هل الرب يرهب ويامر باهلاك الشيخ والشابه والعذراء ؟ حزقيال 9



Holy_bible_1



الشبهة



هكذا جاء بكتابهم الدموى اللامقدس : " اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ، اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ " حزقيال : 9:6

هل هذا مقبول ان يامر الكتاب المقدس بالارهاب والاهلاك للمخالفين ؟ وهل أتبع دين يحث علي العنف ؟



الرد



الحقيقه المشكك غير امين في كلامه وهذه شبهة يتناقلها المشككين بدون فهم فقط محاوله لتجميل صورة دينهم وانه ليس هو الدين الوحيد الذي يحث علي الارهاب

فالاعداد ببساطه ليست امر بالاهلاك ولكن رؤيا ونبوة عن ما سيحدث في اورشليم

والرؤيا بعد السبي الاول وقبل اخراب اورشليم وهدم الهيكل علي يد نبوخذنصر وجيشه

والرب انذر شعبه كثيرا علي يد انبياؤه وهم اصروا ان يكملوا في شرورهم ويصدقوا انهم سيكون لهم سلام ولم يتوبوا علي شرورهم فيريد الرب ان يخبرهم بنبوه اخري بما سيحدث علي يد نبوخذنصر بسبب شرورهم

فالرب لا يامر شعبه بفعل هذا ولكن يخبرهم بانهم بسبب شرورهم ورفضهم للرب سيحدث بهم هذا وفي المضمون ايضا وعد ان الرب سيحمي ابناؤه رغم كل الشرور التي سيسمح بها الرب

اذا هي نبوة عن شيوخ ورجال ونساء اورشليم نفسها

وللتاكيد انها رؤية

سفر حزقيال 8

8: 1 و كان في السنة السادسة في الشهر السادس في الخامس من الشهر و انا جالس في بيتي و مشايخ يهوذا جالسون امامي ان يد السيد الرب وقعت علي هناك

8: 2 فنظرت و اذا شبه كمنظر نار من منظر حقويه الى تحت نار و من حقويه الى فوق كمنظر لمعان كشبه النحاس اللامع

اذا فهو يتكلم عن رؤيا عن ما سيحدث عقابا لشعب اسرائيل عن

8: 6 و قال لي يا ابن ادم هل رايت ما هم عاملون الرجاسات العظيمة التي بيت اسرائيل عاملها هنا لابعادي عن مقدسي و بعد تعود تنظر رجاسات اعظم

فشعب اسرائيل يفعل الشر بهدف رفض الرب وابعاده عن مقدساته

ويصف ما يفعل الشيوخ والنساء والرجال من اليهود

8: 9 و قال لي ادخل و انظر الرجاسات الشريرة التي هم عاملوها هنا

8: 10 فدخلت و نظرت و اذا كل شكل دبابات و حيوان نجس و كل اصنام بيت اسرائيل مرسومة على الحائط على دائره

8: 11 و واقف قدامها سبعون رجلا من شيوخ بيت اسرائيل و يازنيا بن شافان قائم في وسطهم و كل واحد مجمرته في يده و عطر عنان البخور صاعد

8: 12 ثم قال لي ارايت يا ابن ادم ما تفعله شيوخ بيت اسرائيل في الظلام كل واحد في مخادع تصاويره لانهم يقولون الرب لا يرانا الرب قد ترك الارض

8: 13 و قال لي بعد تعود تنظر رجاسات اعظم هم عاملوها

8: 14 فجاء بي الى مدخل باب بيت الرب الذي من جهة الشمال و اذا هناك نسوة جالسات يبكين على تموز

8: 15 فقال لي ارايت هذا يا ابن ادم بعد تعود تنظر رجاسات اعظم من هذه

8: 16 فجاء بي الى دار بيت الرب الداخلية و اذا عند باب هيكل الرب بين الرواق و المذبح نحو خمسة و عشرين رجلا ظهورهم نحو هيكل الرب و وجوههم نحو الشرق و هم ساجدون للشمس نحو الشرق

