مقدمة في النقد النصي الجزء الثاني الفرق بين النقد النصي الادبي والكتابي



Holy_bible_1



النقد الكتابي

والنقد الكتابي هو نوعين



نقد اعلي وهو ليس موضوعنا اليوم ولكن هو موضوع كل يوم فهو العلم المختص بمحتوي النص او المعلومات المدونه فيه من معلومات ادبيه او تاريخيه او جغرافيه او رؤوية وهو يفيد كثيرا علم التفسير باعطاء خلفية عن قانونية السفر وتاريخه وكاتبه والمقصود من كلامه

ولكنه تحول من نقد بناء الي الاعتراض لغرض التشكيك فقط بجهل وحماقه وخبث فبدل من ان يدرس لغرض التعلم, الكثيرين يدرسونه لغرض التشكيك فقط من الفكر المخالف



والنقد الادني وهو مجالنا اليوم وهو الذي يعبر عن دراسة تاريخ النص وانتقاله وترجمته ومخطوطاته واحتمالية وقوع اخطاء نسخيه فيه واقتباس الاباء منه

فباختصار النقد الادني هو كيف وصل النص والاعلي هو مضمون النص

ويجب ملاحظة ان هدف هذه الدراسات من عصور قديمه حتي اليهود منهم مثل الراباوات واباء الكنيسه الاولي مارسوا النقد الاعلي والادني بطريقه مبسطه ولكن صحيحه فلم يكن هدفهم الاعتراض ولكن النقد البناء والوصول الي المعلومه الصحيحه المتعلقه بالنص والتاكد واثبات اصالته ومعناه الصحيح ايضا ولهذا كل من الاباء وحتي اليهود كلما درسوا النقد الادني تاكدوا من سلامة الكتاب المقدس بعهديه ثم استمتعوا من خلال النقد الاعلي بالتاكد من دقة وحيه وبالدخول الي اعماق النص ومعانيه الروحيه الرائعه

ولكن للاسف حاليا لانه كثر المشككين وليس النقاد فهو تحول لمجال نقاشات سفسطائية وليس لغرض بناء



واركز الان علي النقد الادني او النقد النصي

والكلمه في الانجليزي

Textual criticism

وتعني ترجمه حرفيه نقد نصي

وهي في اليوناني ادق فكملة نقد في اليوناني كرينو

κρίνω

اي انتقاء او انتخاب والقدره علي تمييز الصحيح وكلمة كرنو تعني ايضا قاضي

فهي تعني ان الباحث يقوم ببحث وتحليل النصوص الي مصادره الاولي للتميز بين الاصل والاضافات

بمعني لو كان هناك نصوص متاحه لوثيقه قديمه هذا العلم يؤكد مصداقية وموثوقية هذه الوثيقة

والبعض يتسائل ما الفائده اذا كان الذي بين يدي صحيح ؟

اولا الفائده هو زيادة الثقه في اصالة النصوص بمعني لو كتاب طبق عليه النقد النصي ووجد مصادر كثيره تتاح لدراسة وتطبيق النقد النصي عليه وطبق عليه وثبت صحته فهو كتاب موثق

لهذا كثيرين مثل بروس متزجر وفريدريك كينيون وغيرهم يقولوا في النهاية أننا نجد نتيجة هذه الاكتشافات والابحاث انها تقوي برهان اصالة الكتب المقدسة و تزيد قناعتنا بأننا نمتلك بين ايدينا كلمة الله الحقيقية , فهو علم يثبت موثوقية الكتاب المقدس

اما لو كان هناك وثيقه قديمه او كتاب لايوجد مصادر كافيه لتطبيق النقد النصي عليه فهو كتاب غير موثق حتي لو لم يجدوا حديثا اختلافات كثيره بعد عصر الطباعه

ثانيا ولو كان هناك اختلاف في بعض القراءات, النقد النصي يساعد علي تحديد القراءه الاصليه

ثالثا يوجد ايضا فائده اخري وهي فهم تعليقات هامشيه او اضافات تفسيريه ( فهو ليس تحريف ولكن تفسير )

والكتاب المقدس لم يعترض علي هذا بل وضح ان يمتحن كل شيئ

رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل تسالونيكي 5: 21

امْتَحِنُوا كُلَّ شَيْءٍ. تَمَسَّكُوا بِالْحَسَنِ.



