هل اخطأ المسيح في قول من الان ترون السماء مفتوحة وملائكة الله ؟ يوحنا 1: 51



Holy_bible_1



الشبهة


676ـ »ورد في إنجيل يوحنا 1 :51 »51وَقَالَ لَهُالْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مِنَ الآنَ تَرَوْنَ السَّمَاءَ مَفْتُوحَةً، وَمَلاَئِكَةَ اللهِ يَصْعَدُونَ وَيَنْزِلُونَ عَلَى ابْنِ الإِنْسَانِ».«.

وهذا خطأ، لأن هذا القول كان بعد معمودية المسيح، وبعد نزول الروح القدس، ولم ير أحدٌ بعدهما أن السماء انفتحت، وملائكة الله صاعدة ونازلة على المسيح.



الرد



كلام المسيح في هذا العدد وبالفعل رائ الكثيرين السماء مفتوحه وراوا ملائكة الله وتمت المصالحة بواسطة ابن الله الذي اصبح ابن الانسان فالعدد يقول

انجيل يوحنا 1

1: 48 قال له نثنائيل من اين تعرفني اجاب يسوع و قال له قبل ان دعاك فيلبس و انت تحت التينة رايتك

الموقف الذي قال الرب يسوع المسيح فيه العدد هو ان نثنائيل في اور مره يقابله فيها اطلق عليه الرب يسوع انه اسرائيلي حق لاغش فيه فساله نثنائيل من اين تعرفني لانها اول مره يتقابلا فيها فكيف عرف المسيح ان نثنائيل اسرائيلي

فاجاب الرب يسوع قائلا وانت تحت التينة رايتك , وهناك تفسيرين لهذه القصه الاول ان الحوار دار بين فيلبس ونثنائيل تحت تينه حيث كان يجلس نثنائيل وهو الذي قال فيه امن الناصره يمكن ان يكون شيئ صالح فعندما اخبره المسيح بذلك تعجب نثنائيل من معرفة الرب لهاذا الامر

تفسير الثاني وهو تقليد قديم يقول ان وقت قتل اطفال بيت لحم جاء جنود هيرودس الي المنطقة التي فيها ام نثنائيل وابنها الرضيع فأخفت أم نثنائيل إبنها في سفط وضعته تحت التينة وخبأته فيها فلم يجده جنود هيرودس، وهذه القصة لا يعرفها سوى نثنائيل وأمه فقط، لذلك ذُهِلَ نثنائيل إذ أخبره بها المسيح، إذ شعر أن لا شيء مخفي عن عينيه.

ولكن عموما التينة لها معنى في حياة نثنائيل كأن يكون له ذكريات روحية وهو يصلي تحتها إذاً بهذا فهم نثنائيل أن المسيح مطلع على المشاعر الروحية أيضاً. إذاً هو فاحص القلوب.

1: 49 اجاب نثنائيل و قال له يا معلم انت ابن الله انت ملك اسرائيل

فاعترف نثنائيل بسبب هذا الحدث ان يسوع هو ابن الله إذ رآه قادراً مقتدراً يعرف كل شيء فآمن أنه المسيا المنتظر ولكن علي الفكر المادي انه الملك المنتظر الذي يعيد الملك لاسرائيل

1: 50 اجاب يسوع و قال له هل امنت لاني قلت لك اني رايتك تحت التينة سوف ترى اعظم من هذا

وهنا المسيح يريد ان يرفع مستوي ايمان نثنائيل من الارضيات الي السماويات فالمسيح ليس ملك ارضي فقط بل له سلطان سماوي وهو

1: 51 و قال له الحق الحق اقول لكم من الان ترون السماء مفتوحة و ملائكة الله يصعدون و ينزلون على ابن الانسان

واقسم العدد الي اجزاء

اولا تعبير السماء مفتوحة فهو دقيق وصحيح من عدة زوايا اولا المسيح الذي جاء ليصالح السمائيين بالارضيين

إنجيل لوقا 1: 35


فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَها: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ.



وظهر ذلك بوضوح في معموديته

انجيل متي 3

3: 16 فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء و اذا السماوات قد انفتحت له فراى روح الله نازلا مثل حمامة و اتيا عليه

3: 17 و صوت من السماوات قائلا هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت



فهو الباب المفتوح في السماء

إنجيل يوحنا 10: 9


أَنَا هُوَ الْبَابُ. إِنْ دَخَلَ بِي أَحَدٌ فَيَخْلُصُ وَيَدْخُلُ وَيَخْرُجُ وَيَجِدُ مَرْعًى



فرؤيتهم للمسيح وبدئ تعرفهم عليه هي رؤية باب مفتوح في السماء

وهو ايضا الطريق الذي يوصل الي السماء المفتوحه

إنجيل يوحنا 14: 6


قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي.



