هل تعبير لا تكملون مدن اسرائيل يناقض الكرازة للخليقه كلها ؟ متي 10: 23 و مرقس 16: 15 و متي 28



Holy_bible_1



الشبهة



جاء في متى 10 :23 » 23وَمَتَى طَرَدُوكُمْ فِي هذِهِ الْمَدِينَةِ فَاهْرُبُوا إِلَى الأُخْرَى. فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُكَمِّلُونَ مُدُنَ إِسْرَائِيلَ حَتَّى يَأْتِيَ ابْنُ الإِنْسَانِ.«.

قال المسيح هذا لتلاميذه وهو يرسلهم للكرازة للمدن الإسرائيلية.

ولكن هذا منقوض بقول المسيح في متى 24 :14 »14وَيُكْرَزُ بِبِشَارَةِ الْمَلَكُوتِ هذِهِ فِي كُلِّ الْمَسْكُونَةِ شَهَادَةً لِجَمِيعِ الأُمَمِ. ثُمَّ يَأْتِي الْمُنْتَهَى.«.

وبما هو في مرقس 16 :15 »14أَخِيرًا ظَهَرَ لِلأَحَدَ عَشَرَ وَهُمْ مُتَّكِئُونَ، وَوَبَّخَ عَدَمَ إِيمَانِهِمْ وَقَسَاوَةَ قُلُوبِهِمْ، لأَنَّهُمْ لَمْ يُصَدِّقُوا الَّذِينَ نَظَرُوهُ قَدْ قَامَ. 15وَقَالَ لَهُمُاذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا. «.



الرد



مضمون الشبهة مكرر ولكن الاعداد مختلفة لهذا ارجوا مراجعة ملف

هل المسيح نبي لليهود فقط

الذي قدمت فيه بادلة ان المسيح هو للعالم كله بادله من العهد القديم واقوال المسيح وايضا ادلة من اقوال التلاميذ



وباختصار السيد المسيح يتكلم في هذه الاعداد بنبوات عن بعض الازمنه التي لا يعرفها تلاميذه بعد فهم لا يعرفون المستقبل مثله .

ولهذا اقتطاع العدد من سياقه هو خطأ من المشكك ولهذا اقدم العدد في سياقه ليفهم المقصود منه

انجيل متي 10

10: 1 ثم دعا تلاميذه الاثني عشر و اعطاهم سلطانا على ارواح نجسة حتى يخرجوها و يشفوا كل مرض و كل ضعف

10: 2 و اما اسماء الاثني عشر رسولا فهي هذه الاول سمعان الذي يقال له بطرس و اندراوس اخوه يعقوب بن زبدي و يوحنا اخوه

10: 3 فيلبس و برثولماوس توما و متى العشار يعقوب بن حلفى و لباوس الملقب تداوس

10: 4 سمعان القانوي و يهوذا الاسخريوطي الذي اسلمه

10: 5 هؤلاء الاثنا عشر ارسلهم يسوع و اوصاهم قائلا الى طريق امم لا تمضوا و الى مدينة للسامريين لا تدخلوا

وهذه ارسالية التلاميذ التدريبية قبل صلب المسيح وقبل حلول الروح القدس وهذا في السنه الاولي من خدمة السيد المسيح والتي فيها لم يكن يعرف التلاميذ موضوع صلب المسيح بعد

10: 6 بل اذهبوا بالحري الى خراف بيت اسرائيل الضالة

10: 7 و فيما انتم ذاهبون اكرزوا قائلين انه قد اقترب ملكوت السماوات

نص البشاره لليهود هو التوبه لاقتراب ملكوت السموات ويعطيهم الارشادات في اثناء الخدمه وتدريبهم

10: 8 اشفوا مرضى طهروا برصا اقيموا موتى اخرجوا شياطين مجانا اخذتم مجانا اعطوا

10: 9 لا تقتنوا ذهبا و لا فضة و لا نحاسا في مناطقكم

10: 10 و لا مزودا للطريق و لا ثوبين و لا احذية و لا عصا لان الفاعل مستحق طعامه

10: 11 و اية مدينة او قرية دخلتموها فافحصوا من فيها مستحق و اقيموا هناك حتى تخرجوا

10: 12 و حين تدخلون البيت سلموا عليه

10: 13 فان كان البيت مستحقا فليات سلامكم عليه و لكن ان لم يكن مستحقا فليرجع سلامكم اليكم

10: 14 و من لا يقبلكم و لا يسمع كلامكم فاخرجوا خارجا من ذلك البيت او من تلك المدينة و انفضوا غبار ارجلكم

10: 15 الحق اقول لكم ستكون لارض سدوم و عمورة يوم الدين حالة اكثر احتمالا مما لتلك المدينة

