هل تغيير الاسلوب في اخر عدد في انجيل يوحنا من الغائب الي المخاطب يدل ان كاتبه شحص اخر ؟ يوحنا 21: 24



Holy_bible_1



الشبهة



لم يثبت بالسند الكامل أن الإنجيل المنسوب إلى يوحنا من تأليفه، فإن يوحنا 21:24 يقول:

 »24هذَا هُوَ التِّلْمِيذُ الَّذِي يَشْهَدُ بِهذَا وَكَتَبَ هذَا. وَنَعْلَمُ أَنَّ شَهَادَتَهُ حَقٌّ. 25وَأَشْيَاءُ أُخَرُ كَثِيرَةٌ صَنَعَهَا يَسُوعُ، إِنْ كُتِبَتْ وَاحِدَةً وَاحِدَةً، فَلَسْتُ أَظُنُّ أَنَّ الْعَالَمَ نَفْسَهُ يَسَعُ الْكُتُبَ الْمَكْتُوبَةَ. « فانتقل في هذه الآية من الحديث بصيغة الغائب إلى الحديث بصيغة المتكلم، فيكون أن الكاتب شخصٌ آخر غير يوحنا، وأن الكاتب الحقيقي وجد شيئاً من كتابات يوحنا، فنقل عنه بزيادة ونقصان.



الرد



لم يقل احد من علماء اللغات ان انتقال الاسلوب من الغائب الي المخاطب يدل ان الكاتب هو اخر ولكن هذا يسمي اسلوب التفات واين هو دليل المشكك ان الكاتب هو اخر ؟ فهل قال الانجيل ان الكاتب هو شخص ينقل من بعض كتابات يوحنا ؟ فالمشكك بالحقيقه يقدم افتراءات لايوجد دليل عليها ولكن اقدم دليل علي ان تغير اسلوب الغائب الي المخاطب هو اسلوب بلاغي

اسلوب الغائب

( من مرجع ضفاف البلاغه والنقد )

هناك اساليب كثيرة لبناء الرواية أو القصه من اهمهم اسلوب السرد ( الراوي ) وأسلوب الغائب

وأسلوب الغائب هو القدره علي التخلص من الأنا والتماهي والذوبان في مناحي الروايه واسلوب الغائب هو الاقدر علي تقديم الرواية

وبهذا تقدم الروايه ليس علي سبيل الافتخار

وفيه تتجلي الابداع وقدرة الكاتب علي شد القارئ الي حيثيات وأجزاء الروايه وفصلا فصلا الي النهاية والتي قد تكون مفتوحه وقد تكون مغلقه كلاسيكية.

واسلوب الغائب يقدم ايضا

1. تطرية الكلام
2.
إبعاد الضجر والملل عن نفس السامع

3.
التنبيه

وهذه الثلاثة تسمى فوائد أسلوب الالتفات
.

وتعليقا علي اسلوب الحاضر او الراوي هو اسلوب يفتقر الي البلاغه القديمه واسلوب الراوي يضعف الرواية ولا يمنح الراوي حرية التعبير لان الراوي السارد لايجعل علي تقديم تشخيص صحيح للاحداث لان الراوي يحرص علي اظهار أنا بدل من هو

اما التحول من اسلوب الغائب الي المخاطب فهو الالتفات

الالتفات ظاهرة أسلوبية بارزة في آيات هذه السورة ، تسترعي الانتباه ، وتستدعي الدراسة ، وقد اكتشفه البلاغيون القدامى ، وصنّفوه ضمن أنواع (الخروج عن مقتضى الظاهر) في الأسلوب لداعٍ من الدواعي البلاغية ذات التأثير في النفوس والأفكار ، كما اهتم به المحدثون فتوسعوا في تعريفه وأنواعه ، وفي الكشف عن الكثير من أغراضه ومستوياته ، ولا سيما دوره في الالتفات السردي في فن القص

وتعريف (الالتفات) : هو التحويل في التعبير الكلامي من اتجاه إلى آخر من جهات أو طرق الكلام الثلاث : التكلم - والخطاب - والغيبة