وهذا العلم من الممكن ان يطبق علي كل الوثائق القديمه دينيه منها او غير دينيه كما قلت وتركيزي الان علي الكتاب المقدس كوثيقه قديمه فهو يستفاد منه بمعرفة مضمون نص اي وثيقه قديمه وهل حدث خطأ اثناء نسخها علي مدار الاجيال او تراكم الاخطاء وهو ما هو سابق لعصر الطباعه حينما كان ينقل كل شيئ بنسخ اليد لان بعد عصر الطباعه اصبحت الاخطاء شبه معدومه



والنقد النصي للكتاب المقدس يفرق عن الاعمال الكتابيه الاخري في الاتي

1 عمر المخطوطات

The Age of the Manuscripts

التي تقترب كثيرا جدا من زمن كتابة الاصل وهذا يعطي مصداقيه عاليه جدا لمخطوطات الكتاب المقدس فنحن نتكلم في بعض الاحان عن فرق عشرة سنوات فقط في بعض المخطوطات بينما الاعمال الادبيه الاخري مثل لسقراط وافلاطون وغيره كانت بمتوسط فرق الف سنه لا يعلم احد ماذا حدث خلالها

والقران مثلا يوجد فرق يتعدي 120 سنه ايضا اي الكتاب اكثر موثوقيه من القران بنسبة الانجيل الي القران هو 11 : 1 بهذا المقياس فقط

2 احتمالية وجود الاصل .

The Possibility of an Autograph.

بالفعل الكتاب المقدس يوجد بعض المخطوطات يوجد شبه ادله مؤكده انها قد تكون بقايا الكتابات الاصليه الاوتوجراف ولكن هناك بحوث ضخمه تبذل في هذا المجال ويوجد مبادئ لهذا الامر

ومشكلتها ان بعض الوثائق يمكن ادعاء انها الاصل وصعب التحقق لانها لايوجد ما يقارن به اما في الكتاب المقدس فهذا الامر غير وارد فاذا اتضح ان هذه مخطوطه اوتوجراف اي اصليه فلا مجال للتزوير وساجل هذا الموضوع عندما اتكلم عن المخطوطات المتوفره واشهرها

3 عدد المخطوطات

Number of the Manuscripts.

وهذا شيئ يتميز به الكتاب المقدس عن تقريبا كل الاعمال الكتابيه فلا يوجد كتاب حتي يقترب من عدد مخطوطات الكتاب المقدس فنحن نقارن 25000 مخطوطه للعهد الجديد بكتب اخري فقط 10 مخطوطات والقران 8 فقط وهم معظمهم مخفي ولا يسمح بدراستهم ولا تصويرهم لكم الاخطاء الذي فيهم وحتي وجود فقط 8 ( بافتراض عدم وجود خطأ واحد وطبعا هذا غير صحيح ) 8 : 1 فنسبة مصداقيته 87.5 % واحتمالية ضياع النص 12.5 % ولكن الكتاب المقدس هو بنسبة 25000 : 1 اي احتمالية ضياع النص 0.004 % واحتمالية ان النص الصحيح بين يدينا هو 99.996 %

ومقارنه في الموثوقيه بناء علي عدد المخطوطات فقط الانجيل للقران هو 3125 : 1

4 تطور اللغه المكتوبة

The Evolution of the Language.

اللغه تتغير بالوقت وهناك احتماليه لتغير بعض مخطوطات الاعمال الادبيه بسبب تغير اللغه

والعهد الجديد كتب باللغه اليوناني وهي لم تتطور كتابه فقط انتقلت بين الخط الكبير

Uncials

الي الخط الكبير مع الصغير

Minuscules

وهذه العمله لا يوجد بها اشكاليه او تعب علي الناسخ وايضا يوجد مخطوطات من الاثنين وتقارن معا

وقبل زمن كتابة العهد الجديد كان اليوناني تطور الي مستوي مناسب جدا للكتابه والاشكال ولكن بعد الميلاد لم تتطور شكلا

فمثلا كان هناك اشارة اسمها ديجاما وهي تشبه حرف الاف الانجليزي

digamma ()

ولكن هذه لم تكن في العهد الجديد فلم تمثل اي اشكليه لنص العهد الجديد بينما مثلت بعض الاشكاليات لنص مثل هيسيود من القرن الثالث قبل الميلاد

وشكل حرف السيجما ايضا تقريبا من القرن الرابع قبل الميلاد

the Ionic alphabet used a four-stroke sigma () while the Attic used a three-stroke sigma ().

