كيف يصف المسيح بطرس من اعطاه مفاتيح ملكوت السموات بانه شيطان ؟ متي 16: 18-19 و متي 16: 23



Holy_bible_1



الشبهة



529ـ ورد في متى 16 :18 و19 »18وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضًا: أَنْتَ بُطْرُسُ، وَعَلَى هذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْني كَنِيسَتِي، وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا. 19وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ، فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا فِي السَّمَاوَاتِ. وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاوَاتِ».« ولكن في آية 23 قال له المسيح:  »21مِنْ ذلِكَ الْوَقْتِ ابْتَدَأَ يَسُوعُ يُظْهِرُ لِتَلاَمِيذِهِ أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَذْهَبَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَيَتَأَلَّمَ كَثِيرًا مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ، وَيُقْتَلَ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومَ. 22فَأَخَذَهُ بُطْرُسُ إِلَيْهِ وَابْتَدَأَ يَنْتَهِرُهُ قَائِلاًحَاشَاكَ يَارَبُّ! لاَ يَكُونُ لَكَ هذَا23فَالْتَفَتَ وَقَالَ لِبُطْرُسَاذْهَبْ عَنِّي يَاشَيْطَانُ! أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي، لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا للهِ لكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ». «.ومَنْ كان بهذه الصفات لا يكون مالكاً لمفاتيح السموات«.



الرد



باختصار لا يوجد اي تعارض بين العددين فلا يوجد انسان كامل والكل يخطي واقوي الانبياء والرسل اخطؤوا وسقطوا في غواية الشيطان واعوزهم مجد الله فكون بطرس انه اخذ موهبة من الرب لكي يرشد الكثيرين الي المسيح ( وهذا معني مفاتيح ملكوت السموات ) لا يمنع انه لا يزال انسان ضعيف تحت الالام من الممكن ان يخطئ ويسمع لوشوشة الشيطان ويقول كلام يستحق عليه التوبيخ من الرب لكي يتوب. وايضا كونه يخطئ في تعبير يستحق عليه التوبيخ هذا لا يمنع انه قوي الايمان وانه من اوائل من يبدا التبشير باسم الرب يسوع المسيح وبقوة بعد حلول الروح القدس

ومتي البشير هو الذي كتب الامرين في نفس الاصحاح فهو لا يناقض بعضه فلم يقل احد البشيرين ان بطرس هو شيطان باستمرار والثاني قال ان بطرس بدون خطيه ليكون تناقض ولكن متي نفسه وضح ان بطرس قوي الايمان واستلم مفتاح التبشير من الرب ولكنه لازال انسان ضعيف يخطئ يحتاج مجد الله وبخاصه ان هذا قبل حلول الروح القدس



وندرس معا الامر بقليل من التدقيق

انجيل متي 16

16: 15 فقال لهم و انتم من تقولون اني انا

16: 16 فاجاب سمعان بطرس و قال انت هو المسيح ابن الله الحي

وهذه شرحتها سابقا في ملف قول بطرس انت هو المسيح ابن الله الحي لان هذا اعتراف بلاهوته بوضوح وهذا فعله بطرس قبل حلول الروح القدس ولهذا بطرس يستحق التطويب

16: 17 فاجاب يسوع و قال له طوبى لك يا سمعان بن يونا ان لحما و دما لم يعلن لك لكن ابي الذي في السماوات

وهنا طوب المسيح سمعان بطرس ولكن التطويب لا يعني العصمة فسليمان قيل له طوبي ولكنه اخطأ بشده ة وسفر المزامير يقول طوبي للذي غفرت خطيته وليس لانسان لا يخطي

سفر المزامير 32

1 طُوبَى لِلَّذِي غُفِرَ إِثْمُهُ وَسُتِرَتْ خَطِيَّتُهُ.
2
طُوبَى لِرَجُل لاَ يَحْسِبُ لَهُ الرَّبُّ خَطِيَّةً، وَلاَ فِي رُوحِهِ غِشٌّ
.

لان الفكر المسيحي يؤكد انه لا يوجد انسان واحد بلا خطية

سفر المزامير 14: 3

الْكُلُّ قَدْ زَاغُوا مَعًا، فَسَدُوا. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحًا، لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ.



رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 3: 12

الْجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعًا. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحًا لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ.

