هل بالغ بعض المبشرين في معجزات المسيح بدليل تحويل شفاء اصم الي انهم كثيرين ؟ مرقس 7: 32 و متي 15: 30 و يوحنا 21: 25



Holy_bible_1



الشبهة



ورد في مرقس 7 :32 أن المسيح شفى أصم أعقد:

» 32وَجَاءُوا إِلَيْهِ بِأَصَمَّ أَعْقَدَ، وَطَلَبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ. 33فَأَخَذَهُ مِنْ بَيْنِ الْجَمْعِ عَلَى نَاحِيَةٍ، وَوَضَعَ أَصَابِعَهُ فِي أُذُنَيْهِ وَتَفَلَ وَلَمَسَ لِسَانَهُ، 34وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ، وَأَنَّ وَقَالَ لَهُإِفَّثَا». أَيِ انْفَتِحْ. 35وَلِلْوَقْتِ انْفَتَحَتْ أُذْنَاهُ، وَانْحَلَّ رِبَاطُ لِسَانِهِ، وَتَكَلَّمَ مُسْتَقِيمًا. «.

وجاء في متى 15 :30 » 30فَجَاءَ إِلَيْهِ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ، مَعَهُمْ عُرْجٌ وَعُمْيٌ وَخُرْسٌ وَشُل وَآخَرُونَ كَثِيرُونَ، وَطَرَحُوهُمْ عِنْدَ قَدَمَيْ يَسُوعَ. فَشَفَاهُمْ 31حَتَّى تَعَجَّبَ الْجُمُوعُ إِذْ رَأَوْا الْخُرْسَ يَتَكَلَّمُونَ، وَالشُّلَّ يَصِحُّونَ، وَالْعُرْجَ يَمْشُونَ، وَالْعُمْيَ يُبْصِرُونَ. وَمَجَّدُوا إِلهَ إِسْرَائِيلَ.«.

وهذا من المبالغة التي تشبه ما ورد في يوحنا 21 :25 »25وَأَشْيَاءُ أُخَرُ كَثِيرَةٌ صَنَعَهَا يَسُوعُ، إِنْ كُتِبَتْ وَاحِدَةً وَاحِدَةً، فَلَسْتُ أَظُنُّ أَنَّ الْعَالَمَ نَفْسَهُ يَسَعُ الْكُتُبَ الْمَكْتُوبَةَ.«.



الرد



الحقيقة لايوجد اي مبالغه في بقية المبشرين فرغم ان مرقس البشير لم يكن تركيزه علي معجزات الشفاء ولكن مرقس البشير نفسه الذي يستشهد به المشكك هو شهد ايضا ان الرب يسوع المسيح صنع معجزات كثيره جدا جدا واقدم ادله علي سبيل المثال

إنجيل مرقس 1: 34


فَشَفَى كَثِيرِينَ كَانُوا مَرْضَى بِأَمْرَاضٍ مُخْتَلِفَةٍ، وَأَخْرَجَ شَيَاطِينَ كَثِيرَةً، وَلَمْ يَدَعِ الشَّيَاطِينَ يَتَكَلَّمُونَ لأَنَّهُمْ عَرَفُوهُ.



انجيل مرقس 3

7 فَانْصَرَفَ يَسُوعُ مَعَ تَلاَمِيذِهِ إِلَى الْبَحْرِ، وَتَبِعَهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ مِنَ الْجَلِيلِ وَمِنَ الْيَهُودِيَّةِ
8
وَمِنْ أُورُشَلِيمَ وَمِنْ أَدُومِيَّةَ وَمِنْ عَبْرِ الأُرْدُنِّ
. وَالَّذِينَ حَوْلَ صُورَ وَصَيْدَاءَ، جَمْعٌ كَثِيرٌ، إِذْ سَمِعُوا كَمْ صَنَعَ أَتَوْا إِلَيْهِ.
9
فَقَالَ لِتَلاَمِيذِهِ أَنْ تُلاَزِمَهُ سَفِينَةٌ صَغِيرَةٌ لِسَبَبِ الْجَمْعِ، كَيْ لاَ يَزْحَمُوهُ،

10
لأَنَّهُ كَانَ قَدْ شَفَى كَثِيرِينَ، حَتَّى وَقَعَ عَلَيْهِ لِيَلْمِسَهُ كُلُّ مَنْ فِيهِ دَاءٌ
.
11
وَالأَرْوَاحُ النَّجِسَةُ حِينَمَا نَظَرَتْهُ خَرَّتْ لَهُ وَصَرَخَتْ قَائِلَةً
: «إِنَّكَ أَنْتَ ابْنُ اللهِ!».