فهذه التغيرات اثرت علي بعض الكتابات ولكن لم تؤثر علي العهد الجديد لانها لم تكن به

وهذه التغيرات توثر في الاعمال الكتابيه لانها تؤثر في خطأ عيني من الناسخ عندما ينسخ من شكل حرف قديم الي حديث

هذا بالاضافه الي تغير لغات اصلا

وشجرة اللغات باختصار

فالعهد الجديد لم يتعرض لذلك

( ومقارنه سريعه بالقران الذي كتب في مرحله لم تكن تطورت كتابة اللغه العربيه بالقدر الكافي فتعرض الي كوارث في التغيير في الثلاث مراحل التي مر بها تنقيط وتشكيل اللغه العربية هذا بالاضافه الي ان شكل الخط العربي نفسه تغير وايضا النحو والصرف وايضا اضافة حروف جديده لم تكن مثل الالف والهمزه وغيره ) هذا بالاضافه الي القراءات المختلفة لتطور اللهجات يجعل النص القراني الاصلي غير معروف اصلا

فلا نستطيع ان نقارن بين الانجيل والقران في هذا الامر لانه لايقارن اصلا

5 اللهجة والاملاء

Dialect and Spelling

العهد الجديد استخدم اليوناني الكويني

koine Greek

وهو تركيبه ثابت ومعروف حتي الان اما بعض الكتابات الادبيه الاخري استخدمت اسليب لغويه ليس لها تركيب لغوي ثابت ولهذا في نسخها تعرضت لمشاكل كثيره ولهذا نجد بعض مخطوطات الاعمال الادبيه اصلا مختلفه في لغتها عن بعضها البعض ولكن هذا غير موجود في مخطوطات الكتاب المقدس

وبالطبع القران لهجة قريش ومشكلة السبع احرف والقراءات هذه كارثة بالنسبه لنساخ القران

6 التوزيع الجغرافي في مناطق منفصله

Geographical distance calculation

وبالطبع اتفاق المخطوطات في مناطق مختلفة يؤكد مصداقية النص الموجود فمثلا الوثائق الادبيه التي تكلمنا عنها التي توجد في منطقه واحده مثل اليونان هي اقل في الموثوقية عن التي موجوده في منطقتين منفصلتين وهكذا

الكتاب المقدس وجد تقريبا من القرون الاولي وحتي الان في كل مناطق العالم المختلفة وهذا يثبت موثوقيته بطريقه قاطعه

ومقارنه مع القران في القرون الاولي الهجرية وجد فقط في مكة والمدينه ثم العراق فيما بعد ولم ينتشر كتابه الا في القرن الثاني الهجري بعد حرق المصاحف

7 تنوع المصادر

Diversity of sources

والكتاب المقدس مصادره متنوعة لوجود تراجم مختلفة متفقه في النص وهذا يزيد موثوقية الانجيل المترجم قديما في اقل من جيلين الي ثلاث لغات وفي الاقرون الاولي الي سبع لغات كل منهم عدة ترجمات حفظة النص مستقل في كل لغه متفقه معا تجعل مصداقيته منقطعة النظير ولكن بقية الوثائق الادبيه معظمها غير مترجم قديما فموجوده بلغه واحده اقل في التوثيق وهذا امر له دراسات مهمة ساتي اليها في قواعد التحليل

وهو وصل حاليا الي 2212 لغة ولهجة

ومقارنة بالقران لم يترجم في القرون الاولي الي اي لغة

8 وجود شواهد خارجية

External testimony

مثل الاقتباسات وهذا غير متوفر كثيرا في النصوص الادبية ولكنه متوفر بطريقه ضخمه في الكتاب المقدس في اقوال الاباء المكتوبه في القرون الاولي فتقريبا مما هو فقط متوفر بين ايدينا الان هو 32,000 قبل مجمع نيقية فإذا أضفنا إليهم إقتباسات الآباء بعد نيقية وحتى 440م. لزاد العدد عن 200 ألف إقتباساً ولأمكن منها إستعادة العهد الجديد أكثر من مرة في أكثر من لغة. وحتي القرن السابع هو اكثر من مليون اقتباس وصل الينا مكتوب

ولكن الاقتباسات من القران لم تكتب لمدة 250 سنه فلا يوجد شاهد اقدم من ذلك وايضا مقارنة النصوص القرانية في الاحاديث نجد نص مختلف

9 حالة نسخة الطباعه الاولي

The state of the Early Printed Editions.