فلهذا تطويب سمعان لا يعني انه لن يخطئ ولكنه انسان تحت الالام يخطئ ايضا

ويقول له ان لحما ودما لم يعلن لك اي ان بطرس بشهادته هذه واعلانه كان حساسا لسماع صوت الله فنطق وشهد ان يسوع هو المسيح ابن الله الحي

فالرب يسوع المسيح يوضح ان إيماننا بالمسيّا الملك، ابن الله المتأنّس، ليس فكرة فلسفيّة نعشقها، ولا هو وليد إيمان عقلاني نتقبّله من لحم ودم، إنّما هو إعلان إلهي يشرق به الآب بروحه القدّوس على شعبه خلال الرسل والتلاميذ، فتسلّمته الكنيسة كإعلان إلهي رسولي، كوديعة تَقدِمه من جيلٍ إلى جيلٍ، ليس كتسليمٍ بشري إنّما هو تسليم إلهي، يشرق به الله في قلوب المؤمنين خلالها. إنه عمل إلهي في داخل القلب قادر أن يربط النفس بملكها، فنعيش الحياة الملكوتيّة السماويّة. وما تمّ لبطرس الرسول يتحقّق مع كل عضو في كنيسة المسيح المقدّسة وإن كان بطرق مختلفة، خلال الكاهن أو كلمة وعظ أو كلمة مكتوبة، لكن المعلن الخفي هو الله نفسه، الذي يعمل في القلوب لإعلان الإيمان فيها.



16: 18 و انا اقول لك ايضا انت بطرس و على هذه الصخرة ابني كنيستي و ابواب الجحيم لن تقوى عليها

المسيح قال له انت بطرس ( بيتروس ) وليس انت الصخره ( بيترا ) والمعني الذي قصده المسيح ان معني اسم بطرس هو مستمد من كلمة الصخرة ( بترا ) ويقول المسيح لبطرس قوي الايمان في هذه اللحظه ان ايمانه المستمد من المسيح مثل صخرة قوية والايمان القوي هو الذي تقوم عليه الكنيسة وهو الايمان القوي بان يسوع هو المسيح ابن الله الحي المتجسد المخلص

فالمسيح هو الصخرة القوية الذي يستمد منه بطرس ايمانه مثل اسم الصخره التي يستمد منها بطرس اسمه.

سفر المزامير 81: 16

وَكَانَ أَطْعَمَهُ مِنْ شَحْمِ الْحِنْطَةِ، وَمِنَ الصَّخْرَةِ كُنْتُ أُشْبِعُكَ عَسَلاً».



رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 10: 4

وَجَمِيعَهُمْ شَرِبُوا شَرَابًا وَاحِدًا رُوحِيًّا، لأَنَّهُمْ كَانُوا يَشْرَبُونَ مِنْ صَخْرَةٍ رُوحِيَّةٍ تَابِعَتِهِمْ، وَالصَّخْرَةُ كَانَتِ الْمَسِيحَ.



بالتجسّد الإلهي تقدّم ابن الله الحيّ كحجر زاوية يسند البناء كلّه فلا تقدر الزوابع أن تحطّمه ولا العواصف أن تهز حجرًا واحدًا منه ومن يؤمن به يتركز ايمانه علي صخرة المسيح القوية.

معنى الكلام أن الكنيسة ستؤسس على هذا الإيمان الذي نطق به بطرس، أن المسيح هو إبن الله الحى. وبإتحادنا به خلال المعمودية نصير أولاد الله، وندخل إلى العضوية في الملكوت الروحى الجديد

ويكمل ابواب الجحيم اي مملكة الشيطان لن تقوي عليها اي لا تصمد امام قوة صخرة الايمان ويقولها بالمؤنث لانه لا يتكلم عن بطرس ولكن علي الايمان فالمعني ليس ان ابواب الجحيم لن تقوي علي بطرس ولكن علي الايمان بان يسوع هو المسيح ابن الله الحي



16: 19 و اعطيك مفاتيح ملكوت السماوات فكل ما تربطه على الارض يكون مربوطا في السماوات و كل ما تحله على الارض يكون محلولا في السماوات

وهنا السلطان الكهنوتي وليس لبطرس فقط بل لكل تلاميذه وتلاميذهم من بعدهم والتسليم الرسولي وما يثبت كلامي هو متي البشير نفسه

إنجيل متى 18: 18

اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ مَا تَرْبِطُونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا فِي السَّمَاءِ، وَكُلُّ مَا تَحُلُّونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاءِ.