8: 17 و قال لي ارايت يا ابن ادم اقليل لبيت يهوذا عمل الرجاسات التي عملوها هنا لانهم قد ملاوا الارض ظلما و يعودون لاغاظتي و ها هم يقربون الغصن الى انفهم

8: 18 فانا ايضا اعامل بالغضب لا تشفق عيني و لا اعفو و ان صرخوا في اذني بصوت عال لا اسمعهم



هذه خلفية النبوة ثم يكمل ويقول الرب عن عقاب هؤلاء عن شرورهم وهو يكمل في الرؤيا باسلوب العقاب وتوضيح ان ملائكة الرب لهم دور في العقاب والمسيح ايضا له دور في حماية اولاده

والعقاب سيكون كالاتي

سفر حزقيال 9

9: 1 و صرخ في سمعي بصوت عال قائلا قرب وكلاء المدينة كل واحد و عدته المهلكة بيده

اعلان واضح ومن كثرة الشر يصرخ بصوت عال لينتبهوا ويسمعوا لكلام نبيه حزقيال في انذارهم الذي سيبلغهم

وقرب وكلاء المدينه هم الملائكه الحارسه الذي واحد منهم قتل 185000 من جيش سنحاريب دفاعا عن اورشليم ولكن الان الرب يامرهم ان يتركوا اورشليم لان خطيتها اكتملت واتي زمان عقابها واهلاك الاخطاء بشرورهم

9: 2 و اذا بستة رجال مقبلين من طريق الباب الاعلى الذي هو من جهة الشمال و كل واحد عدته الساحقة بيده و في وسطهم رجل لابس الكتان و على جانبه دواة كاتب فدخلوا و وقفوا جانب مذبح النحاس

وستة لان الابواب سته وقادة نبوخذنصر كانوا ستة

والباب الاعلي من جهة الشمال هو دليل ان الهجوم سيكون من جهة الشمال وهذا حدث بالفعل في هجوم بابل

ولكن يتكلم عن العده الساحقه ونري العده الساحقه للرجل الذي في وسطهم ونفاجأ بان العده الساحقه التي علي جنبه هي " دواة الكاتب " فهل دواة الكاتب هي عدة ساحقه بالمعني الحرفي ام معني رمزي ؟ هي معني رمزي بالفعل لانه يعبر عن امر يخبر به الرب انه سيحدث لاورشليم ويقول انه سيكتب بدواة الكاتب ودواة الكاتب ايضا تحمل معني المحاماه فالذي يرتدي كتان لانه يحامي عن اولاده

وهو يرتدي كتان هو علامة الكهنوت والبر والقداسه وهو غالبا رؤية عن المسيح الفادي رئيس الكهنة الاعظم والمحامي عنا

ومذبح النحاس والنحاس تعبير عن الدينونه ولهذا رجلي المسيح في الرؤيا نحاس وايضا هو الذي تقدم عليه المحرقه في ايام موسي فهو يقصد ان لابس الكتان هو كاهن وذبيح وشفيع كفاري ايضا

9: 3 و مجد اله اسرائيل صعد عن الكروب الذي كان عليه الى عتبة البيت فدعا الرجل اللابس الكتان الذي دواة الكاتب على جانبه

والجالس علي الكاروب هو الاب ودعا لابس الكتان وهو الابن كما عبر داود قال الرب لربي

9: 4 و قال له الرب اعبر في وسط المدينة في وسط اورشليم و سم سمة على جباه الرجال الذين يئنون و يتنهدون على كل الرجاسات المصنوعة في وسطها

وهنا الرب لا ينسي اولاده ويطلب ان يعلموا بعلامه قبل مجيئ الدينونه

وكلمة سمه

H8420

תּו

tâv

BDB Definition:

1) desire, mark

1a) mark (as a sign of exemption from judgment)



