هل صلب اللصوص كان بالحقيقه عقوبه رومانية ؟ متي 27: 38 و مرقس 15: 27 و لوقا 23

 

Holy_bible_1

 

الشبهة

 

في متّى ومرقس ذُكر أن المصلوبين مع المسيح كانا لصين

متّى 27: 38 » وَصَلَبُوا مَعَهُ لِصَّيْنِ، وَاحِداً عَنِ الْيَمِينِ، وَوَاحِداً عَنِ الْيَسَارِ. «.

مرقس 15: 27 » وَصَلَبُوا مَعَهُ لِصَّيْنِ، وَاحِداً عَنْ يَمِينِهِ، وَوَاحِداً عَنْ يَسَارِهِ. «

ـ ولكن هذا ضعيف احتماله أو معدوم، حيث أن صلب اللصوص يبدو عجيباً، ولو نفّذه الروم أو الحكّام لأبادوا اليهود في سنين قليلة. 

ـ كما نجد التلميذ ومريم أم المسيح عليهما السلام وأختها ومريم المجدلية عند الصليب يُكلّمهم المسيح مصلوباً،وهذا مُستبعد من الجند والحرّاس المسئولين عن الصلب،أن يسمحوا بالاقتراب من المصلوب أثناء صلبه،خاصة وهم أهل المصلوب وذويه. 

 

الرد

 

الرد باختصار ان المشكك يحكم علي كلمة لص بانه سارق خفيه مثل النشال او من ياتي البيوت ليلا ولكن هذا ليس صحيح فالكلمه تصف لصوص بالاكراه والقتل وهم قتله لاجل السرقه وقطاع طرق خطيرين وكثير من القوانين تحكم عليهم بالاعدام او المؤبد 

ولتاكيد هذا ندرس الكلمات لغويا وتاريخيا 

قاموس سترونج

G3027

λῃστης

lēstēs

lace-tace'

From ληΐ́ζομαι lēizomai (to “plunder”); a brigand: - robber, thief.

نهاب قاطع طريق لص سارق

قاموس ثاير

G3027

λῃστης

lēstēs

Thayer Definition:

1) a robber, plunderer, freebooter, brigand

Part of Speech: noun masculine

A Related Word by Thayer’s/Strong’s Number: from leizomai (to plunder)

Citing in TDNT: 4:257, 532

لص نهاب قاطع طريق 

فالكلمه مقصود بها ليس النشالين والسراق ولكن المقصود بها افراد عصابات قاطعي الطريق وهم قتله وارهابيين 

والكلمه استخدمت بهذا المعني بالفعل فوصف بها باراباس رغم انه قاتل 

إنجيل يوحنا 18: 40

 

فَصَرَخُوا أَيْضًا جَمِيعُهُمْ قَائِلِينَ: «لَيْسَ هذَا بَلْ بَارَابَاسَ!». وَكَانَ بَارَابَاسُ لِصًّا.

وهو ليس لص بمعني السرقه فقط ولكن ايضا قاتل 

انجيل لوقا 23

18 فَصَرَخُوا بِجُمْلَتِهِمْ قَائِلِينَ: «خُذْ هذَا! وَأَطْلِقْ لَنَا بَارَابَاسَ!»
19 وَذَاكَ كَانَ قَدْ طُرِحَ فِي السِّجْنِ لأَجْلِ فِتْنَةٍ حَدَثَتْ فِي الْمَدِينَةِ وَقَتْل.

 

انجيل مرقس 15

6 وَكَانَ يُطْلِقُ لَهُمْ فِي كُلِّ عِيدٍ أَسِيرًا وَاحِدًا، مَنْ طَلَبُوهُ.
7 وَكَانَ الْمُسَمَّى بَارَابَاسَ مُوثَقًا مَعَ رُفَقَائِهِ فِي الْفِتْنَةِ، الَّذِينَ فِي الْفِتْنَةِ فَعَلُوا قَتْلاً.

 

وايضا استخدمها السيد المسيح لوصف خروجهم علي قطاع الطرق

إنجيل متى 26: 55

 

فِي تِلْكَ السَّاعَةِ قَالَ يَسُوعُ لِلْجُمُوعِ: «كَأَنَّهُ عَلَى لِصٍّ خَرَجْتُمْ بِسُيُوفٍ وَعِصِيٍّ لِتَأْخُذُونِي! كُلَّ يَوْمٍ كُنْتُ أَجْلِسُ مَعَكُمْ أُعَلِّمُ فِي الْهَيْكَلِ وَلَمْ تُمْسِكُونِي.

