هل تنبأ ميخا النبي عن مكة والكعبة ؟ ميخا 4: 1-4 و اشعياء 2: 1-4



Holy_bible_1



الشبهة



قال ميخا النبي عن مكة والبيت الحرام وعن إتيان الناس للحج عند جبل عرفات: " يكون في آخر الأيام بيت الرب مبنياً على قلل الجبال، وفي أرفع رؤوس العوالي يأتين جميع الأمم، ويقولون: تعالوا نطلع إلى جبل الرب" - ميخا 4/1-2



الرد



الحقيقه هذه الشبهة احزنتني كثيرا بسبب ان هذا ما يقوله الشيوخ ليخدعوا المسلمين البسطاء فالنبوة هي عن اورشليم المبنية علي جبل صهيون وبيت يعقوب

واقدم الاعداد كامله بدون اقتطاع لنتاكد من ذلك

وقبل دراسة الاعداد التي استشهد بها نعرف خلفية كلامه وما انهي به الاصحاح الثالث

اول ميخا من انبياء ما قبل السبي فهو يتنبأ عن خراب اورشليم والهيكل بسبب خطايا الشعب وبخاصه قادتهم وانبياؤهم الكذبه

وهو تكلم في الاصحاح الثالث عن الانبياء الكذبه وقادة اسرائيل الذين عوجوا المستقيم ويقول بان بسببهم ستخرب اورشليم ويهدم الهيكل اي نبوة عن السبي واحداثها وهذا الذي حدث سنة 587 ق م وانهدم الهيكل بالكامل

ولكن لا يتركهم الرب فاقدي الرجاء فيكلمهم في الاصحاح الرابع عن الوعد بالرجوع من السبي وبناء اورشليم مره اخري والهيكل مره اخري وهذا بدا حدوثه علي يد زربابل واكتمل بناء السور والهيكل علي يد عزرا ونحميا كما يخبرنا سفر عزرا ونحميا تفصيلا واكتمل بناء الهيكل مره ثانية سنة 515 ق م وتحققت نبوة ميخا كاملة بما فيها الكلام عن الخراب والسبي ثم العودة

فيقول

سفر ميخا 4

4: 1 و يكون في اخر الايام ان جبل بيت الرب يكون ثابتا في راس الجبال و يرتفع فوق التلال و تجري اليه شعوب

في البداية يتكلم عن بيت الرب ونتسائل ما هو بيت الرب هل يقصد هيكل اورشليم ام شيئ اخر ؟

الاجابه نجدها في الكتاب المقدس الذي ذكر 229 عدد عن ان بيت الرب هو الهيكل وخيمة الاجتماع واكرر 229 مره وفقط علي سبيل المثال

سفر الملوك الأول 3: 1


وَصَاهَرَ سُلَيْمَانُ فِرْعَوْنَ مَلِكَ مِصْرَ، وَأَخَذَ بِنْتَ فِرْعَوْنَ وَأَتَى بِهَا إِلَى مَدِينَةِ دَاوُدَ إِلَى أَنْ أَكْمَلَ بِنَاءَ بَيْتِهِ وَبَيْتِ الرَّبِّ وَسُورِ أُورُشَلِيمَ حَوَالَيْهَا.



ويؤكد داود انه البيت اي الهيكل

سفر المزامير 27: 4


وَاحِدَةً سَأَلْتُ مِنَ الرَّبِّ وَإِيَّاهَا أَلْتَمِسُ: أَنْ أَسْكُنَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِي، لِكَيْ أَنْظُرَ إِلَى جَمَالِ الرَّبِّ، وَأَتَفَرَّسَ فِي هَيْكَلِهِ.



ويقول جبل بيت الرب فما هو هذا الجبل

يجاوب الكتاب المقدس ايضا علي ذلك في

سفر أخبار الأيام الثاني 33: 15


وَأَزَالَ الآلِهَةَ الْغَرِيبَةَ وَالأَشْبَاهَ مِنْ بَيْتِ الرَّبِّ، وَجَمِيعَ الْمَذَابِحِ الَّتِي بَنَاهَا فِي جَبَلِ بَيْتِ الرَّبِّ وَفِي أُورُشَلِيمَ، وَطَرَحَهَا خَارِجَ الْمَدِينَةِ.



