هل يونان كاذب لان نبوته لم تتحقق ؟ يونان 3: 4



Holy_bible_1



الشبهة



جاء في يونان 3 :4 إعلان يونان بخراب نينوى. » 4فَابْتَدَأَ يُونَانُ يَدْخُلُ الْمَدِينَةَ مَسِيرَةَ يَوْمٍ وَاحِدٍ، وَنَادَى وَقَالَ: «بَعْدَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا تَنْقَلِبُ نِينَوَى«.

ولكن الله ندم عن الشر الذي أعلنه على نينوى فلم يصنعه. وهذا يبرهن أن يونان كان نبياً كاذباً، بحسب ما جاء في التثنية 18 :21 و22 والذي يقول إننا نعرف صدق النبي من تحقيق ما يعلنه، ونعرف كذبه من أن ما يقوله لا يحدث.

»21وَإِنْ قُلْتَ فِي قَلْبِكَ: كَيْفَ نَعْرِفُ الْكَلاَمَ الَّذِي لَمْ يَتَكَلَّمْ بِهِ الرَّبُّ؟ 22فَمَا تَكَلَّمَ بِهِ النَّبِيُّ بِاسْمِ الرَّبِّ وَلَمْ يَحْدُثْ وَلَمْ يَصِرْ، فَهُوَ الْكَلاَمُ الَّذِي لَمْ يَتَكَلَّمْ بِهِ الرَّبُّ، بَلْ بِطُغْيَانٍ تَكَلَّمَ بِهِ النَّبِيُّ، فَلاَ تَخَفْ مِنْهُ



الرد



الرد باختصار ان يونان لم يقل نبوة كاذبه ولكنه ابلغهم بكلام الرب الذي اعطاهم اختيارين الاول هو التوبه والرجوع عن خطاياهم فيغفر لهم والثاني هو رفض التوبه فيعاقبهم ويقلب المدينه وهم اختاروا الاول فتابوا بالفعل فغفر لهم الرب وهذا لا يظهر كذب يونان ولكن العكس هو يظهر صدق يونان وايضا امانة الرب



واوضح بتفصيل اكثر

وندرس معا كلام يونان

3: 1 ثم صار قول الرب الى يونان ثانية قائلا

3: 2 قم اذهب الى نينوى المدينة العظيمة و ناد لها المناداة التي انا مكلمك بها

اذا صيغة الكلام ابلغ بها الرب ليونان والمناداه كما جائت سابقا في الاصحاح الاول 1: 2 فهو مسؤل علي ابلاغهم بان خطاياهم قد زادت وامامهم اما التوبه او خراب المدينه بعد اربعين يوم

وواضح انه بعدما عل به الرب لن يغير شيئ من رسالة الرب

3: 3 فقام يونان و ذهب الى نينوى بحسب قول الرب اما نينوى فكانت مدينة عظيمة لله مسيرة ثلاثة ايام

3: 4 فابتدا يونان يدخل المدينة مسيرة يوم واحد و نادى و قال بعد اربعين يوما تنقلب نينوى

اذا انذار يونان بانهم ان لم يتوبوا فستنقلب المدينة بعد اربعين يوم هو نص كلام الرب له

ومحتوي الكلام هو انذاري

3: 5 فامن اهل نينوى بالله و نادوا بصوم و لبسوا مسوحا من كبيرهم الى صغيرهم

وهنا العدد يكشف شيئ مهم وهم ان اهل يونان امنوا فامنوا بماذا ؟

هل امنوا بان فقط المدينه ستنقلب بعد اربعين يوم ؟

بالطبع لا ولكن امنوا بانهم ان تابوا كما اخبرهم يونان لن تنقلب المدينه

فهو تنبا لهم بانهم ان لم يتوبوا فستنقلب المدينه

وايضا تنبا لهم بانهم ان تابوا لن تنقلب المدينه

اذا هم امنوا بكلام يونان بانهم ان تابوا توبه حقيقيه لن تنقلب المدينة وهذا ما حدث فبعد توبتهم لم تنقلب المدينه اذا في الحقيقه نبوة يونان تحققت ( وهذا عكس ما فهمه المشكك )

3: 6 و بلغ الامر ملك نينوى فقام عن كرسيه و خلع رداءه عنه و تغطى بمسح و جلس على الرماد