 

إنجيل مرقس 14: 48

 

فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «كَأَنَّهُ عَلَى لِصٍّ خَرَجْتُمْ بِسُيُوفٍ وَعِصِيٍّ لِتَأْخُذُونِي!

 

وايضا استخدمت لوصف قطاع الطرق في مثال السامري الصالح

انجيل لوقا 10

30 فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ: «إِنْسَانٌ كَانَ نَازِلاً مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى أَرِيحَا، فَوَقَعَ بَيْنَ لُصُوصٍ، فَعَرَّوْهُ وَجَرَّحُوهُ، وَمَضَوْا وَتَرَكُوهُ بَيْنَ حَيٍّ وَمَيْتٍ.

اذا ففهمنا ان الكلمه تستخدم لوصف عصابات قطاع الطرق القتله 

ولتاكيد ذلك هناك كلمه اخري يوناني استخدمها الكتاب المقدس لوصف السراق الذي ياتي خفيه وليس باكراه

قاموس سترونج

G2812

κλέπτης

kleptēs

klep'-tace

From G2813; a stealer (literally or figuratively): - thief. 

 سارق حرفيا او مجازيا سارق

 

G2812

κλέπτης

kleptēs

Thayer Definition:

1) an embezzler, pilferer

1a) the name is transferred to false teachers, who do not care to instruct men, but abuse their confidence for their own gain

Part of Speech: noun masculine

A Related Word by Thayer’s/Strong’s Number: from G2813

Citing in TDNT: 3:754, 441

مختلس سارق وهو اسم المعلمين الكذبه الذين يسعون لمكاسب شخصية 

فاعتقد بهذا تاكدنا ان الكلمه لا تصف السراق ولكن تصف قطاع الطرق اللصوص القتله الارهابيين 

 

ثانيا نتكلم هنا تاريخيا عن الدوله الرومانيه وهي دوله وحشية في تنفيز العقوبات فالجلد لااي مذنب لم يكن فقط بعصا ولكن بيد خشب بها عدة سيور تنتهي بقطع عظم حادة او رصاص مدبب لكي تمزق الجلد واللحم معا وكان المذنب حتي لو كان ذنبه بسيط كان منهم كثيرين يموتوا من شدة الجلد الوحشي فماذا نتوقع من هؤلاء ان يفعلوا مع قطاع الطرق القتلة 

بالطبع عقوبة الصلب هذه متوقعه لهم 

وبخاصه ان الدوله الرومانية كانت تميز بين رعاياها رومانيين الجنسية ولا تجلدهم ولا تحكم عليهم بسهوله الا بعد تحقيق وبين بقية الامم الخاضعين للرومان فهؤلاء ارهابهم كان افضل وسيله للسيطره عليهم 

بل اخبر يوسيفوس انه شاهد الرومان يصلبوا الكثيرين 

I saw many captives crucified, and remembered three of them as my former acquaintance. I was very sorry at this in my mind, and went with tears in my eyes to Titus, and told him of them;

فان كانوا يفعلون ذلك باشخاص ليسوا اشرار من اليهود فماذا نتوقع من الرومان ان يفعلوا بالاشرار ؟

وبالفعل كان الرومان يصلبون بالالاف كما ذكر المؤرخين 

 

واخيرا هل كان اللص اليمين قاطع طريق تاريخيا ؟

بعض الكتب الابكريفية تكلمت قليلا عن اللص اليمين وهي معلومات غير مؤكده ولكن ايضا غير مرفوضه مثل ما جاء في انجيل نيقوديموس المنحول بان اسم اللص اليمين ديماس او ديسماس 

وايضا جاء في انجيل الطفولة ان ديماس هو تيطس احد المشتركين في العصابه التي اعترضت العائله المقدسه في طريقها الي مصر ولكنه عندما اشتم رائحة البخور الزكيه من الطفل يسوع رفض ان يضايق احد العائله المقدسه وتركهم يكملوا رحلتهم ولم ينسي هذا الموقف حتي عرفه علي عود الصليب 