سفر إشعياء 66: 20


وَيُحْضِرُونَ كُلَّ إِخْوَتِكُمْ مِنْ كُلِّ الأُمَمِ، تَقْدِمَةً لِلرَّبِّ، عَلَى خَيْل وَبِمَرْكَبَاتٍ وَبِهَوَادِجَ وَبِغَال وَهُجُنٍ إِلَى جَبَلِ قُدْسِي أُورُشَلِيمَ، قَالَ الرَّبُّ، كَمَا يُحْضِرُ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَقْدِمَةً فِي إِنَاءٍ طَاهِرٍ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ.



ويشرح لنا حجي النبي ( من انبياء بعد السبي ) وقت تنفيز نبوة ميخا النبي

سفر حجي 1: 8


اِصْعَدُوا إِلَى الْجَبَلِ وَأْتُوا بِخَشَبٍ وَابْنُوا الْبَيْتَ، فَأَرْضَى عَلَيْهِ وَأَتَمَجَّدَ، قَالَ الرَّبُّ.



وبالطبع النبوة لها معني مسياني ولكن ساتي الي ذلك فيما بعد



4: 2 و تسير امم كثيرة و يقولون هلم نصعد الى جبل الرب و الى بيت اله يعقوب فيعلمنا من طرقه و نسلك في سبله لانه من صهيون تخرج الشريعة و من اورشليم كلمة الرب

وبالطبع الكل لاحظ معي ان المشكك دلس في العدد واقتطع منه فوقف عند كلمة جبل الرب ولم يجرؤ ان يكمل العدد لانه يفضح كذبه بشده فالعدد يكمل ويقول ان بيت الرب هو بيت اله يعقوب اي بيت اليهود اي هيكل اليهود الذي يكرهه المسلمين

فاقدر ان اقول للمشكك ان رسولك هو ضد اله يعقوب لانه يخالف بيت اله يعقوب

ويكمل العدد ويقول اننا يجب ان نسلك في سبل اله يعقوب وليس المخالف له والذي حاول ان ينسخ شريعة اله يعقوب

ويكمل مؤكدا لكي يخزي المشكك فيقول من صهيون تخرج الشريعة وليس من مكة ولا المدينه واكرر صهيون والله محبه فهو يتكلم علي ان شريعة المحبة ستخرج من جبل صهيون

ويكمل مره اخري مؤكد انه يقصد اورشليم بل يحدد ان الكلام عن الذي يخرج من اورشليم هو كلمة الرب فاسئل المشكك هل رسولك خرج من اورشليم او تمجد علي جبل صهيون ؟

وهل رسولك يلقب بكلمة الرب ؟

مع ملاحظة ان الكلمه في هذا العدد عبريا دابار وهي التي تعني بالارامي ميمرا وباليوناني لوغوس وهي تستخدم بمعني مجد الله واعلان الله



نقطه اخري مهمة وهي هل مكه مبنية علي جبل ؟

بالطبع لا فمكة هي مبنية في وادي صحراوي جاف ولكن محاطة بالجبال فلا يمكن وصفها بانها مبنية علي جبل ولكن مدينة سهلية





اذا ادعاء ان هذه النبوة التي تتكلم علي مدينة مبنية علي جبل اصلا لا تصلح

اما اورشليم فهي بالفعل مبنية اصلا علي جبل صهيون وامتدت علي جبل المرايا وهو الجزء الذي بني عليه الهيكل فهي مدينة جبلية ومبنية علي جبل







فكل هذه الادله سواء من سياق الكلام التي تؤكد ان الكلام عن جبل صهوين ومدينة اورشليم وايضا الوصف بانها مدينة جبلية

وايضا لغويا ان الكلام عن كلمة الرب اي الدابار او اللوغوس تقطع اي محاوله تدليسية بانها عن مدينة نبي اخر مدعي النبوة

وكمالة النبوة

4: 3 فيقضي بين شعوب كثيرين ينصف لامم قوية بعيدة فيطبعون سيوفهم سككا و رماحهم مناجل لا ترفع امة على امة سيفا و لا يتعلمون الحرب في ما بعد