الأغراض العامة للالتفات

يحقق الالتفات – على وجه العموم – ثلاثة أغراض في وقت واحد

أولها : التنويع في الأسلوب ، \"لأن الكلام إذا نُقل من أسلوب إلى أسلوب كان ذلك أحسن تطرية لنشاط السامع وإيقاظاً للإصغاء إليه على أسلوب واحد

الثانية : الاقتصاد والإيجاز في التعبير ، فبدل أن يقول النص لمُعاصري التنزيل الكافرين من بني إسرائيل فمن بعدهم : وأنتم يا بني إسرائيل ما زلتم على طريقة أسلافكم ، أفلا تعقلون ؟ اقتصر النص على : {أفلا تعقلون} مستغنياً بأسلوب الالتفات ، للدلالة على ما يمكن فهمُه ذهناً ، إذ اعتبرهم النص داخلين في عموم خطاب الغائبين السالفين ، إذ هم موافقون على ما كانوا يفعلون ، أو يفعلون مثلهم

ثالث الأغراض العامة التي يحققها الالتفات : التنبيه على الذي تمَّ الالتفات إليه أو الالتفات عنه ( تقديراً أو تحقيراً – مدحاً أو ذمّاً – ترغيباً أو ترهيباً ) ،



اذا يوحنا الحبيب حسب كتب البلاغه هو بليغ باستخدام هذا الاسلوب في ختام انجيله

ولكن اشرح اكثر موضحا

انجيل يوحنا 21

21: 21 فلما راى بطرس هذا قال ليسوع يا رب و هذا ما له

هنا يستمر يوحنا بالكلام عن نفسه باسلوب الغائب ويقول ان بطرس صديق يوحنا بعد ان اخبره المسيح بنبوة عن مستقبله يسال عن مصير يوحنا. وهذا يكشف نوع من محبة بطرس ليوحنا وايضا بعض الغيره من التلاميذ بسبب محبة المسيح ليوحنا فظنوا انه يحبه اكثر

ولكن يوحنا لا يسال عن مستقبله بل يثق ان المسيح سيكون معه في كل طريقه فهو اختار المسيح وسلم له

21: 22 قال له يسوع ان كنت اشاء انه يبقى حتى اجيء فماذا لك اتبعني انت

وهنا المسيح يقول لبطرس ان لا يقارن نفسه بيوحنا وايضا يسلم حياته للمسيح. فيقول لبطرس هل لو اراد المسيح ان يبقي يوحنا الي ان ياتي المسيح المره الثانيه فهل هذا يضايق بطرس ؟ ولكن الواجب من بطرس فقط ان يتبع المسيح حيث يقوده

21: 23 فذاع هذا القول بين الاخوة ان ذلك التلميذ لا يموت و لكن لم يقل له يسوع انه لا يموت بل ان كنت اشاء انه يبقى حتى اجيء فماذا لك

وبسبب قول المسيح ذاع خطأ ان يوحنا يبقي الي مجيئ المسيح الثاني ولكن المسيح لم يقل ذلك ولكن قال ان كنت اشاء اي ان المسيح لو اراد ورائ سبب مناسب ان يبقي يوحنا حي بالجسد الي ان يجيئ فهو يقدر ان يفعل هذا ولكن لان هذا ليس له سبب مناسب فلن يفعل المسيح ذلك . ف حالة التذمر التي كانت سائدة بين التلاميذ، جعلتهم يظنون أن المسيح يحب يوحنا أكثر منهم، وكان هذا سبب سؤال بطرس عن كيفية موت يوحنا وكان هذا سبب أن التلاميذ تصيدوا قول المسيح وأشاعوا أن المسيح بسبب محبته ليوحنا سيجعله يعيش للأبد والبعض فهم ذلك متاخرا إذ طال عمر القديس يوحنا فعاش حتى استشهد كل التلاميذ ظن المؤمنون أنه لن يموت حتى مجيء السيد المسيح الثاني، إذ فسّروا كلمات السيد بتأويلها على غير ما تحتمله الكلمات، لكن القديس يوحنا صحح مفهومهم وأكد أن السيد لم يقل هذا.