وايضا ذكر هذا الكتاب ان اسم اللص اليمين ديماس واليسار جستاس وهما شقيقين 

اذا هو قاطع طريق وقاتل بالفعل وهؤلاء كان يقبض عليهم الجنود الرومان ويصلبوهم عبره لاي اخر يفكر ان يقطع طرق الدوله الرومانية 

تاريخيا وباختصار الصلب او التعليق علي الخشبه هي عقوبة قديمه جدا حتي قبل زمن موسي  كان الصليب في البداية قائمًا عموديًّا كجذع الشجرة. وقد ورد ذكره في سفر تثنية الاشتراع بالعهد القديم (تث 21: 23)، وترجمه القدّيس هيرونيمُس بكلمة صليب Crux. واحتفظت اللغة اليونانيّة بكلم قائم Stauros لتُشير بها إلى الصليب. وأُضيف في ما بعد إلى القائم الشاقوليّ آخرُ أُفقيّ أو عارضة، وصار يُثّبت المحكوم عليهم إليها بواسطة المسامير أو الحبال، ويُتركون على هذا النحو حتّى يموتون. كان الصليب منخفضًا، ولا يُصلب عاليًّا إلاّ مرتكبو الجرائم الفظيعة ليكونوا عبرة لمَن يعتبر. 

اختلفت أشكال الصلبان كثيرًا: فهناك الصليب ذو الأطراف الثلاثة Crux Commisa الّذي يُشبه الحرف تي اليونانيّ، والصليب ذو الأطراف الأربعة الّذي سُمّي immisa أو capitata حيث يعلو طرف القائم العموديّ العارضة الأُفقيّة، وهو شكل صليب المسيح كما ورد في تقليد الكنيسة، وعلى الجزء العلويّ البارز علَّق الجنود سبب الإعدام (متى 27: 37). ويقول القدّيس أيريناوس إنّ صليب لمسيح له أربعة أطراف: اثنان في الطول واثنان في العرض.

بالإضافة إلى تنوّع أشكال الصليب، اختلفت طرق الصلب لا من مدينة إلى أُخرى وحسب، بل من إعدام إلى آخر. ممّا يجعل عمليّة التصنيف أمرًا مستحيلاً. ومع ذلك، ميّز هيرودتس نوعين من الصلب الأوّل يُشير إلى صلب الإنسان حيًّا، وثانٍ لتعليق جثّة قتيل على الصليب. في كلتا الحالتين، تبقى الغاية نفسها: أن تنال الضحيّة أشدّ أنواع الإهانة. لذلك تُثبّت على الصليب بالمسامير أو الحبال، وتُترك لتموت ببطء، إن كانت حيّة، أو تُقدّم طعامًا للطيور إن كانت ميّتة. وقد أرهبت هذه الطريقة في الإعدام القدماء فامتنعوا عن الكلام عليها بالتفصيل، ممّا يُصعّب علينا معرفة طرق الصلب. فقد وصف هيرودتس موت بوليقراطس الساموزي وقال: "قُتل بطريقة لا يمكن قولها، وثُبّتت جثّته على خشبة". ويصف في مكان آخر، وبتفصيل أكثر، إعدام كسانثيب القائد الأثينيّ، الّذي اتُّهم بتدنيس المقدّسات، فيقول "سمّروه على ألواح خشبيّة وعلّقوه، ورجموا ابنه أمام عينيه".