فهل رسول الاسلام جعل الشعب يحولون السيوف الي ادوات زراعية ويحول الرماح الي مناجل ؟ الذي اعرفه انه كان يشجع علي الغزوات ويرسال سرايا الاغتيالات وقال جعل رزقي تحت ظل رمحي

4: 4 بل يجلسون كل واحد تحت كرمته و تحت تينته و لا يكون من يرعب لان فم رب الجنود تكلم

وايضا رسول الاسلام جاء للحصاد وليس للزرع اي نهب الاخرين

فاي شيئ في هذه النبوة ينطبق علي رسول الاسلام ؟



ولا اكتفي بكل هذا الكم من الادلة بل اضيف نبوة تتطابق مع نبوة ميخا وهي من

سفر اشعياء 2

1 اَلأُمُورُ الَّتِي رَآهَا إِشَعْيَاءُ بْنُ آمُوصَ مِنْ جِهَةِ يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ:
2
وَيَكُونُ فِي آخِرِ الأَيَّامِ أَنَّ جَبَلَ بَيْتِ الرَّبِّ يَكُونُ ثَابِتًا فِي رَأْسِ الْجِبَالِ، وَيَرْتَفِعُ فَوْقَ التِّلاَلِ، وَتَجْرِي إِلَيْهِ كُلُّ الأُمَمِ
.
3
وَتَسِيرُ شُعُوبٌ كَثِيرَةٌ، وَيَقُولُونَ
: «هَلُمَّ نَصْعَدْ إِلَى جَبَلِ الرَّبِّ، إِلَى بَيْتِ إِلهِ يَعْقُوبَ، فَيُعَلِّمَنَا مِنْ طُرُقِهِ وَنَسْلُكَ فِي سُبُلِهِ». لأَنَّهُ مِنْ صِهْيَوْنَ تَخْرُجُ الشَّرِيعَةُ، وَمِنْ أُورُشَلِيمَ كَلِمَةُ الرَّبِّ.
4
فَيَقْضِي بَيْنَ الأُمَمِ وَيُنْصِفُ لِشُعُوبٍ كَثِيرِينَ، فَيَطْبَعُونَ سُيُوفَهُمْ سِكَكًا وَرِمَاحَهُمْ مَنَاجِلَ
. لاَ تَرْفَعُ أُمَّةٌ عَلَى أُمَّةٍ سَيْفًا، وَلاَ يَتَعَلَّمُونَ الْحَرْبَ فِي مَا بَعْدُ.

فهل بعد هذا يتجرا احد ويقول انه عن نبي اخر ؟



وبعد الرد علي الشبهة من الناحية الاسلامية اريد ان اوضح ان النبوة هي بالحقيقه عن المسيح كلمة الله المتجسد فهو يقول

جبل بيت الرب وهذا التعبير استخدمه دانيال النبي في وصف نبوته عن المسيح الجبل الذي قطع بغير يد وسحق مملكة الشيطان

ثابت في راس الجبال وبالطبع تعبير جبل ثابت في راس الجبال لا ياخذ حرفيا ولكن بالرمز يقصد به ان المسيح هو راس الكنيسة والمؤمنين فيها تشبهوا بمسيحهم فصاروا جبالاً. وهو رأس هذه الجبال.

وتجري اليه شعوب وهذا حدث بالفعل بعد صلبه وموته وقيامته وصعوده اتي شعوب وامم والسنه بداية من يوم الخمسين وبعده

وتعبير هلم نصعد جبل الرب وهو يتكلم عن عمل نعمة الروح القدس تأخذ المؤمنين وتصعد بهم للسماويات. هنا المؤمنين يزدادون عدداً، ومن كل الشعوب، والكل يحاول الصعود للسماويات بالمسيح وهو سلم يعقوب

وتعبير بيت اله يعقوب وهو ان يعقوب هو الكنيسة التي شابهت يعقوب في إيمانه.

من صهيون تخرج الشريعة اي ان شريعة المحبة تخرج من اورشليم فمن صهيون كان يجب أن يخرج الإنجيل لكي تتضح العلاقة بين العهد الجديد والعهد القديم،وأنه لا تعارض بينهما. وفي أورشليم عاش المسيح وصلب وقام وصعد للسماوات وتلاميذه بدأوا خدمتهم أولاً من أورشليم.