انجيل يوحنا 20

20: 22 و لما قال هذا نفخ و قال لهم اقبلوا الروح القدس

20: 23 من غفرتم خطاياه تغفر له و من امسكتم خطاياه امسكت

وعلامة المفتاح هي علامه قديمه عند اليهود واليونان والمصريين القدماء ايضا فاليهود كان من ينبغ في دراسة الكتب في فترة التلمذه وبعد تدريب كافي يعطوه مفتاح خزانة الكتب وهذا يعني انه يحق له ان يبدأ في تعليم الاخرين بعد ان يكون امضي العديد من السنوات في الدراسه وتاكدوا من فكره وعلمه

وايضا اليونانيين كانوا يعطوا للكاهن علامة الكهنوت وهي المفتاح

فالمقصود ان المسيح يعلن ان بطرس فيما بعد سيكون معلم رائع ليجذب الكثيرين الي الايمان بالمسيح

وكما شرحت سابقا في ملف

معني تعبير ملكوت السموات وملكوت الله

وهي تعني ملكوت ربنا يسوع المسيح او مملكة المسيح التي تبدأ علي الارض وتستمر وتمتد الي الابديه في السموات

فالمسيح يعلن ان بطرس سيكون معلم باسم المسيح ويجذب الكثيرين الي ملكوت المسيح اي الايمان بالمسيح وهذا حدث فعلا فبطرس اجتذب الكثيرين الي الايمان بالمسيح وهو او من بدا بالوعظات القوية

سفر أعمال الرسل 2

38 فَقَالَ لَهُمْ بُطْرُسُ : «تُوبُوا وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَلَى اسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِغُفْرَانِ الْخَطَايَا، فَتَقْبَلُوا عَطِيَّةَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.
39
لأَنَّ الْمَوْعِدَ هُوَ لَكُمْ وَلأَوْلاَدِكُمْ وَلِكُلِّ الَّذِينَ عَلَى بُعْدٍ، كُلِّ مَنْ يَدْعُوهُ الرَّبُّ إِلهُنَا
».
40
وَبِأَقْوَال أُخَرَ كَثِيرَةٍ كَانَ يَشْهَدُ لَهُمْ وَيَعِظُهُمْ قَائِلاً
: «اخْلُصُوا مِنْ هذَا الْجِيلِ الْمُلْتَوِي».
41
فَقَبِلُوا كَلاَمَهُ بِفَرَحٍ، وَاعْتَمَدُوا، وَانْضَمَّ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ نَحْوُ ثَلاَثَةِ آلاَفِ نَفْسٍ
.



اذا كلام المسيح تحقق وبالدليل عن بطرس وسلطانه الكهنوتي ايضا تم هو وبقية التلاميذ

سفر أعمال الرسل 5: 15

حَتَّى إِنَّهُمْ كَانُوا يَحْمِلُونَ الْمَرْضَى خَارِجًا فِي الشَّوَارِعِ وَيَضَعُونَهُمْ عَلَى فُرُشٍ وَأَسِرَّةٍ، حَتَّى إِذَا جَاءَ بُطْرُسُ يُخَيِّمُ وَلَوْ ظِلُّهُ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ.



ثم الوصيه بالكتمان حتي تتميم الخلاص

16: 20 حينئذ اوصى تلاميذه ان لا يقولوا لاحد انه يسوع المسيح

16: 21 من ذلك الوقت ابتدا يسوع يظهر لتلاميذه انه ينبغي ان يذهب الى اورشليم و يتالم كثيرا من الشيوخ و رؤساء الكهنة و الكتبة و يقتل و في اليوم الثالث يقوم

16: 22 فاخذه بطرس اليه و ابتدا ينتهره قائلا حاشاك يا رب لا يكون لك هذا

16: 23 فالتفت و قال لبطرس اذهب عني يا شيطان انت معثرة لي لانك لا تهتم بما لله لكن بما للناس



وهنا سقط بطرس في بداية ضربه يمينية اراد الكتاب توضيحها لكي نتعظ منها وهي لو مدح خادم فيجب ان ينتبه بشده لكي لا يسقط في الضربه اليمينية وبالفعل بعد مدح المسيح لبطرس مباشرة سقط بطرس وسمع لوسوسة الشيطان فبدأ ان ينتهر الرب لكي لا يصلب وهذا تعطيل لخطة الخلاص فبطرس ليس شيطانا ولكنه كرر ما وسوس به الشيطان له فهو لازال يريد المسيح القوي وهو لازال ضعيف لانه لم يقبل الروح القدس بعد

اذا لا تناقض بين العددين ولا يمنع ان بطرس الذي اعطاه المسيح مفتاح التبشير ان يعنفه المسيح بشده بسبب انه يكمل بفكره الخطأ وهذا يوضح ان الكل عرضه للخطأ ولا يوجد احد معصوم الا الرب فقط هو الذي لا يفعل خطية

وهذا العدد كتبه متي البشير بارشاد الروح القدس لكي نتعظ كلنا وننتبه فبطرس قوي الايمان اخطأ فما بالنا نحن ضعفاء الايمان

ويشرح المسيح اكثر بتعبير انت معثرة لي اي ان من يقاوم الصلب او من يرفض الايمان بان الرب يسوع المسيح صلب هو معثرة وهو من الشيطان او يتبع فكر الشيطان بدون ان يدري ولا يوجد من يهتم بتعطيل الفداء سوى الشيطان، والشيطان هو الذي يوسوس في داخلنا برفض الصليب.