بعج هيرودتس، صارت الكلمتان مترادفتين، وزال التمييز بين الصلب وعرض الجثّة على قائم خشبيّ. وظلّت طريقة الإعدام متنوّعة، لأنّ من حقّ الجلاّدين تعذيب الضحيّة بوحشيّة كما يحلو لهم. فالفيلسوف سينيكا الرواقيّ يُعطينا على ذلك شهادة قيّمة: "أرى أمامي صلبانًا ليست متشابهة بل تختلف بحسب صانعها: فهناك من يدلّون رؤوس ضحاياهم إلى أسفل، وآخرون يمدّون أذرعتهم على عارضة". ويتفادى المؤرّخ اليهوديّ فلافيوس يوسف وصف الصلب حين يذكر مصير اليهود الذين حاولوا الفرار من أورشليم المحاصرة في العام 70 ميلاديّ فيقول: "أُلقي القبض على يهوديّ في أثناء غارة، فصلبه طيطس مواجهًا للسور، لآنّ الآخرين سيفزعون من هذا المنظر... وحين كانوا (اليهود) على وشك السقوط في أيدي الرومان، كانوا يُجبرون على الفاع عن أنفسهم. وبعد المعركة يفوت أوان طلب العفو، فيُجلدون، ويخضعون قبل الموت إلى جميع أنواع العذيب، ثمّ يُصلبون مواحهةً للسور. لا شكّ أنّ آلامهم أثارت الشفقة في نفس طيطس. ولكن: بما أنّ عددهم – وقد بلغ حتّى الخمس مئة في كلّ يوم – كان كبيرًا جدًا، ومن الخطر إطلاق سراحهم أو الاحتفاظ بهم، ترك جنوده يتصرّفون كما يشاؤون، خصوصًا وأنّه أمِل بأنّ مشهد الصلبان الرهيب سيحثّ المحاصرين على الاستسلام. وجعل الجنود يهينون الأسرى من شدّة غضبهم وحقدهم، فيصلبون كلّ واحد في وضعيّة مختلفة. وبسبب العدد الكبير، لم يبقَ أماكن للصلبان ولا صلبان للأجساد".

 اول من مارس الصلب في الخشبة الرباعية الشكل غالبا هم الفارسيين حيث يروي المؤرّخ اليوناني هيرودوتس (484-425 ق. م.) صلب ثلاثة آلاف بابلي من قبل داريوس الأوّل (522-486 ق. م.) ملك فارس. من هناك، تعرّف عليه الاغريق، ونقلها عنهم الاسكندر

الاكبر بعد فتوحاته وانتقلت هذه العقوبة الي منطقة البحر المتوسط واصبحوا متمكنين فيها  ويمارسوها بكثرة. لدى الرومانيين، كان الصلب مخصّصًا للطبقات الدنيا، مثل العبيد واللصوص  والغرباء. والصلب هو الاكثر قساوة بين العقوبات المعتمدة، يليه الحرق، ثمّ قطع الرأس، فالرمي للحيوانات المفترسة. بعد ثورة سبارتاكوس، صَلب كراسوس (115-53 ق. م.)، أحد حكام روما الثلاثة، ستة آلاف أسير على الطريق بين روما وكاپوا. واستنادًا إلى المؤرّخ اليهودي فلافيوس يوسيفوس (37-100 ب. م.) فإنّ القائد الرومانيّ تيطس (39–81) كان يقوم بصلب خمسمائة يهودي في اليوم الواحد، أبّان حصار أورشليم في العام 70  

يحفل علم الآثار، في العصر الحديث، باكتشافاتٍ هامة، ساهمت في تنوير العلماء والباحثين، حول تفاصيل عمليّة الصلب. ففي سنة 1940، تمّ اكتشاف لوحة من المرمر، في مدينة بوتسوالي Pozzuoli الواقعة جنوبيّ إيطاليا، تعود إلى القرن الأوّل، قبل الميلاد، حُفرت عليها قواعد عمليّة الصلب، مع واجبات "متعهّد الصلب" وعمّاله وأجورهم ومعدّاتهم و... أُطلق عليها تسمية Tabula Puteolana . تلاها، عام 1965، إكتشاف لوحةٍ أُخرى، في مدنية كومو Como الواقعة شماليّ إيطاليا، أُطلق عليها تسمية Tabula Cumana . ثمّ عُثر، لاحقًا، على مخربشات graffitis تمثّل الصلب، في عدّة مدنٍ إيطاليّة، في بوتسوالي ذاتها، وفي بومباي Pompei ، يعود تاريخها إلى القرن الميلادي الأوّل.
وفي سنة 1968، عُثر، بالقرب من أورشليم، على بقايا رجل في العقد الثالث من العمر، يُدعى يوحنان بن حزقيال، تبيَّن أنّه مات صلبًا، في الفترة التي سبقت احتلال أورشليم في العام 70م. وبالإضافة إلى هذه البقايا، كانت هناك قطعٌ من خشب الصليب، ومسمارٌ طويلٌ استُعمل في صلبه. وقد استطاع العلماء، من خلال معاينتهم آثار احتكاك المسامير باليدين والرجلين، أَن يكوِّنوا صورةً عن وِضعَة جسم المصلوب، على الصليب، مكتشفين بذلك بعض التفاصيل الهامّة في عمليّة الصلب. وتجدر الإشارة، أيضًا، إلى شهادات العديد من الناجين من مخيّمات الموت الهتلريّة في أَوشفيتز Auschwitz وداخاو Dachau ، حيث كانت تجري عمليّة صلب بعض المعتقَلين.

