هل الله يطيل عمر الاشرار ام يقصر عمرهم ؟ سفر الجامعة 8: 12 ايوب 21: 7 و امثال 10: 27



Holy_bible_1



الشبهة



يتكلم سفر الجامعة 8: 12 ان الاشرار تطول عمرهم وايضا سفر ايوب 21: 7 يقول ان الاشرار يكبرون ويشيخون ويتجبرون

ولكن سفر الامثال 10: 27 يقول عكس ذلك وهو ان سنو الاشرار تقصر

اليس هذا تناقض ؟



الرد



الحقيقه ما استشهد به المشكك غير دقيق وقبل ان اعرض اخطاء الشبهة ارجو مراجعة ملف

هل عمر الانسان محدد من الله ام غير محدد

http://holy-bible-1.com/articles/display/11043

وكما قدمت سابقا ان عمر الانسان يعلمه الرب بعلمه المسبق الازلي وعمر الانسان ايضا في يد الرب يقدر ان يطيله ويقصره ( ولكنه لم يكتب اعمار البشر في لوح حجري ) فالرب يتفاعل مع البشر ولكنه يعرف كل شيئ من قبل ان يحدث

والرب قد يقصر عمر انسان لفائدته لانه يعرف انه لو طال عمره قد يضل وقد يطيل عمر انسان لكي يعطيه فرصه للتوبه

والشواهد التي استشهد بها المشكك

الاول وهو في الحقيقه يقول عكس الذي ادعاه المشكك لو قراناه كامل بالعدد التالي له بدون اقتطاع فيوضح ان الشرير عاده يكون عمره قصير

سفر الجامعة 8

8: 12 الخاطئ و ان عمل شرا مئة مرة و طالت ايامه الا اني اعلم انه يكون خير للمتقين الله الذين يخافون قدامه

العدد لا يقول ان الاشرار عمرهم طويل ولكن علي العكس هو يقول ان حتي لو طال عمر شرير ويفهم منه ان هذا ليس حاله عامه ولكن المعتاد ان الرب يحاسب الاشرار الطغاه ولكن احيانا يترك انسان شريره ليحول شره للخير

الرب علي لسان سليمان يطمئن ابناؤه لان البعض من ابناؤه اثناء التجارب والضيقات علي يد الاشرار يعترض ويتعجب لماذا لا يقضي الرب علي الاشرار مباشرة ويعترض البعض قائلاً إن طول أناة الله قد بلغت حدًا فوق ما ننتظره، وقد طالت أيام الشرير ليرتكب الشر لا مرة ولا مرتين ولا عشرة مرات بل مائة مرة؛ لكن ليدرك هؤلاء أن شعب الله أو خائفيه الحقيقيين وإن وقع عليهم القهر مئات المرات فهو شعب مغبوط. إنهم  خائفوا الرب، لذا يُرافقهم في أحلك الظروف، لا يمكن لسعادتهم أن يهزها شيء، ولا لشركتهم مع الله أن يقطعها أمر ما، حتى في وسط متاعبهم يكونون مملوءين سلامًا داخليًا، لأنهم محفظون من الله أبيهم الذي ينقذهم من الضيق ويمجدهم.

ويؤكد انه باليقين سيكون للخير

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 8: 28

وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ.



فسليمان ذكر ما قاله ايضا معلمنا بولس الرسول بطريقه اخري ان حتي لو زاد شر الشرير وطال عمره قليلا فالرب سيحوله للخير

ولكن سليمان لم يضع قاعده وهي ان عمر الاشرار طويل بل قال

8: 13 و لا يكون خير للشرير و كالظل لا يطيل ايامه لانه لا يخشى قدام الله

اذا سليمان يوضح ان القاعده هي ان الشرير لا يكون له خير وبخاصه في قلبه فهو لو غني لا يشبع ولا يشعر بالاكتفاء ولو كان مكانته مرتفعه لا يشعر بسلام داخلي فلا يكون له خير وسلام في قلبه

بل ايامه تكون غير مشبعه اي يشعر ان عمره عبر بسرعه ومهما كان عمره لا يكون شبعان من الايام

وكالظل لا يطيل ايامه اي ان عاده يكون الشرير ايامه قصيره لانه لا يخشي قدام الله فالله لا يحميه فمن الممكن ان يسقط بسهوله في شره ويموت فمهما طالت أيام الشرير فهي كالظل، تنتهي بلا منفعة. قد نظن أنها طويلة، لكنها في عينيّ الله كالظل السريع الزوال.

