الرجوع إلى لائحة المقالات الرجوع إلى هل نير المسيح ثقيل ام خفيف ؟ متي 7: 14 و متي 11: 29-30 وانجيل لوقا 13: 24

مت 7: 14  مت 11: 29 - 30  لو 13: 24

هل نير المسيح ثقيل ام خفيف ؟ متي 7: 14 و متي 11: 29-30 وانجيل لوقا 13: 24



Holy_bible_1



الشبهة



ورد في متى 7: 14 ما أضيق الباب وأكرب الطريق الذي يؤدي إلى الحياة، وقليلون هم الذين يجدونه. وورد في 11: 29 و30 احملوا نيري عليكم وتعلَّموا منّي، لأني وديع ومتواضع القلب، فتجدوا راحةً لنفوسكم، لأن نيري هيِّن وحملي خفيف. وفي هذا تناقض.



الرد



كالعادة لايوجد تناقض بين الاعداد فكل منهم يتكلم عن امر مختلف ولكن له علاقه فالرب لم يقل مره ان نيره ثقيل وناقضها او نسخها بانه قال ان نيره خفيف هذا لم يحدث . ولم يقل الرب مره ان باب الوصول الي الملكوت واسع وعاد مره فنسخ هذا الكلام بانه قال ان باب الوصول الي الملكوت ضيق

فبالفعل نير المسيح خفيف جدا لانه بدافع المحبه ولا توجد فرائض اجباريه في المسيحيه فنحن نصوم ونصلي ونعطي للفقراء ةنحارب الخطايا حبا في المسيح وليس اجبارا والمسيح يعين ضعفنا ويكمل كل نقص ويعطينا القوه علي محاربة الخطيه ولكن في نفس الوقت من يسير مع المسيح يسير ضد العالم ولان العالم ضده فيضع عراقيل وتجارب ومحاربات . فمن يسير مع العالم وشهواته يفتح له العالم ابوابه الواسعه ليتمتع بشهوات العالم وبالطبع يخسر نفسه ولكن من يسير مع الله ضد شهوات العالم عليه ان يسير في الطريق الكرب والباب الضيق وهو محاربة الشهوات

وندرس الاعداد معا

انجيل متي 7

7: 13 ادخلوا من الباب الضيق لانه واسع الباب و رحب الطريق الذي يؤدي الى الهلاك و كثيرون هم الذين يدخلون منه

7: 14 ما اضيق الباب و اكرب الطريق الذي يؤدي الى الحياة و قليلون هم الذين يجدونه

الباب الضيق هو باب اختيار الحياه مع المسيح لان في بداية الطريق له عدة معاني

اولا المقصود به الموت مع المسيح في المعمودية فمن يموت مع المسيح يقوم مع المسيح ومن يترك حياته القديمه من العابرين ويفكر في المعموديه يحارب بشده من عدو الخير

ثانيا الباب الضيق هو قبول وصايا المسيح لانها تعني ترك الشهوات وحمل صليب المسيح والسير وراؤه باستمرار

ثالثا الباب الضيق هو حياة الجهاد في البداية فدائما يكون هناك بعض التغصب في حياة الصلاه والصوم ثم ينطلق الانسان مع الرب وهو فرح بتطبيق وصاياه

وبالطبع الباب الواسع هو باب الشهوات والملذات العالمية وقبول العالم بملاهيه التي تشغل الانسان تماما عن الله

والعجيب أن من يدخل من الباب الضيق، بأن يغصب نفسه ينفتح له الطريق المملوء سلاماً وفرحاً وتعزيات، فبينما هو يحرم نفسه من ملذات العالم يمتلىء قلبه فرح عجيب وسلام عجيب. ومن يدخل من الباب الواسع يضيق مع الطريق إذ يمتلىء قلبه هماً وغماً وقلقاً. الباب الضيق هو التغصب ومعه تأتى النعمة ومعها الفرح.