رسالة بولس الرسول الي العبرانيين 10

19 فَإِذْ لَنَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ ثِقَةٌ بِالدُّخُولِ إِلَى «الأَقْدَاسِ» بِدَمِ يَسُوعَ،
20
طَرِيقًا كَرَّسَهُ لَنَا حَدِيثًا حَيًّا، بِالْحِجَابِ، أَيْ جَسَدِهِ،



وهذا هو السلم الذي راه يعقوب

سفر التكوين 28

12 وَرَأَى حُلْمًا، وَإِذَا سُلَّمٌ مَنْصُوبَةٌ عَلَى الأَرْضِ وَرَأْسُهَا يَمَسُّ السَّمَاءَ، وَهُوَذَا مَلاَئِكَةُ اللهِ صَاعِدَةٌ وَنَازِلَةٌ عَلَيْهَا.



وايضا تعبير السماء مفتوحه له مدلوله لشعب اسرائيل ويفهمونه جيدا وهو العطايا والخيرات

سفر المزامير 78

23 فَأَمَرَ السَّحَابَ مِنْ فَوْقُ، وَفَتَحَ مَصَارِيعَ السَّمَاوَاتِ.
24
وَأَمْطَرَ عَلَيْهِمْ مَنًّا لِلأَكْلِ، وَبُرَّ السَّمَاءِ أَعْطَاهُمْ
.
25
أَكَلَ الإِنْسَانُ خُبْزَ الْمَلاَئِكَةِ
. أَرْسَلَ عَلَيْهِمْ زَادًا لِلشِّبَعِ.

فاذا كان قيل هذا علي نزول المن من السماء فكم يوصف نزول المن الحقيقي وهو الرب يسوع المسيح نفسه من السماء اليس هذا دليل قوي انه بالفعل يرون امامهم السماء مفتوحه وان الانسان واقف امامهم وهو الذي صنع معجزات اطعام الجموع وصنع معجزات شفاء واخراج اوراح شياطين ما لا يعد كل هذا بركات سماوية من السماء المفتوحه بتجسد ابن الله

وهم شاهدوا ذلك وعاينوه بما فيهم نثنائل

ولايضا لو سناخذ الامر بطريقه لفظية فشهد كثيرين انهم بالفعل رؤا السموات مفتوحة

استفانوس

سفر أعمال الرسل 7: 56


فَقَالَ: «هَا أَنَا أَنْظُرُ السَّمَاوَاتِ مَفْتُوحَةً، وَابْنَ الإِنْسَانِ قَائِمًا عَنْ يَمِينِ اللهِ».



بطرس

سفر أعمال الرسل 10: 11


فَرَأَى السَّمَاءَ مَفْتُوحَةً، وَإِنَاءً نَازِلاً عَلَيْهِ مِثْلَ مُلاَءَةٍ عَظِيمَةٍ مَرْبُوطَةٍ بِأَرْبَعَةِ أَطْرَافٍ وَمُدَلاَةٍ عَلَى الأَرْضِ.



يوحنا

سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 4: 1


بَعْدَ هذَا نَظَرْتُ وَإِذَا بَابٌ مَفْتُوحٌ فِي السَّمَاءِ، وَالصَّوْتُ الأَوَّلُ الَّذِي سَمِعْتُهُ كَبُوق يَتَكَلَّمُ مَعِي قَائِلاً: «اصْعَدْ إِلَى هُنَا فَأُرِيَكَ مَا لاَ بُدَّ أَنْ يَصِيرَ بَعْدَ هذَا».



سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 19: 11


ثُمَّ رَأَيْتُ السَّمَاءَ مَفْتُوحَةً، وَإِذَا فَرَسٌ أَبْيَضُ وَالْجَالِسُ عَلَيْهِ يُدْعَى أَمِينًا وَصَادِقًا، وَبِالْعَدْلِ يَحْكُمُ وَيُحَارِبُ.



الجزء الثاني ملائكة يصعدون وينزلون

وهذا ايضا تحقق بوضوح لان المعني المقصود ان الملائكة اصبحت تحمل القديسين الي مكان الراحه والانتظار بوبدات الملائكة تخدم القديسين

رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 1: 14


أَلَيْسَ جَمِيعُهُمْ أَرْوَاحًا خَادِمَةً مُرْسَلَةً لِلْخِدْمَةِ لأَجْلِ الْعَتِيدِينَ أَنْ يَرِثُوا الْخَلاَصَ!