3: 7 و نودي و قيل في نينوى عن امر الملك و عظمائه قائلا لا تذق الناس و لا البهائم و لا البقر و لا الغنم شيئا لا ترع و لا تشرب ماء

3: 8 و ليتغط بمسوح الناس و البهائم و يصرخوا الى الله بشدة و يرجعوا كل واحد عن طريقه الرديئة و عن الظلم الذي في ايديهم

وهؤلاء الشعوب لاتعرف ان التوبه الحقيقيه تكون توبه قلبيه مصحوبه بصوم انقطاعي وايضا مصحوبه بتواضع وانسحاق ولبس المسوح هذا فكر يهودي اذا الذي اخبرهم باسلوب التوبه هو يونان. اذا كل هذا نص كلام يونان الذين هم بالتاكيد عندما سمعوا طرفي نبوته الاول عن عدم التوبه وخراب المدينه الثاني التوبه ونبوة عدم خراب المدينه فصدقوه وسالوه كيف يتوبوا فاخبرهم بهذه التفاصيل فتابوا فصدقت نبوته ولم تخرب المدينة



3: 9 لعل الله يعود و يندم و يرجع عن حمو غضبه فلا نهلك

كلمة ندم تحمل اكثر من معنيلكنني أود أن أوضح أن الله ليس كسائر البشر يخطئ فيندم، إنما يحدثنا هنا بلغة بشرية، بالأسلوب الذي نفهمه، حين نقدم توبة نسقط تحت مراحم الله ورأفاته فلا نسقط تحت العقوبة (الشر).

فندم الرب= الله لا يندم مثل البشر ولكن لكي نفهم هذه الآية نضع بجانبها الآية "إرجعوا إلىّ.. فأرجع إليكم" (زك3:1) فالله في محبته واقف ينتظر توبتنا ونحن الذين نختار طريقنا.



فما معنى الندم ؟ اتضح ان معناها حزن قد يكون مرتبط باسف وتمني بعدم الفعل بعد فعله

الندم مرتبط بوقت وفعل بمعنى ان ماقبل ان يفعل الانسان فعل فهو لا يعرف كل ابعاده لانه ليس له المعرفه الكليه. وبعد ان يفعل الانسان فعل فهو يبدا في ادراك نتائجه ولكن لان الانسان ليس له سلطان على الزمن فهو يندم بمعني يحزن ويتمنى ويتحسر انه لو لم يفعل هذا الفعل او فعل شئ افضل وبهذا يكون غير فكره بعد ان عرف شئ لم يعرفه من قبل.

ولكن لو اخذنا في الاعتبار ان الله يعلم كل شئ وايضا هو فوق الزمان ولا يتغير ولا يوجد افعال افضل من افعاله فيبقى معنى واحد للندم وهو الحزن فقط.

H5162

נחם

nâcham

naw-kham'

A primitive root; properly to sigh, that is, breathe strongly; by implication to be sorry, that is, (in a favorable sense) to pity, console or (reflexively) rue; or (unfavorably) to avenge (oneself): - comfort (self), ease [one’s self], repent (-er, -ing, self).

مصدر بمعني تنفس الصعداء او تنفس بقوه وتعني حزن وبمعني ايجابي اشفق يتحكم ينتقم وتعني ندم

وقاموس برون يؤكد نفس المعاني

H5162

נחם

nâcham

BDB Definition:

1) to be sorry, console oneself, repent, regret, comfort, be comforted

1a) (Niphal)

1a1) to be sorry, be moved to pity, have compassion

1a2) to be sorry, rue, suffer grief, repent

1a3) to comfort oneself, be comforted

1a4) to comfort oneself, ease oneself

1b) (Piel) to comfort, console

1c) (Pual) to be comforted, be consoled

1d) (Hithpael)

1d1) to be sorry, have compassion

1d2) to rue, repent of

1d3) to comfort oneself, be comforted

1d4) to ease oneself

Part of Speech: verb

A Related Word by BDB/Strong’s Number: a primitive root

Same Word by TWOT Number: 1344



وجائت في الكتاب بهذه المعاني

H5162

נחם

nâcham

Total KJV Occurrences: 109

comfort, 34

comforted, 20

repent, 19

repented, 17

comforters, 5

comforter, 3

comforteth, 3

repenteth, 3

comfortedst, 1

ease, 1

receive, 1

repentest, 1

repenting, 1



فهي تعني الحزن وراحه وندم ايضا. واستخدمت بكل هذه المعاني ولكن اكثر استخدام بمعني راحه او مريح