اذا هذا الشاهد بدون اقتطاع يؤكد عكس ما قال المشكك



الشاهد الثاني وهو ليس قاعده ولكن تذمر من ايوب

سفر ايوب 7

21: 7 لماذا تحيا الاشرار و يشيخون نعم و يتجبرون قوة

في هذا الاصحاح يرد ايوب علي صوفر وفيه يصر ايوب ان يرفض انه عوقب بسبب خطاياه ويصر علي ان الله يعاقبه رغم انه بار ويرد باسلوب فلسفي بان اذا كانوا ادانوه وادعوا انه عوقب بسبب شروره واعتبروها قاعده فلماذا هناك اشرار اقوياء ويشيخون بقوه امام اصدقاؤه ؟

فهذا منطق يعارض ادانة اصدقاؤه له بدليل من الوسط المحيط ان هناك اشرار بدون عقاب ظاهر

وفي اثناء محاجته يتسائل فهذا العدد هو تسائل اعتراضي من ايوب وليس اقرار بقاعده

ايوب يتسائل ويقول لماذا تحيا الاشرار ويشيخون ويزدادون قوه وكلام ايوب هنا نابع عن الم التجربه لان اولاده الذين ماتوا شباب ولكن يري اشرار لا يعرفون الرب وعمرهم اطول من عمر اولاده الذين ماتوا

وايضا يقارن بينه وبين الاشرار فهو خسر كل شيئ حتي جسده اصيب بالقرح والاشرار محتفظين باملاكهم وصحتهم وهو بالطبع لا يعرف ان الرب سيحول هذه التجربه للخير وسيعوضه عن كل ذلك وايضا اولاده رقدوا بسلام علي الرجاء

ولكن ايوب عاد وقال في نفس الاصحاح واكد ان الاشرار غالبا يعاقبوا

سفر ايوب 21

21: 13 يقضون ايامهم بالخير في لحظة يهبطون الى الهاوية

21: 14 فيقولون لله ابعد عنا و بمعرفة طرقك لا نسر

21: 15 من هو القدير حتى نعبده و ماذا ننتفع ان التمسناه

21: 16 هوذا ليس في يدهم خيرهم لتبعد عني مشورة الاشرار

21: 17 كم ينطفئ سراج الاشرار و ياتي عليهم بوارهم او يقسم لهم اوجاعا في غضبه

21: 18 او يكونون كالتبن قدام الريح و كالعصافة التي تسرقها الزوبعة

اي ان شرهم سيقودهم الي الهلاك سريع



اذا ايضا كلام ايوب ولو فيه تذمر واعتراض ولكنه ايضا يقر ان الاشرار تعاقب حتي ولو ارتفعوا قليلا



اذا هاذين الشاهدين لا يعارضان ما يقوله سفر الامثال بل في الحقيقه يزيدانه توضيح

سفر الامثال 10

10: 27 مخافة الرب تزيد الايام اما سنو الاشرار فتقصر

10: 28 منتظر الصديقين مفرح اما رجاء الاشرار فيبيد

10: 29 حصن للاستقامة طريق الرب و الهلاك لفاعلي الاثم



اذا لا تعارض بين الثلاث شواهد التي اعتقد المشكك ان هناك بينها تناقض

اذا فكر عام ان الاشرار الرب يعاقبهم ويقصر ايامهم لكي لا يؤذوا ابناؤه

وهذا مؤكد بشواهد كثيره

اي 18: 5 نعم.نور الاشرار ينطفئ ولا يضيء لهيب ناره.



اي 20: 5 ان هتاف الاشرار من قريب وفرح الفاجر الى لحظة.



اي 21: 30 انه ليوم البوار يمسك الشرير ليوم السخط يقادون.



مز 55: 23 وانت يا الله تحدرهم الى جب الهلاك.رجال الدماء والغش لا ينصفون ايامهم.اما انا فاتكل عليك



اش 30: 13 لذلك يكون لكم هذا الاثم كصدع منقض ناتئ في جدار مرتفع ياتي هدّه بغتة في لحظة.