اما الاعداد التي قارن بينها المشكك واعتبر ان مرقس البشير يتكلم عن المسيح واحد فقط ولكن متي البشير بالغ وجعلهم كثيرين فهو اخطأ في هذا الامر لعدة اسباب

اولا مرقس البشير يتكلم عن موقف يختلف عن ما يتكلم عنه متي البشير فهو يتكلم عن معجزات في حدود العشر مدن ولكن متي البشير يتكلم عن المعجزات التي فعلها فوق الجبل الذي بجانب بحر الجليل ولهذا هم مكانين مختلفين

ثانيا مرقس البشير عندما ركز علي هذا الاعقد الاصم لم يقل ان المسيح لم يشفي اخر بل اشار كما اوضحت الي ان الرب يسوع صنع معجزات كثيره ولكن هو اهتم بشرح تفاصيل شفاء هذا الرجل لاشياء يريد ان يبرزها فركز عليها وساشرحها بمعونة الرب في المعني الروحي

ثالثا متي البشير اشار معجزات مشابهة فلم يكرر ويشير الي هذه المعجزه



انجيل مرقس 7

7: 31 ثم خرج ايضا من تخوم صور و صيدا و جاء الى بحر الجليل في وسط حدود المدن العشر

7: 32 و جاءوا اليه باصم اعقد و طلبوا اليه ان يضع يده عليه

كما قلت سابقا مرقس البشير يتكلم عن ما يحدث وسط حدود المدن العشر وليس فوق الجبل

بل مرقس البشير في الاصحاح التالي يوضح ان بين معجزة شفاء ابنة الكنعانية وبين معجزة اشباع الجموع عدة ايام ( في تلك الايام مر 8: 1 ) شفي فيها المسيح مجموعات مختلفة

وهذا يشرح لنا ان مره منهم شفي البعض اهمهم الاعقد ومره اخري هي التي يتكلم عنها متي البشير فوق الجبل وشفاء الجموع

وهنا مرقس البشير يوضح ان كانت هناك جموع وبالطبع مع الجمع يفعل المسيح معجزات كثيره كالعادة كما اشار مرقس البشير سابقا في الاصحاح 3

ويكمل مرقس البشير مؤكدا ذلك

7: 33 فاخذه من بين الجمع على ناحية و وضع اصابعه في اذنيه و تفل و لمس لسانه

اذا المسيح رغم الجمع وبالطبع استجاب لهم اراد ان يتفرد بهذا الاصم الاعقد ولهذا مرقس البشير لم يتحدث عن الاخرين ولكن ركز علي هذا الشخص لان المسير تعامل معه بطريقة مميزة

7: 34 و رفع نظره نحو السماء و ان و قال له افثا اي انفتح

7: 35 و للوقت انفتحت اذناه و انحل رباط لسانه و تكلم مستقيما

7: 36 فاوصاهم ان لا يقولوا لاحد و لكن على قدر ما اوصاهم كانوا ينادون اكثر كثيرا

7: 37 و بهتوا الى الغاية قائلين انه عمل كل شيء حسنا جعل الصم يسمعون و الخرس يتكلمون

وهنا الجموع يقولوا انه لم يشفي شخص واحد ولكن صم وخرس اي انهم كانوا كثيرين وهو صنع معجزات شفاء لكثيرين

اذا فما قاله المشكك خطأ فمتي البشير لم يبالغ ويحول معجزه واحده الي جموع ولكن كل المبشرين اتفقوا ان الرب يسوع صنع معجزات كثيره ولكن بعضهم ركز في بعض الاحيان علي معجزه فشرحها بتفصيل اكثر لاهميتها من وجهة نظره ولكن اكد علي ان الرب يسوع صنع الكثير من المعجزات

فكما قلت مرقس البشير فقط تكلم عن هذا المميز لانه يكلم الرومان الذين يعشقون القوة، فهو ينتصر لا على جنود بل على أرواح شريرة وعلى أمراض مستعصية.

وهذه المعجزة هي معجزة متعددة:

شفاء الصمم.

شفاء الخرس.

تدريب على الكلام اي تكلم مستقيماً.