اذا القصه ان الخطية لا ترضي الرب فهدف الرب ليس تدميرهم وليس ان يغويهم فيفسدوا فيها لكي يحق عليهم ان يدمرها تدميرا مثل الفكر الاخر ولكن هو يسعي الي خلاصهم

فهو ارسل لهم يونان برساله وباختيار التوبه والخلاص او الاصرار علي الخطيه وقلب المدينه

3: 10 فلما راى الله اعمالهم انهم رجعوا عن طريقهم الرديئة ندم الله على الشر الذي تكلم ان يصنعه بهم فلم يصنعه

وهنا استراح الرب بتوبتهم

فتخيير يونان لهم ليس فيه عدم تحقيق للنبوة ولكن العكس

وللتوضيح اكثر ساضرب عدة امثله علي هذا الامر

جاد النبي جاء وخير داود ثلاث اشياء

سفر اخبار الايام الاول 21

9 فَكَلَّمَ الرَّبُّ جَادَ رَائِي دَاوُدَ وَقَالَ:
10 «
اذْهَبْ وَكَلِّمْ دَاوُدَ قَائِلاً
: هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: ثَلاَثَةً أَنَا عَارِضٌ عَلَيْكَ فَاخْتَرْ لِنَفْسِكَ وَاحِدًا مِنْهَا فَأَفْعَلَهُ بِكَ».
11
فَجَاءَ جَادُ إِلَى دَاوُدَ وَقَالَ لَهُ
: «هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: اقْبَلْ لِنَفْسِكَ:
12
إِمَّا ثَلاَثَ سِنِينَ جُوعٌ، أَوْ ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ هَلاَكٌ أَمَامَ مُضَايِقِيكَ وَسَيْفُ أَعْدَائِكَ يُدْرِكُكَ، أَوْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ يَكُونُ فِيهَا سَيْفُ الرَّبِّ وَوَبَأٌ فِي الأَرْضِ، وَمَلاَكُ الرَّبِّ يَعْثُو فِي كُلِّ تُخُومِ إِسْرَائِيلَ
. فَانْظُرِ الآنَ مَاذَا أَرُدُّ جَوَابًا لِمُرْسِلِي».
13
فَقَالَ دَاوُدُ لِجَادٍ
: «قَدْ ضَاقَ بِيَ الأَمْرُ جِدًّا. دَعْنِي أَسْقُطْ فِي يَدِ الرَّبِّ لأَنَّ مَرَاحِمَهُ كَثِيرَةٌ، وَلاَ أَسْقُطُ فِي يَدِ إِنْسَانٍ».

فهل تخيير جاد النبي لداود هو نبوة كاذبه ام صدق لان باختيار داود لاحدهم تحقق ما قيل

فبنفس المقياس تخيير يونان لهم بالتوبه وسلامة المدينة او بالاصرار علي الخطية وقلب المدينه واختيارهم للتوبه فلم تنقلب المدينه يوكد صدق كلام يونان



وايضا سفر التثنيه وضح اللعنة والبركه

سفر التثنية 11

26 «اُنْظُرْ. أَنَا وَاضِعٌ أَمَامَكُمُ الْيَوْمَ بَرَكَةً وَلَعْنَةً:
27
الْبَرَكَةُ إِذَا سَمِعْتُمْ لِوَصَايَا الرَّبِّ إِلهِكُمُ الَّتِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِهَا الْيَوْمَ
.
28
وَاللَّعْنَةُ إِذَا لَمْ تَسْمَعُوا لِوَصَايَا الرَّبِّ إِلهِكُمْ، وَزُغْتُمْ عَنِ الطَّرِيقِ الَّتِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِهَا الْيَوْمَ لِتَذْهَبُوا وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى لَمْ تَعْرِفُوهَا
.