وبالفعل مجيئ المسيح كان مصاحب لربوات القديسين الملائكة

رسالة يهوذا 1: 14


وَتَنَبَّأَ عَنْ هؤُلاَءِ أَيْضًا أَخْنُوخُ السَّابعُ مِنْ آدَمَ قَائِلاً: «هُوَذَا قَدْ جَاءَ الرَّبُّ فِي رَبَوَاتِ قِدِّيسِيهِ،



والمسيح يوم ميلاده اتت ملائكه كثيرين

انجيل لوقا 2

9 وَإِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ وَقَفَ بِهِمْ، وَمَجْدُ الرَّبِّ أَضَاءَ حَوْلَهُمْ، فَخَافُوا خَوْفًا عَظِيمًا.
10
فَقَالَ لَهُمُ الْمَلاَكُ
: «لاَ تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ:
11
أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ
.
12
وَهذِهِ لَكُمُ الْعَلاَمَةُ
: تَجِدُونَ طِفْلاً مُقَمَّطًا مُضْجَعًا فِي مِذْوَدٍ».
13
وَظَهَرَ بَغْتَةً مَعَ الْمَلاَكِ جُمْهُورٌ مِنَ الْجُنْدِ السَّمَاوِيِّ مُسَبِّحِينَ اللهَ وَقَائِلِينَ
:
14 «
الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ
».
15
وَلَمَّا مَضَتْ عَنْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ إِلَى السَّمَاءِ، قَالَ الرجال الرُّعَاةُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ
: «لِنَذْهَبِ الآنَ إِلَى بَيْتِ لَحْمٍ وَنَنْظُرْ هذَا الأَمْرَ الْوَاقِعَ الَّذِي أَعْلَمَنَا بِهِ الرَّبُّ».



والمسيح بعد المعموديه بالفعل كانت الملائكة تخدمة

إنجيل متى 4: 11


ثُمَّ تَرَكَهُ إِبْلِيسُ، وَإِذَا مَلاَئِكَةٌ قَدْ جَاءَتْ فَصَارَتْ تَخْدِمُهُ.



إنجيل مرقس 1: 13


وَكَانَ هُنَاكَ فِي الْبَرِّيَّةِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا يُجَرَّبُ مِنَ الشَّيْطَانِ. وَكَانَ مَعَ الْوُحُوشِ. وَصَارَتِ الْمَلاَئِكَةُ تَخْدِمُهُ.



وكان له سلطان علي الملائكة

إنجيل متى 26: 53


أَتَظُنُّ أَنِّي لاَ أَسْتَطِيعُ الآنَ أَنْ أَطْلُبَ إِلَى أَبِي فَيُقَدِّمَ لِي أَكْثَرَ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ جَيْشًا مِنَ الْمَلاَئِكَةِ؟



وملاك كان يخدمه في البستان

إنجيل لوقا 22: 43


وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ.



وملائكة نزلت وقت القيامة

إنجيل يوحنا 20: 12


فَنَظَرَتْ مَلاَكَيْنِ بِثِيَابٍ بِيضٍ جَالِسَيْنِ وَاحِدًا عِنْدَ الرَّأْسِ وَالآخَرَ عِنْدَ الرِّجْلَيْنِ، حَيْثُ كَانَ جَسَدُ يَسُوعَ مَوْضُوعًا.



وتلاميذه بعده صاروا يتعاملون مع ملائكه كثيرون

سفر أعمال الرسل 5: 19


وَلكِنَّ مَلاَكَ الرَّبِّ فِي اللَّيْلِ فَتَحَ أَبْوَابَ السِّجْنِ وَأَخْرَجَهُمْ وَقَالَ:



سفر أعمال الرسل 8: 26


ثُمَّ إِنَّ مَلاَكَ الرَّبِّ كَلَّمَ فِيلُبُّسَ قِائِلاً: «قُمْ وَاذْهَبْ نَحْوَ الْجَنُوبِ، عَلَى الطَّرِيقِ الْمُنْحَدِرَةِ مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى غَزَّةَ الَّتِي هِيَ بَرِّيَّةٌ».



سفر أعمال الرسل 10: 3


فَرَأَى ظَاهِرًا فِي رُؤْيَا نَحْوَ السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ مِنَ النَّهَارِ، مَلاَكًا مِنَ اللهِ دَاخِلاً إِلَيْهِ وَقَائِلاً لَهُ: «يَا كَرْنِيلِيُوسُ!».



سفر أعمال الرسل 12: 7


وَإِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ أَقْبَلَ، وَنُورٌ أَضَاءَ فِي الْبَيْتِ، فَضَرَبَ جَنْبَ بُطْرُسَ وَأَيْقَظَهُ قَائِلاً: «قُمْ عَاجِلاً!». فَسَقَطَتِ السِّلْسِلَتَانِ مِنْ يَدَيْهِ.