كان الصليب مكونًا من عدة اقسام:
- عارضة عمودية stipes crucis   طولها عادة متران crux humilis  لكن كان بامكانها أن تتعدى هذا الطول أحيانًا crux sublimis تكون ثابتة في مكان الصلب 
- عارضة أفقية Patibulum يحملها المحكوم عليه ويمشي بها من المحكمة إلى مكان تنفيذ الحكم. 
- كرسي الجلوس Sedile وهي نتوءة أفقية كانت تضاف أحيانًا كي يجلس المحكوم عليها لإطالة عذابه. 
- كرسي القدمين Suppedaneum وهي لوحة أفقية أو عرضية لوضع القدمين.
- رقعة الحكم Titulus  حيث يكتب عليها اسم المحكوم عليه وجريمته. 

كان هناك نوعان للتثبيت على الصليب: التسمير أو الربط بالحبال، وكان النوع الأوّل هو الأكثر استعمالاً. وبسبب طرطليانس (القرن الثالث) الذي كتب: "وحده صلب بهذه الطريقة المميزة"، كانت الرسوم المسيحية غالبًا ما تظهر المسيح بين مصلوبين مربوطين.

اذا ما قاله المشكك هي شبهة لا اصل لها 

واخيرا المعني الروحي 

من تفسير ابونا انطونيوس فكري

بدأ اللصين بالتجديف على السيد (مت44:27). وكانا كلاهما يعيرانه ثم بدأ لص منهم يراجع نفسه ويذكر خطاياه هو، فصار كشعلة منتشله من النار (زك2:3) أما الآخر فكان مصراً على تجديفه، وبالرغم من كل ألامه لم يمنع لسانه. وكما يقول الحكيم "إن دققت الأحمق في هاون فلن تفارقه حماقته" والكنيسة تعودت أن تطلق على اللص التائب، اللص اليمين فهو بتوبته وبإيمانه بالسيد المسيح صار عن اليمين مثل الخراف وترك المكان الأيسر الذي للجداء للص الآخر (مت33:25). والمسيح جذب هذا اللص اليمين من الصليب للفردوس ليظهر أن التوبة لا تتأخر في عملها. وبتوبته وإعترافه تجرأ أن يطلب الملكوت مع أنه لص. والسيد أعطى الفردوس للص اليمين وترك اللص اليسار فكان دياناً وهو على الصليب. وتاب اللص إذ شعر بخطاياه. وقارن بين المسيح البار المصلوب (وهو بالتأكيد قد سمع عنه) وبين حاله ووجد أنه يستحق كلص عقوبته. فكان أن إعترف بأنه خاطئ ويستحق العقوبة. وقاده إعترافه إلى الإيمان، وإنفتحت عيناه وإستنارت فعرف أن المسيح هو ملك. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). والله هو الذي يكشف عن عيوننا فنعلم، وهذا لمن يريد الإبن أن يكشف لهُ (لو22:10+مز18:119). لقد أضاء النور الإلهي عيني ذلك اللص، وكان هناك إلهام إلهي لهُ، كما سبق المسيح وقال لبطرس إن لحماً ودماً لم يعلنا لك بل أبى الذي في السموات. وقد يكون اللص سمع من قبل أن المسيح هو ملك اليهود أويكون قد سمع الحوار مع بيلاطس حين قال لهُ المسيح مملكتي ليست من هذا العالم. لكن إيمان هذا اللص فاق كل هذا إذ هو عَرِفَ أن المسيح هو الملك السمائي الذي ملكه سمائي وليس أرضياً وهذه النقطة كان ان حتى التلاميذ لم يفهموها تماماً في هذا الوقت. وأن المسيح هو الذي سيأتي للدينونة، بل صار لهذا اللص رجاء في البعث من الأموات وصار لهُ رؤية واضحة لأن المسيح المعلق على الصليب سيكون لهُ سلطان أن يعطى لمن يريده أن يوجد في ملكوته.

 

والمجد لله دائما