ويكمل بقول انت لا تهتم بما لله والترجمة الحرفية لكلمة تهتم، أن عندك وجهة نظر معينة فهناك من لهم وجهة نظر لا تتفق مع وجهة نظر الله (مثل بطرس هنا) وهي أننا نقبل أن نسير مع المسيح في الصحة والمجد العالمى والغنى المادى.. الخ أما لو وُجِدَ صليب، نرفض المسيح ونتصادم معهُ. ويكون هذا بإيعاز من الشيطان. لذلك قال السيد لبطرس إذهب عنى يا شيطان، لأن بطرس كان يكرر فكر الشيطان. والشيطان الخبيث دائماً يسعى لأن يقنع أولاد الله بأنه لو أن الله يحبهم لأعطاهم خيرات زمنية (مال وعظمة وقوة وسلطان.. )ولكن لنعلم أنه كرئيس لهذا العالم (يو 30:14) يغرينا بما تحت يديه، لكن أولاد الله يرفضون العالم بما فيه حتى الصليب، ويقبلون من يد أبيهم السماوي ما يسمح به سواء خيرات زمنية أو صليب، فما يسمح به أبوهم السماوى فيه حياتهم الأبدية، ولكن شرط الشيطان أن يعطينا من خيرات العالم أن نخر ونسجد لهُ (مت 9:4). والمسيح أعطانا مثلاً حتى نفهم هذا

مع ملاحظة ان كل هذا قبل حلول الروح القدس علي التلاميذ وخطا قول بطرس المؤقت لم يؤثر علي ايمانه فهو تعلم الدرس من الرب وكانت بشارته قوية ومعجزاته كانت قوية بالموهبة التي تسلمها من الرب



واخيرا المعني الروحي

من تفسير ابونا تادرس يعقوب واقوال الاباء

*     إنه لم يقل له أنت صخرةtu es Petra بل أنت بطرسtu es Petrus، فإن الصخرة كانت المسيح (1 كو10: 4)، التي اعترف بها سمعان كما لو اعترفت الكنيسة كلها، لذلك دُعى "بطرس"[626].

القدّيس أغسطينوس

*     لقد عنى بهذا: أنه على هذا الإيمان وعلى هذا الاعتراف ابني كنيستي. لقد أظهر بهذا أن كثيرين يؤمنون بما اعترَف به بطرس، كما أنه بهذا رفع من روحه وجعله راعيًا.

القدّيس يوحنا الذهبي الفم

*     كما أنه هو النور ويهب تلاميذه أن يدعوا "نور العالم"، كذلك نالوا الأسماء الأخرى من الرب. لقد أعطى لسمعان الذي آمن بالمسيح الصخرة أن يُدعى بطرس "الصخرة".

القدّيس جيروم

*     من يتمثل بالمسيح فهو صخرة.

العلاّمة أوريجينوس

*     عظيمة هي محبّة المسيح الذي أعطى كل ألقابه لتلاميذه، فيقول: "أنا هو نور العالم" (يو 8: 12) ومع ذلك يعطي من طبعه لتلاميذه قائلاً: "أنتم نور العالم" (مت 5: 14). يقول: "أنا هو الخبز الحيّ" (يو 6: 35)، ونحن جميعًا خبز واحد (1 كو 10: 17). يقول: "أنا هو الكرمة الحقيقيّة" (يو 15: 1)، ويقول لك: "غرستُك كرمة سورَق زرع حق كلها" (إر 2: 21).

المسيح هو الصخرة: "كانوا يشربون من صخرة روحيّة تابعتهم، والصخرة كانت المسيح" (1 كو 10: 4)، ولم يحرم تلميذه من هذا الاسم، فهو أيضًا صخرة، إذ تكون لك صلابة الصخر الراسخ وثبات الإيمان. اجتهد أن تكون أنت أيضًا صخرة، فلا يبحثون عن الصخرة خارجًا عنك وإنما في داخلك.

صخرتك هي عملك، وهي روحك، وعليها تبني بيتك فلا يقدر عاصف من عواصف الروح الشرّير أن يسقطه.

صخرتك هي الإيمان الذي هو أساس الكنيسة، فإن كنتَ صخرة تكون كنيسة، وإن كنتَ في الكنيسة فأبواب الجحيم لن تقدر عليك، هذه التي هي أبواب الموت[627].

القدّيس أمبروسيوس



والمجد لله دائما