تخزين كلمات في عقل المريض.

ولهذا مرقس البشير ركز عليها بتفاصيل اكثر ولم يتكلم عن اجماع المعجزات الكثيره جدا الا باشاره في النهاية

اما متي البشير فيكلم اليهود الذين لايقبلون الامم ولهذا يتكلم باختصار عن معجزات المسيح مع الامم ولا يستفيض فيها



انجيل متي 15

15: 29 ثم انتقل يسوع من هناك و جاء الى جانب بحر الجليل و صعد الى الجبل و جلس هناك

وهنا شرح متي البشير يوضح انه يتكلم عن موقف يختلف عن الذي تكلم عنه مرقس البشير

15: 30 فجاء اليه جموع كثيرة معهم عرج و عمي و خرس و شل و اخرون كثيرون و طرحوهم عند قدمي يسوع فشفاهم

هنا متي البشير يتكلم باختصار عن شفاء امراض هؤلاء البسطاء

15: 31 حتى تعجب الجموع اذ راوا الخرس يتكلمون و الشل يصحون و العرج يمشون و العمي يبصرون و مجدوا اله اسرائيل

وايضا يؤكد كما اكد مرقس البشير والكل ان المسيح صنع معجزات كثيرة



اما الشاهد الثالث

انجيل يوحنا 21

21: 24 هذا هو التلميذ الذي يشهد بهذا و كتب هذا و نعلم ان شهادته حق

21: 25 و اشياء اخر كثيرة صنعها يسوع ان كتبت واحدة واحدة فلست اظن ان العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة امين

الحقيقه فهم المشككين لهذا العدد غير دقيق ولكن بالفعل ما قاله يوحنا يتحقق بالفعل لان يوحنا يتكلم عن المعجزات والوعظات ومعناها الفكري والروحي ونقدر نطبقها واثبات صحتها بعدة طرق

اولا المسيح عمل معجزات كثيره جدا وذكر اقوال كثيره لو وصفت كل كلمة وكل لمسه شافيه منه سببها وماذا فعلت وكيف شفت الانسان وغيرت حياته الجسده والاجتماعيه والروحيه لبالفعل ما كفي العالم الكتب

ثانيا حتى الآن تؤلف وتطبع بلايين البلايين من الكتب لشرح وتفسير وتامل ووعظ وغيرها فيي حياة والام الرب يسوع المسيح هذه الكتبت لو فرشت علي الارض لما كفي اليابسه كميتها والموضوع لم ينتهي. بل إن كلمة الله غير محدودة في معانيها. فكل يوم نكتشف معنى جديد لكل آية. فمنذ 2000 سنة يتم تأليف كتب لشرح الكتاب المقدس. ومازال هناك الجديد.

ثالثا أن أعمال المسيح في العالم لم تنتهي ولكن مازالت حتى هذه اللحظة وكيف يتم حصر أعمال المسيح في العالم في عددها وتنوعها.

رابعا ولأن يوحنا كان يهدف من كتاباته إثبات لاهوت المسيح فهو ينظر إلى أعمال المسيح الأزلى الأبدى وهذه لا حصر لها في الكون.

خامسا مقياس يوحنا الحبيب عن وسائل الكتابه هو المخطوطات الجلديه وبالفعل في هذا الوقت اسلوب الكتابه تاريخيا لاتكفي لكتابة كل معجزات الرب يسوع المسيح لاالمواد الكتابيه ولا النساخ ولا حتي جلود الحيوانات المتوفره لكي يكتبوا عليها تكفي ان تذكر كل معجزات الرب يسوع المسيح مفرده وبخاصه ان الكلمه اليونانية تحمل معني يحتوي بمعني ان لا يوجد فيه كتب تكفي في زمن يوحنا

فبكل هذه المقاييس لايوجد اي مبالغه ولا تضخيم

ولكن العبارة عبارة شعرية تعني أن أعمال المسيح لا تعد.

وهذه الآية هي ختام رائع لإنجيل يوحنا فهى من ناحية تعبر عن محبة يوحنا الحبيب للمسيح فهو يشعر أن أعمال محبته تجاهه وتجاه كل البشر هي لا نهائية. وهي نهاية متفقة مع غرض الإنجيل الذي يثبت لاهوت المسيح مما يجعل محدودية كتب العالم غير قادرة على إستيعاب أعمال الله ومحبته اللا نهائية. وأيضاً نهاية رائعة لهذا الإصحاح الذى يطالبنا فيه المسيح بالمحبة وهذه شعر بها يوحنا الحبيب فعبر بهذا عن ان أعماله لا نهائية.