جائت ثلاث مرات في العهد القديم مره في عدد 4 ومره في عدد 6 ومره في سفر ايوب بمعني امضاء وكما قال ابونا انطنيوس فكري " والعجيب أن كلمة سمة في اللغة الأصلية تعنى علامة لها شكل صليب. في هذا إشارة لإنقاذ المسيح للأبرار بدم صليبه، وهذا ما تم في أن خروف الفصح أنقذ من الموت من صبغ أبوابه به. لقد عبر ملاك الموت عن البيوت التي صبغت أبوابها بدم خروف الفصح وهنا فالملائكة المهلكون سيعبروا دون أن يهلكوا مَن عليه السمة التى وضعها الرب دواة كاتب = المحامى يحتاج لدواة ليكتب بها أوراق دفاعه عن المتهم، أما ربنا يسوع فدواته هي دماء جراحه التي يضع بها سمة على جباه عبيده المؤمنين، وهذه العلامة هي بشكل غير مرئى لنا الآن، لكنها مرئية أمام الملائكة المهلكين. " .

وساتي الي اقوال الاباء عنها في اخر الملف

9: 5 و قال لاولئك في سمعي اعبروا في المدينة وراءه و اضربوا لا تشفق اعينكم و لا تعفوا

اما الذين رفضوه فسيتركهم الرب لشرورهم فيعاقبوا علي ما فعلوا

والذين سيضربون شعب اسرائيل هم جيش نبوخذنصر

9: 6 الشيخ و الشاب و العذراء و الطفل و النساء اقتلوا للهلاك و لا تقربوا من انسان عليه السمة و ابتدئوا من مقدسي فابتداوا بالرجال الشيوخ الذين امام البيت

والشيخ هم السبعين شيخ الذين اعلن الرب في الاصحاح السابق شرورهم الكثيره ويبخرون للاصنام

والشاب هم الرجال الاشرار الذي تكلم عنهم الرب ايضا في الاصحاح السابق الذين يسجدون للشمس ويديروا ظهرهم للهيكل

والعذراء والنساء هن النساء الواتي تكلمن عليهن في الاصحاح السابق ويبكون علي تموز

9: 7 و قال لهم نجسوا البيت و املاوا الدور قتلى اخرجوا فخرجوا و قتلوا في المدينة

9: 8 و كان بينما هم يقتلون و ابقيت انا اني خررت على وجهي و صرخت و قلت اه يا سيد الرب هل انت مهلك بقية اسرائيل كلها بصب رجزك على اورشليم

9: 9 فقال لي ان اثم بيت اسرائيل و يهوذا عظيم جدا جدا و قد امتلات الارض دماء و امتلات المدينة جنفا لانهم يقولون الرب قد ترك الارض و الرب لا يرى

9: 10 و انا ايضا عيني لا تشفق و لا اعفو اجلب طريقهم على رؤوسهم

9: 11 و اذا بالرجل اللابس الكتان الذي الدواة على جانبه رد جوابا قائلا قد فعلت كما امرتني

اي ان الوحيد الذي انقذ الابرار هو المسيح الذي رد جوابا وقدم حمايه لكل من لم يرفض الرب

فهي نبوة علي مستويين

المستوي الاول عن ما سيفعله نبوخذنصر في سكان اورشليم الاشرار الذين اصروا علي رفض الرب فرفضهم الرب واسلمهم الي شهواتهم وتركهم ولم يدافع عنهم وامر ملائكته ان لا تدافع عنهم وفقط حمي الذين كانوا متمسكين به

والمستوي الثاني عن دور المسيح الذي سياتي كذبيح علي مذبح المحرقه وهو عود الصليب وسمي كل المؤمنين بسمة دمه فنالوا الخلاص ولكن كل من رفض المسيح يهلك في العذاب الابدي في يد المهلك وملائكته الاشرار