اما الطريق الكرب فهو بلطبع هو حياة الجهاد ضد الخطيه لان من عاش في الخطيه يستمتع بها حتي تخفي صوت ضميره عنه تماما فطريقه رحب بدون ضمير يبكته وينتهي في الجحيم اما ابناء الرب فطريقهم كرب بسبب ان العالم يضطهدهم

إنجيل يوحنا 15: 19


لَوْ كُنْتُمْ مِنَ الْعَالَمِ لَكَانَ الْعَالَمُ يُحِبُّ خَاصَّتَهُ. وَلكِنْ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنَ الْعَالَمِ، بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ مِنَ الْعَالَمِ، لِذلِكَ يُبْغِضُكُمُ الْعَالَمُ.



ولانهم لو اخطؤا لا يشعروا براحه بسبب تبكيت الروح القدس حتي يعودوا الي حضن الاب بالتوبه مره اخري وشعور تبكيت الروح القدس هو مؤلم يجعل المسيحي الحقيقي متالم لانه احزن قلب ابيه السماوي بخطيته

اما عن تعبير قليلون هم الذين يجدونه وهذا لانه ضيق امام كم الشهوات في العالم التي تعمي عيون من يهتمون بها فلا يرون طريق الرب

مع ملاحظة شيئ الرب يتكلم عن باب ضيق ولكن لا يتكلم عن انه يضع نير ثقيل علي ابناؤه بل قال انه سيحمل اثقال ابناؤه في هذا الطريق الكرب

إنجيل يوحنا 16: 33


قَدْ كَلَّمْتُكُمْ بِهذَا لِيَكُونَ لَكُمْ فِيَّ سَلاَمٌ. فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ، وَلكِنْ ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ».



رسالة يوحنا الرسول الأولى 4: 4


أَنْتُمْ مِنَ اللهِ أَيُّهَا الأَوْلاَدُ، وَقَدْ غَلَبْتُمُوهُمْ لأَنَّ الَّذِي فِيكُمْ أَعْظَمُ مِنَ الَّذِي فِي الْعَالَمِ.

فالطريق كرب بسبب حروب العالم لنا ولكن الرب يدافع عنا وهو غلب العالم عنا ولكن يجب علينا ايضا ان نجاهد لكي يكمل هو

انجيل لوقا 13

23 فَقَالَ لَهُ وَاحِدٌ: «يَا سَيِّدُ، أَقَلِيلٌ هُمُ الَّذِينَ يَخْلُصُونَ؟» فَقَالَ لَهُمُ:
24 «
اجْتَهِدُوا أَنْ تَدْخُلُوا مِنَ الْبَابِ الضَّيِّقِ، فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ
: إِنَّ كَثِيرِينَ سَيَطْلُبُونَ أَنْ يَدْخُلُوا وَلاَ يَقْدِرُونَ



الشاهد الثاني

انجيل متي 11

11: 28 تعالوا الي يا جميع المتعبين و الثقيلي الاحمال و انا اريحكم

فالرب يوضح انه في الحياه المسيحيه ستكون هناك اتعاب كثيره ولكن من يقبل الي المسيح فالمسيح مستعد لكي يريحه من اتعابه

اذا هذا العدد يوضح ان طريق ابناء الله كرب وبه اتعاب ولكن الرب لا يثقل علي احد بل هو يحمل اثقال واتعاب ابناؤه

والراحه تعني ان حتي لو الرب ترك الام مثل المرض او غيره ولكن سيعطي قوة للتحمل وراحه وسلام داخلي فليس الشرط هو ازالة الاحمال ولكن الوعد بالراحه علي اختلاف انواعها

11: 29 احملوا نيري عليكم و تعلموا مني لاني وديع و متواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم

معني كلمة نير ( زوجوس )

G2218

ζυγός

zugos

dzoo-gos'

From the root of ζεύγνυμι zeugnumi (to join, especially by a “yoke”); a coupling, that is, (figuratively) servitude (a law or obligation); also (literally) the beam of the balance (as connecting the scales): - pair of balances, yoke.