ومن اورشليم كلمة الرب وكما قلت سابقا كلمة الرب اللوغوس هو المسيح الكائن منذ البدء

فيقضي لانه هو الديان العادل العالم بكل شيئ

يطبعون سيوفهم سككا والسكة هي حديدة تحرث بها الأرض. فهم عوض الحرب يحرثون أرضهم ويعيشون في سلام. وفي عمل بناء. وإذا فهمنا أن الأرض تشير للإنسان، فهو مأخوذ من تراب الأرض. فعوضاً عن أن يهتم الإنسان بالحرب مع الآخرين سيهتم بحرث نفسه ليخرج ويعترف بكل خطاياه والمسيح جاء ليس للحرب بل للسلام فهو اله السلام وواهب السلام

ورماحهم مناجل لان المنجل يستعمل للحصاد. فهم سيحصدون ما زرعوه. ويعيشون في سلام بلا حرب ولا سيف.

يجلسون كل واحد تحت كرمته وتحت تينته اي يجلسون في أمان وسلام وفرح مهما كانت اتعاب العالم فالكرمة تشير للفرح والتينة تشير للمحبة الأخوية التي تجمع كل المؤمنين في جسد الكنيسة الواحد، مثل بذور التينة الكثيرة داخل نفس الغلاف. وهذه المحبة وهذا الفرح من ثمار الروح القدس الذي يتمتع به كل مؤمن بالرغم من ضيقات هذا العالم.

فالنبوة بوضوح تنطبق علي المسيح وليس عن اي مدعي نبوة من مكان اخر



واخيرا اقوال الباء من تفسير ابونا تادرس يعقوب



في رسالة البابا أثناسيوس لابيكتيتوس أسقف أورشليم يقتبس هذه العبارة ليتحدث عن مجيء كلمة الرب المتجسد من أورشليم، موضحًا أن الكلمة لم يتحول إلى جسدٍ وعظامٍ وشعرٍ وكل الجسم، ولا يتغير عن طبيعته الإلهية بتجسده[54].

v   من هنا (أورشليم) أختبر كل موضع في العالم الفرح، من هنا السعادة والبهجة، من هنا مصادر الفكر السليم؛ هنا صلب المسيح، ومن هنا انطلق الرسل... هذه البهجة خالدة[55].

القديس يوحنا الذهبي الفم

*   استخدم ميخا النبي رمز الجبل العالي للحديث عن تجمع الأمم في المسيح (أورد مي ٤: ١-٣)... بعد ذلك سبق فأخبرنا ذات النبي حتى عن الموضع الذي ولد فيه المسيح (مي ٥: ٢)[56].

القديس أغسطينوس

*   أعلن ميخا أن الناموس الجديد يُعطى بالطريقة التالية: "ستخرج الشريعة من صهيون، وكلمة الرب من أورشليم. وهو سيحكم بين شعب كثير، وسوف يقهر أممًا ويوبخهم"[57]. فإن الناموس الأول الذي أُعطي بموسى لم يُعط على جبل صهيون بل على جبل حوريب. وقد أظهرت سبلة أن هذه ستنتهي بابن الله. "ولكن عندما تتحقق هذه كلها التي تكلم عنها في ذلك الوقت كل الناموس (في حرفيته) يُباد"[58].

لوكتانتيوس

*   عندما تحدث الروح النبوي متنبئًا عن الأمور المقبلة، قال: "ستخرج الشريعة من صهيون، وكلمة الرب من أورشليم، وسيحكم في وسط الأمم وينتهر شعب كثير. ويطرقوا سيوفهم إلى محاريث، وسهامهم إلى مناجل، ولا ترفع أمة سيفًا على أمة، ولا يتعلمون الحرب بعد". يمكننا أن نظهر لكم أن ذلك قد حدث فعلاً حقيقة. فإن جماعة من إثني عشر رجلاً خرجوا من أورشليم، وكانوا عامين غير متدربين على الكلام. ولكن بقوة الله شهدوا بالمسيح ليعلموا الكل كلمة الله. والآن نحن الذين كنا يقتل الواحد الآخر ليس فقط لا نُقيم حربًا الواحد ضد الآخر، بل لكي لا نكذب ولا نخدع قضاتنا ببهجة نموت من أجل الاعتراف بالمسيح، فإنه صار ممكنًا لنا أن نتبع القول: "اللسان يُقسم بينما يبقى الذهن لا يقسم"[59]. لكن من الغباوة إن كان الجنود الذين تجندوا بواسطتكم وتسجلت أسماؤهم أن يبقوا في ولاءٍ إليكم عوض الولاء لحياتهم ولوالديهم وبلادهم وكل عائلاتهم[60]. فإنه ليس لديكم شيء غير فاسد تقدمونه لراغبي عدم الفساد. بالحري إننا نحمل كل شيء لكي نتقبل ما نشتهيه من ذاك القادر أن يهبه[61].