والرب لم يامر شعبه بان يهلكوا الشيخ والشاب والعذراء ولكن اخبر شعبه الذين تركوه واصروا علي شرورهم بانهم سيهلكوا لانهم رفضوه برؤيا فيها نبوه واداة الهلاك كانة اداة الكاتب التي تقرر هلاك الشرير الذي رفض الرب وفي نفس الوقت تضع سمه علي البار الذي يتمسك بالرب ويتنهد من حزنه علي كثرة الشر



واخيرا اقوال الاباء عن السمة

من تفسير ابونا تادرس يعقوب

كلمة "سمة" هنا Taw أي ختم ارتبطت باسم الله، فإن السيد المسيح إذ قدم دمه كفارة عن خطايانا دخل بنا إلى ملكية الله، فصرنا حاملين اسمه على جباهنا كسر تقديسنا، كما كان رئيس الكهنة في القديم يضع صفحية ذهبية على جبهته مكتوب عليها: "قدس للرب"، بدونها لا يقدر أن يتمتع بالمقدسات الإلهية (خر 28: 36-38). بهذا ندخل إلى الحضن الأبوي، فنصير محفوظين من الهلاك. هذا هو عمل الروح القدس الذي نختم به في سر الميرون، فتصير كل أعضائنا في ملكية الرب، وتحفظ نفوسنا في حمايته الإلهية[98].

كلمة "سمة" أو Taw جذبت أنظار الكثيرين بكونها تحمل الحرف اليوناني Taw الذي يحمل شكل الصليب، فيشير العلامة أوريجانوس إلى هذا الأصحاح متحدثًا عن السمة أنها علامة الصليب[99]. ويتحدث العلامة ترتليان عنها بكونها علامة آلام السيد المسيح كسر للخلاص من الهلاك[100]، كما قال: [الحرف اليوناني Tou أو حرفنا (اللاتيني) T هو نفس شكل الصليب الذي تنبأ عنه كعلامة أورشليم الجامعة الحقيقية[101]]. هذه هي العلامة التي تحفظ المؤمن، وكما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [أنت أحد المؤمنين، ارسم علامة الصليب. قل: هذا هو سلاحي الوحيد، هذا هو دوائي، لا أعرف شيئًا سواه[102]]. كما يقول: [ليعلق الصليب فوق أَسرّتنا عوض السيف، ولننقشه على أبوابنا بدل المزلاج. وليكن حول بيوتنا موضع السور[103]].

يقول القديس جيروم: ["يقول حزقيال: سِمْ سمة Thaw على جباه الذين يئنون ولا تقتل أيا مما لهم السمة؛ ليس أحد له علامة الصليب على جبهته يمكن للشيطان أن يضربه، فإنه لا يقدر أن يمحيها، إنما الخطية وحدها تقدر[104]].



يقول عنهم: "الذين يئنون ويتنهدون على كل الرجاسات المصنوعة في وسطها" [4]. لم يقل لم يسقطوا في الخطأ لكنه يؤكد كراهيتهم له وأنينهم المستمر على الرجاسات. يرى القديس أغسطينوس أنهم يمثلون صورة حية للمجاهدين الذين يعيشون وسط الرجاسات، يتعرضون لها لكنهم يطلبون الخلاص منها بتنهدات غير منقطعة. [إنهم يتنهدون ويتأوهون لذلك ختموا جباههم، ختموا على جبهة إنسانهم الداخلي لا الخارجي، إذ توجد جبهة للضمير كما توجد للوجه... هؤلاء اتسموا بالعلامة لكي لا يهلكوا، لأنهم وإن كانوا غير قادرين على تصحيح الخطايا التي ترتكب في وسطهم لكنهم يحزنون. هذا الحزن في ذاته يجعلهم في عيني الله مفصولين (عن الأشرار) حتى وإن كانوا في عيني الناس مختلطين بالآخرين. إنهم يحملون العلامة بطريقة سرية وليس علنًا[105]].



والمجد لله دائما