بعمله الخلاصي، مقدمِّ أيضًا للشهداء الذي سُفك دمهم من أجل الإيمان دون أن تكون لهم فرصة نوال المعمودية [يدعو البعض الاستشهاد معمودية الدم].

*   من ثم قد عيّن كمصدر ثانٍ للتعزية، ووسيلة أخيرة للعون هي معركة الاستشهاد والعماد... إذ يتحدث عن سعادة الإنسان الذي يشارك في هذه الأمور، إذ يقول داود: "طوباهم الذين تركت لهم آثامهم، والذين سُترت خطاياهم؛ طوبى للرجل الذي لم يحسب له الرب خطيئة". فإنه لا يُحسب شيء ضد الشهداء الذين بذلوا حياتهم بمعمودية الدم[622].

العلامة ترتليان

هكذا ننال غفران الخطايا خلال المعمودية كما في التوبة الصادقة والطاعة بالحب للوصية وإحتمال الشهادة؛ يقوم هذا الغفران على أساس دم السيد المسيح واهب المغفرة.

*   يقول داود: "طوباهم الذين تركت لهم آثامهم، والذين سترت خطاياهم؛ طوبى للرجل الذي لم يحسب له الرب خطيئة"، مشيرًا إلى أن غفران الخطايا الذي أعقب مجيئه، هذا الذي "مزق صك خطايانا"، وسمَّره بالصليب (كو 2: 14) كما بشجرة، صرنا مدينين لله، هكذا بشجرة (بالصليب) ننال غفران الخطايا ومحو الأثام[623].

القديس إيريناؤس

*      من أُصيب في الحرب لا يستحي من تسليم نفسه إلي يد طبيب حكيم، لأنه غُلب على أمره وأُصيب. وإذ يُشفى، لا يرذله الملك بل يحسبه مع جيشه. هكذا يليق بالإنسان الذي جرحه الشيطان ألا يستحي من الاعتراف بجهالاته، وأن يبتعد عنها، طالبًا التوبة دواءً لنفسه.

فمن يستحي من إظهار جرحه يمتد الضرر إلي جسده كله.

من لا يستحي من ذلك يُشفى جرحه، ويعود إلي المعركة[935].

القديس أفراهاط

*      الخاطي الذي يعترف بخطاياه ويقول: "جراحاتي أنتنت وفسدت من جهة حماقتي" (راجع مز 38: 5)، تُنزع عنه جراحاته الكريهة، ويصير طاهرًا في صحة. أما من يكتم خطاياه فلا ينجح[936].

 القديس جيروم

*      "من يكتم خطاياه لا ينجح، ومن يُقرّ بها ويتركها يُرحم" (أم 28: 13).

من يظن أنه يخفي جُرمه، إنما يهلك في رجاءٍ فارغٍ، لأن ذلك مجرد حديث واهٍ وليس الحق. حقًا "حديث الخطاة الفارغ مكروه" (سيراخ 27: 13)، لا يعطي ثمرًا بل نواحًا فقط! لأن "حديث الأحمق كحِمْلٍ في الطريق" (سيراخ 21: 16). وما الخطية إلاَّ ثقلٍ؟ ثقلٍ على كاهل عابر السبيل في هذا العالم، حتى أنه يتثقل بحملٍ ثقيلٍ من الجُرم! فإن كان راغبًا في عدم الخضوع لحمل الثقل، عليه أن يلتفت إلى الرب الذي قال: "تعالوا إليَّ يا جميع المتعبين وثقيلي الأحمال وأنا أريحكم" (مت 11: 28)...

أية تعاسة يمكن أن تكون أكثر من ذلك؟ فحتى الفِرَاش الذي يمنح كل الناس الراحة، يسبب ألمًا مروعًا. وآنذاك نتذكر حقًا ما قد صنعناه، ويوخز ضميرنا الداخلي بمناخس أعماله الذاتية. لأنه لأي سبب يقول الكتاب المقدس لمثل هؤلاء الناس: "ما تقولونه في قلوبكم، تندَّمون عليه في مضاجعكم" (مز 4:4).

فهذا بحق هو علاجُ الخطية، لكن لا يزال الضمير مجروحًا![937]

*      "من يكتم خطاياه لا ينجح، ومن يُقرّ بها ويتركها يرحم" (أم 28: 13).

بالحقيقة يتحرك الإنسان الحكيم نحو التوبة عن أخطائه، أما الغبي فيجد مسرة فيها. "البار يتهم نفسه" (أم 18: 17)، أما الشرير فمدافع عن نفسه. البار يود أن يسبق متهمه في ذكر خطاياه، أما الشرير فيود أن يخفيها. واحد يندفع في بدء حديثه ليكشف عن خطيته، والآخر يحاول أن يستبعد الاتهام عنه بثرثرة حديثه كمن لا يكشف عن خطيته[938].

القدِّيس أمبروسيوس



والمجد لله دائما