2بط 2: 3 وهم في الطمع يتّجرون بكم باقوال مصنعة الذين دينونتهم منذ القديم لا تتوانى وهلاكهم لا ينعس



اي 15: 32 قبل يومه يتوفى وسعفه لا يخضرّ.

اي 15 : 33 يساقط كالجفنة حصرمه وينثر كالزيتون زهره.



اي 22: 15 هل تحفظ طريق القدم الذي داسه رجال الاثم

اي 22: 16 الذين قبض عليهم قبل الوقت.الغمر انصبّ على اساسهم.



مز 55: 23 وانت يا الله تحدرهم الى جب الهلاك.رجال الدماء والغش لا ينصفون ايامهم.اما انا فاتكل عليك



جا 7: 17 لا تكن شريرا كثيرا ولا تكن جاهلا.لماذا تموت في غير وقتك.



ار 17: 11 حجلة تحضن ما لم تبض محصل الغنى بغير حق.في نصف ايامه يتركه وفي آخرته يكون احمق



لو 12: 20 فقال له الله يا غبي هذه الليلة تطلب نفسك منك.فهذه التي اعددتها لمن تكون.





ولكن احيانا الرب يترك لانسان شرير فرصه لكي يتوب فيطيل من ايامه لكي يكون بلا عذر امام الرب ان استنفذ فرصته كامله وايضا احيانا الرب يطيل ايام انسان شرير لان الرب يعرف ان شر هذا الانسان سيحوله الرب للخير



واخيرا المعني الروحي

من تفسير ابونا تادرس واقوال الاباء

يسيء بعض الأشرار فهم طول أناة الله عليهم، ويحذرنا الكتاب المقدس من ذلك: "لا تقل قد أخطأت فأي سوء أصابني؟ فإن الرب طويل الأناة" (سيراخ 5: 4). "أم تستهين بغنى لطفه وإمهاله وطول أناته، غير عالم أن لطف الله إنما يقتادك إلى التوبة" (رو  2 :  4).

v     إن كنا لا نسقط تحت تأديب ولازلنا مستمرين في سلوكنا ذاته، فلنستخدم كلمة الرسول التي تسحرنا: "إن لطف الله إنما يقتادك إلى التوبة، ولكنك من أجل قساوتك وقلبك غير التائب تذخر لنفسك غضبًا في يوم الغضب" (رو 2: 4-5)[978].

v     "غير عالمٍ أنَّ لطف الله إنما يقتادك إلى التوبة، ولكنك من أجل قساوتك وقلبك غير التائب تذخر لنفسك غضبًا في يوم الغضب" (رو 2: 4-5). إن قلبك قد تقسَّى مثل قلب فرعون، لأن عقوبتك قد تأجلت، ولم تُضرب في الحال! أُرسلت الضربات العشرة على فرعون ليس كما من الله الغضوب، وإنما كما من أبٍ يحذر، وقد طال يوم الحنو عليه حتى رجع عن توبته (بعد كل ضربة). لكن حلّ به القصاص عندما اقتفى أثر الشعب في البرية، وفي حماسه دخل أيضًا البحر نفسه وراءهم. فكان هذا الطريق الذي به يتعلم الدرس أنه كان يلزم أن يهاب الله الذي تطيعه حتى عناصر الطبيعة[979].

القديس جيروم

يستخدم القديس جيروم هذه العبارة (رو 2: 4) في الرد على أتباع بيلاجيوس ليؤكد تقديس الله واهتمامه بحرية الإرادة الإنسانية، فمع سبق معرفة الله عن الشرير الذي يستهين بطول أناته ولطفه، لكنّه يقدم له الحنو العظيم والرحمة في طول أناة يعطيه الفرصة للتوبة، فإذ يستهين الشرير بذلك لا يكون السبب هو معرفة الله السابقة لاستهانته، وإنما إصرار الشرير على شره[980].

يطالبنا القديس أمبروسيوس ألاَّ نحكم على البشر حسب الخيرات المقدمة لهم من قبل مراحم الله الذي بالحق يعتني بالكل؛ لأن هذا لا يعني أن الله لا يبالي بتصرفاتهم، أو أنه يجهل ما يفعلونه سرًا، أو لا يدرك ما في ضمائرهم، لكن ما يؤكد أنه مع فيض الخيرات التي توهب للأشرار إلاَّ أنهم بائسون لا يعرفون السعادة[981].



والمجد لله دائما