مع ملاحظة ان ارشادات المسيح رغم انها للتلاميذ قبل الرحلة التبشيريه التدريبية قبل صلب المسيح ولكنها ايضا تصلح لما بعد قيامة المسيح

فهي تحمل مستويين المستوي الاول التاريخي والمستوي الثاني وهو الروحي المستمر والصالح لكل زمان ومكان

10: 16 ها انا ارسلكم كغنم في وسط ذئاب فكونوا حكماء كالحيات و بسطاء كالحمام

10: 17 و لكن احذروا من الناس لانهم سيسلمونكم الى مجالس و في مجامعهم يجلدونكم

10: 18 و تساقون امام ولاة و ملوك من اجلي شهادة لهم و للامم

10: 19 فمتى اسلموكم فلا تهتموا كيف او بما تتكلمون لانكم تعطون في تلك الساعة ما تتكلمون به

10: 20 لان لستم انتم المتكلمين بل روح ابيكم الذي يتكلم فيكم

10: 21 و سيسلم الاخ اخاه الى الموت و الاب ولده و يقوم الاولاد على والديهم و يقتلونهم

10: 22 و تكونون مبغضين من الجميع من اجل اسمي و لكن الذي يصبر الى المنتهى فهذا يخلص

10: 23 و متى طردوكم في هذه المدينة فاهربوا الى الاخرى فاني الحق اقول لكم لا تكملون مدن اسرائيل حتى ياتي ابن الانسان

فكما قلت سابقا هذه الوصايا خاصه برحلة التلاميذ قبل صلب المسيح ولكنها ايضا بالمستوي العام تصلح ايضا لكل وقت وتحمل مستوي نبوي

فهو يقول متي طردوكم من هذه المدينه

المستوي الاول التاريخي هو علي رحلة التلاميذ في هذا الوقت فيخرجوا الي مدينه اخري من مدن اسرائيل

والمستوي العام هنا السيد يضع مبداً هاماً، فإذا ثارت العاصفة وكان هناك فرصة أن نهدئ منها، بأن نبتعد فلنبتعد، ولا نعطى فرصة للمضايقين أن يزدادوا غضباً وثورة، لا داعى أن يلقى أحد نفسه وسط المخاطر التي قد لا يحتملها جسده الضعيف، ولكن إن وقعنا في أيديهم وطلبوا منا أن ننكر إيماننا، هنا لزم الإستشهاد.

والمستوي النبوي عن اضطهاد التلاميذ والرسل والمسيحيين وبالفعل تحققت النبوة واضطهد اليهود المسيحيين وهذا ما حدث في بداية المسيحية وبعد ذلك ايضا، إذ حينما أثار اليهود الإضطهاد ضد الكنيسة هرب المسيحيون إلى كل مكان فإنتشرت الكرازة وكان هروبهم انقاذ لهم فقد خربت اورشليم.

والجزء الثاني وهو لا تكملون مدن اسرائيل حتي يأتي ابن الانسان اقدمه ايضا بمستوياته الثلاثه التي تكلمت عنها

اولا بالمعني التاريخي هو عن التلاميذ وقت رحلتهم الاولي اي انهم قبل ان يكملون زيارة كل المدن اليهودية يستعلن ابن الانسان ويصلب ويقوم وهذا هدف مجيئ ابن الانسان الاول

وهذا حدث بالفعل فالتلاميذ لم يذهبوا الي كل مدن اسرائيل في رحلتهم هذه ولا حتي قبل ذهابهم الي اورشاليم مع السيد المسيح قبل الصلب . اذا فكلام السيد المسيح تحقق ولم يكملون مدن اسرائيل حتي صلبه

ثانيا المستوي النبوي ايضا بمعني حين ينتهى إيمان المختارين من اليهود في الجيل الاول كما قال في متي 24 يأتى إبن الإنسان ليدين الأمة اليهودية على كل ما إقترفته حتى الصليب، وستخرب أورشليم والهيكل بعد أن يخرج منها الذين آمنوا، وهذا ما حدث سنة 70م فلقد أحرق تيطس أورشليم وقتل أكثر من مليون وصلب 120000 وأحرقهم وهدم الهيكل تماماً. وكان هذا بعد أن تشتت المسيحيين في كل مكان. بل في خلال حصار أورشليم هرب منها كل المسيحيين ولم يبق منهم ولا واحد، فلم يُؤذى مسيحى واحد خلال هذا الحصار اذا نبوة المسيح ايضا تحققت وبدقه علي هذا المستوي.