تواجه بعض الاعمال الكتابيه صعوبات في ان النسخه التي قبل الطباعه غير محدده وحتي بعضها غير موجوده والنسخ الموجوده لا تتفق مع المطبوعه فعلي ماذا اعتمدت النسخه المطبوعه

ولكن هذه الاشكاليه ايضا غير موجوده في طباعة الكتاب المقدس فنسخة الطباعه اصلها موجود وهي نسخة ايرازموس وهي تتطابق مع النسخه المطبوعه بالحرف ولا يوجد اشكاليه بل مصادر نسخة ايرازموس ما قبل الطباعه موجوده ومصادر نسخة ايرازمس ايضا موجوده

Manuscript

Date

Von Soden Classification
(in modern terms)

1eap

XII

e: family 1; ap: Ia3

1r

XII

Andreas

2e

XII/XIII

Kx (Wisse reports Kmix/Kx)

2ap

XII

Ib1

4ap

XV

7p

XI/XII

Op18

ومصادر المخطوطات التي هي مصادر نسخة ايرازمس التي هي مصدر الطباعه ايضا معروفه وهكذا

وهذا بالاضافه الي نسخة كنج جيمس مصادرها معروفه ونسخة الفانديك وغيرها

ومقارنه سريعه بالقران النسخه المطبوعه مصدرها غير معروف او تعمد البعض اخفاؤه لاسباب شبه معروفة



10 حجم الكتاب في اكثر من مجلد

Books which Occupied More than One Volume.

الاعمال الكتابيه الصغيره لا اشكاليه فيها ولكن الاعمال الكتابيه الكبيره التي لم تكن تحويها مجلد واحد ومقسمه غير معروف تقسييمها وهل هذا كل الكتاب او يوجد اجزاء مفقوده

هذه الاشكاليه ايضا غير موجوده في الكتاب المقدس فالعهد الجديد معروف انه كان مقسم خمس مجلدات وكل منها تقسيمه معروف

مجلد الاناجيل ( متي ومرقس ولوقا ويوحنا )

مجلد اعمال الرسل

مجلد رسائل بولس الرسول الاربعة عشر

مجلد الرسائل العامة السبعة

مجلد سفر الرؤيا

وهذا الموضوع له باع طويل في علم قانونية اسفار الكتاب المقدس

وايضا مقارنه بالقران فانه غير معروف حجمه الاصلي وتقسيمه هذا بالاضافه الي وجود شواهد علي ضياع اجزاء منه في القرن الاول الهجري



11 لغة النساخ

The Language of the Scribe.

العهد الجديد يوناني نسخ بنساخ لغتهم الاصليه هي اليوناني فلم يجدوا صعوبه في ذلك ولكن بعض الاعمال الادبيه هي كانت بلغات ميته فالناسخ لا يجيد هذه اللغه ولهذا فالاخطاء اكثر



12 الاختصارات

Abbreviations.

الكتاب المقدس به اختصارات قليله جدا في المخطوطات وهي محدده ومعروفه وتسمي

Nomina Sacra,

ولا يوجد اشكاليه في قراءتها ولا نسخها ولكن بعض الاعمال الادبيه بها اختصارات غير مفهومه هي خاصه بلغة الكاتب وهذه تسبب اشكاليات كثيره في نسخها

ومثال ايضا القران به الحروف المتقطعه ولانها غير معروفه فاحتمالية الخطأ النسخي او حتي الحفظ علي جدا لانها غير معروفة المعاني



وقبل ان اعبر عن هذه النقطه اضع باختصار الاختصارات الكتابية في اللغه اليونانية

Nomina Sacra,

وهي لتوفير مجهود ووقت النساخ والمساحه الكتابيه

وشكل بعضها باختصار



ولها عدة قواعد وهي

1 الحرف الاول والاخير من الكلمه

2 الحرفين الاولين ثم الحرف الاخير

3 الحرفين الاولين والحرفين الاخرين

4 الحرف الاول ثم اخر حرفين

5 الحرفين الاولين واخر ثلاث حروف في الكلمات الطويله

6 الحرف الاول ثم اخر ثلاث حروف

وكل هذه الاختصارات يوضع فوقها شرطه لتوضيح انها اختصار وهذا الاسلوب متبع في اليوناني وايضا في اللغه القبطيه

وهي اختصارات تركز دائما علي الاسماء وايضا هذه الاختصارات هي من الادوات التي تساعد علي تحديد عمر المخطوطات بدراسة اسلوب الكتابه بمعني ان بعض الاختصارات مثل داود او اورشليم هي لم تكن في القرن الاول ولا الثاني فان وجدت في مجطوطه فهي احد الادله علي انها بعد القرن الثاني

ويوجد اختصارات مميزه لبعض الازمنه فان وجدت في مخطوطه نستطيع تمييز الزمن التي تعود اليه المخطوطه



ولهذا عمل باحثي النقد النصي لتوثيق الكتاب لا يحاتج مجهود وهو فقط يعملوا في ما يمثل اقل من 1% ومثبت صحته فهم لا يعانوا الضياع او اي اشكاليه اخري مقارنه بما يبزله من مجهود الذين يعملون في النقد النصي في الوثائق الادبيه القديمه

( يتابع )



والمجد لله دائما