والادله علي المعجزات كثيره جدا من الانجيل وخارهم

بل تلاميذه ورسله الذين شاهدوا وامنوا وبشروا وشهدوا بها كثرة عدد الشهود وتوافق شهادتهم، وأمانتهم حتى أنهم احتملوا المقاومات العنيفة والاضطهاد حتى الموت.

وايضا يوجد ليس فقط شهادات التلاميذ ولكن حتي بعض المؤرخين المعاصرين مثل يوسيفوس الذي ذكر ان يسوع صنع معجزات كثيره وغيره من المؤرخين

بل حتي قران المسلمين ذكر ان عيسي صنع معجزات كثيره

المائدة 110

إِذْ قَالَ ٱللَّهُ يٰعِيسَى ٱبْنَ مَرْيَمَ ٱذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَىٰ وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ ٱلْقُدُسِ تُكَلِّمُ ٱلنَّاسَ فِي ٱلْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ ٱلْكِتَابَ وَٱلْحِكْمَةَ وَٱلتَّوْرَاةَ وَٱلإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ ٱلطِّينِ كَهَيْئَةِ ٱلطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِىءُ ٱلأَكْمَهَ وَٱلأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ ٱلْمَوتَىٰ بِإِذْنِيِ وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِٱلْبَيِّنَاتِ فَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَـٰذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ



واخيرا المعني الروحي

من تفسير ابونا انطونيوس فكري

في الآيات السابقة رأينا السيد المسيح يذهب إلى تخوم صور وصيدا حتى يخلص نفس المرأة الكنعانية وابنتها، فهو كما ذهب للسامرة لأجل خلاص نفس السامرية، هكذا صنع هنا خلاصاً لهذه الكنعانية. ولكنه لم يًرد أن يستمر في أراضي الأمم كثيراً حتى لا يعثر اليهود (= ثم خرج أيضاً من تخوم صور وصيداء=) إذ يرونه في شركة مع الأمم الدنسين. والسيد هنا يشفي أصم أعقد. وأعقد أي ثقيل اللسان، يتكلم بصعوبة وذلك لأنه أصم، وبسبب صممه إلتوى لسانه. وروحياً فهذا يمثل العاجز عن تسبيح الله لأنه سد أذانه عن سماع كلمة الله، ويمثل العاجز عن الشهادة للحق. والمسيح استخدم معه طرقاً ملموسة، حتى توقظ فيه هذه الحركات الخارجية روح الإيمان اللازم لنوال الشفاء، لأنه وهو أصم لا يستطيع أن يسمع كلام الرب. فالسيد وضع إصبعه في أذنيه ليشعر المريض بإصبعه أي قوته الشافية ويتلامس أيضاً مع حب المسيح وحنانه. وتفل ولمس لسانه ليؤمن أن هناك قوة ستخرج منه لتفك لسانه. ورفع نظره ليعلم المريض أن يرفع نظره لله، وليؤكد له أن القوة التي ستشفيه هي من الله وأنه متحد مع الآب. وأن قوة الشفاء هي من الله وليست من بعلزبول. والإصبع هو إشارة للروح القدس (لو20:11+ مت28:12). وعمل الروح القدس هو فتح حواسنا الروحية لندرك السماويات. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). وتفل المسيح كان ليرى هذا الأصم شيء معبر عن الحياة يخرج من المسيح، فجسد المسيح حي ومحيي ومن يأكله يحيا به (يو57:6) وكان التفل (جزء من جسد المسيح) ليعطي حياة لأعضائه الميتة، هذه كنقل دم لمريض ليعطيه حياة وأنَّ.. وقال إفثا= أنين المسيح هنا هو مثل بكائه على قبر لعازر فهو متعاطف معنا، شاعر بألامنا "في كل ضيقهم تضايق" وقوله إفثأ (آرامية وتعني بالعربية إنفتح)، فهذا يعبر عن إرادة الله أن تكون حواسنا مفتوحة على السماويات. وللوقت= إعلاناً عن قدرة السيد نجد الشفاء فورياً، وهذا ما يريد مرقس إظهاره للرومان.



والمجد لله دائما