سفر أعمال الرسل 27: 23


لأَنَّهُ وَقَفَ بِي هذِهِ اللَّيْلَةَ مَلاَكُ الإِلهِ الَّذِي أَنَا لَهُ وَالَّذِي أَعْبُدُهُ،



وحتي الان السماء مفتوحه وملائكة ابن الانسان لازالت تصعد وتنزل وقال يصعدون اولا لانه نزل بهم وقت تجسده وبعد هذا يصعدون وينزلون باستمرار ويراهم كل مؤمن حقيقي بعينه الروحيه الايمانية قبل العين البشرية , اما الانسان عديم الايمان لا يستطيع ان يري هذا لانه عديم الايمان فلا يملك الا ان يكذب ويرفض فقط



واخيرا المعني الروحي

من تفسير ابونا تادرس يعقوب واقوال الاباء

يرى البعض أن هذا التشبيه مأخوذ مما كان متبعًا حين يذهب أمير إلى بلد ما يأتي سفراء بلده ذاهبين إليه وراجعين إلى بلده يحملون إليه ومنه رسائل. هكذا فإن الملائكة السمائيين هم رسل يُرسلون لخدمة ملكهم الذي تنازل وتجسد ليسلك على الأرض كابن الإنسان.

بينما شهد له نثنائيل: "أنت ابن الله؛ أنت ملك إسرائيل" [٤٩]، إذا به في تواضعه يدعو نفسه ابن الإنسان.

ربما يتحدث هنا عن ظهوره في مجيئه الثاني ليدين العالم.

v     أرأيت كيف يصعد المسيح بنثنائيل من الأرض قليلاً قليلاً، ويجعله ألا يظنه إنسانًا مجردًا؟ لأن من تخدمه الملائكة وتصعد عليه وتنزل كيف يكون هذا إنسانًا؟ لهذا السبب قال له: "سوف ترى أعظم من هذا"[50] ولتأكيد ذلك قدم خدمة الملائكة له.

ما قاله يعنى هذا "هل تحسب يا نثنائيل أنه أمر عظيم بان تعترف بي إني ملك إسرائيل؟ فما الذي تقوله عني إذا رأيت الملائكة صاعدين ونازلين إليَّ؟" بهذه الأقوال حقق المسيح عند نثنائيل أنه رب الملائكة، لأن الملائكة يصعدوا وينزلوا إليه كخدام لابن ملكهم الحقيقي.

 حدث ذلك في وقت صلبه وفي وقت قيامته، وعند صعوده، وقبل ذلك حين تقدموا وخدموه (مت 4: 11)، وحين بشروا بمولده لما قالوا: "المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة" (لو 2: 14)، وعندما جاءوا إلى مريم، وجاءوا إلى يوسف[267].

القديس يوحنا الذهبي الفم

v     إن كانوا يصعدون وينزلون إليه فهو موجود فوق وهنا في نفس الوقت. فإنه لا يمكن بأية حال أن يصعدوا وينزلوا إليه ما لم يكن موجودًا هناك حيث يصعدون وهنا حيث ينزلون..

لنرى المسيح فوق وأسفل خلال شاول، فقد جاء صوت الرب نفسه من السماء قائلاً: "شاول، شاول، لماذا تضطهدني؟" (أع ٩: ٤) ماذا؟...

من أين صرخ؟ من السماء، فهو إذن فوق.

ويقول لماذا تضطهدني؟ "فهو أيضًا تحت (لأن بولس لم يصعد إلى السماء ليضطهده)[268]

القديس أغسطينوس

يرى القديس أغسطينوس[269] أن رؤيتنا للسيد المسيح والملائكة يصعدون وينزلون إليه أعظم من وجودنا تحت ظل شجرة التين أو تحت ظل الموت. أما الملائكة فهم رسل السيد المسيح وتلاميذه. كمثال صعد بولس حين اختطف إلى السماء الثالثة وهو في الجسد أو خارج الجسد لا يعلم، لكنه سمع أمورًا لا يُنطق بها (2كو12: 2-4). وهو بنفسه نزل حينما لم يتكلم مع أهل كورنثوس كروحيين بل كجسديين كأطفالٍ في المسيح، يطعمهم لبنًا لا لحمًا (1 كو 3: 1-2). ذاك الذي صعد إلى السماء الثالثة من أجل المسيح، من أجله نزل إلى الشعب ليتحدث معهم بلغة الأطفال غير الناضجين متشبهًا بالأمهات عند حديثهن مع أطفالهن الصغار. لقد صعد ونزل حيث يقول: "إننا إن صرنا مختلين فلله، أو كنا عاقلين فلكم" (2 كو 5: 13).

يقول القديس أغسطينوس: [إن كان الرب نفسه صعد ونزل، فواضح أن الكارزين به يصعدون بالاقتداء به، وينزلون بالكرازة[270].]



والمجد لله دائما