والرب كان صادق في كلامه لان عندما كان الشعب يسير في وصايا الرب كانت تصاحبهم البركه ولكن لما كانوا يتركوا الرب كان ياتيهم العقاب واللعنات فالرب كان صادق في الاثنين



والحقيقه تاريخ نيونه يوضح ان نبوة يونان تحققت فيما بعد

سمى ناحوم النبي نينوى "مدينة الدمار" ملآنة كذبًا وخطفًا، كما تنبأ صفنيا النبي بخرابها، عُرف ملوكها بالعنف الشديد يتسلون على جذع أنوف الأسرى وسحل عيونهم وقطع أيديهم وآذانهم، وعرضهم أمام الشعب للسخرية.

في أواسط القرن السابع ق.م. أخذت إمبراطورية أشور تتقهقر وتنحل، وفي عام ٦2٥ ق.م. أعلن نابوبلاسر البابلي إستقلاله عن نينوى، وفي عام ٦١٢ ق.م. تحالف مع جيرانه أهل مادي وهاجم نينوى نفسها ودمرها وقلبها تماما، ساعده على ذلك فيضان دجلة وطغيان مياهه على الشوارع والساحات، وقد تحولت المدينة إلى أسطورة.

اذا نبوة يونان النبي تحققت مرتين الاولي عندما تابوا تحقق كلامه بعدم انقلاب المدينه بعد اربعين يوم ومره اخري لما عادوا الي شرورهم وزادوا فيها انقلبت المدينة



واخيرا المعني الروحي

من تفسير ابونا تادرس يعقوب واقوال الاباء

تمتع نينوى بالرحمة:

"فلما رأى الله أعمالهم أنهم رجعوا عن طريقهم الرديئة ندم الله على الشر الذي تكلم أن يصنعه لهم فلم يصنعه" [١٠].

ملاحظة في هذا النص:

أولاً: التوبة لا تحتاج إلى زمان طويل بل إلى تغيير القلب، فقد استطاع أهل نينوى اغتصاب مراحم الله ليس خلال طول الزمان وإنما خلال صدق العودة إلى الله. إن كان يليق بنا أن نقضي كل حياتنا في توبة مستمرة بلا انقطاع مشتهين البلوغ إلى قياس ملء قامة المسيح، لكن هذه النظرة لا تنزع عنا إدراكنا مراحم الله المترقبة رجوع كل إنسان لتحتضنه في الحال. يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [حيث توجد مخافة الله فلا حاجة إلى (كثرة) الأيام ولا إلى تدخل الزمن، وعلى العكس إن لم توجد مخافة الله فلا نفع للأيام... إن ألقينا إناءً به صدأ في أتون مخافة الله، يتنقى في وقت قصير[26]].

ثانيًا: كلمة "الشر" تعني هنا الضيقات أو التأديبات التي يسمح الله بها للإنسان لتأديبه أو ليكون مثلاً للآخرين، فهي في عيني الإنسان شرًا، لكنها ليست كذلك في طبيعتها. وكما يقول العلامة ترتليان: [يستخدم اليونان أيضًا كلمة "الشرور" أحيانًا عن "الضيقات وما يحل من أضرار"[27]]، هذا أيضًا ما أكده الأب ثيؤدور[28].

ثالثًا: قديمًا تعثر البعض من تعبير الكتاب "ندم الرب" فهل يُغير الله رأيه؟ يستخدم الله التعبير البشري لتقريب المعنى إلينا، فالله لا يندم بمعنى تغيير رأيه، إنما الإنسان هو الذي يُغير وضعه بالنسبة لله فيصير الحكم بالنسبة له مختلفًا. فعندما يُعاند الإنسان يسقط تحت التأديب، وإذ يرتد عن شره ويرجع إلى الله يجده فاتحًا أحضانه له. هذا ما ندعوه ندمًا! الله حينما يصدر حكمه بالتأديب لا يصر على التنفيذ إنما يصدر الحكم لكي يرجع الإنسان عن شره فيعفى عنه.

في هذا يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [في أيام يونان لو لم يهدد الله بالدمار لم نزُع عنهم الدمار... لو لم يهددنا بجهنم لسقطنا جميعًا فيها[29]]. كما يقول: [التهديد بالخطر يُسبب خلاصًا منه... التهديد بالموت يجلب حياة. أُبطل الحكم بعد أن أُعلن وذلك على عكس ما يحدث بين القضاة الزمنيين، فإنهم إذ يصدرون حكمًا يصير نافذ المفعول... أما بالنسبة لله فبالعكس يُعلن الحكم لكي يبطله[30]].



والمجد لله دائما