. ويوحنا يشرح أن المسيح لم يقل هذا. وللآن فنحن نتصور أن المسيح يحب الآخرين أكثر منا بسبب أي خيرات يعطيها لهم فهذا خطأ

ولتاكيد ذلك يبدا يوحنا يعلن بوضوح انه هو هذا التلميذ كاتب الانجيل فيقول

21: 24 هذا هو التلميذ الذي يشهد بهذا و كتب هذا و نعلم ان شهادته حق

فالتلميذ يوحنا الذي قال عنه المسيح انه لو يشاء يبقي الي ان يجيئ هو الذي كتب الانجيل وهو يقول ان الذين كانوا حولوه يعلموا انه شاهد عيان وشهادته حق وكل ما قاله صدق وامانه وانه يكتب بوحي وارشاد الروح القدس

وهنا نجد ان يوحنا بدا يغير الاسلوب من اسلوب الغائب الي اسلوب المخاطب تدريجيا فيقول يشهد ثم يتحول الاسلوب الي نعلم ثم في العدد المقبل اظن

وهو قال ذلك سابقا مؤكد ان هذا اسلوبه

إنجيل يوحنا 19: 35


وَالَّذِي عَايَنَ شَهِدَ، وَشَهَادَتُهُ حَقٌ، وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ لِتُؤْمِنُوا أَنْتُمْ.



رسالة يوحنا الرسول الأولى 1: 1


اَلَّذِي كَانَ مِنَ الْبَدْءِ، الَّذِي سَمِعْنَاهُ، الَّذِي رَأَيْنَاهُ بِعُيُونِنَا، الَّذِي شَاهَدْنَاهُ، وَلَمَسَتْهُ أَيْدِينَا، مِنْ جِهَةِ كَلِمَةِ الْحَيَاةِ.



رسالة يوحنا الرسول الثالثة 1: 12


دِيمِتْرِيُوسُ مَشْهُودٌ لَهُ مِنَ الْجَمِيعِ وَمِنَ الْحَقِّ نَفْسِهِ، وَنَحْنُ أَيْضًا نَشْهَدُ، وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ شَهَادَتَنَا هِيَ صَادِقَةٌ.



رؤيا يوحنا 1

1 إِعْلاَنُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي أَعْطَاهُ إِيَّاهُ اللهُ، لِيُرِيَ عَبِيدَهُ مَا لاَ بُدَّ أَنْ يَكُونَ عَنْ قَرِيبٍ، وَبَيَّنَهُ مُرْسِلاً بِيَدِ مَلاَكِهِ لِعَبْدِهِ يُوحَنَّا،
2
الَّذِي شَهِدَ بِكَلِمَةِ اللهِ وَبِشَهَادَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ بِكُلِّ مَا رَآهُ
.

فيوحنا كرر هذا الاسلوب ليؤكد انه شاهد عيان

21: 25 و اشياء اخر كثيرة صنعها يسوع ان كتبت واحدة واحدة فلست اظن ان العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة امين

فيوحنا بهذا يؤكد انه كاتب الانجيل وانه صادق في ما يقول وانه شاهد عيان ويلفت نظر القارئ الي اشياء هامة وهو ان شهادة هذا الكتاب حق لان كاتبه شاهد حق

وبالفعل اسلوب تحول من الغائب الي المخاطب حقق يوحنا اسلوب الالتفات باغراضه

أولها : التنويع في الأسلوب ، \"لأن الكلام إذا نُقل من أسلوب إلى أسلوب كان ذلك أحسن تطرية لنشاط السامع وإيقاظاً للإصغاء إليه على أسلوب واحد

الثانية : الاقتصاد والإيجاز في التعبير

ثالث الأغراض العامة التي يحققها الالتفات : التنبيه على الذي تمَّ الالتفات إليه تقديراً وترغيباً لسماع شهادته الحق



والمجد لله دائما