من كلمة يربط او يزوج اي يجمع شيئين معا برابطه قانونية او التزام بمعني نير

وتعني حرفيا العصا التي تربط ثورين معا الي المحراث او العمود الذي يربط كفتي الميزان

والنير هو الذي يجعل بدل من ان يجر المحراث ثور واحد فيكون ثقيل عليه وثور اخر يجر محراث اخر ثقيل عليه بربط الثور مع ثور اخر بنير يتحمل كل منهما نصف الاتعاب فقط فالنير هو راحه من نصف الاتعاب او بمعني ان كل ثور يساعد الاخر

فالمسيح يقول ان واجهت اتعاب في العالم احمل نير المسيح فتشترك معه في الامه ويشترك معك في حمل الامك عنك

11: 30 لان نيري هين و حملي خفيف

والمسيح يوعدنا بان نيره خفيف فالنتيجه بانه هو الذي سيحمل عنا نصف الامنا او اكثر لاننا تصورنا أننا ربطنا حملاً صغيراً مع ثور بنير واحد، فالذي سوف يحمل كل الحمل هو الثور. وهذا ما يدعوني إليه المسيح، أرتبط بي، تعال إلىّ وسوف ترى أنك ستكون قادراً على تنفيذ الوصية، وستجد تعزية فأنا الذي سأعمل كل شيء حقيقة وهذه التعزيات هي التي تجعل الحمل خفيف مهما إشتدت الضيقة أو مهما كان ثقل الوصية

مهما كانت وصايا المسيح فهي خفيفة بجانب الحمل الثقيل الذي سنحمله لو إرتبطنا مع إبليس برباطات الخطية التي يربطنا بهما لو قبلنا اللذات التي يعرضها علينا. وبنفس الطريقة نجد ان من هو مرتبط بالمسيح وتأتى عليه شدة تجد قلبه مملوءا تعزيات الهية، فالمسيح حمل عنه هذا الالم.

فالكتاب وعدنا

رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي 4: 13


أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي



رسالة يوحنا الرسول الأولى 5: 3


فَإِنَّ هذِهِ هِيَ مَحَبَّةُ اللهِ: أَنْ نَحْفَظَ وَصَايَاهُ. وَوَصَايَاهُ لَيْسَتْ ثَقِيلَةً،



رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 1: 5


لأَنَّهُ كَمَا تَكْثُرُ آلاَمُ الْمَسِيحِ فِينَا، كَذلِكَ بِالْمَسِيحِ تَكْثُرُ تَعْزِيَتُنَا أَيْضًا.



رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 4: 17


لأَنَّ خِفَّةَ ضِيقَتِنَا الْوَقْتِيَّةَ تُنْشِئُ لَنَا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ ثِقَلَ مَجْدٍ أَبَدِيًّا.



اذا تاكدنا من العددين ان المسيح وضح ان في العالم ضيق وكرب واحمال ثقيله لان العالم يبغضنا لاننا اخترنا الرب , وايضا المسيح اعطي لنا رجاء لكي لا نياس من هذا بانه وعد ان من ياتي اليه سيريحه من اتعاب العالم وسيحمل معه النير لان نير المسيح خفيف

ولهذا لا تناقض بين العددين



واخيرا المعني الروحي

من تفسير ابونا تادرس يعقوب واقوال الاباء

*     دُعي الطريق كربًا وضيقًا لكي يخفّف من أتعابنا، ولكي يُعلن أن الأمان عظيم والمسرّة عظيمة... الطريق كرب والباب ضيّق، لكن المدينة التي ندخلها ليست هكذا، لهذا لا نطلب هنا الراحة كما لا تتوقّع ألمًا هناك[368].

القدّيس يوحنا الذهبي الفم

*     كرب هو الطريق الذي يدخل بنا إلى الحياة، وضيّق أيضًا، لكن المكافأة رائعة وعظيمة إذ ندخله في مجد![369]

القدّيس كبريانوس

*     الباب الواسع هو الملاذ العالميّة التي يطلبها البشر، والباب الضيّق هو الذي ينفتح خلال الجهاد والأصوام كالتي مارسها الرسول بولس: "في ضربات، في سجون، في اضطرابات، في أتعاب، في أسهار، في أصوام" (2 كو 6: 5)، "في تعبٍ وكدٍّ، في أسهارٍ مرارًا كثيرة، في جوعٍ وعطشٍ، في أصوامٍ مرارًا كثيرة في بردٍ وعُرْيٍ" (2كو11: 27). وقد شجّع الرسول بولس تيموثاوس على ممارستها: " فتقوَّ أنت يا ابني بالنعمة التي في المسيح يسوع، وما سمعته منّي بشهود كثيرين أودِعه أناسًا أمناء يكونون أكفّاءً أن يُعلِّموا آخرين أيضًا، فاشترك أنت في احتمال المشقّات كجندي صالح ليسوع المسيح. ليس أحد وهو يتجنّد يرتبك بأعمال الحياة لكي يرضي من جنَّده، وأيضًا إن كان يجاهد لا يكلّل إن لم يجاهد قانونيًا." (2 تي 2: 1-5)