ثالثا المستوي العام حتى الآن هناك يهود سيؤمنون ونحن نعلم أن دخول البقية للإيمان هو علامة على نهاية الأيام ومجئ المسيح في مجيئه الثانى. فقول السيد لا تكملون مدن إسرائيل قد يشير لكمال دخول البقية من اليهود للمسيحية في نهاية الأيام. (رو 25:11-32، 15) وبالفعل هذه الايام عدد اليهود المسيانيين اي المؤمنين بالرب يسوع المسيح في ازدياد كل يوم.

ويكمل ويقول

10: 24 ليس التلميذ افضل من المعلم و لا العبد افضل من سيده

10: 25 يكفي التلميذ ان يكون كمعلمه و العبد كسيده ان كانوا قد لقبوا رب البيت بعلزبول فكم بالحري اهل بيته

10: 26 فلا تخافوهم لان ليس مكتوم لن يستعلن و لا خفي لن يعرف

فهذا التعبير يؤكد ان المعني المباشر هو حتي وقت صلب المسيح وقيامته ويتاكد الكل ان يسوع هو المسيح المخلص والفادي

وباي مقياس من الثلاثه لايوجد ما يدل ان المسيح نبي لليهود فقط .

فهي علامة علي ميعاد اتيان ابن الانسان والعلامه انهم لن يكملوا مدن اسرائيل قبل ان يستعلن بالصلب فهذه تشهد انه يعلم المستقبل جيدا

ولا تناقض اطلاقا ارسالية المسيح لتلاميذه الي الخليقه كلها بعد القيامة



ونلاحظ ان وصية المسيح هي تدريجيه بمعني انه قال لهم

سفر أعمال الرسل 1: 8


لكِنَّكُمْ سَتَنَالُونَ قُوَّةً مَتَى حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْكُمْ، وَتَكُونُونَ لِي شُهُودًا فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ».



فيبدؤا باليهودية ثم السامره ثم اقصي الارض لان الهنا ليس اله تشتيت ولكن كل شيئ بلياقه وحسب ترتيب وهو يعلم جيدا بانهم قبل ان ينتهوا من مدن اسرائيل ستخرب اليهودية وتنهدم اورشليم

ولهذا العدد الذي استشهد به المشكك يؤكد هذا المعني ولا يتناقض معه علي الاطلاق

انجيل مرقس 16

16: 15 و قال لهم اذهبوا الى العالم اجمع و اكرزوا بالانجيل للخليقة كلها



بل وكررها متي البشير نفسه الذي استشهد المشكك بكلامه في الشاهد الاول

إنجيل متى 28: 19


فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ.



واخيرا المعني الروحي

من تفسير ابونا تادرس يعقوب واقوال الاباء

هنا يقدّم لنا السيّد مبدأ هامًا، أننا لا نلقي بنفوسنا وسط العاصف فنثير المضايقين، وإنما نتركهم ليس خوفًا على حياتنا، وإنما لتكميل رسالة الله فينا التي ائْتمنّا عليها، ولكن لا نعطي الفرصة للمضايقين أن يزدادوا غضبًا وثورة. وقد ركّز القدّيس أثناسيوس الرسولي كثيرًا على هذه العبارة في دفاعه عن هروبه من أمام وجه الأريوسيّين، كما تحدّث القدّيس البابا بطرس خاتم الشهداء عن هذا الأمر بشيء من التفصيل في قانونه التاسع[474].

v     أمرَ مخلّصنا أن نهرب عندما نُضطهد، ونختفي عندما يبحثون عنّا، فلا نعرّض أنفسنا لمخاطر معيّنة، ولا نُشعل بالأكثر ثورة المضطهدين ضدّنا بظهورنا أمامهم. فإن من يسلّم نفسه لعدوّه ليقتله إنّما يفعل ذات الشيء كمن يقتل نفسه. أمّا أننا نهرب كأمر مخلّصنا بهذا نعرف وقتنا المناسب، ونُعلن اهتمامنا الحقيقي نحو مضطهدينا، لئلا إذ يعملون على سفك الدم يصيرون مجرمين عصاه للناموس القائل: "لا تقتل" (خر 20: 13)[475].

البابا أثناسيوس الرسولي

v     لم يأمرهم قط أن يبقوا مع العدوّ، بل أن يهربوا إن اضطهدوهم[476].

القدّيس يوحنا الذهبي الفم

v     يريدنا الرب أن نهرب في زمن الاضطهاد من مدينة إلى أخرى حتى لا يُلقي أحد بنفسه وسط المخاطر التي قد لا يحتملها الجسد الضعيف أو الفكر المنطلق العنّان وهو يتوق على الحصول على إكليل الاستشهاد[477].

القدّيس أمبروسيوس



والمجد لله دائما