القديس يوستين

*   ها أنتم ترون أنهم يكونون خوارس ويحتفلون بالأعياد، كل يشجع الآخر، والكل صاروا معلمين، ليس أمة واحدة ولا اثنتين ولا ثلاث أمم... بل يجتمع الكل معًا. يقول: جاءت شعوب كثيرة من بلاد مختلفة، هذا لم يحدث مطلقًا مع اليهود، إن جاء قلةً فهم دخلاء قليلون جاءوا بصعوبة بالغة ولم يأخذوا قط اسم الأمم، بل جاءوا كدخلاء[62].

 القديس يوحنا الذهبي الفم

*   داود العظيم يقول لكم: "هلم نفرح في الرب" (مز 95: 1)، أو يقول نبي آخر: "هلم نصعد إلى جبل الرب" (مي 4: 2)، أو يقول المخلص نفسه: "تعالوا إلىٌ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أُريحكم" (مت 11: 28)، أو: قوموا لنهب مشرقين بالبهاء، متلألئين أكثر من الثلج، وأكثر بياضًا من اللبن (راجع مراثي 4: 7)، مشرقين أكثر من الياقوت، ليتنا لا نقاوم ولا نتأخر![63]

 القديس غريغوريوس النزينزي

*   بعد خبرة المتاعب التي سيجدون أنفسهم فيها، حيث يسبيهم أولاً الأشوريون ومؤخرًا البابليون، سيحدث تحول عظيم بخصوص هذا الموضع، الجبل الذي يُظن أن الله يسكنه إذ يصير مشهورًا، ويظهر أنه يفوق كل الجبال، يسمو فوق كل الجبال والتلال بسبب المجد الذي يغطيه خلال الحنو الإلهي. ستسرع أعداد ضخمة من كل المواضع، حتى من الشعوب الغريبة، لتجتمع لتبلغ جبل الله، حيث يُظن أن الله يسكنه، ويتعلمون كيف يلزمهم تدبير حياتهم كما يليق[64].

ثيؤدور أسقف الموبسستي

*   تبلغ الكرازة الإنجيلية الإلهية إلى أقاصي الأرض، حسب نبوة الرب الواردة في الأناجيل المقدسة: "يكرز بالأخبار المفرحة إلى كل الأمم شهادة لهم" (راجع مت ٢٤: ١٤). وقد حث الرسل القديسين بالكلمات: "فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس. وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به" (مت ٢٨: ١٩-٢٠). هذه الشريعة الإنجيلية والكرازة الرسولية بدأت بأورشليم كما بينبوع وبلغت إلى العالم كله، تقدم ريًّا للذين يقتربون من الإيمان[65].

*   "لأن من صهيون تخرج الشريعة، من أورشليم كلمة الرب". يتحدث النبي هنا عن شريعة جديدة وكلمة جديدة، لأن الشريعة القديمة أُعطيت في سيناء أما شريعة العهد الجديد فقُدمت في صهيون. الأولى قُدمت لليهود وحدهم، وأما الجديدة فقُدمت لكل الشعوب والأمم، لكل الجنس البشري. أعطى الله الشريعة القديمة ليس في صهيون، وإنما على جبل سيناء. واضح جدًا أنه يُشير إلى العهد الجديد. هناك أعطي للرسل أولاً، وشكرًا لهم إذ نقلوه إلى كل الأمم[66].

ثيؤدورت أسقف قورش



والمجد لله دائما