لاحظ بتدقيق كيف يتكلّم عن كِلا البابين. فالغالبيّة العُظمى تدخل من الباب الواسع، بينما قليلون هم الذين يكتشفون الباب الضيق. إننا لا نبحث عن الباب الواسع، ولا حاجة لنا مطلقًا أن نكتشفه، إذ هو يعرض نفسه علينا تلقائيًا. أمّا الباب الضيّق فلا يجده الكل، وحتى الذين يجدونه فليس جميعهم يدخلونه، إذ كثيرون بعد اكتشافهم باب الحق تجتذبهم ملاذ الدنيا ويرجعون من منتصف الطريق[370].

القدّيس جيروم

يقول العلاّمة أوريجينوس[371]أن الطريق الرحب يحوي زوايا كثيرة، عندها يقف المراءون للصلاة كي يراهم الناس فينالون أجرتهم (مت 6: 5). وعلى العكس الطريق الكرب لا يحوي زوايا شوارع يقف عندها المؤمن، بل يسرع منطلقًا إلى الحياة الأبديّة خلال الباب الضيق. لا يجد المؤمن في الطريق ما يبهجه فيستقر عنده، لكنّه يتّجه نحو السيّد المسيح سرّ بهجته وحياته.

الباب الضيّق هو باب الملكوت الذي لن يدخله إلا رب الملكوت يسوع المسيح الذي بلا خطيّة وحده، والطريق الكرب ليس إلا صليبه الذي لا يمكن لأحد أن يعبر فيه سوى المصلوب. لهذا لن ننعم بالدخول من الباب الضيّق، ولا السير في الطريق الكرب، إلا باختفائنا في يسوع المسيح المصلوب وثبوتنا فيه. بهذا يتحوّل الكرب والضيق إلى بهجة اتّحاد مع المصلوب.

د. النير العذب

إذ يدخل البسطاء باب المعرفة الحقيقيّة خلال اتّحادهم بالسيّد المسيح نفسه. يحملونه فيهم، فيجدون نيره هيّن وحمله خفيف، فتستريح نفوسهم في داخله. حقًا لقد دعانا لحمل الصليب والإماتة معه كل، لكن مادام الصليب خاص به والموت هو شركة معه تتحوّل الآلام إلى عذوبة والموت إلى حياة والصلب إلى قيامة، بهذا يصير النير هيّنًا، لأنه نير المسيح، والحمل خفيفًا لأنه حمله هو.

v     إن كنت لا تصدّق أقوالنا اسمع من رأوا ملامح الشهداء وقت صراعاتهم، عندما كانوا يُجلدون ويُسلخون، إذ كانوا في فرحٍ زائد وسرور. حينما كانوا يُقصون على حديد محمّى بالنار يتهلّلون وتبتهج قلوبهم كمن هم ملقون على سرير من الورود. لهذا يقول بولس وهو يرحل خاتمًا حياته بموت عنيف: "أُسرّ وأفرح معكم أجمعين، وبهذا عينه كونوا أنتم مسرورين أيضًا وافرحوا معي" (في2: 17-18). انظروا بأي لغة قويّة يدعو العالم كلّه ليشترك معه في بهجته؟[530]

القدّيس يوحنا الذهبي الفم

v     "احمل نيري عليك، لأن نيري طيّب وحملي خفيف". حين أقول بأن تكفر بنفسك إذا أردت أن تتبعني، فهل تجد وصيّتي هذه قاسية وصعبة؟ ليست قاسية عليك ولا ثقيلة لأني معين لك. المحبّة تخفّف من قسوة الوصيّة!

القدّيس أغسطينوس

v     أي شيء يكون ثقيلاً وصعبًا على من احتضن بكل قلبه نير المسيح، متأسّسًا على التواضع الحقيقي، مثبِّتًا أنظاره على آلام الرب على الدوام، فرحًا بكل ما يصيبه، قائلاً: "لذلك أُسرّ بالضعفات والشتائم والضرورات والاضطهادات لأجل المسيح، لأني حينما أنا ضعيف فحينئذ أنا قوي" (2 كو 12: 10)... كيف تصير حلاوة نير المسيح العجيبة مرّة؟ إلا بسبب مرارة شرّنا‍‍! كيف يصير الحمل الإلهي الخفيف للغاية ثقيلاً؟ إلا لأنه في وقاحتنا العنيدة نستهين بالرب الذي به نحمل حمله!، خاصة وأن الكتاب المقدّس بنفسه يشهد بذلك بوضوح، قائلاً: "الشرّير تأخذه آثامه وبحبال  خطيّته يُمسك" (أم 5: 22)؟‍ أقول أنه من الواضح أننا نحن الذين نجعل من طرق الرب السهلة السليمة طرقًا متعبة، وذلك بسبب حجارة شهواتنا الرديئة الثقيلة، إذ بغباوة نجعل الطريق الملوكي محجرًا، وبترك الطريق الذي وطأته أقدام كل القدّيسين بل وسار فيه الرب نفسه، باحثين عن طريق ليس فيه آثار لمن سبقونا، طالبين أماكن مملوءة أشواكًا، فتعمينا إغراءات المباهج الحاضرة، وبتمزّق ثوب العرس بالأشواك في الظلام... وقد تغطى الطريق بقضبان الخطايا، حتى أننا ليس فقط نتمزّق بأشواك العوسج الحادة، وإنما ننطرح بلدغات الحيّات المميّتة والأفاعي المتوارية هناك، "لأنه شوك وفخوخ في طريق الملتوي" (أم 22: 5)[531].

الأب إبراهيم

v     نسمع الرسول وهو تحت هذا النير الهيّن والحمل الخفيف يقول: "بل في كل شيء نُظهر أنفسنا كخُدّام الله في صبرٍ كثيرٍ في شدائدٍ في ضروراتٍ في ضيقاتٍ في ضرباتٍ الخ..." (2 كو 6: 4). وقي موضع آخر من نفس الرسالة يقول: "من اليهود خمس مرّات قبلت أربعين جلدة إلا واحدة، ثلاث مرّات ضُربت بالعصى، مرّة رجمت، ثلاث مرّات انكسرت في السفينة ليلاً ونهارًا قضيت في العمق" (2 كو 11: 24، 25) الخ، وبقيّة المخاطر التي حقًا يمكن إحصاءها، ولكن لا يمكن احتمالها إلا بمعونة الروح القدس. لقد كان يعاني على الدوام وبكثرة من كل هذه التجارب الثقيلة والخطيرة التي أشرّنا إليها، ولكن في نفس الوقت كان الروح القدس يعمل فيه لإبطال الإنسان الخارجي وتجديد إنسانه الداخلي دومًا فيومًا. فبتذوّقه الراحة الروحيّة في مباهج الرب الغزيرة تهون المتاعب الحاضرة، على رجاء البركة المستقبلة وتخِفّ التجارب الثقيلة. هوذا ما أحلى نير المسيح الذي حمله! وما أخف ذلك الحمل!...

v     كم يسهل احتمال الضيقات الزمنيّة من أجل تجنُّب العقاب الأبدي وإدراك الراحة الأبديّة. لم يقل الإناء المختار اعتباطًا بفرح زائد: "فإني أحسب أن آلام الزمان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد أن يُستُعلن فينا" (رو 8: 18). انظر كيف أن ذلك "النير الهيّن والحمل الخفيف"، إن كان عسيرًا على القليلين الذين اختاروه لكنّه سهل للذين يحبّونه[532].

القدّيس أغسطينوس

v     كل شيء يقلقنا ويفسد القلب في أساسه ويضغط علينا هو من الشيطان، الذي هو نفسه الاضطراب والضيق الأبدي، أمّا الرب فهو سلام القلب وراحته[533].

الأب يوحنا من كرونستادت



والمجد لله دائما